يونتان توسيه-كوهين

قادة ثمانية الأحزاب قبل المناظرة الانتخابية (Channel 2 News\Flash90)
قادة ثمانية الأحزاب قبل المناظرة الانتخابية (Channel 2 News\Flash90)

المناظرات الانتخابية الإسرائيلية لا تُخيب

أقام قادة ثمانية أحزاب مناظرة انتخابية عاصفة. كان وزير الخارجية ليبرمان هو الأكثر هجومية من بينهم، وقد وصف ممثّل القائمة العربية بصفته "الخائن" وقارن بينه وبين الحكم في كوريا الشمالية

وقع أمس حدث بارز في الانتخابات الإسرائيلية لعام 2015، وذلك عندما بثّت القناة الثانية الإسرائيلية مناظرة متعدّدة المشاركين، شارك فيها معظم رؤساء الأحزاب المرشّحة للكنيست. لم يشارك بنيامين نتنياهو ويتسحاق (بوجي) هرتسوغ، المرشّحان الرائدان لمنصب رئيس الحكومة، في المناظرة، وتركا الساحة لسائر الأحزاب.

المرشّحون الذين ظهروا في البثّ هم:

موشيه كحلون، رئيس حزب كلّنا – حزب وسط جديد يريد تخفيض غلاء المعيشة في إسرائيل.

وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، رئيس حزب البيت اليهودي – حزب يميني يمثّل المستوطِنين الإسرائيليين.

كانت إحدى أكثر اللحظات إثارة للاهتمام والتي حدثت قبيل انتهاء المواجهة هي عندما توجّه عودة إلى درعي مباشرة وعرض عليه تشكيل تحالف مشترك، باسم القائمتين اللتين تحرصان على الفقراء في إسرائيل

أريه درعي، رئيس حزب شاس – حزب وسط يمثّل الجمهور الحاريدي ويتوجّه أيضًا للفقراء في إسرائيل.

زهافا غلؤون، رئيسة حزب ميرتس – حزب اليسار في إسرائيل.

أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة – وحدة الأحزاب العربية.

إيلي يشاي، رئيس حزب معًا – وحدة بين يشاي، الذي انسحب من شاس، وبين اليمين الإسرائيلي المتطرّف.

يائير لبيد، رئيس حزب هناك مستقبل – حزب وسط يريد تخفيض غلاء المعيشة في إسرائيل.

وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب إسرائيل بيتنا – حزب يميني.

قادة ثمانية الأحزاب خلال المناظرة الانتخابية (Channel 2 News\Flash90)
قادة ثمانية الأحزاب خلال المناظرة الانتخابية (Channel 2 News\Flash90)
إيلي يشاي (اليمين) وأريه درعي. النزاع الحادّ بين الرجلين بعد وفاة مؤسس شاس في العام الماضي، الحاخام عوفاديا يوسف (Yonatan Sindel/Flash90)
إيلي يشاي (اليمين) وأريه درعي. النزاع الحادّ بين الرجلين بعد وفاة مؤسس شاس في العام الماضي، الحاخام عوفاديا يوسف (Yonatan Sindel/Flash90)

وقد انشغل معظم البرنامج بالمناظرات المباشرة بين اثنين من المرشّحين. فعلى سبيل المثال كان من المثير للاهتمام مشاهدة المناظرة بين درعي ويشاي، الذي ترك شاس وأسس حزبا جديدا. انفجر النزاع الحادّ بين الرجلين بعد وفاة مؤسس شاس في العام الماضي، الحاخام عوفاديا يوسف، وهذا ما حدث أيضًا في مناظرة أمس، فقد تمحور الحديث بين الرجلين حول يوسف. هاجم درعي يشاي لأنّه تجرأ على تقسيم شاس فقط لأنّ يوسف توفي، ولكن يشاي ردّ عليه بأنّه يرى نفسه خليفة يوسف.

ورغم المواجهة الشرسة بين درعي ويشاي، فلا شك بأنّ المواجهة الأكثر صعوبة في البثّ كانت بين عودة وليبرمان، الذي لم يكفّ عن مهاجمته ومهاجمة حزبه بشكل حادّ طوال فترة البثّ. عرض ليبرمان في البداية عقيدته السياسية: صرّح بأنّه سيعمل من أجل عقوبة الإعدام للإرهابيين، ومن أجل القضاء على حكومة حماس في غزة ونقل مواطني دولة إسرائيل العرب إلى أراضي السلطة الفلسطينية.

بعد ذلك، ادعى ليبرمان أنّ الذي يوحّد القائمة المشتركة، التي يمثّلها عودة (والذي رفض ليبرمان أن يناديه باسمه) هو كراهية دولة إسرائيل والرغبة بتدميرها من الداخل، وقد اتّهم عودة بأنّه ممثّل للتنظيمات الإرهابية في الكنيست وطابور خامس. ردّ عودة بأنّه يرغب بالحديث عن الديمقراطية والحياة المشتركة، حيث إنّه يمثّل شريحة سكانية تشكّل 20% من دولة إسرائيل – وقد ردّ ليبرمان على هذا الادعاء قائلا: في الوقت الراهن. وفي حديثه لاحقا قارن ليبرمان بين القائمة الموحّدة وبين الحزب الشيوعي في كوريا الشمالية.

شاهِدوا المناظرة بين ليبرمان وعودة:
https://www.youtube.com/watch?v=qXdsT7S-isg

اتّهمت غلؤون ليبرمان بأنّه جزء من حملة التحريض ضدّ اليسار الإسرائيلي، وأجاب ليبرمان: “اليسار يتحوّل إلى محمية طبيعية يمكن إدراجها في الهاتف”

لاحقا، وبعد كلام ليبرمان، وصفته غلؤون بأنّه: “عنصري ويدعم الترانسفير” واندلعت مواجهة بين الاثنين، تعهّدا خلالها بأنّهما لن يكونا سويّة في حكومة واحدة. ادعى ليبرمان أن منطقة الشرق الأوسط تدوس على الضعفاء، ويمكن إجراء الترتيبات السياسية مع الشعوب القوية فحسب والتي تُظهر قوّتها. اتّهمت غلؤون ليبرمان بأنّه جزء من حملة التحريض ضدّ اليسار الإسرائيلي، وأجاب ليبرمان: “اليسار يتحوّل إلى محمية طبيعية يمكن إدراجها في الهاتف”.

كانت إحدى أكثر اللحظات إثارة للاهتمام والتي حدثت قبيل انتهاء المواجهة هي عندما توجّه عودة إلى درعي مباشرة وعرض عليه تشكيل تحالف مشترك، باسم القائمتين اللتين تحرصان على الفقراء في إسرائيل؛ حيث إنّ شاس تتوجّه في برنامجها الانتخابي إلى الفقراء، ويمثّل عودة المجتمع العربي، الذي يقول إنّ ثلثي أطفاله هم من الفقراء.

