تدعي المغنية العربية الإسرائيلية، ميرا عوض، أنّ برنامج The Voice بالعربية، والذي يُبث في شبكة التلفزيون السعودية، MBC1، يستخدم أغنيتها دون إذنها. وفقا لعوض، فإنّ بثّ العرض الترويجي للبرنامج يترافق مع أغنية أصلية كتبتها، لحّنتها وقامت بأدائها – دون تصريحها، موافقتها أو علمها، لذلك تهدّد بمقاضاتهم.
لم تُنشر ادعاءات المغنية في الدول العربية. “في العالم العربي يخافون من التعامل مع هذه الشركة السعودية، التي تعتبر إحدى وسائل الإعلام الأكبر، والأكثر ريادة وتأثيرا”، كما تقول مصادر صحفية عربية للإعلام الإسرائيلي.
“لم أكن أعلم بذلك أبدا حتى بدأ أصدقاء ومعجبون من الفيس بوك بتهنئتي على اختيار أغنيتي لتظهر في العرض الترويجي لبرنامج The Voice بالعربية. هكذا في الواقع قيل لي”، تقول عوض.
“طلبتُ من الأصدقاء تسجيل العرض الترويجي المذكور. واكتشفتُ أنهم لا يستخدمون أغنيتي فقط، وإنما أيضا أدائي لهذه الأغنية. ببساطة قاموا بتحميلها من اليوتيوب واستخدامها”. وتظهر الأغنية المذكورة “بهلوان” في ألبوم عوض، الذي صدر عام 2009 ويحمل اسم الأغنية.
وفقا لعوض، لم تلقَ توجهاتها إلى ممثّلي MBC في إسرائيل، والتي تمت من قبل موكلها، استجابة. “حتى هذه اللحظة لم نتلقَ أية إجابة واضحة”، كما تقول. كان يمكن للظهور في شبكة MBC1 التي يشاهدها نحو 150 مليون ناطق بالعربية حول العالم، أن يُشكّل قفزة ضخمة بالنسبة للمغنية والملحّنة بالإضافة إلى كونها سابقة تاريخية. وعلى قدر حجم الإمكانية الكامنة في فرصة من هذا النوع، كان الغضب والإهانة أيضا.
ميرا عوض (FLash90/Miriam Alster)
وأكدت عوض أيضا أنّه لو تم التوجه إليها مسبقا، فمن المرجح أنها كانت ستُوافق على استخدام أغنيتها.
وكجزء من الاحتجاج الوحيد لعوض، فقد حمّلت المغنية على يوتيوب مقطع فيديو ساخرا بعنوان “MBCTheVoice Vs Mira Awad”، والذي يعرض القصة بابتسامة ووضوح.
المطربة الإسرائيلية سريت حداد (Flash 90/Yossi Zeliger)
ملكة الغناء الشرقي: سريت حداد
في الرابعة والثلاثين من عمرها، سريت حداد هي على قائمة المطربات الإسرائيليات الشرقيات الأكثر نجاحًا في إسرائيل والعالم. بعد21 ألبومًا، وعشق خاصّ للغناء الشرقي، نقدّم لكم "سندريلا حداد"
مَن في إسرائيل لا يعرف أغاني سريت حداد؟! حتى في الدول المجاورة، الأردن، لبنان، ومصر، سمعوها تؤدي خيرة أغاني أم كلثوم وفيروز والفنانَين العصريَّين عمرو دياب وإليسا، بعربية واضحة إلى حدّ بعيد. حوّلت سريت حداد رُوَيدًا رُوَيدًا حلم طفولتها إلى واقع ناجح بسرعة.
بدأت سريت حداد مسيرتها الموسيقية بسنّ مبكرة جدًّا. وُلدت حدّاد في مدينة العفولة باسم سارة حوددطوف في أسرة يهودية من أصل قوقازيّ. وقد كانت آخر العنقود بين أربعة إخوة وأربع أخوات. عام 1981، حين أتمت الثالثة من عمرها فقط، انتقلت أسرتها للسكن في الخضيرة. أراد والدها أن تصبح طبيبة أو ممثّلة، على أن تبتعد عن مجال الموسيقى فقط.
المطربة الإسرائيلية سريت حداد (Flash90/Kobi Gideon)
بمساعدة أختها، اعتادت حدّاد على الهرب من البيت دون علم والدَيها لإحياء حفلات في نوادٍ. عام 1990، بسنّ 12 عامًا، اكتشف والداها سرّ حفلاتها، مانعَين إيّاها من مغادرة البيت لإحياء حفلات. في الفترة التي مُنعت فيها من إحياء حفلات، تعلمّت بمفردها العزف على عدّة آلات موسيقية، مثل الغيتارة، البيانو، الخشبية (الإكسيلوفون)، الأورغ، المزمار، الطبلة، التشيلو (الكمان الكبير)، الأكورديون، والمتردّدة (الترومبون). وانتظرت حدّاد إلى عام 1993، حين بلغت الخامسة عشرة من عمرها، لتعود إلى إحياء الحفلات. في إحدى حفلات الجوقة في نتانيا، رآها قائد الفرقة الموسيقية آفي غويتا، الذي أذهله صوتها المميّز، وعرض عليها عقدًا لإنتاج تسجيلات. في مقابَلات عديدة في الإعلام، قالت سريت إنّ سرّ نجاحها يكمن في التناغُم بينها وبين غويتا.
كان النجاح الباهر الأول في سن السابعة عشرة (عام 1995)، حين أصدرت سريت ألبومها الأول “نيتسوتس حييم” (ومضة حياة)، الذي تضمّن الأغنية الضاربة “شالوم حافير” (سلامًا صديقي). بين عشية وضحاها، أصبحت سريت أميرة الغناء الشرقي، الذي لم يحظَ حتى ذلك الحين بالاهتمام الكافي على الساحة الإسرائيلية، بل اعتُبر غناءً ثانويًّا.
