يهود المغرب

يهود المغرب.. من جالية محلية إلى جالية افتراضية

  • صورة لغرفة داخل المتحف اليهودي في فاس
    صورة لغرفة داخل المتحف اليهودي في فاس
  • صور للجالية اليهودية في فاس
    صور للجالية اليهودية في فاس
  • صور للجالية اليهودية في فاس
    صور للجالية اليهودية في فاس

تنجح مجموعة فيس بوك خاصة في جمع أبناء الجالية اليهودية، نسلهم وجيرانهم المسلمين من مدينة فاس مجددا، وذلك بعد أن تفرقوا وانتشروا في أنحاء العالم

بدأت الفكرة في مبنى صغير قريبا من مقبرة يهودية، بالقرب من القصر الملكي في فاس. في الماضي، استُخدِم هذا المبنى كبناية لمدرسة “أم البنين” التي كانت جزءا من مؤسسات التربية اليهودية التي أقيمت عام 1912. بما أنه لم يبقَ شبان في الجالية اليهودية، ولم تعد هناك حاجة إلى المدارس، أقام ادموند غباي، أحد أواخر اليهود في المدينة، متحفا بدلا من المدرسة. تُعرض في المتحف أدوات تُستخدم في الطقوس الدينية، كتب، شهادات، وأغراض وصور عائلية وتاريخية. جُمعت هذه الأغراض في المتحف في كل مرة غادر فيها أحد أبناء الجالية المدينة أو توفي.

هناك في المتحف قاعة مركزية، كانت تُستخدم سابقا كنيس، ولكن أصبحت اليوم قاعة عرض. يمكن الخروج من القاعة إلى غرفة الصور، التي تنتصب فيها طاولة خشبية صغيرة، وعليها ألبومات عائلية، تدعو الزوار إلى الغوص في أعماق ذكريات الماضي. يمكن الانتقال من هذه الغرفة إلى غرفة أخرى فيها كتب تعليمية وشهادات مدرسية، ثم إلى غرفة أخرى فيها معدّات طبية لمستشفى يهودي يُدعى “بيكور حوليم”، وغيرها.‎ ‎

يعرض المتحف الصغير الذي أقامه غباي القليل عن ماضي الجالية اليهودية العريقة في المغرب. كانت تُعتبر هذا الجالية في فاس أحد مراكز اليهودية الأكثر ازدهارا في العالم. لقد عاش اليهود في فاس بدءا من القرن التاسع، ونجحت المدينة على مر التاريخ بالازدهار وجذب كبار الحاخامات مثل الرمبام (موسى بن ميمون)، الذي عاش في المدينة القديمة، ودرس في جامعة القرويين، التي تعتبر الجامعة الأولى في العالم. لقد طرأت تغييرات على تعامل نظام الحكم مع اليهود على مر العصور، وشهدت الجالية اليهودية تعاملا مختلفا، ولكنها صمدت طوال سنوات. لقد بدأت هذه الجالية تتلاشى في نهاية الأربعينات، بسبب احتدام النضال من أجل استقلال المغرب والنشاطات الصهيونية في المملكة. هاجر يهود كثيرون إلى إسرائيل، فرنسا، وكندا، فتقلص عددهم في فاس. تشهد الأرقام على ذلك، ففي عام ‏1947‏ عاش في فاس ‏22,500‏ يهودي، في عام 1951‏ انخفض تعدادهم إلى 12,650‏، ووصل في السبعينات إلى 70‏ حتى ‏1,000‏، أما اليوم فيعيش في فاس 50‏ يهوديا فقط.

صور للجالية اليهودية في فاس

رافق الهجرة من فاس إلى إسرائيل ودول أخرى الشعور بالهجرة واللجوء، سواء كان قرار الهجرة بمحض الإرادة أم قهرا، وسواء كان مصدرا للفرح أو الحزن. لم يؤثر هذا الشعور في الجيل الأول الذي قدم إلى إسرائيل فحسب، بل في كل الأجيال التي قدمت إلى إسرائيل لاحقا وواجهت الفارق بين الحياة في إسرائيل والحياة في فاس. يمكن أن نفهم هذا الفارق بشكل أفضل عبر التمييز الذي عرضه المؤرخ دومينيك لاه كبريه في كتابه “كتابة التاريخ، هي كتابة صدمة”. ميز لا كبريه بين نوعين من الصدمة: الأولى هي صدمة الخسارة – الخسارة هي فقدان شيء لم يعد في الحاضر، ومنها فقدان الجالية، المنزل، الشوارع والمناظر المعروفة، الأصدقاء وذكريات الطفولة، وخسارة أبناء العائلة أحيانا الذين انتشروا في العالم؛ الثانية – هي صدمة من نوع النقص – الشعور بأن هناك ضياعا، شعورا غير مفسّر، يتجسد أحيانا في الصعوبة في وصف هذا النقص.

جولة افتراضية في متحف فاس:

يمكن تطبيق التمييز الذي عرضه لا كبريه على انقراض الجالية اليهودية في فاس. يشعر بالضياع بشكل أساسي أبناء الجيل الأول، الذين وُلِدوا في فاس وهاجروا إلى إسرائيل أو إلى دول أخرى. فقد تركوا في فاس كل ممتلكاتهم مثل المنزل، الأصدقاء، أبناء الجالية، وما شابه. بالمقابل، يشعر أبناء الجيل الثاني والثالث ونسلهم الذين ولدوا في إسرائيل بشعور من النقص. فقد سمع جزء منهم فقط عن مدينة فاس، ولكنهم لا يعرفون الكثير عنها. تعزز الشعور بالخسارة على مر السنوات، بسبب الأهمية القليلة التي حظي بها تراث الجالية اليهودية التي أصلها من الدول العربية والإسلامية في المواد التعليمية في المدارس الإسرائيلية وفي السيناريو الإسرائيلي.

أدموند غباي مؤسس المحتف في فاس

في عام 2003، زرت متحف ادموند غباي للمرة الأولى. تخالف الثروة التراثية المعروضة في غرف المتحف تماما الشعور بالنقص الذي شعرت به سابقا فيما يتعلق بهويتي المغربية. فهمت خلال القليل من الوقت الذي زرت فيه المتحف أن أفضل شيء للتعافي من الشعور بـ “النقص” هو الشعور بـ “الوفرة”، وأن هذه الوفرة قائمة في المغرب وفي ذكريات مواطنيها. استوعبت هذه الحقيقية تدريجيا، حتى زرت المتحف ثانية بعد مرور ثلاث سنوات، أي في عام 2016. في هذه المرة، كانت أمامي أربعة أيام لتوثيق المتحف بمساعدة طاقم من المتطوعين.

في اليوم الأول من توثيق المتحف تساءلنا، من أين نبدأ؟ فقد بدا كل شيء هاما ومثيرا للفضول. هل علينا البدء بتوثيق الصور القديمة، أم بالصور التي على الطاولة؟ توثيق الصور التي على الحائط، أم المستندات المنتشرة في الغرف؟ لقد قررنا تقسيم المهام، فالتقطت ابتسام صورا للأغراض، أما أنا التقطت صورا للألبومات. شعرنا بشعور مميز عندما شاهدنا الصور في الألبومات. تضمن جزء من الصور صورا لعائلات كانت ترتدي ملابس احتفالية بمناسبة التقاط الصور. والتُقطت صور أخرى في احتفالات جماهيرية، وبدا الفرح على وجوه الأطفال.

