يهود العراق

نصب تذكاري لضحايا الفرهود
نصب تذكاري لضحايا الفرهود

يهود العراق يطالبون الاعتراف بهم كمتضرري الأعمال النازية

يطالب الناجون من مذبحة "الفرهود"، التي قُتِل فيها 179 يهوديا، دولة إسرائيل بدفع تعويضات لهم، كسائر اليهود الذين تعرضوا للأعمال النازية ضدهم

في هذه الأيام، يصادف 77 عاما على مذبحة “الفرهود” التي قُتل فيها يهود عراقيون وكانت قد حدثت في بداية حزيران 1941. في تلك الحادثة الخطيرة المعروفة بـ “ليلة البلور ليهود العراق”، قُتِل 179 يهوديا وأصيب الآلاف، وتعرضوا للاغتصابات والتحرشات. يعتقد اليهود العراقيون أن مذبحة “الفرهود” شبيهة بالمذبحة التي نفذها النازيون قبل ثلاث سنوات من ذلك بحق اليهود في ألمانيا. وهم يدعون أن التحريض ضد السامية وصل من ألمانيا إلى بغداد وأدى إلى تلك الأعمال الرهيبة.

حتى الآن رفضت دولة إسرائيل، الاعتراف بالعلاقة بين مذبحة “الفرهود” وبين النظام النازي، لذلك لم تدفع تعويضات مالية للضحايا. في شهر شباط الماضي، رفضت إسرائيل شكاوى 2000 يهودي عراقي من الناجين من مذبحة “الفرهود” الذين طالبوا الاعتراف بهم كمتضرري الأعمال النازية. “ليس هناك مكان للجدل بشأن مسؤولية ألمانيا النازية لكارثة الشعب اليهودي”، كتب رئيس المحكمة المركزية في حيفا، رون شبيرا، ولكنه تحفظ معربا أنه لا يمكن نسب العلاقة بين ألمانيا النازية وبين “كل ما يتعلق بمذابح اليهود مهما كانت”.

في شهر آذار الماضي، قدم الناجون من مذبحة “الفرهود” التماسا إلى المحكمة العُليا، جاء فيه، من بين أمور أخرى: “وصلت موجات الكراهية، الوحشية، التي بدأت في برلين أثناء حكم النازيين إلى دجلة والفرات، وأدت إلى قتل اليهود. يهود العراق هم من متضرري الاضطهاد النازي”.

تحدثت آراء خبراء التاريخ، التي وصلت إلى المحكمة طيلة سنوات، عن العلاقة بين الحملة التسويقية النازية ومذبحة “الفرهود”. أوضح دكتور إدي كوهين، الذي يهتم بالحملات التسويقية النازية للدول العربية: “ساهمت الحملة التسويقية النازية باللغة العربية في إدخال ظاهرة معادة السامية المتطرفة إلى الشرق الأوسط. وعززت الكراهية ضد اليهود، حتى أدت إلى اندلاع مذبحة “الفرهود” وارتكاب عمليات القتل.

ولكن منذ بدأ الناجون في عام 2011 نضالهم، رفضت المحاكم الإسرائيلية ادعاءاتهم. “لا يشير أي من الحملات التسويقية النازية إلى أنها كانت السبب في كراهية اليهود واندلاع مذبحة ‘الفرهود’. لا يمكن أن نؤكد أن التحريض الألماني هو الذي أدى إلى مذبحة ‘الفرهود’،” كتب القضاة.

رغم ذلك، يأمل متضررو تلك المذبحة بأن تقبل المحكمة العليا ادعاءاتهم وتأمر الدولة بدفع تعويضات لهم مثلما دفعت لليهود الذين تضرروا من الأعمال النازية.

اقرأوا المزيد: 318 كلمة
عرض أقل
حاييم ساسا (لقطة شاشة)
حاييم ساسا (لقطة شاشة)

مهاجر عراقي في إسرائيل حائز على ستة ألقاب أكاديمية

مهاجر عراقي يحطم رقما قياسيا.. الطالب الجامعي الأكبر سنا في الجامعة العبرية والحائز على أكبر عدد من الألقاب

يتعلم في حرم الجامعة العبرية في القدس آلاف الطلاب الجامعيين سنويا، للقب الأول والألقاب المتقدمة الأخرى. بين آلاف الطلاب الجامعيين هناك طالب فريد من نوعه، وهو حاييم ساسا ابن 87 عاما، رجل فضولي، لا يشكل عمره المتقدم عائقا في طريقه نحو التعلم والبحث.

ساسا ليس الطالب الجامعي الأكبر سنا في الجامعة العبرية فحسب، بل حاصل على أكبر عدد من الألقاب أيضا. الألقاب التي يحملها هي: لقب أوّل في التاريخ والعُلوم الإنسانيّة، لقب أوّل في الإسلام، لقب ثان في علوم الشرق الأوسط، لقب ثان في العلوم السياسية، لقب ثان في التاريخ الخاص بشعب إسرائيل، ولقب ثان في العلاقات الدولية. “لا أفكر هذا العام في الدراسة والحصول على لقب”، قال ساسا لموقع YNET‏. “انضممت لدورة تاريخ، مما يتيح لي أن أكون نشطا فكريا وجسمانيا. بدلا من قضاء الوقت في العيادات والمستشفيات، أنا مشغول بسماع المحاضرات وإنجاز المهام التعليمية”.

ساسا متزوج ولديه ثلاثة أولاد، ويعيش في القدس، وسيرته الحياة مؤثرة جدا. لقد وُلد في العراق وفي سن ‏16‏ عاما قرّر أن يهاجر إلى إسرائيل. “سافرت إلى مدينة البصرة في العراق، التي يعيش فيها صديق والدي الذي ساعدني على اجتياز الحدود إلى إيران والوصول إلى مدينة خرمشهر. “التقيت فيها شخصا كان يُفترض أن يأخذني إلى كنيس يساعد اليهود الذين يريدون الهجرة إلى إسرائيل بشكل غير شرعي، ولكن بدلا من أن يرافقني حتى مدخل الكنيس، أوقف السيارة على بعد 150 مترا منه، طالبا مني متابعة الوصول إليه وحدي” قال ساسا.

حاييم ساسا في الجامعة العبرية (لقطة شاشة)

في طريقه إلى الكنيس، أعتُقل ساسا وسُجن لثلاثة أسابيع، ثم أطلق سراحه بكفالة اليهود، الذين جعلوه يعمل خادما لدى إحدى العائلات اليهودية. بعد مرور عدة سنوات، سافر ساسا إلى طهران، واتصل فيها مع الجالية اليهودية المحلية، وبفضل مساعدتها وصل إلى معسكر سري كان ينتظر فيه اليهود حتى هجرتهم إلى إسرائيل.

في عام 1950، قدم ساسا إلى إسرائيل، وسكن في قرية تعاونية وعمل فيها مزارعا. ولكن عندما خرج للتقاعد وشعر أن لديه الكثير من وقت الفراغ، اقترح عليه أولاده الالتحاق بالتعليم الأكاديمي. “سألهم: ‘ماذا سأفعل في الجامعة؟ عمَّ تتحدثون’؟ ولكن أولادي سجلوا اسمي للالتحاق بالتعليم في الجامعة وهكذا بدأت الدراسة. في البداية شعرت بصعوبة وحاجة إلى الانسحاب. فالطلاب الشبان يقرأون ما معدله 80 حتى 100 صفحة بسرعة، ولكن يصعب علي تنفيذ ذلك مثلهم. رغم هذا تابعت دراستي. كنت أدرس حتى منتصف الليل. كان معدل علامتي عند دراستي للقب الثالث 80″، قال ساسا.