أجاب درعي بأنّه سيسعد بالتعاون مع هذا الاتجاه، ولكن الأحزاب العربية وضعت الشأن الفلسطيني فوق مواطنيها. وأجاب درعي كذلك بأنّه يتجوّل كثيرا في أرجاء البلاد وأنّه يهتمّ كثيرا بالجمهور العربي. من الجدير بالذكر أنّ شاس تحظى فعلا بالكثير من الأصوات من الوسط العربي: فعلى سبيل المثال يمكن الإشارة إلى كفر مندا، التي يشكّل العرب المسلمون 100% من سكانها، وقد منحت في انتخابات عام 2013 ما معدله 816 صوتًا لشاس من بين 6907،وهي ليست البلدة العربية الوحيدة التي سُجّل فيها تصويت مرتفع لشاس.

وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت. حرص بنفسه طوال فترة البثّ على التوضيح بأنّه الوحيد من بين المرشّحين الذي يعارض الدولة الفلسطينية (Flash90)
وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت. حرص بنفسه طوال فترة البثّ على التوضيح بأنّه الوحيد من بين المرشّحين الذي يعارض الدولة الفلسطينية (Flash90)

بشكل عامّ، تحدّث لبيد وكحلون بشكل غامض حول كلّ ما يتعلّق بالساحة السياسية، وفضّلا التركيز على غلاء المعيشة في إسرائيل. ومع ذلك، كانت هناك لاحقا مناظرة حادّة بين لبيد وبينيت، اللذين جمعهما في الماضي تحالف سياسي قوي. اتّهم لبيد الدولة بأنّها تبذّر الأموال على المستوطنات المعزولة، وردّ بينيت عليه بأنّه من خلال هذه الاتهامات يُحدث انقسامًا في الشعب. وقد حرص بينيت بنفسه طوال فترة البثّ على التوضيح بأنّه الوحيد من بين المرشّحين الذي يعارض الدولة الفلسطينية.

وقبيل انتهاء البثّ ليبرمان ذمّ عودة قائلا إنّ مكانه في غزة أو في رام الله. أضاف ليبرمان بأنّه إذا ما عرّف عودة نفسه كفلسطيني، فعليه الذهاب لأبي مازن والحصول على الراتب منه. أجاب عودة بأنّه يعيش في وطنه ويفضّله.

وقبيل انتهاء البثّ، جرت مواجهة أخرى بين ليبرمان وعودة. تساءل ليبرمان لماذا يعمل عودة ضدّ انضمام الشباب العرب للخدمة المدنية في إسرائيل، وذمّ عودة قائلا إنّ مكانه في غزة أو في رام الله. أضاف ليبرمان بأنّه إذا ما عرّف عودة نفسه كفلسطيني، فعليه الذهاب لأبي مازن (محمود عباس) والحصول على الراتب منه. أجاب عودة بأنّه يعيش في وطنه ويفضّله.

باختصار، فإنّ معظم المرشّحين قد ربحوا من هذه المناظرة، حيث حصلوا على وقت ثمين على الشاشات، ولم يظهر كلا المرشّحين الرائدين، نتنياهو وهرتسوغ، في هذه المناظرة. كان مثيرا للاهتمام أن نرى بأنّ كلا الموضوعين اللذين يشغلان الإعلام الإسرائيلي جدّا في هذه الفترة، والمتعلّقين برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لم يُذكرا إطلاقا خلال المناظرة: فضائح منزل نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو، وتهديد النووي الإيراني وخطاب نتنياهو في الكونغرس الأمريكي في الأسبوع القادم.

اقرأوا المزيد: 854 كلمة
عرض أقل
رئيس الموساد السابق مئير داغان (Miriam Alster/FLASh90)
رئيس الموساد السابق مئير داغان (Miriam Alster/FLASh90)

رئيس الموساد السابق يهاجم نتنياهو بحدة

مئير داغان، الذي كان رئيس الموساد الإسرائيلي في عاميّ ‏2011‏-‏2002‏، يعلن أن سفر نتنياهو لواشنطن هو فشل معروف سلفا. "يحتفي الإيرانيون بنجاحهم في شن النزاع بين الشيطان الأصغر والشيطان الأكبر"

هجوم حاد غير متوقع على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، من قبل الشخص الذي كان في أحد المواقع الحساسة والمهمة في إسرائيل في السنوات الماضية.

خصص مئير داغان، الذين كان بين عامي 2002-2011 رئيس الموساد، منظمة الاستخبارات الإسرائيلية الرفيعة، مقابلة خاصة لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، هاجم فيها نتنياهو بحدة، وخاصة بسبب تعامله مع ملف إيران النووي، وسفره المرتقب الأسبوع القادم لواشنطن، حيث سيُلقي فيها خطابا أمام الكونغرس الأمريكي، رغم عدم رغبة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما.

“مَن جلب الضرر الاستراتيجي الأكبر لدولة إسرائيل بخصوص الشأن النووي الإيرانيّ هو نتنياهو بنفسه”، قال داغان جازما بذلك. يعتقد داغان أن نتنياهو لا يفكر بالهدف الأكبر ولا يعمل بشكل واقعي. “لن يحقق خطابه الغاية المرجوّة، ولا أنجح في فهم ما يريد أن يحققه من وراء هذا الخطاب. ما هي غايته؟ الحصول على تصفيق الجمهور؟ لقد كُتب على هذه الزيارة الفشل سلَفا”.

رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد السابق مئير داغان (AFP)
رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس الموساد السابق مئير داغان (AFP)

قال داغان إنه حين يقرر رئيس الحكومة الإسرائيلي مجابهة الحكومة الأمريكية بهذه الحدة، عليه أن يأخذ بالحسبان المخاطر المنضوية تحت ذلك. “نحن نتلقى الكثير من الأمريكيين ويمكن أن نتضرر من هذا الخطاب، يمكن لإسرائيل أن تصل لوضع تجد فيه نفسها في حال من المقاطعة الدولية. يقف الإيرانيون أمام هذا العرض محتفلين، شاعرين بأنهم قد نجحوا في خلق نزاع بين الشيطان الأصغر والشيطان الأكبر”.

