الفساد، عدم الثقة واليأس هي التي تُميّز حزب “إسرائيل بيتنا”، والذي يترأسه وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان. أعلنت نائبة وزير الداخلية فاينا كيرشنباوم، وهي المشتبه بها الرئيسية في فضيحة الفساد التي تحيط بالحزب مؤخرا، عن انسحابها من الحياة السياسية.
تنوي كيرشنباوم استغلال “حقّ الصمت” في التحقيقات معها في الشرطة، ولذلك أعلنت أنها لم تعد تستطيع الاستمرار في تحمّل منصب عام. وبذلك تصل الفضيحة المرتبطة باسمها إلى ذروة أخرى، ولطّخت الحزب كلّه بشبهة فساد خطيرة.
وقد كتبت كيرشنباوم أيضًا في البيان الذي نشرته أنّه منذ فتح التحقيق ضدّها تُجرى ضدّها “حرب استنزاف” و “اغتيال معنوي”، مع المسّ الصارخ بي، وعائلتي وكل من حولي”.
تنضم كيرشنباوم إلى ثلاثة مسؤولين آخرين استقالوا من الحزب في الآونة الأخيرة: وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، ووزير السياحة عوزي لنداو وعضو الكنيست دافيد روتم الذي تولّى كرئيس للجنة الدستور في الكنيست المنتهية ولايته.
ويقدّر المحلِّلون في إسرائيل أنّ وزير الزراعة يائير شامير أيضًا، والذي وُضع في الانتخابات الماضية في المكانة الأرفع من قبل الحزب بعد ليبرمان، هو أيضًا في طريقه إلى الخروج. إذا استقال شامير هو أيضًا، فإنّ أكثر من ثلث أعضاء قائمة ليبرمان، التي تحوي 13 عضوا، لن يستمروا بعد انتخابات الكنيست القادمة.
كما يبدو، أنّ أكثرية المسؤولين الذين أعلنوا عن استقالتهم قد اختلفوا مع ليبرمان بشكل أو بآخر. أعلن الوزير أهرونوفيتش، المسؤول الأعلى عن شرطة إسرائيل، مؤخرا أنه يدعم الشرطة على ضوء التحقيقات الجارية ضدّ مسؤولي الحزب. ونتيجة لذلك، تم إعلامه بأنّ ليبرمان غاضب من تلك التصريحات وأنّه لا ينوي اختياره مجددا في الانتخابات القادمة، ولذلك استقال.
في المقابل، كان ليبرمان معنيّا جدا بألا تستقيل نائبة الوزير كيرشنباوم من الحزب. تعتبر كيرشنباوم اليد اليمنى لوزير الخارجية، و “المرأة القوية” في الجهاز الحزبي لإسرائيل بيتنا.
في الوقت نفسه، لا يزال وضع الحزب في الاستطلاعات مستمرّا بالتدهور. مقابل 13 مقعدا يشغلها اليوم، تقول الاستطلاعات بأنّه بعد الانتخابات القادمة سيفوز الحزب بستة مقاعد فقط، أي فوق نسبة الحسم بقليل فقط. ومن المفارقات أنّه قبل عام واحد فقط كانت كيرشنباوم هي التي قادت الحزب ليدعم بقوة رفع نسبة الحسم، مما يشكّل الآن خطرا على حزبها.