SHAZ & The City

المطرب المثلي حامد سينو (Instagram)
المطرب المثلي حامد سينو (Instagram)

المثليّ الأول في الشرق الأوسط: حامد سينو

مين إنت حامد سينو؟

عشان أجاوب على هاد السؤال لازم أشرح شو بعمل حامد سينو

نبدأ؟ بدي أبدا من القاع للسطح…

من الموسيقى المؤثرة مع الفرقة الناجحة لحد ما بديت الصالونات الحيوية والمظهر اللي بجنن المثليّين والبنات حول العالم.

حامد هو واحد من أعضاء الفرقة الناجحة “مشروع ليلى” اللي تأسست قبل 6 سنين في بيروت.

مشروع ليلى، هي وحدة من أكتر الفرق اللي محبوبة بالروك البديل اليوم، تألقت مع ثلاث ألبومات وفرت إلها كتير محبين بجميع أنحاء العالم. بتتقاسم غبار النجوم في مهرجانات الموسيقى الدولية بجانب فرق الروك والموسيقى البديلة مثل Gorillaz وبتقدّم حفل أمام الآلاف من الجماهير، وبتصدر عبارات هدّامة، مذهلة ومثيرة بشكل رهيب.

http://instagram.com/p/oHQ2LeHbZo/

واليوم فش حدا بالعالم العربي ما بعرف الفرقة اللي نمت بمدينة بيروت ونجحت بضرب المسلّمات الاجتماعية الكثيرة. بتنتج روك بديل إيقاعي، رجّيج وبخلي الواحد يدمن، اللي ببرز وبتفرد فوق الضبابية الإيندية (موسيقى تعتمد على شركة تسجيلات مستقلة) المتجانسة واللي يتم إنتاجها بكميات تجارية في السنوات الأخيرة.

الكمان، المأخوذ من الموسيقى العربية الكلاسيكية، بعطي مشروع ليلى لما يلتقي مع الجيتارة الكهربائية ساوند مبتكر، اللي بذكرنا شوي بالروك البلقاني بس بختلف عنه بشكل كبير.

النصوص اللي باللغة العربية، بتحكي عن مواضيع بتتعلق بشكل مباشر بتجارب لشباب عرب معاصرين. بقدّم مشروع ليلى انتقادات للسياسة في لبنان، ما بخافو يستخدموا الشتائم، وبشكل أساسي بتوجهو للمجتمع المثلي العربي. يبدو إنو مشروع ليلى هي الفرقة العربية الوحيدة اللي بتحكي مباشرة عن الحب بجنس واحد. مثلا في أغنية “Shim el Yasmine”، وهي أغنية رومانسية بتقطع القلب بتحكي عن فراق بين زوجين من جنس واحد، واحد منهن بترك عشان يأسس بيت مغاير الجنس مع امرأة وأطفال، وهي ظاهرة منتشرة عند المجتمعات اللي تُدين المثلية الجنسية بحماسة.

المغني الرئيسي، حامد سينو، ما بخفي حقيقة إنه غاضب من معاملة النساء والمثليّين في المجتمع العربي، وفي أوقات الفراغ كمان بعبي حيّ الحمرا في بيروت بقوالب الإستنسل من الجرافيتي بشكل احتجاجي، واللي بتضلها الشرطة تشوهها بانتظام. واحدة من الكتابات الأكتر جرأة بهاجم فيها اللهجة العامية اللي بتعبر عن الخوف من المثليّين وبتستخدم كلمة معناها “منحرف” لوصف المثليّة. “مين المنحرف؟ إمك منحرفة. أنا مثليّ الجنس”، هيك كتب سينو على حيطان المدينة، ردّا على الجرافيتي اللي بعبر عن الخوف من المثليّة اللي انرشّ على مساحة العمل تبعته.

http://instagram.com/p/oVw9CKHbaq/

“كنت أعرف دلالة استخدام هاي الكلمة، وحقيقة إنو يتم أخذ المثليّة الجنسية والعار اللي فيها بربطها بالنطاق الواسع للرجولية العربية المعيارية غيرية الجنس، وآثارها المضرّة بالمثليّين، النساء وكل مين بتطابق مع الوضع”، وضّح.

خطوط عن شخصية الهومو العربي، الأجمل في العالم

حامد صاحب رشاش لون بضيء من جديد على رمادية السنين، من التصريحات الأنيقة بإنو لازم يطلع على المنصة بجلابية بيضا دون ملابس داخلية حتى التوكسيدو الفاخر. عدا عن هيك، حامد بفتخر بشوارب أنيقة والرقص الشرقي اللي برقصه على خشبة المسرح ما بحرج آخر الرقاصات المصريات المحترفات.

http://instagram.com/p/mngrQHHbSz/

حامد، بنظري، هو رمز الهومو العربي الجديد. ممكن البعض يزعم إنو تقليد غربي رخيص، بس الحقيقة إنو حامد هو النموذج الأولي للمجتمع المثلي الجديد اللي بتتواجد بهدوء من كم سنة قبل ما يصير المثلي “الهيبستر العربي معاصر للموضة”. فضلا عن كونه وسيم، وكل هومو عربي بعرفه بدو يكون زوجه، فالشجاعة اللي بيتمتع فيها وأجندة المساواة اللي بشجعها بحماس، ممكن قريبا جدا نبدأ نشوف تغيير حقيقي تجاه المجتمعات المثليّة في العالم العربي. ولحتى هداك الوقت، منقدر نقعد بجلابيات بناتيات من دون ملابس داخلية وندندن بأغانيه لإنو حاليا هاد الأمر لا زال يبدو بعيد.

اقرأوا المزيد: 511 كلمة
عرض أقل
عمر بركان (Instagram)
عمر بركان (Instagram)

هل “الرجل العربي المثالي” موجود عنجد؟

وإذا كان موجود، فهل هو حلم كل امرأة عربية أو مثليّ عربي؟

طيب، بدي أجاوب على هذا السؤال بجدّية وبشكل مباشر (حادّ قليلا). الجواب هو لا. للأسف فش شيء اسمه “الرجل المثالي” مش بس في المجتمع العربي، وفي كل مجتمعات العالم كمان.