أمّا المحطّة الأهم في حياة حدّاد فكانت في تشرين الأول 1997 حين أحيت حفلات لنحو شهر في المملكة الأردنية تحت ستار مطربة فلسطينية باسم “سيريت حداد مطربة الكرمل”. في مقابلاتها الإعلامية، تعترف أنّ الغناء العربي جزءٌ لا يتجزأ من حياتها، حتى إنها تعترف أنها تأثرت في ألبومها الأخير بكثير من أغاني إليسا وعمرو دياب ألحانًا وكلمات. خلال مكوثها القصير نسبيًّا في المملكة الأردنية، أصدرت سريت أسطوانة باللغة العربية، رغم أنها ليست ناطقة باللغة.
شاهدوا سريت في مصر تسجّل أغاني باللغة العربية
عام 1998، صدر ألبومها الخامس “حوك هحييم” (قانون الحياة) الذي شكّل بالنسبة إليها التقدّم الأبرز. أدّى الألبوم إلى اختراق حدّاد التيّار المركزي الإسرائيلي. رُوَيدًا رُوَيدًا، بدأت سريت بدخول الوعي الثقافي كواحدة من أقوى المطربات بعشرات الأغاني الناجحة والتعاونات العديدة. بين الإيقاعات التي جرّبتها إيقاعات قوقازيّة، لاتينية، بوب، وشرقيّة. كذلك لم تترك الصلوات والمزامير.
بداية عام 2002 اختيرت حدّاد لتمثيل إسرائيل في مسابقة الغناء الأوروبية الأوروفيزيون. كانت الأغنية التي اختيرت “ندليك بياحَد نِر” (لنضئ معًا شمعة)، وأنهت المسابقة في المركز الثاني عشر.
واصلت سريت إصدار أغانٍ ضاربة على مرَ السنين. ووفقًا لتقرير حديث، نجحت في إطلاق أغنية جديدة كلّ شهر منذ بداية مسيرتها الفنية، وهو ما لم ينجح أي مُغنٍّ آخر في فعله. وتابعت سريت نجاحها إذ شاركت كمدرّبة في برنامج الواقع الناجح “The Voice”. وحطّمت مشاركة سريت كمرشدة في برنامج واقع ذي نسب مشاهدة مرتفعة الاعتقادَ أنّ ذوي الأصول الشرقية في إسرائيل يصعب عليهم أن ينجحوا مثل ذوي الأصول الغربيّة.
شاهدوا سريت حدّاد مع فريقها في مسابقة THE VOICE
ولم يقتصر نجاح سريت وانقلابها في السنوات الأخيرة على قدراتها الموسيقية فحسب، بل امتدّا ليشملا شكلها الخارجيّ أيضًا. فمن فتاة انطوائية لا تعتني بنفسها كثيرًا، بدأت حدّاد بالاهتمام بنفسها، فخفضت وزنها وبدأت بالاعتناء بمظهرها الخارجي. وقالت في مقابلات إعلامية: “بدأ ذلك حين شاهدتُ نفسي في الدي في دي الخاص بإحدى حفلاتي، وقلتُ لنفسي: “ما هذا؟”. فجأةً، شعرتُ بالحاجة إلى التغيير، ودون تخطيط، نجح ذلك. صباح اليوم التالي، ذهبتُ لأصفّف شعري، وخرجتُ مع تسريحة كاريه. وحتّى آفي (وتعني آفي غويتا) لم يعرفني. فاجأتُه جدًّا. مذّاك، لا أقوم بتغييرات كهذه دونَ استشارته. بدأت بحمية غذائية، خفضتُ وزني 14 كيلوغرامًا. استشرتُ بعض مصممي الأزياء. صُدم الناس، لأنّ ذلك كان مُفاجِئًا حقًّا. حتى السادسة عشرة، كنتُ فتاة نحيلة. ولكن مُذّاك، بدأت الحفلات، وبعد الحفلات تكون قابليتي مفتوحة، فنبسط طاولة ونأكل ممّا هبّ ودبّ: الخبز، السلطات، المشاوي، البطاطا، والكولا، الكثير من الكولا. وهكذا، دون أن أشعر، بدأ وزني يزداد. ليس سهلًا الحفاظ على الرشاقة، فهذه حرب يومية. لكنّ هذا هو نمط حياتي اليوم”.
نجحت سريت أيضًا، بين أمور كثيرة فعلتها، في جذب انتقاد شديد لحفلة واحدة، يبدو أنها لن تنساها ما دامت حيّة. ففي حفل إطلاق الحملة الانتخابية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وشريكه أفيغدور ليبرمان، عشيّة الانتخابات في إسرائيل (كانون الثاني 2013)، صعدت حدّاد للغناء مع رئيس الحكومة.
ألقى نتنياهو خطابًا طويلًا وحماسيًّا، جعل أفيغدور ليبرمان الجمهور يرفع صوته عاليًا، لكن النجمة الحقيقية لحفل إطلاق حملة الليكود كانت المطربة سريت حداد. حين نزل نتنياهو عن المنصة في نهاية خطابه، حيَّتهُ حدّاد بغنائها لإحدى أغانيها الضاربة “أتا توتح” (أنتَ عظيم). وقف نتنياهو إلى جانبها، مرتبكًا بعض الشيء، فيما كان يتمايل من جانب إلى آخر. بعد دقائق معدودة، انسحب نازلًا عن المنصّة. بقيت سريت تغنّي وحدَها. لم تتأخر الانتقادات. ففي اليوم التالي، احتجّت الصحف على مناورة العلاقات العامّة الرخيصة، إذ جرى تعظيم شخصية رئيس الحكومة، وتحوّل الأمر إلى عبادة شخصية حقيرة. وجرى أيضًا انتقاد نفقات الحفل، التي غطّاها بالطبع دافعو الضرائب في إسرائيل.
