يهود كردستان

أكراد سوريون يحتفلون بالاستفتاء (AFP)
أكراد سوريون يحتفلون بالاستفتاء (AFP)

10 حقائق لم تعرفوها عن الأكراد

الجذور القديمة، العيش في ظلّ أنظمة عدائية، مقاتلو البيشمركة الذين ساهموا في إسقاط صدّام حسين، والكفاح المستمرّ من أجل الاستقلال - هذه هي قصة الأكراد في الشرق الأوسط

26 سبتمبر 2017 | 09:47

يراقب العالم كله عن كثب نتائج الاستفتاء الذي نفذه إقليم كردستان على الانفصال عن العراق، أمس الأحد، ومر بهدوء داخل الإقليم، رغم العاصفة الذي اثارها في الدول المجاورة المعارضة لهذه الخطوة التي أقدم عليها الأكراد. تعرفوا أكثر إلى الشعب الكردي الذي يطالب بالاستقلال.

1. العدد الكلّي للأكراد في العالم غير معروف، ويقدّر بعشرات الملايين. تتحدث التقديرات الأكثر تواضعًا عن وجود بين 25 إلى 30 مليون كردي، ولكن هناك من يزعم أنّ عددهم الحقيقي يصل إلى 40 مليون أو أكثر. الدولة التي يعيش فيها أكبر عدد من الأكراد هي تركيا، والتي يقيم فيها نحو 10 ملايين كردي ويتركّزون في شرق البلاد. يعيش في إيران نحو 7.5 مليون كردي، وفي العراق يعيش نحو 6.5 مليون كردي، وفي سوريا يعيش نحو 2.5 مليون كردي.

2. أيضًا في الدول التي تقع على الحدود مع تركيا وإيران تعيش بعض المجتمعات الكردية غير الصغيرة: ففي أرمينيا، أذربيجان وجورجيا يعيش نحو 200,000 كردي. أبعد من ذلك، فهناك نحو مليون ونصف مليون كردي هاجروا إلى دول أخرى، وخاصة في أوروبا. في ألمانيا، والتي فيها عدد كبير من المقيمين الأجانب، يقترب عدد الأكراد إلى نحو 800,000.

3. يتحدث معظم الأكراد أكثر من لغة واحدة: الكردية، بالإضافة إلى لغة البلاد التي يعيشون فيها (عادة: العربية، الفارسية أو التركية). واليوم، اللغتان الكرديتان الأكثر تحدّثا هما كرمنجي التي يتمّ التحدّث بها بشكل أساسي في شمال كلّ من: تركيا، سوريا، شمال العراق وشمال إيران، وسوراني التي يتمّ التحدّث بها بشكل أساسي في كردستان العراق وفي إيران. هناك فروقات كبيرة بين اللغتين، وهناك باحثون يرون أنّ الفرق بين كرمنجي وسوراني كبير مثل الفرق بين الإنجليزية والألمانية.

نساء كرديات مع أعلام إقليم كردستان العراق (AFP)
نساء كرديات مع أعلام إقليم كردستان العراق (AFP)

كانت مكانة اللغات الكردية موضوعًا لصراعات كثيرة على مدى السنين. في تركيا، تم منع استخدام الكردية في وسائل الإعلام تمامًا بين عامي 1980 – 1991. وأيضًا في ظلّ حكم بشار الأسد في سوريا قام النظام بمنع استخدام اللهجة الكردية. لا تتوفر في إيران إمكانية لتعليم اللغة الكردية في المدارس العامة. وتكشف تركيا في السنوات الأخيرة عن انفتاح متزايد على استخدام اللغة الكردية، حيث تسمح بها في الإعلام، المدارس، إشارات الطرق وفي الوثائق الرسمية (كشهادات الزواج على سبيل المثال).

4. الغالبية العظمة من الأكراد هم مسلمون سنّة، ولكن ليس جميعهم. وفقًا للتقديرات، فإنّ 85% من الأكراد هم مسلمون، من بينهم نحو 65% من السنّة. في الواقع، فالأكراد هم المجموعة السكانية السنية الأكبر والوحيدة التي تعيش في إيران. 10% منهم مسلمون شيعة، وهم يتركّزون بشكل أساسي في محافظتي كرمانشاه وعيلام. ويأتي الأكراد الآخرون من أديان مختلفة بما في ذلك اليزيديون، الأرمن، الآشوريون، النساطرة واليهود.

5. من غير الواضح تمامًا حتى اليوم أصل الكلمة “أكراد”. ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أنّ اسم “أكراد” كان موجودًا على مدى مئات السنين حتى قبل تشكّل الأكراد كمجموعة عرقية متميّزة. كان المعنى الأصلي للمصطلح هو: قبائل إيرانية بدوية. وكان الاستخدام الأول للكلمة باللغة الفارسية الوسطى، التي كانت سائدة في عهد الإمبراطورية الساسانية، ومن هناك توالت إلى العربية منذ الأيام الأولى للإسلام.

مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني ( AFP PHOTO/BULENT KILIC)
مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني ( AFP PHOTO/BULENT KILIC)

6. يبلغ تعداد يهود كردستان نحو 130,000 شخص، ويعيشون اليوم بشكل أساسي في إسرائيل. تحدّث يهود كردستان على مرّ التاريخ باللهجة الآرامية، التي يشتركون فيها أيضًا مع الآشوريين الذين يعيشون في المنطقة. عاش اليهود الأكراد في جميع أنحاء كردستان، ووصلوا من أورمية التي في إيران شرقًا حتى القامشلي السورية وأورفة التركية في الغرب. وهناك مدن أخرى عاش فيها يهود كردستان مثل أربيل، كركوك والسليمانية في العراق، وزاخو التي تقع على الحدود العراقية التركية وغيرها.

في سنوات الخمسينيات من القرن العشرين، وفي إطار هجرة يهود العراق إلى دولة إسرائيل الفتية، هاجر أيضًا جميع يهود كردستان العراق إلى إسرائيل. وبقيت بعد ذلك عشرات الأسر اليهودية فقط في المناطق الكردية.

اليهودي الأكبر سنّا في العالم اليوم هو حاخام كردي، واسمه زكريا براشي. يقيم براشي البالغ من العمر 114 عامًا في القدس.

ذُكر في السنوات الأخيرة أنّ حالة يهود القامشلي، الذين هم في الواقع أقلية داخل أقلية، عانت كثيرًا من نظام بشار الأسد.

7. معنى اسم البيشمركة – وهي المليشيات الكردية المقاتلة من أجل استقلال كردستان منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى – هو “الذاهبون إلى الموت” في اللغة الكردية. كان للبيشمركة دور مهم في إلقاء القبض على عدوّهم اللدود صدام حسين عام 2003، وساهموا أيضًا في الجهود الاستخباراتية للقبض على أسامة بن لادن.

اكراد يحطمون تمثال صدام حسين في كركوك (AFP)
اكراد يحطمون تمثال صدام حسين في كركوك (AFP)

8. التنظيم الكردي الأكثر شهرة في العالم هو كما يبدو حزب العمال الكردستاني، المعروف باسم PKK. هذا الحزب هو جماعة مسلّمة ذات أيديولوجية قومية كردية وماركسية، وقد تأسست في أواخر سنوات السبعينيات من القرن العشرين في تركيا على يد عبد الله أوجلان. وتعامل الكثيرون مع الحزب باعتباره تنظيمًا إرهابيّا بكلّ معنى الكلمة.

حدثت غالبية الأعمال الإرهابية التي قام بها التنظيم في تركيا، حتى تلك التي تم تنفيذها خارج البلاد تم توجيهها ضدّ أهداف تركية. وقد برّر الـ PKK كفاحه المسلّح بدعوى القمع المتواصل والموجّه للأكراد من قبل السلطات التركية. إحدى أبرز النماذج الرئيسية التي قُدّمتْ لتوضيح القمع كان القانون الذي تمّ سنّه عام 1983 والذي خُصّص، وفقًا للأكراد، لشطب لغتهم وهويّتهم القومية.  أصبح التنظيم أكثر اعتدالا في السنوات الأخيرة، ودعا إلى وقف العمليات العدائية ضدّ تركيا مقابل ضمان الحقوق الجماعية للأكراد.

9. إنّ أسباب عدم حصول الأكراد على الاستقلال السياسي كثيرة ومتنوّعة: السبب الرئيسي هو مزيج من القمع التركي، السوري، الإيراني والعراقي خلال القرن العشرين كلّه. ولكن حتى بعد سقوط صدّام حسين وتحوّل كردستان العراق إلى شبه مستقلّة، فإنّ الصراعات الداخلية بين الأكراد في سوريا والعراق لم تسمح بشراكة حقيقية في المصالح.

مظاهرة لأكراد العراق (SAFIN HAMED / AFP)
مظاهرة لأكراد العراق (SAFIN HAMED / AFP)

10. يعتقد خبراء أنّ خطوات المصالحة الكردية مع الأتراك في العقد الأخير، إلى جانب تفكّك الجيش العراقي في القتال ضدّ داعش، هي التي ستمهّد الطريق في نهاية المطاف للاستقلال الكردي، بعد سنوات من النضال دون نتائج. ومع ذلك، فقد بدا في الصيف الأخير أنّ داعش قامت بضرب البيشمركة ضربات قاسية جدّا، ومن غير الواضح إذا ما كان الأكراد يستطيعون التعافي من ذلك. ستحدّد المعركة على كوباني إلى حدّ كبير التطلّعات الكردية للاستقلال السياسي، على أنقاض العراق وسوريا المحطّمتين.