لقد تطرق داغان أيضا إلى التنازل الإسرائيلي عن إمكانية مهاجمة إيران (الخيار العسكري)، كما هاجمت إسرائيل المفاعل النووي في العراق 1981، وكما هاجمت إسرائيل، حسب تقارير أجنبية، المفاعل النووي السوري سنة 2007 (عندما شغل داغان منصب رئيس الموساد):

“تعارض كل الجهات المهنية ذلك، ولا يريد نتنياهو أن يتخذ قرارا أمام كل رؤساء المنظومة لأن كل المسؤولية ستقع على كاهله. لم أره يوما يتحمل مسؤولية أي شيء. إنه قوي الأقوال لا الأفعال”.

في الختام، تطرق داغان إلى حرب غزة في الصيف الماضي (حملة “الجرف الصامد”)، مدعيًّا أن إسرائيل لم تحقق فيها شيئا: “كل ما حققناه هو إحراز وقف إطلاق النار، الذي سيُلغى عندما تُقرر حماس انتهاكه. لقد أدار نتنياهو الأمور إدارة غير سليمة، وكل ما يعنيه هو التصوّر على خلفية الخرائط. لم يكن أي تفكير حول الغاية المرغوب تحقيقها في هذه الحملة.

اقرأوا المزيد: 322 كلمة
عرض أقل
ماراثون تل أبيب (AFP)
ماراثون تل أبيب (AFP)

صيف وسط الشتاء: ماراثون تل أبيب

40,000 شخص اشترك في الماراثون الشتوي، الذي تم تبكير موعده إلى الساعة 5:45 بسبب الحر الشديد في تل أبيب، والذي لا يُميّز فصل الشتاء. تم تحطيم رقم الماراثون القياسي . وفي النهاية تم إيقاف الماراثون بسبب الحر

من المعروف عن إسرائيل عالميا أنها دولة ذات طقس مريح ولطيف، وخاصة في أشهر الشتاء. هذا هو السبب أيضا الذي يجعل بلدية تل أبيب تقيم ماراثون الركض السنوي وسط الشتاء، وليس في الصيف، من أجل التخفيف عن الراكضين.

مع ذلك، عندما خططت بلدية تل أبيب ماراثون 2015، لم تتوقع أن يكون اليوم الذي تختاره، 27.2، يوما حارا وطقسا يُميز أشهر الصيف المبكرة وليس الشتاء العاصف.

بسبب الحر الشديد، قررت البلدية تبكير موعد الماراثون، وبدأ 40,000 مشترك بالركض المجهد في الساعة 5:45 فجرا. رغم ذلك، فقد راكضان وعيهما خلال الركض، لذلك نقلا للمستشفى، وتعتبر حالتهما خطرة. كما وأصيب نحو 75 عداء. قرر منظمو الماراثون نحو الساعة 10:30 إيقافه بسبب الحر الشديد والخوف من إصابة عدائين آخرين.

في السباق نفسه، فاز العداء الكيني ويليام كيبورنو، الذي حطم الرقم القياسي لماراثون تل أبيب وأوصله إلى 2:10:29. وقد ربح بعد فوزه بمبلغ 15,000 دولار.

ماراثون تل أبيب (AFP)
ماراثون تل أبيب (AFP)
ماراثون تل أبيب (AFP)
ماراثون تل أبيب (AFP)
ماراثون تل أبيب (AFP)
ماراثون تل أبيب (AFP)
ماراثون تل أبيب (AFP)
ماراثون تل أبيب (AFP)
ماراثون تل أبيب (Facebook)
ماراثون تل أبيب (Facebook)
ماراثون تل أبيب (Facebook)
ماراثون تل أبيب (Facebook)
ماراثون تل أبيب (Facebook)
ماراثون تل أبيب (Facebook)
ماراثون تل أبيب (Facebook)
ماراثون تل أبيب (Facebook)
اقرأوا المزيد: 137 كلمة
عرض أقل
رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل والقائد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي (AFP)
رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل والقائد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي (AFP)

المصالحة بين حماس وإيران تتعثّر

شروط مختلفة وُضعت لزيارة مشعل لطهران، بالإضافة إلى الأحداث المختلفة في الشرق الأوسط، تُبعد بين حماس وإيران بل وتصنع أرضية لتحالفات جديدة ومفاجئة في المنطقة

بعد عدة سنوات تميّزت فيها العلاقات بين إيران وحماس بالبرود بل وبعدم المبالاة، يبدو أن هذا التوجه قد بدأ يتحوّل. حسب عدة تقارير في الأشهر الأخيرة، كانت حماس وإيران على طريق مباشر باتجاه تدفئة العلاقات بينهما من جديد وزيادة التعاون.

كان يُفترض أن تكون ذروة تقارب العلاقات من خلال زيارة معلنة لرئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، لطهران، وهي زيارة ستشمل لقاءات مع كبار الحكومة الإيرانية وهي عمليا تسويق رسمي لتجديد التعاون بين الجانبين.

لكن، حسب تقارير منذ الأيام الماضية، هناك حاجة لتهدئة بعض الانفعال من دفء العلاقات، ويبدو أن الطريق لتحالف متجدد ما زالت طويلة. حسب عدة تقارير، تأجلت زيارة مشعل لطهران حتى الآن، لعدة أسباب يمكن أن تدل على الانشقاق بين الدول.

مشعل (AFP/AL-WATAN DOHA / KARIM JAAFAR)
مشعل (AFP/AL-WATAN DOHA / KARIM JAAFAR)

حسب أحد التقارير، إيران ربطت زيادة الإعانة لحماس باستقالة خالد مشعل من رئاسة الحركة

حسب أحد التقارير، إيران غير معنية بتاتا أن يظهر مشعل بمظهر المنتصر الكبير لتجديد العلاقات، بل وربطت زيادة الإعانة لحماس باستقالة خالد مشعل من رئاسة الحركة. أضف إلى ذلك أحد التقارير الذي بُث في إيران في الأيام الماضية في وسائل الإعلام الموالية للنظام، وهاجم حماس، حسب ادعائه، لأنها وضعت شروطا للزيارة. كُتب في التقرير إن حماس ليست في وضع يسمح لها بوضع شروط لإيران.

نفس الشروط التي وضعتها حماس، على ما يبدو، لزيارة مشعل لإيران، تتعلق من ضمن ما تتعلق برغبة حماس بأن تخطط بنفسها الجدول الزمني ومقابلات مشعل في إيران، بينما لم يوافق الإيرانيون على ذلك، ويطالبون بأن يضعوا بأنفسهم كل الأماكن التي سيزورها مشعل والناس الذين سيقابلهم. عدا عن ذلك، هناك بين الطرفين انقسام حول الحاشية التي سترافق مشعل في زيارته، إذ أن حماس معنية بأن يرافق الزيارة مسؤولو المكتب السياسي، بينما إيران ليست متحمسة لهذا الطلب.