صور للجالية اليهودية في فاس

في اليوم الثاني من توثيق الصور كنا قد نجحنا في توثيق المئات منها، ولكننا لم نعرف ما هي القصص التي تخفيها. تساءلنا ما الذي يمكن القيام به لمعرفة هذه القصص، فخطر في بالي العثور على الأشخاص الذين يظهرون في الصور، وتذكيرهم بماضيهم. لهذا بحثت عن طريق للعثور على القادمين من فاس، وجمعهم والاستعانه بهم من أجل “التعرف الجماعي” على الصور التي في المتحف. وهكذا في اليوم الثاني من التوثيق افتتحت مجموعة فيس بوك تحت اسم ‏The Jewish Fes-book Project‏ – يهدف المشروع إلى “توثيق الجالية اليهودية في فاس”.

في غضون أيام، انضم إلى المجموعة 600 عضو، وأصبح تعدادها لاحقا نحو 2.200 عضو. شكلت زيادة عدد المشاركين في المجموعة دليلا عكسيا على نقص عدد أبناء الجالية اليهودية في فاس. تم توزيع الصور التي تم توثيقها في المتحف ضمن أربع مجموعات: اهتمت المجموعة الأولى بصور الأطفال، والثانية بالنساء، والثالثة بالرجال، والرابعة بالصور الجماعية. طُلِب من أعضاء المجموعة أن يذكروا السنة والموقع اللذان التُقِطت فيهما كل صورة ووضع “تاج” على الأشخاص الذين يظهرون في الصورة. وهكذا في كل مرة تم وضع تاج لشخص معين في الفيس بوك، ظهرت الصورة في صفحته على الفيس بوك، وهكذا انشترت المجموعة سريعا. في وقت لاحق، أصبح أعضاء المجموعة نشطاء يوثقون الصور، وقد نشروا صورا عائلية وساعدوا على التعرف إلى الصور التي رفعها أصدقاء آخرون، وشاركوا الآخرين بذكريات الماضي.

لم تركّز المجموعة على “الصور” ولم تثر جدالات حول أحداث الماضي، بل ركزت على استعادة الذاكرة، على ذكريات الماضي التي نُسيت أو ربما تم نسيانها عمدا. بهدف تذكّر الماضي، استُخدِمت وسائل تساعد على التذكر مثل طرح أسئلة: “في أي شارع سكنت عائلتك في فاس؟”، يتطلب هذا السؤال تذكّر أسماء الشوارع في مراحل مختلفة. في حال شاهد أحد أعضاء المجموعة اسم شارع يذكره بماضيه، كان يشارك أعضاء المجموعة الأخرى فورا، وهكذا فعل سائر الأعضاء أيضا. أتاح الكشف عن أسماء الشوارع أن يتعرف سائر أعضاء المجموعة الآخرين على الجيران، الأصدقاء، والعائلة.

جولة افتراضية في كنيس ابن دنان:

هناك طريقة أخرى لاستعادة الذكريات وهي إجراء جولات افتراضية في مواقع التراث اليهودي في فاس من خلال عرضها بزاوية 360 درجة (بشكل يحاكي الواقع). هكذا رُفعت أمام المجموعة جولة افتراضية في كنيس “ابن دنان” الذي أقيم في القرن السابع عشر في الحي اليهودي في الملاح، في فاس. منذ عام 1999 أصبح الكنيس موقعا عالميا للحفاظ على التراث من قبل اليونسكو. كما سمحت جولة افتراضية أخرى لأعضاء المجموعة بإجراء زيارة افتراضية في الكنيس على اسم رؤوفين بن سعدون، الواقع في الطابق العلوي في أحد المباني في الشارع. أقيم المبنى في عام 1920، وكان يعتبر أحد أجمل المباني المميزة في المدينة. سمحت الجولات الافتراضية لأعضاء المجموعة أن يتذكروا طفولتهم المتعلقة بالكنيس، مثل قراءة التوراة، احتفالات البار متسفاه، حفلات الزواج، الآباء والأجداد، حاخامات الجالية، واحتفالات جماهيرية أخرى جرت في الموقع. لم تكن الكنس في المغرب مراكز دينية فحسب، بل كانت مراكز لقاء لأبناء الجالية اليهودية.

نجح يهود مدينة فاس في المغرب، في أن يتحولوا من جالية محلية شهدت تراجعا في عدد أفرادها إلى جالية افتراضية جديدة في الفيس بوك، يلتقي أفرادها معا عبر هذه المنصة. فقد التقى عبر الصفحة أصدقاء وأبناء عائلة بعد أن انقطعت العلاقات بينهم منذ سنوات. ساعدت إمكانية ترجمة “المنشورات” على التواصل بين أعضاء المجموعة وتذكّر الماضي. وأتاحت المواد المعروضة في صفحة الفيس بوك والنقاش الذي دار حول كل صورة، استعادة الذاكرة والتعاون المثمر. كانت المواد الوثائقية التي عُرِضت متوفرة كل الوقت وفي كل مكان، وكان الوصول إليها متاحا ما ساعد على نشرها والتعرف إليها.

صورة لغرفة داخل المتحف اليهودي في فاس

كما أثارت المجموعة اهتماما لدى المسلمين المغاربة من مدينة فاس الذي أعربوا عن اهتمامهم بيهود مدينتهم. فقد أعدت طالبات أحيانا واجبات مدرسية تناولت شؤون اليهود المغاربة ووجدن في المجموعة مصدر معلومات، وأحيانا اهتم الممثلون بإنتاج فيلم حول الموضوع، أو اهتم باحثون أكاديميون يهتمون بيهود المغرب بالمجموعة أيضا. ولكن أكثر من كل شيء، شارك مسلمون من المغرب في المجموعة من خلال عرض القصص التي سمعوها من أجدادهم عن جيرانهم اليهود الذي عاشوا قريبا منهم في الماضي.

لقد ساهمت معلومات المسلمين كثيرا من أجل المجموعة، سواء كان ذلك في إكمال الذاكرة من الناحية الإسلامية، أو بتوثيق أحداث الماضي، مثل التعرّف إلى القبور، صور اللافتات، الشوارع، وغيرها. يذكّر الحيز الافتراضي المشترك بين اليهود والمسلمين الذي نشأ في المجموعة حول يهود المغرب بأن الحديث يجري عن تراث مشترك لكل مواطني المغرب يهودا ومسلمين على السواء.

جولة افتراضية في كنيس رأوبين بن سعدون:

نُشِر هذا المقال للمرة الأولى في منتدى “منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 1392 كلمة
عرض أقل

رئيس المعارضة في إسرائيل يسافر إلى المغرب، بلد المنشأ

آفي غباي أثناء زيارته للمغرب
آفي غباي أثناء زيارته للمغرب

هل هذا ما يدفع الإسرائيليون من أصل مغربي للتصويت له؟

22 أغسطس 2018 | 10:47

لماذا سافر رئيس حزب العمل الإسرائيلي مع زوجته وأولاده لقضاء العطلة الصيفية في المغرب تحديدًا؟

آفي غباي، الذي أصبح مليونيرا بعد أن شغل منصب مدير عام شركة الاتّصالات الأكبر في إسرائيل، ويشغل منصب رئيس حزب العمل حاليا، ويطمح إلى أن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية، سافر إلى المغرب، بلد المنشأ.

وُلد غباي في إسرائيل، ولكن إخوته الأكبر (عائلته مؤلفة من 8 إخوة) منه وُلدوا في المغرب وكذلك والداه. صحيح أن العائلة عاشت في الدار البيضاء، ولكن أصلها من قرية جبلية قريبة من ديامنت التي وُلد والده فيها. أصبح والده يتيما في سن سبع سنوات، وأرسِل إلى المدينة الكبيرة وحده. بعد أن توفي والده، أراد غباي زيارة القرية التي عاشت فيها عائلته. قال غباي “شعرت برغبة كبيرة لزيارتها”، ولكن تعرضت لمشكلة لأن الموقع صغير جدا وبعيد ولم يظهر أبدا في خرائط جوجل.

