تال شنايدير

هيلاري كلينتون (AFP)
هيلاري كلينتون (AFP)

هل ستكون كلينتون المرأة التي ستُغيّر أمريكا؟

لو كانت تبدو كلينتون كرجل، لن يشك أحد في أنّه سيتم انتخابها للرئاسة. في الواقع الحالي، من الأصعب على الأمريكيين أن ينتخبوا امرأة بدلا من رجل أسود البشرة

بشكل مفاجئ، أحد الأمور التي يتم التحدث فيها بأقل قدر في الولايات المتحدة هو الحدث التاريخي غير المسبوق: مرشحة للرئاسة. الأمر ليس خفيا بطبيعة الحال، ولكن لا يتم التحدث عنه بشكل جدي. حدث انفعال كبير عند ترشّح أوباما قبل 8 سنوات. حينها سادت أجواء احتفالية. عشت آنذاك كصحفية، وما زلت أذكر سكان ماريلاند السود. لقد ظهر بريق في عيونهم، وتأثروا. في يوم الاقتراع، تشرين الثاني 2008، كان بالنسبة لهم الحدث الأخير في سلسلة الإنجازات المثيرة.

صحيح أن أوباما لم ينحدر من عائلة عاشت تحت وطأة العبودية، ولكن أصوله الإفريقية شكّلت سببا جيّدا للاحتفال.

رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما (AFP)
رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما (AFP)

إنّ الفرحة العامة لكسر التقاليد الاجتماعية، واستعداد المجتمع المتقدّم لقبول “الآخر” لشغل المنصب الأكبر، أي عندما يكون الآخر شخصا ذا لون بشرة ومظهر مختلف – يغيبان اليوم عن الانتخابات ذات الأجواء العكرة في عام 2016. لا يُفترض أن تكون المرأة مختلفة. وبالتأكيد إنها تُشكّل رمزا وواجهة لنصف السكان، ولا سيما عندما يكون الحديث عن امرأة بيضاء، ولكن الانتخابات فاسدة، مهينة، وفاقدة لتلك “الشرارة” الخاصة التي تجعل الناس فرحين عندما يلاحظون تغييرا اجتماعيا بعيد المدى.

هناك من يقول إنّ الكآبة المضادة لكلينتون، مصدرها في ردود فعل حادة ضدّ رئاسة الشخص الأسود الأول. يعرب آخرون عن أنّ ترشّحها لا يثير إلهاما. أعتقد أن أيا من هذه الأسباب غير دقيق أو على الأقل لا يتطرق إلى المشكلة بجدية.

تضع هيلاري كلينتون، بكل مشاكلها، أمام الناس تحدّيا ليس سهلا. فبعد مرور أقل من مائة عام من منح النساء حق التصويت، والمساواة الذي طالبت به نساء العالم وما زالت تطالب به ربما يكون هذا التحدي هو الثورة السياسية البطيئة، الهادئة والأكثر إملالا مما هو موجود. ليست هناك مشكلة لدى الناس في التصويت لامرأة، على الأقل امرأة مثل كلينتون ولكن الإنجاز حول حقيقة حضورها لا يثير اهتمام أي أحد. لماذا؟

في حين أن المجتمع الأمريكي قد فتح جروحا صعبة حول العنصرية، التمييز، والعنف ضدّ السود، فإنّ قضية مكانة المرأة، وحقيقة أنه حتى أكثر من مائة عام بقليل كانت تُعتبر النساء ممتلكات، عانين من فروقات في الأجور، يعانين (ولا زلن) من تمثيل ضئيل في الهيئات المنتخَبَة – كل هذه الأمور يتم كنسها تحت السجادة.

الشعب الأمريكي غير مستعد للحديث عن تفضيل تصحيحي للنساء (AFP)
الشعب الأمريكي غير مستعد للحديث عن تفضيل تصحيحي للنساء (AFP)

إنّ الشعب الأمريكي غير مستعد للحديث عن تفضيل تصحيحي للنساء، كحلّ لثورة سياسية متعثرة ولا يفكر بأنّ هناك إنجازا ما في كون هيلاري كلينتون قد نجحت في الصمود والوصول إلى هذه النقطة. إنها في الواقع إنسانة عادية، مجرّد امرأة.

ورغم إحراز التقدّم، فلا تزال النساء في الولايات المتحدة تشكل 20% فقط في الكونغرس، 6 نساء فقط من بين 50 من بين حكام الولايات، ونسبتهنّ كرئيسات بلديات هي أقل من 30%.

لقد تعلم ترامب، الذي بدأت حملته بملاحظات صادمة ضدّ النساء – ووجه إهانات للصحفية ميغين كيلي بخصوص الدم الذي يجري في عروقها والذي ربما يتسبب في كونها عصبية، إهانات لكارلي فيورينا التي ترشّحت ضدّه عندما صرح قائلا: “انظروا كيف تبدو” وهلمّ جرا (النماذج وافرة) – في الشهر الأخير أن يحذر أثناء تصريحاته، وبشكل أساسي لأسباب نفعية. لقد أوضحت له مديرة حملته الجديدة، كيليان كونواي، بآداب أنّه إذا أراد تحقيق المزيد من الداعمين عليه أن يطمح للوصول إلى الناخبات، المتعلّمات. النساء ذوات الطبقة الوسطى. وبناء على ذلك، روّضته، بكل معنى الكلمة، بألا يهين كلينتون وألا يتحدث عن مظهرها. وقد أصبح حذرا حتى في تطرقه إلى صحّتها الجسدية، وذلك منذ اللحظة التي اتضح أنّها مريضة حقا.

ومع ذلك، تفّوه ترامب، قبل عدة أيام، بهذه المقولة ضدّ كلينتون: “لا تحظى بمظهر رئاسي إطلاقا”. ثارت وسائل الإعلام الأمريكية عند سماع هذا التصريح. إن الحديث عن الجندر هو سطحي جدا، ولكن بالتأكيد يجلب المتصفّحين. وقد أوضحت واشنطن بوست، في منشور ترفيهي، ماذا يمكن أن يتطلّب منها ذلك “المظهر الرئاسي”: شعر مستعار، بشرة بيضاء، وزن زائد، وذلك استنادا إلى الرؤساء الـ 44 الذين سبقوها.

ماذا يعني بالنسبة لكلينتون أن يتم إظهارها بمظهر رجولي؟ ربما ستفوز بهذه الطريقة.

هناك أقل من شهرين حتى موعد الانتخابات، ويسود الآن توتر في الأجواء. ولكن شيئا واحدا يمكن فعلا توقعه وذلك استنادا إلى معلومات من الماضي، وهو أنّ النساء ينتخبن أحزاب اليسار أكثر، يتوجهن أكثر نحو الأحزاب الليبرالية. هذا هو الحال منذ عشرات السنين، وذلك رغم أنّهنّ قبل 100 عام مع الحصول على حقّ التصويت كنّ يملنَ إلى اليمين أكثر.

حتى لو فاز ترامب، فإنّ الفجوة الجندرية (أي الفجوة بين نسبة النساء المؤيدات للحزب الديمقراطي مقابل نسبة النساء المؤيدات للحزب الجمهوري) ستظل كبيرة. يعلم ترامب ذلك مسبقا. ورغم أنّ النساء سيصوّتنَ له، إلا أنّ نسبة النساء اللواتي سيؤيّدنَ كلينتون ستكون أكبر بكثير من نسبة المؤيّدات له.

اقرأوا المزيد: 683 كلمة
عرض أقل
اعضاء القائمة العربية الموحدة (Yonatan Sindel/Flash90)
اعضاء القائمة العربية الموحدة (Yonatan Sindel/Flash90)

الأسبوع القادم: اجتماع مهم بين نتنياهو وأعضاء الكنيست العرب

بعد التوتر بين رئيس الحكومة الإسرائيلي والجمهور العربي، دعا نتنياهو "الرباعية"، وهم رؤساء القائمة المشتركة الأربعة، لاجتماع مثير للفضول

سيصل رؤساء القائمة المشتركة إلى اجتماع مع رئيس الحكومة نتنياهو، في موعد ما في الأسبوع القادم، في تشكيلة موسّعة. رؤساء القوائم الأربعة: عضو الكنيست أيمن عودة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)، عضو الكنيست جمال زحالقة (التجمع الوطني الديمقراطي)، عضو الكنيست أحمد الطيبي (الحركة العربية للتغيير) وعضو الكنيست مسعود غنايم (القائمة العربية الموحدة)، هم المجموعة المتّخذة للقرارات في رئاسة القائمة المشتركة، وقد حظي تشكيلها الحالي بلقب “الرباعية”، وسيلتقي هؤلاء بنتنياهو معًا. هذا ما وردنا بعد عدّة استفسارات.

كشفت القناة الثانية الإسرائيلية أمس عن أنّ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، توجّه إلى رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، ودعاه إلى اجتماع. إن حقيقة وجود مثل هذا الاجتماع، حتى قبل التنسيق له، مثّلت حدثًا إعلاميا، حيث إنّ العلاقات بين رئيس حزب الليكود والوسط العربي في إسرائيل تعيش أزمة كبيرة في أعقاب دعوة نتنياهو الجمهور اليهودي في يوم الانتخابات للخروج لإنقاذ حكم اليمين لأنّ “الناخبين العرب يتحرّكون بكميات هائلة إلى صناديق الاقتراع. ولأن المنظمات اليسارية تجلبهم بالحافلات”.