بس لكل واحد وواحدة “المثالي الخاص به أو بها”، وبدي اليوم أقدم لكم قائمة الرجال الأكثر جاذبية للمثليّين (خصوصًا بالنسبة لي).

بقدم لكم قائمة الرجال اللي بدو كل مثليّ عادي أن ياخذهم زوجًا له (وفقًا للشريعة بالطبع)…

في المركز العاشر

مين: خالد أبو النجا

خالد ابو النجا (AFP)
خالد ابو النجا (AFP)

إيش: لاعب، مقدم برامج، عارض أزياء، وايش كمان؟ خالد هو “المامي الوطني” للمصريين وهو بحافظ على هذا اللقب بشرعية في الوقت اللي يشجع اللاعبين الشباب اللي بيظهروا هناك كالفطر بعد المطر.

ليش أه: أنا بنفسي كمثليّ، كان بدي أكون المرأة الأولى للأم الوطنية لل”مامي الوطني المصري”…

ليش لأ: لأنه من جهة أخرى في المركز العاشر فقط في القائمة، وأنا بطلعش مع المركز العاشر.

في المركز التاسع

مين: نيكولاس معوض

نيكولاس معوض (Twitter)
نيكولاس معوض (Twitter)

إيش: مقدم برامج وبالأساس لبناني على أفضل ما يرام. أشقر، عيون زرقاء وشعر يتغيّر كفصول السنة. معوض هو الخيال الأعنف لكلّ مثليّ قائم، فمن ناحية، بيحمل جينات بتبين وكأنه جاي دغري من برلين، ومن جهة أخرى هو عربي.

ليش أه: بعرف إنه أولادنا سيخلقون مثل لوني وعيونهم كعيونه.

ليش لأ: يبدو الدخول إلى الحمل الآن أكثر واقعية من دخولي (كمواطن إسرائيلي) إلى لبنان.

في المركز الثامن

مين: عمر بركان

http://instagram.com/p/n51XixIR4h/

إيش: في الأصل من دبي. فاز عمر بشهرة عالمية لما طردوه من المملكة العربية السعودية قبل عامين لإنه “جميل أكثر من اللازم”. عشان هيك اشتهر وصارت وسائل الإعلامي العالمية تهتمّ فيه. عمر عنجد حلو كثير بس لولا ذلك الطرد نقدر نقول إنه ما كنش بكون اليوم في قائمتي.

ليش أه: لإني بدي أقوم معه بماراثون في الدول العربيّة عشان أشوف مين كمان رح يطرد زوج جميل مثلنا.

ليش لأ: أنا ملك دراما بنفسي فعشان إيش بدي أتنقل مع شخص آخر مثلي؟

في المركز السابع

عبد الرحمان بلعة (AFP)
عبد الرحمان بلعة (AFP)

مين: “ملك جمال لبنان للعام 2010”. عبد الرحمن بلعة اليوم هو عمره 27 سنة بعد ما فاز بهذا اللقب المرموق وبالصدفة ما تزوجش من فيروز لأننا كلنا منعرف قديش بتحب فيروز مسابقة “ملك جمال لبنان”.

إيش: صار من أشهر عارضي الأزياء المشهورين في بيروت وكمان في حملات في الخارج. قال في واحدة من المقابلات معه مع مجلة أزياء فرنسية أنه بتوصلوا كثير من رسائل الإعجاب من شباب مسلمين صغار بقولوله قديش بحبوا يمشوا على طريقه “بقولولها رسائل إعجاب في أيامنا”؟

ليش أه: بدي أعدّ له المكعّبات. بجنني بمعرفته بالرياضيات. يهمني أن أعرف ما هو عدد المكعّبات في بطنه؟

ليش لأ: بخاف من عدّ الخلايا الرمادية في دماغه فبخيب أملي.

في المركز السادس

مين: الأمير هشام بن حسين

الأمير هشام بن الحسين (AFP)
الأمير هشام بن الحسين (AFP)

إيش: إذا فش عدل في العالم فهو إنه عبد الله ملك الأردن وليس هشام. الأقوال هي سطحية على الأخر وتستند إلى حجج عشان هيك مش رح توافق المملكة الهاشمية بالمرة على التعيين. الأمير في عمان هو أحد المخلوقات الرائعة وبيعمل كمستشار لأخيه البكر ويدعم قراراته بكلّ قوة.

ليش أه: بدي أسير سلفة رانيا (الملكة)

ليش لأ: رانيا أجمل مني (بتكلني من دون ملح)

في المركز الخامس

مين: محمد عسّاف

محمد عساف  (Flash90/Issam Rimawi)
محمد عساف (Flash90/Issam Rimawi)

إيش: الفلسطيني الأول اللي فاز في عرب آيدول. غير إنه عند محمد صوت حلو فهو كمان عنده صفات الرجل الغزّي First Class اللي فش حاجة لحصان أبيض ليحملك إلى اتجاه الغروب وهو يغني لك النشيد الوطني الفلسطيني في الخلفية ويحكي لك عن الطريق الطويل والشاق إللي مرّ فيه عشان يوصل لاختبارات عرب آيدول.

ليش أه: الرجل الفلسطيني هو الأمر الأكبر قيمة في العالم

لش لأ: فش عندي نفق ينقلني من تل أبيب إلى غزة

في المركز الرابع

مين: الشيخ حمدان من دبي

الشيخ بن محمد بن راشد ال- مكتوم (AFP)
الشيخ بن محمد بن راشد ال- مكتوم (AFP)

إيش: تربى كابن لعائلة ملكية أوروبية وعنجد: تعلّم في بريطانيا، كان في المدرسة العسكرية ساند هيرست ودرس الاقتصاد في لندن. والده، الشيخ محمد بن رشيد آل مكتوم، هو نائب رئيس الإمارات العربية المتحدة وحاكم دبي، وحمدان، اللي رح يحتفل في شهر تشرين الثاني بيوم ميلاده التاسع والعشرين، رح يورث عرشه في المستقبل. وغير إنه بيركب الخيول، فهذا الوريث معروف بكونه شاعر هاوي يكتب أغاني عن الحبّ، وينشرها باسم مستعار “فزّاع”. ومن بين هواياته كمان القفز بالمظلّات، السيارات، مع إنه بيعشش عنجد بين صحاري دبي، فهو من هواة الركوب على الجمال كمان.

