قال يورام كوهين، رئيس الشاباك، اليوم، الثلاثاء، في الكنيست إن المخربين الذين قاموا بالعملية الانتحارية في الكنيس في القدس ليست لديهم خلفية أمنية سابقة. بحسب أقواله، لم يتدرب المخربون في إطار تنظيم معيّن قبل القيام بالعملية. بعض الأشخاص الذين حضروا جلسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست قالوا إن رئيس الشاباك نفى بعض الادعاءات حول تدخل وتشجيع رئيس السلطة الفلسطينية، أبي مازن، الفلسطينيين شرقي القدس للقيام بمثل هذه العمليات. أقوال رئيس الشاباك هذه تناقض التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
بحسب أقوال كوهين، ليست هناك اليوم قيادة فلسطينية تدعو للعنف، وأبو مازن يشدد عليهم ألا ينجرفوا لانتفاضة ثالثة. وأضاف قائلا إن “أبو مازن لا شأن له بالإرهاب ولا يقود مثل هذه العمليات. وهو لا يقوم بالخفاء بتشجيع مثل هذه العمليات”. مع ذلك، قال كوهين “هناك أشخاص في المجتمع الفلسطيني قد يتخذون من انتقادات أبي مازن شرعية للقيام بمثل هذه العمليات”.
وقال كوهين لأعضاء الكنيست إن مقتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير على يد يهود هو عبارة عن الحادثة الحاسمة التي أدت إلى نشوب هذه الفوضى والمعارك شرقي القدس في الأشهر الأخيرة. وقال إن سلسلة الأحداث حول المسجد الأقصى، ومن ضمنها دخول أعضاء الكنيست إلى باحة المسجد، واقتراحات في الكنيست لتغيير الوضع والعلاقة بين المتدينين اليهود والعلمانيين – كل ذلك أدى إلى تفاقم الوضع في القرى شرقي القدس. بحسب أقواله، “هناك ظاهرة موجودة الآن، حيث يقوم أفراد معينون بهذه العمليات في أعقاب الأحداث في المسجد الأقصى”.
ودعا كوهين للحفاظ على التروي وشجع الحوار والنقاش في هذا الموضوع. بعض الأشخاص الذين حضروا في الجلسة قالوا إن كوهين قال إن اليهود ليسوا بحاجة للذهاب إلى المسجد الأقصى في هذا التوقيت، وذلك بسبب ردود الفعل السلبية التي تثيرها هذه الخطوة في الجانب الفلسطيني. “البعد الديني لهذا الصراع هو أمر خطير، فعواقبه تطال الفلسطينيين والمسلمين في العالم كله. علينا القيام بكل ما في وسعنا لتهدئة الأوضاع”، قال رئيس الشاباك.
وفي توقيت مبكر اتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراؤه عباس أن تحريضاته هي التي أدت لحدوث العملية التخريبية في القدس. قال نتنياهو: “هذه نتيجة مباشرة لتحريض حماس وأبي مازن”. وقال وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، إن “أبو مازن هو من كبار الإرهابيين الذين أنتجهم الشعب الفلسطيني، وهو يتحمل المسؤولية المباشرة لدماء اليهود التي سفكت على شال الصلاة والتيفيلين. ففي الوقت الذي انشغلنا فيه بأوهام الإجراء السياسي، كان الفلسطينيون يقومون بعمليات تحريض وتخطيط للعمليات الإرهابية. حتى الحواجز الإسمنتية لا توقف الإرهاب، وإنما تشجعه. أعلن أبو مازن الحرب على إسرائيل، وعلينا أن نرد على ذلك”. وقال وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، إن “أبو مازن يحاول عمدا أن يحوّل الصراع إلى صراع ديني بين اليهود والمسلمين، وأن التحريض الممنهج الذي يقوده ضد اليهود حيث يقول عنهم أنجاسا لا يمكنهم الدخول للمسجد الأقصى، هو الذي يوجه الفلسطينيين للقيام بهذه الأعمال الحقيرة”.
نشر هذا المقال لأول مرة في موقع “هآرتس“