نشر رائد الفضاء الألماني ألكسندر جِرْست الأسبوع الماضي صورة في تويتر من موقعه في محطة الفضاء الدولية، بينما كان القمر الاصطناعي المأهول يتحرك فوق إسرائيل وغزة. “هذه هي الصورة الأكثر محزنة لي حتى الآن”، كتب جرست. “تُتاح لنا من محطة الفضاء الدولية عمليًّا رؤية التفجيرات والصواريخ التي تُطلق فوق غزة وإسرائيل”.

وفقًا لادعاء رائد الفضاء، في صورة التُقطت على بعد يزيد عن 300 كم من الكرة الأرضية، شوهدت إسرائيل وغزة كما يبدو في خلال مساء لإطلاق النار والهجمات الجوية، بينما الجزء القاتم في أعلى الصورة هو البحر المتوسط.

لكن بعد أن أصبحت الصورة  منتشرة بشكل لا مثيل له، وتمت مشاركتها بما يفوق 45 ألف مرة، يبدو أنه ليست هناك علاقة بين الأضواء التي تظهر في الصورة وبين التفجيرات فوق غزة. عمليًّا، هذه خريطة تُرى فيها أغلب مناطق إسرائيل وحتى أجزاء من الأردن. من اليمين أعلاه الصورة يمكن رؤية خليج حيفا الشمالي. إن كتلة الأضواء الكبيرة في مركز الصورة هي تل أبيب، المدينة الكبرى في إسرائيل، وتبدو تركيزات الأضواء أيضًا فوق القدس وبئر السبع، بينما في غزة الأضواء باهتة. الحقيقة هي أن كلَّ ليلة عادية تبدو فيها سماء إسرائيل وغزة هكذا، ولا علاقة أبدًا بين الصورة والتفجيرات.

نشر موقع إسرائيلي متخصص بشبكات التواصل الاجتماعية الصورة مرة أخرى، هذه المرة مع إظهار المكان الذي يُحدد أي مدن تظهر في الصورة، وما هي كتلة الأضواء، صورة كان قد نشرها في الأصل البروفيسور مايكل هاربر من جامعة Utah Valley‏، وهو خبير فضائي.  بعد أن تفحص الصورة، قال البروفيسور إنه لا يظهر فيها حتى تفجير واحد. مع ذلك، يبدو أن الخطأ من قبل رائد الفضاء جرست لم يكن مقصودًا، وهو ناتج عن خطأ معرفة خريطة المنطقة.

الصورة التي نُشؤت مرة أخرى مع إظهار المكان الذي يُحدد أي مدن تظهر فيها
الصورة التي نُشؤت مرة أخرى مع إظهار المكان الذي يُحدد أي مدن تظهر فيها

 

مع ذلك، لم تمنع الحقيقة من أن تنتشر الصورة على الشبكة خلال الأسبوع الفائت، حتى بعد أن نُشر هذا التصحيح، وأن تستمر في إشعال نيران الصراع في شبكات التواصل الاجتماعية، رغم أن فحصًا بسيطا بالذات في خرائط جوجل يُظهر أنه ليست هناك علاقة بين الادعاء والواقع.

اقرأوا المزيد: 303 كلمة
عرض أقل