ليش أه: رح نركب على الخيل مع بعض باتجاه الغروب وعندها سيكتب لي قصيدة عن هذه التجربة.

ليش لأ: ما بتسواش كوفيّته مع ملابس السباحة السبيدو (Speedo) اللي اشتريتها من وقت قريب.

في المركز الثالث

مين: صبحي طه عمره 20 سنة من رام الله (فلسطين)

http://instagram.com/p/mZKwx3i2xy/

نجم صاعد في الشبكة ومسؤول عن معظم الأفلام القصيرة المضحكة كثير عن حياة وعادات الثقافة العربية، وبقدمها للعالم بلغة إنجليزية طليقة.

علامة تجارية: هيبستر، نظارات مع إطار عريض، نظرة مهووسة وشفة فرس قزم فلسطيني وبعدو ما بيعرف ميوله الجنسية… هوايات: التهجم كثير على والده والدته وكثير على الثقافة العربية بشكل مهووس حيث سيتحمل في مرحلة ما ضربة.

ليش أه: مثل كل نجمة تحترم نفسها أشعر بحاجة قوية لأكون صيادة رجال شبان من نوع “كوغار”.

ليش لأ: بديش طفل يعلّمني “كيف أكون عربية”، لهذه الشغلة في أمي.

في المركز الثاني

كان الإشي كثير قريب، بس المركز الأول والثاني بيجوا من نفس الدولة وحتى ومن نفس الفرقة.

مين: حامد سينو، المطرب الرئيسي في فرقة “مشروع ليلة” وواحد من الرجال المثليّين الأفضل اليوم في الشرق الأوسط.

حامد سينو (فيس بوك مشروع ليلى)
حامد سينو (فيس بوك مشروع ليلى)

 

إيش: مطرب قدير وظاهرة جنونية. كاريزماتي، حسّي وبالأساس مصنوع من المادة المعمولة منها النجوم.

ليش أه: لأنني بدي أصير زوجة “فريدي ماركوري العربي”.

ليش لأ: رح نتطلق بعد 3 دقائق، وفي مكان لنجم واحد في هذه الزوجية وهو أنا

في المركز الأول

مين: هايك بابازيان، عازف الكمان الأرمني في فرقة “مشروع ليلة”. خجول وبشوش كثير وببين إنه متواضع بشكل رهيب

هايك بابازيان (فيس بوك مشروع ليلى)
هايك بابازيان (فيس بوك مشروع ليلى)

إيش: ببدو متواضع وهذا مؤلم جدًا. هو مسؤول عن الكثير من التغييرات في الموسيقى في الفرقة وبقشعر بدني لكونه رشيق جدًا.

ليش أه: مع هايك رح يكون السيناريو معروف من قبل، لأن الأمر معه بدش إنجاب أطفال للعالم، هو حلو ويبدو كمان مثل ‏Husband Material.‏

ليش لأ: هو في المركز الأول ولا يوجد أي سبب منطقي لعدم التواجد معه.

اقرأوا المزيد: 887 كلمة
عرض أقل
الحياة المثلية في حيفا (Flash90/Shay Levy)
الحياة المثلية في حيفا (Flash90/Shay Levy)

مثليو المدينة ومثليو القرية

بقدروا المثليين يعيشوا حياة قروية هادية؟ وإذا كان بقدروا، عندها وين بكونوا قرى المثليّين؟ وهل بتسير الأمور مثل كل قرية ثانية بالعالم؟ وراح تكون مشاهد حياة ليلية نابضة وعدة فعاليات؟

من زمان، قبل الانقلاب المثليّ، كانوا المثليّين يتجمعوا بالمتروبولين القريبة عبيوتهم، مش مهم من أي قرية، ضاحية أو مدينة زغيرة أنت جاي. لأنه للمثليّ في دايمَا حلم المدينة الكبيرة. مدينة مزدهرة، فيها بقابل باقي اخوته في “الكفاح”.

السنة هي 2002 أنا بسكن بيافا بصف العاشر، خمس دقايق من تل أبيب. يافا بتبين مثل ذرة رمل زغيره مقابل المشهد الفاخر المزهر في تل أبيب. أنا باخذ على نفسي المهمة إني أكون قسم منها. ما تفهموني غلط، في مثليّين كثير وسحاقيات اللي راح ينبسطوا إنه يكونوا في مكان زغير وهادي، لكن أغلب المجموعة بتفضل تكون قسم من المجموعة الكبيرة والمعروفة. شو بجذبنا للمجموعة هالقدة؟

بدائل وتغييرات

في إشي ثاني بحصل: إن كان مرة من المرات البديل لحياة المثليين في إسرائيل إنه انحصر في مدينة تل أبيب، معناها اليوم نظام العالم تغيّر. للمثليين العرب في إسرائيل بديل ثاني، للمثليين العرب في الشمال في خيارات أكثر وهني أبعدوا حالهم عن الحلم التل أبيبي. المشهد المثليّ العربي تجمع من كل أرجاء القرى في الشمال، من ترشيحا وحتى كفر ياسيف في مكان واحد واضح وبارز اللي بعطيهم ملجأ: مدينة حيفا.

خضر أبو سيف (Facebook)
خضر أبو سيف (Facebook)

في المدة الأخيرة تحولت حيفا للجواب العربي لمتربولين المثليّين في البلاد. لتمييزهم عن الإسرائيليين اليهود، المثليّين العرب كانوا بدهم يبنوا الدفيئة تاعتهم في بيت تربية ودي بمنحهم استجابة لحاجات المجموعة العربية المثليّة. أهلا وسهلا في حيفاـ المتروبولين العربي المثليّ الأول لعرب إسرائيل، (اللي اسمهم عرب 48 كمان).