تُضاف إلى هذه الانقسامات انقسامات أخرى، كما نُشر في الأيام الأخيرة. إيران معنية، من بين أمور أخرى، أن يكون التعاون، إن تمّ، عميقا وأن يعيد حماس رسميا إلى الحلف الاستراتيجي، المعروف باسمه حلف المقاومة، ويشمل إيران، سوريا وحزب الله.

إيران معنية بأن تعلن حماس بصورة واضحة موقفا داعمًا للنظام السوري برئاسة بشار الأسد. جاءت رغبة إيران إثْر موقف حماس، كما عُبر عنها عام 2011، بحسبه يجب النظر إلى “تطلعات وآمال الشعب السوري”

عدا عن الانضمام للحلف، إيران معنية بأن تعلن حماس بصورة واضحة موقفا داعمًا للنظام السوري برئاسة بشار الأسد. جاءت رغبة إيران إثْر موقف حماس، كما عُبر عنها عام 2011، بحسبه يجب النظر إلى “تطلعات وآمال الشعب السوري”. عمليا، يمكن التصويت على بداية الأزمة بين حماس وإيران في نفس الفترة، وكانت قمتها عندما غادر مشعل سوريا، في الوقت الذي طلبت فيه إيران أن تدعم حماس الأسد، ولكن رفصت الأخيرة ذلك.

الرئيس السوري بشار الأسد (AFP PHOTO / HO / SANA)
الرئيس السوري بشار الأسد (AFP PHOTO / HO / SANA)

لقد أدى التردد والتأجيل لزيارة مشعل لإيران، بما يتوقع، إلى تصريحات حماسية من رجال حماس في قطاع غزة تجاه الوضع كله. في تصريحات متحدثي حماس في قطاع غزة، قيل إن حماس “لن تحيد أبدا عن مبادئها”، ملمحين إلى أنها غير مستعدة للتهادن.

مع ذلك، ليست حماس في موقف يمكنها التردد ووضع شروط لدول تدعهما. على ضوء الواقع أن الدعم الذي حظيت به من قطر يوضع عليه علامة سؤال كبيرة، تبحث حماس عن دعم من إحدى الدول العربية، بالإضافة إلى التنسيقات والمحادثات التي تديرها مع تركيا، المتعلقة بإمكانية دعمها.

تدعم إيران بنفسها عمليا ذراع حماس العسكرية، كتائب عز الدين القسام، وتموّل ماليا وعسكريا وأمنيا ولوجستيا (ولذلك، يشكر أبو عبيدة، الناطق باسم القسام، إيران على الملأ دائما). قيادة حماس غير معنية بوقف هذا الدعم، على الرغم من أنها لا تحظى بأي دعم من هذا.

أبو عبيدة يقف الى جانب اسماعيل هنية (AFP)
أبو عبيدة يقف الى جانب اسماعيل هنية (AFP)

زد على ذلك أن الجناح السياسي لحماس يظن أن إيران معنية بخلق انقسام في داخل الحركة بواسطة هذا التمويل، وهم يعتقدون أن ضخ الأموال لقطاع غزة الفقير والكسير، يجعل إيران تزيد من شعبيتها فيه. مع ذلك، رغم الدعم والقوة اللذين يحظى بها القسام في غزة، ورغم الغضب الخفي من قواد حماس في القطاع، لن يوافق قواد حماس على الاعتراض اعتراضا جليا على مشعل الذي يعد قائد الحركة.

الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز (AFP)
الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز (AFP)

من العوامل الأخرى الذي ينبغي أخذها في حسبان حماس في علاقتها مع إيران، هو موت ملك السعودية عبد الله ورغبة حماس في معرفة كيف سيتأثر الشرق الأوسط من الواقع الجديد. حماس معنية بأن تفحص إذا ما تغيرت وجهة السعودية في التعامل معها بعد انتقال السلطة في السعودية، بل ربما تُفتتح قناة جديدة للتعاون بين حماس والسعودية.

عمليا، يمكن لهذا التعاون أن يخفف كثيرا عن سكان قطاع غزة المساكين، إذ بسبب التأثير الكبير للسعودية في الشرق الأوسط، تبدو كأنها الدولة الوحيدة القادرة على جعل مصر تخفف من وطأة الحياة في القطاع. في هذا الشأن، يجدر الذكر أن توجه حماس نحو مصر، التي تحوّلت منذ مدة إلى دولة تصالحية، كما بدا في سلسلة تصريحات مسؤولين رفيعين في حماس ووسائل الإعلام الموالية لحماس، يمكن أن يلمح إلى نيات حماس الحقيقية.

تفجير منازل في رفح ضمن العملية الامنية للجيش المصري لاقامة المنطقة العازلة  (اف ب / سعيد خطيب)
تفجير منازل في رفح ضمن العملية الامنية للجيش المصري لاقامة المنطقة العازلة (اف ب / سعيد خطيب)
اقرأوا المزيد: 720 كلمة
عرض أقل
رجل يركب دراجة كهربائية في تل أبيب (Moshe Shai/FLASH90)
رجل يركب دراجة كهربائية في تل أبيب (Moshe Shai/FLASH90)

خطر في شوارع تل أبيب: دراجة كهربائية

إن وفاة عجوز قد طرحت قضية الدراجات الكهربائية في النقاش العام الإسرائيلي: كيف يمكن مواجهة الظاهرة الآخذة بالازدياد

يسير في شوارع إسرائيل، بموجب التقديرات، أكثر من 100,000 دراجة كهربائية من أنواع مختلفة. للوهلة الأولى، فإن الحديث عن ظاهرة مرحب بها: يجري الحديث عن وسائل مواصلات بلدية لا تُحدث تلوثا ولا تحتل مكانا في الطرقات ومواقف السيارات، المليئة بحد ذاتها.

تنتشر الظاهرة بشكل خاص في مدينة تل أبيب، حيث يضطر السائقون إلى العثور على مكان لإيقاف السيارة خلال ساعتين، نظرًا لعدد السيارات الهائل. كذلك، فإن مواقف السيارات هذه ذات تكلفة عالية أحيانا، ولذلك تحوّلت الدراجات الكهربائية إلى أكثر شعبية.

