دونالد ترامب في أيباك
دونالد ترامب في أيباك

التنافس على الصوت اليهودي

المرشحون الجمهوريون يلقون خطابات في أيباك، وترامب يعدُ بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، كروز يقول: فلسطين غير موجودة منذ 1948

اجتماع مؤتمر أيباك، اللوبي اليهودي الأكبر في الولايات المتحدة، يشكل فرصة جيدة للمرشّحين للرئاسة للتوجه إلى الناخبين اليهود. ألقت هيلاري كلينتون، أمس، خطابا، واتخذت موقفا مؤيّدا لإسرائيل بوضوح.

في وقت لاحق خطب المرشّحون الجمهوريون. أرسل المرشح الرائد، دونالد ترامب، والمعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، وكان قد صرّح في الماضي ضدّ المسلمين، تحديدا أمس، رسائل متناقضة بخصوص إسرائيل.

فمن جهة، كانت في خطابه عناصر واضحة مؤيدة لإسرائيل: فبحسب كلام ترامب كل اتفاق مع الفلسطينيين عليه أن يتضمّن اعترافا صريحا بإسرائيل كدولة يهودية. والتزم ترامب أيضًا بأنّه إذا أصبح رئيسا فسينقل السفارة إلى القدس، والتي وصفها بأنّها “العاصمة الأبدية لإسرائيل”.

وفي المقابل، قبل الخطاب بفترة قصيرة أغضب ترامب الكثيرين عندما قال إنّ على إسرائيل أن تدفع مقابل المساعدات العسكرية التي تتلقاها من الولايات المتحدة، وإنها “لن تتلقى معاملة تختلف عن المعاملة التي تحظى بها ألمانيا أو السعودية” .

ومع ذلك، فخلال خطابه قام الجمهور اليهودي على رجليه وهتف لترامب عدة مرات. ومن بين أمور أخرى، تحدث عن التحريض الفلسطيني وقال إنّ “عليه أن يتوقف”. وبشكل مشابه لكلينتون أمس، تطرق إلى علاقات إسرائيل والولايات المتحدة، وقال إنّه بعد انتخابه سيلتقي بنتنياهو فورا. وقال “أعرفه منذ سنوات طويلة ويمكنني العمل معه من أجل التوصل إلى الاستقرار والسلام في إسرائيل والمنطقة”.

وخصّص ترامب جزءًا كبيرا من خطابه لإيران، وانتقد بشدّة الاتفاق الذي وقّع عليه الرئيس أوباما، وقال إنه سيعمل على إلغائه. “إيران هي مشكلة كبيرة. ففي كل يوم توفر الأسلحة وتدعم حزب الله في لبنان، والذي يتواجد الآن في سوريا ويحاول إنشاء جبهة أخرى ضدّ إسرائيل، وكذلك حماس في غزة، والإرهابيين وأسرهم في الضفة”، كما يقول ترامب. “تدعم إيران القوات المتشدّدة في الشرق الأوسط، ومن غير الممكن إعطاؤها 150 مليار دولار من أجل القيام بالمزيد من الإرهاب. يجب تفكيك شبكة الإرهاب العالمية التابعة لإيران، وهي المموّل الأكبر للإرهاب العالمي”.

وألقى أيضًا المرشّح تيد كروز أمس خطابا مؤيّدا جدا لإسرائيل بل معاديا للفلسطينيين. قال كروز بوضوح إنّه “منذ عام 1948 لم تعد فلسطين موجودة”. وقد وجّه انتقادات شديدة للفلسطينيين والذين بحسب رأيه “يملكون صواريخ في المدارس… لأنّهم يفضلون استخدام الأطفال كدرع بشري”.

وصرّح بوضوح أيضًا أنّه بخلاف الآخرين، وخصوصا دونالد ترامب، إذا أصبح رئيسا لن يكون محايدا في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وأنّ “أمريكا ستقف بشكل واضح إلى جانب إسرائيل”.

اقرأوا المزيد: 346 كلمة
عرض أقل
دونالد ترامب (AFP)
دونالد ترامب (AFP)

يهود الولايات المتحدة يستصعبون الاعتياد على ترامب

عاصفة في الولايات المتحدة إثر دعوة ترامب لإلقاء خطاب أمام مؤتمَر اللوبي المؤيد لإسرائيل في واشنطن، ومصادر يهودية تتحدث عن "وصمة عار أخلاقية"

في الأسبوع القادم، من المتوقع أن يلقي دونالد ترامب خطابا أمام AIPAC، اللوبي المؤيد لإسرائيل في الإدارة الأمريكية. وبعد الفوز العظيم الظاهر حتى الآن في الانتخابات التمهيدية، فإنّ دعوة ترامب للمؤتمر، تبدو مثل منح الشرعية الأقوى لمرشّح مثير للجدل. سيتمتع ترامب، الذي يثير جدلا في كل مكان يصل إليه، أخيرا بدعوة لإلقاء خطاب أمام إحدى الهيئات الأكثر أهمية ومركزية في واشنطن.

وعبّرت جهات يهودية عديدة عن تحفّظاتها على دعوة ترامب في أعقاب تصريحاته العنصرية تجاه المسلمين والمكسيكيين. نشرت قيادة الحركة الإصلاحية اليهودية في الولايات المتحدة بيانا قارنت فيه بين تصريحات ترامب ضدّ الجماعات العرقية وبين العنصرية التي عانى منها اليهود في الولايات المتحدة وخارجها على مدى الأجيال. وقد جاء في البيان: “عندما يتحدث ترامب بكراهية تجاه المكسيكيين أو المسلمين، فهو يذكّرنا بالفترات التي شكّلت فيها كراهية اليهود خطرا عليهم حتى الموت، في الولايات المتحدة أيضًا، ويحظر علينا أن نسكت”.

وقال محرر الصحيفة اليهودية “جويش جورنال”، روف أشمان، إنّه من المفضّل عدم دعوة ترامب لإلقاء خطاب، ويجب الآن نبذ تصريحاته من أجل التخلّص من “وصمة العار الأخلاقية” التي التصقت باللوبي اليهودي. وأضاف قائلا: “حاولوا تبديل كلمة “مسلمين” في تصريحات ترامب بكلمة “يهود”. لو قال تلك الأقوال، فهل كانوا سيدعونه”؟.

وهناك قضية أخرى ومختلفة أثارت الاستياء من ترامب في أوساط الجالية اليهودية وهي تصريحاته التي سيكون بحسبها “وسيطًا نزيهًا” في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، ولن يميل تلقائيا لصالح الإسرائيليين كبقية زملائه في الحزب الجمهوري. ومع ذلك، يكثر ترامب من الثناء على بناء جدار الفصل الإسرائيلي، والإشارة إلى أنّ جدارا كهذا يجب أن يقام على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

ومن الممكن تماما أنّ يتم قطع خطاب ترامب أمام جلسة AIPAC من خلال مقاطعات الجمهور والاحتجاجات، كما حدث في العديد من خطاباته الانتخابية حتى الآن. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سيردّ ترامب على مثل هذه الدعوات. هل سيردّ بفظاظة وصرامة كما فعل حتى الآن؟ أم سيحاول الظهور كزعيم متوازن ومعتدل يردّ على خصومه بشكل محترم؟ في الأسبوع القادم، سنكتشف كل شيء.

اقرأوا المزيد: 305 كلمة
عرض أقل
نتنياهو في الاستعدادات الأخيرة لحظة قبل الخطاب (GPO)
نتنياهو في الاستعدادات الأخيرة لحظة قبل الخطاب (GPO)

نتنياهو يرسل رسالة مصالحة للعالم العربي

في خطابه في ايباك يؤكّد نتنياهو على علاقات إسرائيل مع الدول العربية ومساعدة اللاجئين السوريين، ويدعو عباس إلى الاعتراف بالدولة اليهودية وإنهاء الصراع

خطب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم في مؤتمر اللوبي اليهودي  الأمريكي “إيباك” في واشنطن. صرّح نتنياهو في مستهلّ خطابه بأنّ التحالف مع الولايات المتحدة في ذروته، ولا يوجد دولة على وجه الأرض مناصرة لأمريكا أكثر من إسرائيل. بخلاف السنوات الماضية، ركّز نتنياهو في خطابه على علاقات إسرائيل مع الدول العربيّة وطموحاته لإنهاء الصراع، وخفّف من التركيز على قضيّة النووي الإيراني.

وفي تتمة حديثه شكر وزير الخارجية  الأمريكي، جون كيري، على جهوده في الوساطة بالمحادثات. وأشار إلى أنّ كيري هو الرجل المناسب للمهمّة: “ليس قديمًا وليست لديه أكياسًا تحت عينيه تُثبت ذلك. نحن نعمل ليلا نهارًا لنحقّق سلامًا دائمًا يضمن ترتيبات أمنية مستقرّة واعترافات متبادلة بدولتين لقوميتين.

بعد ذلك استغلّ نتنياهو المنصّة من أجل التوجّه مباشرة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “اعترف بالدولة اليهودية دون تقديم الأعذار ودون التأخير. آن الأوان. أخْبِر الفلسطينيين أن يتخلّوا عن أوهام إغراق إسرائيل باللاجئين. وهكذا في النهاية ستكون مستعدًّا لإنهاء الصراع”.

وأضاف نتنياهو: “كما أنّ إسرائيل مستعدّة للاعتراف بدولة فلسطينية، فعلى الفلسطينيين أن يعترفوا بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي”. إلى جانب ذلك، فقد رفض اقتراح أبي مازن في وضع قوّات دولية في الضفة. “ستحافظ القوات الأجنبية على السلام حين يكون هناك سلام، ولكن حين يكون هناك هجوم فستعود إلى ديارها. سيدافع الجيش الإسرائيلي فقط  عن بيته، لن أراهن على أمن الدولة اليهودية”.

وسّع نتنياهو كلامه وأكّد على أنّ السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيؤدّي إلى نموّ عام وإلى تعزيز اتجاه التقارب بين إسرائيل والدول العربية: “أنا مستعدّ للوصول إلى سلام تاريخي مع جيراننا الفلسطينيين ينهي قرنًا من سفك الدماء والصراع. سيكون جيّدًا لنا وللفلسطينيين وسيطوّر إمكانية إيجاد علاقات بين إسرائيل ودول كثيرة في العالم العربي. “يفهم الكثير من الزعماء العرب اليوم أنّ إسرائيل ليست عدوّهم، وإنّ السلام مع الفلسطينيين سيجعل العلاقات معهم مفتوحة ومزدهرة. إن الدمج بروح المبادرة الإسرائيلية سيلقي بالمنطقة بأسرها إلى الأمام وسيحلّ مشاكل المياه والطاقة، على سبيل المثال”.

وأشار نتنياهو أيضًا إلى المساعدة التي تقدّمها إسرائيل للجرحى السوريين الذين يتمّ نقلهم لتلقّي العلاج الطبّي في إسرائيل، وأيضًّا بواسطة بعثة المساعدات الإنسانية لمخيّمات اللاجئين السوريين، وعلى وجه الخصوص في الأردن وتركيا. اختار نتنياهو الحديث عن لقائه مع جريحَين سوريَّين، أب وابنه، الذين تمّ توجيههم للعلاج في إسرائيل: “أمسك الأب بابنه بذراعيه واستدعي الأطباء الإسرائيليّون لإنقاذ حياة الطفل. لقد قالوا: “في كلّ هذه السنوات كذب الأسد علينا، لقد قال بأنّ إيران هي صديقتنا وإسرائيل عدوّنا، ولكن الآن إيران هي التي تقتلنا وإسرائيل هي التي تنقذنا”.

ووفقا لنتنياهو: “لقد اكتشف هؤلاء الجرحى السوريّون ما عرفتم دومًا بأنّه الحقيقة: في الشرق الأوسط الذي يعاني من المذابح وإراقة الدماء، إسرائيل هي الرحيمة. هل سمعتم مرّة عن بعثة مساعدات إنسانية تم إرسالها من إيران؟ هل تعلمون لماذا لم تسمعوا عن ذلك؟ لأنّ الشيء الوحيد الذي ترسله إيران إلى خارج مجالها هو الصواريخ والإرهابيين من أجل قتل الأبرياء والإضرار بهم”.

اقرأوا المزيد: 434 كلمة
عرض أقل
أوباما ونتنياهو خلال لقائهما في البيت الأبيض (AFP)
أوباما ونتنياهو خلال لقائهما في البيت الأبيض (AFP)

“الضجيج والمقاومة لن يُسهِما في الأمن”

نتنياهو: "لا تصدُّع مع الولايات المتحدة. صحيح أنّ ثمة خلافًا تكتيكيًّا، لكنه خلاف بين أفراد أسرة"

تحدّث رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما أمس (الإثنين) للاتّفاق المرحليّ الذي جرى توقيعه بين إيران والقوى العظمى أمس الأول في جنيف. ففي خطابٍ ألقاه في سان فرانسيسكو، قال أوباما: “لا يمكننا إقفال الأبواب في وجه الدبلوماسية، ولا يمكننا التنازل عن الحلول السلمية لمشاكل العالم”، مضيفًا: “للمرة الأولى منذ عقد، أوقفنا تقدُّم البرنامج النووي الإيرانيّ”. وهاجَم أوباما منتقدي الاتّفاق المرحليّ، قائلًا إنّ “الكلام القاسي وإحداث الضجيج هما الأسهل من الناحية السياسية، ولكن ليس من الناحية الأمنية”، ملمحًا إلى موقف إسرائيل والحزب الجمهوري من الاتّفاق.

من جهته، أوضح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن لا تصدُّع في العلاقة بينه وبين الرئيس الأمريكي. ففي مقابلة مع القناة الرسمية للتلفزيون الروسي، سُجّلت الأسبوع الماضي أثناء زيارته إلى روسيا، وقبل توقيع الاتّفاق بين إيران والقوى العظمى، لكنها بُثَّت أمس فقط، قال نتنياهو: “لا تصدُّع مع الولايات المتحدة. لدينا هدف مشترَك مع الأمريكيين، ومع روسيا أيضًا، وهو منع إيران نووية. صحيح أنّ ثمة خلافًا تكتيكيًّا، لكنه خلاف بين أفراد أسرة، كما يحدث أحيانًا في جميع العائلات”.

وردًّا على سُؤال مُجري المقابلة حول صحة الأنباء التي تُفيد بأنّ رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما يتجاهل الاتصالات الهاتفية لرئيس الحكومة، قال نتنياهو: “هذا غير صحيح. تحدثنا الأسبوع الماضي 19 دقيقة عبر الهاتف. هذا الكلام عارٍ عن الصحة”.‎ ‎‏ ولدى حديثه عن الاتّفاق، الذي كان على وشك أن يُوقَّع لحظة تسجيل المقابلة، قال نتنياهو: “يقلقني أكثرَ من أيّ شيء آخر كون إيران تدفع بالتقسيط وتقبض نقدًا. فهم يتنازلون عن قسم صغير من اليورانيوم الذي بحوزتهم، لكنهم يحتفظون بكمية كبيرة من اليورانيوم، الذي من الممكن إعادة تخصيبه بسرعة فائقة. من ناحية فعلية، لا يفعل الاتّفاق سوى تأخير ذلك بضعة أسابيع”.

في الوقت الراهن، يفتخر الجانب الإيراني بإنجازات الاتّفاق. فقد نقلت وكالة الأنباء الإيرانية إيرنا أنّ المتحدث باسم الحكومة الإيرانية ومستشار الرئيس لشؤون التخطيط والإشراف على استراتيجية الحكومة، محمد باقر نوبخت، أعلن اليوم أنّ الولايات المتحدة أبطلت تجميد ممتلكات بقيمة نحو ثمانية مليارات دولار تابعة لإيران. وفي وقت أبكر أمس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون في الأيام القادمة مسألة تخفيف العقوبات على إيران، وقد يقرّرون تخفيف بعضها الشهر القادم.‎

ويُريد “إيباك” (AIPAC)، اللوبي الداعم لإسرائيل الذي يعمل في أروقة مجلسَي الكونغرس الأمريكيَّين، ضمان التزام إيران بالتزاماتها في الاتّفاق، طالبًا من الإدارة الأمريكية استئناف العقوبات على إيران إن لم تنفّذ ما عليها في الاتّفاق.  ويدعو إيباك الإدارة الأمريكية أيضًا إلى الإصرار على أن تمنع الصفقة النهائية مع إيران أية إمكانية لتصنيع سلاح نووي.

ويستمرّ هذا الموقف في ملاقاة دعم من جانب السعودية. ففي تصريح أول صادر عن الأسرة المالكة السعودية على الاتّفاق النووي مع إيران، قال الأمير الوليد بن طلال إنّ “إيران هي الخطر، لا إسرائيل”. ففي مقابلة أجراها معه جيفري غولدبرغ لوكالة الأنباء “بلومبرغ”، قال الأمير السعودي إنّه في حال قامت إسرائيل بمهاجمة إيران، “سيعارض العرب ذلك علنًا، ولكنّ السُّنَّة سيفرحون”.