اقرأوا المزيد: 903 كلمة
عرض أقل
قصة هروب لا تُصدّق من براثن داعش (لقطة شاشة)
قصة هروب لا تُصدّق من براثن داعش (لقطة شاشة)

قصة هروب لا تُصدّق من براثن داعش

الانتقال من شمال العراق إلى تركيا، والوصول من هناك إلى إسرائيل - هكذا نجت امرأة من الموت المؤكد واستعادت حريّتها مجدّدا

كما نُشر للمرة الأولى في القناة الثانية الإسرائيلية، قامت ليزا (اسم مستعار) برحلة شاقة على طول الطريق من شمال العراق إلى إسرائيل، من أجل إنقاذ حياتها من أسر الدولة الإسلامية.

ليزا، هي امرأة يهودية كردية كانت تعيش في العراق، وتزوجت من رجل غير متديّن تماما، رجل أعمال ناجح كان يدير نمط حياة علماني. كان لدى الزوجين أربعة أطفال وعاشت الأسرة حياة سعيدة، حتى بدأ الزوج المسلم يصبح متطرّفا أكثر وأكثر بعد تقرّبه من الدين.

أصبح زوج ليزا مسلما متديّنا بعد أن كان علمانيا، وبدأ ينزعج من حقيقة أن زوجته يهودية. طلب منها التزام نمط حياة إسلامي صارم، تغطية كل جسدها بالملابس السوداء، وتأدية الصلاة خمس مرات يوميا. عندما غضبت ليزا من ذلك، هدّدها أنه سيبيعها إلى مقاتلي داعش.

علمت ليزا جيدا ماذا ينتظرها كامرأة يهودية في أسر ذلك التنظيم الإرهابي المتطرف. لقد شاهدت ماذا حصل لفتيات يزيديات، عندما تم اغتصابهنّ مرارا وتكرارا حتى قُتلن. “خشيتُ على حياتي كثيرا”، قالت ليزا. لذلك قررت الهروب من زوجها، من أجل إنقاذ حياتها.

هربت مع لاجئين آخرين من العراق إلى تركيا، حيث اضطرّت إلى ترك أطفالها خلفها مع زوجها. بقي ابناها اللذان عمرهما 5 و 12 عاما في العراق مع زوجها، في حين أنّ الأكبر منهما أُرسِلوا إلى ألمانيا من دون علمها وقطعوا علاقتهم بها. ربما لن تراهم في حياتها أبدا.

نجحت ليزا في تركيا بإجراء اتصال مع أقاربها في إسرائيل وأخبرتهم بحالتها. “لن أبقى على قيد الحياة في هذه البلاد، وسأنجح في الخروج منها ميتة فقط”، قالت ليزا وهي تبكي عبر الهاتف.

لذلك قرر أقاربها المذهولون بذل كل ما في وسعهم، فتوجّهوا إلى سياسيين إسرائيليين، نجحوا في إنشاء اتصال بينها وبين جهات حكومية في تركيا، حتى تم الموافقة بشكل استثنائي على نقلها إلى إسرائيل. وقد نجت هذا الأسبوع أخيرا من كل خطر محتمل، عندما هبطت في مطار في تل أبيب، واجتمعت بأقاربها المتحمّسين.

اقرأوا المزيد: 284 كلمة
عرض أقل
ألأكراد في إسرائيل
ألأكراد في إسرائيل

الأكراد اليهود: طائفة صغيرة تحافظ على كنز ثقافي كبير

يحافظ 150 ألف كردي يهودي يعيشون في إسرائيل على ثقافة الطائفة المعزولة التي تعيش بين الجبال، والتي اشتهرت بفضل المرأة الرائدة التي أصبحت إحدى أعظم النساء في تاريخ الشعب اليهودي

هناك دائما أكثر مما تراه العين المجردة في كل ما يتعلق بالجالية اليهودية في كردستان، وهي جالية متواضعة، صغيرة، ولكنها غنية بالتراث الثقافي المذهل، والتي يعيش نحو 150 ألف من أبنائها اليوم في دولة إسرائيل. ليس عبثا قال الباحث يوسف يوئيل ريفلين (وهو والد رئيس دولة إسرائيل رؤوفين ريفلين)  إن: “ليس هناك منفى من منافي إسرائيل سجلّه قليل في التاريخ اليهودي كالمنفى في كردستان”.

