اتفقت إسرائيل وحماس وبقية الفصائل الفلسطينية، بعد خمسين يومًا من القتال في غزة، على مسوّدة اتفاقية وقف إطلاق النار التي بلورتها الحكومة المصرية. عارض نصف وزراء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية وقف إطلاق النار، إلا أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قرر أن يعطي موافقته على مسوّدة الاتفاق دون مناقشة ذلك والتصويت عليها في المجلس الوزاري المُصغّر.
تفاخر نتنياهو، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأسبوع الماضي وهاجم فيه الوزراء، بأنه نجح بجمع المجلس الوزاري المُصغّر 27 مرة على الأقل للاجتماع خلال القتال في غزة. إلا أنه فيما يتعلق بالقرار الهام، الموافقة على وقف إطلاق النار غير المحدد، تلقوا خبر ذلك هاتفيًا بعد أن تم التوصل إليه.
لم تتم مناقشة الترتيبات التي تمت مع حماس ولم يتم التصويت عليها. عبّر أربعة وزراء عن معارضتهم لمسوّدة المبادرة المصرية – نفتالي بينيت، أفيغدور ليبرمان، يتسحاك أهرونوفيتش وجلعاد أردن. حتى أن بينيت طالب بإجراء تصويت، ولكن رُفض طلبه. من الجانب الآخر، الذين لم يعترضوا هم نتنياهو ويعلون وتسيبي ليفني ويائير لبيد.
طالب الوزير بينيت، الذي كان يعرف أن نصف عدد الوزراء يرفض وقف إطلاق النار، إجراء تصويت، ولكن كرد على هذه المطالبة أبرز مستشارو نتنياهو ردًا قانونيًا عن المستشار القانوني للحكومة، يهودا فاينشطاين، ومفاده أنه ليس إلزاميًا إجراؤه. التعليل الذي قدّمه مستشارو نتنياهو هو أنه قبل أكثر من أسبوعين وفي أحد اجتماعات المجلس الوزاري المُصغّر والذي تم فيه طرح إمكانية التوصل لاتفاق إطلاق نار مؤقت، لمدة 24 ساعة حتى 72 ساعة، قرر الوزراء توكيل رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع يعلون باتخاذ القرار وحدهما. ويقول المسؤولون في ديوان نتنياهو أن الأمر ينطبق أيضًا على مسودة وقف إطلاق النار المصرية التي تم اعتمادها البارحة.
رغم ذلك، ورغم أن نتنياهو لديه “مجلس وزاري مُصغّر عدائي”، على ضوء تراجع شعبيته حسب استطلاعات الجمهور، تشير تقديرات الائتلاف إلى أن نتنياهو لا ينوي الذهاب إلى انتخابات وأنه سيحاول تشكيل الائتلاف وتسويق مسألة وقف إطلاق النار ونتائج الحرب لكي يستمر في منصبه. يؤمن المسؤولون في الليكود بأن الجهود القادمة ستكون في الحلبة الدولية وفي الحلبة الداخلية- حلبة الميزانية.
ينوي في الوقت الحالي بعض أركان الائتلاف الكبار، مثل ليفني ولبيد أن يمارسوا على نتنياهو ضغطًا كبيرًا من أجل تجديد المفاوضات مع الفلسطينيين وبالمقابل الدفع نحو تشكيل مؤتمر دولي للتحقيق في مسألة غزة. سيحاول رئيس الحكومة من جهته، في المستقبل القريب، تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وتحسينها على خلفية التوتر نتيجة العملية العسكرية.