افتُتحت اليوم (الأحد) مناسبات يوم الذكرى لمن قُتل من الجنود في معارك إسرائيل وضحايا الإرهاب في مراسم بالقدس بمشاركة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رئيس الكنيست يولي إيدلشتاين والحاخامات الرئيسيين في إسرائيل. “هذا صعب بالتأكيد، ولعلّه مستحيل، أن نوضّح لمن لم يشهد ذلك حجم الحزن الذي حلّ بنا”، كما قال نتنياهو في خطابه، والذي فقد أخاه يوني خلال عملية عملية إنتيبي.
أضاف رئيس الحكومة قائلا: “في هذا اليوم الشعب كلّه يشجّعنا ويتواصل معنا مع أبطال الأمة. إنهم يأتون من جميع شرائح الشعب والمجتمع الإسرائيلي والحقيقة البسيطة والأكثر اقتضابًا هي: أننا لن نكون هنا لولا تضحياتهم. لم نكن هنا لولا استعدادهم للتضحية بحياتهم من أجل أن نكون هنا”.
وقُبيل أحداث يوم الذكرى أصدر رئيس الأركان، الجنرال بيني غانتس، أوامر اليوم لجنود الجيش الإسرائيلي وقادته. كتب غانتس: “في هذه الساعة نجتمع سوية في المقبرة أمام النصب التذكاري وفي احتفالات عسكرية في الوحدات، ونتذكّر من قدّموا لهذه البلاد كلّ ما كان بوسعهم”. وأضاف: “قتلى معارك إسرائيل والعمليات الإرهابية يرافقوننا بشخصياتهم وبغيابهم في كلّ خطوة وخطوة، في كلّ لحظة في الحياة”.
وقد أصدرت وزارة الدفاع ليلة يوم الذكرى لقتلى معارك إسرائيل ومصابي العمليات الإرهابية القائمة الكاملة للقتلى منذ منتصف القرن التاسع عشر قبل قيام الحركة الصهيونية، وحتى أيامنا هذه. ويبلغ عدد الشهداء اليوم نحو 23,169. أضيف 57 شهيدًا للقائمة هذا العام.
ويظهر من المعطيات كذلك أنّ عدد أبناء الأسر الثكلى في إسرائيل عام 2014 هو 17,038، من بينها 2,141 يتيمًا و 4,966 أرملة فقدت شريك حياتها خلال خدمته في الجيش الإسرائيلي والجهاز الأمني، بما في ذلك الشاباك والموساد. ومن المتوقع أن يزور غدًا في يوم الذكرى أكثر من مليون ونصف إنسان 52 مقبرة عسكرية في أرجاء البلاد.
رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو أيضًا فقد أخاه، يوناتان نتنياهو، في إحدى العمليات الكبرى لجيش الدفاع الإسرائيلي في معاركه. قُتل يوناتان خلال عملية سمّيتْ “عملية يوناتان”، وهي عملية إنقاذ قام بها الجيش الإسرائيلي (1976) على مسافة آلاف الكيلومترات من حدود إسرائيل لإنقاذ حياة 105 مسافر يهودي وإسرائيلي احتجزوا كرهائن من قبل مختَطِفين، إرهابيين فلسطينيين.
في 27 حزيران عام 1976 خرجت الرحلة رقم 139 لشركة “إير فرانس” من إسرائيل إلى باريس. قامت الطائرة كما هو مقرّر بالتوقّف خلال الطريق في مطار أثينا، في اليونان. وهناك صعد 56 راكبًا آخر من بينهم عدد من الإرهابيين الفلسطينيين المنتمين إلى تنظيم وديع الحداد (فصيل متطرّف من المنشقّين عن “الجبهة الشعبية” التابعة لجورج حبش)، وألمانيَّين عضوين في تنظيم يساري متطرّف، “الخلايا الثورية”. سيطر الإرهابيون خلال الطيران على الطائرة (وفيها 246 راكبًا) وأمروا الطيّارين بالهبوط تحت تهديد السلاح في بنغازي، ليبيا، وبعد ذلك الطيران إلى مطار إنتيبي الذي في أوغندا. على الرغم من تحصّن الخاطفين في بلد معادٍ، فقد تُوّجتْ العملية التي وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية حينذاك بالنجاح، وتم إنقاذ جميع المختطفين تقريبًا بسلام. قُتل خلال العملية قائد دورية الأركان العامّة، يوناتان نتنياهو، وفي أعقاب ذلك سمّيتْ العملية باسمه.