جالية معزولة ومنقطعة

جالية يهود كردستان هي من الجاليات الأكثر قدما من بين جاليات الشعب اليهودي، وهناك من يقول إنّ أوائل اليهود قدِموا منذ أيام الهيكل الأول، والذي بقي على حاله حتى عام 586 قبل الميلاد. ولكن، وصل معظم اليهود إلى هناك كما يبدو في فترة النفي البابلي الكبير، والذي أنشأ الجالية اليهودية الأقدم في العالم في منطقة العراق في أيامنا.

فرضت الحياة في المناطق الجبلية والخطرة على يهود كردستان البعد والانعزال عن بقية الجاليات اليهودية، بل حتى عن جالية يهود بابل. قامت حولها الإمبراطوريات وسقطت، ولكن الطائفة اليهودية في كردستان حافظت على ثقافتها. بالإضافة إلى ذلك، خلال فترة كبيرة من التاريخ كانت الجاليات الكردية منقطعة عن غيرها بسبب ظروف المنطقة القاسية، والتي فرضت على كل جالية العيش في عزلة.

ألأكراد اليهود
ألأكراد اليهود

بشكل عام، فإنّ الكثير من المشاكل التي شغلت على مدى الأجيال اليهود الأكراد كانت مشتركة بين كل الأكراد. على سبيل المثال مسألة الفصل اللغوي. بشكل عام، كانت لغة يهود كردستان تشبه لغة المسيحيين الأكراد واستندت إلى الآرامية، بخلاف لغة المسلمين التي استندت إلى لهجات هندية إيرانية. ورغم أنّ جميع يهود كردستان تحدّثوا بشكل أو بآخر باللغة الآرامية، فقد تطوّرت لدى كل جالية لهجة خاصة بها تعكس لغة أبناء بيئتها وأصول سكان المنطقة العراقيين، الأتراك، السوريين أو الفُرس.

امرأة باسلة

إحدى الشخصيات الأكثر شهرة في التاريخ الكردي اليهودي هي عالمة الدين أسنات برزاني. قلّة هنّ النساء في تاريخ الشعب اليهودي اللواتي اكتسبنَ مكانة الفقيهة والحكيمة في الدين والكتب المقدسة كالعالمة أسنات، التي عاشت في القرن السابع عشر في الجالية الكردية في الموصل، في العراق اليوم.

درّست أسنات بل وأدارت مدرسة يهودية أقامها والدها، الحاخام شموئيل برزاني. كتبت تفسيرا لسفر الأمثال من الكتاب المقدس، ولكن هذا التفسير قد ضاع على مرّ السنين. تقول الأسطورة إنه لكون أسنات تلميذة ذكية فقد أنقذت كنيسها من الحريق عندما استخدمت تعويذات سرية، ودعت ملائكة الله لإطفاء الحريق.

الزراعة والتمائم

حتى بداية القرن العشرين لم يكن التعليم في كردستان متطوّرا في أوساط اليهود، والذي كان الكثير منهم مزارعين. بخلاف الجاليات اليهودية الأخرى والتي كان حاخام الجالية فيها مسؤولا عن تعليم الفتيان منذ سنّ صغيرة، فقد عمل الحاخامات الأكراد أيضًا كذبّاحين، مطهّرين (حتى في بيوت المسلمين) وككاتبي التمائم، مما لم يترك لديهم وقتا للتعليم. فقط بعد أن بدأت الشبكات التعليمية الصهيونية بالعمل في أوساط اليهود في جميع أنحاء العالم، بدأت غالبية يهود كردستان بالحصول على التعليم المنظّم.

وممّا يثير إعجابا كبيرا هو تمسّك اليهود الأكراد بالعمل في الأرض، وهو الأمر الذي يفتقر إليه اليهود في المنافي الأخرى. قال رئيس دولة إسرائيل الثاني، يتسحاق بن تسفي، إنّ “يهود كردستان هم القبيلة الوحيدة في شعب إسرائيل التي حافظت حتى اليوم على أسس الزراعة بشكل كبير”. إلى جانب ذلك، كان يهود كردستان معروفين في أعمال التطريز والنسيج الخاصة بهم.

كما وأكثر اليهود الأكراد من استخدام التمائم المختلفة، وبشكل أساسي الصلوات التي كُتبت على ورقّ من جلد الغزال. حمل الكثير من الأكراد اليهود تمائم ضدّ عين الحسد وكوقاية من الأمراض وهجمات الأعداء. واشترى الأكراد المسلمون أيضًا تمائم من الكتّاب اليهود، لأنّ قوتهم كانت معروفة للقاصي والداني.

