من المتوقع أن يعرض فيلم جديد حول عملية الإنقاذ الأكبر في تاريخ دولة إسرائيل في دور السينما قريبا، ولكن ليس من المؤكد أن يحظى بإعجاب الإسرائيليين.
أطلق المُخرِج الأرجنتيني، حوزيه فديلها، فيلما يدعى “سبعة أيام في عملية عنتيبي” يتحدث فيه عن عملية عنتيبي ويدعي أن يوناتان (يوني) نتنياهو، أخ رئيس الحكومة، لم يشارك فيها بشكل كبير كما يعتقد الإسرائيليون.
“عملية عنتيبي” هي عملية إنقاذ قامت بها الوحدة الخاصة التابعة للجيش الإسرائيلي، سرية هيئة الأركان العامة، في عام 1976 في أوغندا، في أفريقيا، بعد أن اختطف نشطاء موالون للفلسطينيين طائرة إسرائيلية. فقد اختطفت خلية مؤلفة من ألمانيَين وفلسطينيَين طائرة “إير فرانس” وهي في طريقها من إسرائيل إلى فرنسا وكان على متنها 105 مسافر، كان معظمهم من اليهود الإسرائيليين، وأفراد طاقم الطائرة.
في الفيلم الجديد، يتوقع أن يثير دور يوني نتنياهو، ضابط سرية هيئة الأركان العامة، الذي شارك في عملية “عنتيبي” وقُتِل فيها غضب الكثير من الإسرائيليين، ومن بينهم رئيس الحكومة نتنياهو. يذكر الإسرائيليون يوناتان بصفته بطلا عمل ضابطا في عملية الإنقاذ، وبعد وفاته أطلِق على الحملة اسم “حملة يوناتان” تيمنا به. ولكن لا يؤدي يوناتان دورا رئيسيا في الفيلم أبدا، إذ يُقتل في مرحلة مبكرة من العمليّة وفق أحداث الفيلم، لهذا لم يؤد دورا كبيرا في نجاح الحملة.
ثمة خاصية أخرى تظهر في الفيلم وربما تثير استياء الإسرائيليين وهي أن معظم الفيلم يركز على خاطفي الطائرة، وليس على الضحايا.
قال مُخرِج الفيلم في مؤتمر صحفي إنه يستند في الفيلم على شهادات تلقاها من جنود شاركوا في العملية. “أعتقد أننا قريبون من الحقيقة”، قال المُخرِج. وأوضح أن “الإرهابيين هم أشخاص ارتكبوا أعمالا فظيعة لا تُغفر، ومع ذلك ما زالوا بشرا”.
سمحت وزارة الدفاع الإسرائيلية بنشر مقاطع من سجل العمليات للقيام بـ “عملية إنتيبي” لتخليص الجنود المخطوفين في إنتيبي في صيف 1976. تكشف البروتوكولات عن الأيام التي سبقت العملية وهبوط القوات الإسرائيلية في أوغندا. وكما تم نشر الملاحظات المتبادلة بين وزير الدفاع شمعون بيريس ورئيس الحكومة إسحاق رابين.
درست الحكومة الإسرائيلية كيفية التعامل مع أزمة الرهائن الذين اختطفتهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في إنتيبي في أوغندا. في الملاحظات المتبادلة بين بيريس ورابين، أعلم بيريس أن القوات العسكرية الإسرائيلية قد استبدلت الجيب العسكري الذي كان من المخطط الاقتحام بواسطته بسيارة مرسيدس، تشبه سيارة رئيس أوغندا عيدي أمين.
كتب بيريس: “التحديث الأخير للتخطيط هو استبدال السيارة الميدانية بسيارة مرسيدس تحمل أعلاما. يعود عيدي أمين من موريشيوس، لا أدري إذا كان الأمر ممكنا ولكنه سيكون مثيرًا للاهتمام”. ورد رابين متسائلًا: “لماذا مرسيدس؟”
أجاب بيريس رابين كيف يتعين عليهم خداع الخاطفين، وجعلهم يصدقون أن إسرائيل عاجزة عن المبادرة للقيام بعملية لتحرير الرهائن: “كيف تبدأ العملية؟ يقولون إنها ليست ممكنة، الموعد غير مناسب، والحكومة لن توافق على ذلك”. وأضاف بيريس أنه من ناحيته “السؤال الوحيد الذي لا يزال مطروحًا هو كيف ستنتهي العملية”.
انتهت العملية بنجاح حقا وتم تحرير الرهائن، قُتل أربعة منهم وكذلك قائد القوات المهاجمة، يوناتان نتنياهو، شقيق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
بعد تحرير الرهائن، ما يقارب الساعة 00:30 ليلًا كُتب في بروتوكول وسائل الإعلام للعملية: “ما اسم المصاب، يريد رئيس هيئة الأركان أن يعرف”. بعد ربع ساعة من ذلك، أفيد بأن اسم المصاب هرشكو (الحديث عن سورين هرشكو، المقاتل الذي أصيب إصابة بالغة في العملية). ما يقارب الساعة 02:00 ليلًا ذكر أن الطائرات الأربع قد هبطت في نيروبي، محطة التوقف في الطريق إلى إسرائيل.
بنيامين نتنياهو مع أخيه يوني نتنياهو (YEDIOTH AHARONOTH/AFP)
وفي هذه الساعة فقط، أعلن عن مصاب آخر، قائد سرية الأركان العامة. وكُتب في سجل العمليات: “أعلِن عبر وسائل الاتصال عن وجود مصاب آخر باسم يوني”. بعد ساعتين أقلعت الطائرات من كينيا في طريقها إلى إسرائيل.
زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقرينته سارة ضريح شقيقه المقدم يوناتان “يوني” نتنياهو الذي قتل في عملية تحرير الرهائن في إنتيبي، عام 1976، على خلفية احياء ذكرى الجنود الذين سقطوا في معارك إسرائيل التي تصادف يوم الثلاثاء المقبل.
يوناتان نتنياهو هو الشقيق الأكبر لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. كان “يوني” قائد سرية هيئة الأركان العامة، وهو حائز على ميدالية الخدمة المميزة، وقد قُتل خلال عملية إنتيبي لتحرير الرهائن الإسرائيليين من طائرة إير فرانس اختطفها مسلّحون فلسطينيون إلى إنتيبي بأوغندا، في تموز 1976.
بنيامين نتنياهو مع أخيه يوني نتنياهو (YEDIOTH AHARONOTH/AFP)
كان بنيامين نتنياهو حينذاك طالبًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة. تواجد والده بن تسيون، الذي كان بروفيسورًا في التاريخ، هو أيضًا في الولايات المتحدة ودرّس في نيويورك. تحدّث بنيامين نتنياهو – الذي أصبح مع السنين رئيسًا للحكومة – في جنازة بن تسيون، عن اللحظة التي أخبر فيها والده عن وفاة الأخ والابن يوناتان.
وقال نتنياهو: “حين رنّ الهاتف عندي في بوسطون في ساعات المساء، علمت قبل أن أرفع السماعة أن يوني لم يعد معنا. فكّرت حينها أنّه عليّ القدوم إليكما، يا أبي وأمي، سريعًا قدر الإمكان، إلى مكان تواجدكم في ولاية نيويورك، قبل أن يصلكم الخبر عن طريق آخر. وحينها سافرنا، سبع ساعات في جهنّم، ووصلنا إلى الطريق المؤدي للمنزل الذي عشتم فيه حينذاك”.
