“يبلغ تعداد قوات حفظ النظام الإيراني في سوريا نحو 7,000 حتى 8,000 جندي حيث يتقاضى كل جندي 1,500 دولار شهريًّا. وتعود القوات إلى إيران مرة واحدة كل ثلاثة حتى أربعة أشهر لعطلة مدتها شهر، وتتلقّى أسرة كل شهيد منحة بقيمة 25 ألف دولار” – هذا هو جزء فقط من التفاصيل الحصرية التي صرح بها جندي من الحرس الثوري الذي لم يُكشف عن اسمه، في مقابلة أجريت معه قبل نحو شهر للصحيفة اليومية “كيهان”؛ وهي صحيفة إيرانية معارضة تصدر في لندن ومعروفة بمصداقيّتها بشكل عام. ورغم أهميتها، فلم تحظَ المقابلة بأي اهتمام في الإعلام الغربي.
تنضم هذه المقابلة إلى المعلومات الكثيرة التي نُشرت مؤخرا في الإعلام الإيراني المعارض حول العمل العسكري الإيراني في سوريا. وتجدر الإشارة إلى التذكير أنّ مصداقية وسائل الإعلام الإيرانية كثيرا ما تكون موضع شك، ولذا يجب التعامل مع هذه المعلومات بحذر. وما زال هذا التقرير، حتى لو كان جزء كبير منه غير موثوقا، ومقارنته مع مصادر خارجية تشير إلى أن هذا ما حدث، يسلّط الكثير من الضوء تحديدا على النقاط نفسها التي يطمح النظام الإيراني في إخفائها، ويكشف ما وراء الكواليس في القتال الإيراني في سوريا.
“المدافعون عن الأراضي المقدّسة”
يكرّر مسؤولو النظام الإيراني التأكيد أنّ طهران لا تشارك في المعارك ضدّ داعش، جبهة النصرة وسائر المتمردين السوريين. في نظرهم، فإنّ طهران ترسل فقط مستشارين وترشد القوات المقاتلة. إنّ الاستراتيجية التي تقف خلف هذه المحاولة في إخفاء مشاركة إيران في القتال هي الرغبة في تجنب المواجهة الإقليمية الشيعية – السنية. إن مواجهة كهذه، ستضع المعسكر الشيعي في موقف سيّء لكونه أقلية في العالم الإسلامي.
ومع ذلك، فالحقائق في الواقع تشير إلى غير ذلك. ففي الأشهر الأخيرة، تقود إيران معركة برية واسعة في سوريا بهدف تحرير أراضٍ مهمة سُلبت من يد نظام الأسد. بل إنّ الإعلام الإيراني يبث التقارير بشكل ثابت حول سقوط جنود إيرانيين – ضباط كبار إلى جانب قوى ثانوية – بالإضافة إلى متطوّعين، إلى جانب عناصر الميليشيات الشيعية العراقية، الأفغانية والباكستانية، المدعومة من قبل قوات قدس التابعة للحرس الثوري. تُدعى هذه المجموعة في الإعلام الإيراني “مدافعان حرم”، أي “المدافعون عن الأماكن المقدسة”. وذلك رغم أنهم يُقتلون في حلب وفي سائر نقاط القتال في سوريا، البعيدة عن قبر زينب في دمشق، والذين يُستدعون من أجل الدفاع عنه.
يبلغ تعداد قوات حفظ النظام الإيراني في سوريا نحو 7,000 حتى 8,000 جندي حيث يتقاضى كل جندي 1,500 دولار شهريًّا
هكذا يتحدث الجندي عن تفاصيل حول نقاط تجنيد المتطوعين في معسكرات الحرس الثوري:
“أعلن الحرس الثوري بأنّ لديه فقط مستشارون [في سوريا] ولكن الأمر ليس كذلك. إذا دخلتَ سرّا إلى المعسكرات الرئيسية للحرس الثوري سترى أنّ هناك لافتات مثبّتة بشكل علني لتسجيل المتطوعين من جميع صفوف التنظيمات وجميع الشرائح العمرية للانضمام إلى قوات المدافعين عن الأماكن المقدسة”.