حاول نتنياهو بعد الانتخابات الاعتذار أمام الجمهور العربي ولكن لأنّه دعا إلى منزله مجموعة من الدروز والشركس الذين معظمهم من مؤيّدي الليكود، لم يُعتبر الحدث الذي تمّ تصويره ونقله في مواقع التواصل الاجتماعي خطوة للمصالحة، بل اعتُبر أكثر كجهد في العلاقات العامة. الافتراض الآن، كما سمعتُ من أشخاص مشاركين في الموضوع هو أنّ نتنياهو تلقّى نصيحة أخرى أوصيَ فيها بالتوجّه إلى قادة الوسط العربي المنتخَبين لرأب الصدوع.

وقد ردّ رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، أمس على هذه الدعوة وأشار إلى أنّهم سيسعدون في المجيء شريطة أن يكون هذا اجتماع عمل. لم تُطلق هذه التصريحات بشكل رسمي، ولكن أعضاء الرباعية، الذين يرغبون بإقامة هذا الاجتماع، كانوا يفضّلون ألا يتم تصويره حتى لا يتمّ استغلالهم ويكونوا جزءًا من جملة العلاقات العامّة لدى نتنياهو. الأمر الرئيسي الذي يزعجهم، هو الحديث مع نتنياهو حول مسائل موضوعة على جدول الأعمال للوسط العربي وعلى رأسها هدم المنازل في الوسط، ولكنّهم يفهمون أنّه اجتماع بروتوكولي فقط، ولن تكون للاجتماع أي قيمة عملية.

“وقد دعا نتنياهو أيضًا عضو الكنيست زهافا غلئون من ميرتس وبالتأكيد سيدعو هرتسوغ أيضًا للقاء أمام الكاميرات”، كما قيل لي. ماذا يريد من العرب؟ إنّه يريد أن يكون مسجّلا في البروتوكول أنّه التقى وأنّ الاجتماع سيُصوّر حتى يتمكّن من أن يُري العالم بأنّه يحاول رأب الصدوع”.

إحدى النكات التي تدور بين الأشخاص المحيطين برؤساء القائمة المشتركة هي أنّ نتنياهو قرّر دعوة أعضاء الكنيست العرب، ليتحدّث معهم حول موضوع المواصلات العامة”. إنّه يريد تحسين استخدامنا للحافلات، إذ إنّ موضوع المواصلات العامة مشتعل الآن عند الجميع، أليس كذلك؟”.

على أية حال، بالنسبة لرؤساء الرباعية، أي رؤساء القائمة المشتركة، فقد جرت منذ يوم أمس استشارات، بخصوص ماهية الاجتماع والشكل الذي يمكن من خلاله تعزيز انعقاده دون أن يتحوّلوا إلى أداة بيد نتنياهو.

نادرة تاريخية: ليست هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها نتنياهو رؤساء الأحزاب العربية. عام 1996، بعد أن انتُخب نتنياهو للمرة الأولى، اتّصل بعضو الكنيست عبد الوهّاب دراوشة بل وحاول أن يتحدث معه حول أن يدرس “الحزب الديمقراطي العربي” احتمال الدخول للائتلاف.

وقد حدث تطوّر آخر مثير للاهتمام من ناحية توجّه عودة إلى الشعب الإسرائيلي، وذلك بمناسبة “يوم الهولوكوست” الذي يتم إحياء ذكراه في إسرائيل، حيث ظهر أيمن عودة في البرنامج الصباحي في القناة الإسرائيلية العاشرة ودعا كلّ الوسط العربي في إسرائيل إلى الوقوف في وقت إطلاق الصافرة في ذكرى ضحايا الهولوكوست. وأشار محمد دراوشة، المدير في معهد جفعات حبيبة في صفحته على الفيس بوك إلى أنّ عودة “دعا المجتمع اليهودي أيضًا إلى أن يتعلّم ويتعرّف على المعاناة والرواية الفلسطينية، وطلب أيضًا أن يتم تعليم ذلك في المدارس اليهودية والعربية على حدٍّ سواء”.

ولاحقا في ذكرى يوم الهولوكوست ذهب عودة إلى مراسم “لكل شخص هناك اسم” وشارك بها، مع بقية أعضاء حزبه. يعتبر عودة سياسيّا جديدا وتثير مواقفه في الموضوع الكثير من الاهتمام، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ أعضاء كنيست مثل محمد بركة وأحمد الطيبي قد شاركا في الماضي بمراسم ذكرى الهولوكوست بل وخرج بركة في الماضي في وفد الكنيست إلى أوشفيتز.

اقرأوا المزيد: 607 كلمة
عرض أقل
ناخبون عرب  في يافا (Noam Moskowitz)
ناخبون عرب في يافا (Noam Moskowitz)

“هذه المرة هناك ضغوط كبيرة للتوجّه للتصويت”

قضت مراسلة "المصدر" بعض الوقت في صندوق اقتراع في يافا مع مصوتين عرب ويهود سوية، وسمعت منهم حول ما يهمّهم في هذه الانتخابات، والتي عرّفها بعضهم بأنّها مصيرية

الرسالة الصعبة “الليكود يعرب عن قلقه من نسب التصويت المرتفعة في الوسط العربي” والتي صدرت حتى بصوت نتنياهو، والذي كان من المفترض أن يكون رئيس الحكومة للجميع؛ ولم تصل إلى آذان مواطني إسرائيل العرب في طوابير صناديق الاقتراع. في يافا، لم يسمعه أحد وهو يقول هذه الكلمات، وعلى أية حال، فإنّ مثل هذه المقولات لم تعد تفاجئ أحدا.

بدأ المصوّتون من الوسط العربي صباحهم في صناديق الاقتراع واستمرّوا في التدفق طوال اليوم، في كل مكان بجموعهم. ومن خلال محادثات مع أشخاص في أماكن التصويت، تظهر صورة واضحة. يرتفع سقف التوقعات والاعتقاد بأنّ التصويت الكثيف للوسط سيكون قادرا على إحداث تغيير هام.

في يافا، تحت شمس لطيفة ومداعبة، في صندوق اقتراع في شارع “بستالوتزي”، هناك شعور بحركة يقظة للناخبين والناخبات. أمهات وأطفالهنّ، كبار السنّ، أسر بأكملها. كان خارج صندوق الاقتراع نشطاء سياسيون: من حزب الليكود، ميرتس، المعسكر الصهيوني، ولكن أيا منهم لم يقم بجهد لإقناع عرب يافا في التصويت لحزب غير القائمة المشتركة.

ناخبون في يافا (Noam Moskowitz)
ناخبون في يافا (Noam Moskowitz)

قالت وهيبة أبو حبيش، هي أم لستة أطفال، تبلغ من العمر 41 عاما، لي، إنّها لا تعرف رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، والآن أيضًا في يوم التصويت، فهي غير متأكدة بأنها سمعته يوما وهو يتحدث، وأضافت “لكنني سمعت عن الاتحاد بين الأحزاب. ورغم أني كنت أصوت للطيبي في الماضي ولكني راضية جدا لكونهم قد اتحدوا جميعا وسيصوّتون لهم سوية”.

في الوقت الذي أجريت فيه مقابلة مع أبو حبيش، انضمّ إليّ محمود فنجري وطلب تصويره ليتحدث إلى الصحيفة “أنا كنت دائما مع المعراخ. لقد مثّل أتباع هذا الحزب الوسط العربي، وهم أيضا أصحاب فريق هبوعيل تل أبيب في كرة القدم ويعرفون أنّنا جميعا هنا في يافا نشجّع هذا الفريق. ولكن هذه المرة، سأصوت للقائمة المشتركة. لأنني أعتقد أنّه بفضل الوحدة سيدخلون إلى الحكومة. أنا أثق تماما بهرتسوغ بأنّه هذا كان اتجاهه. ورغم أني أحب ميرتس جدّا أيضًا. فأنا أريد الجميع في الداخل”.

سؤال: أن تطرح هنا توقعات مبالغ بها والقائمة المشتركة، على الأقل التجمّع، لا يريدون إطلاقا أن يشاركوا؟

فنجري: “دائما يجب الاستمرار في المحاولة. في النهاية الجميع سيرضى. لا ينبغي التنازل عن الطموح بالتأثير عليهم ليصلوا إلى النتائج الصحيحة. أبلغ من العمر 73 عاما، أعيش هنا قبل حرب 1948 وأعلم أنّه في النهاية سيتم إسقاط الليكود من الحكم. لن يكون الأمر هكذا إلى الأبد. أحب اليهود والأعياد اليهودية، وأستمتع في عيد الفصح بأن أكون ذلك الذي يشتري طعام مصنوع من العجين المختمر. لا ينبغي التوقف عن الإيمان بالتعايش”.

ناخبون في يافا (Noam Moskowitz)
ناخبون في يافا (Noam Moskowitz)

سوري عيسى، عمره 20 عاما، والذي صوّت عام 2013 لحزب ميرتس، يفكر هو أيضًا بالتصويت للقائمة المشتركة. “لم أقرّر نهائيا بعد. سأقرّر بعد الظهر. هذه المرة كانت هناك ضغوط هائلة على الجميع للخروج للتصويت. على جميع أصدقائي من الثانوية، وكذلك على أسرتي. لا ينتخب الجميع القائمة المشتركة، ولكنهم سيذهبون جميعا للتصويت. سيخرجون للتصويت فقط”.

رافقت الأجواء المتفائلة في صندوق الاقتراع في يافا جميع المحادثات والأسئلة التي وجّهتها للناخبين. عبير، أم لاثنين، تعمل في مجال التعليم وقد وصلت إلى الصندوق مع ابنها، محمد البالغ من العمر 12 عاما، انتظرت بصبر في الخارج حتى تصل ابنتها أيضًا. لقد طلبت من الأطفال المجيء ليروا العملية الديمقراطية. “في كل انتخابات أقوم باصطحابهم. هذا مهمّ جدّا”.