وأضاف: “رأيتك تمشي من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة. رأيتك تمشي وتفكّر مشبّك اليدين وراء ظهرك. وفجأة أدرتَ وجهك ورأيتني، نظرة من الدهشة امتدّت على وجهك وقلت “بيبي، ماذا تفعل هنا”؟ وحين تحوّلت نظرتك إلى فهم رهيب، صرختَ صرخة مريرة وبعد ذلك صرخت أمي كذلك، ولن أنسى تلك الصرخات حتى يوم وفاتي”.
النجاة من الموت غرقا في قناة السويس، الشقيق الذي قُتل، الاتهامات المتكررة بالميل للهلع والهستيريا، الزيجتان اللتان تم فضّهما، والزواج الثالث الذي كاد أن ينفجر على الهواء مباشرة - تلك هي القصة الكاملة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو
عام 2012، عندما ترأس الحكومة الإسرائيلية، وقف بنيامين نتنياهو أمام قبر والده المفتوح، المؤرخ بن تسيون نتنياهو، والذي توفي في سنّ 102، وتحدّث عن اليوم الأصعب في حياة والده، وفي حياته، 4 تموز عام 1976، يوم وفاة شقيقه الأكبر يوناتان.
“انقسمت حياتنا إلى نصفين: قبل وبعد ذلك اليوم الفظيع الذي سقط فيه يوني”، قال نتنياهو. كان حينذاك طالبا لإدارة الأعمال في معهد ماساتشوستس للتقنية في بوسطون، الولايات المتحدة.
“انقسمت حياتنا إلى نصفين: قبل وبعد ذلك اليوم الفظيع الذي سقط فيه يوني. لن أنسى هذه الصرخات حتى أموت”
كان شقيقه الأكبر يوناتان قائدا لوحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي، وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة. حين تمّ اختطاف طائرة إير فرانس إلى إنتيبي من قبل عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كان يوناتان أول من قفز من على متن طائرة هرقل وهاجم الخاطفين في مطار إنتيبي. قُتل من نيران أطلِقتْ باتجاهه من برج المراقبة.
تابع بنيامين نتنياهو قضية الاختطاف حينذاك قلقًا بواسطة وسائل الإعلام الأمريكية. لقد علم أنّ شقيقه يوني سيشارك بالتأكيد في عملية الإنقاذ، وفهم المخاطر التي تنطوي على ذلك. حين اتصل شقيق نتنياهو ويوناتان الأصغر، عيدو، إليه في ساعات الليل، علم بنيامين نتنياهو بأنّ شقيقه الأكبر قد قُتل.
“علمتُ حتى قبل أن أمسك بالسماعة بأنّ يوني لم يعد بيننا”، هذا ما قاله نتنياهو في جنازة والده. وأضاف: “ظننت حينذاك بأنّه ينبغي الوصول إليك، أبي، وإلى أمي، بأسرع وقت ممكن، إلى مكان إقامتكما في نيويورك، قبل أن يصل الخبر إليكما عن طريق آخر. وحينها سافرنا، سبع ساعات في جهنّم، ووصلنا إلى الجادة التي تؤدي إلى المنزل الذي أقمتما فيه حينذاك”.
رأيتك، أبي، تمشي من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة. رأيتك تمشي وتفكر، ويداك كعادتك متشابكتان خلف ظهرك. وفجأة حوّلْتَ رأسك ورأيتَني، فامتدت على وجهك نظرة دهشة وقلت لي: “بيبي، ماذا تفعل هنا”؟ وفي لحظة تغيّرتْ نظرتك بفهم رهيب، صرخت صرخةً مريرة وصرختْ أمي بعدك كذلك، ولن أنسى هذه الصرخات حتى أموت”.
بنيامين نتنياهو مع أخيه يوني نتنياهو (YEDIOTH AHARONOTH/AFP)
ابن المؤرّخ
أحسن رئيس دولة إسرائيل، شمعون بيريس عندما صاغ الأمر كالتالي: “بيبي، والدك كتب التاريخ، وأنت تصنعه”. وفعلا، من يريد أن يفهم من هو بنيامين نتنياهو عليه أن يفهم من كان والده.
أحسن رئيس دولة إسرائيل، شمعون بيريس عندما صاغ الأمر كالتالي: “بيبي، والدك كتب التاريخ، وأنت تصنعه”
كانت دراسة وبحث التاريخ مركز حياة البروفيسور بن تسيون، وأسرة نتنياهو بأسرها. كرّست زوجة بن تسيون ووالده بنيامين نتنياهو، تسيلا، كلّ حياتها لدعم عمل زوجها الأكاديمي. ولهذه الغاية انتقلت أسرة نتنياهو بين القدس والولايات المتحدة، ذهابا وإيابا، طوال فترة طفولة بنيامين نتنياهو. قضت الأسرة معظم سنوات الستينيات من القرن العشرين في مدينة فيلادلفيا.
طوال فترة مراهقته – وربما حتى اليوم – رأى بنيامين نتنياهو نفسه مرتبطا بشكل وثيق بأسلوب الحياة الأمريكي. الإنجليزية الجميلة التي يطقنها حتى يومنا هذا هي نتيجة تلك السنوات الدراسية التي قضاها في المدارس الأمريكية.
طوال فترة مراهقته – وربما حتى اليوم – رأى بنيامين نتنياهو نفسه مرتبطا بشكل وثيق بأسلوب الحياة الأمريكي.
حين تجنّد الابنان يوناتان وبنيامين نتنياهو للجيش الإسرائيلي، بقي الوالدان في الولايات المتحدة، وفي الواقع قرّرا الهجرة بشكل نهائي إلى نيويورك في أعقاب تعيين بن تسيون بروفيسورًا في جامعة كورنيل. وقد اتُّخذ قرار العودة للبلاد بعد ذلك بعدة سنوات فقط، عندما قُتل يوناتان.
كان بن تسيون، كاسمه تماما، وفيّا طوال حياته للصهيونية. كان والده، جدّ نتنياهو، حاخامًا صهيونيا شهيرا بحدّ ذاته. ولدى قراءتنا لمقابلة قدّمها لصحيفة “هآرتس” بعد وقت قصير من انتخاب ابنه لرئاسة الحكومة، يمكننا أن نرى نهجه المتطرّف في الصهيونية، ومعارضته الهائلة للتسوية مع الفلسطينيين:
“علينا أن نفهم بأنّ بيننا وبين العرب تعارض ثقافي عميق”، هذا ما قاله البروفيسور نتنياهو وأضاف: “الصهيونية منذ تأسيسها هي حركة غربية. إنها حركة عاشت على حدود الشرق ولكن وجهها كان دائما للغرب. كانت الصهيونية دائما قاعدة أمامية للغرب في الشرق، وهكذا هي حتى اليوم. لهذا السبب، يعتبرنا العرب كائنا غريبًا. حتى لو لم نشعر بذلك، حتى لو كنّا نخدع أنفسنا بأنّ السلام سيسود هنا، فإنّنا نعتبر هدفا لهجومهم والذي هو ليس هجوما نشطا ولكنه هجوم يتشكّل”.
بنيامين نتنياهو ووالده بينتسيون (Facebook)
هذه الرؤية التاريخية، التي استوعبها بنيامين نتنياهو من والده، هي إلى حدّ كبير برنامج عمله الاستراتيجي.
المقاتل الذي شاهد الموت بعينيه
في تشرين الأول عام 1967، بعد أشهر قليلة من الانتصار الإسرائيلي الهائل على الدول العربيّة، تجنّد نتنياهو للجيش الإسرائيلي. ومثل شقيقه الأكبر يوني وشقيقه الأصغر عيدو، تجنّد لوحدة النخبة، وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة.
برز كأحد المقاتلين الموهوبين والشجعان، وتقدّم بسرعة في سلّم الرتب، بعد أن شارك في سلسلة من العمليات السرية. وقد شارك نتنياهو من بين أمور أخرى في عملية تدمير 14 طائرة في مطار بيروت، وفي عملية “الكرامة” الشهيرة.