وكما تسرّب في الإعلام الغربي، فقد أجرى قائد قوات قدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، قائد عمليات الحرس الثوري خارج إيران والمسؤول عن الكفاح من أجل إنقاذ الأسد، في تموز الماضي زيارة إلى موسكو، حيث التقى هناك بمسؤولين روس ومن بينهم بوتين وتناقشوا حول وضع المعارك في سوريا. وفقا لهذه التقارير، فقد كانت الزيارة مَعلَمًا حاسما في قرار بوتين بإطلاق قوة عسكرية إلى سوريا والمشاركة بشكل فاعل في المعارك. لقد نفت طهران بشدّة هذه الزيارة على مدى أشهر طويلة، وفي كانون الأول 2015، عندما شعرت بأنّ الأجواء الدولية تسمح بذلك على ضوء تصاعد عمليات داعش في الغرب، اعترفت بحدوثها. وقد أكّد جندي الحرس الثوري في المقابلة المبرّر الذي وقف خلف زيارة سليماني إلى موسكو، موضحا أنّ الاعتبارات العملية التي تقف خلف زيادة القوات الروسية والإيرانية في سوريا هي مساعدة الجيش السوري المنهار وغير المدرّب في حرب العصابات:
“وقد زار قاسم سليماني قبل ثلاثة حتى أربعة أشهر روسيا، والتقى هناك بمسؤولين عسكريين وبعض المسؤولين السياسيين الروس. تطمح روسيا وإيران أيضا إلى بقاء بشار الأسد في الحكم. ومع ذلك، فإنّ استمرار الحرب قد قلّص من الموارد المالية لنظام الأسد. من جهة، بسبب كمية الخسائر الكبيرة في الجيش السوري، فهو غير قادر على الاستمرار في الحرب لوحده. وهناك العديد من التقارير التي تقول إنّ الجيش السوري يعاني من استنزاف شديد لقوات حفظ النظام الخاصة به. ومن جهة أخرى، هناك مشكلة أكبر وهي أنّ قوات داعش والجيش السوري الحرّ بالإضافة إلى جبهة النصرة قد راكمت خبرة كافية ولم يُدخل أفرادها أنفسهم بعد في حروب تقليدية ومباشرة، وإنما يضربون القوات الداعمة للأسد بطريقة [حرب] العصابات. بهذا الشكل قُيّدت أيدي الأسد لأنّ مجال العمل الذي هو على دراية به هو المواجهة المباشرة وليس [حرب] العصابات”.
من بين المتطوعين، تجري قوات الحرس الثوري عملية بحث دقيقة وترسلهم إلى سوريا بعد التدريب. على المتطوعين أن يجتازوا [التدريبات لمدة] نحو 45 يوما في عدة ثكنات داخل طهران، بالإضافة إلى تدريبات حصرية في ثكنات بلبنان وسوريا
“خرج الكثير من الجنود من سوريا مع عائلتهم. وهناك مجموعة أخرى [من الجنود] أخرَج أفرادها أسرهم من سوريا وبقوا وحدهم في البلاد ليقاتلوا. وقد أدى النقص في القدرات العسكرية إلى دعم روسيا للأسد جوّا وبواسطة طائرات حربية وصواريخ بعيدة المدى، وعزّزت إيران قواتها البرية لتعويض جيش بشار الأسد. ومن أجل ذلك، بالإضافة إلى الضباط الكبار، فقد أُرسِلت [من إيران] إلى سوريا أيضًا قوات متوسطة المستوى وضباط صغار. تبقى تلك القوات المُرسَلة في سوريا لنحو ثلاثة حتى أربعة أشهر وتحصل على عطلة [في إيران] مدتها ما يقارب الشهر”.