الأكراد في إسرائيل

يقول الأكراد في إسرائيل اليوم إنّ علاقتهم بالسكان اليهود في أرض إسرائيل كانت دائما قوية، ويذكّرون بموفدين ذهبوا إلى كردستان من القدس، من طبريا ومن صفد منذ القرن السابع عشر. وقد استثمر الكثير من اليهود الأكراد أيضًا مبالغ مالية من أجل أن يُدفَنوا في أرض إسرائيل.

هجرة اليهود الأكراد إلى إسرائيل
هجرة اليهود الأكراد إلى إسرائيل

وقد بدأت الهجرة الجماعية ليهود كردستان إلى إسرائيل منذ أن كانت الصهيونية لا تزال في بدايتها، قبل الحرب العالمية وقبل وعد بلفور. شق الأكراد من منطقة أورمية، تبريز، وديار بكر طريقهم إلى إسرائيل. وفي الثلاثينات من القرن العشرين تم الحديث عن قرى كاملة في كردستان غادرها جميع اليهود الذين كانوا بها من أجل الاستقرار في إسرائيل.

بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، ومع عملية الهجرة “عزرا ونحميا” عام 1952، والتي هاجر فيها 125,000 يهودي من العراق إلى إسرائيل، هاجر جميع يهود كردستان العراقية إلى إسرائيل. وقد هاجر في أعقابهم أيضًا الكثير من يهود كردستان الإيرانيين بل والكثير من الأكراد الذين في تركيا.

ورغم أنّ اليهود الأكراد قد استوعِبوا جيّدا في دولة إسرائيل واندمجوا في جميع مجالات الحياة، فإنّ الطائفة الكردية متمسّكة جدّا بثقافتها. إحدى المناسبات الرئيسية في هذا السياق هي احتفالات الـ “سهرنا”، والتي تم الاحتفال بها في الربيع كاحتفال يوازي لعيد النوروز الإيراني. في دولة إسرائيل، يُحتفل بالسهرنا في شهر أيلول، بموازاة عيد العرش اليهودي. تشتمل الاحتفالات، من بين أمور أخرى، على الغناء والرقص، العزف على الطبلة والناي، الخروج الجماعي إلى المتنزّهات والحدائق، والولائم الكثيرة.

أحد الأمور الذي يميّز الطائفة الكردية في إسرائيل هو مأكولاتها المذهلة واللذيذة، وعلى رأسها الكبّة، الأرز مع الأوراق الخضراء، وورق العنب المحشوّ.

ومن الجدير بالذكر أنّ الكثير من الأكراد في إسرائيل يحافظون على ولائهم لكردستان، ويتمنّون من قلوبهم مجيء اليوم الذي سيحقق فيه الشعب الكردي استقلاله بعد سنوات طويلة من الاضطهاد.

https://youtu.be/3BSy4CyIrPg?list=PLE6292D3C72282A47

اقرأوا المزيد: 796 كلمة
عرض أقل
نساء كرديات في تركيا (AFP)
نساء كرديات في تركيا (AFP)

10 أشياء لم تعرفوها عن الأكراد

الجذور القديمة، العيش في ظلّ أنظمة عدائية، مقاتلو البيشمركة الذين ساهموا في إسقاط صدّام حسين، والكفاح المستمرّ من أجل الاستقلال - هذه هي قصة الأكراد في الشرق الأوسط

يراقب العالم كله عن كثب النضال العظيم لإيقاف موجة داعش الأصولية. تركّزت المعركة في الشهر الأخير في مكان واحد، المدينة الكردية كوباني، أو باسمها العربي “عين العرب”. إنّ المعركة بين عناصر داعش، الذين احتلّوا حتى الآن الموصل والرقة ولا ينوون التوقف، وبين المقاتلين الأكراد، تذهل الجميع. وهذه فرصة جيدة لتعلّم بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول الأكراد، المجموعة التي تقف على خطّ جبهة الكفاح ضدّ داعش.

1. العدد الكلّي للأكراد في العالم غير معروف، ويقدّر بعشرات الملايين. تتحدث التقديرات الأكثر تواضعًا عن وجود بين 25 إلى 30 مليون كردي، ولكن هناك من يزعم أنّ عددهم الحقيقي يصل إلى 40 مليون أو أكثر. الدولة التي يعيش فيها أكبر عدد من الأكراد هي تركيا، والتي يقيم فيها نحو 10 ملايين كردي ويتركّزون في شرق البلاد. يعيش في إيران نحو 7.5 مليون كردي، وفي العراق يعيش نحو 6.5 مليون كردي، وفي سوريا يعيش نحو 2.5 مليون كردي.

2. أيضًا في الدول التي تقع على الحدود مع تركيا وإيران تعيش بعض المجتمعات الكردية غير الصغيرة: ففي أرمينيا، أذربيجان وجورجيا يعيش نحو 200,000 كردي. أبعد من ذلك، فهناك نحو مليون ونصف مليون كردي هاجروا إلى دول أخرى، وخاصة في أوروبا. في ألمانيا، والتي فيها عدد كبير من المقيمين الأجانب، يقترب عدد الأكراد إلى نحو 800,000.

