أخيرا، وصلت المعركة الانتخابية الأكثر “قذارة” في تاريخ حزب “العمل” الإسرائيلي إلى نهايتها. يتنافس سبعة مرشحين بحماس على رئاسة الحزب الذي أقام في الواقع دولة إسرائيل، وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن الحزب سيحظى بعدد ضئيل من المقاعد في الكنيست. ولكن حزب العمل هو أحد الأحزاب القوية والمعروفة في إسرائيل، وقد تطرأ مفاجآت ويعود هذا إلى هوية زعيم الحزب القريب.
هناك من بين المرشّحين للانتخابات التمهيدية أربعة مرشحين بارزين بشكل خاصّ: يتماهى اثنان من بينهم مع مؤسسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي (لجان العمال، أعضاء قدامى، وغير ذلك) – يتسحاق (بوجي) هرتسوغ، رئيس الحزب الحالي، الذي حقق نجاحا ملحوظا في الانتخابات الأخيرة أمام نتنياهو، إلا أنه يعتبر فاقدا للكاريزما، وعمير بيرتس، زعيم عمال شعبي من مدينة سديروت، ولديه خبرة في السياسة، ومعروف في العالم العربي كوزير الدفاع أثناء حرب لبنان الثانية.
بالمقابل هناك مرشحان آخران جديدان ونشطان، ناجحان، يمثلان إسرائيل الجديدة والرأسمالية: أريئيل مرجليت، المليونير الذي جمع ثروته بعد أن عمل في الهايتك، والمرشح الأكثر أهمية هو آفي غاباي، رجل أعمال ناجح، من أصل مغربي، كان وزيرا في حكومة نتنياهو وقرر الاستقالة من منصبه احتجاجا على تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع.
تصل الانتخابات في الحزب الأهم في اليسار الإسرائيلي في توقيت هام للديموقراطية الإسرائيلية، في الوقت الذي يشعر فيه الكثير من المواطنين لا سيّما العلمانيون والمتضامنون مع الدوائر الليبرالية أن الحكومة لا تمثلهم وتضيّق على خطواتهم. مثلا، في الأيام الأخيرة ازداد الانتقاد حول دمج المزيد من المحتويات اليهودية – الدينية في الجهاز التربوي العام للأطفال الإسرائيليين. يتحدث نتنياهو وحكومته بشكل لاذع على نحو ثابت ضد اليسار وهناك شعور من نقص قيادة قادرة على وضع تحد سياسي جدي أمام نتنياهو.
تكمن الأفضلية لدى مرشح مثل آفي غاباي الذي ينحدر من عائلة شرقيّة تقليدية وحتى أنه كان في حكومة نتنياهو، في أنه قادر على أن يضم إلى حزب العمل جمهورا مؤيدا لليكود.
فيما يتعلق بالقضية الإسرائيلية – الفلسطينية، فإن غالبية المرشّحين تعتقد أنه يجب دعم حل شامل يطمح لإقامة دولة فلسطينية. ولكن مرشحا واحدا، وهو أريئيل مرجليت، الوحيد الذي قال إنه سيضم إلى حكومته “القائمة العربية المشتركة” في حال انتخابه رئيسا للحكومة.
من المتوقع أن نتنياهو يراقب الانتخابات التمهيدية في حزب العمل عن كثب، ولكن جمهور الناخبين الإسرائيلي يشكل الفرصة الأخيرة لليسار الإسرائيلي لاختيار زعيمه القادر على منافسة نتنياهو حقا.