“لقد احتجنا إلى يوم كامل للعثور على هذه القرية”، قال غباي وأضاف: “مررنا بلحظات مثيرة للاهتمام”. يتقن غباي العربية المغربية وتحدث فيها بطلاقة مع السكان البالغين، الذين تذكر جزء منهم بعض الأمور عن عائلته.

ما يثير الاهتمام هو أن غباي يستخدم أصوله المغربية لتجنيد داعمين إسرائيليين كثيرين من دول شمال إفريقية، الذين يصوتون غالبا للّيكود. تحدث غباي كثيرا عن الرحلة، ودفع قدما منشورا حول الموضوع في الفيس بوك، كان قد دفعه مقابله، مؤكدا فيه على فخره بأصوله المغربية.

 

اقرأوا المزيد: 204 كلمة
عرض أقل

وفاة الحاخام الأكبر للمغرب

الحاخام الراحل أهارون منسونيغو مع ملك المغرب (Facebook)
الحاخام الراحل أهارون منسونيغو مع ملك المغرب (Facebook)

جرت في القدس جنازة الحاخام الأكبر للمغرب، أهارون منسونيغو، الذي حظي باحترام كبير من ملك المغرب، وشارك في جنازته الآلاف

توفي الحاخام الأكبر للمغرب، أهارون منسونيغو، أمس (الثلاثاء)، في مستشفى “شعاري تصيدق” في القدس عن عمر يناهز 90 عاما. بعد أن طرأ تدهور على حالته الصحية، توجه إلى المستشفى، وأعلن الطاقم الطبي عن وفاته بعد مرور بضع ساعات.

شارك الآلاف في جنازة الحاخام الذي دُفِن في مقبرة في القدس. وشارك فيها أيضا حاخام القدس، والحاخام الأكبر سابقا، شلومو عمار، الذي قال لموقع “كيكار هشبات” كيف أنقذه الحاخام منسونيغو ذات مرة من السجن في المغرب.

الحاخام أهارون منسونيغو (Facebook)

حظي الحاخام منسونيغو، الذي اهتم بشؤون اليهود في المغرب، باحترام كبير من ملك المغرب، وشارك في كل الاحتفالات الرسمية التي جرت في القصر الملكي في الرباط. كما كانت لديه علاقة طيلة سنوات مع كبار الحاخامات في إسرائيل، الحاخام طيب الذكر عوفاديا يوسف. قبل عدة سنوات قدم الحاخام إلى إسرائيل، بتدهور حالته الطبية وعاش لدى أولاده في القدس وموديعين عيليت.

قالت الصحفية سيفان راهف مئير عن الحاخام: “أحد المجالات التي اهتم بها هي إصدار كتابات حاخامات المغرب مجددا. لقد أراد أن تعرف عامة الجمهور التراث اليهودي للجالية اليهودية الكبيرة في الدول الإسلامية، القائمة منذ ألفي سنة. حث الحاخام القراء على البحث عن كتابات لأجدادهم ورؤية إذا صدرت أم لا، وشجع كل واحد أن يكتب أفكارا حول التوراة التي يدرسها”.

اقرأوا المزيد: 191 كلمة
عرض أقل
أوفير توبول (Al-Masdar / Guy Arama)
أوفير توبول (Al-Masdar / Guy Arama)

من جبل طارق إلى تل أبيب.. الإسرائيلي الذي يسبر أغوار الموسيقى الشرقية

في غضون سنوات، نجح أوفير توبول في دفع الموسيقى العربية والشرقية في إسرائيل قدما: "هناك أهمية لمعرفة اللغة والثقافة العربية".. برنامجه الأسبوعي على الراديو يبعث الحياة في الموسيقى القديمة وينشر الإيقاعات الشرقية الحديثة في إسرائيل

قبل شهر، بدأ يُبث في محطة الإذاعة الإسرائيلية برنامج “شاحور زهاف” (الذهب الأسود) وهو برنامج جديد استثنائي يهتم بشكل أساسي بموسيقى الشرق الأوسط وتأثيرها على الموسيقى الإسرائيلية. في إطار البرنامج الجديد، يخرج مقدم البرنامج، أوفير توبول، إلى رحلة مؤثرة في أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويعرض على المستمعين الموسيقى العربية المثيرة للفضول والمعروفة أقل.

إن اهتمام توبول بالموسيقى العربية والشرقية ليس جديدا، وهو يعتبر أحد خبراء الموسيقى العربية في إسرائيل، وحتى أنه كرس كل السنوات الماضية للبحث عن الأنغام التي تعرف إليها في صغره. أقام توبول، ابن 33 عاما لوالدين من أصل مغربي، قبل نحو ثماني سنوات “مقهى جبرلتر” وهو منتدى-مجلة يهدف إلى تسليط الضوء على الأجزاء غير المعروفة من الثقافة الإسرائيلية، التي تحظى بأهمية قليلة بشكل تقليدي. أصبح الموقع سريعا منصة هامة للنقاش النقدي حول العلاقة بين الثقافة والهوية، مشددا على الهوية اليهودية الشرقية. في السنة الماضية، أصبح موقع توبول المميز، الذي يتابعه الكثيرون، برنامجا تلفزيونيا يبث في سلطة البث الإسرائيلية، ويتناول الإبداع الشرق أوسطي متعدد الثقافات، يمزج بين القديم والجديد، الشرق والغرب والتقليدي والعصري.

أوفير توبول في استوديو الراديو (Facebook)

لم يكن حب الموسيقى الشرقية والتضامن مع بلد المنشأ والتاريخ العائلي أمرا مفهوما ضمنا بالنسبة لتوبول، فقد بدأ كل هذا في العشرينات من عمره. “ترعرعت على سماع الموسيقى”، قال توبول. “بيت مغربي، أغان يهودية دينية، أنغام شرقية في الكنيس، ولكني سخرت منها في صغري. حاولت الابتعاد عنها ولكن لم أجرأ على سماع الموسيقى الشرقية في شبابي”، قال توبول. عندما أصبح توبول بالغا، إلى جانب محبته للموسيقى والتغييرات التي طرأت على نظرة المجتمَع الإسرائيلي إلى الموسيقى الشرقية، ساهم جميعها في حب الفضول لديه فيما يتعلق بماضي عائلته والموسيقى التي سمعها في صغره.

“في مرحلة معينة، عندما أصبحت بالغا، أدركت أني لا أعرف شيئا عن ماضي عائلتي”، قال توبول. “بدأت أقرأ كتبا، وعندها تساءلت لماذا تحفظت من الموسيقى الشرقية طيلة حياتي؟ هل يمكن أن تكون هذه الموسيقى سيئة جدا؟” هكذا وفق أقواله، كسر الحاجز وبدأ يهتم بإجراء بحث ودراسة شخصية وسياسية على حد سواء. “قررت الخروج والبحث. جلست مع جدتي وطلبت منها أن تحدثني عن حياتها”، قال توبول.

توبول وضيوفه في البرنامج “مقهى جبرلتر” (لقطة شاشة)

في تلك الفترة، تعرف توبول إلى عازف بيانو يهودي جزائري، يدعى موريس ألمديوني، وأصبح يحب تلك الموسيقى التي عزفها جدا وسريعا. “لم أصدق أن هناك هذا النوع من الموسيقى”، قال توبول. “تدمرت كل مفاهيمي الموسيقية. شعرت وكأن العازف الجزائري يعزف الموسيقى التي ترعرعت عليها، وقد عزفها وهو يتفاخر وكأنها موسيقى عالمية”. قرر توبول، الذي كان منبهرا من عزف ألمديوني، أن يبحث عن أصوله ويصبح عضوا منتسبا لعروض الفرقة الموسيقية الأندلوسية الإسرائيلية. شعر توبول بدهشة كبيرة عندما زار ألمديوني إسرائيل وعرض عرضا موسيقيا مع الفرقة الأندلوسية.

