ويكيبيديا
ويكيبيديا

استطلاع رأي: 84 % من الإسرائيليين يعتمدون على الويكيبيديا

الاستطلاع يظهر أن سكان إسرائيل العرب يستخدمون الموسوعة يوميًّا بنسبة أعلى من المواطنين اليهود، ويهتمون بالأساس بالمواضيع العلمية

يمنح الإسرائيليون ثقتهم بالموسوعة الحرة ويكيبيديا، هذا ما يظهره استطلاع للرأي من معهد “بانلز” الذي نُشر في إسرائيل البارحة. حسب معطيات الاستطلاع، يصرح 84% من الجمهور الإسرائيلي أنهم يعتمدون على الويكيبيديا، يقول 53% منهم إنهم يعتمدون عليها بنسبة عالية، و 30% منهم بمستوى متوسط- عالٍ. يقول  86% من المستطلعة آراؤهم إنهم في أغلب الحالات يحصلون من الموسوعة الحرة على إجابات لأسئلتهم.

أما أحد المعطيات غير السارة فهو أن 74% منهم يصرحون بأنهم لا يستخدمون مصادر معلومات خارجية عن الويكيبيديا، حيث إن الأخطاء التي تقع في محتوى الموسوعة قد تضلل كثيرًا من الإسرائيليين. رغم أن للويكيبيديا منظومة متفرعة لفحص الأخطاء التي تقع في المحتوى، لكن بعض الأخطاء تفلت من عيني المحررين.

إن الفروق بين المستخدمين اليهود والعرب مثيرة للاهتمام إثارة خاصة. بينما تصل نسبة الإسرائيليين الذين يستخدمون  الويكيبيديا يوميًّا إلى  21.6%، فإن نسبة العرب الذين يستخدمونها  يوميًّا هي 27.9%. كذلك، قال 41% ممن أجابوا من الشريحة العربية  إنهم يبحثون في الويكيبيديا عن مواضيع علمية، مقابل 36.2% من الشريحة اليهودية.

إن نسبة المستخدمين  العرب الذين كانوا يريدون أن يساهموا من معلوماتهم للويكيبيديا أعلى من تلك التي  لدى المستخدمين اليهود. قال 54% من العرب إنهم يودون أن يكتبوا للويكيبيديا، مقابل 33% فقط من اليهود.

قال عدد كبير جدًا من المستطلعة آراؤهم إنهم يستخدمون الويكيبيديا من منطلق حب الاستطلاع والرغبة في زيادة المعلومات العامة. مقابل ذلك، فإن الدافع الرئيسي للشباب- 54.1%- هو البحث عن وظائف تعليمية.

رغم أن الويكيبيديا هي “الموسوعة الحرة”، فإن نسبة الاشتراك في تحريرها من إسرائيل منخفضة للغاية. أصلح فقط 8% من العامة مرة محتوى في الويكيبيديا، وصادف 20% منهم معلومات تتطلب تصحيحًا لكنهم لم يعرفوا كيف يفعلون ذلك.  ولم يفعل 23% ذلك لأنهم “لم يكن لديهم وقت كافٍ”.

أجري البحث في شهر أيار على 751 مجيبًا: 500 مجيب من عمر 18 فما فوق في عينة ممثلة للشريحة اليهودية البالغة، 150 شابًا من عمر 12حتى 17 من الوسط اليهودي، و100 من عمر 18حتى 40 من الوسط العربي.

اقرأوا المزيد: 300 كلمة
عرض أقل
ما هو مُستقبل التربية الجنسية (Meital Cohen/FLASH90)
ما هو مُستقبل التربية الجنسية (Meital Cohen/FLASH90)

المعركة بين علماء الدين والأفلام الإباحيّة على مُستقبل التربية الجنسيّة

العالم مرتبِك حول كيفية إرشاد الشبّان وتعليمهم عن العلاقات الجنسية الآمنة والممتِعة، لكنّ ما يجلب العار هو أنّ الدين والمحافَظة يعيقان التعليم، ويحوّلان الأفلام الإباحيّة مصدرًا لتعليم الشبّان. في الدول العربية، التي يسيطر فيها الدين على الإرشاد الجنسيّ، المشكلة مضاعَفة