نتنياهو وباراك أصدقاء (Flash90/Avi Ohayon)
وتعرّف هناك في وحدة النخبة على خصمه وشريكه لاحقا في قيادة دولة إسرائيل، إيهود باراك. قاتل نتنياهو وباراك في سنوات الستينيات والسبعينيات كتفًا إلى كتف بزيّ الجيش الإسرائيلي. عام 1999، تنافس الاثنان وجها لوجه على رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وهزم باراك نتنياهو بفارق كبير. بينما في عام 2011، عندما كان باراك يتولى منصب وزير الدفاع في ظلّ رئيس الحكومة نتنياهو، قاد الاثنان سويّة العملية الاستراتيجية التي كادت أن تنتهي بقصف المنشآت النووية الإيرانية.
وفجأة فُتحت نيران مصرية على المقاتلين الإسرائيليين. سقط نتنياهو في مياه القناة وهو يرتدي معدّات عسكرية ثقيلة، وبدأ بالغرق والاختناق
كاد نتنياهو أن يخسر حياته في سنوات وجوده في الوحدة، أكثر من مرة. في شهر أيار عام 1969، شارك نتنياهو بعبور سرّي لقناة السويس على متن قوارب مطاطية. وفجأة فُتحت نيران مصرية على المقاتلين الإسرائيليين، وقُتل على الفور رفيقه في السلاح، حاييم بن يونا. سقط نتنياهو في مياه القناة وهو يرتدي معدّات عسكرية ثقيلة، وبدأ بالغرق والاختناق. وفي اللحظة الأخيرة امتدّت إليه يدّ لتنقذه، وتمّ إنقاذ نتنياهو بسلام.
حادثة أخرى جرت عندما أصبح قائدا لفرقة في الوحدة. واجه نتنياهو وجنوده عاصفة ثلجية قوية عبر الحدود السورية، في مهمّة بقيتْ تفاصيلها سرّية، وكاد الاتصال معهم أن يُقطع. انضمّ المقاتل الدرزي الشجاع سليم شوفي إلى قوة نتنياهو من أجل إنقاذه بسلام ونقله إلى داخل الحدود الإسرائيلية. ذكر نتنياهو كيف أرشده شوفي للاستمرار في المسير، وعدم التوقف في الثلج المتجمّد رغم الإرهاق الكبير، لأنّ توقّفا كهذا سيجمّدهم حتى الموت.
قبل وقت قصير من تسريحه من الجيش، في صيف عام 1972، كان نتنياهو أحد القادة الميدانيين في عملية إنقاذ الرهائن من طائرة شركة “سابينا” التي اختطفها الفلسطينيين. في الوقت الذي تصارع نتنياهو مع إحدى الخاطفات، وهي فلسطينية اسمها تيريز هلسة، جاء مقاتل آخر وضرب رأس هلسة بمسدّسه. ونتيجة لذلك خرجت رصاصة من مسدّسه كادت أن تقتل نتنياهو، ولكنها أصابت كوعه.
نتنياهو يلتقي الرئيس زلمان شازار بعد عملية إنقاذ الرهائن من طائرة شركة “سابينا” (Flah90)
تم تسريح نتنياهو بعد هذه الحادثة من الجيش كجندي ممتاز، وعاد إلى الولايات المتحدة من أجل إكمال اللقب الأول في الهندسة المعمارية واللقب الثاني في إدارة الأعمال من معهد ماساتشوستس للتقنية، وبالإضافة إلى التخصّص في العلوم السياسية من جامعة هارفرد. وفي هذه الأثناء، عندما اندلعت حرب تشرين عام 1973 عاد وشارك في المعارك ضدّ سوريا، وعاد إلى استكمال دراسته.
أمِل أبناء أسرة نتنياهو طوال تلك الفترة بأنّ يتم تعيين الأخ الأكبر يوناتان، الذي بقي في الخدمة الدائمة في الجيش وتم تعيينه برتبة مقدّم، أن يتم تعيينه في نهاية المطاف رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي. وضعت وفاة يوني في عملية إنقاذ الرهائن في إنتيبي في صيف عام 1976 كلّ التوقعات على أكتاف الأخ بنيامين.
صوت إسرائيل بالإنجليزية
بعد وفاة يوني كرّس بنيامين نتنياهو نفسه للعمل العام، وبشكل أساسي لإقناع شعوب العالم بخطر الإرهاب الفلسطيني. حين كان خريجا شابا في دراسات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة أجرى نتنياهو مقابلة مع محطّة تلفزيون أمريكية محلية، وتحدث عن الموقف الإسرائيلي.
قام بذلك أولا عندما عُيّن من قبل سفير إسرائيل في الولايات المتحدة موشيه أرنس مبعوثا للسفارة، وبعد ذلك عندما عُيّن سفيرا لإسرائيل في الأمم المتحدة بين السنوات 1984 – 1988.
مرة تلوَ الأخرى، صعد نتنياهو إلى المنصّة وأدان بكل قوة السياسة العربية، ودافع عن حقّ إسرائيل في الوجود. وفي وقت لاحق، كرئيس للحكومة، يعود نتنياهو كلّ عام إلى ذات المنصّة في نفس القاعة من أجل إلقاء خطاباته الهجومية.
في تلك الفترة تم الكشف عن ماضي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، كورت فالدهايم، كضابط في جيش ألمانيا النازي، من قبل المؤتمر اليهودي العالمي بعد الكشف الأول طالب نتنياهو من الأمم المتحدة، بنجاح، فتح الأرشيف والكشف عن وثائق متعلّقة بماضي فالدهايم ومجرمي الحرب النازيين الآخرين. وهكذا أصبح نتنياهو اسما معروفا في النظام السياسي الإسرائيلي والعالمي، نجمًا حقيقيّا. حين عاد إلى البلاد وترشّح عام 1988 للانتخابات الداخلية لحزب الليكود، فاز بسهولة بغالبية الأصوات، وتمّ تعيينه في مكان عال في قائمة الليكود.
إن خبرته الدبلوماسية ومهاراته الممتازة في الاتصال باللغة الإنجليزية، كل ذلك قاده إلى أن يُعيّن عضو الكنيست الشاب نائبا لوزير الخارجية فورا بعد الانتخابات عام 1988. تصادم في هذه الوظيفة كثيرا مع وزير الخارجية، دافيد ليفي، الذي لم يكن يعرف التحدّث بالإنجليزية وكان يفتقد إلى الخبرة الدبلوماسية.
عندما اندلعت حرب الخليج عام 1991، حضر نتنياهو في جميع إستوديوهات التلفزيون العالمية وشرح الموقف الإسرائيلي. وعندما عُقد مؤتمر السلام في مدريد في نفس العام، فضّل رئيس الحكومة شمير اصطحاب نتنياهو مع الوفد الإسرائيلي، وتنازل عن سفر ليفي. عادت تلك الخصومة مع دافيد ليفي وأزعجته لاحقا.
نتنياهو مع رئيس الحكومة شمير في مؤتمر مدريد (AFP)
النساء والخيانة
الجانب الأكثر خفاء من حياة نتنياهو هو علاقاته مع النساء، وخصوصا مع زوجته الحالية سارة. انتهى زواجه الأول لميكي وايزمان، التي وُلدت له منها ابنته الكبرى نوعا، بعد سنوات قليلة بالطلاق. والزواج الثاني، من امرأة مسيحية اسمها فلايير كيتس، والتي حوّلت دينها خصّيصا من أجل الزواج منه، انتهى هو أيضًا بالطلاق. أما الزواج الثالث من سارة، والدة يائير وأفنير، فكاد أن ينفجر هو الآخر.