منظومة تجنيد مشحّمة
في أعقاب الخسائر التي تلقتها إيران في المعارك بسوريا، شكّك باحثون غربيون بخصوص قدرة القوات الإيرانية العسكرية في سوريا. وقد صرح جندي الحرس الثوري في المقابلة عن تفاصيل جديدة حول طريقة التجنيد والتدريب للمتطوعين، والتي تشمل أيضا تدريبات في سوريا ولبنان، بطبيعة الحال بالتعاون مع حزب الله:
“في بعض الاحتفالات والمؤتمرات الدينية تُوزّع منشورات تدعو إلى التسجيل للدفاع عن الأماكن المقدسة. وفي بعض المساجد يستقبلون المتطوعين. إنه مجرد أمر رمزي. ومن بين المتطوعين، تجري قوات الحرس الثوري عملية بحث دقيقة وترسلهم إلى سوريا بعد التدريب. على المتطوعين أن يجتازوا [التدريبات لمدة] نحو 45 يوما في عدة ثكنات داخل طهران كثكنة أمين المؤمنين، بالإضافة إلى تدريبات حصرية في ثكنات بلبنان وسوريا. يكون بعض الدروس نظريا، مثل تعليم اللغة العربية والتعرّف على جغرافية سوريا ومناطق الصراع. توافق القيادة العامة للحرس الثوري، والتي تنسّق مع مكتب القائد [خامنئي] على تسجيل جميع الأشخاص المرسَلين، بل والمتطوعين. وقد ذهب العديد من الأشخاص إلى سوريا أيضا دون أن يخدموا [مطلقا] في الحرس الثوري وهم يقاتلون هناك”.
رغم النفي الإيراني حول المشاركة الفاعلة في المعارك بسوريا، ففي مواقع هامشية في الإعلام الإيراني تنتشر أخبار يُدعى فيها الشعب إلى التسجيل لصالح الانضمام إلى “المدافعين عن الأماكن المقدسة” (انظروا إلى الصورة على اليسار). في الاستمارات، يُطلب من الراغبين في الانضمام ملء المعلومات الشخصية وإبقاء سبل التواصل من أجل مشاركتهم في المعارك بسوريا.
وأضاف جندي الحرس الثوري موضحا في المقابلة أنّه فقط جزء من المتطوعين الراغبين في الانضمام إلى القتال في سوريا يتم قبولهم ويجتازون عملية التدريب السرية، حيث يأتي معظمهم من قوات الباسيج (وهي ميليشيا شبه عسكرية). وإلى جانبهم، هناك متطوعون آخرون تم رفضهم ولكن رغم ذلك يأتون إلى مراكز القتال ويُقاتلون دون إعلام أسرهم بشيء عن مصيرهم:
إذن، في الواقع فقط قوات حصرية يتم إرسالها إلى سوريا؟
“نعم. الأشخاص الذين يتم إرسالهم من قبل الحرس الثوري، رغم أنهم يعملون هناك [أي في سوريا] باسم سرّي، فإنّ ملفهم الكامل [الذي يشمل] اسمهم، معلومات تاريخ إرسالهم، بالإضافة إلى الراتب ونوع المهمة يكون في إيران”.
من هم هؤلاء الأشخاص؟ من أي أطر يأتون؟
“إنهم أعضاء الباسيج، الذين يؤمنون أنّ عليهم أن يخدموا جيش الإسلام هناك. يتوجه الكثيرون منهم من أجل التسجيل وكي يتم إرسالهم طوعا، ولكن ليس لدينا تجنيد عام. [فقط] قسم يتم قبوله وكان هناك أيضًا من قدِم [إلى سوريا] عن طريق تركيا ولبنان. بطبيعة الحال فإنّ الانضمام بهذه الطريقة إلى القوات التي تحارب داعش والنصرة صعب جدّا، ولا يتم قبول بعضهم ولذلك يضطرون إلى العودة [إلى إيران]”.
هل هؤلاء الذين يتطوّعون بشكل حرّ للقتال في سوريا يحصلون على أجور من مصدر ما؟
“لا، فإن الحرس الثوري يدفع فقط أجور المدافعين عن الأماكن المقدسة. وتذهب البقية إلى هناك على أساس إيمانها فقط. يُقتل الكثير منهم ولا تعرف أسرهم شيئا عن مصيرهم…”.