كلّ معنيّ بالتربية، وبشكل خاصّ بتربية وتعليم الشبّان، لا سيّما في سنوات المراهقة، لتي يتحوّل فيها الإنسان من طفل إلى بالغ، يواجه مشكلة التربية الجنسيّة. يستهلّ الإنسان العقد الثاني من حياته طفلًا لا يعرف الكثير، أو لا يعرف شيئًا عن العلاقات بين الرجال والنساء، الحُبّ، وطريقة إنجاب الأطفال. لكن في نهاية هذا العقد، في سنّ العشرين، يكون قد أضحى إنسانًا بالغًا، ذا رغبة جنسيّة وحاجة إلى حبّ. فكيف يجري تأهيله لذلك؟ كيف تجري مرافقة التطوّرات الجسدية للأطفال والطفلات وتحويلهم إلى بالغين ذوي مسؤولية وفطنة؟

إذا كانت وظيفة التربية الجنسيّة في الماضي تزويد الشابّ بالمعرفة المطلوبة والإجابات عن أسئلة، فإنّ وظيفتها في مجتمعنا اليوم هي اعتراض سَيل المعلومات الخاطئة غالبًا التي يتعرّض لها الشبّان

الجنس هو جزء لا يتجزأ من حياتنا، لكنّه ينطوي على مخاطر عديدة مثل الأمراض الجنسية، الحبل غير المرغوب فيه، العنف الجنسي، والارتباك حيال الهويّة الجنسيّة. لا ريب في أنّ الشابّ الذي يبدأ بالتعرّض للرغبات والشهوة الجنسية بحاجة إلى إرشاد يجنّبه إيذاء نفسه ومحيطه، ويساهم في تطوّره الجنسيّ النفسيّ السليم.

إذا كانت وظيفة التربية الجنسيّة في الماضي تزويد الشابّ بالمعرفة المطلوبة والإجابات عن أسئلة مثل ما هي العلاقات الجنسيّة، ما هي الأمراض الجنسية، ما هو الاستمناء، وكيف يمكن الحَمل، فإنّ وظيفة التربية الجنسيّة في مجتمعنا اليوم هي اعتراض سَيل المعلومات الخاطئة غالبًا التي يتعرّض لها الشبّان. ويتمثّل الخطر الأكبر على الشبّان في الأفلام الإباحية، التي تُنتج صورة مشوّهة، وتشجِّع على الفسق والاغتصاب.

الجنس هو جزء لا يتجزأ من حياتنا (Nati Shohat/Flash90)
الجنس هو جزء لا يتجزأ من حياتنا (Nati Shohat/Flash90)

في إسرائيل، تزداد مؤخرا التقارير حول الكوارث التي تحدث حين يلتقي النقص في التربية والجهل في المواضيع الجنسية بين الشبّان والشابّات بالفضول الهائل، ثقافة التساهُل الجنسيّ، والوسائل التكنولوجية للقرن الحادي والعشرين؛ فتلميذات مدارس عديدات، لم يتخطّ جيل بعضهنّ الرابعة عشرة، صوّرنَ صورًا مثيرة وعارية لأنفسهنّ، أرسلنَها إلى صديقاتهنّ، وذهلنَ لدى اكتشاف تسرّب الصور عبر تطبيق “واتس آب” إلى جميع زملائهنّ في الصفّ.

وتقع فتيات أخريات لا ينجحنَ في مواجهة مرحلة الانتقال المربِكة من الطفولة إلى البلوغ الجنسيّ ضحيةَ استغلال جنسيّ، وحتّى اغتصاب. ففي نصف السنة الأخير، كُشفت في إسرائيل فضيحتا اغتصاب جماعيّ نُفّذ في فتيات في الثالثة عشرة من قِبل زملائهنّ في الصفّ.

