حمي شاليف

  • المرشح الجمهوري دونالد ترامب (AFP)
    المرشح الجمهوري دونالد ترامب (AFP)
  • المرشحة هيلاري كلينتون (AFP)
    المرشحة هيلاري كلينتون (AFP)

الهيروين يلعب دورًا في الانتخابات التمهيدية الأمريكية

في العقد الأخير تضاعفت نسبة ضحايا الهيروين ست مرات. الأوساط الاجتماعية الأمريكية غاضبة من ضعف النظام في معالجة المسألة وتبحث عن مُرشحين راديكاليين

المناطق التي تدعم دونالد ترامب، وبشكل أقل أيضًا بيرني ساندرز، سكانها من البيض الذين يعيشون في الضواحي والمناطق الريفية. بالإضافة إلى لون بشرتهم ومنطقة سكناهم، هناك يأس ملحوظ لدى غالبيتهم: يشعرون محرومين من الانتعاش الاقتصادي، الذي تتناوله وسائل الإعلام ولكنه ليس ملموسا في الحياة اليومية. وهم مقتنعون أن الولايات المُتحدة تُسيطر عليها نُخبة اقتصادية وليبرالية فاسدة ومنقطعة عن الواقع، وتعيش غالبيتهم في حالة من الضيق والعوز بسبب آفة الهيروين التي تعصف بمدنهم وتأخذ منهم أبنائهم وبناتهم.

حاول، ليلة السبت، برنامج “ساترداي نايت لايف” الساخر توجيه نقد فكاهي لهذه الظاهرة. عُرض في الحلقة، التي قدمتها النجمة جوليا لوي – درايفوس، التي أدت دور إيلين في مسلسل “ساينفلد”، إعلان جديد تحت اسم “Heroin A.M” وهو يدمج بين الهيروين، الكوكايين، والقهوة المُركّزة، من أجل توفير أفضل مُخدر للمُتعاطين، ولكن، في الوقت ذاته أيضًا الطاقة والتحفيز. حظي الإعلان بموجة من الانتقادات الحادة لأنه يسخر من موضوع مؤلم جدًا. لا يُعتبر الإدمان الوطني على الهيروين، في نظر الكثير من الأمريكيين، نكتة.

https://www.youtube.com/watch?v=TMIvaljJGAI

زادت نسبة الوفيات في الولايات المُتحدة، منذ عام 2001، ستة أضعاف نتيجة تعاطي الهيروين المُفرط: من 2000 إلى 12 ألف، وهي نسبة تفوق نسبة أي مُخدر آخر. زادت نسبة الوفاة الناتجة عن التناول المُفرط لمُسكّنات الآلام من 5000، في عام 2001، ووصلت إلى نحو 18 ألف تقريبًا في عام 2014. يموت في الولايات المُتحدة كل يوم ما يُقارب 125 شخصًا جراء المخدرات، منهم 78 شخصًا نتيجة تعاطي الهيروين ومُسكنات الآلام. طرأ أيضًا، في هذه الفترة، تغيير على هوية المُتضررين من تعاطي هذا المُخدر. ففي عام 2000، كان الوسط الذي خسر أعلى نسبة من ضحايا الموت بسبب الهيروين هو وسط السود من الفئة العمرية 45 – 64، بينما اليوم قد تغير الحال وأصبحت النسبة الأعلى بين البيض من الفئة العمرية 18 – 44.

زادت نسبة الوفيات في الولايات المُتحدة، منذ عام 2001، ستة أضعاف نتيجة تعاطي الهيروين  المُفرط: من 2000 إلى 12 ألف، وهي نسبة تفوق نسبة أي مُخدر آخر

ونشر المعهد الوطني لرصد التعاطي المُفرط للمخدرات، مؤخرًا، مُعطى آخر مُشابه أيضا ومثير للاهتمام. قبل نصف قرن، في الستينات، كان أكثر من 80% من مُتعاطي الهيروين الجدد شُبانًا من غير البيض من المناطق المدنية، واستخدموا الهيروين في تجربتهم الأولى للمُخدرات. بالمقابل، في العقد الأخير أكثر من 90% من مُتعاطي الهيروين الجدد هم من البيض من مناطق ليست مدنية، الذين كانت تجربتهم الأولى مع مُسكنات الآلام من الأنواع الشبيهة بالأفيون مثل بيركوسيت، أوکسيکونتين وغيرها. ينتقل الكثير من المُتعاطين، بعد مرحلة الإدمان على الأدوية، إلى تعاطي الهيروين بسبب توفره في الولايات المُتحدة وبسبب سعره المُنخفض بما يتناسب مع ذلك.

المرشحة هيلاري كلينتون (AFP)
المرشحة هيلاري كلينتون (AFP)

طرأ أيضًا، مع التغيير الديموغرافي والعرقي لهذه الظاهرة، تغيير في التعامل معها والنظر إليها. فطالما أن هذه الظاهرة كانت مُتركزة فقط في أوساط الأفارقة – الأمريكيين وفي أوساط أبناء أقليات أخرى، فإن غالبية الأمريكيين كانوا يدعمون شن حرب شاملة واتباع سياسة “عدم التسامح”، بما في ذلك تطبيق أقصى العقوبات. بينما الآن، بعد أن طرأ انخفاض كبير في نسبة الإدمان على الهيروين في أوساط الشبان السود وبالمقابل، طرأ ارتفاع كبير في تعاطي الهيروين من قبل الشبان البيض زادت المُطالبات للتعامل مع الظاهرة على أنها مرض وليست جريمة، والتي يتوجب علاجها بإعادة التأهيل وليس العقاب.

وقد أعلن الرئيس أوباما في الماضي مرتين، خلال نصف العام الأخير، عن وجود برنامج وطني جديد، وبذل جهود حثيثة لمعالجة الإدمان على الهيروين. وقد ذكر أوباما الإدمان على المُخدرات في الفقرة الثانية من خطاب وضع الأمة في شهر كانون الثاني. ظهر موضوع الإدمان على الهيروين، بعد بضعة أسابيع من ذلك، كموضوع مركزي في حملة الانتخابات التمهيدية الكاملة الأولى التي أُجريت في نيوهامبشير، وهي ولاية غالبيتها سكانها من “البيض”، وتضاعفت نسبة الوفيات فيها من التعاطي المُفرط للهيروين في العامين الأخيرين فقط. وضع مواطنو الولاية، في الاستبيان الذي أُجري في نهاية عام 2015، قضية الإدمان على الهيروين في أول سلم أولويات الانتخابات الرئاسية.

يموت في الولايات المُتحدة كل يوم ما يُقارب 125 شخصًا جراء المخدرات، منهم 78 شخصًا نتيجة تعاطي الهيروين ومُسكنات الآلام

كان تماهي بعض المُرشحين مع ضحايا المُخدرات، شخصيا. فقد قالت المُرشحة الجمهورية السابقة للرئاسة، كارلي فيورينا، التي سقطت ابنتها ضحية الإدمان، إن على الإدارة العمل ضد هذا المُخدر على أنه وباء. وتحدث المُرشح الجمهوري السابق، جيب بوش، عن سجن ابنته لحيازتها مُخدرات غير قانونية وهي عبارة عن مُسكنات آلام. وقارن المُرشح الجمهوري السابق كريس كريستي الإدمان على الهيروين بوفاة أمه نتيجة إدمانها على السجائر وطالب بمكافحة شاملة لكل ذلك.

ظاهرة الهيروين هي ظاهرة مُنتشرة وتحديدًا في الولايات التي لم تُصوت بعد. تُعرّف وزارة العدل الأمريكية وباء الهيروين على أنه “أكبر خطر يُهدد صحة الجمهور في المنطقة الشمالية الشرقية، بما في ذلك نيويورك، حيث أجريت الانتخابات التمهيدية البارحة. تحتل نيويورك المرتبة السادسة في تصنيف الولايات فيما يتعلق بتعاطي الهيروين. نيوجيرسي، التي ستُجرى فيها الانتخابات في حزيران، في المرتبة الخامسة. بنسلفانيا، التي ستُصوت في الأسبوع القادم، في المرتبة الرابعة. كاليفورنيا، التي ستكون الانتخابات فيها في 7 حزيران انتخابات حاسمة، تحتل المرتبة الأولى، وفيها 91 مُدمن هيروين من كل 100 ألف مواطن.

المرشح الجمهوري دونالد ترامب (AFP)
المرشح الجمهوري دونالد ترامب (AFP)

ويشبه الحل الذي يعرضه ترامب لهذه المُشكلة، حل المشكلات الأخرى، ببساطة، أو بوضوح: اتهام المكسيكيين.‎ يقول ترامب إنه عندما يتم بناء جدار على الحدود مع المكسيك – الذي سيدفع تكاليفه المكسيكيون – ستتوقف عملية تهريب الهيروين إلى الولايات المُتحدة. وهو يتجاهل، بالطبع، الكميات الكبيرة من المخدرات التي تدخل إلى الولايات المُتحدة من البحر والجو، وأكثر من ذلك أن المُشكلة لا تتعلق فقط بالهيروين بل بمسكنات الآلام الأفيونية التي تُشبهه وتُعتبر “مخدرات تمهيدية” قبل تعاطي الهيروين.

المُخدر الذي ينتشر بسرعة هو الفينتانيل، من مجموعة المسكّنات الأفيونية، وهو أقوى بـ 100 مرة من الأفيون وأخطر من الهيروين. يأتي الفينتانيل من المختبرات، وليس من المكسيك. ولكن، العلاقة بين الإدمان على الهيروين وبين نجاح ترامب، ليست ذات صلة بالحلول التي يقترحها. إن تركّز الإدمان بين أوساط الشبان البيض من الطبقة المتوسطة والمتدنية – هذا لا يعني أن الظاهرة غير منتشرة بين الأغنياء – يزيد من شعور أفراد عائلاتهم بأن حياتهم تتفكك، جيرانهم في خطر، مدنهم تتفكك، بيئتهم ليست نشطة، وأن الإدارة المحلية والفدرالية لا يُمكنها حل المُشكلة. لا بد في هذه الأجواء السلبية، ومن الطبيعي أن ضحايا الإدمان سابقًا وأولئك الذين يخشون مسألة الإدمان مُستقبلاً، أن يغرقوا في حالة يأس وأن يبحثوا عن حل راديكالي يوصلهم إلى واقع معكوس تمامًا من الوضع الذي يعيشونه الآن. من يُحاكي هذه الرغبة تمامًا هو ترامب وبنسبة أقل، كما أسلفنا، ساندرز أيضًا.

نُشرت هذه المقالة لأول مرة في صحيفة هآرتس

اقرأوا المزيد: 985 كلمة
عرض أقل
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (SAUL LOEB / AFP)
الرئيس الأمريكي باراك أوباما (SAUL LOEB / AFP)

بين التحوّل والثورة: تسونامي جمهوري يجتاح الكونغرس الأمريكي

رغم أنّ أوباما والديمقراطيين تراجعوا بشكل كبير في الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، ولكن لا يزال من السابق لأوانه تعريف الرئيس في البيت الأبيض كبطّة عرجاء

يُلحق جمهور الناخبين الأمريكي هزيمة مؤلمة ومهينة للرئيس باراك أوباما وللحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية التي جرت أمس (الثلاثاء) في الولايات المتحدة. لقد قدّموا نصرًا تاريخيا، جنبًا إلى جنب مع السيطرة على مجلسي الكونغرس، لصالح خصومهم الجمهوريين. استيقظت واشنطن صباح اليوم على واقع سياسي جديد، حيث من أحد جوانبه رئس ديمقراطي ضعيف وجناح ليبرالي حالم، ومن الجانب الآخر كونغرس جمهوري مترابط وجناح محافظ مخمور من النصر.

تجادل المعلّقون في التلفاز فيما بينهم في بداية الليلة إذا ما كان هناك مبرّر للحديث عن “موجة” جمهورية، ولكن كلما تمّ إغلاق مراكز الاقتراح في الولايات المختلفة اتّضح أنّها عبارة عن تسونامي، صدمت قوّته الجمهوريين أنفسهم أيضًا. رغم أن فرز الأصوات لم ينته بعد، وستتم في ولاية لويزيانا أيضًا جولة ثانية، فقد نجح الجمهوريون في مهمّتهم الرئيسية بما يفوق التوقّعات. لقد نقلوا لصالحهم ما بين ثمانية إلى عشرة مقاعد في مجلس الشيوخ، والتي كان الديمقراطيون يمسكون بها حتى الآن، ووجدوا أنفسهم مع غالبية عظمى من 53-54 من أعضاء مجلس الشيوخ من بين 100 عضو. وهي نتيجة لم يحلموا بها أيضا في أحلامهم الأكثر ورديّة.

لكن ذلك لم يكن كافيا، فمن المتوقع أن يزيد الجمهوريون من غالبيّتهم في مجلس النواب من 233 إلى نحو 245 ممثّل وأن يحققوا رقمًا قياسيا لم يتحقق مثله منذ 65 عامًا. ورغم إنجازاتهم في الكونغرس، فيبدو أنّ انتصاراتهم الأكثر إثارة للإعجاب تم تحقيقها تحديدا في التنافس على مناصب حكام الولايات المختلفة، فهناك كان يُتوقّع منهم الهزيمة. ومع ذلك، فاز الجمهوريون بسلسلة من المعارك على مناصب الحكام والتي كانت محطّ اهتمام الرأي العام، في ولايات مثل إلينوي، فلوريدا، ميريلاند، أوهايو وويسكونسن. حتى في ولاية كانساس، التي يعتبر فيها الحاكم الجمهوري أحد من قادوا الولاية إلى فشل اقتصادي غير مسبوق.

فإنّ نتيجة التصويت، والاستطلاعات التي رافقتها، تعكس كلا من غضب المصوّتين من أوباما وسياسته والمزاج المتشائم الذي يعيش فيه الرأي العام الأمريكي خلال معظم فترة ولايته. وستظهر النتائج بما لا شكّ فيه باعتبارها تعبيرًا عن عدم الثقة به وبإدارته. ومع ذلك، ومن المفارقات، أنّ محاولات المرشّحين الديمقراطيين أيضًا للابتعاد عن أوباما كما يبتعد المرء عن النار قد عملت في غير صالحهم. فقد أثار ذلك استياءً وشعورًا بالإهانة في أوساط النواة الصلبة لمؤيدي الحزب، وخصوصا أبناء الجالية الإفريقية الأمريكية، الذين فضّلوا البقاء في المنزل بدلا من تكلّف الذهاب لصناديق الاقتراع. وكانت النتيجة الحتمية هي التدفق إلى صناديق الاقتراح من قبل معارضي أوباما الغاضبين مقابل امتناع جماعي عن التصويت من قبل مؤيّديه، المهانين وغير المبالين على حدّ سواء.‎ ‎

وأيّة كانت الأحوال، فإنّ النتائج المأساوية تتحدّث عن نفسها: انحياز كبير للسياسة الأمريكية إلى الاتجاه المحافظ في الشؤون الداخلية والاتجاه الصقوري في السياسة الخارجية. وقد نجح الرئيس أوباما بالفعل في استدعاء القيادات الجديدة لمجلسي الكونغرس إلى لقاء في البيت الأبيض يوم الجمعة ليبرز للرأي العام استعداده لفتح صفحة جديدة في علاقاته الباردة مع الجمهوريين. ولكن التقديرات هي أنه في نهاية المطاف سيسود صوت الجمهوريين الذين يريدون التنافس مع الرئيس قبيل انتخابات 2016 على أولئك الذين يسعون إلى التعاون معه.