3. يتحدث معظم الأكراد أكثر من لغة واحدة: الكردية، بالإضافة إلى لغة البلاد التي يعيشون فيها (عادة: العربية، الفارسية أو التركية). واليوم، اللغتان الكرديتان الأكثر تحدّثا هما كرمنجي التي يتمّ التحدّث بها بشكل أساسي في شمال كلّ من: تركيا، سوريا، شمال العراق وشمال إيران، وسوراني التي يتمّ التحدّث بها بشكل أساسي في كردستان العراق وفي إيران. هناك فروقات كبيرة بين اللغتين، وهناك باحثون يرون أنّ الفرق بين كرمنجي وسوراني كبير مثل الفرق بين الإنجليزية والألمانية.

نساء كرديات مع أعلام إقليم كردستان العراق (AFP)
نساء كرديات مع أعلام إقليم كردستان العراق (AFP)

كانت مكانة اللغات الكردية موضوعًا لصراعات كثيرة على مدى السنين. في تركيا، تم منع استخدام الكردية في وسائل الإعلام تمامًا بين عامي 1980 – 1991. وأيضًا في ظلّ حكم بشار الأسد في سوريا قام النظام بمنع استخدام اللهجة الكردية. لا تتوفر في إيران إمكانية لتعليم اللغة الكردية في المدارس العامة. وتكشف تركيا في السنوات الأخيرة عن انفتاح متزايد على استخدام اللغة الكردية، حيث تسمح بها في الإعلام، المدارس، إشارات الطرق وفي الوثائق الرسمية (كشهادات الزواج على سبيل المثال).

4. الغالبية العظمة من الأكراد هم مسلمون سنّة، ولكن ليس جميعهم. وفقًا للتقديرات، فإنّ 85% من الأكراد هم مسلمون، من بينهم نحو 65% من السنّة. في الواقع، فالأكراد هم المجموعة السكانية السنية الأكبر والوحيدة التي تعيش في إيران. 10% منهم مسلمون شيعة، وهم يتركّزون بشكل أساسي في محافظتي كرمانشاه وعيلام. ويأتي الأكراد الآخرون من أديان مختلفة بما في ذلك اليزيديون، الأرمن، الآشوريون، النساطرة واليهود.

5. من غير الواضح تمامًا حتى اليوم أصل الكلمة “أكراد”. ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أنّ اسم “أكراد” كان موجودًا على مدى مئات السنين حتى قبل تشكّل الأكراد كمجموعة عرقية متميّزة. كان المعنى الأصلي للمصطلح هو: قبائل إيرانية بدوية. وكان الاستخدام الأول للكلمة باللغة الفارسية الوسطى، التي كانت سائدة في عهد الإمبراطورية الساسانية، ومن هناك توالت إلى العربية منذ الأيام الأولى للإسلام.

مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني ( AFP PHOTO/BULENT KILIC)
مجموعة اكراد في طريقهم من تركيا إلى كوباني ( AFP PHOTO/BULENT KILIC)

6. يبلغ تعداد يهود كردستان نحو 130,000 شخص، ويعيشون اليوم بشكل أساسي في إسرائيل. تحدّث يهود كردستان على مرّ التاريخ باللهجة الآرامية، التي يشتركون فيها أيضًا مع الآشوريين الذين يعيشون في المنطقة. عاش اليهود الأكراد في جميع أنحاء كردستان، ووصلوا من أورمية التي في إيران شرقًا حتى القامشلي السورية وأورفة التركية في الغرب. وهناك مدن أخرى عاش فيها يهود كردستان مثل أربيل، كركوك والسليمانية في العراق، وزاخو التي تقع على الحدود العراقية التركية وغيرها.

في سنوات الخمسينيات من القرن العشرين، وفي إطار هجرة يهود العراق إلى دولة إسرائيل الفتية، هاجر أيضًا جميع يهود كردستان العراق إلى إسرائيل. وبقيت بعد ذلك عشرات الأسر اليهودية فقط في المناطق الكردية.

اليهودي الأكبر سنّا في العالم اليوم هو حاخام كردي، واسمه زكريا براشي. يقيم براشي البالغ من العمر 114 عامًا في القدس.

ذُكر في السنوات الأخيرة أنّ حالة يهود القامشلي، الذين هم في الواقع أقلية داخل أقلية، عانت كثيرًا من نظام بشار الأسد.