ليش حيفا؟

هي قريبة أكثر من القرى العربية بالشمال، هناك في تركيز للمجموعة العربية الأكبر في إسرائيل. حيفا فيها أماكن ترفيه منوعة اللي بتخدم أعضاء المجموعة: مقاهي، نوادي، وحياة ليلية صاخبة.

من المعروف إنه كل مجموعة بتميل لأنه تميز نفسها عن المجموعات الثانية، المثليّين العرب الحيفاويين متماشين مليح مع المثليّن العالميين.

وبخصوص السؤال ليش إحنا منميل نهرب من القرية؟ الجواب هو منطقي جدًا: القرية نفسها هي مجموعة مقلصة اللي بتتجمع حول حالها. هي كمان عالأغلب مش راح تعطي الحاجات المطلوبة للمثليّ المتوسط. المثليّ بالقرية الزغيرة مش قليل اللي بتلقاه من النقد والغمز والازعاج. الملجأ الوحيد هو الانتقال للمدينة الكبيرة وفي حالة المثليين العرب في إسرائيل: حيفا.

في منهم اللي بصلوا المدينة الكبيرة من “أجل الحب”، وفي منهم بصلوا عشان يدوروا على انتماء، فهم وتحمّل. لكن كلهم، بلا استثناء بروحوا عشان يبدو الحياة من جديد. القرية هي مش خيار من ناحية أعضاء المجموعة العربية المثليّة في إسرائيل. القرية هي بس محطة وسطى في الطريق لحياة جديدة.

اقرأوا المزيد: 367 كلمة
عرض أقل
الأعراس، "قديش رومانسية"! (Thinkstock)
الأعراس، "قديش رومانسية"! (Thinkstock)

الأعراس، “قديش رومانسية”!

متغلطوش، مثليّي الجنس العرب بوخدوش إعفاء من عرس ضخم وكبير، حتى لو كان هاد الأمر بعني إنو يكونو بدور العروس...

بعملوها بكل العالم وهي قمة الرومانسية وحلم كل بنت صغيرة، وفي الواقع كمان كلّ ولد مثليّ. في منها ضخم ومزدحم، وفي منها صغير ومتواضع أكتر بس غالبها قمة تسكير الصفقة الناجحة، حتى اللي بكونو أقلّ نجاحا عنّا بقولو: “العرس زيّ البطّيخة” ولا مرة بتعرف بالزبط شو أخدت طول ما إنت بعدك مش فاتحها (وأنا بحبّش البطيخ بالمرة…). مرة فكّرت إنو هاي المقولة لعبة كلمات قذرة، بس اليوم، بمثل عمري (حوالي 27 سنة، الله يساعد…) بفهم إنو هاد إشي كتير عميق.

طيب وين كنّا؟ اه، بالأعراس! في منها تقليدي أكتر وفي أقلّ، في منها بتكون العروس لابسة أحمر وفي منها عصريّات بكون فيها عريسين وعروستين من نفس الجنس. نعم، نعم في متل “هدول”. من فجر التاريخ الأعراس هي إشي مفرح، حدث موحّد ومنيح.

بس اليوم، سيداتي وسادتي، اجتمعنا لنحكي عن الأعراس العربية فعشان هيك أطلب منكم الاسترخاء وبدعوكو لرحلة في تفاصيل روح العرس العربي: من طرف العروس في 600 مدعو وهاد قبل ما نعدّ أبناء العمّ البعاد، من طرف العريس 800، بدون الجدّ والجدّة إذا كانوا عايشين طبعا، وإذا لأ، الله يرحمهم.

الأعراس العربية هي قمة تطلّعات الأهالي العرب لإنو من اللحظة اللي بتخلق فيها ببدو يربطوك مع بنات العم، بنات الجيران، بنات صاحبات إمك.. إنت بس اختار…

بس شو بصير لما بتقول لإمك إنك بدك تحديدا ابن صاحبتها العزيزة؟ طبعا في البداية مش راح تفهم عن شو بتحكو وراح تروح تطلب البنت بعد ما تخلص مكياجها وعطرها وبتطلع تمضي على المستقبل الرومانسي لإلكو، لحتى ترجعوها وتفهموها مرة تانية وبحذر إنو كنت تقصدو سامي مش سامية…

الأعراس، "قديش رومانسية"! (Thinkstock)
الأعراس، “قديش رومانسية”! (Thinkstock)

بعد ما تنتفض بالبيت مثل المجنونة بتنهار عصبيا بشكل خفيف وبتنام أسبوع بالتخت وبتشعرك بالذنب، وبعد سنين من هضم الخبر إنو ابنها “هومو” (GAY) بيجي التحوّل الأكتر غرابة ممكن نتصوره، وهون يا أصدقائي أنا بحكي عن إمي شخصيا.

كوني هومو، مش بس مقتلش الحلم تبعها بعرس ضخم، بتبيّن الآن إنو هاد كمان خلاني العروس المرتقبة. وعشان هيك في اليوم اللي سألتني بالتلفون “وينتا بدك تتزوّج”؟ جاوبت: “مش حكينا عن هاد الإشي من قبل وشرحتلك إنّي هومو”؟ فهمت وجابتني: “مقصدتش مع وحده، قصدت مع شريك حياتك”! نزل الأسيمون عندي، الثقافة والعادات بتضلّ مقدّسة للأبد. إذا مكنتش بقدر أكون عريس معناه رجاء بالزبط فضي دور العروس: نزّل كم كيلوغرام البس فستان عرس أبيض ومجوهرات ويلا تزوّج!