هناك عدة روايات، من نمط القيل والقال إلى حدّ كبير، عن الحياة الزوجية للزوجين نتنياهو. هناك من يقول إنّه لم يكن حبّا من النظرة الأولى، وإنّ نتنياهو الذي كان عضوا في الكنيست، وافق على الزواج من سارة فقط عندما أخبرته بأنّها حامل.
الزوجان نتنياهو (MENAHEM KAHANA / AFP)
ولكن عام 1993، وقف نتنياهو أمام الكاميرات واعترف بأنّه أقام علاقة غرامية خارج الزواج مع سارة. انفجرت القضية بشكل غريب. ترشّح نتنياهو في تلك الأيام ضدّ خصمه دافيد ليفي على رئاسة حزب الليكود، الذي كان في المعارضة. في تلك السنوات أقام علاقة حميمية مع روت بار، مستشارته الاستراتيجية، التي كانت متزوجة. لم تعلم سارة شيئا عن ذلك.
في أحد الأيام، عندما كانت سارة وحدها في المنزل، رنّ جرس الهاتف، وأعلمها رجل مجهول الهوية بأنّه سيتمّ نشر شريط يظهر فيه زوجها وهو يقيم علاقة جنسية مع امرأة غريبة. كانت سارة مصدومة، وطلبت من نتنياهو الطلاق
في أحد الأيام، عندما كانت سارة وحدها في المنزل، رنّ جرس الهاتف، وأعلمها رجل مجهول الهوية بأنّه فيما لو لم ينسحب زوجها من الترشح على رئاسة الليكود، فسيتمّ نشر شريط يظهر فيه زوجها وهو يقيم علاقة جنسية مع امرأة غريبة. كانت سارة مصدومة، وطلبت من نتنياهو الطلاق.
وبجهد هائل فقط نجح في مصالحتها، واعترف في مقابلة تلفزيونية بأنّه أقام علاقة غرامية خارج الزواج. وقد ألمح إلى أنّ دافيد ليفي هو من يقف وراء محاولة الابتزاز. ولكن رغم الإحراج، فاز نتنياهو بسهولة برئاسة الحزب.
وخلال سنوات طويلة بعد ذلك ظلّت تظهر شائعات حول سلوك السيدة نتنياهو تجاه زوجها. في إحدى المرات، عندما أجرى مقابلة في برنامج استضافة مع المطربة عوفرا حازا، وقفت حازا بجانبه وداعبته. ذُكر حينها أنّ سارة غضبت كثيرا وصاحت في وجهه: “لماذا تسمح لها بلمسك”؟
شائعة أخرى تقول إنّه عندما جاءت ابنه نتنياهو الكبرى من زواجه الأول، نوعا، لزيارة أسرة نتنياهو في منزلهم وقالت “مرحبا أبي”، انقضّت سارة عليها وأخبرتها بألا تناديه هكذا أمام الأطفال الصغار، يائير وأفنير، الذين لا يعرفون بأنّ لديهم أخت غير شقيقة.
أسرة نتنياهو في الطائرة في طريقها إلى زيارة رسمية للولايات المتحدة (Moshe Milner, GPO)
ومع مرور السنين، وخصوصا عندما تولّى نتنياهو منصب رئيس الحكومة، ظهرت تقارير عن إهانة الموظفين في بيت رئيس الحكومة من قبل السيدة نتنياهو. بل إنّ بعضها وصل إلى التوضيحات القانونية.
زعم في إحدى الحالات مدبّر المنزل في بيت رئيس الحكومة، ماني نفتالي، أنّ سارة اتصلت به في الساعة الثالثة ليلا لتوبّخه لأنه اشترى الحليب بالكيس وليس بالكرتون، اغتاظت منه حتى اضطرّ رئيس الحكومة بنفسه إلى التدخّل وأمره بـ “أن يفعل كلّ ما تطلبه”. في حادثة أخرى وبّخته لأنّ الأزهار في المزهرية لم تكن جديدة، وقالت له: “في قصر الإليزيه لم يكن ذلك ليحدث”.
من رئيس الحكومة الأصغر سنّا، إلى السياسي الأقدم
عندما انتُخب نتنياهو لرئاسة الحكومة للمرة الأولى عام 1996 وفاز على شمعون بيريس المخضرَم، كان الأصغر من بين رؤساء الحكومة في التاريخ الإسرائيلي – بلغ من العمر حينذاك 47 عاما فقط.
كانت فترة توليه الأولى فاشلة جدّا، واتّسمت بفقدان الاستقرار وانعدام الثقة مع سائر الجهات السياسية والأمنية.
كانت المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، عام 1997 نقطة متدنية في رئاسة حكومة نتنياهو. أفاد لاحقا أريئيل شارون، الذي كان وزيرا في حكومته، بأنّ نتنياهو أصيب بالذعر والافتقار الحادّ إلى رباطة الجأش في تلك القضية، ممّا أجبر الحكومة الإسرائيلية على إرسال الترياق إلى مشعل والذي أنقذ حياته، وإلى إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين من سجنه.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو (GPO / AFP)
أثارت القضية غضب الحسين ملك الأردن، وأيضا غضب رئيس الولايات المتحدة حينذاك بيل كلينتون، الذي قال لحسين: “هذا الرجل (نتنياهو) مستحيل”.
سخر منه أريئيل شارون علنًا قائلا: “سأسعد بمساعدتك، ولكنني لا أعلم هل أساعد يدك اليمنى أم اليسرى”
غضب معارضو نتنياهو اليساريّون منه على كونه لم يتقدّم في عملية السلام الذي بدأها سابقاه، إسحاق رابين وشمعون بيريس. بينما غضب معارضوه من اليمين منه لأنّه اضطرّ إلى استمرار تلك العملية مع ذلك، بل وصافح رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. وغضب الجميع بسبب فقدان الاتساق في قيادته. سخر منه أريئيل شارون علنًا قائلا: “سأسعد بمساعدتك، ولكنني لا أعلم هل أساعد يدك اليمنى أم اليسرى”. هُزم نتنياهو عام 1999 في الانتخابات من قبل إيهود باراك، وأعلن نتنياهو للمرة الأولى عن استراحة من الحياة السياسية.
نتنياهو يصافح عرفات (AFP)
ولكن سرعان ما دُعي نتنياهو للقيادة مرة أخرى. عيّنه أريئيل شارون، الذي هزَم باراك، عام 2002 وزيرا للخارجية، وعيّنه بعد ذلك فورًا وزيرا للمالية. وهكذا حظي نتنياهو بسمعة “سيّد الاقتصاد”، الذي أجرى سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية. وبحسب أقوال مؤيديه، في تلك الفترة “أنقذ نتنياهو الاقتصاد الإسرائيلي” عندما خفّض فوائد الفقر والعجز وأدى إلى خصخصة صناديق التقاعد في إسرائيل.
وبحسب أقوال معارضيه، فقد ساهم نتنياهو بذلك في تدمير دولة الرفاه الإسرائيلية. وفي الانتخابات التي أجريت بعد ذلك عام 2006، غضب كثيرون من الليكود بقيادة نتنياهو بسبب تلك السياسات الاقتصادية، وأورثوه هزيمة أخرى في الانتخابات. ولكن بعد 3 سنوات، في عام 2009، عاد نتنياهو وانتُخب رئيسا للحكومة.