حتى أنه سافر إلى إيران مع بعثة زراعية إسرائيلية، بعد 14 عاما منذ قدومه إلى إسرائيل من طهران. “زرت في تلك الرحلة السجن الذي سُجنت فيه لثلاثة أسابيع. وقفت أمام محطة الشرطة وفكرت، كيف يتغير الحال، فقبل 14 عاما كنت سجينا هنا، والآن أزور المكان ذاته بصفتي خبيرا إسرائيليا”.

اقرأوا المزيد: 410 كلمة
عرض أقل
منظر لآثار مدينة بابل التاريخية (AFP)
منظر لآثار مدينة بابل التاريخية (AFP)

على أنهار بابل.. قصّة يهود العراق

يعيش اليوم في بغداد 8 يهود فقط، بقية لجالية عريقة تعود جذورها إلى أكثر من 2500 عام. اقرأوا قصة هذه الجالية وتعرفوا إلى 5 إسرائيليين معروفين انحدروا منها

01 يونيو 2017 | 11:16

“يهود بابل” – هذا هو اللقب الذي يستخدمه حتّى اليوم كثير من اليهود ذوي الأصل العراقيّ الذين يقطنون في إسرائيل للإشارة إلى أنفسهم. يهود بابل، لا يهود العراق. ليس بلا سبب تفضيلُ عديدين اللقب القديم على اسم الدولة العصرية التي أتَوا منها – فالجالية اليهودية في العراق ذات جذور تاريخية ضاربة في العمق، تصل إلى دمار الهيكل الأول في أورشليم عام 607 قبل الميلاد.

فقد سبا ملك الإمبراطورية البابلية، نبوخذنصر الثاني، اليهود من موطنهم التاريخي إلى بابل البعيدة، حيث نشأت جالية يهودية جديدة ومزدهرة. لم يتوقف يومًا الحنين إلى الموطن، ويتجلى ذلك في المزمور 137، العدد 1: “عَلَى أَنْهَ‍ارِ بَ‍ابِ‍لَ،‏ هُنَ‍اكَ جَلَسْنَ‍ا.‏  بَ‍كَيْنَ‍ا أَيْضً‍ا عِنْ‍دَمَ‍ا تَ‍ذَكَّرْنَ‍ا صِهْيَ‍وْنَ”. لكن في فترةٍ متأخرة أكثر تاريخيًّا، مثل فترة كورش، التي أُجيز فيها لليهود بأن يعودوا إلى أورشليم، بقيت جالية يهود بابل قائمة وكبيرة.

النموّ والازدهار

كانت جالية يهود بابل الأكبر والأكثر ازدهارًا بين الجاليات اليهودية، حتّى حين تشتّت اليهود في كلّ أرجاء المعمورة. فقد كانت الجالية مركزًا تجاريًّا وحضاريًّا مزدهرًا، فضلًا عن كونها مركزًا روحيًّا ودينيَّا ذا أهمية كبرى. تجمّع جميع حكماء الديانة اليهودية بين نهرَي دجلة والفرات، وأقاموا هناك قرونًا. تعاملت الإمبراطورية البارثية التي سيطرت على المنطقة جيّدًا مع اليهود، ومنحتهم حقوقًا بإدارة مستقلّة وحريّة ثقافيّة. في هذه الفترة، بلغ الفِكر اليهودي إحدى ذُراه، في تأليف “التلمود البابلي”. كذلك في السنوات اللاحقة، تحت حُكم الساسانيّين، كان اليهود محميّين من أيّ أذى.

قبر حزقيال (ذو الكفل) في مدينة الكفل العراقيه (AFP)
قبر حزقيال (ذو الكفل) في مدينة الكفل العراقيه (AFP)

مع انتشار الإسلام وسيطرة الخلفاء، بدءًا من القرن السابع الميلادي، تحسّن كثيرًا وضع يهود بابل، إذ أصبح للمرة الأولى معظم يهود العالم تحت السيادة نفسها – سيادة الإسلام. لكنّ هذا التعامُل لم يكُن ثابتًا، إذ كان وضع اليهود يعتمد على نظرة الحاكم. ورغم أنّهم نعموا غالبًا بالأمان، لكنهم كانوا تحت تهديد أحكامٍ – مثل حظر الخليفة عُمر بن عبد العزيز في مطلع القرن الثامن أن يلبسوا كالعرب أو أن يعيشوا حياة رفاهية، أو حُكم الخليفة المتوكّل في القرن التاسع، الذي ألزمهم بلبس ثياب خاصّة تكون علامة عار. في فترة الخليفة المأمون، دُعي اليهود “أخبث الأمم”، ودُمّرت مجامع يهودية كثيرة في عهده. في القرون الوسطى، هجر يهود كثيرون بغداد ومحيطها للسكن في الأندلُس، التي أصبحت مركزًا إسلاميًّا مزدهرًا في العالم.

كانت الفترة العثمانية أيضًا فترةً مفعمة بالتقلّبات بالنسبة للجالية في العراق. لكن كلّما ازدادت موجات الدمقرطة، تحسّن وضع اليهود، الذين شكّلوا جزءًا هامًّا من الحياة العامّة والتجاريّة في العراق. عام 1908، حصل جميع يهود العراق على مساواة في الحقوق وحرية دينية كفلها القانون، حتّى إنّ بعضهم أُرسل لتمثيل العراق في البرلمان العُثمانيّ.

كنيس مهجور في مدينة الفلوجة (ِAFP)
كنيس مهجور في مدينة الفلوجة (ِAFP)

بعد الحرب العالمية الأولى وتتويج فيصل ملكًا على البلاد، تحسّن وضع اليهود أكثر فأكثر. كان وزير المالية الأول للعراق في العصر الحديث يهوديًّا، اسمه حسقيل ساسون‎ ‎‏. اتّخذ ساسون عددًا من القرارات التي أسهمت في استقرار الاقتصاد العراقي في القرن العشرين، بما فيها تنظيم تصدير النفط إلى بريطانيا. وبشكل عامّ، أضحت أسرة ساسون البغداديّة إمبراطوريّة اقتصاديّة امتدّت من الهند شرقًا حتّى أوروبا غربًا.

أمّا ما زاد شهرة يهود العراق أكثر من أيّ شيء آخر في العصر الحديث فهو موسيقاهم. ‏‎ ‎فقد اشتُهر الكثير من اليهود بفضل مواهبهم الموسيقيّة، وفي مسابقة الموسيقى في العالم العربي التي أُقيمت في القاهرة في الأربعينات، فاز الوفد العراقي، الذي تألّف من موسيقيين يهود ومُطرب مسلم واحد. ويُذكَر بشكل خاصّ صالح وداود الكويتي، اللذان أنشآ فرقة الإذاعة الموسيقية الوطنية في العراق، حتّى إنهما غنّيا في حفل تنصيب الملك فيصل الثاني.

التدهوُر والمغادَرة

حدث التدهوُر الأكبر في وضع يهود العراق مع صعود النازيين في ألمانيا في ثلاثينات القرن العشرين. فقد عملت السفارة الألمانية في بغداد بوقًا لرسائل لاساميّة أدّت تدريجًا إلى تغيّر نظرة العراقيين المسلمين إلى إخوتهم اليهود. فعام 1934، فُصل عشرات الموظَّفين اليهود من وزارة الاقتصاد، عام 1935 فُرضت قيود على عدد اليهود في المدارس، وعام 1938 أُقفلت صحيفة “الحصاد”، لسان حال يهود العراق.