يمكن هون أنا بخرج بافتراض مفرط إنو كل النساء العربيات هني إمي. بس خلّوني أحذركو مسبقا: يمكن مش اليوم ومش بكرا كمان بس راح ييجي اليوم اللي التصوّر الجنسي فيو راح يتغير في مجتمعنا، إنو تكون هومو أو سحاقية مش راح يكون نهاية العالم، بس متفكروش ولو للحظة إنو هاد راح يعفيكو من الزواج لإنو هون مش بس احنا، هون كل العالم بلاحق الاعتقاد الغاشم إنكو مش راح تكونو مع بعض أبدا إذا معملتوش هاد الإشي أمام عشرات المشاهدين، الأقارب، والمباركات المالية…… أو خروف محشي.

اقرأوا المزيد: 436 كلمة
عرض أقل
خضر أبو سيف بحكي عن تجربته في الخروج من الخزانة (David Pearl)
خضر أبو سيف بحكي عن تجربته في الخروج من الخزانة (David Pearl)

هيك طلعت من الخزانة

كل مثليّ في الخزانة راح يوصل لهاي اللحظة في الحياة اللي بضطر فيها يطلع منها. طيب، مش كل الناس مثليّ. في اللي بضلهن فيو بالعمق لحد ما ينقبرو فيه

للي بطلعوا وبرفعوا العلم، وبلفّوا أربطة ورديّة وبركضوا للمستقبل، أكيد في تجربة. لإلنا كلنا (المثليّين) في تجارب مماثلة ومع ذلك بتختلف شوي.

راح أحكي شوي عن تجربتي الخاصة. كنت بجيل 15 أو يمكن كان جيل 16، مين بتذكر؟ على قاد مكان الخوف الكبير تبعي كمراهق في مجتمع عربي هو إنو أحكي للعيلة والبيئة القريبة مني إني مثليّ.

بالسرّ، بالسرّ بلّشت أطلع مع واحد، بنفس الوقت حكيت لكل العالم إني بطلع مع وحدة. شوي شوي بلشّت قصتي، اللي بغطي فيها عن نفسي، تنهار على مراحل بتخزيش عمارة عمالها بتنهار بانفجار مراقب. كل ما طلعت مع واحد، اللي كنت أقول طبعا إنو وحدة، صارت تطلع كتير من الأسئلة.

السؤال: ليش ولا مرة احنا منشوفها؟

الجواب: هي ساكنة بعيد، بتستحي، بتخاف إذا إمها اكتشفت إنها بتطلع مع واحد عربي.

السؤال: قدّيش عمرها؟ من وين؟ وين بتتعلّم؟
الجواب: عمرها 15، بتتعلّم بمدرسة بأشدود، تقريبا بتيجيش على يافا [(والحقيقة هي: عمره 22، ساكن في بات يام (مدينة ساحلية قريبة من يافا) وتربّى في يافا)].

السؤال: ليش بتخبّيها؟
الجواب: الحقيقة ولا مرّة كان عندي جواب منيح بشكل كافي لهاد السؤال.

كل ما فكّرت إني صرت مبدع أكتر وأكتر بإنّي “أخبّيه/ها، كل ما تورّطت أكتر وأكتر. حتى بيوم من الأيام نمت عنده بالبيت وتاني يوم التلفون رنّ. كانت إمّي على التلفون.

إمّي: خضر بدك تحكيلي إشي؟

قلبي دقّ بسرعة 180 كيلومتر في الساعة. متت من الخوف، أكيد هاي نهايتي المريرة، وقّف. وقتها إمي بتسألني “أم الأسئلة كلها” وبالواقع بتعلنها بصراحة: “خضر أنا حاسّة إنو صاحبتك هاي مش بالزبط صاحبة إنما صاحب”. ومن هون يا أصدقائي، تحوّلت القصة لعذاب، بكاء وكتير من الحظ. ليش حظ؟ لإني جاوبت بصدق.

خضر أبو سيف كسر باب خزانته  (David Pearl)
خضر أبو سيف كسر باب خزانته (David Pearl)

بنظري، إذا كانت اكتشفت إنو في إشي متغيّر بابنها، فشو بدها تفيد الكذبات؟ ليش أتخبّى ورا كومة من الكذبات والتحريفات؟

متذكر الإشي منيح، باللحظة اللي قلتلها إنها فعلا صادقة وإنو واحد مش وحدة كيف كنت كلّ الوقت أقول، لمّحتلي إنها كانت دايما عارفة. عشان متغلطوش فهي فاتت تنام على التخت لمدّة أسبوع بعد ما حاكت لها الحقيقة.

بعد أسبوع حسّيت فيو إني عايش بمقطوعة أوبرا من البكاء والدراما، بلّشت القصّة تنتشر. إخوتي وخواتي عرفو، وحكيت كمان لصحابي. كان في ناس ضلهن حدّي وناس فضّلو يتركوني (والحقيقة هم الخسرانين).

من تجربة، امتحان الحقيقة مكنش سيّء لها درجة كيف كنت متوقع يكون. كيف بفكّر، وهاد بالاعتماد على تجربتي بس، إنو فينا جانب ما بعطي رصيد كاف للعيلة واصحابنا القراب. واضح إلي إنو كان في حالات انتهت بالشكل الأكثر فظاعة مثل العزل والطرد من حضن العيلة وحالات متفرقة من العنف. أنا فاهم إنو كان حظي كبير، عندي عيلة وأصحاب رائعين. لكن من ناحية تانية سمعت عن حالات كتير لنفس الحظ الكبير.

الخوف الأكبر عنّا هو من اكتشاف أنفسنا ومش بالذات من البيئة اللي حوالينا. في إشي بحرّرنا لما نطلع من الخزانة، إشي بعلّمك درس عن نفسك وعن اللي حواليك حتى لو كان مخيف.

كتير مرّات لازم نخاطر. هاي هي الطريقة الأفضل عشان نكتشف مين عنجد هنّ الناس الذي تربيت في أحضانهم. كنت بنصح كل واحد يشارك هاي المعلومات مع عيلته.

الطلوع من الخزانة هي قبل كلّ إشي طلوعك قدّام نفسك وبعدين قدّام باقي العالم. بالنجاح للجميع!!!