شاهدوا نتنياهو يرقص على وقع أغنية حدّاد “أتا توتح” (أنتَ عظيم):
وماذا تتمنى سريت للمستقبل؟ في مقابَلات إعلاميّة، تّدعي حدّاد أنها حققت أحلامها كافةً تقريبًا، وأنها مهتمة هذه الأيام ببناء علاقة زوجية جدّية. فهي تبحث في هذه الأيام عن زوج، يأتي بولد، لتكون أمَّا. كما تريد إطلاق ألبوم عالمي باللغة العربيّة بإيقاعات شرقيّة.
تم هذا الأسبوع بث حلقة خاصة من برنامج "The Voice" الإسرائيليّ بمشاركة نجل المطرب زوهار أرجوف، ورغم اجتيازه للاختبار قالوا له إنّه لن يستمرّ بسبب حالته الصحّية
حدثت هذا الأسبوع عاصفة في إسرائيل حول قصة جيلي أرجوف، نجل ملك الغناء الشرقي في إسرائيل، ومشاركته في البرنامج الواقعي “The Voice” الإسرائيليّ. وصل جيلي، الذي يتواجد منذ سنوات في حالة صعبة بسبب إدمانه على المخدّرات، إلى اختبارات البرنامج الواقعي الناجح واحتلّ المنصّة ولكنّه لم يستمرّ في البرنامج. فهل استخدمه المنتجون بشكل ساخر لزيادة الريتينج؟
في البرنامج، بالطبع، تم استغلال حدث مشاركة جيلي أرجوف حتى النهاية، ومن أجل الريتينج تم بثّ الاختبار في حلقة خاصّة بعد أن أنشأوا له دعاية كبيرة بل قطعوا الحلقة السابقة لمتابعة “تجربة الأداء الكبيرة”.
في الاختبار نفسه الذي تمّ بثّه، شارك أرجوف أمام الحكّام واجتاز المرحلة الأولى بنجاح كبير، وقد عُيّن للمشاركة في مجموعة للمطرب المشهور في إسرائيل أفيف جيفن. ولكن رغم ذلك، فلن يشارك في الموسم القريب لمسابقة المواهب.
فقد جاءت رسالة من الجهة المنتجة للبرنامج مفادها أنّه تم إلغاء مشاركته نظرًا لمشاكل في أدائه. قالوا إن جيلي قد أُدخِل إلى المستشفى وتدهورت حالته الصحيّة مجدّدًا، والتي ستمنعه من الاستمرار في مسار البرنامج الذي يتكرّر كثيرًا ويتطلّب حضورًا وتفانيًا كبيرًا من قبل المتنافسين.
ونجل المطرب الأسطوري زوهار أرجوف جيلي في The Voice (لقطة شاشة من youtube)
وتساءل النقاد في إسرائيل: إذا كان برنامج “The Voice” الإسرائيلي والمنتجون على معرفة للحالة الإشكالية لأرجوب، فلماذا لم يستطيعوا إيجاد طريقة أخرى لدمجه في البرنامج من خلال تغيير أو زيادة مرونة الصيغة؟ ربما قد استخدموه في الواقع فقط كعصّارة للريتينج ثمّ رموه مجدّدًا؟
تحدّث الكثيرون في إسرائيل عن قسوة برنامج الواقعية هذا، الذي هو على استعداد للقيام بأيّ شيء من أجل الريتينج. كتب أحد النقّاد: “حتى لو كانت هناك نية حقيقية لمساعدة جيلي أرجوف للعودة إلى مركز الصدارة والتعافي؛ فهذا لم يعمل. ولكن، بالمقابل فإنّ الريتينج والأموال من الدعاية لشبكة (شركة الإنتاج) “The Voice” قد عملت بشكل جيّد بالتأكيد.
نقدم إليكم الأغنية التي أداها نجل زوهر أرجوف وبعدها نفس الأغنية بغناء أبيه-
http://www.youtube.com/watch?v=gauvXGScB3E
فازت الراهبة الإيطالية كريستينا سكوتشا يوم الخميس الأخير بنهائي برنامج “The Voice Italy”. وتحوّلت هذه الراهبة إلى إحدى المفضلات لهذا الموسم، بعد أن استدار كل الحكام في الجولة الأولى وتفاجأوا من أن الراهبة هي التي تغني أغنية إيليشيا كيز “No One”. وتحوّل مقطع الفيديو الخاص بالراهبة إلى أكثر المقاطع مشاهدة من برنامج “The Voice “.حيث حصد 52 مليون مشاهدة.
قدمت “الأخت كريستينا” ، ابنة الـ 25 ربيعًا فقط، في هذا الموسم أغاني بوب مشهورة من كل الأزمنة، من بينها أغاني جون بون جوفي وكيلي مينوغ التي غنت معها أغنية دويتو.
لم تنس بالطبع، بعد أن فازت بالبرنامج، أن ترفع الصليب المعلق على صدرها وأن تشكر الرب.
شاهدوا الأداء الذي جعلها نجمة:
والعرض النهائي الذي حصدت عليه المرتبة الأولى، وفي أيام قليلة حقق أكثر من مليون مشاهدة
لونا أبو نصار تخترق الحدود المتعارف عليها وتمزج في الكتابة والغناء العبرية والعربية. الشابّة الموهوبة، التي وُلدت في الناصرة وتعمل في يافا، لا تتبع للأنماط المألوفة وهي تنشئ نطاق عمل مثير لموسيقيّين آخرين
بين الفينة والأخرى، يظهر في حياتنا مطربون يصنعون موسيقى مؤثّرة تشكل بداية طريقهم. موسيقى تثير أوتار القلب وتخترق أعماق الروح. من مرّة لأخرى، يطفو على السطح موسيقيّون شجعان، من أولئك الذين لا يخشون من حدود الإجماع ويقدّمون أغانٍ خارقة، مزج اللغات والإنتاج الذي يمنح آلات العزف المختلفة فرصة ليعرف بعضها البعض الآخر. ومن مرّة لأخرى – كم هو مفرح – تنفجر في حياتنا الموسيقية التي تمتلك كلّ شيء!