“في نهاية الحفل الموسيقي ذهبت مع والدتي للتحدث مع ألمديوني”، قال توبول. “اتضح أنه يعرف كل أبناء عائلتي من جهة والدي ووالدتي من فرنسا”. بعد مرور نصف سنة، بعد أن زار ألمديوني إسرائيل لتقديم عرض موسيقي آخر، أجرى توبول لقاء بين ألمديوني وبين جدته، التي وصلت إلى إسرائيل من مدينة وهران التي وصل منها ألمديوني أيضا. “كان ذلك اللقاء محفزا لإقامة ‘مقهى جبرلتر’. كان هذا اللقاء محفزا”، قال توبول. بالمناسبة، قرر ألمديوني بعد مرور نحو سنة الهجرة إلى إسرائيل وذلك في سن 83 عاما، ومنذ ذلك الحين ينظم له توبول حفلات موسيقية في أرجاء إسرائيل.

يعرب توبول عن ندمه لأن جزءا كبيرا من الإسرائيليين، حتى هؤلاء الذين يفهمون الموسيقي ويهتمون بها، لا يعرفون أغاني المطربة المشهورة فيروز وليسوا قادرين على التفرقة بين أغان تركية ومصرية. “بدأت أعرف ثقافات عربية عريقة، تتضمن تقاليد وتراثا عريقا، لا نعرفها. لاحظت فجأة أن هناك إسرائيليين كثيرين يهتمون بهذه الثقافة، وهكذا نشأت في الواقع حركة ثقافية”، وفق أقواله.

الأوركسترا الأندلسية “David Cohen / Flash90) “Moreshet Avot)

بعد خمس سنوات من إقامة “مقهى جبرلتر” قرر توبول العمل وإقامة حركة اجتماعيّة – سياسية تعرض هذه الأفكار وتتضمن المجتمع، السياسة والهوية اليهودية. هكذا أقيم “العصر الذهبي” – اتحاد يتضمن أشخاص من الضواحي أصحاب رؤيا ثقافية واسعة للمجتمع الإسرائيلي. “مجتمَع يتعامل بشكل سليم وصحيح مع تراث حضارته الشرقية، لا يفرق بين مناطق الضواحي ومناطق المركز”، أوضح توبول.

“لا داعي لأن يكون الإنسان يساريا ليحترم الثقافة العربية”، وفق أقوال توبول. “أعتقد انطلاقا من حبي للوطن، علينا تعزيز علاقاتنا مع الدول العربية، مثل المغرب والسعودية. يجب أن تتصدر هذه الخطوة سلم أفضليات الدولة”. يؤكد توبول على أهمية تعلم اللغة العربية في إسرائيل، والتعرف إلى الثقافة العربية، ويعرب عن ندمه لأنه لم يتعلمها. “طيلة سنوات، سادت في إسرائيل فكرة ‘فيلا في الأدغال’، الجميع حولنا اعدائنا. تغمرني السعادة في ظل التغييرات التي تحدث الآن”، قال توبول. “بدأت علاقات تحالف بين إسرائيل والسعودية في ظل محور الشر، ويمكن التوحد والعمل معا حول موضوع واحد”.

توبول مع نشطاء حركة “العصر الذهبي” (Facebook)

يؤكد توبول أن ليست هناك علاقة بين التوجه السياسي والحاجة إلى التعرف إلى الثقافة القريبة. “يمكن أن يكون الفرد مغرما بوطنه، وأن يفهم في الوقت ذاته أنه يعيش في الشرق الأوسط ويجدر به التعرف إلى ثقافته ولغته”، وفق أقوال توبول. “لا أعتقد أن صنع السلام أصبح قريبا، ولكن لم َلا نستغل الفرصة ونربي هنا جيلا من الأطفال اليهود الناطقين بالعربية؟ عندما ينشأ هنا جيل يتحدث العربية ويكون قادرا على التواصل مع غزة بشكل مباشر، على سبيل المثال، يتغير الوضع. ربما يطرأ تغيير على المفهوم العربي أيضا وعندها ينظر العرب إلينا نظرة مختلفة”.

يؤكد توبول على أن معرفة اللغة العربية لا يشكل بالضرورة تقاربا، ولكنه يعتقد أن على الإسرائيليين أن يكونوا مطلعين على الثقافات المجاورة، وهذا ما يسعى إلى تحقيقه من خلال برنامجه الإذاعي الجديد “شاحور زهاف” (الذهب الأسود). يوضح توبول أنه طرأ تغيير هام في السنوات الأخيرة وهناك حركة نهضة نشطة في مجال الموسيقى العربية والشرقية في إسرائيل. وفق أقواله، “هناك عدد كبير من الفرق الموسيقية التي تعزف الموسيقى العربيّة والأندلوسية، وافتُتحت في القدس معاهد موسيقى شرقية، ويقدم المطربون الإسرائيليون أغاني مقلدة بالعربية وليس بالعبرية. تغيّر الوضع مقارنة بالسنوات العشر الماضية”.

يعتقد توبول أن الوضع المثالي هو عندما يكون المجتمع الإسرائيلي مطلعا على ما يحدث في الشرق الأوسط، يعمل وفق التراث اليهودي، ويستخدمه كعامل ربط وتقارب. “آمل أن نعيش في مجتمع يربط بين التراث اليهودي والشرقي الخاص به بشكل متواصل”، قال توبول.

https://www.youtube.com/watch?v=m0PndhvZgLs

اقرأوا المزيد: 920 كلمة
عرض أقل
عيد "الميمونة" اليهودي المغربي (Abir Sultan / Flash 90)
عيد "الميمونة" اليهودي المغربي (Abir Sultan / Flash 90)

عيد الميمونة في إسرائيل.. ليس للمغاربة فقط

منذ وقت طويل، أصبح عيد "الميمونة" التقليدي عيدا إسرائيليا معروفا تشارك فيه جميع الطوائف اليهودية.. دورة جديدة لتعليم تقاليد الميمونة وأصول الضيافة يشارك فيها اليهود المغاربة والأشكناز

كما في كل سنة، بعد انتهاء عيد الفصح اليهودي، يحتفل آلاف الإسرائيليين بعيد “الميمونة” اليهودي المغربي، الذي أصبح عيدا مشهورا في إسرائيل. منذ القدم، يحتفل اليهود المغاربة بهذا العيد، الذي يصادف بعد انتهاء عيد الفصح اليهودي، وتستقبل فيه عائلات كثيرة ضيوفا في منزلها وتقدم لهم أطعمة مختلفة وحلويات، وأشهرها هو حلوى مصنوعة من خبز دقيق تدعى “مُفلتة” (Mofletta). تتضمن الاحتفالات بالعيد ارتداء ملابس تقليدية فاخرة، اعتمار طرابيش ملوّنة، والاستماع إلى الموسيقى المغربية.

مع مرور الوقت، أصبح عيد “الميمونة” في إسرائيل رمزا للصداقة، ويحتفل به إسرائيليّون من أصول ليست مغربية، الذين لم يتذوقوا “المُفلتة” سابقا أبدا. في الفترة الأخيرة، افتتحت حركة “الاتحاد الإسرائيلي العالمي” دورة لتعليم تقاليد “الميمونة” يتعلم فيها المشاركون أسس استضافة الزوار، ويتلقون معلومات حول أطعمة العيد.