اقرأوا المزيد: 475 كلمة
عرض أقل
مظاهرة ضد بوتين التشريعات الروسية المضادة للمثلية الجنسية (AFP)
مظاهرة ضد بوتين التشريعات الروسية المضادة للمثلية الجنسية (AFP)

هل نحن في القرن الحادي والعشرين؟ ملاحقة المثليّين مستمرّة

فقط قبل أسبوع، وافق رئيس أوغندا على قانون يهدر دم المثليّين والمثليّات في دولته. المثليّون ملاحقون في كلّ أنحاء العالم. في الدول العظمى مثل روسيا أيضًا، أن تكون مثليًّا فهو أمر خطر جدًّا. لماذا يحدث ذلك في الواقع؟ لماذا يُلاحق المثليّون والمثليّات بسبب ميولهم الجنسية أيضًا في بعض الدول العربيّة؟

سيقول كثيرون لأنّهم مختلفون، مستثنون من المظهر الطبيعي المحلّي، لأنّهم يهدمون السلامة الدينية أو كما يقول المشرّعون في أوغندا الآن: “لديهم ديدان في أماكن أصبحت جميلة بالنسبة لهم”.

ولكن حقًّا، إنّ السبب الوحيد الذي يُلاحق من أجله المثليّون، المثليّات، المتحوّلون جنسيًّا وثنائيّي الميول الجنسية في كلّ أنحاء العالم هو أنّ “الاستقامة أو كل ما يعتبر معياريًّا يخاف من ذاته أكثر من خوفه من المثليّين”.

الخوف من التعامل أو مجرد إجراء محادثة مع شخص ذي ميول جنسية تختلف عن الغالبية المعيارية، يهدّد هيمنة الأغلبية بشكل مباشر. هذا برأي هو السبب في أنّ الكثير من الأشخاص حول العالم يخجلون من التعامل مع قضية الميول الجنسية أو إعطاء الحقوق المتساوية لأبناء المجتمعات المثليّة.

يعلّمنا التاريخ أنّ حضارات كاملة تقبّلت ذلك في يوم من الأيام دون مشاكل. في أماكن مثل: اليونان القديمة، روما، الممالك المغربية المختلفة، أن تكون مثليًّا أو مثليّة كان هذا أمرًا شائعًا. إذا، فماذا تغيّر؟

حان الوقت لتحطيم الأساطير حول المثلية الجنسية (Thinkstock)
حان الوقت لتحطيم الأساطير حول المثلية الجنسية (Thinkstock)

تغلبت الأديان التوحيدية والتعصّب الديني على المثلية الجنسية. وأنا لا أتحدّث عن الإسلام فقط، والذي أعتقد أنّه ظُلم على مرّ الزمن وكأنّه هو الوحيد الذي يعارض مضاجعة الذكور. لتجنّب الشكوك، تعاني النصرانية أيضًا واليهودية من فقدان الصبر على ظاهرة المثلية، وذلك رغم أنّه حتى اليوم لم ينجح أي باحث ديني، يحترم نفسه، في الإشارة إلى التفسيرات النصّية والفقهية، التي تحرّم هذا النوع من العلاقات بشكل مطلق.

في المجتمع الأبوي الذكوري، يعتبر المثليّ والمثليّة هادمين للنمط الاجتماعي الذكوري مفتول العضلات القائم اليوم والذي يتّخذ القرارات في جميع الأماكن المهمّة في العالم.

أوضّح، أنّ ظاهرة إقصاء المجتمع المثلي متأثرة بشكل كبير بإقصاء النساء. في مجتمع يسيطر عليه الرجال لا وقت لألعاب الجنس. تكون القرارات بين أبيض وأسود: أنت إمّا ذكر أو أنثى، وكلّ شيء بين ذلك يعتبر ملغيًّا، ضعيفًا وليس مقبولا.

أن تكون مختلفًا، فهذا خطر، ليس فقط في المجتمعات والثقافات التقليدية. أزعم بأنّ التاريخ يثبت مرّة تلوَ الأخرى بأنّ “المختلفين”، أولئك الذي قادوا عددًا ليس قليلا من التحوّلات لترقية البشرية، صُنّفوا على أنّهم “مجانين” أو “مرضى عقليّون”، أنّهم “خطرون” ينتهكون التوازن الاجتماعي. على سبيل المثال: أُضطهدت النساء القويّات وطوردنَ باضطهاد شديد قبيح في الولايات المتحدة وأوروبا على مدى عشرات السنين. الأشخاص الذين فكّروا خارج الصندوق أو امتلكوا الجرأة للتعبير عن رأيهم المعارض، سقطوا ضحية أعمال العنف وتم شنقهم، في أفضل الأحوال، في ميدان المدينة.

حين أسمع ادعاءات الرئيس الروسي، بوتين، أو ادعاءات الرئيس الأوغندي، يافري موسبني، أو كلّ زعيم آخر يخرج ضدّ المثليّين، أتسلّى دومًا بهذا الجهل الكبير. الجهل في هذه الحالات يكون مدقعًا، وأدرك كيف أنّهم لا يعرفون شيئًا. لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يعتقد شخص عاقل بأنّ هناك ديدان تخرج للمثليّين من مؤخّراتهم. الانحطاط في هذه الحالة هو في الواقع في التفكير وليس في “مؤخرات المثليّين”.

ما أحاول أن أقوله ببساطة هو: إنّ المثليّين، المثليّات، المتحوّلين جنسيًّا وثنائيّي الميل الجنسي هم من البشر العاديّين مع مشاعر وأفكار مثلكم تمامًا. الفرق الوحيد، وليحيَ الفرق الوحيد، هو في تفضيلاتهم الجنسية. إذًا، فإنْ كنتم واثقين من أنفسكم بشكل كاف فليس لديكم أي سبب حقيقي للذعر. إنّ الفهم بأنّ من يقف أمامكم هو إنسان عادي، وليس “شذوذًا عن الطبيعة” سيساعدكم كثيرًا وبالطبع سيغيّر العالم. إنّ الأمر يبدأ بكم، بالأمهات اللواتي يقبلن أولادهنّ كما هم، بالبيئة الداعمة والحاضنة. من هنا ستأتي البشرى.