مجموعة حاخامات يهود في بغداد عام 1910 (Wikipedia)
مجموعة حاخامات يهود في بغداد عام 1910 (Wikipedia)

وكانت الذروة عام 1941، بعد فشل الانقلاب الذي قاده رشيد عالي الكيلاني، الذي سعى إلى طرد البريطانيّين وإنشاء سُلطة ذات رعاية ألمانية – نازيّة. في تلك السنة، حدث ما يُعرف بالفرهود – المجزرة الأكبر بحقّ يهود العراق. في إطار الاضطرابات، قُتل 179 يهوديًّا، أصيب 2118، تيتّم 242 طفلًا، وسُلب الكثير من الممتلكات. وصل عدد الأشخاص الذين نُهبت ممتلكاتُهم إلى 50 ألفًا، ودُفن الضحايا في مقبرة جماعيّة في بغداد.

كانت النتيجة المباشرة للمجزرة تعزيز قوة الصهيونية، والإدراك أنّ فلسطين (أرض إسرائيل) وحدها تشكّل ملاذًا آمنًا ليهود العراق. فاقم إنشاء دولة إسرائيل ونتائج حرب العام 1948 أكثر وأكثر التوتر بين اليهود والمسلمين في العراق. فاليهود الذين اشتُبه في ممارستهم نشاطاتٍ صهيونية قُبض عليهم، احتُجزوا، وعُذِّبوا.

عام 1950، سنّت الحكومة العراقية قانونًا يسري مفعوله لعامٍ واحد، أتاح لليهود الخروج من البلاد شرطَ تنازُلهم عن جنسيّتهم العراقية. أُتيح لكلّ يهودي يبلغ عشر سنوات وما فوق أن يأخذ معه مبلغًا محدَّدًا من المال وبضعة أغراض. أمّا الممتلكات التي خلّفوها وراءهم فكان يمكنهم بيعها بمبالغ ضئيلة.

نتيجة ذلك، أطلقت دولة إسرائيل عملية باسم “عزرا ونحميا” تهدف إلى إحضار أكبر عددٍ ممكن من يهود العراق إلى البلاد. وكلّما زاد تدفّق اليهود الذين غادروا العراق، ازدادت مضايقات اليهود، حتّى إنّ البعض منهم فقد حياته.

عائلة يهودية عراقية
عائلة يهودية عراقية

منذ 1949 حتّى 1951، فرّ 104 آلاف يهودي من العراق ضمن عمليات “عزرا ونحميا”، و20 ألفًا آخرون هُرِّبوا عبر إيران. وهكذا، تقلّصت الجالية التي بلغت ذروة من 150 ألف شخص عام 1947، إلى مجرّد 6 آلاف بعد عام 1951. أمّا الموجة الثانية من الهجرة فحدثت إثر ارتقاء حزب البعث السلطة عام 1968، إذ هاجر نحو ألف يهودي آخرين إلى إسرائيل. اليوم، يعيش في بغداد عددٌ ضئيل من اليهود، كما يبدو مجرّد ثمانية.

جمّدت السلطات العراقية الممتلكات الكثيرة لليهود الذين هجروا البلاد. ويُقدَّر أنّ قيمة الممتلكات كانت تبلغ نحو 30 مليون دولار في الخمسينات. أمّا بقيمة اليوم، فيمكن القول إنّ يهود العراق تركوا وراءهم ممتلكاتٍ تُقدَّر قيمتها بـ 290 مليون دولار.

خمسة إسرائيليّين – عراقيين عليكم أن تتعرفوا إليهم

عائلة يهودية عراقية تصل الى مطار اللد عام 1950 (WIKIPEDIA)
عائلة يهودية عراقية تصل الى مطار اللد عام 1950 (WIKIPEDIA)

بدءًا من الخمسينات، ازدهرت جماعة يهود بابل في دولة إسرائيل. لم تكُن صعوبات الاستيعاب في الدولة الفتيّة بسيطة، وكان عليهم أن يناضلوا للحفاظ على هويّتهم الفريدة مقابل يهود أوروبا الشرقية، الذين رأوا فيهم ممثّلين أقل قيمة للحضارة العربية. لم تقدِّر السلطات الإسرائيلية الممتلكات الكثيرة والغنى الحضاري الذي تركوه وراءهم في بغداد والبصرة، ولم يتمكّن يهود العراق من إيجاد مكانة لهم بين سائر المهاجرين: المهاجرين من أوروبا الشرقية من جهة، والمهاجرين من شمال إفريقية من جهة أُخرى.

لكن كلّما مّرت السنون، تعرّف الشعب الإسرائيلي إلى أهمية وإسهامات المهاجرين من العراق، ووصل بعضٌ منهم إلى مواقع مركزيّة في السياسة، الثقافة، والمجال المهنيّ في إسرائيل. إليكم خمسة عراقيين يهود إسرائيليين، عليكم أن تتعرّفوا إليهم:

  • الحاخام عوفاديا يوسف – وُلد عام 1920 في بغداد باسم “عوفاديا عوفاديا”، وأصبح مع الوقت الزعيم الديني دون منازع لجميع يهود الشرق في إسرائيل. وضع الحاخام، الذي اعتُبر معجزة دينيّة منذ طفولته، أولى مؤلفاته الدينية في التاسعة من عُمره. يتذكّره كثيرون في إسرائيل بسبب إجازته الفقهيّة لعمليّة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن أيضًا بسبب زلّات لسانه العديدة. فقد قال مثلًا عن أريئيل شارون: “ليُنزل عليه الله – تبارك وتعالى – ضربةً لا يقومُ منها”، ووصف رئيس الحكومة نتنياهو بأنه “عنزة عمياء”.
  • بنيامين “فؤاد” بن إليعيزر – الطفل الصغير من البَصرة الذي أمسى قائدًا عسكريًّا بارزًا في إسرائيل، وبعد ذلك سياسيًّا شغل عددًا كبيرًا من المناصب الوزارية، وكان صديقًا مقرَّبًا من الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك. فبعد أن كان وزير الإسكان في حكومة رابين، وزير الدفاع في حكومة شارون، ووزير الصناعة في حكومتَي أولمرت ونتنياهو، تتجه أنظار “فؤاد” الآن إلى المقام الأرفع، إذ يسعى إلى أن يكون أوّل رئيس عراقي لدولة إسرائيل.
  • دودو طاسا – حفيد داود الكويتي الذي أضحى هو نفسه موسيقيًّا كبيرا ورياديًّا في إسرائيل. يدمج تاسا بين الأسلوب الغربي وبين الموسيقى العراقية التقليدية، ويُذكَر بشكل خاصّ أداؤه لأغنية فوق النخل‏‎ ‎‏، التي اشتُهرت بأداء جدّه.‎ قادت الأغنية إلى ألبوم يعزف فيه تاسا أغاني الكويتيَّين (داود وصالح).
  • إيلي عمير الأديب الذي جسّد أفضل من أيّ شخص آخر مشاعر القادِمين من العراق. عبّر كتابه “ديك الفِداء”، الذي كتبه على مدى 13 عامًا، بشكل دقيقٍ عن مصاعب شابّ ذي أصل عراقي يستصعب الوصل بين عالم والدَيه الماضي وبين عالَم رجال الكيبوتز ذوي الأصول الأوروبية، الذي أراد الاندماج فيه. بقيت لغته الأم عربية، وهو حزين للإكراه الثقافي الإسرائيلي، الذي ألزمه بمحو ماضيه. مع السنوات، أضحى عمير ناشطًا في حزب العمل الإسرائيلي.
  • إيلي يتسفان – كبير الكوميديين الإسرائيليين هو في الواقع من أصل عراقيّ. فرغم أنه وُلد في إسرائيل، والداه كلاهما عراقيّان. سمع يتسفان، أصغر خمسة أبناء، العربية العراقية تصدح في بيته، وأصبح مقلّدًا موهوبًا قادرًا على تمثيل شخصية أيّ إنسان، ولا سيّما شخصيات من العالم العربي. كاد تقليده للرئيس المصري محمد حسني مبارك (الذي أعطى مبارك لهجة مختلطة – مصريّة وعراقيّة) يقود إلى أزمة في العلاقات الإسرائيلية – المصريّة.