لونا أبو نصار، التي وُلدت قبل 24 عامًا في الناصرة وتعيش اليوم وتبدع في يافا، هي شخصية غير عادية في المشهد الموسيقي الإسرائيلي. تلقّت تعليمها في أحضان الثقافة والموسيقى العربية، ولكن حين كبرتْ لم تخشَ من الخروج إلى العالم الكبير وذهبت للدراسة في تل أبيب، في مدرسة للموسيقى (Muzik). تكتب في العبرية والعربية، تلحّن وتتقن مجموعة متنوّعة من آلات العزف وتغنّي في كلتا اللغتين بلكنة كاملة. اختارت لونا دمج الثقافات في حياتها وإبداعها، وهناك شكّ إنْ كنتم قادرين على ربطها بنمط معين.
استمعوا لأداء لونا لأغنية “يستمر في السفر”(ممشيخ لنسواع) لإيهود بناي، من كبار مطربي إسرائيل:
بدأت الشائعات حولها بالتراكم بخصوص صدور نسخة الغلاف هذه، لواحدة من الأغاني التي تميّز إيهود بناي. الكلمات هي نفس الكلمات، اللحن لم يتغيّر بشكل كبير، ولكن المعالجة والتفسير الشخصي للونا نجحا في سحب قوى جديدة منه. بشكل شخصيّ، فهذه إحدى أكثر الأغاني التي أحبّها على الإطلاق، بالأداء الأصلي. ولكن حين تخرج من حنجرتها العبارات “القلب الذي تجمّد ذاب، لن يترك المدينة، مستمرّ في السفر” وقوس قزح يرفرف في أوتار الكمان، أشعر بأفكار هرطقة وآمل ألا يقرأ إيهود بناي هذا النصّ ويسمع أنّني انتقلت إلى معسكر لونا.
أبو نصار تغنّي عن “مشوار” وتعود لرحلة في لفائف الزمن الماضي، من المشروع النهائي لها في Muzik:
وقبيل انتهاء دراستها، أصدرت في الصيف الأخير مشروعها النهائي “أحكيلك” . افتتح هذا “الألبوم” بشكل فعّال ويتضمّن خمس أغان بالعبرية (مع لمسات خفيفة من العربية) وثلاث أغان غنّتْها بلغتها الأصلية. إحدى تلك الأغاني هي “مشوار”، ويكشف الاستماع عن تجربة شخصية عميقة، والتي توحي بماضي المدينة الكبيرة، تل أبيب – يافا، والأمور التي تركتها خلفها إلى جانب تلك التي أخذتها معها في رحلتها. ومثل سائر أغاني المشروع، تؤمن لونا بأنّ تقديمها الناعم يُحدث الفرق. لم ينعم الله عليها بصوت مدوٍ وتناغم مثلما لدى المغنّيات الأخريات، ولكن الشعور الذي يصاحب أغانيها هو شعور ساحر. يُدعى المستمع للقيام بجولة في أعماق روحها، دون أن تحوّل نفسها لشخصية مأساوية ومعقّدة للغاية. إنسان، مثلنا جميعًا.
الأغنية الشهيرة الأولى – وبالتأكيد ليست الأخيرة – للونا: “أحكيلك”:
وهذه هي الأغنية الرئيسية للمشروع النهائي. من الناحية الزمنية، فهي واحدة من إبداعات لونا الأولى. أغنية تلمس القلب، تحكي فيها أمّ لابنتها عن مهاجمين منحرفين وضعوا لها السمّ في المشروب، وأنزلوها من قمّة العالم إلى عذاب جهنّم. وسوى حبّها وكلمات التحذير، فإنّ الأم لا تستطيع المساعدة، وهي تترك ابنتها في الواقع مع نفس المشاعر من فقدان الثقة والخوف، التي رافقتها. “يا قمري، أغمضي عينيكِ. لا تقلقي، سأعطيك كلّ شيء. ولكن ليس لديّ، ليس لديّ”. يبقى المستمع قلقًا ومرتبكًا. هل هذه قصة شخصية؟ هل هي قصة حقيقية؟ والمزج بين العربية والعبرية يجعل مهمّة التشخيص مستحيلة فحسب. وفي النهاية، بقي لديّ الحزن فقط.
تعاون ناجح بشكل خاصّ في إطار “System Ali” أنتج أغنية “Vayina” (“الحرب” بالروسيّة):
نعم، كان هناك مطربين دمجوا في موسيقاهم العبرية والعربية، ولكنّ ذلك تمّ دائمًا بالحدّ الأدنى، “على الطريق”، أو بالاستناد على مواد معيّنة وبمثابة تقدير لأغنية محبوبة أو لمطرب كبير (مثلا: أم كلثوم أو فريد الأطرش). مغنّية نشأت داخل ثقافة مختلطة، تعلّمت في الناصرة، عاشت في يافا وتدرس في تل أبيب؛ هذا ما لم يكن لدينا من قبل. بصوت لطيف ولكن عميق، ألحان ساحرة وإحساس بالإيقاع يمكّنها من تخطّي الصديقات في فرقة “هيب-هوب” مع أغان احتجاجية ناعمة، يبدو أنّ لونا تملك “الحزمة الكاملة”.
لونا أيو نصار (Facebook)
رغم ذلك، يبدو أنّ لونا ليست مسرعة إلى أيّ مكان. وعلى وجه التحديد في ضوء وفرة المتصدّرين في البرامج الواقعية (الريالتي) مثل “The Voice” و”X-Factor”، التي تتلألأ صورتها من مسافات بعيدة. إنّها تعمل بدقّة على المواد التي تصدرها، تنوّع نشاطها مع مشاريع أخرى وتعاونية، تسير ببطء إلى داخل آذان المستمعين الإسرائيليين، اليهود والعرب على حدٍّ سواء، وبالطبع: تشقّ طريقها لأولئك الذين سيأتون بعدها. بكلمات أخرى: خطوة صغيرة لمغنّية وخطوة ضخمة للموسيقى الإسرائيلية.
