روني سومك:
نحن موضوعون على الكعكة
مثل دميتي العريس والعروس.
حتى لو جاءت السكين
سنحاول البقاء في نفس القطعة
(روني سومك، قصيدة السعادة، من “جنة للأرز”)
كتبت “قصيدة السعادة” كقصيدة حب وفي هذه الأيام أنا “أجنّدها” لخدمة جيش تهدئة النفوس. فجأة أقرؤها أيضا بعيون سياسية. خُبزت “الكعكة” التي وُضعنا عليها من طحين ودم أيضا. نها كعكة تريد الكثير من الأسنان أن تقضمها، ولذلك فالسكين ليست غريبة عنها.
نحن نعيش عهد السكين، أيام تُسفك فيها الدماء، أيام نمتْ فيها فجأة في جسمنا أعين كثيرة جدا، حتى في الظهر. إنها أعين الشك، أعين الخوف، أعين تسلّقت برج الحراسة وهي مستعدّة لأعمال الفظاعة الكبرى. باسم تلك الأعين أطالب بإخراج السكين خارج القانون. بالعودة إلى التعقّل، إلى التعايش.
نعم، من الممكن أنه لم يحن بعد الوقت للرقص في حفلات الزفاف، ولكن من جهة أخرى، علينا أن نتوقف عن تحويل رقصات الشعب إلى رقصات الدماء.
مروان مخول
لم أتفق أبدا مع ثقافة إيذاء الآخرين، ولم أؤمن أبدا بأنّ خلاص الشعب يأتي من خلال المسّ بحقوق شعب آخر! لم أتعلم ذلك من الكتب وإنما مررت بذلك كوني أحد أبناء الأقلية الفلسطينية في البلاد. يؤلمني أن أعترف الآن أنّني كنت في الماضي أصرخ ضدّ المواطنين من كلا الطرفين، وأنّني وصلت مؤخرا فقط إلى حالة أخجل فيها من القيام بذلك حيث إنّ شعبي يفتقد إلى أية طريق للحياة العادية. لا أتفق مع الثقافة التي جعلت من سكين المطبخ سكين شارع يؤذي المواطنين من جهة، ولكن من جهة أخرى، لا أتفق أيضًا مع ثقافة حكوماتنا الإسرائيلية التي تؤذي المواطن الفلسطيني البريء ليلا ونهارا والذي كلّ جريمته هي كونه فلسطينيا.
لا أرى نفسي إسرائيليا، وإنما أشعر أنني فلسطيني. ومع ذلك، فأنا ما زلت أتمنى لنفسي أن أسحب مخالبي لأتمكن من غرس جذرا في حياتنا المشتركة – يهودا وعربا.
نشأت في أسرة علمانية، لم تُفرق بين عربي ويهودي. ولكن حتى نصل إلى تلك الأرض الموعودة التي لا فرق فيها بين إنسان وآخر، فلن أوجّه إصبع الاتهام تجاه الشعب الفلسطيني. دون أن تكون لشعبي دولة مستقلة أو على الأقل قيادة موحّدة فسيتصرّف مثل قطيع لن نعرف إلى أين سيصل. يدعو الدين اليهودي إلى المصالحة، العطاء وليس إلى التطرف. ليس هناك مجال للحديث عن المصالحة والسلام طالما أنّ هناك شعبا مقموعا. على الإسرائيلي أن يعطي وأن يكتفي بجزء من حلمه. لماذا بجزء؟ لأنه حتى لو كان لديه الكثير من العتاد العسكري فلا يزال غير قادر على إغلاق رحم الأم الفلسطينية. لأنّ الخطر الديمغرافي في نظره هو حقيقي فعلا ولأنّه لا يمكن منعه فمن المفضل التوصل إلى طريق السلام وحينها لن يكون هناك خطر فعلي.
لا فرق بين الليل والنهار
سوى مذاق الشمس الحلو.
لا فرق بين الثمل والمتديّن
سوى صراحة الأول.
لا فرق بين الشجار والورود
سوى دور الشجرة في التاريخ.
لا فرق بيني وبينك.
لا فرق أبدا.
(الفرق، ترجمة: سوسن قطيش، عن: أرض الباسيفلورا الحزينة، وقصائد أخرى / إصدار كيشف للشِعر)
روني:
الإنسان في علم فلسطين سُرق من نار المشاعل،
الأبيض من الجير الذي كشطه من الجدار،
الأخضر من صرخة شجرة
والأسود هو ظلام مصر.
إذن هيا صيروا دولة،
وأعيدوا الأخضر إلى الأرض،
والأبيض إلى قميص العيد،
والأسود إلى القهوة
والأحمر إلى شوق على شفاه الجميلات،
اللواتي جئن إلى رام الله لمسابقة “ملكة جمال فلسطين”،
والتي ألغيتْ.
(روني سومك، علم فلسطين، من “قوة حصان”)
مروان:
في مثل هذه الأيام يهمني أن أقول لكلا الطرفين كلمات مهدّئة. أتوجّه إلى المستوطن في الضفة الغربية وأطلب منه النظر للحظة في الكتاب المقدّس الذي يؤمن به، أن ينظر للحظة ويفهم أنّ اليهودية هي محاربة العنصرية، عطاء وسلام وليس النقيض التامّ مطلقا.
أقول للشاب اليهودي – للتوّ فقط ولدتَ، ولذلك فأنت لا تفهم الألم الفلسطيني، لأنّك لم تعش العهد الذي سُلب فيه من الآخر.
أقول للشاب العربي (دون المقارنة بين الشابين) – لا تأتي الحرية أبدا من خلال إيذاء المواطنين. نحن كشعب علينا أن نكون متّحدين، مع قيادة مشتركة ومع غاية واحدة تهدف تحقيق الحرية في طريق السلام.
نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلي