إنه بحر الموت، لكنه أيضًا بحر الحياة. منذ جعله هيرودس منتجعًا شخصيًّا، جذبَ البحرُ الميت ملايين الناس – بعضهم يبحث عن الملح والمعادن لمعالجة البشرة، التجاويف، والمفاصل، فيما يجذبُ آخرين الجمالُ القاحل العجيب لساحله المتسربل ملحًا.
إذ يشكّل النقطة الأكثر انخفاضًا على سطح الأرض، فإنّ البحر الميت – أو بالعبرانية: بحر الملح – لديه درجة ملوحة تفوق بعشرة أضعاف ملوحة المحيط، ومع ذلك فإنه دائمًا أكثر هدوءًا بمياه لطيفة تكاد لا تلامس الساحل. ويُترجَم غياب الحياة البحرية انعدام خوف وكثافة مائية تجعل الغرق شبه مستحيل.
وتحيط بالمياه الراكدة تلالٌ قاحلةٌ أضحت منزلًا للرهبان المسيحيين، الكيبوتسات الرائدة، وبشكل مذهل – لتشكيلة واسعة من الحيوانات والنباتات. لكنّ لغزارة البحر الميت ضريبةً، إذ أحدثت عمليات التعدين مخاوف بيئية. كما أدّى تحويل مسار نهر الأردن، الذي يشكّل موردًا للبحر، إلى تجفيف ملحوظ لمكان جافّ أصلًا.