هناك قصص لا حصر لها من قصص ألف ليلة وليلة تفتري على المثليّين والاختيار بتصديقها متعلّق بكم فقط: إمّا أن تنضمّوا إلى مجموعة جنون العظمة الذين يخافون من الآخر والمختلف، أو أنّكم تفرّقون بين الإنسان وما يحدث في سريره.

اقرأوا المزيد: 533 كلمة
عرض أقل
النضال من أجل حقوق مثلي الجنس في لبنان (AFP)
النضال من أجل حقوق مثلي الجنس في لبنان (AFP)

حكايات من داخل الخزانة

للي تعافى من المنشور الأول؛ بالمنشور التاني بحكي خضر أبو سيف، بشكل واضح، عن اللي مستعدين يعملو كل إشي عشان يعتبرو "مستقيمين"

قبل سنتين كنت برحلة لعمّان مع شادي، أفضل صديق إلي. بأحد بارات المثليّين التقينا بشخص من الكويت. كان لقاء مش راح أنساه أبدًا. بدأ الإشي متل أي محادثة في البار: “مرحبا قديش عمرك؟ من وين؟ وقتها تلقينا جواب مفاجئ (مع عمل الحساب للحقيقة إنو احنا ببار للمثليّين): “أنا ستريت” (Straight as in not Gay)، قال الكويتي اللطيف.

ولما تساءلنا شو بعمل الـ “ستريت” وسط هاي الليلة في البار الوحيد للمثليّين بعمان أخدنا جواب مفاجئ بل ومغضب كمان، تركنا أنا وشادي مذهولين. شرحلنا الكويتي بلا مبالاة إنو في بلاده، إذا كنت “اجابي” (As in Top) فمش راح تعتبر مثليّ.

يمكن كان لازم أنهي المحادثة بهاي المرحلة، بس هل فعلا هاي هي النهاية المناسبة لهاد النقاش المهم؟ قررت أجرّب أفهم. حاولت أقلّه إنو اللي بحكيه مش معقول بالمرة لسبب بسيط إنو “لازم يكون تنين للتانجو”. بس اصطدمنا بجدار من الحجارة. الرجل فعلا آمن إنو رغم حقيقة إنو عمال يقضي الوقت مع الرجال، فهو مش مثليّ. بهاي المرحلة، كنا محبطين من درجة القمع والأكاذيب، أكلنا طبق بيتسا من أفضل المنتجات الأردنية، ورجعنا على الفندق.

بالوقت اللي حاول فيو شادي يوسع دائرة المعارف تبعتو في عمان، من خلال موقع معروف للتعارف في الإنترنت (Grindr)، فضّلت أنا إنو أبقى لوحدي في الغرفة، مشغول بالتفكير: لأيّ درجة احنا العرب منحبّ خزانتنا؟ ليش دايما منفضل نحاول “نبرز” كل فعل جنسي بين الرجال، ومنعمل كل إشي عشان نطلع نظاف من التهمة و”طبيعيين”، هل المنظومة الاجتماعية هي اللي بتخلينا نبني أسوار حولنا ومنعترفش بالحقيقة، ولا في هناك شيء مريح بالاختباء ورا التصريحات الغبية مثل “أنا نشيط في السرير وعشان هيك أنا مش مثلي”؟

أو إذا بدنا نلخص بجملة واحدة: هل المجتمع عمببني إلنا سجن، أو إحنا أسرى أنفسنا؟

ذكرتني أفكاري السودا السنين الأولى في الخزانة، لمّا اكتشفت إنو أكون أنا نفسي، فهاي خطيئة عليها عقاب أسود مظلم. بالبداية إنت بتعمل شو ما بتعمل، بعدين بتتأسف وبتكره حالك، بعدين بتتأمل حدا من فوق يغفرلك، وبس بعد تجربة كبيرة بتنسى من وين بديت بأحسن الأحوال، أو ببساطة بتعيش حياة مزدوجة وسرية في أسوأ الأحوال.

إجا الوقت انه نحطم عادات وتقليد مفسدة ونطلع من الخزانة (David Pearl)
إجا الوقت انه نحطم عادات وتقليد مفسدة ونطلع من الخزانة (David Pearl)

كم سوبرمان زي هيك في بمجتمعنا؟ خلال النهار عاملين حالهم ناس عاديين مع مرأة وولاد وبالليل بتمنو انه يقضوا مع اولاد في جيل 17 و 18 علشان يخلصوهم من عذريتهم. وليش ولا حدا بحكي عن هاد الإشي؟

بقولوا إنو ظاهرة الخروج من الخزانة صارت اتجاه في السنوات الأخيرة في البلدان الغربية، وأنا بعرفش قديش هاد الإشي صحيح بس يمكن عنّا في ظاهرة معاكسة: بدل من إنو يكون من السهل الخروج من الخزانة، فإحنا عمالنا نغلق على أنفسنا أكتر وأكتر ومنخترع لأنفسنا الأعذار: ليش مفضل إلي إنو أظلّ عميق بالداخل بس من مرة لأخرى كمان أتسلّل للخارج، والمفضل يكون بالليل، لمّا ولا حدا يشوف، نتنفس شوية هوا نقي وبعدين منركض راجعين للداخل.

صديق آخر إلي، اللي اسمه بالمناسبة سعيد، طلع من الخزانة قبل حوالي شهرين قدام أهله، من خلال مكتوب تركه في البيت. وبالمناسبة، مكنتش ردّة فعل أهله فظيعة، بس بوقت انتظار ردّهم شعرتُ إنو سعيد على وشك الانهيار. شو فيها، شو في بالخروج من الخزانة، اللي بتحوّلنا من رجال بجيل 25 لأولاد أبناء 7 سنين كسروا المزهرية لمّا كانوا يلعبوا في الصالون وخافوا من ردّة فعل الأب والأم؟

أنا متذكر هاد الشعور عندي كمان. حتى اليوم لمّا أبوي بتصل، بكون عندي شعور رهيب إنو راح أنمسك على إشي عملته بتعلّق بالسياق الجنسي تبعي.