“في المرة الماضية انتخبت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. في كل مرة يطمحون بأن تكون نسبة التصويت مرتفعة ولكن هذه المرة الأمر يختلف. أشعر بأنّ هناك نسبة تصويت كبيرة منذ الصباح. ما تغيّر هذه المرة هو أنّ هناك شعور اغتراب أقل. نشأ أمل ضخم لحوار مع اليهود ولخطاب المساواة ونشأ أيضًا أمل بأن يجلبوا لنا حلولا أفضل في مجال السكن والتعليم”.

التقيتُ أبو خليفة سعيد، 50 عاما، وهو يسير على مهل مع حفيدته خارج الصندوق. وقد اصطحب هو أيضًا حفيدته لتشهد التصويت وتتعلم كيفية ممارسة حقّها في المواطنة. ولكن كان يخشى من التزوير والتضليل في الانتخابات. “أنا منزعج جدا بأن يكون داخل الصندوق بطاقة مع الحرف “ع”. لا أعلم لأي حزب تعود هذه البطاقة ولكن العشرات من الناس، على الأقل 50 مصوتًا، خلطوا بين هذه البطاقة وبطاقة “و ض ع م” والتي هي القائمة المشتركة. هذا ليس عادلا ببساطة. هكذا يضرّوننا”.

أما توقعات سعيد فهي مرتفعة. “في المرة السابقة اخترت دعم الطيبي. وهذه المرة القائمة المشتركة” كما قال.

ناخبون في يافا (Noam Moskowitz)
ناخبون في يافا (Noam Moskowitz)

في وقت سابق اليوم، استطلعت أيضًا صناديق الاقتراع في بات يام. هناك أيضًا حركة يقظة من الناخبين، ولكن الأحزاب المطروحة مختلفة جدّا. اختار معظم الناس أحزاب اليمين ولكن التفضيلات تراوحت بين البيت اليهودي، كحلون، شاس، ليبرمان، وحزب ياحاد التابع لإيلي يشاي. بشكل مفاجئ، لم يتم تقريبا ذكر اسم الليكود كخيار من قبل الناس. كان أحد الشباب البالغ من العمر 21 عاما، من الشرقيين، جريئا، والذي اعتبر نفسه خبيرا في الانتخابات وكان منزعجا من سقوط أحزاب اليمين مثل إسرائيل بيتنا وياحاد تحت نسبة الحسم. لقد أرسل جميع أقاربه ومعارفه للتصويت الاستراتيجي لأحد أحزاب اليمين، لكن بمنأى عن الليكود.

سترفع نسبة التصويت المرتفعة بشكل خاصّ في الوسط العربي عدد الأصوات الصالحة التي سيتم إدراجها في الحساب الذي يقيس المقعد، بالإضافة إلى ذلك فإنّ نسبة التصويت المطلوبة للدخول إلى الكنيست، ستكون أكبر بل وستصعّب الأمر على الأحزاب المتأرجحة: ميرتس، إسرائيل بيتنا وياحاد؛ في اجتياز سقف الحد المطلوب.

اقرأوا المزيد: 779 كلمة
عرض أقل
رئيس القائمة العربية الموحدة أيمن عودة (Amir Levy/FLASh90)
رئيس القائمة العربية الموحدة أيمن عودة (Amir Levy/FLASh90)

أيمن عودة: الزعيم الجديد لعرب إسرائيل

يعتقد أيمن عودة، رئيس القائمة العربية الموحّدة، أنّ نسبة كبيرة من اليهود سيصوّتون للحزب العربي والسبب هو "هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يفرض فيها السكان العرب أنفسهم على عامة الشعب الإسرائيلي"

مقابلة خاصّة بالمصدر- أصبح أيمن عودة، وهو شخصية مجهولة لدى معظم الشعب الإسرائيلي، الموضوع الأكثر إنعاشا في الانتخابات الإسرائيلية بعد أن انتُخب ليكون على رأس القائمة المشتركة التي وُلدت من خلال الاتحاد التاريخي بين ثلاثة أحزاب عربية: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، القائمة العربية الموحّدة والتجمّع الوطني الديمقراطي. ووفقا لبعض التوقعات قد تحرز القائمة العربية المشتركة للأقلية الفلسطينية في إسرائيل عددا غير مسبوق من المقاعد في البرمان الإسرائيلي.

عودة، هو محام يبلغ من العمر 40 عاما من حيفا، وناشط ينتمي لحزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والذي يعمل على تحقيق الوفاق بين اليهود والعرب- وتنقص عودة الخبرة على المستوى القطري وهو يقف في هذه المرحلة أمام مشكلات وتحدّيات غير مسبوقة. اقرؤوا الحديث الذي أجريناه معه:

هل أنت مستعد للدور التاريخي كرئيس المعارضة في إسرائيل، بكل ما يعني ذلك؟

“في الواقع، مستعد وأنا أيضًا أرغب بهذا الدور إذا ما كانت هناك حكومة وحدة وطنية. أتوقع أن تكون هناك حكومة وحدة وأن نكون نحن الحزب الأكبر في المعارضة. إنّ منصب رئيس المعارضة هو مكانة مهمّة. كلّ زيارة رسمية لزعيم دولة يلتقي كذلك مع رئيس المعارضة، من صفوف المعارضة يمكننا أن نعرض الثقب الأسود الأكبر في إسرائيل: عمق عدم المساواة بين المواطنين”.

لماذا هذا القرار القاطع: لن نجلس في الحكومة؟ أليس من الأصوب أن تمثّلوا ناخبيكم من داخل الحكومة؟

“كانت الفترة البرلمانية الأكثر نجاحا للعرب في التسعينيات، عندما قدّمنا شبكة أمان من الخارج ككتلة معرقِلة في حكومة رابين. أعتقد أنّه إذا ما كان هرتسوغ هو الذي سيشكّل الحكومة، فسيُفضّل بالتأكيد الوحدة مع اليمين ولن يطمح إلى الاعتماد على أصواتنا. في حال كان الوضع مختلفا، فإذا أرادوا أن نكون كتلة معرقِلة، فسنضع شرطا بأن تسير الحكومة باتجاه السلام. ولكن للأسف، فمن المرجّح أكثر أن يسيروا باتجاه الوحدة الوطنية”.

القائمة العربية الموحدة (Flash90)
القائمة العربية الموحدة (Flash90)

لماذا أنتم (الجبهة)، داخل القائمة المشتركة، لا يمكنكم السعي للتوصّل إلى مصالحة مع الليكود، أي أن تكونوا معهم في علاقة جيّدة؟ لماذا حزب العمل فقط؟

“إذا كانت هناك حكومة تهتمّ بالسلام والمساواة بين المواطنين، فلِمَ لا… نحن نعتقد أنّ حكومة اليمين قادت الجميع لطريق مسدود، اليهود والعرب، ويجب تغيير الحكومة. وكما أشرت أعلاه، فالاحتمال الأكثر رجوحا هو حكومة وحدة وليس أن يرغب أحدهم بالاعتماد على أصواتنا. يهمّنا قضايا السلام والمساواة بين المواطنين وسنأخذ بالحسبان كلّ خيار من شأنه ألا يسمح لليمين بالعودة إلى الحكم”.

إلى أي مدى تعتبر قراراتكم مستقلّة وإلى أي مدى هي متأثرة بالحالة الفلسطينية الأوسع؟ ما هي درجة علاقاتك خلال الانتخابات مع قادة السلطة؟

“الموضوع في حدّ ذاته يؤثّر علينا بالتأكيد. نحن نتحدّث مع الناس في الشارع، وصوتنا في هذه القضية المهمّة حاسم. هناك مكان تحت الشمس للشعب العربي الفلسطيني. إنّنا نسعى جاهدين لإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 إلى جانب دولة إسرائيل. كجزء من المجتمع الإسرائيلي، لا نريد أن يكون هناك من يدوس حقوق شعب آخر. نريد أن يتم نقل الأموال لشؤون الدولة الداخلية وليس للأراضي المحتلّة”.

رئيس القائمة العربية الموحدة أيمن عودة (Yonatan Sindel/Flash90)
رئيس القائمة العربية الموحدة أيمن عودة (Yonatan Sindel/Flash90)

النائبة العربية حنين زعبي – أهي مكسب أم عبء؟

“أعتقد أنّ هذه القضية تشير إلى مشكلة نفسية في البلاد كلّها. ما القصة؟ لأنّها تريد دولة جميع مواطنيها. فإنّ الأشخاص الذين يروّجون لقانون القومية، لديهم مشكلة مع آرائها؟ من الواضح أنّني لا أستخدم أسلوبها ومن الواضح أنّنا في حزبين منفصلين. ولكن ما هو هاجس الجميع مع زعبي؟ هل قتلت أطفالا بيديها، مثل بعض أعضاء الكنيست؟ هل دعت إلى تفجير حيّ كامل كما فعل بعض أعضاء الكنيست؟ ماذا يحدث، هل لدى حنين زعبي جيش؟ قنبلة ذرّية؟ لديها سلاح جوّ؟”

هل تؤدي الوحدة بين الأحزاب إلى خسارتكم أيضًا لأصوات الجمهور اليهودي؟

“أشعر في الأيام الأخيرة أنّني محاط بتشجيع كبير ولدي شعور أيضًا بأنّنا هذه المرة سنحصل على عدد أكبر من المقاعد من الجمهور اليهودي. أقدّر أنّنا نقترب من مقعد كامل في الجمهور اليهودي. يتحدّث الناس إليّ بعد المؤتمرات، يرسلون لي رسائل نصية قصيرة بعد أن يكون هناك بثّ، بعضهم يأتي ويهمس في أذني “قرّرت أن أدعمكم”.

كيف تفسّر ذلك؟

“هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يفرض فيها السكان العرب أنفسهم على عامّة الشعب الإسرائيلي. وهذا هو السبب في أنّهم مهتمّون بنا أكثر من أية مرة سابقة عندما كنّا قائمتين أو ثلاث قوائم مع 3 – 4 مقاعد”.

اقرأوا المزيد: 623 كلمة
عرض أقل
هرتسوغ وليفني في زيارة الى وادي عارة (Tal Schneider)
هرتسوغ وليفني في زيارة الى وادي عارة (Tal Schneider)

المعسكر الصهيوني يجمع الأصوات في أوساط عرب إسرائيل رغم الاحتجاج

على ضوء الصحوة الحقيقية في أوساط عرب إسرائيل، رئيسا المعسكر الصهيوني يزوران وادي عارة ويطلبان منحهما الثقة في الانتخابات المقبلة "هذه فرصة وحيدة لتغيير حكم نتنياهو"

بينما ما زال أفيغدور ليبرمان مستمرا في اقتراحه بنقل العرب الذين يعيشون في وادي عارة إلى السلطة الفلسطينية- أقام أمس رئيس حزب “المعسكر الصهيوني”، يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني مؤتمرا انتخابيا كبيرا نسبيا في قلب المنطقة، بالقرب من وادي عارة . وصل مئات الناس، رجال ونساء، ليستمعوا لهرتسوغ، وحسب من حضر في المكان، ومنهم من المتحدثين على المنصة، فإن يتسحاق هرتسوغ هو رئيس الحكومة القادم.

إن اجتهاد المعسكر الصهيوني لجذب الأصوات من الوسط العربيّ ملفت للانتباه. استمرارا للقوى المحلية القوية الداعية لعدم المشاركة في الانتخابات بتاتا، والتوقُع “المبالغ به” من أيمن عودة برئاسة القائمة العربية الموحّدة وبعد أن قال الكثير من العرب إنه بعد انضمام حزب الجبهة لنفس القائمة مع الحركة الإسلامية- سيضطرون للتوجه لميرتس، كذلك يقفز المعسكر الصهيوني إلى داخل القدر.

هرتسوغ في زيارة الى وادي عارة (Tal Schneider)
هرتسوغ في زيارة الى وادي عارة (Tal Schneider)

الخوف الأكبر، حتى بين رجال المعسكر الصهيوني، هو ألا يتجاوز حزب ميرتس نسبة الحسم. ويتبين من خلال محادثة خلال المؤتمر مع مسؤولين في حزب العمل، أنهم يدركون هذه المعضلة ولذا إن لم يكن حزب ميرتس في الكنيست القادمة، فليس لديه احتمال لتشكيل ائتلاف. عمليا، يجب أن يضمن حزب العمل، أن يحظى حزب ميرتس بأصوات معتبرة من الوسط العربي والأوساط الأخرى، بهدف الانضمام للكنيست وبهذا يمكن لهرتسوغ أن يُشكّل الحكومة المقبلة.

لقد أثار اختيارهم لاسم “المعسكر الصهيوني” عدم ارتياح كبير في الوسط العربي، ولم تتجاهل تسيبي ليفني ذلك في الخطاب الذي ألقته في وادي عارة. “نحن المعسكر الصهيوني” قالت، “لأن الصهيونية هي تقبّل العرب والحياة معهم بمساواة وتعاون مشترك”. خلال حديثها، تحوّلت للحديث مع الحاضرين عن “نظرية جابوتنسكي” (زعيم صهيوني) وعن المكان الذي جاءت منه وكيف تفسر الأمور. سجلت في هذه المعركة الانتخابية ملاحظة جانبية أخرى فيما يتعلق بالمؤتمر الانتخابي الغريب، فيه يصل صهيونيون، إلى قلب القرى العربية، تحت أعين المتظاهرين الذين تظاهروا خارجها. في هذا المؤتمر الانتخابي، طلب رؤساء المعسكر الصهيوني ثقة المنتخب العربي ،” نحن ملزمون بقيادة التغيير والتأكيد على ألا يُنتخب نتنياهو مرة أخرى لرئاسة الحكومة”.

لقد افتتح هرتسوغ الذي كان المتحدث الرئيسي، والأخير، حديثه باللغة العربية، وأكد على الواجب الصهيوني الذي أداه جده وأبوه في تاريخ الدولة، ومن هناك استمر بالعبرية وهو يتحدث عن الضائقات الاقتصادية، ويكرر ما بدأ يقوله في الأيام السابقة، فيما يتعلق برغبته في السفر إلى رام الله لإلقاء خطاب أمام البرلمان الفلسطيني. ظهرت خلال خطابه، في الخلفية، صوره وهو يجلس في المقاطعة ويصافح أبا مازن.

زهير بهلول (Wikipedia)
زهير بهلول (Wikipedia)

لا يمكن للمعسكر الصهيوني أن يتجاهل استطلاعات الرأي التي تشير إلى زيادة نسبة التصويت في الوسط العربي، على ضوء توحيد الأحزاب الثلاثة. لقد أثمر ظهور أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة في المواجهة التلفزيونية قبل أيام من ذلك، تعرفا كبيرا عليه في الوسط اليهودي، وأما الإحساس الذي يسود على ضوء كل التطورات السياسية الأخيرة حول إذا كان سيجذب عدة ناخبين يهود، فيُخشى أن يضر انضمامه للكنيست ضررا بالغا بحزب ميرتس. لقد شخّص المعسكر الصهيوني هذه اليقظة في الجمهور العربي وقرر ألا يفوّتها.

يجدر بالذكر أنه في الأيام التي سبقت المؤتمر، قد زاد التوتر كثيرا في منطقة وادي عارة، حول وصول هرتسوغ وليفني إليها. كان من المفروض أن يُقام المؤتمر بداية في قاعة احتفالات في القرية نفسها، وعلى ضوء المعارضة المحلية، أقيم خارجها في منتزه المناسبات “مطعم الوادي”. تطرق أغلب المتحدثين في المؤتمر، ومنهم المرشح العربي من قبل القائمة، زهير بهلول، في كلامهم إلى المظاهرة خارج المؤتمر وقالوا إنهم يحترمون حق المعترضين على المعسكر الصهيوني في قدومه ومع ذلك فإنهم يشعرون أن هنالك فرصة وحيدة لقائمتهم لتغيير الحكومة وهم يدعون الجميع إلى دعمهم في ذلك.

اقرأوا المزيد: 530 كلمة
عرض أقل
أشرف العجرمي خلال مناظرة في تل أبيب إلى جانب داني ديان رئيس المستوطنات في السابق (تال شنايدر)
أشرف العجرمي خلال مناظرة في تل أبيب إلى جانب داني ديان رئيس المستوطنات في السابق (تال شنايدر)

رئيس المستوطنات في السابق وأشرف العجرمي “يتجادلان” في حانة في تل أبيب

مندوب حزب "البيت اليهودي" يدعو أشرف العجرمي إلى مناظرة سياسية في حانة في تل أبيب وكاد الأخير أن يغادر بعد أن أدرك أنه يشارك في حملة سياسية تابعة للحزب اليهودي. عمّ تحدثا في الحانة؟

وقع يومَ الأحد الأخير في ساعة متأخرة، أمام جمهور أغلبه من الشباب، حدث سياسي غير تقليدي في تل أبيب، حيث دعا المرشح لانتخابات الكنيست من قبل “البيت اليهودي” المستوطنات في الضفة الغربية في السابق، داني ديان، أشرفَ العجرمي، وزير شؤون الفلسطينيين السابق في السلطة الفلسطينية، إلى مناظرة سياسية حول القضية الفلسطينية.

أشرف العجرمي خلال مناظرة في تل أبيب إلى جانب داني ديان رئيس المستوطنات في السابق (تال شنايدر)
أشرف العجرمي خلال مناظرة في تل أبيب إلى جانب داني ديان رئيس المستوطنات في السابق (تال شنايدر)

وكاد الوضع ينفجر حين أدرك العجرمي أنه دعي إلى مناسبة تشكل جزءا من حملة سياسية لحزب “البيت اليهودي”، لكنه بقي في نهاية المطاف. وأوضح العجرمي لمراسلة موقع “المصدر”، طال شنايدر، أنه لم يكن يعرف أن الحديث يدور عن حدث انتخابي. فقد ظن أنه حضر إلى اجتماع بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ وقف مقابله طاقم داني ديان مع كاميرات، أضواء، هواتف ذكية بل خططوا للتسجيل والرفع على الفيس بوك.

وأدرك العجرمي في اللحظة الأخيرة نية مقيمي المناسبة، وأبلغ أن الأمر لا يلائمه إن كان كذلك وشرع يريد الخروج من الحانة نحو الباب، حين حاول القائمون على حملة ديان إصلاح الوضع ووعدوه بألا يستخدموا المناظرة لأهداف انتخابية، بما في ذلك تسجيلات الفيديو.

يجدر بالذكر أن العجرمي، وهذا ما أوضحه لمراسلتنا، يحضر لكل مكان في إسرائيل يريدون فيه سماعه. إنه يُكثر من المقابلات في الإذاعة، فقد حضر مؤتمرا في بار إيلان مؤخرا كي يعرض وجهة نظر الجانب الفلسطيني. إذن عمّ تحدث كلاهما في اللقاء الذي تم في نهاية الأمر؟

حاول ديان من جانبه أن يجذب الحديث إلى ما يريحه. طبعا إنه يعارض قيام دولة فلسطينية، ويظهر حقيقة أن الفلسطينيين لا يريدون الحديث عن دولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي، وعندما سُئل عما إذا كان سيوافق على منح العجرمي حقوقا كاملة، ومنها التصويت للكنيست، جواز سفر وحرية تنقل كاملة، تملص ديان من الإجابة وفضل تعداد كل الفرص التي أضاعها الفلسطينيون على مدى السنوات السابقة “لقد عارض الفلسطينيون كل فرصة سنحت لتوقيع معاهدة سلام. بدلا من التوقيع سنة 1967 أنشأوا حركة فتح. سنة 2000 عرضت إسرائيل عليهم ورفضوا. والآن يبكون على الاحتلال إذن؟ هذه دموع التماسيح” هذا ما أجابه.

إسرائيليون يستمعون إلى مناظرة بين أشرف العجرمي وداني ديان رئيس المستوطنات في السابق في تل أبيب (تال شنايدر)
إسرائيليون يستمعون إلى مناظرة بين أشرف العجرمي وداني ديان رئيس المستوطنات في السابق في تل أبيب (تال شنايدر)

لقد اعترف العجرمي بالأخطاء: “يصح القول إننا أخطأنا أخطاء تاريخية صعبة أننا لم نوافق ولم نحصل. لكن من يعود على نفس أخطائنا الآن هو أنتم لأنكم لا تقبلون الاقتراحات المعروضة على الطاولة. كل العالم يمضي ضدكم وأنتم تعودون على نفس خطأنا”.

لكن الجزء الأكثر إثارة في المساء جرى عندما سُئل العجرمي عن حكم حماس لغزة. أمام جمهور يميني، لم يعتد ربما على سماع أطياف متنوعة من الجمهور الفلسطيني، فأجاب إنه كان يود أن يرى حماس خارج الحكم. “الواقع القائل إن حماس ما زالت تسيطر على غزة هو قرار إسرائيلي. حكومتكم تريدها هناك. لا أريد أن تحكم حماس غزة. لكن من يُبقي حماس في غزة حتى بعد عملية “الجرف الصامد” هي حكومة إسرائيل. وحتى إن عدنا للانسحاب: لا نريد أن يكون هذا من جانب واحد. أردنا أن يكون ذلك بالتنسيق معنا. لم يتح شارون لذلك أن يحدث”.

اقرأوا المزيد: 434 كلمة
عرض أقل
ناخب عربي في الانتخابات الإسرائيلية (Flash90/Issam Rimawi)
ناخب عربي في الانتخابات الإسرائيلية (Flash90/Issam Rimawi)

“لا نتلقى الأوامر من قطر أو رام الله”

الأحزاب العربية قبيل التوحّد: عامود تحليلي فور مؤتمر الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الناصرة

لم يكن هناك ما هو أكثر مناسبًا من قاعة حفلات زفاف للإعلان عن خطبة مؤثرة، وزواج بجدول زمني سريع. الزواج بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التجمع الوطني الديمقراطي، والقائمة العربية الموحدة سيحدث فعلا في الأسابيع القادمة. حتى الطفل، وهو الحزب العربي المشترك مع توقع عدد مقاعد أكبر من الحالي، من المُفترض أن يُولد بوتيرة أسرع من حمل المرأة.

الشكوك، الإثارة والمخاوف، هي الأوصاف الأكثر ملاءمة للأجواء التي رافقت مؤتمر الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الناصرة ليلة السبت. كان الجوّ في الخارج عاصفا بشكل خاصّ، ولكن داخل قاعات أبو ماهر حضر مئات الأشخاص الذين ناقشوا موضوعا هامًا. رغم الشعور في القاعة بأنّ الوقت صعب وأن اللحظة معقّدة بشكل خاصّ، كان النقاش السياسي خفيفا، خاليًّا من الصراخ، وتقريبا دون اجتياز مدة 3 دقائق لكل متحدث. كان المؤتمر يختلف جدا عن المؤتمرات السياسية في الأحزاب الأخرى، التي أكثرُ من حضورها، هناك تتدهور أحيانا عاصفة النفوس حتى تصل إلى تبادل الضرب.

يواجه الجمهور العربي في إسرائيل إلى حدّ ما حالة ميؤوسا منها. إنهم غير راغبين بتوحّد الأحزاب هذا. أعضاء الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الحزب الوحيد الذي كان ثمرة مشتركة عربية – يهودية، يفتخرون بالقيم الاجتماعية الخاصة بهم، وبتراث الحزب الشيوعي، وبالوعي الطبقي، وغير راغبين بتوحيد الصفوف مع حزب يرسم على علَمه مبادئ الإسلام (القائمة العربية الموحدة) أو مع حزب عربي قومي (التجمع الوطني الديمقراطي).

محمد بركة في مؤتمر الجبهة (Tal Shnaider)
محمد بركة في مؤتمر الجبهة (Tal Shnaider)

جميعهم تقريبا، وبخصوص ذلك كان هناك إجماع يوم السبت، يتواصلون سياسيا مع عضو الكنيست أحمد الطيبي (الحركة العربية للتغيير) ويرون في عضو الكنيست محمد بركة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) زعيما طبيعيا. ولكنهم وجدوا صعوبة في الانتقال إلى المرحلة التالية وهي – الاحتواء الحقيقي للجهات الأخرى داخل أحزابهم. في نهاية الأمسية قُرّر تكليف سكرتارية الجبهة الديمقراطية لإنهاء التفاصيل وبشرط ألا يتمّ استبعاد النساء من القائمة الموحدة وأيضا: أن يستمرّ التعاون مع أصدقاء الجبهة الديمقراطية اليهود (نحو 15% من مصوّتيها).

في لحظة ما، وبيمنا كنت جالسة أستمع لأيمن عودة وللادعاءات المعارضة، توجه إليّ ناشط وقال لي إنّه في الخارج، في غرفة الدرج، هناك عضو الكنيست أحمد الطيبي، وهو ليس عضوا في الحزب.

تحدّث عودة مُطوَّلًا: “لا أريد أن أنشغل بالرموز والقومية فقط وإنما التحدث عن الجوهر والإنسان الصغير…. نحن في الجبهة نريد رجال الدين ولكن ليس الإسلام السياسي. لدينا وعي تاريخي خاص بنا، كان لدينا في الماضي 6 مقاعد، نحن حزب واجه مذبحة كفر قاسم، كان لدينا دائما أصدقاء يهود، بما في ذلك الشرقيون الذين قدموا إلى البلاد وعندما سرنا وحدنا – فقط العرب – أضرّ ذلك بنا في المقاعد…”.

الطيبي في غرفة الدرج (Tal Shnaider)
الطيبي في غرفة الدرج (Tal Shnaider)

وفي نفس الوقت، الطيبي يتحدّث في الرواق. ركضت للخارج لتصوير الطيبي، الذي سارع ليشرح لي: “أنا هنا فقط من أجل إجراء مقابلة لبرنامج “التقِ مع صحافة القناة الثانية”، كما أوضح. لم يتدخّل بما يحدث في الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وسارع للوقوف أمام الكاميرا، مع عضو الكنيست بركة بجانبه، وهما يتحدثان عن الاندماج المحتمل.

من بين جميع المتحدّثين في الحدث، تحديدا عضو الكنيست حنّا سويد، الذي ينوي التقاعد قريبا، فاز بأعلى نسبة من التصفيق. لقد هاجم في كلّ الاتجاهات، تحدث عن حزب ينبغي أن يجدّد صفوفه وأن يدعو الشباب أكثر، ورغم أنّه بدا وكأنه منافس شاب ووجّه الانتقادات لأصدقائه من الأحزاب الأخرى والذي هم بخلافهم، “يتلقون الأوامر من قطر، أبو ظبي أو رام الله” اتضح في النهاية بأنّه مع التوحّد.

كان النجم الثانوي للعرب رئيس الكنيست السابق، أبراهام بورغ، الذي جاء ليلة السبت (مشيا على الأقدام) وألقى خطابا وهو يضع القلنسوة على رأسه والنظارات العصرية الحمراء الخاصة به على عينيه، وبدأ بالاعتذار: “هذه هي المرة الأولى التي أخطب فيها في مؤتمر سياسي في يوم  السبت، والمرة الأولى التي أخطب في مؤتمر الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وآمل أنه على الرغم من أنني أتحدث بالعبرية فقط، سأعرف على الأقل استخدام مصطلحات حزبكم الخاصة”. لم يكن الحاضرون متفاجئين أو يشعرون بالضيق من خطاب بورغ الداعم. فهو يشغل منصب مندوب في المؤتمر منذ زمن، وكان موجودا جنبا إلى جنب مع نشطاء ومندوبين يهود كثر حضروا هناك. لقد أوضح لماذا يعارض التوحّد بين الأحزاب العربية (“وهو محاربة القومية، من خلال قومية موازية”)، وحظي هو أيضًا بتصفيق كبير.

رئيس الكنيست السابق، أبراهام بورغ في مؤتمر الجبهة (Tal Shnaider)
رئيس الكنيست السابق، أبراهام بورغ في مؤتمر الجبهة (Tal Shnaider)

ولكن، رغم الكلام الكثير في المكان عن صعوبات التوحّد بين جميع الأحزاب: الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، القائمة العربية الموحدة والتجمع الوطني الديمقراطي، فقد خرجت من المؤتمر بشعور أنّ الضغوط في الجمهور العربي للاندماج والخوف من ألا تجتاز قائمتان منفصلتان نسبة الحسم الجديدة – يحوّم فوق كلّ شيء ويدفع الأحزاب لحفل الزفاف. قال لي ثابت أبو راس، وهو مدير تنفيذي مشارك في مبادرة صندوق أبراهام، إنّه من المتوقع أن ترتفع نسبة التصويت بشكل كبير، ولكن الجمهور العربي أيضًا يرى بما يحدث اليوم في الدول العربيّة المجاورة “ينظر إلى الأمور من منظور جديد ويقدّر أكثر المواطَنة الإسرائيلية. يعي الناس عندنا بأنّه على الرغم من التمييز والعنصرية، والتي نتوحّد جميعنا ضدّها وننزعج منها، هناك مزايا للعيش في إسرائيل. يريد العرب اليوم أن يمارسوا مواطنتهم، أن يؤثروا ويشاركوا”.

وذلك على الرغم من أنّه من المعتاد التفكير بأنّ الجمهور العربي لا يرى بتمثيله في الكنيست أية فائدة ولذلك فهو لا يخرج للتصويت؟

“هذه المرة تحديدا، هناك شعور بأنّ الجمهور العربي يُحصى بشكل أكبر. رؤساء الأحزاب الكبيرة يأخذون العرب في الحسبان. وهناك احتمال بأنّ تكون في الحكومة مشاركة جادّة أكثر للعرب. ينشئ هذا عندنا شعورا بأنّ لنا تأثير ويجب أن نذهب لصناديق الاقتراع”.

الخلاصة من مؤتمر الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة: تمّ تخويل مجلس الحزب، بحسب توصية عضو الكنيست محمد بركة، للعمل على توحيد الأحزاب ودون إهمال مندوبي الجبهة الديمقراطية اليهود وألا يتم استبعاد النساء خارج القائمة. بالمناسبة، على الأقل في القسم الأول من الكلام، من غير المتوقع حدوث أية مشكلة لأنّ التجمع الوطني الديمقراطي يبحث من الآن عن مرشّح يهودي ليكون جزءًا من القائمة.

اقرأوا المزيد: 864 كلمة
عرض أقل
النواب جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس في الكنيسيت (Yonatan Sindel/Flash90)
النواب جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس في الكنيسيت (Yonatan Sindel/Flash90)

زحالقة: “على الرجل أن يشعر كالمرأة حتى ينسى أنّه رجل”

أعضاء الكنيست العرب يكتشفون النسوية: محمد بركة سيستقيل ليفسح مكانا لزميلته، وزحالقة سيتحدّث بضمير الأنثى بدلا من زعبي المبعدة

أكّد رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عضو الكنيست جمال زحالقة هذا الأسبوع أنّ نشاط أعضاء الكنيست العرب، ونضالهم ضدّ ما سمّوه “فاشية وعنصرية” المجتمع الإسرائيلي سيكون أكثر بكثير من مجرّد غياب عن الجلسة الافتتاحية للكنيست.

“أريد الدخول إلى اللجان أو أن أقدّم استفسارات وأن أقرأ بصوت عالٍ خطابات عضو الكنيست حنين زعبي، كتلك التي تعدّها مسبقا من أجل أحداث اليوم وسأكون لسانها”

ستقرأ الكلمات بلسان المؤنث؟

جمال زحالقة: “أريد أن أقرأ بصوت عالٍ خطابات عضو الكنيست حنين زعبي، كتلك التي تعدّها مسبقا من أجل أحداث اليوم وسأكون لسانها”

“نعم. هذا تماما ما سأقوم به. وهذا أكثر بكثير من مجرّد وسيلة للتحايل. مثلما قال الشيخ ابن عربي، والذي اشتهر كتابه “الملائكة لا تحلم” مؤخرا في العبرية: “على الرجل أن يشعر كالمرأة حتى ينسى أنّه رجل”. هذا ما أريد القيام به داخل الكنيست، الحديث بدلا عن عضو الكنيست زعبي بلسان المؤنث”.

عضو الكنيست جمال زحالقة (Yonatan Sindel/Flash90)
عضو الكنيست جمال زحالقة (Yonatan Sindel/Flash90)

وقد وجدت أمس عضو الكنيست باسل غطّاس، الثالث على قائمة التجمّع الوطني الديمقراطي، وهو جالس في مطعم خارج الجلسة في وقت خطابَيْ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ.

حتى كلمات الرئيس رؤوفين ريفلين قد سمعها من الخارج. قرأ ريفلين من فوق المنصّة الانتقادات اللاذعة التي تلقّاها خلال الصيف “اذهب إلى غزة” و”خائن رئيس حزب الله” وكلها ممّا كتبه عنه أشخاص لم يكونوا على استعداد لتقبّل معاملته الخاصة تجاه الوسط العربي، وغطاس، الذي يعرف هذه اللعنات وتدهور المجتمع الإسرائيلي؛ سمع كلّ شيء من الخارج.

بحسب كلام غطاس فإنّه سيدخل اليوم (الثلاثاء) إلى لجنة المساواة برئاسة عضو الكنيست عليزا لافي (من حزب “هناك مستقبل”) وسيحلّ هناك مكان زعبي التي هي عضو دائم في اللجنة. وموضوع النقاش هو إشراك المرأة في مراكز صنع القرارات الأمنية وفقا للقرار رقم 1325 في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. من المفترض أن توضع في الجلسة قائمة طويلة للمنظّمات النسوية، وسيحلّ غطاس مكان زعبي.

“سأدخل غدا إلى هناك بدلا من حنين، وسأقرأ خطابها والنقد الذي لديها حول إشراك النساء” كما يقول.

هل يمكن سماعك الآن وأنت تتحدّث باسمها بلسان المؤنث باللغة العبرية؟

“لم تكتب خطابها حتى الآن. لا أنوي السيطرة على كلماتي. أي شيء تكتبه فسأكون لسانها”.

النائبة حنين زعبي في الكنيست (FLASH90)
النائبة حنين زعبي في الكنيست (FLASH90)

أثار قرار التجمع الوطني الديمقراطي، بدعم من أعضاء الكنيست من الجبهة الديمقراطية والقائمة العربية الموحّدة، صدى كبيرا في أوساط الشعب الإسرائيلي وليس في الكنيست فحسب.

وقد سارع وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، الذي كانت معركته الشخصية ضدّ الوسط العربي هي الوقود الذي يحرّك به حملته، إلى نشر رسالة ردّ على قرار حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالغياب. “أرحّب بعزم أعضاء الكنيست العرب على الانفصال عن النظام السياسي في إسرائيل، وآمل أن يطبّقوا هذا “التهديد” في أسرع وقت ممكن”، هذا ما نشره في رسالته أمس.

محمد بركة: “الفكرة الرئيسية لدى اليمين في إسرائيل هي جعل السياسة مستحيلة بالنسبة للجمهور العربي”

ولكن سائر أعضاء الكنيست العرب لا ينوون الابتعاد عن اللجان، الجلسات العامة والاقتراحات التشريعية. قال لي رئيس حزب الجبهة الديمقراطية محمد بركة: “الفكرة الرئيسية لدى اليمين في إسرائيل هي جعل السياسة مستحيلة بالنسبة للجمهور العربي، كي لا يشارك العرب في الانتخابات، وهذا سيزيد من إبطال مفعول وزن أعضاء الكنيست العرب، وهكذا سيكون لدى ليبرمان وزن أكبر في التوزيع في الكنيست. لن أسمح بذلك. هناك حالات كثيرة وصعبة يجب فيها التوصل إلى مقاطعة الجلسات، ونحن حاليّا لن نقاطع”.

ومن المرتقب غدا (الأربعاء) أن تجري الجلسة العامة للكنيست نقاشًا حول موضوع تعليق عضوية زعبي. يدّعي حزب التجمع الوطني الديمقراطي أنّ خطوة التعليق كانت تفتقد إلى الصلاحية، حيث تجاوزت لجنة الأخلاقيات في الكنيست مسؤولياتها، ومن المرتقب أنّ يتذلّل أعضاء الكنيست الذين يؤيّدون استمرار تعليقها للمحكمة العليا، حيث ستصدر المحكمة العليا حكمها على ضوء السوابق القائمة وستقرّر بأنّ هذه عقوبة غير مسبوقة ولا تتّسق مع الشتائم الخفيفة التي تلقّاها أعضاء كنيست من اليمين، والذين قاموا بشتم ولعن أعضاء كنيست من العرب.

على أية حال، فقد أنهت زعبي الأشهر الثلاثة لتعليق عضويتها وإذا حكمت المحكمة العليا ضدّها، فمن المتوقّع أن تعود لنشاطها البرلماني الكامل خلال ثلاثة أشهر.

عضو الكنيست محمد بركة (Flash90/Miriam Alster)
عضو الكنيست محمد بركة (Flash90/Miriam Alster)

وعودة إلى الجبهة الديمقراطية، فقد أعلن بركة قبل عدة أيام أنّه سيفي بالتزامه وسيستقيل من الكنيست في يوم المرأة العالمي، في 8 آذار، من أجل أن يمكّن نبيلة إسبانيولي، التي تليه في قائمة الجبهة الديمقراطية، من أن تصبح عضو كنيست. وهكذا أيضا زميله عضو الكنيست الدكتور حنّا سويد الذي سيستقيل من الكنيست كي يسمح لأيمن عودة بالمشاركة.