في مجتمَعات عديدة، يُنظَر إلى الجنس كموضوعٍ يجدر السكوت حياله، ووجهة النظر هي أنّ ما يجري في مخدع النوم يجب أن يُدفَن هناك

لمَ يحدث ذلك، وعلى مَن تقع مسؤولية وقف ذلك؟ من الواضح أنّ التربية الجنسيّة لا تقوم بمهامّها، ولا تنجح في اعتراض تدفّق المعلومات المشوّهة الناتجة عن الفنّ الإباحيّ. فالتلاميذ الإسرائيليون يتذمّرون من أنّ دروس التربية الجنسيّة تتطرّق إلى مواضيع مثل الدورة الشهريّة، الهرمونات، وعمليّة التكاثر والحمل، ولكن ليس إلى ما يثير اهتمامهم حقًّا: العلاقات الجنسية، الرغبة الجنسية، والاستمناء. وحين لا تقوم التربية الجنسيّة بوظيفتها، يتوجّه الشبّان إلى الموادّ الإباحية، ويستقون مِن هناك المعلومات في الشأن الذي يُثير فضولهم. والنتيجة هي نظرة مشوَّهة تشجِّع على الاغتصاب والعُنف.

العلاقة الزوجية بين مثليّي الجنس (Flash90/Zuzana Janku)
(Flash90/Zuzana Janku)

لا يجب أن ننسى أنّ التربية الجنسية في كلّ مجتمَع هي موضوع مثير للجدل. ففي مجتمَعات عديدة، يُنظَر إلى الجنس كموضوعٍ يجدر السكوت حياله، ووجهة النظر هي أنّ ما يجري في مخدع النوم يجب أن يُدفَن هناك. حتّى بعد الاتّفاق على الحاجة إلى التربية على عادات جنسيّة سليمة، لا يمكن في أيّ مجتمَع الاتّفاق على ماهيّة تلك العادات، أو كيفيّة اكتسابها. فضلًا عن ذلك، الجنس هو موضوع معقَّد ومتعدّد الأوجه، ومعناه متغير من إنسان إلى إنسان، ومِن مُجتمَع إلى مُجتمَع.

التربية الجنسيّة في العالم العربي حِكر على العلماء

في المجتمَع العربي وفي العالَم الإسلاميّ كلّه، المشكلة أكثر تعقيدًا، لأنّ موضوع التربية الجنسيّة كلّه هو بين يدَي فقهاء الدين والشريعة. لذلك، ما دام الدين لا يتيح إقامة علاقات جنسيّة خارج إطار الزواج، لا جدوى لتدريس الموضوع في سنّ الثانية عشرة أو الثالثة عشرة، حين تبدأ أولى المؤشّرات الجسديّة للجنسانيّة تظهر. وحدهم المُقبِلون والمُقبِلات على الزواج يحظَون بإرشادٍ كهذا، وأحيانًا يصلون إلى هذا الوضع، وكلّ معلوماتهم عن الجنس تقتصر على الشائعات، النكات، والقصص، التي تتناقلها الألسُن.

هكذا تظهر وتزدهر ظواهر زواج المتعة والمسيار، الذي يتيح للرجل تزوّج امرأة فقط لإراحة شهواته الجنسيّة، ليلقي بعد ذلك زوجته الجديدة كأنها سِلعة قديمة

لكن بالطبع، لا تخضع الرغبة والشهوة الجنسيّة لقُيود المجتمَع المحافِظ، ولا تنتظر بصبرٍ يوم الزواج. هكذا تظهر وتزدهر ظواهر زواج المتعة والمسيار، الذي يتيح للرجل تزوّج امرأة فقط لإراحة شهواته الجنسيّة، ليلقي بعد ذلك زوجته الجديدة كأنها سِلعة قديمة.

يتواجد موضوع زواج المتعة والمسيار في قلبِ خلاف حادّ في المجتمَعات العربيّة المختلفة، لكنّ الرأي السائد بين رجال الدين هو أنه حتّى لو كان الزواج محلّلًا وفق الشريعة، فهو باطل من الناحية الأخلاقيّة. ومن الجليّ أنّ الضحايا الرئيسيات لهذه الظاهرة المؤسِفة هنّ النساء العربيات، اللواتي يُتاجَر بهنّ كسِلع تنتقل من يدٍ إلى يد.

