يتسحاق يوسف

شمعون بيريس وللبابا خلال زيارته في إسرائيل (Yonatan Sindel/FLASH90)
شمعون بيريس وللبابا خلال زيارته في إسرائيل (Yonatan Sindel/FLASH90)

الحكومة توافق: بيريس سيقيم حفلا مع البابا وعباس

الحكومة الإسرائيلية توافق لرئيس الدولة على المشاركة في حفل خاصّ في حديقة الفاتيكان من أجل السلام. وزير إسرائيلي: "على بيريس أن يعبّر عن تحفّظه من انضمام عباس لحماس"

وافقت الحكومة الإسرائيلية اليوم على سفر شمعون بيريس إلى حفل خاصّ في الفاتيكان باشتراك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والبابا فرنسيس، وهو دعوة للسلام للمؤمنين اليهود، المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم.

ورغم أنّ موافقة الحكومة الإسرائيلية كانت متوقعة، فقد رافقها قلق من المسّ بصورة إسرائيل. وتعيش إسرائيل في هذه الأيام في ذروة الصراع حول شرعية الحكومة الفلسطينية والاعتراف العالمي بها، والظهور العلني الذي يربط بيريس بعباس من شأنه أن يمسّ بالصراع نفسه.

بيريس وعباس (Mark Neyman/GPO)
بيريس وعباس (Mark Neyman/GPO)

من جهة أخرى، علمت الحكومة الإسرائيلية أنّ إفشال وصول بيريس لحفل بدعوة من البابا، والذي عُرّف بأنّه “صلاة مشتركة من أجل السلام”، سيكون ضربة قاسية لصورة إسرائيل حول العالم وسيعرضها كرافضة للسلام.

بعد عدّة أيام من مناقشة الموضوع في غرف الاجتماعات، وافق اليوم وزراء الحكومة على السفر بتصويت هاتفي. أجرى وزير الاتّصالات الإسرائيلي، جلعاد أردان، الذي يعتبر صاحب موقف قوي في السياسة الإسرائيلية، مقابلة مع إذاعة الجيش وأوضح أنّه صوّت لصالح سفر بيريس احترامًا له وللبابا.

ومع ذلك، قال أردان إنّه يعتقد أنّ بيريس سيكون بحاجة إلى دراسة سفره من جديد، بسبب انضمام عباس لحماس، مؤكّدًا: “قبل الصلاة، على بيريس أن يعبّر عن تحفُّظه من الانضمام إلى تنظيم الإرهاب والقتل هذا”، وأضاف: “على بيريس أن يوضّح لماذا لا يمكّن هذا الانضمام من استمرار المفاوضات السياسية”. فربما فعلا تستطيع الصلاة فقط أن تقدّم عملية السلام”.

وزير الاتّصالات الإسرائيلي جلعاد أردان (Flash 90)
وزير الاتّصالات الإسرائيلي جلعاد أردان (Flash 90)

سيكون سفر بيريس إلى الفاتيكان هو اللقاء الثاني لشخصية إسرائيلية مسؤولة مع عباس بعد أن أعلنت إسرائيل أنّه لن تكون هناك محادثات مع السلطة الفلسطينية. فقد التقت تسيبي ليفني قبل ثلاثة أسابيع مع عباس في لندن، ولكن الحكومة الإسرائيلية سارعت في الإعلان بأنّ ليفني مثّلت نفسها فقط في ذلك اللقاء.

الحاخامات يعارضون الصلاة: سينعقد الحفل في حديقة الفاتيكان

كما ذكرنا، فسيستضيف البابا بيريس وعباس في الفاتيكان مع بعثة من الحاخامات، رجال الدين المسيحيين والأئمة الكبار للمشاركة في حفل دعوة للسلام للمؤمنين من اليهود، المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم.

قداسة البابا فرنسيس الأول أمام حائط المبكى (Flash90/Kobi Gideon)
قداسة البابا فرنسيس الأول أمام حائط المبكى (Flash90/Kobi Gideon)

وأساسًا، كان من المفترض أن تقوم صلاة مشتركة، ولكن الحاخام الرئيسي في إسرائيل، يتسحاق يوسف، طلب عدم إقامة الصلاة، وإنما حفل دعوة للسلام في مكان لا يحوي رموزًا دينيّة مسيحيّة؛ لأنّ الديانة اليهودية تحظر ذلك. ولقد استُجيبَ لهذا الطلب، وسيُجرى الحفل في حديقة الفاتيكان، والتي لا تحوي رموزًا دينية ولا تستخدم كمدان للصلاة.