ونختم مع الأغنية “بمشي لقدّام”، والتي تكشف عن التوتّر المستمرّ بين الخوف والأمل؛ يبدو أنّ لونا قد أحسنت الاختيار…
فاز آفيتار كوركوس، ابن العشرين عامًا من اللد بنهائي برنامج المواهب الإسرائيلي “النجم القادم” الذي أقيم بالأمس (الثلاثاء) وتم بثه على القناة الإسرائيلية الثانية. تغلب كوركوس على ثلاثة منافسين وتوج بلقب “النجم القادم” بعد اختياره من قبل الجمهور.
اختار آفيتار كوركوس أغنية (وحده الحب سينتصر) لفرقة أتنيكس والمطرب إيال جولان، ليؤديها في النهائي آملا أن يتغلب على منافسَيه، الأخوين غات المتدينين. كانت النتيجة متقاربة جداً طوال فترة أداء الأغنية حتى تمكن في اللحظات الأخيرة تجاوز منافسَيه والحصول على علامة ٦٣٪. “شكرًا جزيلا” قال صارخًا بعد إنهاء الأغنية وبعد أن عرف بأنه الفائز، واسرع مقدم الحفل النهائي بالانضمام إليه ليعلن عن فوزه بالبرنامج.
علق المغني إيال جولان الذي يتعرض في هذه الأيام لفضيحة جنسية كبيرة في إسرائيل على فوز كوركوس ابن العشرين عامًا والذي ساهم بتطوره فقال”: إنني فخور وسعيد بفوز آفيتار كوركوس ببرنامج النجم القادم. أتمنى له النجاح في المستقبل. لا شك لدي بأن نهاية البرنامج هي بداية طريق جديد بالنسبة له. أشعر بالفخر لمساهمتي بالمشوار الذي قام به آفيتار في برنامج “النجم القادم”
شاهدوا آفيتار كوركوس يؤدي أغنية زوهر أرجوف “إلينور”:
http://www.youtube.com/watch?v=ct0NOgsSA2o
تم بيع حقوق برنامج “النجم القادم” لشبكة ABC التلفزيونية الأمريكية وسيتم بث النسخة الأمريكية في الصيف القادم، هذا ما أعلن عنه منتجو البرنامج. برنامج “النجم القادم” هو نسخة مطوّرة عن البرنامج القديم “ولادة نجم” وتم بثه على القناة الثانية ابتداء من شهر تشرين الأول. نسبة مشاهدة البرنامج هي ٢٩٪-٣٠٪ من عامة الجمهور. بدأ منتجو البرنامج ببيع حقوق بث البرنامج حول العالم، من بين الدول التي حصلت على حقوق البرنامج هي فرنسا وروسيا وإيطاليا وألمانيا. يشكل الإعلان عن شراء البرنامج من قبل شبكة ABC وبثه على الشبكة، الصفقة الأكبر. لا تقوم هذه الشبكة ببث برامج هواة الغناء خلال الأعوام الأخيرة حيث تنافسها شبكة FOX ببرامج (“X Factor” و “American Idol”) وشبكة NBC ببرنامج (The Voice) سيتم إطلاق اسم “Rising Star” على البرنامج في الولايات المتحدة.
المطربة الإسرائيلية نينيت طايب (Flash90/Yonatan Sindel)
ألن نكفّ عن الغِناء؟
ظهرت البرامج التلفزيونية للكشف عن المواهب الغنائية قبل نحو عقد في إسرائيل، لكنها تأبى الاختفاء، بل تتكاثر؛ 4 صِيَغ، عدد لا يُحصى من ساعات البثّ، وتأثير هائل على الحضارة: إنّها صناعة برامج الواقع في إسرائيل
قد يصعُب تصديق ذلك، ولكنّ برامج الواقع التي تهدف إلى تحديد المطرب الكبير القادم ترافقنا منذ أكثر من عَقد. فعام 2003، جرفت إسرائيل موجةٌ من الحماس غيرُ مسبوقة حول برنامج المواهب الأول على الشاشات، “كوخاف نولاد” (ولادة نجم – برنامج شبه مطابق لبرنامج “سوبر ستار”/ “عرب أيدل”). احتفل البرنامج بعقده الأولى، واحتفاءً بالحدث، غيّر اسمه إلى “النجم القادم” ليجتاز تحوُّلًا جديدًا. لكنّ البداية كانت مع “ولادة نجم”، مع المقدّم تسفيكا هدار، ومع صيغة تُتيح للمشاهدين في بيوتهم التصويت وتحديد هوية الرابحين، عبر إرسال رسائل نصية قصيرة (SMS).
في نهاية صيف السنة نفسِها، بلغ الجنون بالبرنامج ذروته. ففي أمسية النهائي، الذي أقيم في شواطئ نيتسانيم، تجمّع عشرات آلاف الشبّان لمشاهدة الظاهرة الثقافية الأكبر في ذلك الوقت، و”النجوم” التي كانت تولد أمام أعينهم، في حفل أشبه بالمهرجان. في تلك الليلة، تنافست نينيت طايّب مع شيري ميمون وشاي جبسو. كانت المنافسة متقاربة بين الثلاثة، واستأثرت بانتباه نسبة مرتفعة من الشعب الإسرائيليّ. في النهاية، كانت نينيت – التي أظهرت صوتًا رنّانًا ومحرّكًا للمشاعر في أغنية “يام شِل دمَعوت” (بحر من الدموع)، لزوهر أرجوف – هي التي نالت أكثر الأصوات وظفرت بالمركز الأول. وخلافًا لعدد من المشتركين الذين فازوا في المسابقات المختلفة لاحقًا، والذين سنتحدث عن بعضهم، فإنّ نينيت نجحت في الحفاظ على مكانتها في النقاش الموسيقي والحضاري في إسرائيل، خلافًا لكلّ التوقّعات المسبقة.