الزواج (AWAD AWAD / AFP)
الزواج (AWAD AWAD / AFP)

ثمة مشكلة أخرى ناجمة عن الآراء المقولَبة، الخرافات، والشائعات حول الجنس، التي تزيد الجهل، وتضيف قوانين وقيودًا في العالم العربي. ولا يفعل رجال الدين، الذين يُعتبَرون أصحاب السلطة الأعلى فيما يتعلّق بالجنس، أيّ أمر لدحض الأفكار الخاطئة. على النقيض من ذلك، يمكن القول إنهم يساهمون في الحفاظ عليها.

فعلى سبيل المثال، فيما العالم الغربيّ متّفق على أنّ العادة السرية ظاهرة طبيعية لدى الذكور والإناث على حدّ سواء، لا يزال الإسلام يراها خطية خطيرة. وتُعتبَر المقارنة بين النظرة الغربيّة والنظرة الإسلاميّة إلى الاستمناء مثيرة للاهتمام بشكل خاصّ. بادئ ذي بدء، تجدر الإشارة إلى أنّ ثمة كلمة تصف بوضوح هذه الظاهرة في لغات العالم، فيما ينتشر في اللغة العربية التعبير “العادة السرية”، لأنّ كثيرين يخجلون مِن هذه الظاهرة إلى درجة أنهم لا يُريدون أن يدعوها باسمها.

والمثال المثير للاهتمام بشكل خاصّ هو صفحة ويكيبيديا التي تتحدث عن كلمة “استمناء” في اللغة العربية مقارنةً بلُغات أخرى. ففي الصفحة باللغة الإنجليزية، كُتب بوضوحٍ أنّ المعلومات الحديثة تُقرّ أنّ الاستمناء غير المفرط ظاهرة طبيعية، وأنّ الأدب العلمي المعاصر يعتقد أنّه لا يسبّب أيّ أذى، بل قد يكون مفيدًا. فضلاً عن ذلك، تذكُر ويكيبيديا أنّ السلطة الصحيّة للحكومة البريطانيّة نشرت عام 2009 بيانًا في مدينة شفيلد، يدعو إلى عدم الامتناع عن الاستمناء، لأنّه مفيد إن لم يُنفَّذ بإفراط.

بالتباين، تصف الصفحة بالعربية العادة السرية كخطية خطيرة جدًّا، وتعرض الآراء التي ترى ذلك كمعلومات موثوق بها. وبين الأضرار التي يسبّبها الاستمناء وفق ويكيبيديا بالعربية: الإنهاك والآلام والضعف، الشتات الذهني وضعف الذاكرة، إفساد خلايا المخ والذاكرة، وزوال الحياء والعفة. كذلك، تدّعي المقالة أنّ الاستمناء يمكن أن يمسّ بالقدرة على تحصيل التعليم العالي والعمل الجيّد.

مع ذلك، تعترف الصفحة بالعربية في ويكيبيديا بوجود الكثير من الأفكار الدينية الخاطئة حول أضرار العادة السرية، قائلةً: “أحياناً تضطر المجتمعات المتدينة إلى الاستناد إلى معلومات غير دقيقة علميًّا في سبيل إبعاد الشباب عن الاستمناء”‏‎.‎‏

إذا كان الأمر كذلك، فهذا هو وضع التربية الجنسيّة في العالم. الشبّان عالقون بين المطرقة والسندان، بين نزعتَين هدّامتَين: الفسق والمحافَظة. فمِن جهة، لا تنجح الدول الغربية في حماية الشبّان من الفحش والأعمال البغيضة التي تميّز الأفلام الإباحيّة. ومِن جهة أخرى، تشجّع الدول التي يتحكّم فيها الدين أفكارًا خاطئة، مثقَلة بالجهل والخوف من المُتعة الجنسية. كيفما رأيتم ذلك، التربية الجنسية هي شأن مُعقَّد، لكن لا جدل في كونها ضروريّةً إلى أبعد الحُدود.

