هذه الأيام التي نعيش فيها، في بداية شهر حزيران، هي فترة يُركّز فيها جميع عشّاق كرة السلّة في أنحاء العالم على شيء واحد فقط: نهائيات بطولة دوري كرة السلّة الأمريكي، الـ NBA.
وفي الشرق الأوسط، مع فارق 7 ساعات عن توقيت الساحل الشرقي الأمريكي، يمكننا أن نتعرف على عشّاق كرة السلّة بسهولة: طوال اليوم هم تعبون ويتثاءبون، أعينهم متعبة، لأنّهم قضوا الليلة بمشاهدة المباريات.
ليس سرّا أن كرة القدم في الشرق الأوسط ليست الرياضة الأكثر شعبيّة، وبالتأكيد دون مقارنتها بكرة القدم التي تجتاح قلوب المشاهدين طوال العام، سواء كانت مباريات برشلونة، ريال مدريد، الأهلي، الزمالك أو بيتار القدس.
ولكن كما تُظهر الكثير من الإعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي لهذا العام، فقد حظيت ألعاب النهائيات لبطولة NBA بعدد كبير من المشجّعين حتى في هذا الجزء من العالم.
يبدو أنّ الإسرائيليين يحبّون كرة السلّة بشكل عام أكثر من العرب، وأنّ هذه اللعبة شعبية بالنسبة لهم تقريبا مثل كرة القدم. وذلك، بشكل خاصّ، بفضل مكابي تل أبيب، التي فازت ببطولة أوروبا 6 مرات.
ولكن هذه المرة هناك لدى الإسرائيليين سبب جيّد بشكل خاصّ للاهتمام بنهائيات بطولة الـ NBA التي ستجري هذا العام بين فريق كليفلاند كافالييرز من الساحل الشرقي، والذي يلعب فيه ليبرون جيمز الأسطوري، وبين فريق غولدن ستايت ووريورز من الساحل الغربي. في هذه الأثناء فاز كليفلاند في مباريتين من بين ثلاثة، وهو يتصدّر دور 1-2 بشكل أساسيّ بفضل قدرات جيمز الهائلة.
يعود سبب الاهتمام الكبير في إسرائيل إلى تعيين ديفيد بلات، الإسرائيلي المولود في الولايات المتحدة، مدرّبا لكليفلاند. منذ موسم بلات الأول كمدرّب لكليفلاند قاد فريقه إلى الدور النهائي في البطولة الوطنية.
وقد درّب بلات في الموسم السابق فريق بطل إسرائيل مكابي تل أبيب، وقدّمه إلى نهائي بطولة أوروبا، مع فوز رائع في الدور قبل النهائي على فريق سيسكا موسكو الروسي، وفوز أكثر روعة في المباراة النهائية على ريال مدريد الإسباني، في الوقت بدل الضائع. فاز بلات في عام 2007 ببطولة العالم مع المنتخب الروسي، وفي عام 2012 قاده إلى الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في لندن.
في إسرائيل، هناك من يهتم ببلات نفسه أكثر من الاهتمام بمباراة كرة السلّة. حتى القسم الرياضي الرائد في إسرائيل، في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قد كرّس صفحة غلافه لقصص إسرائيليين يتابعون المدرّب القادم من بلادهم: جزّار في السوق، منظّم في محطّة سيارات الأجرة، خُضريّ وغيرهم.
وأبعد من ذلك، فقد حرص رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على الاتصال ببلات وتهنئته بعد أن وصل إلى النهائيات في البطولة. يبدو أنّه بالنسبة للإسرائيليين، فإنّ الفخر “بواحد منهم”، يمكن أن يفوز ببطولة كرة السلّة الأهم في العالم، هو أهم من كلّ شيء.