هل هذا كلّ شيء؟ ماذا تخطّط بعد ذلك؟

“لن أترك السياسة. سأستمر بالتأكيد في رئاسة الجبهة الديمقراطية، وسنرى بعد ذلك كيف سيكون الزملاء الشباب والجدد وأي قادة سينشأون بينهم، وبخصوص دورة الكنيست القادمة فسنتّخذ القرارات عندما يحين الوقت. ليس ضروريًّا أن أترشّح في مكان عالٍ في القائمة إذا رأيت أنّهم يكتسحون الجمهور”.

لمن يحاول اليوم معرفة ما يمكن أن تكون عليه تركيبة القوائم العربية في الكنيست العشرين على ضوء رفع نسبة الحسم؛ سيُقال إنّه قد بقي وقت طويل من أجل تبلور الوضع.

التقديرات هي أنّه ستترشّح قائمتان عربيّتان للجمهور العربي. سيكون أحد الخيارات هو تضافر قوى كلّ من التجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الديمقراطية

التقديرات هي أنّه ستترشّح قائمتان عربيّتان للجمهور العربي. سيكون أحد الخيارات هو تضافر قوى كلّ من التجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الديمقراطية. حيث ستكون القائمة العربية الموحّدة، بما في ذلك عضو الكنيست أحمد طيبي هي المنافس. الخيار الثاني هو انضمام الطيبي إلى قائمة مشتركة مع الجبهة الديمقراطية، بحيث تترشّح القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية) بشكل منفصل، وأيضا يترشّح حزب التجمع الوطني الديمقراطي في هذه المجموعة المتألقة هو أيضا بشكل منفرد.

اقرأوا المزيد: 815 كلمة
عرض أقل
موشيه فيجلين (Orel Cohen/Flash90)
موشيه فيجلين (Orel Cohen/Flash90)

سياسة الماريجوانا

لماذا يؤيد الشبان العرب الاشتراكيون عضو الكنيست موشيه فيجلين من حزب الليكود، رغم أن لديه مواقف يمينية متطرفة؟

تحدثت مع شاب عربي، بعد خروجي من مؤتمر النائب فيجلين (من الليكود)، وكان ذلك الشاب من سكان يافا ومن مناصري حزب “الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة”، شيوعي جاء ليقول لفيجلين إنه يدعمه. ما معنى أنك تدعم فيجلين” سألت الشاب، “إن أتيت إلى هنا وأنت ترتدي بلوزة حمراء شيوعية، وكأنك تقول لكل مؤيدي فيجلين إنك من أتباع محمد بركة ودوف حنين. كيف تفسر دعمك هذا؟”

كانت إجابات الشاب مشوّشة. ليس هناك ما يدعو لأن أقول إنه دخن مادة ما قبل أن يدخل المؤتمر، ولكنه بالنهاية اعترف بأن تأييده الشديد لفيجلين (“أنا بالفعل أفضله على نتنياهو”، حسب كلامه)، ينبع من السياسة التي يتبعها فيجلين فيما يتعلق بمادة الماريجوانا.

لم يكن ذلك الشاب؛ ابن يافا، والذي لن أذكر اسمه هنا لئلا أسيء إليه، يعرف من يكون فيجلين أو ما الذي يفعله في الكنيست، لولا مسألة حقوق متعاطي الماريجوانا الطبية التي يقودها فيجلين. وبعد أن سمع عنه، يبدو أنه كان لا يعرف الكثير عن ذلك الرجل.

"مؤتمر" النائب فيجلين في تل أبيب (تصوير: تال شنايدر)
“مؤتمر” النائب فيجلين في تل أبيب (تصوير: تال شنايدر)

بالنسبة لفيجلين، وكان قد كُتب الكثير عن ذلك، لا ينضوي تحت أي مظلة سياسية معروفة. حاول قبل يومين من عيد رأس السنة اليهودية، وكان ينتعل صندلاً وبنطالاً قصيرًا ويفترش بطانيات على العشب في منتزه اليركون، أن يجمع حوله الداعمين له من مدينة تل أبيب أو اليساريين الذين قد يستحسنوه. إنما بنهاية الأمر لم يات الكثير من الأشخاص لحضور ذلك الحدث الذي تم التخطيط له مسبقًا ألا يكون احتفاليًا وليس مميزًا.

سبب حضور 120 شخصًا فقط، وليس أكثر، هو أنه من بين أمور أُخرى، وجود سياسي يرتدي بنطالاً قصيرًا وصندلاً ويفترش البطانيات ويجلس على العشب هو ليس بالأمر الاستثنائي بالنسبة لسكان تل أبيب. ربما يجد فيجلين ومناصروه من المثير أن يظهر ذلك الرجل على هذا النحو وهو الذي غالبًا ما يكون مرتديًا البذلات الرسمية ولكن في كبرى المدن الإسرائيلية كل سياسي بالنسبة لهم هو شخصية مملة جدًا.

حول الغيتار، مشواة اللحم الصغيرة والنقانق، زجاجات النبيذ الموزعة والأورغ الخاص بالمغني الداعم آريئيل زيلبر، قرأ فيجلين ومؤيدوه عبارات داعمة بعث بها يساريون داعمون له. “لا عجب بأنهم يدعمونني” تفاخر فيجلين قائلاً. “السبب في ذلك هو لأنني بنهاية الأمر الرجل الوحيد في الكنيست الذي يهتم بحرية الفرد”. حسنًا، جيد. أعضاء حزب ميرتس، العمل، الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة وآخرون كان بإمكانهم أن يثيروا نقاشًا واعيًا معه حول ذلك.

بالنسبة لمن مضى عليه في الكنيست فترة عام وعشرة أشهر نجد أن هنالك نسبة كبيرة من التفاخر في كلام فيجلين، الذي لم ينجح حتى الآن بتمرير ولو مشروع قانون واحد. ربما تميز هو تحديدًا بمسألة العلاقات العامة والتفكير غير المحدود، ولكن تأثيره الفعلي على السياسات عمومًا ضعيف رغم أنه عضو في الحزب الحاكم الذي يدير البلاد منذ ست سنوات متتابعة تقريبًا.

المغني الداعم آريئيل زيلبر(تصوير: تال شنايدر)
المغني الداعم آريئيل زيلبر(تصوير: تال شنايدر)

نشر فيجلين خلال عملية الجرف الصامد، والذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الكنيست (واحد من 7 نواب) ستاتوس على الفيس بوك والذي تحول لاحقًا إلى زاوية في موقع القناة 7 الدينية، وفيه عبّر عن موقفه فيما يخص عرب غزة. تم اقتباس كلامه في المواقع الإخبارية باللغة الإنكليزية على أنه كلام صادر من نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي وعضو مسؤول في الليكود. اقترح “مهاجمة كل هدف عسكري في منطقة العدو، ومن ليس متورطًا فليهرب بسرعة”، ومقولات أُخرى مثل “سيناء ليست بعيدة ولن نمنعهم من الرحيل. وبهذا نستوفي الجانب الإنساني”، “حصار كامل على غزة. لا يمكن دخول أي شيء، سنتيح فقط الخروج منها”، “اعتبارات الدرع البشري غير قائمة” “سيحتل جنودنا غزة”، “تطهير – الشاباك والجيش سيطهران غزة تمامًا إلى ألا يعود إلى هناك أي عدو مسلح”، “غزة جزء من أرضنا وسنبقى فيها للأبد” وغير ذلك.

حققت كلمات “تطهير”، “احتلال”، و”استنفاذ الجانب الإنساني” هدفها. لا حاجة أن يتحمل “فيجلين”  مسؤولية كلامه الذي لا قيمة له وتلك الاقتراحات الوهمية، حيث أن مصر هي التي رفضت فتح المعابر وفكرة أن تستطيع إسرائيل أو أية دولة أُخرى أن “تطهر” وألا تتحمل لاحقًا مسؤولية ذلك أمام المجتمع الدولي هي مجرد تهيؤات تجعل فيجلين يبدو بالفعل أنه يتعاطى مواد معيّنة.

لم تحظ مقولاته الرنانة بأي صدى جماهيري داخل إسرائيل وتحديدًا أنه لدى الجمهور الواسع معروف أن فيجلين هو شخص غريب الأطوار وحسب. وهو أبعد ما يكون عن تخطي هذا العامل في حياته السياسية. يُعتبر فيجلين غريب الأطوار لدى الجمهور وبالنسبة لزملائه في الحزب. يغضب مناصروه المخلصون عندما يسمعون هذا ولكن بوجود مواقف متطرفة كهذه ولا يوجد لها صدى في الواقع لا يمكن الوصول للحكم.

بنيامين نتنياهو وموشيه فيجلين (Flash90)
بنيامين نتنياهو وموشيه فيجلين (Flash90)

ولماذا يثير الاهتمام؟ لأنه تحوّل داخل الليكود إلى قوة هامة، مثير للاهتمام. حتى رئيس الحكومة، نتنياهو، لا يمكنه أن يتجاهله. “يجذب الكثير من المؤيدين الجدد، وهو مفعم بالمفاجآت، أنا أحترمه” هذا ما قاله نتنياهو عن فيجلين في حفل عام، قبل أسبوع، وتلك كانت أول مرة يتطرق إليه في حديثه. حتى ذلك اليوم كان فيجلين مجرد شخص ساذج بالنسبة له. نائب لا يلتزم بمقررات الائتلاف، فضولي، وشخص يحاول السيطرة على الليكود. ولكن نتنياهو أيضًا أدرك أن فيجلين سيترشح مقابله مرة أُخرى لرئاسة الليكود. بينما لا يُفترض أن يخشى نتنياهو الخسارة لصالح فيجلين إلا أنه في كل مرة يحصل فيها الأخير على نتائج ملفتة في الانتخابات نجد نتنياهو يتعرق أكثر. من الجدير بالذكر أنه في الانتخابات السابقة، حين كان فيجلين غير معروف أبدًا ولم يكن نائب كنيست حتى، حصل على 24% من الأصوات.