اقرأوا المزيد: 1061 كلمة
عرض أقل
عتمة الإنترنت: عالَم الإنترنت المُظلِم (Thinkstock)
عتمة الإنترنت: عالَم الإنترنت المُظلِم (Thinkstock)

عتمة الإنترنت: عالَم الإنترنت المُظلِم

مواقع مشترَيات تعرض مخدّرات وقتَلة مأجورين، موادّ إباحيّة فاحشة، مرشِدون غير شرعيين لإعداد متفجّرات من موادّ بيتيّة، معلومات سريّة لهيئات حكومية وجيوش، تجارة بالبشر، وتنظيمات إرهابية بأسرها: الشبكة التي تحت الشبكة، التي تحوي كلّ شيء

أعترف أنني لم أفهم القصد حين سمعت للمرة الأولى مصطلح “Dark Net‏” (الشبكة المظلمة). فأنا أعرف الإنترنت منذ ما يزيد من عقد، أعرف البحث عن الموادّ التي أهتمّ بها، الحصول على آخر التحديثات من مواقع التواصل الاجتماعي، إجراء المشتريات من مواقع آمنة، والتحدّث إلى الأصدقاء والمعارف في إسرائيل والعالم كلّه.

وإذا بي في ذكرى الهولوكوست الأخيرة، قبل بضعة أيام، في ساعة متأخرة من الليل، أدرك أنني، مثل أي متصفح عادي، لا أعرف سوى رأس الجبل الجليديّ. فقد كشف تقرير بُثّ في القناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلي النقابَ عن ظواهر قذِرة ومقلقة جدًّا للّاسامية تنتشر عبر الإنترنت في أرجاء العالم. لم يكن هذا جديدًا، لكنّ المذيع ومقدّم البرنامج نجح في إرباكي. فقد روى في التقرير عن عالَم إنترنت كامل لا ترصده محرّكات البحث العاديّة التي نعرفها جميعًا، مثل جوجل، ولا سلطات فرض القانون والحُكومات. إنه عالَم كامل وذو نطاق واسع، أكبر بكثير من عالَم “الشبكة النظيفة” (Clean Net)، الذي نعرفه نحن المستخدِمين العاديين. هو عالِم مظلم وكبير جدًّا. يُخبر الاختصاصيّون في الإنترنت أنّ محرّكات البحث العادية، مثل جوجل، تعرف أو تنجح في رصد بين 20 و28 من المئة من المحتويات التي نرفعها إلى شبكة الإنترنت. صُدمتُ لمعرفة هذه المعلومة. فنحن لا نعرف سوى أطراف أطراف الإنترنت، فيما يتواجد تحت السطح عالَم هائل من المعلومات المشفَّرة وغير المعروفة.

الأمر بسيط

يمكن تشبيه شبكة الإنترنت بجُزر متّصلة إحداها بالأخرى بحِبال. جوجل،هو جزيرة مركزية تخرج منها حبال إلى مواقع عديدة (Thinkstock)
يمكن تشبيه شبكة الإنترنت بجُزر متّصلة إحداها بالأخرى بحِبال. جوجل،هو جزيرة مركزية تخرج منها حبال إلى مواقع عديدة (Thinkstock)

يمكن تشبيه شبكة الإنترنت بجُزر متّصلة إحداها بالأخرى بحِبال. جوجل، على سبيل المثال، هو جزيرة مركزية تخرج منها حبال إلى مواقع عديدة أخرى، تحتوي هي بدورها على وصلات (حبال) إلى مواقع أخرى – قسمٌ منها متوفّر في جوجل، والقسم الآخَر غير متوفّر. إذا أردتم، بإمكانكم أن تطلبوا ألّا تظهر صفحتكم على فيس بوك لدى البحث في جوجل، وهكذا تقطعون الحبل بين جوجل وبين صفحتكم، لكن لا يزال بالإمكان الوصول إلى صفحتكم عبر الفيس بوك نفسه.

في الشبكة، كما في الواقع، مصطلَح “الأبواب المغلَقة” قائم، لكنه غير شائع. تُعرَف شبكة الإنترنت بأنها مشاع، أي إذا رفعتم شيئًا إلى الإنترنت، سواء إلى فيس بوك، منتدى ما، مدوّنتكم الخاصة، أو غير ذلك، فإنّ المعلومات أصبحت مِلكًا عامًّا، يمكن إيجادها عبر بحثٍ بسيط.