عيد “الميمونة” اليهودي المغربي (Edi Israel / Flash90)

في مقابلة لموقع ynet، أوضح رئيس الحركة أن “الهدف هو التحدث عن أهمية عيد “الميمونة” الذي لا يتضمن تناول “المُفلتة” فحسب، بل يتضمن أيضا فكرة استضافة الضيوف، وإقامة علاقة بين طبقات المجتمَع الإسرائيلي عامة”. وفق أقواله، هذا العيد ليس معدا للمغاربة فحسب، وأصبح رويدا رويدا عيدا إسرائيليا مشهورا، يشارك فيه كل الإسرائيليين”.

قالت أوريت بار هليفي، خريجة الدورة لمرشدي تعليم تقاليد عيد “الميمونة”، التي ليست من أصول مغربية، إنها تشعر بأهمية هذا العيد لأنه يعزز الصداقة بين الأفراد: “من المهم أن نتذكر أن عيد “الميمونة” كان يجمع بين قلوب أبناء الجالية اليهودية في المغرب وبين قلوب جيرانهم العرب، وأن العائلات المغربية فتحت فيه منازلها أمام الضيوف بعد عيد الفصح اليهودي، الذي كان اليهود فيه مقيدين نسبيا لأنهم كانوا ملزمين بتناول أطعمة خاصة. ندعو الجميع، عربا ويهودا للمشاركة في العيد، ويجب أن يصبح هذا التقليد جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وفق اعتقادي”.

عيد “الميمونة” اليهودي المغربي (Michal Fattal / Flash90)
اقرأوا المزيد: 257 كلمة
عرض أقل
يهود المغرب (تصوير: شلومو حفيليو)
يهود المغرب (تصوير: شلومو حفيليو)

قصة رجل الموساد الذي نجح في تهريب اليهود من المغرب

تجوّل رجل الموساد طيلة أشهر في أنحاء الدول العربيّة شمال إفريقيا لمعرفة كيف في وسعه مساعدة آلاف اليهود الذين أرادوا أن يهاجروا إلى إسرائيل الفتية

للمرة الأولى، كشفت القناة الثانية الإسرائيلية في نهاية الأسبوع الماضي بعد 64 عاما كيف عمل رجال الموساد في أنحاء دول شمال إفريقيا على مساعدة اليهود المحليين الذين كانوا معنيين بالهجرة إلى إسرائيل الفتية ونقلهم إليها بأمان.

وقد أجرى الموساد حملة عسكرية سرية لإقامة خلايا استخباراتية كثيرة في أنحاء شمال إفريقيا، حفاظا على اليهود الذين ظلوا في دول مثل المغرب، تونس، والجزائر. ولمساعدة نصف مليون يهودي كانوا معنيين بالوصول إلى إسرائيل.

فر معظم اليهود من المغرب العربي عبر البحر (تصوير: شلومو حفيليو)
فر معظم اليهود من المغرب العربي عبر البحر (تصوير: شلومو حفيليو)

في تلك الفترة، كانت تخشى إسرائيل من أن يتعرض اليهود لمعاملة قاسية بشكل خاصّ بعد أن تحقق دول شمال إفريقيا استقلالها. بناء على هذا، أرسل رئيس الموساد حينذاك، إيسر هرئيل، إسرائيلي يدعى شلومو حفيليو لإجراء جولة دامت نحو ثلاثة أشهر. “أجريت جولة من تونس حتى شاطئ المحيط في المغرب”، قال في مقابلة تليفزيونية سابقة.

وقد شكلت خلايا الاستخبارات الصغيرة التي نشطت في بضع دول حلقات الوصل بين تل أبيب والدار البيضاء وثماني مراكز أخرى في شمال إفريقيا وقد أرسِلت أسلحة وذخيرة لأعضاء الخلايا السرية.

تحدث حفيليو عن حالة عنيفة وقعت عام 1956، ألقت فيها خلية تابعة لجبهة التحرير الوطني الجزائرية (FLN) قنبلة إلى مقهى يهودي، وعثر رجال الموساد الذين نشطوا في المنطقة على الخلية وقتلوا أفرادها وهكذات انتهى تعرض اليهود للتهديدات.

يهود المغرب (تصوير: شلومو حفيليو)
يهود المغرب (تصوير: شلومو حفيليو)

في عام 1956، أصبح المغرب مستقلا، لهذا أغلِقت الوكالة اليهودية فيه وحُظرت الهجرة إلى إسرائيل. رفضت السلطات إصدار جوازات سفر وتصاريح تنقل لليهود لهذا بدأت خلايا الموساد التي تنشط في المنطقة بالاستعداد لهجرة اليهود السرية إلى إسرائيل. بحث أفراد الخلية عن اليهود الذين كانوا معنيين بالهجرة إلى إسرائيل في كل أنحاء المغرب. وزوّروا جوازات سفر من أجلهم وهربوهم إلى إسرائيل بالسفن وجرى جزء من هذه النشاطات بالتعاون مع السلطات الإسبابية التي صادقت على العبور في أراضيها.

في عام 1961، توفي ملك المغرب، محمد الخامس، وعُيّن ابنه الثاني ملكا مما أتاح فرصة للمفاوضات. اتفقت إسرائيل مع المغرب وسُمح لليهود بمغادرته. عملت هذه الخلايا طيلة تسع سنوات وساعدت على هجرة نحو 30 ألف يهودي سرا عبر البحر واليابسة.

توفي شلومو حفيليو في شهر أيار من هذا العام، عن عمر يناهز 96 عاما بعد أن كان مسؤولا عن نقل عشرات آلاف اليهود إلى إسرائيل من الدول العربيّة.

اقرأوا المزيد: 328 كلمة
عرض أقل
لاجئون روهينغا (AFP / K.M. ASAD)
لاجئون روهينغا (AFP / K.M. ASAD)

حاخام مغربي يشجب المجازر بحق المسلمين في بورما

في ظل التقارير حول ارتكاب أعمال العنف الممأسسة بحق قبيلة الروهينغا، قارن حاخام يهودي بين الهجوم بحق هذه القبيلة بسبب دينها والهجوم الذي تعرض له اليهود في الهولوكوست

أعرب حاخام يهودي مغربي يُدعى أفرهام عن تضامنه مع أبناء الأقليّة الإسلامية في بورما وعن غضبه بسبب المجزرة التي تعرضوا لها. في حدث احتفالي لأبناء الجالية اليهودية في المغرب، وفق النشر في صفحة الفيس بوك التابعة للجالية اليهودية في المغرب، قال الحاخام: “انا كحاخام يهودي غاضب جدا على ما يحدث لأبناء عمومتنا المسلمين ببورما. هذا علم وحشي لا يثمثل بالإنسانية. ادعوا كل أصحاب الضمير والحكومات بالوقوف ضد هذه المهزلة التي يمارسها هؤلاء الأشخاص ضد المسلمين‎‎‏”.

وتطرق الحاخام إلى كارثة الهولوكوست التي تعرض لها اليهود في الحرب العالمية الثانية، قائلا: “من أعطاهم الحق ليبيدوهم؟ هذا ذكرني بما وقع لنا بمحرقة الهولوكست وتألمت جدا جدا. يجب محاسبة هؤلاء الجهلة على فعلتهم”.

https://www.facebook.com/hanoukha/posts/1846082545705789

ولم يبقَ المتصفِّحون المسلمون لا مبالين وكتبوا منشورا في الفيس بوك نشروا فيه أقوال الحاخام. كتب متصفح يدعى محمد: “انت انسان بمعني الكلمة . في هذه المواقف الصعبة. يظهر المعدن النقي لأصحاب الرسالات. شكرا لك”. وكتب متصفح آخر معربا عن شكره للحاخام: “شكرا ايها الحاخام ربما الدين بيننا في تفصيله مختلف و لكن تبقى الانسانية تجمعنا و الضلم لا دين له كيفما كان نوعه او مصدره”. وكتب متصفح مغربي: “نفتخر بأبناء بلدنا اليهود الحقيقين وبرجال الدين اليهود”.