كانت فترة ولاية نتنياهو الثانية مختلفة عن الفترة الأولى. أفرغ الشك وعدم الاستقرار في فترة الولاية الأولى مكانه للتعاون المتناغم مع سائر الوزراء، وعلى رأسهم صديقه وخصمه القديم، إيهود باراك. والموضوع الأكثر بروزا في فترة الولاية تلك كان: النووي الإيراني. مرّة تلوَ أخرى، حين حاول خصوم نتنياهو السياسيون مهاجمته، أجاب بأنّ المهمة الوحيدة على جدول الأعمال هي إيقاف البرنامج النووي الإيراني.
نتنياهو يخاطب الجمعية العامة للامم المتحدة (Flash90)
كانت فترة نتنياهو في الساحة الفلسطينية راكدة. على الرغم من رضوخه لضغوط رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما وموافقته عام 2009 على تجميد البناء في المستوطنات، فلم يثق أبدا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ولم يقصد أبدا التوصّل معه إلى تسوية.
بدلا من ذلك، حاول نتنياهو مرّة تلوَ الأخرى إيجاد نماذج بديلة لتحقيق التقدّم السياسي – فقد حاول في بداية فترة ولايته طرح “السلام الاقتصادي” بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي سيستند إلى الشراكات التجارية. وقد حاول مؤخرا اعتماد فكرة جديدة بتعزيز العلاقات مع الدول المعارضة لإيران في العالم العربي، وعلى رأسها السعودية، فيقفز بذلك فوق رؤوس الفلسطينيين.
قال الرئيس الفرنسي حينذاك نيكولا ساركوزي في مكالمة تمّ تسريبها في الصحافة لأوباما: “نتنياهو كاذب”. “لا بدّ لي من التعامل معه يوميّا”، أجاب أوباما
ولكن خبرته السياسية الكبيرة لم تسعفه. مرة تلو أخرى، اتضح بأنّه خلال ستّة أعوام في فترة ولايته كرئيس للحكومة كانت العلاقات الخاصّة جدّا مع الولايات المتحدة تقع في مسار تصادمي. كان انعدام الثقة البارز بين نتنياهو وأوباما هو خلفية ما لا يحصى من الحوادث المحرجة، التي ضربت مكانة إسرائيل الدولية. قال الرئيس الفرنسي حينذاك نيكولا ساركوزي في مكالمة تمّ تسريبها في الصحافة لأوباما: “نتنياهو كاذب”. “لا بدّ لي من التعامل معه يوميّا”، أجاب أوباما.
بنيامين نتنياهو وباراك أوباما (Avi Ohayon/GPO)
وحلّق فوق كلّ ذلك اتهام بارز واحد تجاه نتنياهو: بأنّ هدفه الوحيد هو البقاء سياسيّا. سوى السياسة وسوى الاقتصاد وسوى الأيديولوجية، فإنّ نتنياهو مهتمّ بشيء واحد فقط – الحفاظ على منصبه كرئيس لحكومة إسرائيل.
ولكن في المقابل، يروج في السنوات الأخيرة في صفوف الشعب الإسرائيلي بأنّه لن يكون هناك شخص آخر بمثل مكانة بنيامين نتنياهو، القادر على قيادة دولة إسرائيل وتوجيهها.
عندما انتُخب للمرة الثالثة رئيسا للحكومة عام 2013، تحوّل نتنياهو من رئيس الحكومة الأصغر سنّا إلى رئيس الحكومة الأقدم فيما عدا رئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون. ولكن رغم الخبرة والتجربة، لم يكن الائتلاف الأخيرة لنتنياهو مستقرّا مثل سابقه، وذكّرنا أكثر بفترة ولايته الأولى كرئيس للحكومة.
خلال كل أسبوع فرض شركاءه السياسيين الجدد – يائير لبيد، تسيبي ليفني، نفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان شروطا جديدة عليه. ووصل الأمر إلى الذروة عندما توحد جميع هؤلاء ضدّه من أجل تشريع قانون لإغلاق صحيفة “إسرائيل اليوم” – وهي الصحيفة الوحيدة التي تقف على يمين نتنياهو، وتتبع لصديقه، الداعم الأكبر له، الملياردير الأمريكي شيلدون أدلسون.
إنّ سجلّ نتنياهو ليس واضح المعالم. لقد فاز بشكل كبير في المعارك الانتخابية الثلاث التي قادها، عام 1996، 2009 و 2013، ونجح في تشكيل حكومة وفي القيادة. ولكن في معركتين انتخابيتين أخريين، عام 1999 و 2006، ضُرب مرة أخرى من قبل الناخبين. وقبيل الانتخابات المقبلة، يبقى السؤال مفتوحا: هل سيثبت نتنياهو بأنّه قادر على البقاء مرّة أخرى، أم سيُهزم؟
قبل نحو أسبوعين، نُشر مقطع جديد مستثمر فيه، ضد “المعسكر الصهيوني” برئاسة يتسحاق (بوجي) هرتسوغ، وتسيبي ليفني، إذ يظهران فيه كزوجين محبين على سفينة تيتانيك، التي تصطدم بالجبل الجليدي وتغرق تحت الماء.
أصدرت شركة “101 للإنتاج” الفيلم، ولا يمكن معرفة من قام بتمويل إصداره، رغم أنه يمكن الافتراض أنه جاء من المعسكر اليميني. بعد أسبوع من ذلك، نشرت “101 للإنتاج” مقطعا آخر، وبتمويل غير مذكور، إلا أن المقطع الحالي يأتي، على ما يبدو، من الجهة السياسية الأخرى في إسرائيل، إذ أن المقطع يسخر من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته سارة نتنياهو.
يتمحور المقطع، المسمى، “بيبي وسارة” في رقصة فاسدة”، حول النشر الشخصي والمحرج المتعلق بفضائح مختلفة تتورط فيها سارة نتنياهو، والتي تحرج رئيس الحكومة. يظهر نتنياهو وزوجته وهما يرقصان على منصة مثبت فوقها لافتة :”الليكود”، حزب نتنياهو، ويشاهدهما جمهور عريض ويحييهما.
بنيامين نتنياهو وقرينته سارة يحتفلان بعيد الميمونة (FLASH90)
يظهر من بين الجمهور أعضاء كنيست رفيعو المستوى في الليكود: ميري ريغف، تسيبي حوطوبلي، زئيف إلكين، ويوفال شتاينيتس. تطلب ريغف من الجمهور أن يصفق، وبعد ذلك يقترح إلكين أن ينشئ “بيبي تورز”: هذا اسم الفضيحة المربكة التي نُشرت مؤخرا، في إطارها قام أشخاص بشكل خاص بإرسال نتنياهو وزوجته في رحلة جوية، مخالفين بذلك الإجراءات المعهودة. وحقا، بعد هذا الطلب تظهر سارة محلقة في الهواء، ويلمح ذلك إلى السفرات الجوية التي حظيت بها طبعا.
خلال الفيلم يبدو نتنياهو ممسكا بوظة بلون أخضر. وهي تذكير بفضيحة مربكة نُشرت قبل زمن طويل معروفة باسم “فضيحة بوظة الفستق”، في إطارها تبين أن نتنياهو يعتاد بصورة منتظمة على استهلاك بوظة الفستق بما يبلغ 10 آلاف شاقل في السنة (2,500 دولار) من ميزانية الدولة.
على طول الفيلم، يرقص الجمهور، وممن يظهر أيضا هما الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين والرئيس الأمريكي باراك أوباما، اللذان يصلان متأخرين للاحتفال، لكنهما ينضمان فورا للرقص، ويظهر عليهما السرور للغاية.
الانتخابات في إسرائيل تقترب، ويبدو أنّ الأعصاب والتوتّرات بين عموم المرشّحين آخذة في التزايد. اشتدّت في الآونة الأخيرة ظاهرة لم تكن موجودة في بداية المعركة الانتخابية: هجمات متبادلة بين الأحزاب المختلفة في نفس “الكتلة السياسية”.
