“في عالمنا الجديد أصبح فيس بوك أقوى من كل دولة”، هذا ما قاله صباح اليوم النائب الإسرائيلي، أريئيل مرجليت (حزب العمل)، في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب، عرض فيه برنامجه السياسي للسلام الإقليمي. “يعمل أشخاص من كل العالم لتحقيق هدف مشترك، وحينها يصبحون أقوى من كل حكومة”.
قبل مدة قصيرة من مؤتمر حزب العمل، والذي سيتم فيه تحديد موعد لاختيار رئيس جديد للحزب، ليترشّح لرئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة، اختار مرجليت عرض برنامجه، حيث يعمل معه شركاء الدرب، فتحي عمارة، ويوفال رابين، نجل رئيس الحكومة الإسرائيلي الراحل، إسحاق رابين، الذي وقّع على معاهدة السلام مع الأردن وعلى اتفاقية أوسلو.
كُتب البرنامج، الذي سمّاه “برنامج المصالح”، في الأصل باللغة العربية، وبعد ذلك فقط تُرجم إلى العبرية. في بداية كلامه تطرق إلى ذلك وقال: “كيف لم يحدث ذلك من قبل؟ كيف لم تتحدث الحكومة الإسرائيلية أبدا إلى العرب بلغتهم وقالت لهم: نعم، يمكن التوصل إلى تسوية، نعم، يمكن أن يكسب الجميع من البرنامج”.
بعد ذلك انتقد مرجليت بشدّة رئيس الحكومة الإسرائيلي قائلا: “لا يمكن انتظار المزيد من أجل تحقيق تسوية سياسية. إذا انتظرنا نتنياهو سنجد أنفسنا نخوض حرب أخرى قريبا… تحتاج دولة إسرائيل الآن إلى ثورة سياسية ضدّ نتنياهو”.
وفقا لكلام مرجليت، فإنّ البرنامج، الذي كُتب بمشاركة ممثلين عرب وشخصيات أمنية، قد أُرسل إلى صناع الرأي في العالم العربي، وهو يعتزم جمع توقيعات مواطنين من الدول العربيّة عليه. “سنتجاوز معا كل من يخاف من التسوية وسنبدأ بالعمل في الميدان”.
يحدّد البرنامج مصالح إسرائيل ودول المنطقة، بالإضافة إلى التهديدات المشتركة، وعلى رأسها يقف تعزّز القوة الاقتصادية المتوقع لإيران، بالإضافة إلى تعزّز قوة العناصر الأصولية المتطرفة. بعد ذلك اقتُرحت حلول لهذه التهديدات، على ضوء التقاء المصالح.
ويطرح البرنامج، من بين أمور أخرى، تنمية إقليمية اقتصادية، تتضمن أيضًا إعادة إعمار غزة، وسيعزز مشاريع إقليمية ضخمة في مجالات التكنولوجيا، التجارة والزارعة، سيُضخّ تمويلا من العالم إلى الشرق الأوسط. أمنيًّا تتضمّن المبادرة إنشاء تحالف إقليمي، وفي إطاره تم وصف تفكيك سوريا إلى 5 دول، من بينها دول ستنضمّ إلى “الائتلاف المعتدل” وهي الإقليم الكردي، الدرزي، والسني. يتضمّن البرنامج أيضًا تحييد داعش والقاعدة، وفصل محور إيران-حزب الله، بالإضافة إلى إقامة نظام حرب إلكترونية إقليمية.
وفقا لكلام مرجليت، فهو “برنامج عملي يستند إلى الأفعال وليس إلى الأفكار”، وهذا ما يميّزه عن أي برنامج آخر في السابق.
ومع ذلك، من الجدير بالذكر أن مرجليت هو سياسي هامشي نسبيًّا في إسرائيل، واحتمالات انتخابه لرئاسة حزب العمل منخفضة، وكذلك احتمالات أن يحصل هذا البرنامج على الدعم وأن يُطبّق.