في بداية شهر حزيران، اختارت لجنة الكنيست لتعزيز مكانة المرأة والمساواة بين الجنسين عايدة توما – سليمان من القائمة المشتركة لرئاسة اللجنة. انتُخبت توما – سليمان بالإجماع من قبل أعضاء اللجنة وصنعت تاريخًا: لم يترأس نائب عربي إحدى اللجان في الكنيست أبدا.
اخترقت عايدة توما – سليمان، التي دخلت ولايتها الأولى في الكنيست، العديد من الأطر قبل انتخابها للكنيست. حتى الانتخابات الأخيرة كانت هي المرأة الوحيدة التي حرّرت صحيفة الحركة الشيوعية “الاتحاد” (التي تأسست عام 1944)، وانضمّت قبل نحو عقد للجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في إسرائيل باعتبارها المرأة الأولى في اللجنة على الإطلاق. انتُخبت في بداية العام الحالي للمركز الثاني في قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة للكنيست وأصبحت المرأة العربية الأولى التي تتولّى في الكنيست نيابة عن الحزب. إنها تسعى ألا تتم المقارنة بينها وبين زميلتها في القائمة المشتركة، حنين زعبي. “نحن نختلف في الأسلوب وطريقة التعبير”، كما أوضحت، واقترحت التعامل معها كامرأة تقف من تلقاء نفسها.
تنشط توما – سليمان منذ سنوات طويلة من أجل مكانة المرأة. عام 1992 أسست في الناصرة الجمعية النسوية “نساء ضدّ العنف”، والتي تعمل ضدّ زواج القاصرات، وتُقدّم المساعدة للنساء اللواتي تمت مهاجمتهن جنسيّا والملاجئ للنساء المضروبات بل وتُساهم في إقامة ملاجئ ومراكز مساعدة في العالم العربي. كانت توما – سليمان قبل انتخابها للكنيست مشاركة في تشريع قانونَين يتعلّقان بمكانة المرأة في إسرائيل: رفع سنّ الزواج من 17 إلى 18، منح تمويل انتخابات مرتفعة لقوائم السلطات المحلية التي فيها تمثيل كبير للنساء. وقد صرّحت بأنّها ستعمل في الكنيست من أجل حقوق المرأة العربية واليهودية وحقوق العمال والعاملات من كلا الوسطين. وبادرت توما – سليمان بمناسبة يوم المكفوفين العالمي، مؤخرا، بإجراءات من أجل تأهيل وتجهيز أماكن عمل للنساء الكفيفات. في الأشهر التي سبقت الانتخابات قالت إنّه مقارنة بالانتخابات السابقة، هناك المزيد من النساء العربيات المشاركات في نشاطات مختلفة في السياسة العربية الداخلية في إسرائيل. ومن ثمّ، فالكثير منهنّ صرّحن عشية الانتخابات بأنّهنّ يعتزمن هذه المرة المشاركة في التصويت.
وقد صرّحت النائبة الجديدة بأنّها لن تتنازل عن مبادئها رغم أن القائمة المشتركة تتألف من أعضاء ذوي خلفيات أيديولوجية وشخصية مختلفة، وليس الجميع “نسويّين ويساريّين متطرّفين كما أحبّ”. ووعدت توما – سليمان، من بين أمور أخرى، بالعمل ضدّ تعدّد الزوجات، رغم أنّ زميلها في القائمة المشتركة، عضو الكنيست طالب أبو عرار من الشق الجنوبي في الحركة الإسلامية، متزوّج من امرأتين. “من الواضح أنّ هناك قضايا لن نتفق عليها”، كما تعترف، ومع ذلك “من يريد الانضمام إلى جهودي؛ فأهلا وسهلا، وإنْ لم ينضمّوا سأقوم بذلك لوحدي”.
مركز توما – سليمان المرتفع نسبيّا في القائمة المشتركة (المركز الخامس، بعد المراكز الأربعة الأولى والتي خُصّصت لرؤساء الأحزاب الأربعة التي تتكوّن منها القائمة)، سنّها الصغير نسبيّا، خبرتها الكبيرة في النشاطات العامة وكونها امرأة، كل ذلك هو جزء من المكونات التي تفسّر جاذبية القائمة في نظر الكثير من الناخبات والناخبين العرب.
إذا نجحت في إطار نشاطها كنائبة في الكنيست، وكرئيسة لجنة بشكل خاص، في تعزيز المساواة الطبقية، بين الجنسين وغيرها في القانون، فقد تستمدّ نساء عربيّات أخريات من نجاحها تشجيعًا لمشاركتهنّ السياسية كناخبات وكمنتخَبات. إنّ الحوار العربي البرلماني الشجاع والمبدئي من جهة، وغير المبالغ به من جهة أخرى، سيكون تغييرا منعشا في المشهد المألوف للكنيست الإسرائيلي.
نُشرت المقالة الأصلية بالعبرية في موقع Can think