شاهدوا إيلي يتسفان العراقي يقلّد حسني مبارك:

اقرأوا المزيد: 1338 كلمة
عرض أقل
الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Hadas Parush/Flash 90)
الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Hadas Parush/Flash 90)

تعرفوا إلى نجيب محفوظ الإسرائيلي

شوارع بغداد وأسواقها تشكل المواد الأولية لرواياته. وهمّه الأدبي هو جسر الهوة بين الثقافة الإسرائيلية والثقافة العربية. تعرفوا إلى الكاتب إيلي عمير أو باسمه الأصلي فؤاد إلياس خلاصجي

22 أبريل 2017 | 12:36

ولد فؤاد الياس ناصح خلاصجي في بغداد عام 1937، وهاجر مع عائلته إلى إسرائيل عام 1950 بعد أن تحوّل العراق إلى مكان يعادي مواطنيه اليهود. كان المجتمع اليهودي في الماضي يضم نحو 140 ألف شخص، وكان له دور مهم ومساهمة حقيقية في تطور العراق، لكن قيام دولة إسرائيل دمّر العلاقة بين هذه الجالية والعراقيين. وهذه الفترة التي عشاها الروائي فؤاد خلاصجي، أو باسمه العبري، إيلي عمير، في بغداد، ما زالت حية في ذهنه ورواياته.

يقول عمير في إحدى مقابلاته إنه أرجأ رحلة إلى القاهرة مرة قبل أن ينجز روايته “مطيّر الحمام” – التي تروي قصة هجرة اليهود من العراق وتدور أحداثها في أحياء بغداد وأسواقها- لكي لا تختلط عليه مشاهد القاهرة مع مشاهد بغداد، إذ أراد سرد الأماكن والأجواء في بغداد، العالقة في ذهنه منذ الطفولة، في منتهى الدقة. وبعد إنجاز الرواية المذكورة، سافر الروائي إلى القاهرة، وكانت المناسبة نقل روايته “ياسمين” إلى اللغة العربية ونشرها في مصر. وهي رواية تسرد قصة حب بين شاب يهودي وشابة فلسطينية مسيحية، تجري وقائعها في القدس في الحقبة الزمنية التي تلت حرب 1967 وغيّرت الواقع السياسي في القدس.

وكانت رواية ياسمين الكتاب الذي ختم ثلاثية روايات عمير التي انطلقت في العراق وروت قصة فرار اليهود منه، ومن ثم الوصول إلى أرض الميعاد ومشقات التأقلم، وانتهت بالصراع العربي – الإسرائيلي. وحين سئل عمير إن كان احتذى بثلاثية الروائي المصري العظيم، نجيب محفوظ، نموذجا للثلاثية التي ألّفها، قال إنه لم يكن قرأ ثلاثية محفوظ قبل بدء العمل على عمله الأدبي، لكن المقارنة دعته إلى قراءة كتب محفوظ. ورغم نفي عمير تقليد محفوظ، إلا أن المقاربة بينهما قائمة في إسرائيل، وهنالك من يلقبه ب “نجيب محفوظ الإسرائيلي”.

الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Yossi Zamir/Flash90)
الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Yossi Zamir/Flash90)

وعن صراع الهويات التي يعيشها الروائي يقول “لم أنسَ يوما جذوري ولغتي (العراقية والعربية)، لكنني لم أعارض تقبل حضارة ثانية (الحضارة الإسرائيلية – الغربية) وتبينها. الإنسان في العصر الحديث، باعتقادي، يملك هويات متعددة ولا يعيش هوية واحدة. أنا أعيش بسلام مع كوني إسرائيلي، وأنادي دائما لتعلم اللغة العربية والحضارة العربية على أدبها وقصائدها”.

وقد ناضل عمير طوال سنين نشاطه الأدبي والسياسي من أجل رفع شأن اللغة العربية في إسرائيل، مشدّدا على أهمية دراستها وإتقانها من أجل معرفة ثقافة العرب والإسلام. وإلى جانب ذلك، فهو إسرائيلي فخور بما أنجزت دولة اليهود، يعتز بكونه صهيوني. ويتجسد صراعه هذا في روايته “ياسمين” حيث يقول بطل الرواية عن نفسه: “أنا يهودي ابن عرب، يقدر إنجازات الغرب. يسمع الموسيقى الكلاسيكية في الصباح، والموسيقي العربية في المساء. عصفور مهاجر بين عالمين. قدم هنا وقدم هناك.. وفي مرات كثيرة تحتار قدماي”.

وتمتاز روايات عمير عن غيرها من الأدب الإسرائيلي بأنها ثرية بالكلمات العربية، وقصد الروائي من ذلك الحفاظ على اللغة التي تكلمها في صغره، وربط الحاضر الثقافي في إسرائيل بالماضي الشرقي. ومن هذه المصطلحات كما ظهرت في رواية “مطير الحمام”: استعمال كلمة “الجرّة”، والمقولة الشعبية “الهزيمة غنيمة”، و”الشاي خانة” التي تقدم الشاي فقط لزبائنها، وأكلة “السموبسك”، والحديث عن “شباب الإنقاذ” وهي اسم مجموعة يهودية تأسست سرا للدفاع عن اليهود في العراق في أعقاب أحداث الفرهود، والجلالة أي الأرجوحة وبعد.

الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Hadas Parush/Flash 90)
الروائي الإسرائيلي من أصول عراقية، إيلي عمير(Hadas Parush/Flash 90)

وعدا عن نجاح الروائي الموهوب وتصدر كتبه قوائم الأكثر مبيعا في إسرائيل، يحتل عمير مكانة خاصة في قلوب الإسرائيليين، خاصة اليهود من أصول أوروبية، لكونه كاتب يمزج بين الشرق والغرب على نحو رائع. يحترم إنجازات الغرب وتقدمه مثلما يحب هويته الشرقية، أو كما يصف هو بنفسه “في الصباح أحب الاستماع لبتهوفن، وفي المساء لأم كلثوم”.

ويشدد عمير في مقابلاته على أنه يعتز بالحركة الصهيونية ويعرف نفسه على أنه كاتب “صهيوني يهودي إسرائيلي”، أينما كان، حتى في مصر. ومنبع هذا هو العناء الذي مر به اليهود في أوروبا والدول الإسلامية.

وعن عناء اليهود الشرقيين، يستهل عمير روايته “مطير الحمام” بمشهد شنق التاجر اليهودي الكبير في بغداد، شفيق عدس. فقد اتهمته السلطات العراقية افتراءً ببيع السلاح للمنظمات اليهودية، استنادا على مقالة نشرها محرر صحيفة في العراق رفض عدس التعامل معه، وكان عوّل على أصدقائه المسلمين بالوقوف إلى جانبه في وقت الضيق. وكانت نهاية عدس، إعدامه في أحد ميادين البلد على الملأ، وعلى وقع هتاف السكان المسلمين “الله أكبر”، الدليل القاطع بأن العراق لم يعد يريد سكانه اليهود، ولا أمل في البقاء فيه، على الرغم من أن هنالك في المجتمع اليهودي من دافع عن فكرة البقاء في العراق.