تتضمن الجالية اليهودية في المغرب التي كان تعدادها في  الماضي نحو مليون شخص، عدد قليل في يومنا هذا. ولكن  يعيش في إسرائيل الآن نحو مليون يهودي من أصل مغربي. يعيش معظم يهود المغرب في فرنسا، إسرائيل، إسبانيا، وكندا.

اقرأوا المزيد: 221 كلمة
عرض أقل

كل ما تريدون معرفته عن المغاربة في إسرائيل

اليهود في المغرب كانوا الجالية الأكبر من الجاليات اليهودية في الدول العربية. تراجعت أعداد الجالية بعد قيام دولة إسرائيل واليوم هم منخرطون في المجتمع الإسرائيلي في كل المجالات

30 يوليو 2017 | 15:32
اقرأوا المزيد: 1 كلمة
عرض أقل
تعيش الجالية اليهودية بسلام منذ آلاف السنوات إلى جانب أكثرية من المسلمين في المغرب(AFP)
تعيش الجالية اليهودية بسلام منذ آلاف السنوات إلى جانب أكثرية من المسلمين في المغرب(AFP)

حنين المسلمين في المغرب إلى التراث اليهودي

يعمل شبان مسلمون على إحياء التراث اليهودي المغربي وجعله متاحا أمام الجميع. هل سيتعاون اليهود في المغرب مع هؤلاء الشبان؟

منذ سنوات، أتنقل بين إسرائيل والمغرب. لقد بدأت رحلتي إلى المغرب كرحلة شخصية متواضعة للتعرّف إلى أصولي المغربية، ولكن مع مرور الوقت أصبحت هذه الرحلة أوسع وذلك في أعقاب القصة الكبيرة حول هجرة يهود المغرب إلى إسرائيل، وقصة اليهود الذين ما زالوا يعيشون في المغرب حاليا. لا يمكن عدم التطرق إلى الماضي، ولكن ككل المواضيع التاريخية، فهو يطرح أسئلة حول الهوية في الحاضر التي تؤثر في المستقبل.

تتيح كل زيارة كشف المزيد من أجزاء البازل هذا. في زيارتي الأخيرة إلى المغرب، قضيت نحو شهرين في الدار البيضاء، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية، وهي مدينة مليئة ومكتظة، وتثير إحباطا في ساعات معينة، لا سيّما إذا حاولتم العثور على سيارة أجرة في ذروة ساعات الازدحام في المساء. مع مرور الوقت، بعد أن عثرت على المقهى المحبوب لديّ وبدأت أتمتع بمشاهدة عروض ناجحة مع أصدقائي في ساعات المساء، تعرفت إلى تشكيلة ثقافية غنية في المدينة وتعلمت كيف أحترمها.

يعيش في وقتنا هذا في الدار البيضاء أكثر من سبعة مليون مواطن، معظمهم مسلمون. بقي فيها نحو 2.500 يهودي فقط – وهم يشكلون مجموعة قليلة من الجالية اليهودية التي عاشت فيها في الماضي. أصبحت الجالية اليهودية في يومنا هذا مستقلة تماما ولديها حاخمون، جزارون، مطهّرون، بعض المدارس، وكذلك 11 حتى 30 كنيسا قيد الاستخدام – تعمل الكنس في أيام معينة. المقابر والمؤسسات التابعة للجالية مُعتنى بها وتحكي قصة الجالية اليهودية التي لم تعد موجودة تقريبًا.

لقاءات يهودية اسلامية في المغرب (Association Mimouna)
لقاءات يهودية اسلامية في المغرب (Association Mimouna)

يجدر بنا أن نترك المعطيات الإحصائية، لأنه يمكننا أن نتعلم عن المدينة أكثر من السكان الذين يعيشون فيها. فاني مرجي، هي مغربية وصاحبة مصلحة تجارية لأزياء نسائية، انتقلت من المغرب إلى فرنسا، ثم وصلت إلى إسرائيل وزارت بعض الدول الأخرى، وفي النهاية عادت إلى المغرب مفعمة بالطموح ومليئة بالمعرفة. رأيت عبر نظراتها قصة الجالية اليهودية التي لم يبقَ منها تقريبًا سوى البنى، المؤسسات، والمنظمات. فهمت عبر وصفها تضاؤل الجالية اليهودية في المغرب وهجرتها، وشعرت باحترام كبير نحو من يعيش فيها الآن ونحو ماضي الجالية اليهودية العريق في المغرب. للحظات، ظهر حزن في نظراتها لم يكن في وسعها التغلّب عليه، وظهرت صعوبة لديها في التحرر من الماضي.

فاني هي أشبه بمرآة تعكس نقاط الاختلاف بيني وبينها، إذ أنني مقارنة بها وصلت إلى المغرب ولديّ القليل من المعلومات حول التراث اليهودي – المغربي. حتى زيارتي الأولى إلى المغرب، كنت أنظر إلى القصة المغربية في إسرائيل كعديمة الأهمية. لم أعرف ماذا يعني أن أكون مغربية ورفضت الاكتفاء بالإطراء على الأطعمة المميّزة والكثير من النكات الشعبية حول المغاربة، العراقيين، والأكراد. أردت أن أفهم بشكل واسع التراث المغربي وأن أتعرف إلى عادات الجالية وأن أسمع الأصوات المختلفة فيها. يمكن القول إنني قمت بهذه الرحلة تلبية لإشباع رغبتي لمعرفة الحقائق.

رغم أن معظم اليهود قد هاجروا المغرب منذ زمن، وبدأ يكتنف الغموض حول التعبير “جالية”، بقي في المغرب مصدران هامان حول تاريخ يهود المغرب: “البنية التحتيّة المنظماتية للجالية اليهودية ومؤسساتها، التي ما زالت قائمة بأشكال مختلفة، وكذلك سكان المغرب المسلمين.

“لم تعد الجالية اليهودية تعيش في المغرب بعد. ظلت فيها منظمات ومؤسسات فقط”، قالت فاني ردا على أسئلتي المتواصلة ومحاولاتي لمعرفة المعلومات حول ما تبقى. في الواقع، يدير الجيل المُتقدّم في العمر المؤسَّسات اليهودية، ويبرز هذا بشكل خاص عند زيارة المراكز اليهودية في فاس، مراكش، مكناس، وسائر الجاليات التي ما زالت تعيش فيها أقلية يهودية فقط. لا يمكن تجاهل الاضمحلال المتواصل وعدم التساؤل إلى أين اختفى الشبان من أبناء الجالية، ولماذا لا يشغلون مناصب في القيادة المحلية. لا شك أن هذا السؤال مؤلم بالنسبة للجيل الذي أرسل أولاده بعيدا عن المغرب، لذلك لم أطرحه. ربما ارتكبت خطأ عندم لم أسأل، ولكن في نظرة إلى الماضي يبدو أنني اخترت تأجيل مواجهة اعتراف الجالية الذي لا يمكن تجنبه حول تضاؤلها.

لقاءات يهودية اسلامية في المغرب (Association Mimouna)
لقاءات يهودية اسلامية في المغرب (Association Mimouna)

حاولت التوصل إلى إجابات من مصدر معرفة آخر تحديدًا – سكان المغرب المسلمين، الذين يتذكرون الجالية اليهودية الكبيرة التي عاشت في المغرب في الماضي. يمكن أن نلاحظ في كل مكان يزوره يهودي تأثر المسلمين المحليين ورغبتهم في مشاركة قصص يهود المغرب، التي تناولها الأشخاص. هناك شعور في أحيان كثيرة أن سكان المغرب يعتقدون أن هذا حقهم وحتى واجبهم، حيث إنه من وجهة نظرهم، ما زال هؤلاء اليهود مغاربة مثلهم تماما والهوية المغربية أبدية وفق أقوال يذكرونها في كل فرصة.