شاهِدوا لتفهموا لماذا كانت نينيت “نجمة” إسرائيل الأولى (الذروة: بعد 04:23)
بعد النجمة التي أتت من الظل في الموسم الأول، واصل برنامج “كوخاف نولاد” تعميق تحكُّمه في الموسيقى الإسرائيليّة. بدأ البرنامج يحدّد الإيقاع ويجذب مغنّين مشهورين ليكونوا حكّامًا، مساعدين، مدرّبين، وغير ذلك من الوظائف التي تهدف إلى منح دقائق من المجد في “وقت الذروة” في المشاهدة، إذ يشاهد معظم الجمهور شخصيةَ الموسيقيين. وبلغ مغنّون أمثال هاريل مويال وهاريل سقعت (الموسم الثاني) أو يهودا سعدو (الموسم الثالث) المراحل النهائية في البرنامج، عارضين أساليب موسيقية دمجت بين التأثيرات المتوسطية وإيقاعات البوب السريعة.
المطرب عومر آدم (Wikipedia)
لاءمت أغانٍ مثل “نير عل هحلون” (شمعة على الشباك) التي جدّدها مويال، أو “سادوت شل إيروسيم” (حُقول السوسن) التي غنّاها سعدو، الروح التي حاولت إنتاجها القنوات التلفزيونية التجارية في ذلك الحين: روح الوحدة بين كلّ أطياف الشعب، كما يجري التعبير عنها في الموسيقى التي تمزج مميّزات من تيّارات مختلفة في مضمونها.
أصغوا إلى سعدو في تجديد لأغنية شلومو أرتسي، “سادوت شل إيروسيم” (حقول السوسن)
http://youtu.be/EefIiI0txoo
لاحقًا، كانت ممكنةً ملاحظةُ كيف يعكس البرنامجُ المزاجَ الموسيقيّ في إسرائيل، الذي أصبح يميل أكثر نحو الموسيقى الشرقية، لا سيّما في أسلوب البوب، ولكن أيضًا نحو الكلاسيكيّ أكثر. أصبحت الكمنجات مركزية، وأظهر فوز بوعز معودة (الموسم الخامس)، وكذلك الشعبية التي حظي بها عومر آدم (الموسم السابع) أنّ الأذن العاديّة في إسرائيل تنشُد صوتًا جميلًا، ولكن أيضًا صوتًا قادرًا على غناء “موّال” بطريقة بارعة ورنّانة. صحيح أنّ عومر آدم طُرد من البرنامج في منتصف الموسم، بعد أن تبيّن أنّ عمره (16 عامًا) أصغر ممّا قال، لكنه نجح لاحقًا في التألق ليصبح نجمًا بقواه الذاتيّة.
رغم أنّ الكثير من النقد وُجّه إلى البرنامج على مدار السنوات، لكونه يشجّع على النجاح الفوري على حساب العمل الجادّ والاستثمار للمدى البعيد، لكن قياسًا على النتيجة، فقد نجح بقوّة. صوّت الجمهور حاملًا جهاز التحكّم في يده كلّ مرة من جديد. ورغم أقوال النقّاد المشاكِسين، “ابتلع” الجمهورُ بشهيّة كل ما قُدّم له عبر شاشة التلفاز. قبل ثلاثة أعوام، شهد الصيفُ دليلًا إضافيًّا على النجاح الكبير للبرنامج، حين قررت قناة تلفزيونية أخرى استيراد برنامج العثور على المواهب الموسيقية “The Voice” (الصّوت) من هولندا. ورغم أنّ البرنامج قدّم طريقة لتحديد المواهب مغايرة لتجارب الأداء – أصغى الحُكّام للأغاني مديرين ظهرهم للمغنّين، وفقط مَن استدار حكمٌ تجاهه يحظَ بالانتقال إلى المرحلة القادمة – فإنّ المبدأ ظلّ هو هو. من ثمّ، كان مفاجئًا أنه بعد 8 سنوات من ظهورها لأول مرة، لم تختفِ برامج الغناء. على النقيض من ذلك، فقد سيطرت على المزيد والمزيد من مساحة البثّ في ساعات ذروة المشاهدة.
المطرب الإسرائيلي إيال جولان (Flash90/Nati Shohat)
في البرنامج الجديد، كان مطربون معروفون أكثر، مثل أفيف جيفن وسريت حداد، مدرّبين وحكّامًا في آنٍ واحد. فهم يهيّئون المتسابقين للغناء، ويقيّمونهم بعد انتهاء تقديم مقاطعهم. هنا أيضًا، كانت المتسابقتان البارزتان في الموسمَين الأولَين- يوفال ديان (الموسم الأول) ولينا مخّول (الموسم الثاني)- تملكان صوتًا استثنائيًّا وتحكّمًا كبيرًا في الصوت في سلسلة كبيرة من الأوكتافات. كان مدربهما شلومي شبات، أحد نجوم الغناء المُتوسّطي في إسرائيل، ذو الأغاني الضاربة “أبا” (أبي)، “ييش لاخ” (لديكِ)، و”شتدعي” (فلتعرفي)، والذي يتميّز بالأسلوب التركي، الذي يدمج العزف على الطبول وآلات وترية مختلفة. أمسى البرنامج مع بدايته أمرًا يتحدث عنه الجميع وينشغلون به، بما في ذلك البرامج الحوارية، النقد التهكمي، والصحف.