وبالعودة إلى المسائل التي تقلق مؤيدي فيجلين المخلصين: “كيف سنطرد كل العرب من هنا”؟ صرخ واحد من مؤيديه الذين حضروا النزهة السياسية في منتزه اليركون “نحن نريد ألا يكونوا هنا” وأجابه فيجلين بنبرة لطيفة: “اليهود يقلقونني أكثر لأنه من الصعب إقناعهم. ليس العرب هم مشكلتنا. ولكن الأعجوبة الكبيرة التي لدينا هي أن المرأة القاطنة في تل أبيب والتي تأكل السوشي وتضع وشمًا تنجب من الأطفال ليس أقل مما تُنجب المرأة المولودة في رام الله. هذه أعجوبة! بإذن الرب، الولادات والهجرات اليهودية، مليون ونصف على الأقل سنتدبر الأمر”. فيجلين ليس قلقًا من وجود دولة ثنائية القومية.

هو مقتنع بأن تزايد المهاجرين (“مليون ونصف على الأقل”) مع انخفاض عدد الولادات في المجتمع العربي مع الوعظ لزيادة الإنجاب لدى اليهود، من شأن ذلك تحسين التوازن الديموغرافي لصالح إسرائيل. غريب الأطوار، هل سبق وقلنا هذا؟

اقرأوا المزيد: 920 كلمة
عرض أقل
شركة إسرائيلية ناشئة Emc2 (Flash90Nati Shohat)
شركة إسرائيلية ناشئة Emc2 (Flash90Nati Shohat)

عرب إسرائيل يشكلون جسرًا تجاريًّا للعالم العربي

كيف يساعد مواطنو إسرائيل العرب على التجسير ما بين الهايتك الإسرائيلي والتجارة مع العالم العربي؟

فيما تحركت حدود تطرف اليمين السياسي في إسرائيل في الصيف الفائت أكثر يمينية بعد أن دعا وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، الإسرائيليين إلى مقاطعة محلات عرب إسرائيل، تلك المحلات التي أضربت لمدة يوم واحد تضامنًا مع مواطني غزة، هنالك من يدعي من بين السياسيين أن السوق الإسرائيلية تخسر الجمهور العربي ولا تنظر إليه كمحرك نمو مركزي في السوق التجارية. في بداية الأسبوع، أقيمت في حيفا دفيئة تكنولوجية جديدة تعرض طريقة أخرى، للنظر إلى الوسط العربي كفرصة تجارية.

الدفيئة التكنولوجية Takwin Labs أتمت جولة تجنيد 4.5 مليون دولار، معدّة للاستثمار في شركات ناشئة في الوسط العربي. من يقف وراء إنشاء الدفيئة في حيفا هم نائب الكنيست أريئيل مرغليت (حزب العمل) مؤسس مؤسسة أموال المخاطرة JVP، حامي بيريس، ابن الرئيس السابق شمعون بيريس، ورجل الأعمال العربي الإسرائيلي، عماد تلحمي، مؤسس Babcom Centers. إن هدف الدفئية هو رصد مبادرين إسرائيليين عرب والاستثمار في مرحلة أولية (Seed) مبالغ مئات آلاف الدولارات في مشروع مبادرة.

حسبما يقول مرغليت، تقيم سوق الهايتك علاقات تجارية متفرعة مع الصين، دول أفريقيا، بل وجنوب أفريقيا (عدا عن أوروبا والولايات المتحدة المعروفة ضمنا)، “لكننا لا نتعامل مع العالم العربي وهذا تضييع، لأن اليوم هنالك فرصة للتوجه لجمهور عربي غفير مع منتجات وأفكار جديدة في مجال الوسائط الجديدة وباللغة العربية”.

سُجّلت الزيادة الأكبر في التحاق الفتيات العربيات بالجامعات (Flash90/Miriam Alster)
سُجّلت الزيادة الأكبر في التحاق الفتيات العربيات بالجامعات (Flash90/Miriam Alster)

لكن هل قد يؤثر الاسم “إسرائيل” على التطوير التكنولوجي سلبًا على المبادرين؟

“لقد تغيّرت الأجواء اليوم. يقوم عرب إسرائيليون كثر بأعمال تجارية في الأردن، بينما قبل سنتين أو ثلاث كان هناك فقدان الثقة بهم. اليوم تصل للأردن، والأبواب مشرعة. يتغير الوضع أيضًا في مصر التي هي سوق ضخم. لم تنشأ الدفيئة في حيفا بمشاركة العالم الرئيسي كي تلغى الخشيةُ من شراء منتجات فيها تدخل حكومي إسرائيلي . هناك للشركات الإسرائيلية اليوم علاقات مع دول الخليج وإندونيسيا وهي تعرف كيف تتعامل مع التشابكات التجارية. لا حاجة لكتابة “إسرائيل” على الجبين، فالتكنولوجيا الإسرائيلية معروفة على أي حال في العالم العربي”.

“الفكرة هي أن المبادرين العرب بالذات، مع الاسم العربي وقدرات اللغة، يمكنهم أن يشكلوا جسرًا للعالم العربي. إن الشركات الناشئة الإسرائيلية التي يقودها عرب، والتي تتشارك مع شركات أصلها من الخليج أو السعودية، تحظى بأفضلية”.

كيف ترى المبادرات في المجتمع العربي؟

“هنالك طبقة مثقفة جدًا، ودافع تجاري عالي. لشديد الأسف، بسبب شروط القبول وامتحانات السيكومتري الملائمة للجمهور العريض ولا تهتم بالفروق اللغوية، من الصعب عليهم أن يُقبلوا للتعليم ولذلك يخرج كثير منهم للتعلم في عمان. حوالي 11 ألف طالب جامعي عربي إسرائيلي يتعلم هناك، ويبنون علاقاتهم ويعودون إلى البلاد. هذا يفتح الباب أمام المبادرين العرب للعلاقات في العالم العربي، في نهاية المطاف يفيدهم ذلك في المبادرات”.

بُنيت المبادرات الإسرائيلية من متخرجي وحدة الاستخبارات 8200 وهي دفيئة نمو محلية مغلقة في وجه عرب إسرائيل خاصة

“يجب الخروج من نطاق وحدة الاستخبارات 8200 كالشيء الوحيد الذي يدفع بالهايتك الإسرائيلي قدمًا. الانقلابات في العالم العربي والتغيّرات التكنولوجية هي حضارية وفكرية ولا ترتكز على الأغراض فقط. ينبغي على شركات التكنولوجيا البحث عن كُتّاب، مخططين، رجال فكر وليس رجال تقنيين، والتفكير بالمستخدمين، الولد أو البنت التي تريد الاستفادة من المنتج”.

في إسرائيل تُضخ الأموال الكثيرة لمجال الفضاء الإلكتروني وهذا أيضًا باب مغلق في وجه مبادرين عرب

“كمن أقام دفيئة الفضاء الإلكتروني الأول في بئر السبع، أنا مسرور بتعاظم هذا التوجه. لقد أدركوا أن هذا المجال يحتاج تطويرات تقنية، ولدى الإسرائيليين قدرات. لكن ليس كل ما في مجال الفضاء الإلكتروني يجب أن يكون مبنيًّا على علم أمني، لأن موضوع تأمين المعلومات يُستوحى أيضًا من المجال المصرفي ولذا فالمجال غير مغلق”.

المبادرون (من اليسار الى اليمين) بيريس، مرغليت وتلحمي
المبادرون (من اليسار الى اليمين) بيريس، مرغليت وتلحمي

سؤال سياسي، في نهاية حملة “الجرف الصامد”، لقد انخفضت شعبية حزب العمل في الاستطلاعات. من يتأمل من الجانب يرى كيف يجلس حزبك اليوم في المعارضة وعلى ما يبدو فسيستمر في الجلوس هناك زمنًا طويلا

“نحن مستعدون للمضي في الطريق التي ليس فيها هواء القمة، حتى نقوم بالعمل ونصل إلى فوق. لكن كل قدراتنا كحزب تتجمع كبديل عام واضح ضد نتنياهو ولبيد. ما زلنا لا نظهر وجهنا الآخر. لقد عرف إسحاق رابين، كيف يربط الوسط العربي برؤيا إنتاجية، لكن منذ اغتياله لم يقوموا بذلك بما يكفي لدينا”.

لا تحظى أفكارك ومنها التطوير التجاري في الوسط العربي بتأييد الجمهور الإسرائيلي الواسع

“هذا حقًا مرتبط بتشكيل بديل للسلطة. بمد يد سياسية حقيقية للدول العربية المعتدلة مثل مصر والأردن، وتقوية العلاقات مع أبي مازن، بحيث لا يبقى وحيدًا في المنطقة. نفتالي بينيت، وأفيغدور ليبرمان، يتمسكان بتلميحات عربية ضد اليهود واليهود ضد العرب. وهذه رسالة خاطئة، إسرائيل لا ينبغي أن تبقى منعزلة، لا في المستوى السياسي ولا الاقتصادي”.

اقرأوا المزيد: 678 كلمة
عرض أقل