ولكن بالإضافة إلى الزيادة في استخدام الدراجات الكهربائية، فهناك مشكلة جديدة وليست معروفة: كيف يمكن أن يتطرق القانون إلى الدراجات الكهربائية؟ هل يجري الحديث عن دراجة عادية، يمكنها السفر على الطرقات المعدة للدراجات، أو أن الحديث عن مركبة ثنائية العجلات يجرها محرك – دراجة نارية – يتعين عليها السير على الطرقات؟

لم يتطرق الكنيست الإسرائيلي ووزارة المواصلات إلى الموضوع بشكل موضوعي، ولذلك فإن راكبي الدراجات الكهربائية يعملون ما يحلو لهم. إنهم يسافرون غالبا بسرعة عالية على الأرصفة والطرقات المعدة للدراجات، وبذلك يعرضون المارة السُدج إلى خطر كبير. كلما يمر الوقت تصبح الظاهرة غير محتملة بالنسبة للمارة في تل أبيب، والذين يشعرون وكأنهم يسيرون في شارع مزدحم عندما يسيرون على الأرصفة.

هذا الأسبوع، تصدّر الموضوع العناوين في إسرائيل، بعد أن تُوفي عجوز يبلغ من العمر 85 عاما في المستشفى، بعد أن مكث نحو أسبوعين إثر الإصابة التي تعرض لها من دراجة كهربائية. وفقا لبعض الشهادات، فقد أصيب بدراجة كان يقودها ولد، وقد هرب من مكان الحادث فورًا.

وقد قرر الأطباء في مستشفى “إيخيلوف” في تل أبيب مكافحة الظاهرة، وقال أحد الأطباء “يصعب على المتقدمين في العمر الهروب من الدراجات وهي على الأرصفة”. وقد اقترح طبيب آخر على الأهالي عدم شراء الدراجات الكهربائية لأولادهم “يجب على الأهل عدم شراء الدراجات فهي بمثابة سلاح قاتل. يسافر الأولاد وهم يستمعون إلى الموسيقى دون أن يدركوا الخطر من وراء ذلك”.

من بين الاقتراحات المختلفة التي طُرحت، كان هناك اقتراح لوضع لافتة تحمل رقمًا (أشبه بالسيارات) أو بدلا من ذلك تشريع قوانين واضحة تتطرق إلى الدراجات الكهربائية. صحيح حتى اللحظة، ليس هناك أي تطرق عام إلى هذا الموضوع من قبل السياسيين، وبقي على الإسرائيليين الانتظار إلى ما بعد الانتخابات، بعد نحو شهر، والتحقق فيما إذا سيتم التطرق إلى الموضوع.

اقرأوا المزيد: 347 كلمة
عرض أقل
الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان يكرم جندي من الجيش النيجيري الذي حارب بوكو حرام خلال زيارة مفاجئة في شمال شرق نيجيريا في 15 يناير عام 2015 (AFP)
الرئيس النيجيري جودلاك جوناثان يكرم جندي من الجيش النيجيري الذي حارب بوكو حرام خلال زيارة مفاجئة في شمال شرق نيجيريا في 15 يناير عام 2015 (AFP)

“إسرائيل تساعدنا في الصراع مع بوكو حرام”

قال المتحدث باسم حكومة نيجيريا إن خبرة إسرائيل الطويلة في الصراع مع الإرهاب تساعد بلاده على مواجهة بوكو حرام بواسطة مختلف التدريبات

قال المتحدث باسم الحكومة النيجيرية، مايك عمري، الذي أجرى أمس مقابلة مع الصحيفة الإسرائيلية “جيروزاليم بوست”، إن دولته التي تحارب منذ سنوات التنظيم المجرم “بوكو حرام”، تستعين بالمساعدة الإسرائيلية من أجل ذلك.

“إسرائيل هي حليفة حاسمة من أجلنا في الصراع ضد “بوكو حرام” وقد تحدث قائلا “إن لديها خبرة كبيرة في مواجهة الإرهاب، وهي تساعدنا”.

“لقد استخدم شركاؤنا الإسرائيليون تجربتهم الطويلة وخبرتهم الكبيرة التي اكتسبوها بعد سنوات من مواجهة الإرهاب في إقليمهم. ما يعلموننا إياه فعال جدا ويساعدنا على تدريب مقاتلينا في مقاتلة بوكو حرام”.

الصراع بين بوكو حرام وحكومة نيجيريا في المناطق الشمالية من البلاد مستمر منذ سنوات. بعد سلسلة من الأحداث العنيفة من التنظيمات الإرهابية، بُثت تقارير في بداية الأسبوع عن نحو 300 قتيل من نشطاء التنظيم في تفجير من قبل الحكومة النيجرية.

عن التعاون بين إسرائيل ونيجريا، وكيف تتم إدارته بالضبط، نُشر في موقع “المصدر” قبل نحو تسعة أشهر، وقد تمتّن مؤخرا أيضا، عندما أسقطت نيجيريا المقترح الفلسطيني لمجلس الأمن للأمم المتحدة بإلزام إسرائيل بالانسحاب من الضفة الغربية خلال سنتين. لقد غيّرت نيجيريا في اللحظة الأخيرة تصويتها من “مؤيدة” إلى “ممتنعة”، وبهذا حالت دون قبول الاقتراح، لأن هناك حاجة إلى تسع دول لتصوت عليه، وصوتت ثماني دول فقط بنعم.

اقرأوا المزيد: 188 كلمة
عرض أقل
يائير لبيد وحزبه "مفقودون" على جزيرة معزولة (Facebook)
يائير لبيد وحزبه "مفقودون" على جزيرة معزولة (Facebook)

يائير لبيد وحزبه “مفقودون” على جزيرة معزولة

مقطع فيديو جديد يسخر من وزير المالية السابق، ويعرض حزبه كفريق طار في طائرة تحطّمت على جزيرة معزولة، ولا يعرف في الحقيقة إلى أين وصل

بعد أن نُشرت في الأسابيع الماضية مقاطع فيديو تم فيها بذل جهد كبير ضدّ المرشحين الكبار للانتخابات القريبة في إسرائيل، من بينها تم عرض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته سارة كزوجين يرقصان رقصة قذرة، أو يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني كزوجين يحبان بعضهما على سفينة التايتانيك الغارقة، وصل الآن مقطع فيديو آخر.

المقطع الحالي، الذي أنتجته أيضًا شركة “101 للإنتاج”، يسخر من وزير المالية السابق، يائير لبيد، الذي احتلّ المركز الثاني في الانتخابات الماضية بعد أن وعد بوعود كثيرة، ولكنه لم يستطع تحقيق وعوده بعد أن انتهت فترة توليه لمنصبه في الحكومة قبل شهرين، في خطوة قادت للانتخابات.

رئيس خزب "هناك مستقبل"، يائير لبيد (Flash90)
رئيس خزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد (Flash90)

في مقطع الفيديو، الذي سمّي “يائير لبيد وهناك مستقبل مفقودون”، يتم عرض لبيد، بالإضافة إلى سائر قادة حزبه “هناك مستقبل”، في صورة أبطال سلسلة “المفقودون”، التي تركّز على مسافرين طاروا في رحلة جوية تحطّمت على جزيرة معزولة، وعليهم مواجهة الحياة الغريبة على الجزيرة.