أصغوا إلى يوفال ديان تغني “شئيريوت شل هحييم” (بقايا الحياة)، أغنية حظيت بملايين المشاهدات على Youtube
وبالتوازي مع ” The Voice”، بدأ برنامج جديد مع أكبر نجوم الغناء المتوسطي، “إيال جولان يدعوكَ”. وبعد أن سجّل البرنامجان موسمَين ناجحَين، وخلافًا للمنطق، تقرّر الشروع في برنامج ثالث، موجّه لجمهور الشباب. “إكس فاكتور”، الذي تقدّمه بار رفائيلي، عارضة الأزياء الإسرائيلية العالمية، هو استيراد آخر لبرنامج من خارج البلاد، وهو دليل على أنّ الجمهور الإسرائيلي لم يضجر بعد من سماع أشخاص يجربون صوتهم ويغنّون أمام الميكروفون.
واحدة من أكثر الفائزين إثارةً للاهتمام هي نسرين قدري، التي اختارها إيال جولان وأصدقاؤه من صناعة الموسيقى – الكتّاب، المغنّين، الملحّنين، والنقّاد – في الموسم الثاني من برنامجه. نجحت قدري، عربية مسلمة من حيفا، في تسمير المشاهدين أمام الشاشة، وهم الذين أرادوا سماع صوتها، ولكن أيضًا السماع عنها وعن نمط حياتها، إذ عرضت مزجًا حديثًا بين الإسلام والحياة الغربية، كفتاة تعمل في حانوت ملابس حققت حلمها وأصبحت شخصية معروفة بين عشيّة وضُحاها. حتّى أشدّ النقاد مهاجمةً لهذه البرامج يعترفون أنه رغم جميع مساوئ البرامج من هذا النوع، فهي تتيح لجماهير لا تنال دائمًا منبرًا أن تنكشف بصورة إيجابية في مركز الحدث الحضاريّ في إسرائيل.
أصغوا إلى نسرين قدري تؤدي بشكل مؤثّر أغنية “كِشِهليف بوخيه” (حينَ يبكي القلب) لسريت حدّاد
ملكة الغناء الشرقي سريت حدّاد (Flash90/Olivier Fitoussi)
ملكة الغناء الشرقي: سريت حدّاد
في الرابعة والثلاثين من عمرها، سريت حداد هي على قائمة المطربات الإسرائيليات الشرقيات الأكثر نجاحًا في إسرائيل والعالم. بعد21 ألبومًا، وعشق خاصّ للغناء الشرقي، نقدّم لكم "سندريلا حداد"
مَن في إسرائيل لا يعرف أغاني سريت حداد؟! حتى في الدول المجاورة، الأردن، لبنان، ومصر، سمعوها تؤدي خيرة أغاني أم كلثوم وفيروز والفنانَين العصريَّين عمرو دياب واليسا، بعربية واضحة إلى حدّ بعيد. حوّلت سريت حداد رُوَيدًا رُوَيدًا حلم طفولتها إلى واقع ناجح بسرعة.
بدأت سريت حداد مسيرتها الموسيقية بسنّ مبكرة جدًّا. وُلدت حدّاد في مدينة العفولة باسم سارة حوددطوف في أسرة يهودية من أصل قوقازيّ. وقد كانت آخر العنقود بين أربعة إخوة وأربع أخوات. عام 1981، حين أتمت الثالثة من عمرها فقط، انتقلت أسرتها للسكن في الخضيرة. أراد والدها أن تصبح طبيبة أو ممثّلة، على أن تبتعد عن مجال الموسيقى فقط.
بمساعدة أختها، اعتادت حدّاد على الهرب من البيت دون علم والدَيها لإحياء حفلات في نوادٍ.
نجاح باهر سريت حداد تحيي حفلة في اللطرون (Flash90/Yossi Zeliger)
عام 1990، بسنّ 12 عامًا، اكتشف والداها سرّ حفلاتها، مانعَين إيّاها من مغادرة البيت لإحياء حفلات. في الفترة التي مُنعت فيها من إحياء حفلات، تعلمّت بمفردها العزف على عدّة آلات موسيقية، مثل الغيتارة، البيانو، الخشبية (الإكسيلوفون)، الأورغ، المزمار، الطبلة، التشيلو (الكمان الكبير)، الأكورديون، والمتردّدة (الترومبون). وانتظرت حدّاد إلى عام 1993، حين بلغت الخامسة عشرة من عمرها، لتعود إلى إحياء الحفلات. في إحدى حفلات الجوقة في نتانيا، رآها قائد الفرقة الموسيقية آفي غويتا، الذي أذهله صوتها المميّز، وعرض عليها عقدًا لإنتاج تسجيلات. في مقابَلات عديدة في الإعلام، قالت سريت إنّ سرّ نجاحها يكمن في التناغُم بينها وبين غويتا.
كان النجاح الباهر الأول في سن السابعة عشرة (عام 1995)، حين أصدرت سريت ألبومها الأول “نيتسوتس حييم” (ومضة حياة)، الذي تضمّن الأغنية الضاربة “شالوم حافير” (سلامًا صديقي). بين عشية وضحاها، أصبحت سريت أميرة الغناء الشرقي، الذي لم يحظَ حتى ذلك الحين بالاهتمام الكافي على الساحة الإسرائيلية، بل اعتُبر غناءً ثانويًّا.
استمعوا الى أغنية “شالوم حافير” ،سلامًا صديقي…
أمّا المحطّة الأهم في حياة حدّاد فكانت في تشرين الأول 1997 حين أحيت حفلات لنحو شهر في المملكة الأردنية تحت ستار مطربة فلسطينية باسم “سيريت حداد مطربة الكرمل”. في مقابلاتها الإعلامية، تعترف أنّ الغناء العربي جزءٌ لا يتجزأ من حياتها، حتى إنها تعترف أنها تأثرت في ألبومها الأخير بكثير من أغاني اليسا وعمرو دياب ألحانًا وكلمات. خلال مكوثها القصير نسبيًّا في المملكة الأردنية، أصدرت سريت أسطوانة باللغة العربية، رغم أنها ليست ناطقة باللغة.
