في نهاية الشهر الماضي، الذي أشار للكثيرين في العالم إلى نهاية موسم السباحة، تألق في صحيفة “الجارديان” البريطانيّة عنوان حاسم: “أصبح البكيني قديما ولا عجب أنه آخذ بالاختفاء”. وفقا للبيانات التي أظهرها التقرير، فمقابل النقص البارز للبكيني في الأزياء التقليدية في هذا الموسم، ذكرت شبكات بريطانية هذا العام أن هناك زيادة في مبيعات ملابس السباحة الكاملة: بدءا من 30% في متجر “سيلفريدجز” وحتى 65% في الموقع الشهير “فيجليفز”. وكما ذكرت الصحافة الاقتصادية الفرنسية منذ العام الماضي أنّ هناك ارتفاع مستمر في مبيعات ملابس السباحة الكاملة.
“في ظل الحروب الحضارية التي تدور رحاها في شواطئ أوروبا في أعقاب احتجاجات البوركيني… من المغري نسب الهدف إلى الزيادة في طلب ارتداء الملابس المحتشمة”، كما جاء في المقال، “ولكن الواقع أكثر تعقيدا بكثير. لا تكمن المشكلة في أن البكيني ملفت جدا في عام 2016، وإنما لأنّه يعرض جاذبية جنسية صحية وغير مثيرة للجدل، وهي أشبه بالنوع الذي لم يعد موجودا ببساطة”. وتضيف “الجارديان” أنّه في الوقت الذي يوفر فيه الإنترنت إمكانية وصول لا نهائية للعريّ، فإنّ الإغراء الذي يقدّمه البكيني أصبح ببساطة قديما. وينضم إلى هذا الادعاء أيضا النقاش الحيّ في السنوات الأخيرة حول الصورة الذاتية، وحول عبارة “جسم ملائم للبكيني” التي أصبحت بغيضة.
ولكن في إسرائيل لا يسارعون إلى إنهاء موسم السباحة – ولا إلى نسيان البكيني. “لم نرَ في السوق المحلية موجة من التغيير في عادات شراء ملابس البحر”، كما يقول مدير عامّ مجموعة “جوتكس”، رون غرنفلند، ويضيف أنّه في هذا الموسم تحديدا قد زاد الطلب على البكيني بفضل قصات وألوان جديدة دخلت إلى السوق. ويوضح أيضا أنّه رغم الاهتمام المتجدد للشابات بملابس البحر الكاملة في أعقاب القصات الحديثة التي أطلقت للأسواق، فلا زالت هذه الملابس في إسرائيل ثانوية نسبيا. وبالفعل، فإنّ توزيع بيانات مبيعات الشركة يظهر أنّ النساء كبيرات السن أيضا لا يخشينَ من البكيني المكشوف. “في الواقع، ففي الماركات التي تعتبر أقدم، فإنّ نحو 60% من النساء يشترين ملابس بحر كاملة ونحو 40% يشترين ملابس بحر من نوع البكيني”، كما يقول غرنفلند. “النساء الجديدات اللواتي اشترين البكيني في هذا الموسم هنّ نساء مسنّات، بدينات، كبيرات الحجم. من السابق لأوانه القلق بشأن مصير البكيني، فإنّ حجم سوقه كبير ومعدل بيعه آخذ بالازدياد بين عام وآخر”، كما يضيف.
ويوافق شلومي فجانا، صاحب شبكة ماركة ملابس السباحة “عاليه”، آراء غرنفلند. “كان البكيني وسيبقى خالدا”، كما يصرّح. وقال عن تقرير صحيفة “الجارديان”، الذي بحسبه قد عفا الزمن على البكيني: “إنه منتج يتجدد طوال الوقت ويجتاز تغييرات. فأحيانا يُطلق البيكيني للأسواق بتصميم ذي كتف مفتوحة وفي أحيان أخرى يكون ذا صدرية مبطنة. فهذه التجديدات تمنع من تقادمه”.
إنّ توزيع بيانات المبيعات في شبكة “عاليه” تختلف قليلا عن بيانات “جوتكس”، ولكنها لا تترك مجالا للشك أيضا. “فاليوم أصبح البيكيني يشكل نحو 60% من موديلات ملابس البحر التي تباع، كما يقول فجانا. ومع ذلك، فهو يوضح أنّه شعر فعلا بجرأة أكبر في أوساط زبائنه في السنوات الأخيرة: “من جهة، فاليوم أصبحت الفتيات تطلب لباسا كاملا، ومن جهة أخرى فإن الفتيات ذوات الحجم الكبير واللاتي كن يخشين يوما ما أكثر قد بدأن يطلبنَ ملابس سباحة ذات قطعتين ونماذج أكثر جرأة”.
وكشفت زيارة عشوائية في الأسبوع الماضي إلى شاطئ جئولا في تل أبيب صورة أكثر تطرفا. فمن بين جميع المستجمات، كانت واحدة فقط ترتدي لباس سباحة كاملا. “أعتقد أنّ الاتجاه العالمي لملابس السباحة الكاملة هو مؤقت”، كما تقول نوفار طهري، ابنة الرابعة والعشرين من القدس، موضحة أن “ملابس البحر هذه ستختفي”. وتضيف صديقتها، عدي فيتنزون ابنة الخامسة والعشرين من بئر السبع: “أحب البكيني. أعتقد أنه سيبقى”.
نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”