7. معنى اسم البيشمركة – وهي المليشيات الكردية المقاتلة من أجل استقلال كردستان منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى – هو “الذاهبون إلى الموت” في اللغة الكردية. كان للبيشمركة دور مهم في إلقاء القبض على عدوّهم اللدود صدام حسين عام 2003، وساهموا أيضًا في الجهود الاستخباراتية للقبض على أسامة بن لادن.

اكراد يحطمون تمثال صدام حسين في كركوك (AFP)
اكراد يحطمون تمثال صدام حسين في كركوك (AFP)

8. التنظيم الكردي الأكثر شهرة في العالم هو كما يبدو حزب العمال الكردستاني، المعروف باسم PKK. هذا الحزب هو جماعة مسلّمة ذات أيديولوجية قومية كردية وماركسية، وقد تأسست في أواخر سنوات السبعينيات من القرن العشرين في تركيا على يد عبد الله أوجلان. وتعامل الكثيرون مع الحزب باعتباره تنظيمًا إرهابيّا بكلّ معنى الكلمة.

حدثت غالبية الأعمال الإرهابية التي قام بها التنظيم في تركيا، حتى تلك التي تم تنفيذها خارج البلاد تم توجيهها ضدّ أهداف تركية. وقد برّر الـ PKK كفاحه المسلّح بدعوى القمع المتواصل والموجّه للأكراد من قبل السلطات التركية. إحدى أبرز النماذج الرئيسية التي قُدّمتْ لتوضيح القمع كان القانون الذي تمّ سنّه عام 1983 والذي خُصّص، وفقًا للأكراد، لشطب لغتهم وهويّتهم القومية.  أصبح التنظيم أكثر اعتدالا في السنوات الأخيرة، ودعا إلى وقف العمليات العدائية ضدّ تركيا مقابل ضمان الحقوق الجماعية للأكراد.

9. إنّ أسباب عدم حصول الأكراد على الاستقلال السياسي كثيرة ومتنوّعة: السبب الرئيسي هو مزيج من القمع التركي، السوري، الإيراني والعراقي خلال القرن العشرين كلّه. ولكن حتى بعد سقوط صدّام حسين وتحوّل كردستان العراق إلى شبه مستقلّة، فإنّ الصراعات الداخلية بين الأكراد في سوريا والعراق لم تسمح بشراكة حقيقية في المصالح.

مظاهرة لأكراد العراق (SAFIN HAMED / AFP)
مظاهرة لأكراد العراق (SAFIN HAMED / AFP)

10. يعتقد خبراء أنّ خطوات المصالحة الكردية مع الأتراك في العقد الأخير، إلى جانب تفكّك الجيش العراقي في القتال ضدّ داعش، هي التي ستمهّد الطريق في نهاية المطاف للاستقلال الكردي، بعد سنوات من النضال دون نتائج. ومع ذلك، فقد بدا في الصيف الأخير أنّ داعش قامت بضرب البيشمركة ضربات قاسية جدّا، ومن غير الواضح إذا ما كان الأكراد يستطيعون التعافي من ذلك. ستحدّد المعركة على كوباني إلى حدّ كبير التطلّعات الكردية للاستقلال السياسي، على أنقاض العراق وسوريا المحطّمتين.

اقرأوا المزيد: 925 كلمة
عرض أقل
نساء كرديات مع أعلام إقليم كردستان العراق (AFP)
نساء كرديات مع أعلام إقليم كردستان العراق (AFP)

إسرائيل تدعم استقلال الأكراد

لقد أعلن نتنياهو أمس عن دعمه الكبير لاستقلال الأكراد، وذلك على خلفية تقارير عن إجراء تجارة بين إسرائيل والأكراد. في العلاقات بين اليهود والأكراد، هناك مصالح كثيرة للجانبين في ترسيخ العلاقات على خلفية تاريخية ثرية

“يجب علينا أن ندعم طموح الأكراد للاستقلال، إنهم يستحقون ذلك”، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عندما خطب أمس في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب. يمكن أن يكون إبداء هذا الرأي المصر مفاجئًا، لكنه يشكل ارتفاعًا آخر في مستوى العلاقات بين إسرائيل فيما يخص الاستقلال الكردي.

يبدو أن إسرائيل، التي كانت منذ مدة قريبة تخفي علاقاتها مع الحكم الذاتي الكردي، ولم تصادق عليها فعليًّا، لا تخاف الآن من أن يعرف العالم ذلك. لقد جاء تصريح نتنياهو بعد عدة أيام من قول وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ورئيس الدولة شمعون بيريس، كلامًا مماثلا في المحادثات السرية مع جون كيري.