في إسرائيل لا يختار الناخبون رئيس الحكومة، وإنما الحزب فقط. بعد الانتخابات، يكلّف رئيس الدولة أحد الأحزاب في تشكيل حكومة، وبشكل عام فإنّ الأحزاب التي تشكّل الحكومة هي الأحزاب القريبة من بعضها البعض من الناحية الأيديولوجية.
فعلى سبيل المثال، إذا كان رئيس الحكومة الحالي، بنيامين نتنياهو، هو الذي سيشكّل الحكومة القادمة، فهناك احتمال كبير بأنّ يكون حزب البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينيت شريكا كبيرا في هذه الحكومة. وعلى الجانب الآخر، إذا فاز “المعسكر الصهيوني” برئاسة يتسحاق (بوجي) هرتسوغ وتسيبي ليفني في الانتخابات، فمن المحتمل جدّا أن يكون حزبا “هناك مستقبل” برئاسة يائير لبيد و “ميرتس” شريكين كبيرين في تلك الحكومة، التي ستكون حكومة اليسار – الوسط.
وكما ذكرنا، فحتى وقت قريب حرصت الأحزاب المختلفة على عدم مهاجمة الأحزاب القريبة لها، ولكن يبدو أنّه من المتوقع تغيّر هذا الاتجاه، ربما بسبب حقيقة أنّ التقدير المرجّح اليوم هو أنّ نتنياهو سيستمرّ في تولّي منصب رئيس الحكومة، ولذلك ترغب الأحزاب المختلفة بـ “قضم” أصوات من الأحزاب القريبة إليها. هكذا تمّ تمهيد الأرضية للمواجهة على تويتر والتي جرت أمس بين نتنياهو وبينيت.
نفتالي بينيت (Alex Kolomoisky/FLASH90)
في البداية، غرّد رئيس الحكومة نتنياهو في تويتر كاتبا: “سيكون “البيت اليهودي” شريكا في حكومتنا، ولكن إذا انخفض بعدّة مقاعد فهذا لن يغيّر شيئا. إذا انخفض الليكود بعدة مقاعد، فمن المحتمل أن يتمّ تسليم الحكومة لليسار”. في الواقع، فهناك هدف واضح فقط لهذه التغريدة: جعل ناخبي البيت اليهودي يصوّتون لنتنياهو.
ولم يتأخر ردّ بينيت عن الوصول، ونشر بعد مدّة قصيرة من ذلك هذه التغريدة: “القسم الأول غير صحيح (في المرة السابقة حاولوا استبعادنا من الحكومة) والقسم الثاني لن يكون (بيت يهودي كبير فقط هو ما سيمنع أن تقوم مجدّدا حكومة لليسار)”. هذه التغريدة ساخرة، ذلك أنّ جملة “القسم الأول غير صحيح والقسم الثاني لن يكون” هي جملة مرتبطة بنتنياهو. رسالة بينيت هي أنّ إضعاف حزبه قد يؤدي بحكومة الليكود لتصبح مع المعسكر الصهيوني.
أما الذي قرّر الانضمام إلى هذه التغريدات فهو موشيه كحلون، زعيم حزب “كلّنا”، الذي يركّز على تخفيض غلاء المعيشة في إسرائيل. “منذ عام وثمانية أشهر وأنتما تتشاجران” هكذا غرّد كحلون في ردّه، “لشعب إسرائيل هذا ليس مضحكا جدّا. بدلا من أن يهزم أحدكما الآخر عليكما أن تهتما بهزيمة غلاء المعيشة”.
وستجري الانتخابات كما ذكرنا بعد أكثر من شهر بقليل، ولكن الأحداث الأخيرة تؤكّد بأنّ القادم في المعركة الانتخابية سيكون حماسيّا ومليئا بالتشهير بين المرشّحين المختلفين. ويبقى علينا أن ننتظر المواجهات القادمة.
"הבית היהודי" תהיה שותפה לממשלה שלנו, אבל אם היא תרד בכמה מנדטים זה לא ישנה דבר. אם הליכוד ירד בכמה מנדטים, הרכבת הממשלה עלולה להימסר לשמאל
— Benjamin Netanyahu – בנימין נתניהו (@netanyahu) February 5, 2015
@naftalibennett@netanyahu שנה ושמונה אתם רבים. את עם ישראל זה פחות מצחיק. במקום לנצח אחד את השני תתעסקו בלנצח את יוקר המחיה.
يحتفل رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم بعيد ميلاده الـ 65. هذه فرصة جيدة لإلقاء نظرة على بعض الصور المميّزة في حياة نتنياهو، بدءًا بطفولته في القدس، مرورًا بفترة خدمته العسكرية في الوحدة المختارة التابعة لسرية هيئة الأركان العامة وحتى أيامه هذه كرئيس لحكومة إسرائيل.
قررنا هنا، وبما أن الجميع يعرفون صور نتنياهو وهو يخطب ويحاضر ويرتدي ملابسًا أنيقة وربطات عنق، أن نعرض لكم جانبًا آخر من شخصية الرجل. ليس رئيس الحكومة نتنياهو بل الإنسان الذي خلف ذلك المنصب: زوج سارة نتنياهو ووالد يائير وآفنير وشقيق يوني الذي يُحب لعب كرة القدم وتدخين السيجار. شاهدوا واستمتعوا:
هذا هو الفتى بنيامين نتنياهو. ذكرت معلمته في المرحلة الابتدائية مؤخرًا أن نتنياهو كان طالبًا متميزًا.
الطفل بنيامين نتنياهو في منزل والديه في القدس (AFP)
التحق نتنياهو، بعد شقيقه يونتان (يوني) الذي كان محاربًا متميّزًا، بالوحدة المميّزة التابعة لسرية هيئة الأركان العامة وشارك من خلال تلك الوحدة في عدة عمليات عسكرية، سرية وخطيرة. قُتل يوني خلال عملية تحرير الرهائن الذين تم اختطافهم إلى “إنتيبي” من قبل الجبهة الشعبية عام 1976.
بنيامين نتنياهو مع أخيه يوني نتنياهو (YEDIOTH AHARONOTH/AFP)
نتنياهو خلال تمارين اللياقة البدنية عام 1970 (AFP)
نتنياهو خلال تدريب عسكريّ (Flash90)
لم ينس نتنياهو أبدًا بعد أن أصبح رئيس حكومة للمرة الأولى في عام 1996 كيف يمسك البندقية ويصوب من خلال مهداف البندقية.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو (GPO / AFP)
وها هو هنا مع والده، المؤرخ بينتسيون نتنياهو. قام شمعون بيرس، رئيس الدولة، برثاء بينتسيون بعد وفاته قائلا: “الأب بينتسيون كتب التاريخ وابنيه، يوني وبيبي صنعا تاريخًا”.
بنيامين نتنياهو ووالده بينتسيون (Facebook)
أكثر شيء محبب بالنسبة لبنيامين نتنياهو ومنذ سنوات طويلة هو تدخين السيجار. هذه صورة نادرة حيث يشدد نتنياهو ألا تلتقطه الكاميرات وهو يدخن السيجار.
رئيس الحكومة نتنياهو يُدخن السيجار (Flash90)
سارة نتنياهو هي الزوجة الثالثة لرئيس الحكومة ولكن صور زوجتيه السابقتين بالكاد ظهرتا للجمهور. هنا يظهر نتنياهو برفقة سارة فوق سور الصين العظيم.
بنيامين نتنياهو وزوجته سارة في زيارة لسور صين العظيم (GPO/Avi Ohayon)
في أول ولاية لبنيامين نتنياهو كرئيس للحكومة الإسرائيلية كان ابني نتنياهو، يائير وآفنير، لا يزالان طفلين صغيرين. اليوم هما في سن الالتحاق بالجامعة.