في السنوات الماضية، باتت تحكي وسائل الإعلام المختلفة في المغرب قصة اليهود. لقد اشتريت في إحدى نهايات الأسبوع في الدار البيضاء صحيفة ودُهشت عندما اكتشفت فيها تحقيقا تاريخيا واسعا حول اليهودية في المغرب ونشاطات الرفاه الخاصة بها. كان الحديث يدور عن جالية تحملت مسؤولية رفاه أبنائها واحترمت الجالية اليهودية جدا.

في السنوات الأخيرة، بدأت تُعرض أفلام حول اليهودية في المغرب في قنوات رسمية، وبدأت تثير حوارا مجتمعيا نشطا حول يهود المغرب في وقتنا هذا وحتى حول يهود المغرب في إسرائيل. أبرز هذه الأفلام هو فيلم للمخرج كمال هشكار، بعنوان “تنغير القدس: أصداء الملاح”، الذي بدأ يُعرض في قناة المغرب الثانية الرسمية ‏2M Maroc)‎‏). ‏‎ ‎‏عُرض الفيلم الذي حظي بحملة تسويقية كبيرة في أنحاء المغرب والعالم العربي وأثار صدى ونقاشا كبيرا في وسائل الإعلام. إن الربط الذي أجراه المُخرج بين المغاربة المسلمين وبين المغاربة اليهود الذين يعيشون في إسرائيل، شكل تحديا حول وجهات نظر عربية وإسلامية، تعتقد أن إسرائيل كيان غريب في الشرق الأوسط.

أكثر من أي شيء، تأثرت بمجموعة من الشبان المسلمين، التي أقامت عام ‏2007‏ “جمعية ميمونة”، بهدف أن يتعرّف الجيل الشاب في المغرب إلى قصة يهود المغرب. عندما سمعت للمرة الأولى عن “ميمونة” ضحكت من اسم المجموعة؛ كان يبدو لي اسما سطحيا، لأنني كنت أعرف في ذلك الحين “عيد الميمونة” في إسرائيل فقط، الذي حظي بانتشار واسع في إسرائيل.

ولكن كان معنى الـ “ميمونة” مختلفا، هاما أكثر بكثير في المغرب. كما في كل عام، في عيد الفصح اليهودي، كان هناك فرق بين اليهود والمسلمين لأنه كان يُحظر على اليهود تناول الأطعمة التي تحتوي على خميرة. فلم يزر اليهود جيرانهم المسلمين أو لم يشتروا من متاجرهم أثناء العيد. بعد انتهاء عيد الفصح، كان اليهود يدعون أصدقاءهم المسلمين للاحتفال معهم بعيد الميمونة لنقل رسالة أن العلاقات بين الجاليات يمكن أن تعود إلى مسارها العادي. كان يشكل عيد الميمونة بالنسبة للأقلية اليهودية التي تعيش في أوساط أكثرية من المسلمين، وسيلة للتواصل بين الجاليات ونقل رسالة من الصداقة وحسن الجوار بينها.

في العقد الماضي، بدأت تعمل منظمة “ميمونة” في أنحاء المغرب بهدف مقاومة ظاهرة النسيان. يعتقد أعضاءؤها أن اليهودية تشكل جزءا لا يتجزء من التراث المغربي ويعترف بذلك دستور الدولة منذ عام 2011. الوطنية المغربية متعددة وكثيرة الثقافات، وتُعتبر التشكيلة الثقافية التي تميّز الهوية المغربية أفضلية وإحدى القيم المغربية الهامة. تظهر الصعوبة في أوساط الجيل الشاب في المغرب، الذي لا يعرف التراث اليهودي الخاص ببلاده ولم يتعرّف إليه، سواء بسبب أن القليل من اليهود يعيشون في المغرب في وقتنا هذا أو بسبب اختفاء التراث اليهودي من كتب التاريخ المغربية. يمتلأ الفراغ الناتج بمحتويات مثيرة للغضب من “الأراضي المقدسة” التي تنقلها وسائل إعلام إسلامية وعربية وتصف اليهود والمسلمين كأعداء لدودين. وهكذا مع مرور الوقت، بدأت العلاقات المميّزة التي كانت بين اليهود والمسلمين في المغرب طيلة سنوات تتلاشى.

الكنيس في جربة (AFP)
الكنيس في جربة (AFP)

يُطرح السؤال ما الذي يجعل شبان مسلمون يقيمون منظمة هدفها الثقافي والسياسي عكسي. أثناء حديثي مع أعضاء المنظمة حول الظروف التي أدت إلى أن يعملوا على تخليد التراث اليهودي المغربي في ذاكرة الجيل الشاب، تفاجأت من أنهم شعروا بتضامن مع الماضي التاريخي المجهول الخاص بيهود المغرب. كانت القصص التي سمعوها من أجدادهم عن يهود المغرب بداية رحلة حول يهود المغرب. تتضمن الحركة في يومنا هذا عشرات الأعضاء، يعملون في عدة مدن وجامعات ويجرون مؤتمرات حول يهود المغرب، يمررون دروسا بالعبرية، ينظمون رحلات في مواقع يهودية، يعقدون أمسيات تتضمن أكل الحلال وفق الشريعة اليهودية، ولديها منزل متنقل تعرض من خلاله التراث اليهودي أمام الجميع. هناك أهمية كبيرة للمنظمة، لأنها تحافظ على ذاكرة مهددة بالاختفاء، تحييها، ويثير حقيقة وجودها أملا في قلوب اليأسين.

في محادثة في مراكش مع المهدي بودرى من مؤسسي جمعية “ميمونة” تحدثنا عن الصعوبات التي تتعرض لها الجالية اليهودية في المغرب، تكيّفها مع الثقافة الفرنسيّة وانفصالها عن المجتمَع المغربي المسلم. كما وتحدثنا عن كتب التاريخ المستخدمة في المدارس في المغرب التي تدعم هذا الانفصال، وتحدثنا عن نقص القيادة اليهودية الشابة القادرة على إحداث تغيير في العلاقات بين الجاليات.

سألت المهدي السؤال الذي لا يمكن عدم طرحه، حيث يشغل بالي منذ زمن: “هل الانفصال الخاص بيهود المغرب ما هو إلا توجها واضحا يسير كجزء من التاريخ؟”. نظر المهدي وقال بثقة: “لا، ما زال إنقاذ الجاليات المتبقية في المدن الكبرى مثل، فاس، مراكش، والدار البيضاء ممكنا”. كان لدى المهدي أيضا برنامج عمل: “أهم ما يجب القيام به لتحقيق الهدف هو توفير مكافآت للشبان اليهود وضمان أن يظلوا في المغرب. يمكن القيام بهذه الخطوة من خلال منح مكافآت للجامعات الجيدة هنا، وهكذا نطور قيادة شابة ونشطة تكون مطلعة عما يحدث في المغرب، ولا تتوجه إلى فرنسا”. نظرت إليه مندهشة تماما من رؤيته وثقته التامة حول النجاح في تطبيق البرنامج، وتساءلت للحظة إذا كنت متشائمة أو أنه مجنون.