ويعيش عمير اليوم في حي جيلو في القدس، وهو حي يقع بعد حدود 1967. واختار هذا الموقع بالنسبة لعمير يمثل الجانب الصهيوني فيه، فهو يؤمن بأرض إسرائيل الكبرى، لكنه خلافا لغيره من اليهود، يعترف بوجود شعب آخر، وينادي إلى إقامة دولة فلسطينية تمكن هذا الشعب من تحقيق طموحاته. وعن رأيه في حل الدولتين يقول عمير: “أنا تاجر بغدادي. أطمح لأعيش في دولة يهودية وأعترف بطموح الشعب الآخر الذي يعيش بجواري.. لذلك أريد أن أشتري السلام بإعادة الأراضي التي استولت عليها إسرائيل عام 1967”.

وقد اختير الروائي، الذي يبلغ من العمر 80 عاما، قبل وقت قصير، ليكون من موقدي مشاعل يوم الاستقلال، وحظي على هذا الشرف الإسرائيلي لمساهمته العظيمة في سرد تجربة هجرة اليهود الشرقيين، ومن ثم حياتهم في البلاد التي قامت حديثا وما زالت تبحث عن هويتها، والمعاملة السيئة التي لاقاها اليهود الشرقيين من المؤسسة العلمانية الأشكنازية في البلاد.

اقرأوا المزيد: 785 كلمة
عرض أقل
مطار بن غوريون الإسرائيلي (Nati Shohat/Flash90)
مطار بن غوريون الإسرائيلي (Nati Shohat/Flash90)

هل سيحظر على عشرات آلاف الإسرائيليين دخول أمريكا؟

تصريحات ترامب لحظر دخول أصحاب الجنسية من سبع دول إسلامية إلى أمريكا، قد تنطبق على اليهود الذين وُلِدوا في هذه الدول أيضًا

قد يسري مفعول قرارات ترامب لحظر دخول أمريكا على الكثير من الإسرائيليين الذين وُلدوا في دول إسلامية. لا يُحظر على المسلمين أصحاب الجنسية من مواليد إحدى الدول التالية: إيران، الصومال، السودان، العراق، سوريا، اليمن، وليبيا دخول أمريكا لمدة 90 يوما وفق تصريحات الرئيس ترامب فحسب، بل يتضح حاليا أن اليهود الذين وُلِدوا في إحدى هذه الدول، حتى إذا كانوا يحملون جنسية أخرى (ليست أمريكية) يُحظر عليهم دخول الولايات المتحدة أيضًا.

يوصي محام إسرائيلي خبير بمجال الهجرة إلى الولايات المتحدة، الإسرائيليين الذين وُلِدوا في إحدى الدول المذكورة في تصريحات ترامب، “بعدم السفر في الوقت القريب إلى الولايات المتحدة، حتى تتضح الأمور”. كتبت دبلوماسيّة أمريكية عملت سابقا كممثلة في السفارة الأمريكية في تل أبيب في الفيس بوك: “إذا كنت مواطنا من إحدى هذه الدول، ولكنك ليس مواطنا أمريكيا، فيحظر عليك دخول الولايات المتحدة لمدة 90 يوما. حتى إذا كانت بحوزتك جنسية أخرى، مثلا إسرائيلية، وحتى إذا كانت لديك تأشيرة هجرة سارية المفعول، تأشيرة سائح، تأشيرة لاجئ، أو تأشيرة عمل”.

من الجدير بالذكر أنه ليست هناك معطيات دقيقة حول عدد الإسرائيليين اليوم الذين وُلِدوا في إحدى تلك الدول التي يُحظر على مواطنيها دخول الولايات المتحدة، ولكن هناك عشرات آلاف الإسرائيليين وفق التقديرات. ولكن وصل إلى إسرائيل من إيران وحدها منذ قيام الدولة ما معدله 200 حتى 250 ألف شخص. كذلك وصل عشرات آلاف اليهود من ليبيا واليمن وأكثر من 100,000 يهودي من العراق.

اقرأوا المزيد: 218 كلمة
عرض أقل
العندليب الأسمر، المطرب عبد الحليم حافظ (AFP)
العندليب الأسمر، المطرب عبد الحليم حافظ (AFP)

أغاني عبد الحليم حافظ بالعبرية

إسرائيلي وُلد في بغداد يترجم إلى العبرية المئات من أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب. في كتابه الأخير ترجم عشرات من أغاني عبد الحليم حافظ

في كانون الثاني 2015 صدر كتاب “أغان مختارة للموسيقيّ والمطرب الكبير محمد عبد الوهاب”. وقد تضمن الكتاب 158 أغنية ترجمها إسرائيلي وُلد في بغداد، وهو لطيف بارطوف، الذي أصدر في السنوات الأخيرة عدة كتب من بينها كتابا تُرجمت فيه الأغاني الأفضل للمطربة المصرية الكبيرة، أم كلثوم.

صدر مشروع بارطوف الأخير في نهاية 2016 “مختارات من أغاني العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ”. ومن الجدير بالذكر أنّ كل واحد من كتب بارطوف، تضمن أيضا مقدمة قصيرة عن الفنان أو الفنانة، تاريخ حياتهم، وتطوّر سيرتهم المهنية. إلى جانب كل أغنية مشار إلى سنة بثها في الإذاعة، وتظهر كلمات الأغنية بالعربية وبالعبرية أيضا.

أصدر بارطوف الكتب بشكل مستقل. لا يمكن الحصول عليها في مكتبات الكتب المعروفة وإنما عن طريق التوجه إلى بارطوف عبر رسالة إلكترونية، في منتدى لمهاجري يهود بابل، وفي مقهى مقدسي صغير اسمه “كروسلا”.

المترجم لطيف برطوف
المترجم لطيف برطوف

وُلد لطيف أبو الخير في بغداد عام 1933، ووصل إلى إسرائيل عام 1951، مثل معظم يهود العراق، وأقام في القدس. ففي العراق، تعلم في المدرسة اليهودية “الشماس”، التي كانت لغة التعليم الأساسية فيها العربية، إلى جانب الإنجليزية. مع مجيئه إلى البلاد أكمل دراسته الثانوية، درس إدارة الحسابات، وفي عام 1954، عندما طُلب موظفون في وزارة المالية، انخرط في العمل وبقي فيه حتى تقاعده عام 1998. أبقى اسمه الشخصي، لطيف، كما هو. وفي المقابل، غيّر اسم عائلته، “أبو الخير”، إلى “بارطوف”، وهو اسم يدمج مؤلف من العربية والعبرية.

لم يخف بارطوف، مثل الكثير من اليهود من أصول شرقية، حبهم للثقافة العربية، وبشكل أساسي للموسيقى المصرية الكلاسيكية.

طٌرحتْ فكرة ترجمة عشرات الأغاني لكبار المطربين في مصر، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وإصدارها في كتاب بالعربية، في أعقاب جلسات مشتركة مع أصدقاء، عراقيين، والذين جاؤوا إلى البلاد في سنّ أصغر ولا يعرفون العربية بمستوى عالٍ بما فيه الكفاية. كرر أولئك طلبهم من بارطوف أن يترجم الكثير من الأغاني وكلما تراكمت ترجمات الأغاني، وحظي بارطوف بمديح وثناء على ترجماته، تشكّلت لديه فكرة جمع كل الترجمات، وتحسينها وإصدارها في كتاب.