في الأسابيع الماضية، نفت الرياض الأنباء حول “تحالُف سري” بين السعودية وإسرائيل ضدّ التهديد الإيراني، لكنّ الأمير السعودي أوضح في أيّ جانب من الملعب يقف الجانبان. “لا نثق أنّ إدارة أوباما ستقوم بما هو صائب في إيران. نحن – إسرائيل، السعودية، ودول الشرق الأوسط – قلقون حقًّا من ذلك”.

اقرأوا المزيد: 488 كلمة
عرض أقل
نتنياهو وأوباما خلال زيارة الرئيس ألمريكي في إسرائيل (Yonatan Sindel/Flash90)
نتنياهو وأوباما خلال زيارة الرئيس ألمريكي في إسرائيل (Yonatan Sindel/Flash90)

انقسام بين واشنطن والقدس في الشأن المصري

بُعيد اجتماع المجلس الوزاري الذي عُني بهذا الشأن، حظر نتنياهو على وزرائه والمتحدثين باسمه التصريح بأي شأن ذي صلة بمصر

تتتبع إسرائيل بترقب الديناميكية التي تتطور في شوارع القاهرة، وبقلق ردود فعل الولايات المتحدة وأوروبا حول ما يجري في مصر.

وتقول مصادر في القدس إنّ التهديدات التلميحية للولايات المتحدة حول وقف الدعم لمصر عقب نزاع الجيش والإخوان المسلمين مقلقة جدا، وإنّ الإسلاميين قد يفسّرون ذلك على أنه دعم لهم في صراعهم لاستعادة السلطة بعد الإطاحة بمرسي.

ورفضت حكومة نتنياهو التطرق لتقرير ورد في نيويورك تايمز يقول إنّ إسرائيل طمأنت مصر بألا تخاف من الضغط الأمريكي بعد الإطاحة بمرسي، لأنّ تهديدات وقف المساعدة فارغة وغير ذات جدوى. وتستند الصحيفة إلى تقديرات دبلوماسيين غربيين ينقلون أنّ ثمة علاقات وثيقة بين القدس وقائد الجيش المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أدت بالقدس إلى دعم الانقلاب والإطاحة بالرئيس. وقال الدبلوماسيون للصحيفة إنه يبدو أنّ ثمة اتصالات متشعّبة بين الفريق أول السيسي والدائرة المقربة منه وبين نظرائهم الإسرائيليين. ويقدّر الدبلوماسيون أنّ هؤلاء طمأنوا المصريين بعدم الخشية من ضغوط الدول الغربية. مع ذلك، لا تذكر الصحيفة إن كان دعم إسرائيلي مماثل قد مُنح في الأيام التي تلت المواجهات العنيفة الأسبوع الماضي بين مناصري مرسي وقوى الجيش، والتي أودت بحياة المئات.

ووفقًا للتقرير في نيويورك تايمز، اقترح السناتور الجمهوري راند بول نهاية تموز وقف الدعم العسكري لمصر. وردًّا على ذلك، أرسل اللوبي اليهودي – الأمريكي من أجل إسرائيل، AIPAC، رسالة لأعضاء مجلس الشيوخ في 31 تموز، ذكر فيه أنه إذا نُفّذ التقليص فقد “يزيد من عدم الاستقرار في مصر، يهدّد المصالح الأمريكية في الدولة، ويؤثر سلبًا على حليفتنا إسرائيل”. وأعرب مشرّعون بارزون عن مواقف مماثلة، ورفض مجلس الشيوخ الاقتراح بأكثرية ساحقة (86 مقابل 13) في اليوم عينه.

وجمع نتنياهو أمس المجلس الوزاري السياسي – الأمني المصغّر لمناقشة خاصة حول التطوّرات في مصر. وسمع الوزراء تقارير موجزة من مصادر استخبارية، وتلقوا توجيهات بالتزام الصمت حيال ما يجري هناك، لعدم التسبب بتوتر بلا لزوم.

وكتب المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، ألكس فيشمان، هذا الصباح أنّ إسرائيل “تخوض في اليومَين الماضيَين صراعًا دبلوماسيًّا، يائسًا تقريبًا، ضدّ واشنطن.

ويبذل مسؤولون إسرائيليون، من رئيس الحكومة وما دون، الآن أيضًا جهودًا دؤوبة لإقناع البيت الأبيض، وزارة الخارجية، البنتاغون، والكونغرس على وجه أخص، بتهدئة الهجوم الأمريكي على الحكم العسكري في مصر. يبدو حتى الآن أنها معركة محكوم عليها بالفشل”.

اقرأوا المزيد: 343 كلمة
عرض أقل