في الأسابيع الماضية، أصبحت مطربة شابة معروفة كـ “شافيطة” (Shefita) تثير ضجة كبيرة في إسرائيل. شافيطة هي المطربة روتم شيفي، ابنة 35 عاما، تشارك في هذه الأيام في المنافسة الشعبية “النجم الساطع القادم في اليوروفيجن”، التي يتنافس في إطارها مطربون شبان من أجل تمثيل إسرائيل في اليوروفيجن الذي سوف يُجرى في شهر أيار القادم في تل أبيب.
تثير شخصية المطربة الملونة والمميزة جدلا وانتقادا عارما في إسرائيل، لأن الحديث يجري عن مطربة وكأنها عربية، تتحدث الإنجليزية بلهجة سيئة، تضع مكياجا مبالغا به، ترتدي ملابس ملونة ملائمة للاحتفالات، تتقلد مجوهرات براقة، وتستخدم عصا للمشي مرصع بالماس. تغني المطربة بأسلوب عربي وبلهجة عربية ثقيلة، لهذا ينظر إليها الكثيرون نظرة استهتار بالجمهور العربي وثقافته.
رغم النقاش الجماهيري المستعر حول شخصية شافيطة الذي بدأ في الأسابيع الأخيرة، فإن المطربة معروفة منذ سنوات لدى الإسرائيليين. في عام 2013، أصدرت المطربة تسجيلاتها الأولى لأغنية “Karma Police” لفرقة راديوهيد، التي أصبحت صرعة وحظيت بأكثر من مليوني مشاهدة. في وقت لاحق، أطلقت تسجيلات لأغنيات لمشاهير آخرين مثل “ليثيوم” (Lithium) لفرقة نيرفانا – تستخدم شافيطة أسلوب الموسيقى العربية في هذه الأغاني.
قبل نحو شهرين، شاركت شافيطة كمرشحة محتملة في مسابقة “النجم الساطع القادم في اليوروفيجن”، ومنذ ذلك الحين يتصدر اسمها العناوين. كما يمكن أن نفترض، فإن الانتقادات حول أسلوب المطربة التقليدي والمبالغ به لم تتأخر، بالمقابل هناك تعليقات إيجابية حول أسلوبها الموسيقي وقدرتها على الغناء.
كُتبت تعليقات كثيرة في الأسابيع الماضية في مواقع التواصل الاجتماعي حول الإشكالية المتعلقة بالمطربة اليهودية التي تلعب دور مطربة عربية ذات لهجة مبالغ بها، ومظهر تقليدي، وتتحدث الإنجليزية بمستوى سيء. تثير شخصية شافيطة جدلا بين حكام برنامج “النجم الساطع القادم في اليوروفجين”، وما زالت النقاشات مستعرة وآخذة بالازدياد، إضافة إلى ذلك، تُنشر مقالات رأي في النت حولها. من جهة، تحظى شخصية شافيطة بمدح بسبب شخصيتها التهكمية والمسلية، ومن جهة أخرى تتعرض لانتقادات لأنها تظهر كشخصية غير محبذة، ومتكبرة.
منذ إطلاق أغانيها الأولى، ادعى محبو موسيقى كثيرون أن أغاني المطربة باللهجة العربية مبالغ بها وتشكل استهتارا بالثقافة العربية. “تمثل شافيطة تزويرا ثقافيا وتكبرا. فهي لا تمثل انتقادات معينة، معرفة، ابتكارا ولا تعرض مضمونا هاما، بل يجري الحديث عن تزوير”، قال المحلل التلفزيوني، عيناف شيف.
كما ينتقد فنانون عرب إسرائيليون شافيطة أيضا. مثلا، ادعت المطربة ميرا عوض، أنه رغم أن الحديث يجري عن مطربة موهوبة، فإن شافيطة تهزأ من مجتمع مستضعف بشكل تهكمي ومتكبر. “حتى لو أني تحدثت بهذه اللهجة نيابة عن الآخرين، بصفتي ميرا عوض، فهذا يمثل تكبرا أيضا. يعبر هذا عن اتخاذ خطوة غير راقية، مثيرة للضحك تجاه آخرين ذوي قدرات أقل مني”، قالت ميرا في مقابلة معها.
إضافة إلى الانتقادات السلبية الموجهة إلى شخصية شافيطة، فقد حظيت المطربة بتعليقات إيجابية. وفق أقوال الفنان أساف أمدورسكي، أحد الحكام في مباراة “النجم الساطع القادم في اليوروفيجن”، تعبّر شافيطة عن “احترامها للموسيقى العربية”. يبدو لي أنه رغم الانتقادات الواسعة التي تثيرها المطربة لدى الإسرائيليين، يقدر حكام البرنامج قدرات المطربة الموسيقية، إذ إنها تحظى بمديح بفضل أدائها المميز وتنجح في التقدم في المباراة بشكل متفق عليه بين الحكام تقريبا.
في نهاية الأسبوع القادم، سوف تتنافس المطربة في مرحلة نصف النهائي من البرنامج، وسوف نعرف إذا كانت سوف تشارك في المرحلة النهائية الكبرى، وحتى أنها قد تنجح في أن تمثل إسرائيل في مباراة اليوروفيجن. سواء كانت المطربة ستنجح في أن تمثل إسرائيل أم لا، يبدو أنها نجحت في أن تخترق الوعي الإسرائيلي، لهذا يبدو أن شخصيتها الاستنثائية ستظل خالدة في الذاكرة في المستقبل القريب.