جدد الكثير من المطربين الإسرائيليين، وخصوصا من أصول شرقية، على مدى سنوات طويلة أغنيات مصرية كلاسيكية. من بين هؤلاء المطربين يمكننا أن نجد سريت حداد التي غنّت لأم كلثوم أو عوفر ليفي الذي غنّى أغنية العندليب الأسمر الخالدة، “سوّاح”.

اقرأوا المزيد: 343 كلمة
عرض أقل
يهود اليمن يغادرون عدن
يهود اليمن يغادرون عدن

نكبة اليهود الشرقيين

أكثر من 800 ألف يهودي تمّ طرده أو اضطرّ لترك دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط بسبب الاضطهاد. يتزايد الاتجاه الذي يعترف بهم كلاجئين

لقد عبّأوا حقيبة واحدة بأثمن ما يملكونه، غادروا في جوف الليل، أو طُردوا بعنف وتحت الاضطهاد والتهديدات. عندما بدأ يهود الدول العربية وإفريقيا بالوصول إلى إسرائيل بالثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين كانوا يعتبرون “قادمين” وصلوا إلى إسرائيل من أجل الصهيونية، ولكن، هم في الحقيقة لاجئين بكل معنى الكلمة.

لا يعرف الكثيرون ذلك، ولكن تم طرد أو فرار أكثر من 800 ألف يهودي عاش في الدول العربيّة بسبب الاضطهاد. في حرب عام 1948، في الوقت الذي فرّ فيه مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين قاصدين الدول العربية في ما يعرف بالوطنية الفلسطينية بـ النكبة، فرّ مئات الآلاف من اليهود إلى الاتجاه المعاكس تمامًا.

عام 1948 كان في الشرق الأوسط أكثر من 800 ألف يهودي. اليوم، في جميع الدول العربيّة يعيش أقلّ من 5,000 يهودي

بين عامي 1944 و 1964، وصل اليهود من سوريا، العراق، اليمن، مصر، المغرب، الجزائر، تونس وغيرها إلى إسرائيل كملاذ أخير، بعد أن أجبِروا على أن يتركوا وراءهم منازلهم، حياتهم، تراثهم، وفي الواقع، بلدان منشأهم.

تاريخيًّا، سكن اليهود في أنحاء الشرق الأوسط منذ السبي البابلي (قبل نحو 2500 عام) وفي شمال إفريقيا منذ العصر الروماني (أقلّ من ألفين عام بقليل). في فترة الاحتلال العربي سكن في المنطقة معظم اليهود في العالم. ومنذ ذلك الحين انتقل مركز العالم اليهودي إلى أوروبا الشرقية، بسبب الهجرة، إسلام اليهود والتنصير في أوروبا. في عام 1940، عاش نحو 16 مليون يهودي في العالم، وفقط 5% منهم، 800 ألف، كانوا في البلدان العربية.

زفاف يهودي في حلب، عام 1914
زفاف يهودي في حلب، عام 1914

تغيّرت أوضاع اليهود في البلدان العربية بين العصور والمناطق: ففي أحيان اندمجوا مع المجتمع وحظوا بمكانة عالية، وفي أحيان أخرى فُرضت عليهم القيود، ومن حين لآخر كانت هناك مذابح واضطهاد.  كتب الأشخاص الذين زاروا العراق في القرن التاسع عشر أنّ اليهود يسيّطرون على الاقتصاد، وكانت الأسواق تُغلق يوم السبت بل وشغل اليهود مناصب حكومية. حين تم إنشاء مهن مثل المحاماة، برز اليهود فيها أيضًا. في سوريا، كان المسلمون أكثر تشدّدًا وفرضوا القيود على اليهود. في شمال إفريقيا، تأرجحت أوضاع اليهود بين الفقر والحياة البسيطة في القرى، حتى كونهم التجار الأكثر موهبة ونضوجًا في المملكة، والذين قدّموا خدماتهم في الديوان الملكي.

في معظم الأحيان، استطاعوا أن يعملوا بما يرغبون، واشتغلوا بشكل أساسيّ في الخياطة، صناعة الأحذية، صناعة الأدوات المعدنية، الأختام، تجارة التوابل، محلات البقّالة، باعة متجوّلون، والتجارة الدولية. وبعض هذه المجالات كانت معروفة كتخصّص حصري لليهود، وكان جيرانهم المسلمون يتوجّهون إليهم في كلّ وقت يطلبون فيه خدماتهم، وأقاموا معهم تجارة ناجحة وحسن الجوار. حتى بدأ كلّ شيء يتغيّر.

مع الوطنية جاءت الكراهية

في القرن التاسع عشر، مرّ العالم العربي بمرحلة الاستعمار: سيّطرت بريطانيا على مصر، وفرنسا على تونس، والجزائر والمغرب، وإيطاليا على ليبيا. بقي كلّ من العراق، سوريا وفلسطين تحت الحكم العثماني، ولكنّها تفكّكت وسيطرت القوى العظمى الغربية عليها بالتدريج، حتى قاموا باحتلالها في الحرب العالمية الأولى.

“اليهود من الدول العربية يمكن أن يشكّلوا نقطة التقاء وجسرًا حضاريًّا بين اليهود الأوروبيين الشرقيين وجيران إسرائيل العرب.‎ ‎ ‎نريد أن تُسمَع قصّتنا وتُشمَل أصواتنا”

في البداية، كان الوضع الجديد لصالح اليهود. لقد أصبحوا وسطاء بين أوروبا والعرب، واستغلوا معرفتهم باللغات وعلاقاتهم مع أوروبا، وحظوا بثقة كلا الطرفين. باعوا للأوروبيين الأقمشة، الخيوط والمنتوجات الزراعية العربية والسلع الغريبة مثل ريش النعام من إفريقيا، واستوردوا من أوروبا الملابس والمنتجات الصناعية.  أصبح الكثير منهم أغنياءً، وخصوصًا في المدن التي تقع على ساحل البحر المتوسّط والعراق.

في البداية، تقبّل المسلمون مشاركة اليهود باحترام. كان ذلك مريحًا لهم. اعتمدوا على اليهود أكثر من بعضهم البعض، وبالطبع أكثر من سائر المحتلّين الأوروبيين. ولكن في القرن العشرين، حين نشأت الوطنيات العربية والصهيونية، انهارت هذه الثقة ببساطة.

بدأ وضع اليهود يتدهور حتى قبل إقامة دولة إسرائيل. في عام 1932 تحوّلت العراق من الانتداب البريطاني لتصبح دولة مستقلّة وبدأت فورًا بتجريد اليهود. لم يتمّ قبولهم في المدارس والجامعات، وأقالوهم من الوظائف بشتّى أنواع الحجج. قاد هذه القرارات القوميّون العرب والمسلمون المتشدّدون. بدأوا بدعاية مفادها أنّه “لا ينبغي أن يسيّطر اليهودي على المسلم”، وخرجوا بشكل خاصّ ضدّ اليهود في المناصب الكبيرة مثل القضاة أو المسؤولين. بدأت الكراهية بالتسرّب.

عائلة يهودية عراقية
عائلة يهودية عراقية

الطرد، النهب والاضطهاد

مع تأسيس دولة إسرائيل انجرف العالم العربي في أعمال شغب عنيفة، مجازر ونهب لليهود. شاركت بعض الدول العربية في القتال ضدّ إسرائيل، والتي أصبحت العدوّ الأكبر للقومية العربية. أثارت بعض الحكومات العربية أعمال الشغب والنهب ضدّ اليهود، بل صادرت الحكومة العراقية الممتلكات، كما لو كان الأمر “تعويضًا” عن اللاجئين الفلسطينيين.