وسينعقد الحفل بنمط فريد، يجمع ويكرّم الديانات الثلاث. سيتضمّن دعوة خاصّة تُخصّص لكلّ دين على حدة، اليهودية والمسيحية والإسلام: سيقرأ الحاخامات آيات عن السلام في الكتاب المقدّس، والمسيحيّون من العهد الجديد، والمسلمون من القرآن.

اقرأوا المزيد: 372 كلمة
عرض أقل
عضو الكنيست أريه درعي ووزير الداخلية الأسبق أيلي يشاي (Flash 90)
عضو الكنيست أريه درعي ووزير الداخلية الأسبق أيلي يشاي (Flash 90)

شاس – ما بعد موت الحاخام عوفاديا يوسف

بعد يوم من وفاة الحاخام عوفاديا يوسف، الزعيم الروحي والسياسي لشاس ولجمهور أتباع ضخم في إسرائيل، يُشير محلّلون إلى تشقّقات أولية في وحدة الحزب

رغم الأسى الكبير الذي حل بعد ظهر أمس على مدينة القدس، فإنّ وفاة الحاخام عوفاديا كانت متوقعة مسبقًا. منذ أكثر من سنة، كان الوضع الجسدي للحاخام الذي توفي بشيبة صالحة عن 93 عامًا آخذًا في التدهوُر، وكانت الطائفة التي تتبعه تعلم ما هو مصير كل إنسان. من البكاء الكثير في لحظات التشييع، علت بعض الأصوات المثيرة للاهتمام بين الذين رثوه. لكن من المبكر الاستنتاج من كلامهم إلى أين تهبّ الرياح السياسية في هذه الحركة المثيرة للاهتمام. أُعطيت التلميحات أمس.

كان الرثاء الأهم من هذه الناحية رثاء يتسحاق يوسف، الحاخام الرئيسي الشرقي لإسرائيل، نجل الحاخام الرئيسي الشرقي لإسرائيل، الذي قال: “حافظ طيلةَ حياته على الوحدة”، ليتابع بصوت يخنقه البكاء: “ويل لمن يُفرِّق!”. وكان يعني الخشية الكبرى التي تحوم كسحابة بعد رحيل عوفاديا يوسف، وهي تنبع من كونه لم يُشِر إلى خليفته الروحي وهو بعد حيّ. نبعت القوة السياسية الهائلة التي امتلكها عوفاديا يوسف من صلاحياته الدينية. وفي حزب كشاس، لن يكون ممكنًا قطع هذه الصلة مستقبلًا.

وكان قد أشير إلى الحاخام الرئيسي السابق شلومو عمار كمن يُحتمَل أن يكون الوريث، وذلك رغم السنة الأخيرة التي رافقتها خلافات حادّة بينه وبين المحيطين بالحاخام عوفاديا يوسف على خلفية الترشُّح لمنصب الحاخام الرئيسي. أدّى تسريب لصحيفة معاريف قبل بضعة أسابيع عن تنصيب (ظاهري) للحاخام المريض عوفاديا يوسف لعمار قرب سريره في المستشفى، إلى إحراق أوراق عمار.

الحاخام الرئيسي السابق شلومو عمار (Flash90)
الحاخام الرئيسي السابق شلومو عمار (Flash90)

ويظنّ محلّلون اختصاصيّون بشؤون شاس أنّ التسريب عن تنصيب عمار جاء من جهة رئيس شاس تحديدًا، الرجل القوي والمعارض البارز لعمار، عضو الكنيست أريه درعي. صحيح أنّ درعي هو الشخصية الأكثر شعبية في شاس، لكنه ينتمي إلى الجناح السياسي للحركة، ولا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال وريثًا روحيًّا – دينيًّا.

في كلمة رثائه، قال درعي أمس إنه سيواصل الاستماع إلى مجلس حكماء التوراة، الهيئة التي أحاطت بالحاخام عوفاديا يوسف، وعبرها جرى اتخاذ القرارات السياسية. فمن هم أعضاء هذا المجلس؟ ليس الحاخام عمار واحدًا منهم، والتقدير السائد حاليًّا هو أنّ درعي نفسه سيحاول التأثير في هوية هذه الهيئة وتعيين حاخامات فيها حسب رغبته.