معركة باهظة الثمن
في الأيام التي يتساءل فيها الكثيرون إلى أين سيُوجّه النظام الإيراني الأموال والأرباح التي سيحصل عليها نتيجة صفقة النووي وإزالة العقوبات، من المُستحسن الإصغاء إلى أقوال الجندي الإيراني حول النفقات المالية التي يدفعها النظام الإيراني الإسلامي لصالح مشاركته المباشرة في المعارك بسوريا. بالإضافة إلى ذلك، يبلغ تعداد القوة الإيرانية في سوريا حتى ثمانية آلاف جندي، أي أربعة أضعاف التقديرات من قبل دوائر أمنية كبيرة في الغرب والتي تُقدّر أن عدد تلك القوات هو ألفي جندي على الأكثر. وفي هذا الشأن يُوضح الجندي:
“يبلغ الأجر الشهري [للمقاتل الإيراني في سوريا] 1,500 دولار في الشهر، وتُقدّم المزايا بحسب الحالة…”. لقد كلّف الوجود الإيراني في سوريا ثمنا باهظا. في المتوسط، فإنّ نحو 7 إلى 8 آلاف من القوات الإيرانية تشارك في الحرب بسوريا، حيث يحصل كل واحد من القوات، على الأقل، على أجر شهري يصل نحو 5-6 ملايين تومان (نحو 1,700 دولار). أضف إلى هذه القائمة المساعدات الطبية، المساعدات الغذائية، الدعم اللوجستي، المساعدة في النقل ونفقات أخرى كثيرة. كل واحد من قوات “المدافعين عن الأماكن المقدسة” والذي يُخاطر بنفسه يحصل على ما يقارب 45 إلى 90 مليون تومان، (نحو 25 ألف دولار). بالإضافة إلى ذلك تُقدّم قوات قدس أموالا لكتيبة الفاطميين – الأفغان والباكستانيين. يكلفنا نقل الجثث والجرحى أيضا نفقات مالية والتي تفرضها علينا الحرب في سوريا… أصبح إرسال القوات إلى سوريا موضع التندّر في أوساط الأصدقاء في الحرس الثوري وهكذا اعتيد على القول مازحين لكل من يعاني من نقص مالي ويشكو من أجره: “مع الاحترام، إلى الأماكن المقدسة” [أي اذهب إلى سوريا ودافع عن الأماكن المقدسة]”.
وإلى جانب المكافآت المالية، تبذل القيادة الإيرانية جهودا دعائية كبيرة من أجل تنمية القوات الإيرانية وتشجيع إرسالها إلى سوريا وزيادة الدافعية في أوساط القوات الإيرانية المقاتلة. في هذا الإطار، صرّح مسؤولون في النظام أنّ الاستشهاد في الدفاع عن الأماكن المقدسة في سوريا والعراق يمنح المتوفى مكانة أعلى أيضا من المكانة التي حظي بها شهداء الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988). لذلك، عندما سُئل إذا ما كان الدافع وراء انضمام المتطوعين إلى المعارك في سوريا أيديولوجيا أم اقتصاديا، قال الجندي إنّ الكثيرين يقومون بذلك بدافع إيمانهم وليس لدوافع مالية:
“من الصعب أن نقدّر ما الذي يدفع الناس إلى الدفاع عن الأماكن المقدسة. شخصيًّا، أعتقد أنّهم ينضمّون إلى الحرب لأسباب مالية، ولكن ربما يكون ذلك مؤثرا بدرجة ما. في الواقع فإنّ هؤلاء الذين يشاركون في [الحرب] يفعلون ذلك بدافع الإيمان…”.