ومن المتوقع أن تندلع الصراعات الداخلية بعد تعافي الجمهوريين من مخلّفات احتفالات النصر. وذلك بين المؤسسة المعتدلة، التي ترى في الانتصار الذي تحقّق أمس باعتباره نتيجة مباشرة لسياستها الحكيمة والمدروسة، وبين رجال الأيديولوجيا وجماعة حفل الشاي، الذين يعتقدون أنّه تم تحقيق النصر تحديدا بفضل حماسهم وحشدهم لصالح الحزب. وتدرك قيادة الحزب حقيقة أن الجمهور العريض لديه تحفظات عميقة حولها أيضا، كما أثبتت الاستطلاعات، وهي تسعى الآن إلى إثبات قدراتها في الحكم والتصرّف بطريقة بنّاءة، حتى لو كان ذلك يعني تذويب الجليد العميق الذي ساد حتى الآن في علاقاتها مع البيت الأبيض بإدارة أوباما. ويرى جماعة حفل الشاي، والذين انتُخب الكثير منهم أمس للمرة الأولى، في الانتصار نتيجة مباشرة للسياسة التي اعتمدها الحزب في علاقاته مع الرئيس ومفتاحا لهزيمة الديمقراطيين أيضًا عام 2016.

بخلاف أمنيات القلب في القدس، فمن السابق لأوانه تعريف أوباما كبطّة عرجاء، سواء بسبب الصلاحيات الواسعة التي لا يزال يملكها وفقا للدستور الأمريكي، أو بسبب قدرته على استعادة وعيه في وقت لاحق وأن يستعيد لنفسه بعض التعاطف الشعبي الذي خسره. وبالتأكيد سيكون الكونغرس الجديد أكثر اهتماما بمواقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ويمكنه أن يُستخدم كمكابح لسياسة الرئيس، ولكن سيتم الشعور بتأثيره بشكل أساسي عندما يتمّ التوصل إلى اتفاق بين الحكومة وإيران بخصوص القضية النووية. في حال قرّر أوباما إلقاء كلّ ثقله في صالح الاتفاق مع إيران، فمن الممكن أن تقف إسرائيل في مركز مواجهة دستورية وسياسية حامية بين السلطة التشريعية، الكونغرس، وبين السلطة التنفيذية في الولايات المتحدة، البيت الأبيض. ومع ذلك، ففي كلّ ما يتعلّق بالشأن الفلسطيني، لدى الكونغرس فقط قدرة تأثير محدودة على مسار الحكومة، وخصوصا في الحالة التي سيتورّط فيها بصراع دائم معها.

والذي يتعيّن عليه بشكل شبه مؤكد توجيه طريقه بين المعسكرين كزعيم للأغلبية في مجلس الشيوخ، هو عضو مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، والذي كان انتصاره الصريح في كنتاكي هو الأول في سلسلة طويلة من إنجازات الجمهوريين. ورغم ذلك، فإنّ زعيم الغالبية في مجلس النواب، جون بوينر، ربّما يُضطر للعمل بشكل قاس من أجل الحفاظ على كرسيّه. يرى بعض الناخبين الجدد فيه عنصرا معتدلا وحساسا زيادة عن اللزوم، وهم ينوون أن يضعوا أمامه مرشّحا من قبلهم لينافس أيضا المتعاونين من قيادة الحزب، بالإضافة إلى الأعداء الحقيقيين في البيت الأبيض وأروقة الحكومة.

ويتوجه الاهتمام الآن أيضا إلى رئيس وحيد ومنعزل في البيت الأبيض وإلى الدروس التي قد يستفيدها من هزيمته. وقد جهّز أمس بالفعل ذريعة وقال إنّ الخارطة السياسية في التنافس على الكونغرس كانت سيئة بشكل خاص هذا العام بالنسبة للديمقراطيين. ولكن مع ذلك فإنّ جزءًا كبيرا من ذنب الهزيمة يقع على كاهل أوباما، ليس بسبب طبيعة سياسته، وإنما نتيجة لفشله الذريع في تسويق نفسه للجمهور.

هناك شتيمة صينية كما يقال، وأصلها أساسا من لندن منذ القرن العشرين، تتمنّى لمتلقّيها: “أن يعيشوا بأزمنة مثيرة للاهتمام”. بعد ثورة أمس، شيء واحد مؤكّد: ستكون السياسة في أمريكا الآن أكثر إثارة للاهتمام، ولكن قد يكون ذلك بالمعنى السيّء للكلمة.

نُشرت هذه المقالة أساسًا في موقع هآرتس.

اقرأوا المزيد: 911 كلمة
عرض أقل