في أيام المناحة السبعة، سيزداد الإحراج لأنّ الانشغال خلال السنة الأخيرة في هوية صانعي القرار اعتُبر خيانة كبيرة. من يجرؤ على دفن الحاخام بكلّ عظَمته فيما لا يزال على قيد الحياة عبر الانشغال الوضيع، كما يبدو، بقضايا سياسيّة؟ على أيّة حال، تشغل هذه المواضيع بشكل مكثّف أتباع الحاخام، وكذلك الإعلام الإسرائيلي.

فشاس، الموجودة على مقاعد المعارضة، تمرّ في إحدى أصعب فتراتها. فالقطيعة السياسية مع مصادر المال (لجنة المال، وزارة الداخلية، ووزارة الأديان) ليست شأنًا ثانويًّا بالنسبة إليهم. كذلك عجزهم عن التأثير في الصياغات والتفاصيل في قانون المساواة في العبء، قانون طال، يضعهم في مواجهة تحدٍّ سياسي غير مألوف لهم. والافتراض السائد هو أنّ الانقسام السياسي سيُضعف قوتهم أكثر.

وماذا عن النِّساء؟

واستصعب نصف السكّان الّذين نظروا من الجانب إلى المسيرة والحزن الجماعي الانخراط في الحُزن. فشاس، التي أخذت على عاتقها منذ تأسيسها استعادة المجد المسلوب ورفع مكانة المستضعَفين، الشرقيين في المجتمَع الإسرائيلي، قامت دائمًا بقمع النساء، كأنهن لا يصوّتن ولسنَ جزءًا من الضعفاء في المجتمَع الإسرائيلي. لطالما حازت الحركة الهامة على أصوات الكثير من النساء، لكنّ ما سيأتي غير ما كان.

متفجّعات على وفاة الحاخام عوفاديا (Flash90)
متفجّعات على وفاة الحاخام عوفاديا (Flash90)

فخلال المعركة الانتخابية الأخيرة في كانون الثاني 2013، اضطُرّ أريه درعي إلى الإجابة عن عدة أسئلة متكررة حيال انغلاق الحركة على النساء، بخصوص دستور الحزب الذي لا يُتيح للنساء حتى الترشح. أجاب درعي، طالبًا عدم التدخل في “حضارتهم” وعدم فرض عادات عصريّة عليهم، ووجّه إجاباته إلى زوجته يافة، النسوية (حسب رأيه) والأقوى بين النساء، التي تُدير الكثير من الأمور بشجاعة. “إنّها أقوى مني”، قال في عدّة مناسبات. في محيط الحاخام عوفاديا يوسف كانت نساءٌ قوياتٌ حاضراتٍ دائمًا. فهناك ابنته البكر، عدينة بار شالوم، التي تُعدّ شخصية قيادية، وكنته يهوديت يوسف، التي تُدير محيطه السياسيّ بيد قوية منذ سنوات.

لكن في الكنيست التاسعة عشرة، طرأت تغييرات في هذا المجال. وأحد هذه التغييرات هو نية عضوات في الكنيست إقرار تعديل على قانون تمويل الأحزاب، بحيث يجري منح فائض في التمويل للأحزاب التي تضم بين 30% و40% من النساء في قوائمها. وقد طُرح اقتراح قانون مشابه في الماضي، لكنّ رئيس شاس حينذاك، إيلي يشاي، أسقطه حين كان أحد الوزراء البارزين في الحكومة. ويمكن أن يحظى هذا الاقتراح، الذي سيوضع على طاولة الكنيست في الدورة الشتوية بدعم أوسع، خصوصًا بسبب القوة السياسية الهامة لكتلة “هناك مستقبل”، التي 40% منها نساء. إذا أُقرّ القانون، فإنّه لن يعاقب شاس على انغلاقها أمام النساء، لكنه سيكافئ الأحزاب التي تنتهج المساواة، ما يبقي شاس متخلّفة من حيث التمويل.

هل سيتغيّر هذا الحزب وينظر مرة إلى نصف المتفجّعين على وفاة الحاخام عوفاديا كصاحبات حقوق متساوية؟ ثمة شكّ في حدوث ذلك قريبًا. هذا هو أيضًا ميراث الحاخام عوفاديا يوسف.

اقرأوا المزيد: 715 كلمة
عرض أقل
الحاخام دافيد لاو (FLASH 90)
الحاخام دافيد لاو (FLASH 90)

دين أم سياسة؟

انتهت الانتخابات للحاخامية الرئيسية، الهيئة الدينية العليا في إسرائيل، بانتصار التيار الأكثر تشددا من الناحية الفقهية. البشرى السارة: المرشح الذي أدين بالعنصرية ضدّ العرب - خسر.