شتاء 1996- أسرة نتنياهو في الثلج المقدسي (Yaakov Saar, GPO)
أسرة نتنياهو في الطائرة في طريقها إلى زيارة رسمية للولايات المتحدة (Moshe Milner, GPO)
أسرة نتنياهو مع ضيف مميز (Avi Ohayon/GPO)
أسرة نتنياهو تلعب بالثلج (Facebook)
هناك هواية أُخرى يحبها رئيس الحكومة وهي لعب كرة القدم، الهواية التي لا يجد لها الكثير من الوقت ليمارسها بسبب ظروف عمله. ورغم ذلك، حين يُتاح له أن يلتقي أفضل لاعب كرة قدم في العالم لا يتنازل عن ذلك أبدًا.
نتنياهو يلعب كرة القدم (Yossi Zeliger FLASH90)
بنيامين نتنياهو و ليونيل ميسي (Facebook)
65 عامًا من الحياة هي فترة ليست بسيطة وكذلك الأمر فيما يخص السنوات الثماني في منصب رئاسة حكومة إسرائيل. ما الذي ينتظر نتنياهو في السنوات القريبة؟
جندي إسرائيلي ودبابة خارج قطاع غزة (Hadas Parush/Flash90)
الطريق لإنهاء العملية في غزة
يعلّمنا التاريخ أن وقف إطلاق النار في عملية "الجرف الصامد" سيتحقّق بواسطة تسوية دولية. والمرشحون للوساطة بين الجانبين هم قطر، تركيا، مصر، بل ومحمود عباس
حدث ذلك في حرب لبنان الثانية عام 2006، وفي عملية “الرصاص المصبوب” عام 2009، وفي عملية “عمود السحاب” عام 2012، وعلى ما يبدو أنّه سيحدث أيضًا في عملية “الجرف الصامد” – الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس ستنتهي بعد تدخّل دولي واتفاق تسوية بين الجانبين يحقّق وقف إطلاق النار (حتى المرة التالية).
تحدّث رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي اقترح المساعدة في تحقيق وقف إطلاق النار. في الواقع، وفقًا لمصادر مختلفة، يدرس الأمريكيون خيارات الوساطة بين إسرائيل وحماس.
ولن تعتبر حماس الولايات المتحدة وسيطًا نزيهًا في الصراع الحالي، ويمكننا أن نفهمها على ضوء الدعم الكبير الذي تتلقّاه إسرائيل في واشنطن. ولقد وافق الكونغرس الأمريكي أمس على قانون يعبّر عن دعم كامل لإسرائيل ويدين حماس، وبذلك تحظى إسرائيل بدعم نادر من الحزبين الأمريكيَين، والذي يُظهر فقط توافق الآراء في الولايات المتحدة بخصوص دعم إسرائيل.
بنيامين نتنياهو وباراك أوباما (Avi Ohayon/GPO)
المرشّحون الأربعة للوساطة
يعلم الأمريكيون أنّ حماس لن توافق على وساطتهم، ولذلك فهم يبحثون عن وسيط يحاول أن يحقّق وقف إطلاق النار المنشود. الخيار الأول هو قطر. تدعم قطر اليوم حماس وتستضيف في أراضيها قيادة حماس في الخارج، وعلى رأسها خالد مشعل. بل وقد اقترحت دفع “الأجور الضائعة” لـ 40,000 موظف لدى حماس.
لا شكّ أنّ حماس ستوافق على وساطة قطر، ولكن السؤال هو: هل ستوافق إسرائيل وقطر؟ لا تعترف قطر بإسرائيل اعترافًا رسميًّا، ولن ترغب إسرائيل بإقامة محادثات مع الدولة العربية الوحيدة التي تكتسب حاليًّا احترام حماس. إذا كان الأمر كذلك، فإنّ وساطة قطر تبدو أقل احتمالا، وإذا تم ذلك فمن المحتمل أن يحدث “وراء الكواليس”.
الخيار الثاني هو تركيا. ولقد شهدت العلاقات بين تركيا وإسرائيل صعودًا وهبوطا في السنوات الأخيرة. منذ “أحداث مرمرة” عام 2010، والتي قُتل خلالها تسعة أتراك، تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وأعربت تركيا مرّات عديدة عن دعمها لسكان غزة، ولكن يبدو مؤخرًا أن الدولتين تتواجدان على الطريق لتسوية تُعيد العلاقات لمسارها، وقادة كلا الدولتين، نتنياهو وأردوغان، تحادثا هاتفيّا قبل نحو عام ونصف.
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (AFP)
مع ذلك، فإنّ إسرائيل لا تعتبر تركيا محايدة في الصراع بين الجانبين، وقد ظهر إثبات على ذلك ليلة أمس، حين أعلن أردوغان أنّ العلاقات مع إسرائيل لن تعود كما كانت إذا لم توقف إسرائيل “الظلم في غزة”. وقد قال أردوغان أيضًا أنّه سيطلب من الأمم المتحدة التدخّل في الصراع.
الخيار الثالث هو الخيار المصري. كما هو معلوم، فقد انتهت عملية “عمود السحاب” التي جرت في تشرين الثاني عام 2012 بفضل الوساطة المصرية لوزير الخارجية من قبل الإخوان المسلمين حينذاك، محمد كامل عمرو، ولذلك تعتبر مصر مرشّحًا محتملا للوساطة.
مع ذلك، فقد حدثت أمور كثيرة في بلاد النيل. فيسيّطر عبد الفتّاح السيسي على الحكم ، والمعروف أنّه أعلن الحرب الشاملة ضدّ الإخوان المسلمين وأشار إلى أن حماس أيضًا، شريكهم الطبيعي، باعتبارها عدوّا. لاعتبارات شعبية، فإنّ السيسي لن يسارع في تنفيذ عملية ما تدعم إسرائيل، وبشكل عام فإنّ جدول أعمال السيسي يتركّز على مشاكل مصر الداخلية.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (EBRAHIM HAMID / AFP)
ومع ذلك، يزعم مسؤولون إسرائيليون أنّ الأمريكيين لا يستبعدون إمكانية الوساطة المصرية، والتي تبدو هذه الأيام غير محتملة. إذا تمّت هذه الوساطة، فسيحدث ذلك بعد وقتٍ ما (نحو أسبوع على الأقلّ)، وقد يقتنع السيسي أنّ عملية كهذه ستعرضه باعتباره رائدًا في الشرق الأوسط. في جميع الأحوال، لا يبدو أنّه سيكون لدى مصر ميلٌ لدعم أي من الجانبين ولذلك فهي تعتبر المرشّح الأكثر موضوعية.
الخيار الرابع هو رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي أعرب عن استعداده للوساطة بين الجانبَين. وساطة عباس غير معتبرة في هذه المرحلة من قبل الأمريكيين، وسيتم تلقّيها بشكّ سواء من الجانب الإسرائيلي أو من جانب حماس، لكون الجانبين غير محبوبين لدى فتح وعباس. مع ذلك، لا يمكن استبعاد هذا الخيار أيضًا.
كيف سيبدو وقف إطلاق النار؟
فليكن الوسيط أيًّا كان، فيبدو الآن أنّ الخطوط العريضة للتسوية المستقبلية معروفة بشكل ما. إسرائيل غاضبة جدّا على حماس. وقبل بدء العملية، حين تم إطلاق صواريخ كثيرة تجاه إسرائيل ولكنها لم تردّ، فقد صرّحت تصريحًا رسميًّا أنّ “الهدوء يقابله الهدوء”.