يظهر في بداية المقطع لبيد الذي يستيقظ داخل جزيرة بعد التحطّم، ويرى الآلة الحاسبة، كرمز لكونه الوزير السابق للمالية. لاحقا في المقطع، عندما يصل لبيد إلى موقع تحطّم الطائرة (المكتوب عليها “هناك مستقبل”، على اسم حزبه) يصرخ الناس من حوله، والذين هم جميعا من كبار أعضاء حزبه، “أين المال؟”، كرمز لشعار الانتخابات السابق للبيد. بالإضافة إلى ذلك، تصيح ياعيل جرمان، التي كانت وزيرة الصحة، منادية على الطبيب. وخلال المشهد، تطير في الهواء بطاقات لحزب “هناك مستقبل”.

بعد ذلك، “يتذكّر” لبيد اللحظات التي سبقت حادثة التحطّم: تغريه مقدّمة الأخبار الرئيسية، التي تُعرض بصفتها مضيفة رحلات جوية، وتعيد له الهاتف الذي نسيه في الأستوديو. ويظهر لبيد وهو يتراسل في الهاتف مع أرييه درعي، رئيس حزب شاس، والذي واجهه بشدّة خلال فترة توليه السابقة في الكنيست، ومنع دخول حزبه في الحكومة.

أريه درعي (Isaac Harari,  FLASH90)
أريه درعي (Isaac Harari, FLASH90)

وفي تلك المراسلة يعرض لبيد على درعي العمل من خلف ظهر رئيس الحكومة نتنياهو، ويجيب درعي بالرفض المهين والسخرية من لبيد. في النهاية، يقول درعي للبيد إنّه التقى “صدفة” شخصا ما، وأرسل له صورته مع نتنياهو. والرسالة هي أنّ درعي يخطّط للعمل من أجل ألا يكون لبيد في الحكومة القادمة. يُصاب لبيد بالذعر من الإجابة وتتحطّم الطائرة.

بعد ذلك يعود المشاهدون لرؤية أعضاء حزب “هناك مستقبل” على الجزيرة المعزولة. يشاهدون من بعيد فرحين ومحتفلين بقيادة درعي، ويتساءلون بينهم وبين أنفسهم إلى أين وصلوا. ينتهي المقطع بعبارة “LOST” (المفقودون)، كرمز إلى أنّ لبيد لم يجهّز نفسه كما يجب لدخول السياسة، وقد ضاع
https://www.facebook.com/photo.php?v=427008580794755&s

اقرأوا المزيد: 363 كلمة
عرض أقل
نتنياهو وعباس خلال لقائهما في واشنطن سبتمبر 2010 (AFP)
نتنياهو وعباس خلال لقائهما في واشنطن سبتمبر 2010 (AFP)

وفقًا للموقع الإسرائيلي: عقد نتنياهو وعباس مفاوضات سرية وكان الاتفاق وشيكًا

وفقًا للتقرير، فقد تم الاتفاق في المفاوضات السرية التي عُقدت بين القادة على تقسيم الأراضي وعلى حل عادل لمعظم قضايا الصراع، بما في ذلك قضية اللاجئين، لكن الجدل لا يزال قائمًا حول قضية القدس

نشر الصحفي الإسرائيلي آفي يسخاروف من موقع الأخبار الإسرائيلي “والاه” في الأمس مقالًا رائعًا حول الاتصالات السرية التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في عاميّ 2010-2011، بوساطة الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريس.

وفقًا للتقرير، التقى بيريس وعباس خلال فترة معينة في عدة مدن أوروبية، منها روما ولندن، وبعدها عُقدت مقابلات بينهما في العاصمة الأردنية عمان. وأفاد التقرير أنه في هذه اللقاءات قد أقبل الاثنان على اتفاق مهم وتاريخي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقد تم ذلك على علم نتنياهو كليًّا.

يدور الحديث عن أنه في مفاوضات كهذه، بإمكان إسرائيل أن ترفض الموافقة على الاتفاقات التي يصل إليها كلا الطرفين، وذلك لأن بيريس لا يمثل الحكومة الإسرائيلية إنما يمثل نفسه فقط. وهذا بخلاف المفاوضات التي أقيمت في الآونة الأخيرة حتى نيسان 2014، والتي كانت رسمية. وكان المقصد تحقيق تقدم ملحوظ بكل المجالات، ويمكن لهذه المحادثات أن تصبح رسمية فقط عندما يكون الاتفاق وشيكًا.

بيريس وعباس (Mark Neyman/GPO)
بيريس وعباس (Mark Neyman/GPO)

دولتان ونهاية الصراع

بحثت المحادثات بين عباس وبيريس، والتي رافقها طاقم مفاوضات (ومن بينهم صائب عريقات)، بكل قضايا النزاع بين إسرائيل وفلسطين، وأحرزت تقدمًا هائلًا في جميع المجالات. ومن بين أمور أخرى، تم الاتفاق على أنه مع توقيع الاتفاقية سيُعلن عن “نهاية الصراع” بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وفقًا للتقرير، توصل الطرفان إلى اتفاق يشمل تشكيل دولتين، إسرائيلية وفلسطينية، وفقًا لحدود عام 1967 مع تبادل أراض بشكل متساوٍ ومنطقي، والذي من شأنه أن يترك المدن الإسرائيلية الكبرى الواقعة في الضفة الغربية تحت سيطرة إسرائيلية، وبالمقابل سيتم منح مناطق متساوية من حيث المساحة والجودة للدولة الفلسطينية.

وتم الاتفاق على أن الدولة الفلسطينية لن تملك جيشًا خاصًا إنما قوات شرطة فقط، وأن معابر الحدود ستكون تحت سيطرة طرف ثالث (مثل الاتحاد الأوروبي).

الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية (HAZEM BADER / AFP)
الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية (HAZEM BADER / AFP)

سيعود 10،000 لاجئ كل سنة؟

وقد نوقشت قضية بتوسع ووصلت لتقدم كبير (إن لم يكن تم الاتفاق عليها من كلا الطرفين) أيضًا وهي قضية اللاجئين الفلسطينيين المعنيين بالعودة إلى أماكن سكنى أجدادهم الواقعة ضمن أراضي إسرائيل. وفقًا للتقرير، اتفق الطرفان على أن حل النزاع سيكون “عادلًا ومتفقًا عليه”، والخطوط العريضة التي ناقشها الطرفان (ولم يتم الاتفاق عليها تمامًا) هي كالتالي:

سيُمنح كل لاجئ أربعة خيارات: 1. الحفاظ على مكان الإقامة الحالي والحصول على تعويض مالي. 2. الانتقال لمدينة ثالثة والحصول على تعويض مالي. 3. العودة لدولة فلسطين (حسب حدود 1967). 4. العودة لإسرائيل، بموافقة الحكومة الإسرائيلية.