من الصعب القول إنّ معظم الإسرائيليين أبدَوا اهتمامًا خاصًّا بانتخابات الحاخامية الرئيسية، رغم التغطية الإعلامية المكثفة التي حظيت بها هذه المرة، ورغم أنّ لهذه الانتخابات تأثيرًا في حياة كل يهودي يعيش في إسرائيل تقريبًا. فالحاخامية الرئيسية مسؤولة عن مراسيم الزواج، الطلاق، الدفن، وغيرها، كما يتزوج المسلمون في إسرائيل، مثلًا، في المحاكم الشرعية.

على الرغم من ذلك، تم تخصيص موارد كبيرة لهذه الانتخابات، للحاخامَين الرئيسيَّين: الشكنازي والأندلسي، حيث إنّ لها أهمية سياسية كبرى. في النهاية، انتُخب اثنان، يُدعيان أيضًا “الأميرَين”، لأنّ كليهما ابنان لشخصَين شغلا المنصب سابقًا. الحاخام الأندلسي (الشرقي) الجديد هو الحاخام يتسحاق يوسف (ابن الحاخام الشهير عوفاديا يوسف)، والحاخام الشكنازي (الغربي) الجديد هو دافيد لاو، الذي كان والده، الحاخام لاو، هو الآخر حاخامًا رئيسيًّا، وقام بعقد قران رئيس الحكومة نتنياهو على زوجته سارة.

وفيما يبتعد معظم الإسرائيليين عن المؤسسة الدينية – فوفقًا لاستطلاع نُشر هذا الشهر، يُعارض 67% من الإسرائيليين مجرد استمرارها – فإنّ السياسيين يستخدمونها كرافعة لدعم أجنداتهم الخاصة، ولمناطحة خصومهم السياسيين. فنتائج الانتخابات أمس تشكل، على سبيل المثال، ضربة قاسية بحق نفتالي بينيت، زعيم حزب اليمين الديني “البيت اليهودي”. فقد رشّح بينيت مرشحَين، أحدهما الحاخام شموئيل إلياهو، الذي صرّح سابقًا ضدّ العرب، وتلقى بسبب ذلك نقدًا لاذعًا. وتأتي خسارة إلياهو المتطرف كضربة قاضية لبينيت، المعني بإجراء إصلاحات في الخدمات الدينية، لكنَّ الحاريديم يكبحون جماحه.
وحاول الحاخامان المنتخَبان إيصال رسائل تسوية وتهدئة: “كما صرحتُ طيلة الشهور الأخيرة، سأكون حاخام الجميع، فأنا لا أنتمي إلى أية فئة، بل إلى الشعب الإسرائيلي كله”، قال الحاخام دافيد لاو لدى انتخابه.

كذلك أعلن الحاخام يتسحاق يوسف، كنظيره الشكنازي، أنّه ينوي أن يكون “الحاخام الرئيسي للجميع، كل شعب إسرائيل”.

وكتبت صحيفة “هآرتس” هذا الصباح أنّ “موضوع المعركة الانتخابية الأخيرة لم يكن الحاخامية ومهامّها. أوهم المرشحون وسُحُب الحقد التي أحاطت بهم على مدى فترة طويلة بأنّ مصير الحاخامية والشعب اليهوديّ على كف عفريت. وهذا هراءٌ طبعًا. فإنّ نظرةً إلى المنتصرين، وقبل ذلك إلى معظم المرشحين، تكشف أن لا تغييرات كبيرة متوقعة، إن كانت ستحدث أية تغييرات أصلًا. فالأهمية الأساسية للانتخابات هي ما تمثله من الناحية السياسية، في العالم اليهودي عامَّةُ، وعلى الخارطة الأرثوذكسية (التقليدية) في إسرائيل على وجه الخُصوص”. وإذا استمرت الحاخامية في النزعة إلى التشدد والانقطاع – كما يتوقع مُرسِلو يوسف ولاو – فقد يتبيّن لاحقا أنّ نتائج الانتخابات كانت إنجازًا للجمهور العلمانيّ. فستتضاءل قوة الحاخامية، وتتوسع الفجوة بينها وبين الجماهير”.

اقرأوا المزيد: 369 كلمة
عرض أقل