يشير المسؤولون الإسرائيليون إلى أن المنطقة الكردية المستقلة في شمال العراق، التي تعمل ضد السلطات الحاكمة في العراق وتحظى بدعم تركيا، هي في الحقيقة دولة مستقلة. وعدا عن ذلك فالدولة ليست قائمة فحسب، بل حسب التقارير من خارج إسرائيل فهي تقيم أيضًا علاقات مع إسرائيل. قبل أسبوع ونصف، ذُكر أن ناقلة نفط كردية رست في إسرائيل وأفرغت حمولتها.

نفط (thingstock)
نفط (thingstock)

لم ترد إسرائيل رسميًّا على التقرير، لكن ليس للاقتباس، قالت بعض الجهات الإسرائيلية إن إسرائيل معنية بتحسين العلاقات مع كردستان، بهدف زيادة عدد الدول في الشرق الأوسط التي لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وكذلك من أجل توسيع مصادر الطاقة الإسرائيلية.

لقد ادعت كردستان أن النفط الذي أرسي في ميناء أشدود الإسرائيلي لم يُبع لإسرائيل وليس معدًّا من أجلها. ولو كان الادعاء صحيحًا، لا يمكن تجاهل حميمية العلاقات بين الدولتين وتشارُك المصالح. إن كان في بال كردستان زيادة اقتصادها واستقراره، فستساعدها التجارة مع دولة قريبة وذات اقتصاد قوي مثل إسرائيل في تحقيق هذا الهدف.

عدا عن المصالح الإسرائيلية المذكورة أعلاه في ترسيخ العلاقات مع كردستان، يؤمنون في إسرائيل أن إقامة الدولة الكردية، على مناطق كبيرة من العراق المتفكك، ستساعد على إعادة الاستقرار للشرق الأوسط، وهذا على ضوء ازدياد قوة داعش واحتلالها الكثيرَ من المناطق.

تنظر إسرائيل إلى الشرق نظرة قلقة، ويمكن القول إن الاستخبارات الإسرائيلية تعد سيناريوهات قاتمة، تسيطر فيها داعش على أجزاء واسعة من الأردن وتطرق أبواب إسرائيل من الحدود الأردنية ومن الحدود السورية. على ضوء هذا الخوف، شدد نتنياهو أمس أن إسرائيل تدعم الجهود الدولية لتقوية الأردن أمام خطر داعش.

رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو خلال خطابه في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب (Amos Ben Gershom/GPO/FLASH90)
رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو خلال خطابه في معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب (Amos Ben Gershom/GPO/FLASH90)

وعدا عن المصالح السياسية والعلاقات بين القواد، يبدو أنه ليست هناك عداوة بين الشعبين أبدًا. هناك حوار جماهيري مُتقد في كردستان حول السؤال الذي يخص ترسيخ العلاقات مع إسرائيل (لم يتبين بعد أنها قائمة)، ويخاف الكثير أنه لا مانع من ذلك. يشير الكثير من الأكراد إلى أنه على مدى التاريخ، كانت العلاقات بين الأكراد واليهود، جيدة.

وهناك من الجانب الآخر، في إسرائيل جالية كبيرة من الأكراد. وبدأ اليهود، حسب التقديرات، يسكنون في منطقة كردستان قبل 2500 سنة، ومنذ ذلك أقاموا بها حياة اجتماعية لمدة آلاف السنوات. بعد قيام دولة إسرائيل سنة 1948، بدأ كثير من اليهود الأكراد يعانون من التنكيل والقمع الشديد من السلطات العراقية، التي لم تمكّنهم حتى من أن يكونوا على صلة مع أقربائهم في إسرائيل.

في شتاء 1952-1951ـ وافقت حكومة العراق على السماح لليهود بالذهاب لإسرائيل، بشرط أن يتركوا أملاكهم خلفهم. فأعلنت دولة إسرائيل عن حملة “عزرا ونحميا”، وخلال عدة أشهر تم تسفير 120,000 يهودي إسرائيلي بالطائرات، كانت أغلبيتهم الساحقة من الأكراد الذين عاشوا في العراق. لقد تجذر هؤلاء الناس في المجتمع الإسرائيلي، ومع مرور أكثر من 60 عامًا، تعتبر ذريتهم نفسها إسرائيلية. يقدّر اليوم في إسرائيل بأن 130,000 يعرّفون أنفسهم كإسرائيليين- أكراد.

عن طريق المهاجرين الأكراد اليهود، احتك المجتمع الإسرائيلي بالثقافة الكردية وهو يتقبلها بتفهم. لا يعارض الإسرائيليون عامة ترسيخ علاقاتهم مع دول مجاورة، وخاصة عند غياب الكراهية تجاه إسرائيل في هذه الدول. لذلك، سيستقبل الإسرائيليون ترسيخ العلاقات الدبلوماسية مع الأكراد برحابة صدر.

اقرأوا المزيد: 555 كلمة
عرض أقل