هل هناك مجتمع حديث آخر في العالم بكون فيو أشخاص بعمر 25 بقدروش يقرّروا مع مين ينامو ووينتا، غير مجتمعنا؟ وليش، إذا كنا منقرر، دايما لازم يكون الإشي عالسكّيت ولمّا الضيْ مطفي والشبابيك مسكّرة وولا حدا شايف.

بعدو ما إجا الوقت اللي نوخد الجندر والجنس بإيدينا؟ إحنا بطّلنا ولاد بجيل 7 سنين بسكروا على حالهن الغرفة وحدهن لما يكون الأبو بالشغل والأم بالسوبر ماركت، منتخيّل حياتنا بجانب رجل منحبّه ومندعي بإنو هاي اللحظات تستمر، احنا أشخاص بالغين ولازم يكون عنّا حق الاختيار بإنو نتصرّف كيف ما بدنا من دون الخضوع للإملاءات الاجتماعية، التقليدية والأسرية أيّا كانت.

هاي هي المشاعر الخاصة فينا، هاد قلبنا اللي بتشوّق يحبّ ويكون محبوب وإلنا الحق بإنو نستخدموا كيف ما بدنا دون ما حدا ينتقدنا على هيك طالما الإشي قانوني طبعا.

اقرأوا المزيد: 639 كلمة
عرض أقل
مين أنا ؟ مثلي فلسطيني من مدينة يافا (David Pearl)
مين أنا ؟ مثلي فلسطيني من مدينة يافا (David Pearl)

طيب مين أنا؟

خضر أبو سيف يكتب أول مقالة له في المدوّنة الجديدة (بالعامية):

من المفروض إنه الكاتب يعرّف عن نفسه في افتتاح مدونة جديدة، هذا المتبع، ومثل إليزابيث في رواية “الأكل، الصلاة، والحب” راح أبحث عن نفسي معاكو، بدل ما “أقفر” للاستنتاجات…

الأسم: خضر أبو سيف

العمر: 25

المدينة: يافا

هاي المعلومات الأساسية عني. ممكن نضيف طبعا إني: بحب الرحلات الطويلة على الشاطئ، غروب الشمس والضحك… لكن هذا مش السبب يلّي من شانه اجتماعنا. أنا خضر، وأنا مثلي فلسطيني، عايش في أراضي 1948 حسب التسمية عند العرب، وفي إسرائيل حسب اسمها في سائر دول العالم، وهاي النقطة هي بداية الخربطة.

لو سجلتوا اسمي في “جوجل”، راح تكتشفوا إنه عدا عن “إني شاب في غاية الجمال”، أنا “ناشط عربي أناضل من أجل حقوق المثليّين والمثليات في تل أبيب يافا”. على فيس بوك، عندي أصدقاء زيادة عن اللزوم، وأنا بساهم في صياغة الرأي العام، وصوتي أحد الأصوات المميزة الشابة يلي نمت في المنطقة…

على راي إمي أنا بحاجة لعلاج.

أما جدتي، فبتقول إنه ناقصني تربية.

طيب، مين أنا؟

بفكر إني كل هاي الشغلات مع بعض…

صاحب المدونة خضر أبو سيف (David Pearl)
صاحب المدونة خضر أبو سيف (David Pearl)

في واقع مفعم بالتمزق والانفصال، بتيجي لحظة بقرر فيها الواحد يوقف على رجيله، ويفكر فِلّي عم بدور حوله، وبتوصل لقناعة إنه يتوجب عليه إحداث تغيير. ومثل ما بقول كل زعيم طائفة دينية بحترم نفسه: “التغيير ببلّش من جوا ” (مع إنه مدربي في النادي الرياضي بحكيلي العكس، على رايه “عضلاتك زادوا 2%، بعدك مثل البطاطا”. على كل حال، بطاطا ولا مش بطاطا، في سن 16 فهمت إني لازم أعمل إشي مع نفسي وبيئتي، وأحسن أقوم فيه بأسرع وقت ممكن.

والبداية كانت لما أعلنت عن ميولي الجنسية أو حسب التعبير الرائج “طلعت من الخزانة”.

وعشان الإعلان عن الميول الجنسية، أو الشذوذ في نظر البعض، أو “الطعلة من الخزانة”، لازم الواحد يلجأ لمبدأ واحد أساسي، خاصة في مجتمع مثل مجتمعنا، أنا بسميه “مبدأ المطرقة”. امرقوا على دكان للأدوات المنزلية، الأقرب إلى بيتكم، اشتروا مطرقة تزن خمسة كيلوغرامات، وقوموا بدعوة العائلة كلها لعرض فريد من نوعه، عرض يحدث مرة واحدة في الحياة، وابدأوا بالتحطيم أو التطبيش!

الدراما مضمونة؛ الأم راح تبكي لإنه هاي “الخزانة” كلفت مبلغ باهظً من المال، والأب راح يصرخ لإنه هاي “الخزانة” كبيرة لدرجة إنه لما جبناها على البيت، شافوها كل الجيران، والعيلة والأصدقاء وهي في طريقها لبيتنا، والجدة راح تمتنع عن التحدث معكم لعام على الأقل، وتهدد بنوبة قلبية مفبركة لأنها دفعت ثمنها خفية، لكن صراحة، الجميع كانوا يعرفوا، منذ أن بدأت بالزحف، بأن هاي “الخزانة” سيكون مصيرها التحطيم في يوم من الأيام.

آمل أن تكونوا فهمتوا الاستعارة. مع إنها مش معقدة كثير.

طيب مين أنا؟ مبين إنه لازم نكتشف هاي الشغلة مع بعض.. شوي شوي…

بكفي حاليًا…

اقرأوا المزيد: 393 كلمة
عرض أقل