شاهدوا سريت في مصر تسجّل أغاني باللغة العربية
عام 1998، صدر ألبومها الخامس “حوك هحييم” (قانون الحياة) الذي شكّل بالنسبة إليها التقدّم الأبرز. أدّى الألبوم إلى اختراق حدّاد التيّار المركزي الإسرائيلي. رُوَيدًا رُوَيدًا، بدأت سريت بدخول الوعي الثقافي كواحدة من أقوى المطربات بعشرات الأغاني الناجحة والتعاونات العديدة. بين الإيقاعات التي جرّبتها إيقاعات قوقازيّة، لاتينية، بوب، وشرقيّة. كذلك لم تترك الصلوات والمزامير.
بداية عام 2002 اختيرت حدّاد لتمثيل إسرائيل في مسابقة الغناء الأوروبية “الأوروفيزيون”. كانت الأغنية التي اختيرت “ندليك بياحَد نِر” (لنضئ معًا شمعة)، وأنهت المسابقة في المركز الثاني عشر.
سريت المرشدة في برنامج الواقع Flash90/Yonatan Sindel) The Voice)
واصلت سريت إصدار أغانٍ ضاربة على مرَ السنين. ووفقًا لتقرير حديث، نجحت في إطلاق أغنية جديدة كلّ شهر منذ بداية مسيرتها الفنية، وهو ما لم ينجح أي مُغنٍّ آخر في فعله. وتابعت سريت نجاحها إذ شاركت كمدرّبة في برنامج الواقع الناجح “The Voice”. وحطّمت مشاركة سريت كمرشدة في برنامج واقع ذي نسب مشاهدة مرتفعة الاعتقادَ أنّ ذوي الأصول الشرقية في إسرائيل يصعب عليهم أن ينجحوا مثل ذوي الأصول الغربيّة.
شاهدوا سريت حدّاد مع فريقها في مسابقة THE VOICE
ولم يقتصر نجاح سريت وانقلابها في السنوات الأخيرة على قدراتها الموسيقية فحسب، بل امتدّا ليشملا شكلها الخارجيّ أيضًا. فمن فتاة انطوائية لا تعتني بنفسها كثيرًا، بدأت حدّاد بالاهتمام بنفسها، فخفضت وزنها وبدأت بالاعتناء بمظهرها الخارجي. وقالت في مقابلات إعلامية: “بدأ ذلك حين شاهدتُ نفسي في الدي.في.دي (DVD) الخاص بإحدى حفلاتي، وقلتُ لنفسي: “ما هذا؟”. فجأةً، شعرتُ بالحاجة إلى التغيير، ودون تخطيط، نجح ذلك. صباح اليوم التالي، ذهبتُ لأصفّف شعري، وخرجتُ مع تسريحة كاريه. وحتّى آفي (وتعني آفي غويتا) لم يعرفني. فاجأتُه جدًّا. مذّاك، لا أقوم بتغييرات كهذه دونَ استشارته. بدأت بحمية غذائية، خفضتُ وزني 14 كيلوغرامًا. استشرتُ بعض مصممي الأزياء. صُدم الناس، لأنّ ذلك كان مُفاجِئًا حقًّا. حتى السادسة عشرة، كنتُ فتاة نحيلة. ولكن مُذّاك، بدأت الحفلات، وبعد الحفلات تكون قابليتي مفتوحة، فنبسط طاولة ونأكل ممّا هبّ ودبّ: الخبز، السلطات، المشاوي، البطاطا، والكولا، الكثير من الكولا. وهكذا، دون أن أشعر، بدأ وزني يزداد. ليس سهلًا الحفاظ على الرشاقة، فهذه حرب يومية. لكنّ هذا هو نمط حياتي اليوم”.
نجحت سريت أيضًا، بين أمور كثيرة فعلتها، في جذب انتقاد شديد لحفلة واحدة، يبدو أنها لن تنساها ما دامت حيّة. ففي حفل إطلاق الحملة الانتخابية لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وشريكه أفيغدور ليبرمان، عشيّة الانتخابات في إسرائيل (كانون الثاني 2013)، صعدت حدّاد للغناء مع رئيس الحكومة.
ألقى نتنياهو خطابًا طويلًا وحماسيًّا، جعل أفيغدور ليبرمان الجمهور يرفع صوته عاليًا، لكن النجمة الحقيقية لحفل إطلاق حملة الليكود كانت المطربة سريت حداد. حين نزل نتنياهو عن المنصة في نهاية خطابه، حيَّتهُ حدّاد بغنائها لإحدى أغانيها الضاربة “أتا توتح” (أنتَ عظيم). وقف نتنياهو إلى جانبها، مرتبكًا بعض الشيء، فيما كان يتمايل من جانب إلى آخر. بعد دقائق معدودة، انسحب نازلًا عن المنصّة. بقيت سريت تغنّي وحدَها.
لم تتأخر الانتقادات. ففي اليوم التالي، احتجّت الصحف على مناورة العلاقات العامّة الرخيصة، إذ جرى تعظيم شخصية رئيس الحكومة، وتحوّل الأمر إلى عبادة شخصية حقيرة. وجرى أيضًا انتقاد نفقات الحفل، التي غطّاها بالطبع دافعو الضرائب في إسرائيل.
شاهدوا نتنياهو يرقص على وقع أغنية حدّاد “أتا توتح” (أنتَ عظيم):
وماذا تتمنى سريت للمستقبل؟ في مقابَلات إعلاميّة، تّدعي حدّاد أنها حققت أحلامها كافةً تقريبًا، وأنها مهتمة هذه الأيام ببناء علاقة زوجية جدّية. فهي تبحث في هذه الأيام عن زوج، يأتي بولد، لتكون أمَّا. كما تريد إطلاق ألبوم عالمي باللغة العربيّة بإيقاعات شرقيّة.