سيُمنح كل لاجئ أربعة خيارات: 1. الحفاظ على مكان الإقامة الحالي والحصول على تعويض مالي. 2. الانتقال لمدينة ثالثة والحصول على تعويض مالي. 3. العودة لدولة فلسطين (حسب حدود 1967). 4. العودة لإسرائيل، بموافقة الحكومة الإسرائيلية.

بحسب التقرير، في البداية وافق عباس على أن تقرر إسرائيل عدد اللاجئين الذي ستستوعبه إلى أراضيها، ولكن بدّل رأيه فيما بعد مقترحًا خطًا عريضًا جديدًا: خلال 15 عامًا ستستوعب إسرائيل 10،000 لاجئ كل سنة، ما مجموعه 150،000 لاجئ فلسطيني سينتقلون للعيش في الأراضي الإسرائيلية.

القدس: ترتيبات إبداعية إلى جانب الخلافات

واحدة من القضايا الأصعب تسويةً هي تلك المتعلقة بالقدس. ويكثر نتنياهو من التصريح رسميًا، كمعظم السياسيين الإسرائيليين، بأن القدس ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية للأبد. ومع ذلك، فقد تبين وفقًا للتقرير أن نتنياهو قد وافق على أن تكون القدس “مدينة مفتوحة” وعاصمة لكلا الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية، عندها تكون الأحياء اليهودية تحت السيادة الإسرائيلية وستكون الأحياء المجاورة الفلسطينية تحت السيادة الفلسطينية. وبالإضافة إلى ذلك، تم الاتفاق على تشكيل هيئة محلية واحدة ومشتركة تُعنى بأمور المياه، الكهرباء والصرف الصحي في كل أنحاء القدس.

وقضية واحدة لم يتمكن الطرفان من الاتفاق عليها بتاتًا، وهي بما يتعلق بالبلدة القديمة والأماكن المقدسة في القدس: لم ينجح عباس ونتنياهو حتى من الاقتراب لاتفاقية بخصوص السيادة في المسجد الأقصى وترتيبات الرقابة والأمن في المنطقة. وبعد أن تبين للطرفين أنه لم يتم التوصل إلى اتفاقيات، قد اتفق على تكملة المحادثات بهذا الشأن في وقت لاحق.

نظرة إلى الأقصى (Nati Shohat/Flash90)
نظرة إلى الأقصى (Nati Shohat/Flash90)

وقف المحادثات وعدم الثقة بين الزعماء

بحسب التقرير، فقد انهارت المحادثات في تموز 2011، عندما طُلب من نتنياهو أن يقدّم وثائق رسمية تثبت وجود المحادثات، لكنه قرر عدم القيام بذلك. وبعد رفض نتنياهو قرر عباس أن يلغي اللقاء ووضع حدًا للاتصالات السرية فعليًا. فإذا كان هذا التقرير صحيحًا، فمن الممكن أن يكون السبب الرئيسي لهذا العداء السائد بين القادة وانعدام الثقة بينهم.

لا يمكننا معرفة سبب انتهاء المحادثات، لكن التساؤل القائم هو كيف سيتقبل الجمهور الذي يمثله القائدان الإعلان عن المفاوضات المتقدمة. ولا يمكن التنبؤ إن كان عباس، والذي لم يتم انتخابه منذ انتخابات 2005، كفؤًا لأخذ قرارات كهذه. علينا أن نسأل إن كان عباس يمثل كل الشعب الفلسطيني، وهل هو قادر سياسيًا وقياديًا، أن يبت بقرارات مهمة وبعيدة المدى بخصوص الشعب الفلسطيني.

كما علينا التساؤل عن مدى دقة وصحة المعلومات المنشورة في التقارير. لا يُمكننا أن نتجاهل حقيقة أن تقريرًا كهذا له علاقة بحملة الانتخابات القائمة في إسرائيل ويظهر بهذا التوقيت ليؤثر على نتائجها. وقد علق مكتب نتنياهو على التقرير مفيدًا بأن نتنياهو لم يوافق أبدًا على أي بند من البنود المذكورة في التقرير “على عكس ما يُقال”.

انعدام الثقة بين نتنياهو وعباس (AFP)
انعدام الثقة بين نتنياهو وعباس (AFP)
اقرأوا المزيد: 743 كلمة
عرض أقل
عدل (AFP)
عدل (AFP)

القصة الرائعة للفلسطيني الذي أنقذ إسرائيليًّا

برّأت محكمة إسرائيليّة فلسطينيا دخل إلى إسرائيل بشكل غير قانوني، لأنه قبل نحو نصف عام أنقذ يهودا إسرائيليين دخلوا إلى قريته عن طريق الخطأ

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها القبض على نادر (اسم مستعار)، وهو رجل فلسطيني عمره 38 عاما من شمال الضفة الغربية، من قبل الشرطة الإسرائيلية داخل إسرائيل. وسوى حقيقة أنّ إقامته داخل إسرائيل كانت مخالفة للقانون، فقد تم القبض عليه أيضًا مع تصاريح مزيّفة.

لم يستطع نادر النوم في الليالي. لم يتوقف عن التفكير بأبنائه الأربعة وأمه وشقيقه المرضى، والذين كانوا جميعهم معتمدين على عمل نادر في إسرائيل. تمّت محاكمته وخشي من أن ترسله المحكمة الإسرائيلية إلى السجن وينذر بذلك بكارثة تحلّ على أسرته.

ولكن، كان لدى محامي نادر خطة لإنقاذه من السجن، في أعقاب قصة بطولية حكاها له نادر صدفة: ففي فترة الصيف، عندما اندلعت حرب غزة (عملية “الجرف الصامد”)، أنقذ نادر إسرائيليين يهوديّين أخطآ في طريقهما ودخلا إلى قريته.

كانت تلك أيام يسودها توتر وغضب كبير في الأجواء، وعايش الإسرائيليان اللذان دخلا إلى القرية ذلك. لقد تمّت مهاجمتهما من قبل فلسطينيين، ضربوا على سيّارتهما وألقوا عليهم الحجارة بينما هم يصرخان صرخات عالية. لاحظ نادر الحدث، الذي جرى قرب منزله، وقام هو وابن عمّه بإنقاذ الإسرائيليَّيْن إلى داخل منزله، ودافع مع أسرته عنهما مقابل جموع الفلسطينيين الذين حاولوا اقتحام المنزل. بعد فترة معيّنة، جاء الجيش الإسرائيلي إلى القرية وأنقذ الإسرائيليَّيْن، اللذين شكرا نادر وابن عمّه.