كان أحد الموضوعات الأخرى التي طُرحت في النقاش خلال المقابلة هو طرق نقل قوات الحرس الثوري من إيران إلى سوريا. لقد أثير مؤخرا نقاش في الولايات المتحدة حول شركة الطيران الإيرانية “ماهان إير”، ولماذا لا تعمل الإدارة الأمريكية ضدّها. الشركة مشمولة في القائمة السوداء من العقوبات الأمريكية منذ العام 2013، رغم أنها تنقل قوات الحرس الثوري من إيران إلى سوريا. وفي المقابل تسمح شركات آسيوية وأوروبية لهذه الشركة بالعمل كالمعتاد، رغم أنها في الواقع تعمل في خدمة الحرس الثوري كشركة طيران عسكرية بكل معنى الكلمة. وهكذا تم التوضيح في المقابلة:
أين يجري داخل إيران التسجيل للإرسال [إلى سوريا]؟
“إمّا عن طريق الحرس الثوري، حيث تكون عملية التجنيد هناك غير علنية، وإما أن يخرجوا إلى النجف وإلى سوريا بشكل حرّ. أولئك الذين يخرجون مباشرة [إلى سوريا] يجب أن يكون بحوزتهم جواز سفر وتأشيرة دخول إلى سوريا، وعددهم قليل لأنّ عدد المعارك كبير إلى درجة أنّ الرحلات الجوية إلى سوريا قد تقلص”.
كيف يتم نقل الوسائل القتالية؟
يبلغ الأجر الشهري [للمقاتل الإيراني في سوريا] 1,500 دولار في الشهر
“لا يتم نقل وسائل قتاليّة كثيرة من إيران إلى سوريا. ويتم نقل الأسلحة شبه الثقيلة والثقيلة بواسطة طائرات. فلا شيء تقريبا يُرسل برّا. يتم بعض عمليات النقل بواسطة السفن عن طريق الخليج العربي، والبقية عن طريق الرحلات الجوية”.
هل هي رحلات جوية عسكريّة؟
“كلا، معظم ما يتم إرساله يتم عن طريق مطار الإمام الخميني، طائرات تابعة لشركة الطيران ماهان [إير]”.
ولكن ماهان إير هي شركة خاصة، أليس كذلك؟
“نعم، ولكن بالنسبة لهم هذا لا يهمّ. إذا كانت رحلة جوية عادية إلى سوريا والتي تشمل مسافرين [مدنيين] فلا يُرسل من خلالها عتاد عسكري ولكن أحيانا يقوم الحرس الثوري برحلات جوية مستأجرة”.
ألا يوجد بديل وفق التعبير الفرنسي لـ “جزمات على الأرض”؟
على ما يبدو، فقد كان يفترض أن يوفّر الغطاء الجوي الروسي والمشاركة الإيرانية في المعارك للجيش السوري ولحزب الله تفوّقا على أعدائهم في نقاط المواجهة، والتسبب بالتحرير السريع للأراضي التي سُلبت من نظام الأسد. ولكن الجندي الإيراني أشار في المقابلة إلى نقص في القوات البرية، وعدم قدرة قوات حفظ النظام الحالية على التعامل مع كثرة المهام، التطورات التي تجرّ بحسب زعمه إلى استمرار المعارك وتأخير تحرير الأراضي المحتلة. بحسب كلامه، عندما يتم تحرير مناطق من أيدي داعش وجبهة النصرة، تُحتل من جديد من قبلهما بسبب النقص في قوة برّية سورية أو موالية لسوريا كي تسيطر على الأرض:
“صحيح أن روسيا توفر دعما جوّيا فعالا ولكن المهام المتقدّمة وتحرير الأراضي يجب أن تتم عن طريق قوات برية… بعض قوات الأسد منتشرة داخل المدن ومسؤولة عن حماية المراكز الإدارية، الأجهزة ومعسكرات الجيش، وبعضها مسؤول عن حماية المنشآت الحساسة كالمطارات، معامل التكرير، محطات الكهرباء والسدود. من جهة أخرى، من أجل تحقيق تقدّم وتحرير الأراضي يجب أن يكون هناك ما يكفي من القوات البرية ولكنها مشغولة في عدة جبهات. لهذا السبب فإنّ تحرير الأراضي يحدث ببطء. إنّ تركّز القوات في عدّة محاور يؤدي إلى استمرار المعارك، وإلى احتلال الأراضي مجدّدا من قبل داعش أو جبهة النصرة”.
نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع ميدا