عام 1951، وافقت حكومة العراق، بهدوء، على السماح لليهود بالهجرة إلى إسرائيل، وقد هاجر الجميع تقريبًا. بالمقابل، صدر قانون تمّ بموجبه تأميم جميع الممتلكات اليهودية: المنازل، المصانع، السلع، المجوهرات والحسابات المصرفية. سنّ الزعيم المصري، جمال عبد الناصر، قوانين مماثلة بعد حرب السويس. طُرد يهود ليبيا وتمّ تأميم ممتلكاتهم في سنوات الستينات.

لم تؤمّم كلّ من سوريا، تونس والجزائر الممتلكات، ولكن اليهود فرّوامن تلك الدول حين حظيت باستقلالها، وبعد ذلك نهب المسلمون الممتلكات التي خلّفوها وراءهم. هذا ما حدث أيضًا لممتلكات يهود اليمن الذين هاجروا إلى البلاد في عملية البساط السحري. نجح بعض يهود المغرب في الخروج مع أموالهم وممتلكاتهم، وخلّفوا منازلهم وراءهم.

اليهود والمسلمين المغاربة في احتفال الميمونة (صورة من موقع جيمنا)
اليهود والمسلمين المغاربة في احتفال الميمونة (صورة من موقع جيمنا)

هاجر آخرون دون أن يأخذوا أي من أغراضهم، ولا يحملون إلا الملابس التي على أجسادهم. ترك الناس خلفهم في البلاد العربية الفنادق والمنازل الفاخرة، المتاجر، الأقمشة الثمينة، المجوهرات والكثير من سبائك الذهب، وبدأوا حياتهم من جديد في الفقر المدقع.

العدالة التاريخية

وكما هو معلوم، فقد اعتُبِر اليهود الذين أتوا إلى إسرائيل من البلاد العربية في معظمهم كمن أتى برغبته، بدافع الصهيونية وحبّ إسرائيل، كالكثير من سكّانها في السنوات الأولى. في السنوات الأخيرة فقط حدث تغيير في موقف الحكومة الإسرائيلية والجهات الخارجية تجاه خطاب اللجوء: تعترف قرارات رسميّة للحكومة الإسرائيلية من السنوات 2002 و 2003، وكذلك قرار الكونغرس الأمريكي من عام 2008؛ باليهود الذين نزحوا من الدول العربية كلاجئين.

“في الوقت الذي فرّ فيه مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين قاصدين الدول العربية في ما يعرف بالوطنية الفلسطينية بـ”النكبة”، فرّ مئات الآلاف من اليهود إلى الاتجاه المعاكس تمامًا.”

تستعد إسرائيل في السنوات الأخيرة لتثمين قيمة الممتلكات، التي تقدّر بمليارات الدولارات، والتي تمّ تأميمها من قبل الدول العربيّة. في شباط 2010، وافق الكنيست على قانون للحفاظ على حقوق التعويض للاجئين اليهود القادمين من الدول العربية. يفصّل القانون أنّ هدفه هو “الحفاظ على حقوق التعويض للاجئين اليهود القادمين من الدول العربية وإيران في إطار مفاوضات من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط”. ينصّ القانون على أنّه “في إطار المفاوضات من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، ستدرج الحكومة قضية التعويض عن الخسائر في ممتلكات اللاجئين اليهود القادمين من الدول العربية وإيران، بما في ذلك الممتلكات التي كان المجتمع اليهودي يملكها في تلك البلدان”.

يعتقد بعض المسؤولين الحكوميين في إسرائيل وفي الولايات المتحدة، بالإضافة إلى خبراء حقوق الإنسان والمؤرّخين أنّ هناك تماثلا بين خطاب لجوء اليهود من الدول العربيّة وبين خطاب اللجوء الفلسطيني، ولذلك ينشأ ارتباط بين الاعتراف الدولي بكلا الروايتين وبين الأمل بكلّ حلّ عادل وشامل للصراع العربي – الإسرائيلي. وغنيّ عن القول، إن القيادة الفلسطينية والدول العربية يرفضون هذا التماثل بشكل تامّ.

زيادة الوعي والحفاظ على التراث

إحدى المشكلات البارزة في قضية لجوء يهود العالم العربي هي عدم وجود الوعي العام حولها.JIMENA، هي منظّمة يهودية – شرقية تمثّل أحرفها الأولى الكلمات “اليهود المولودون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، وضعت لها هدفًا وهو نشر هذه الرسالة. بدأت المنظمة في العمل في الولايات المتحدة بعد الحادي عشر من أيلول وجاء في تعريفها: “لملأ ثغرة تاريخية في روايات الشرق الأوسط واليهود المتبنّاة، التي تتجاهل بشكلٍ عامّ حضارة وحالة اللاجئين اليهود الـ 850 ألفًا من الدول العربيّة.‎”

النساء اليهوديات في طرابلس، ليبيا (صورة من موقع جيمنا)
النساء اليهوديات في طرابلس، ليبيا (صورة من موقع جيمنا)

بدأت المنظّمة مؤخرًا في تشغيل موقع إنترنت وصفحة فيس بوك باللغة العربية أيضًا، وتوسيع المعلومات أيضًا لمواطني الدول العربية أنفسهم، الذين يجهلون في الغالب تاريخ طرد اليهود من دولهم.‎ ‎إنّهم يعملون لحماية التراث وتوثيقه، يجمع القادة وثقافة يهود العالم العربي، الأدلّة، المقتنيات والصور من اليهود الذين فرّوا. تم تسجيل بعض الشهادات وتصويرها ويمكن مشاهدتها في موقع الإنترنت التابع للمنظّمة.

“ثمة حاجة إلى الاعتراف بخسائر وحضارة جميع مجموعات اللاجئين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتعامل معها.‎ ‎‎ ‎نريد أن يتبنى العالَم فهمًا أكثر تنوّعًا لمركزية التراث اليهوديّ في تركيب وتاريخ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

هذا ما تقوله إحدى نساء المنظّمة لموقع المصدر. ‎”كان لليهود من الدول العربية والمتحدِّرين منهم حضور مستمرّ في الشرق الأوسط لأكثر من ألفَين وخمسمائة عام، وهم يشكّلون اليوم أكثر من نصف سكّان إسرائيل اليهود.‎  ‎‎  ‎‎إنّ حضارتهم، خسائرهم، وتجاربهم يجب أن تُدرَك وتُشمَل في النقاش حول التاريخ اليهوديّ وتاريخ الشرق الأوسط”.

‎ ‎‎تؤمن جيمينا أنّ “اليهود من الدول العربية يمكن أن يشكّلوا نقطة التقاء وجسرًا حضاريًّا بين اليهود الأوروبيين الشرقيين وجيران إسرائيل العرب.‎ ‎ ‎نريد أن تُسمَع قصّتنا وتُشمَل أصواتنا”.‎

اقرأوا المزيد: 1300 كلمة
عرض أقل
يهود اليمن يغادرون عدن
يهود اليمن يغادرون عدن

إسرائيل تقرر إحياء ذكرى تهجير يهود الدول العربية في مدارسها

بقرار وزير التربية والتعليم، وبناءً على توصيات لجنة "بيتون" الخاصة بتعزيز هوية اليهود الشرقيين، عُيّن تاريخ 30 نوفمبر يوما لإحياء "ذكرى رحيل وتهجير يهود الدول العربية"

06 سبتمبر 2016 | 19:53

عيّنت وزارة التربية في إسرائيل، اليوم الثلاثاء، يوم ال30 من نوفمبر/ تشرين الثاني موعدا لإحياء “ذكرى رحيل وتهجير يهود الدول العربية”. وأعلنت الوزارة بأمر وزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، أن المدارس ستبدأ بإحياء هذه الذكرى خلال العام الجاري، والهدف تعزيز هوية اليهود الشرقيين وتاريخهم في برنامج التربية في إسرائيل.