مُصلية يهودية في كنيس تطلب رحمة الله ׁׂ(AFP)
مُصلية يهودية في كنيس تطلب رحمة الله ׁׂ(AFP)

كانت تغمر أشجار النخيل كل قطعة أرض في المغرب تقريبا. هناك سبب منطقي وراء نمو هذه الأشجار، إذ أن القانون في المغرب يحظر قطعها. يدور الحديث عن قانون يطبقه المغاربة بشكل قهري – إذا بنيتم منزلكم وتوسطته شجرة نخيل فعليكم قبول الواقع، وإبقاء الشجرة حتى وإن كانت في وسط الصالون. هكذا أصحبت أشجار النخيل شائعة في المغرب، ويحافظ عليها القانون إلى الأبد أو حتى تموت تلقائيا.

كما هي الحال مع شجر النخيل، يحافظ القانون المغربي على اليهود وتراثهم كجزء من التراث المحلي، ويحظر إلحاق ضرر به. ربما يكون خيار البقاء أو عدمه متعلقا بأيدي اليهود كما هي الحال مع أشجار النخيل.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 1472 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور
الأسبوع في 5 صور

الأسبوع في 5 صور

احتفالات عيد الميمونة في إسرائيل، نتنياهو يُغير لون شعره إلى بني، وصورة الزوجين اليهوديين والمرأة المسلمة في قطار الأنفاق في نيويورك تثير حماسا في النت

21 أبريل 2017 | 09:02

نقدم لكم هذا الأسبوع أيضا ملخصا للأحداث الرئيسية التي حدثت في إسرائيل ودول المنطقة

نتنياهو يهزأ من لون شعره

نتنياهو باللون البنفسجي (Facebook)
نتنياهو باللون البنفسجي (Facebook)

يتابع الجمهور الإسرائيلي عن كثب التغييرات السريعة التي تحدث في حكومة نتنياهو طيلة السنوات. ولكن في الأسبوع الماضي، اهتم الإسرائيليون بلون شعر نتنياهو الجديد. شارك نتنياهو في بداية الأسبوع في جلسة مجلس الوزراء، بينما كان شعره أسود وفي نهاية الأسبوع أصبح لون شعره بنيا.

في الماضي، تجاهل نتنياهو الانتقاد العام حول لون شعره ولكن خلال الأسبوع كانت لدى نتنياهو فرصة أن يهزأ من لون شعره ويدعي أنه سيتغير طالما ظل يشغل منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية. كان لون شعر نتنياهو في الماضي رماديا، أشقر وحتى بنفسجيا.

مروان البرغوثي يثير ضجة في صحيفة نيو يورك تايمز

صحيفة "نيويورك تايمز" (ويكيبيديا)
صحيفة “نيويورك تايمز” (ويكيبيديا)

تعرضت صحيفة نيو يورك تايمز إلى عاصفة جماهيرية عالمية بعد أن اضطرت إلى نشر توضيح خلال الأسبوع حول مقال الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، قائد الإضراب عن الطعام في هذه الأيام الذي يشارك فيه أكثر من 1.400 ألف أسير أمني فلسطيني. في مقال نُشر تحت اسم البرغوثي، لم تذكر الصحيفة الجرائم السابقة التي أدت إلى السجن المؤبد للبرغوثي – قتل إسرائيليين وقيادة منظمة إرهابية. ورد في نهاية المقال أن البرغوثي هو زعيم فلسطيني وعضو برلمان. لذلك وردت انتقادات كثيرة في إسرائيل وفي العالم لأن الصحيفة لم تتطرق إلى أعمال البرغوثي.

في بيان توضيحي لصحيفة “نيو يورك تايمز” كُتبت الأقوال التالية: “ورد في المقال أن الكاتب (البرغوثي) يقضي عقوبة السجن ولكن لم تُذكر تفاصيل أكثر حول الأعمال التي أدت إلى إدانته. كانت هناك خمسة بنود قتل وعضوية في منظمة إرهابية ضد البرغوثي. ولكن لم يقبل البرغوثي توكيل محامي دفاع أثناء محاكمته رافضا الاعتراف بالمنظومة القضائية الإسرائيلية”.

احتفالات عيد الميمونة في إسرائيل

عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)
عيد الميمونة عيدًا وطنيًّا في إسرائيل (Edi Israel/Flash90)

كما في كل عيد فصح، من المعتاد أن يستضيف اليهود المغاربة الضيوف الإسرائيليين الكثيرين للمشاركة في احتفالات الميمونة، التي أصبحت عيدا وطنيا للكثير من الإسرائيليين.

تصادف احتفالات عيد الميمونة في آخر أيام عيد الفصح التي تستمر لـ 7 أيام، ولا يتناول اليهود خلالها الأطعمة المصنوعة من الخبز والخمائر. مع انتهاء 7 أيام عيد الفصح، يحضر الكثير من اليهود المغاربة كعكات وحلوى كثيرة مصنوعة من الطحين والخميرة والكثير من العسل والسكر إشارة إلى أن تكون السنة القادمة حلوة واحتفالا بمجيء المسيح المخلص.

يعتبر اليهود المغاربة أبناء إحدى الجاليات اليهودية الكبيرة في إسرائيل ولذلك يشارك الكثير من السياسيين بالاحتفالات مع رؤوساء الجالية، التي تعتبر الأقوى والأهم في إسرائيل.

زوج يهودي وامرأة مسلمة في قطار الأنفاق في نيويورك

صورة لزوجين يهوديين وأم مسلمة تثير النت (تصوير: Jackie Summers)
صورة لزوجين يهوديين وأم مسلمة تثير النت (تصوير: Jackie Summers)

سافر جاكي سامرس بخط أنفاق القطار رقم F في نيو يورك، ولم يعرف أنه غادر القطار وهو ينقل صورة تعبّر عن الوحدة، حيث نجحت في تحطيم ذروة في النت: تنازل سامرس عن مقعده في قطار الأنفاق المكتظ ليتيح لزوجين حاريديين أن يجلسا معا. ومن ثم بذل الزوجان كل ما في وسعهما وغادرا مقعدهما لتجلس مكانهما امرأة تحمل طفلها.

كتب سامرس، وهو أمريكي – أفريقي في منشور حظي بنحو 50 ألف لايك وعشرات آلاف المشاركات وحتى أن وسائل الإعلام تطرقت إليه: “أنا أتنازل عن مقعدي ليجلس مكاني زوج حاريدي معا. ومن ثم يبذلان جهدهما لإخلاء المكان لتجلس مكانهما امرأة مسلمة لتستطيع إطعام طفلها.. هذه هي أمريكا..”

هل أبو مازن مستعد للقائه مع ترامب

غلاف الكتاب "فن الصفقة" من تأليف ترامب
غلاف الكتاب “فن الصفقة” من تأليف ترامب

من المتوقع أن يجرى اللقاء بين أبو مازن ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 3 أيار. في هذه الأيام، يعمل طاقم فلسطيني جاهدا للقاء الموعود، الذي على ما يبدو، يهدف إلى دفع عملية السلام الإقليمي قدما.

نُشر أمس (الخميس) في وسائل الإعلام الفلسطينية (صحيفة القدس) مستندا أمريكيا يتضمن 9 طلبات مختلفة من السلطة الفلسطينية. حقيقة نشر المستند، الذي أعده صهر ترامب، جارد كوشنر، ومبعوث ترامب في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، تشهد على أن أبو مازن معني بالكشف أمام معارضيه حجم الضغوطات الممارسة عليه من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة.

يأمل ترامب بواسطة هذا المستند أن يدير مفاوضات حازمة مع أبو مازن وفق فن المفاوضات الذي يعرفه منذ أن كان رجل أعمال ناجح، الفن الذي تطرق إليه في كتابه “فن الصفقة”. هناك توصية لأبو مازن لقراءة الكتاب في حال كان يرغب في نجاح اللقاء القريب.

اقرأوا المزيد: 604 كلمة
عرض أقل