ولكن، صعّدت حماس من وتيرة إطلاق الصواريخ وفي الواقع جرّت إسرائيل إلى الحرب. رسميًّا، تصرّح إسرائيل أنّها لا تكتفي بالهدوء فقط وأنّها ترغب بتحقيق ردع بل وإحباط قدرات حماس على إطلاق الصواريخ تجاه البلدات الإسرائيلية. مع ذلك، فمن المحتمل أن تتنازل إسرائيل وتتوقّف عن قصف غزة حين يتوقّف إطلاق الصواريخ تجاه بلداتها.
اطلاق الصواريخ على المدن الاسرائيلية (AFP)
من المتوقع أن تضع حماس ثلاثة شروط لتسوية وقف إطلاق النار: إطلاق سراح الدفعة الثانية من محرّري “صفقة شاليط”، الذين تمّ اعتقالهم خلال عملية “إعادة الإخوة”، دفع الرواتب لموظّفيها وفتح معبر رفح. ستوافق إسرائيل على البند الأول وليس بشكلٍ رسميّ وإنما فعليّ، ومن المحتمل أيضًا أن توافق على البند الثالث.
بخصوص دفع الرواتب؛ فمن المحتمل أنّ تعرب إسرائيل عن معارضتها لذلك، لأنّها تعتقد أنّ جزءًا كبيرًا من المال سيُنقل لتسليح حماس. ومن المتوقع أن يتناقش الجانبان في هذه النقطة (من خلال الوسطاء) وأن يصلا إلى حلّ، إبداعيّ على الأرجح. والسؤال المطروح هو: لماذا ينتظر الجانبان وكم من الضرر سيحدث حتى يصلا إلى وقف إطلاق النار؟
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع موشيه (بوغي) يعلون ووزير الأمن الداخلي (الشرطة) يتسحاق أهرونوفيتس في الكنيست (Flash90)
ما هو هذا المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية؟
تم تحديد مجموعة الوزراء المصغّرة التي تحدّد سياسة إسرائيل قبل نحو عام ونصف، مع تأسيس حكومة نتنياهو. إلى أين تهبّ الرياح في الاجتماعات؟
منذ بداية عملية “الجرف الصامد” تذكر تقارير وسائل الإعلام باستمرار أنّ “المجلس الوزاري المصغّر” يجتمع، يتناقش ويتّخذ القرارات بخصوص استمرار العملية. ما هو المجلس الوزاري المصغّر في الواقع؟
رسميًّا، فالمجلس الوزاري المصغّر هو مجموعة صغيرة من كبار الوزراء، على رأسهم رئيس الحكومة الإسرائيلي، وهدفهم مساعدة الحكومة في تشكيل السياسات، قيادتها وتنفيذها، في قضايا العلاقات الدولية والأمن القومي. في الأيام الاعتيادية يجتمع المجلس الوزاري المصغّر لبعض الوقت، بينما في أوقات الطوارئ (مثل عملية “الجرف الصامد”) يجتمع كلّ يوم.
عملية “الجرف الصامد” (Hadas Parush,Edi Israel/Flash90)
وفق القانون، ففي المجلس الوزاري المصغّر هناك، على أقلّ تقدير، ستّة من كبار الوزراء، مع وزراء كبار آخرين، ويحضر قادة مختلف النظم الإسرائيلية بشكل ثابت تقريبًا جلسات المجلس الوزاري المصغّر مثل: رئيس الأركان، رئيس مجلس الأمن القومي، مديرَي وزارة الدفاع، الخارجية والمالية، رئيس الشاباك، النائب العام وغيرهم، حسب الحاجة.
يتألف المجلس الوزاري المصغّر الحالي، الذي تشكّل مع إنشاء حكومة نتنياهو قبل نحو عام ونصف من ثمانية أعضاء: رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع موشيه (بوغي) يعلون، وزير المالية يائير لبيد، وزير الأمن الداخلي (الشرطة) يتسحاق أهرونوفيتس، وزيرة العدل والمسؤولة عن المفاوضات تسيبي ليفني، وزير الاقتصاد نفتالي بينيت ووزير الإعلام جلعاد أردان.
وزير المالية يائير لبيد ووزيرة العدل تسيبي ليفني قبل اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي (Alex Kolomoisky/POOL/FLASH90)
وفقًا للتقارير المختلفة، يمكننا تقريبًا تقسيم وجهات النظر السائدة في المجلس هذه الأيام لمجموعتين: المجموعة التي تدعو إلى تكثيف وتعميق عملية “الجرف الصامد”، والمجموعة التي تدعو إلى جعلها أكثر اعتدالا. تشمل المجموعة الأولى ليفني، لبيد ويعلون، بينما تشمل المجموعة الثانية بينيت، أردان ومؤخّرًا أيضًا ليبرمان وأهرونوفيتش (والذي يعتبر “القائم بعمل” ليبرمان). أمّا من يشكّل المحكّ فهو نتنياهو، والذي بسبب توزيع القوى فهو الذي يتّخذ القرارات في النهاية.
هاتَف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس الدولة، شمعون بيريس، اليوم الرئيس المصري المنتخب عبد الفتّاح السيسي وقاما بتهنئته على فوزه الساحق في الانتخابات المصرية.
في البداية تحدّث نتنياهو مع السيسي. وأكّد في محادثته على الأهمية الاستراتيجية للعلاقات بين الدولتين ولاتفاق السلام بينهما، والذي وُقّع قبل 35 عامًا. في نهاية المكالمة، تمنّى نتنياهو للشعب المصري مستقبلا مستقرّا، وازدهارًا وسلامًا.
وبعد ذلك هنأ بيريس السيسي على فوزه في الانتخابات. وأكّد على التزام إسرائيل باتفاق السلام مع مصر، وتعزيز التعاون بين الدولتين في جميع المجالات. وأعرب بيريس أيضًا عن أمله بأنّ يقود السيسي – باعتباره مصريّا وطنيّا – الشعب المصري إلى إنجازات كبيرة، على ضوء الماضي المجيد لمصر. فشكر السيسي بيريس على التحيّات الحارّة.
ئيس دولة إسرائيل شمعون بيريس (Moshe Milner/GPO/FLASH90)
لقد استمرّ التعاون بين إسرائيل ومصر دون توقّف، حتّى في الأيام التي كان الحكم بمصر فيها فضفاضًا وأيضًا في زمن تولّي محمد مرسي للرئاسة. ومع ذلك، بدا وأنّه منذ سقوط حكم مبارك، تمّ تقليل الاتصالات الشخصية بين القادة أو اختفت تمامًا، حتى لحظة المكالمات الهاتفية اليوم.
حتى الآن، لم يُدعَ أي ممثّل عن إسرائيل لحضور حفل تنصيب الرئيس المصري، ولكن تلقّت إسرائيل أمس رسائل إيجابية من قبل جهات مصرية بخصوص دعوات شخصية إسرائيلية للحفل، ويُعتقد الآن أنّ السفير الإسرائيلي في مصر سيكون حاضرًا في الحفل. ومن الجدير بالذكر أنّ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد دُعيَ للحفل.
قال السيسي قبل الانتخابات إنّه سيحترم اتفاق السلام مع إسرائيل. وحين سُئل بخصوص زيارة محتملة لإسرائيل أو استضافة زعماء إسرائيليين في مصر، أجاب بأنّه يوافق على ذلك بعد أن تتوصّل إسرائيل إلى اتفاق مع الفلسطينيين لإقامة الدولة الفلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، أكّد السيسي على دعمه لمبادرة السلام العربية، والتي اقترحت الدول العربية في إطارها الاعتراف بدولة إسرائيل وأن تقيم معها علاقات كاملة بعد قيام الدولة الفلسطينية .