وأضافت الوزارة أن إحياء الذكرى سيتضمن وصول شخصيات من الطوائف الشرقية في إسرائيل، ليقصوا على الطلاب قصصهم الشخصية عن طردهم من الدولة العربية مثل: المغرب، والجزائر، والعراق. وستقوم المدارس بإجراء طقوس خاصة بالمناسبة مثل عرض أفلام توثيقية تروي قصة تهجير يهود الدول العربية.

ومن المقرر أن يجري طلاب المدارس زيارات لمواقع خاصة باليهود الشرقيين، وحارات تسكنها أغلبية شرقية، حيث سيلتقون السكان للحديث عن تاريخهم في الدول العربية. من هذه المواقع “مركز حضارة يهود بابل والعراق”، وحارة “بيخوريم” في القدس.

وتأتي هذه الخطوة على خلفية التوصيات التي صاغتها “لجنة بيتون” المعنية بتعزيز الهوية الشرقية لليهود في إسرائيل، ووضعها في المركز بعد تهميشها لسنوات كثيرة في مجال التعليم. وقال وزير التربية إن القرار مهم للغاية لأن أولاد إسرائيل سيتعلمون عن الحدث التاريخي المهم لليهود الشرقيين، وينكشفون إلى بطولاتهم ورحلتهم إلى إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 175 كلمة
عرض أقل
قصة هروب لا تُصدّق من براثن داعش (لقطة شاشة)
قصة هروب لا تُصدّق من براثن داعش (لقطة شاشة)

قصة هروب لا تُصدّق من براثن داعش

الانتقال من شمال العراق إلى تركيا، والوصول من هناك إلى إسرائيل - هكذا نجت امرأة من الموت المؤكد واستعادت حريّتها مجدّدا

كما نُشر للمرة الأولى في القناة الثانية الإسرائيلية، قامت ليزا (اسم مستعار) برحلة شاقة على طول الطريق من شمال العراق إلى إسرائيل، من أجل إنقاذ حياتها من أسر الدولة الإسلامية.

ليزا، هي امرأة يهودية كردية كانت تعيش في العراق، وتزوجت من رجل غير متديّن تماما، رجل أعمال ناجح كان يدير نمط حياة علماني. كان لدى الزوجين أربعة أطفال وعاشت الأسرة حياة سعيدة، حتى بدأ الزوج المسلم يصبح متطرّفا أكثر وأكثر بعد تقرّبه من الدين.

أصبح زوج ليزا مسلما متديّنا بعد أن كان علمانيا، وبدأ ينزعج من حقيقة أن زوجته يهودية. طلب منها التزام نمط حياة إسلامي صارم، تغطية كل جسدها بالملابس السوداء، وتأدية الصلاة خمس مرات يوميا. عندما غضبت ليزا من ذلك، هدّدها أنه سيبيعها إلى مقاتلي داعش.

علمت ليزا جيدا ماذا ينتظرها كامرأة يهودية في أسر ذلك التنظيم الإرهابي المتطرف. لقد شاهدت ماذا حصل لفتيات يزيديات، عندما تم اغتصابهنّ مرارا وتكرارا حتى قُتلن. “خشيتُ على حياتي كثيرا”، قالت ليزا. لذلك قررت الهروب من زوجها، من أجل إنقاذ حياتها.

هربت مع لاجئين آخرين من العراق إلى تركيا، حيث اضطرّت إلى ترك أطفالها خلفها مع زوجها. بقي ابناها اللذان عمرهما 5 و 12 عاما في العراق مع زوجها، في حين أنّ الأكبر منهما أُرسِلوا إلى ألمانيا من دون علمها وقطعوا علاقتهم بها. ربما لن تراهم في حياتها أبدا.

نجحت ليزا في تركيا بإجراء اتصال مع أقاربها في إسرائيل وأخبرتهم بحالتها. “لن أبقى على قيد الحياة في هذه البلاد، وسأنجح في الخروج منها ميتة فقط”، قالت ليزا وهي تبكي عبر الهاتف.

لذلك قرر أقاربها المذهولون بذل كل ما في وسعهم، فتوجّهوا إلى سياسيين إسرائيليين، نجحوا في إنشاء اتصال بينها وبين جهات حكومية في تركيا، حتى تم الموافقة بشكل استثنائي على نقلها إلى إسرائيل. وقد نجت هذا الأسبوع أخيرا من كل خطر محتمل، عندما هبطت في مطار في تل أبيب، واجتمعت بأقاربها المتحمّسين.

اقرأوا المزيد: 284 كلمة
عرض أقل
"هيا نتعلم اللغة العراقية المحكية" (فيس بوك)
"هيا نتعلم اللغة العراقية المحكية" (فيس بوك)

الإسرائيليون الذين يريدون تعلم التحدث باللغة العراقية

"هيا نتعلم اللغة العراقية المحكية" هي مجموعة فيس بوك تُسوّق دورات لتعليم اللغة العراقية. من هم الإسرائيليون الذين يختارون المشاركة في هذه الدورات؟ سوف تتفاجؤون عندما تكتشفون ذلك

يربط الفيس بوك بين الناس ويوفر لهم بكل سهولة إمكانية إقامة مجموعات لأشخاص تجمعهم مواضيع اهتمام مشتركة. هذا هو أيضا حال مجموعة فيس بوك إسرائيلية، تربط بين إسرائيليين يبدون اهتماما باللغة العراقية وتدعوهم إلى التسجيل للانضمام إلى دورات تعلم “اللغة العراقية المحكية ” التي تُقام في مدينة رمات غان الإسرائيلية.

الدروس (فيس بوك)
الدروس (فيس بوك)

دون منبر الفيس بوك – قد يكون التواصل مع أشخاص يستهوون الحضارة العراقية بالذات صعبا جدا، ولكن يمكن في يومنا هذا التعرّف إلى أشخاص ذوي هوايات مميّزة. تُدعى مجموعة الفيس بوك هذه “هيا نتعلم اللغة العراقية المحكية” وهي تُسوّق الدورة. حتى الآن، انتهت دورتان بنجاح وسيتم قريبا افتتاح دورة ثالثة.

بشكل مفاجئ، من يصل إلى هذه الدروس هم ليسوا إسرائيليين قادمين من العراق بهدف الحفاظ على ثقافة البيت، بل يصل تحديدا شبان يبدون اهتماما باللغة والحضارة العراقية أو جيل ثالث من القادمين من العراق والذين يريدون العودة إلى جذور أجدادهم. يستثمر هؤلاء الشبان من وقتهم ومالهم من أجل تعلم اللغة التي قد لا يستعملوها.

الدروس (فيس بوك)
الدروس (فيس بوك)

على ماذا يشدد الإسرائيليون في هذه الدورات؟‎ ‎يشددون على مفردات اللغة العراقية، على الشعر العراقي وعلى التقاليد العراقية. الهدف من وراء هذه الدورات بالإضافة إلى تقوية اللغة هو ربط المشاركين أيضا بالحضارة العراقية عن طريق قصص وروايات منذ القدوم إلى أرض إسرائيل والأكل العراقي التقليدي.

اقرأوا المزيد: 196 كلمة
عرض أقل