عندما سمع محامي نادر هذه القصة، قرّر أن يطرحها في المحكمة. تمّت دعوة الإسرائيليَّيْن إلى المناقشة، وقال أحدهم من على منصّة الشهود: “كانت الأرض تحترق، لقد رأيت الموت بعينيّ. أنقذني نادر وسأكون حتى يومي الأخير مدينًا بحياتي له”.

لم يبق القاضي الإسرائيلي غير مبالٍ إزاء القصة، وقرّر تبرئة نادر من جميع التهم. وصف القاضي نادر كأحد “أتقياء أمم العالم”؛ وهو لقب يعطى للأشخاص من غير اليهود الذين أنقذوا اليهود من النازيين في فترة الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية. تتقدّم المحكمة الإسرائيلية بالامتنان لنادر على أعماله. لن يتم الحكم عليه بأية عقوبة أخرى”.

وبالإضافة إلى تبرئة نادر، أوصت المحكمة أمام السلطات الإسرائيلية بمنح نادر تصريح دخول دائم لإسرائيل، من أجل أن يستطيع إعالة أسرته بشكل قانوني وكريم.

بعد المحاكمة، أجرى نادر مقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية وأعرب عن أمله بمستقبل أفضل قائلا: “في إحدى المرات، في التسعينيات، كانت جميع المعابر مفتوحة. كان اليهود يشترون من رام الله وكنا نحن ندخل إلى إسرائيل بشكل حرّ. لماذا لا نستطيع العيش سوية كما في الماضي؟ نحن أشخاص نريد السلام، نريد أن يسود الهدوء وأن نعيش حياتنا بكرامة. كل ما أردته هو أن أحصل على تصريح عمل في إسرائيل وأن أعيل أسرتي بكرامة، كما كنت في السابق”.

اقرأوا المزيد: 384 كلمة
عرض أقل
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (AFP)
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (AFP)

مواجهات تويتر بين نتنياهو وبينيت

المعركة الانتخابية تأخذ منحى جديدا، ويهاجم الآن المرشّحون من الأحزاب القريبة من بعضها، والذين يتنافسون على جمهور مماثل، بعضهم البعض

الانتخابات في إسرائيل تقترب، ويبدو أنّ الأعصاب والتوتّرات بين عموم المرشّحين آخذة في التزايد. اشتدّت في الآونة الأخيرة ظاهرة لم تكن موجودة في بداية المعركة الانتخابية: هجمات متبادلة بين الأحزاب المختلفة في نفس “الكتلة السياسية”.

في إسرائيل لا يختار الناخبون رئيس الحكومة، وإنما الحزب فقط. بعد الانتخابات، يكلّف رئيس الدولة أحد الأحزاب في تشكيل حكومة، وبشكل عام فإنّ الأحزاب التي تشكّل الحكومة هي الأحزاب القريبة من بعضها البعض من الناحية الأيديولوجية.

فعلى سبيل المثال، إذا كان رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، هو الذي سيشكّل الحكومة القادمة، فهناك احتمال كبير بأنّ يكون حزب البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينيت شريكا كبيرا في هذه الحكومة. وعلى الجانب الآخر، إذا فاز “المعسكر الصهيوني” برئاسة يتسحاق (بوجي) هرتسوغ وتسيبي ليفني في الانتخابات، فمن المحتمل جدّا أن يكون حزبا “هناك مستقبل” برئاسة يائير لبيد و “ميرتس” شريكين كبيرين في تلك الحكومة، التي ستكون حكومة اليسار – الوسط.

وكما ذكرنا، فحتى وقت قريب حرصت الأحزاب المختلفة على عدم مهاجمة الأحزاب القريبة لها، ولكن يبدو أنّه من المتوقع تغيّر هذا الاتجاه، ربما بسبب حقيقة أنّ التقدير المرجّح اليوم هو أنّ نتنياهو سيستمرّ في تولّي منصب رئيس الحكومة، ولذلك ترغب الأحزاب المختلفة بـ “قضم” أصوات من الأحزاب القريبة إليها. هكذا تمّ تمهيد الأرضية للمواجهة على تويتر والتي جرت أمس بين نتنياهو وبينيت.

نفتالي بينيت (Alex Kolomoisky/FLASH90)
نفتالي بينيت (Alex Kolomoisky/FLASH90)

في البداية، غرّد رئيس الحكومة نتنياهو في تويتر كاتبا: “سيكون “البيت اليهودي” شريكا في حكومتنا، ولكن إذا انخفض بعدّة مقاعد فهذا لن يغيّر شيئا. إذا انخفض الليكود بعدة مقاعد، فمن المحتمل أن يتمّ تسليم الحكومة لليسار”. في الواقع، فهناك هدف واضح فقط لهذه التغريدة: جعل ناخبي البيت اليهودي يصوّتون لنتنياهو.

ولم يتأخر ردّ بينيت عن الوصول، ونشر بعد مدّة قصيرة من ذلك هذه التغريدة: “القسم الأول غير صحيح (في المرة السابقة حاولوا استبعادنا من الحكومة) والقسم الثاني لن يكون (بيت يهودي كبير فقط هو ما سيمنع أن تقوم مجدّدا حكومة لليسار)”. هذه التغريدة ساخرة، ذلك أنّ جملة “القسم الأول غير صحيح والقسم الثاني لن يكون” هي جملة مرتبطة بنتنياهو. رسالة بينيت هي أنّ إضعاف حزبه قد يؤدي بحكومة الليكود لتصبح مع المعسكر الصهيوني.

أما الذي قرّر الانضمام إلى هذه التغريدات فهو موشيه كحلون، زعيم حزب “كلّنا”، الذي يركّز على تخفيض غلاء المعيشة في إسرائيل. “منذ عام وثمانية أشهر وأنتما تتشاجران” هكذا غرّد كحلون في ردّه، “لشعب إسرائيل هذا ليس مضحكا جدّا. بدلا من أن يهزم أحدكما الآخر عليكما أن تهتما بهزيمة غلاء المعيشة”.

وستجري الانتخابات كما ذكرنا بعد أكثر من شهر بقليل، ولكن الأحداث الأخيرة تؤكّد بأنّ القادم في المعركة الانتخابية سيكون حماسيّا ومليئا بالتشهير بين المرشّحين المختلفين. ويبقى علينا أن ننتظر المواجهات القادمة.

اقرأوا المزيد: 400 كلمة
عرض أقل