الافتراض الأساسيّ هو أنه عدا الرسائل الخاصّة بيننا وبين شخص آخر في مواقع مثل فيس بوك أو خدمات مثل “جوجل توك” و”مسنجر”، فإنّ كلّ شيء موصول بأشياء آخر، وكلّ شيء معروف، المعلومات ملك للعموم…

عوالِم مُوازِية

للإنترنت طبقتان أخريان لا يُدرك معظمنا وجودهما، وهما أكبر من الشبكة المعروفة، وهما مخيفتان أكثر (Thinkstock)
للإنترنت طبقتان أخريان لا يُدرك معظمنا وجودهما، وهما أكبر من الشبكة المعروفة، وهما مخيفتان أكثر (Thinkstock)

يبدو أننا – أنتم وأنا – مخطِئون. فليس كلّ شيء عامًّا، ولا يمكن الوصول إلى كلّ شيء. فللإنترنت طبقتان أخريان لا يُدرك معظمنا وجودهما، وهما أكبر من الشبكة المعروفة، وهما مخيفتان أكثر.

الجزء الهائل وغير المعروف من الإنترنت هو في الواقع المنطقة غير المُرسَّمة – مجموعة هائلة من المعلومات، مواقع وملفّات غير مسجَّلة في عنوان معيَّن (Domain)، متوفِّرة فقط لمَن يعرف الاتّصال بها. هكذا مثلًا، يمكن طباعة عنوان IP معيَّن والوصول إلى موقع ما، لا يمكن الوصول إليه بأية طريقة أخرى. فإذا لم تعرفوا عنوان الـ IP الخاصّ بالموقع، لن تعلموا أبدًا بوجود الموقع أو بفحواه. تحتوي الشبكة غير المعروفة على معلومات مثيرة للريبة أكثر قليلًا من الشبكة العاديّة، لكن ليس هناك أمر يحبس الأنفاس. فيمكن الوصول إلى هذه المعلومات من متصفّحات عاديّة جدًّا.

ولكن تحت هذه الشبكة غير المُرسَّمة، في مكانٍ لن نجده وإن بحثنا عنه، توجد الشبكة الأدنى: الشبكة المجهولة، الشبكة المظلمة (Darknet)، أو الويب العميق (Deep Web). تتطلب هذه الشبكة اتّصالًا محميًّا ومجهولًا عبر عددٍ من الخوادِم (servers)، المحميّة عبر عناصر مجهولة الهويّة.

القاعدة الأساسية للّعب هي السرية، ويصعب جدًّا رصد مَن تصفّح، من أين، ومَن يحمي الموقع ويقوم بصيانته. بين مواقع الشبكة المظلِمة ثمّة مواقع مشتريات تعرض مخدّرات وقَتَلة مأجورين، مرورًا بِالموادّ الإباحيّة الخاصّة بالأطفال، المرشِدين غير القانونيين لإعداد متفجّرات من موادّ موجودة في البيت، المعلومات السرية لهيئات حكومية وعسكرية، الاتّجار بالبشر، وصولًا إلى المنظمات الإرهابية الكاملة.

كيف يجري الاتّصال إذًا؟ عبرَ البصل

موقع TOR (تصوير شاشة)
موقع TOR (تصوير شاشة)

للاتصال بالشبكة العميقة، ثمة حاجة إلى وسيلة خاصّة باسمِ TOR، اختصار المصطلَح The Onion Routing ‎‏ أي “مسار البصل”. يمكن تنزيل TOR مجانًا عبر الشبكة العاديّة. بمجرد بحث قصير في جوجل، تجدون الوصلة إلى الموقع. يعرض البرنامج شاشة مراقبة تصلكم بالشبكة العميقة عبر بضعة خوادِم ثانويّة، وتقدّم لكم عنوان IP جديدًا ومزيفًا كثيرًا، بهدف تحويلكم من متصفّحين عاديّين هويتهم معروفة إلى متصفّحين مجهولين. بعد الاتّصال، يفتح TOR متصفّحًا، يتيح لكم استبدال الهويات الخفية بضغطة زر وبدء التجوّل في غياهب المواقع المُظلِمة.

لا تنتهي أسماء المواقع في “الشبكة المظلمة” بـ COM كما هو متعارف عليه، بل بخاتمة Onion، وهي شفّافة من حيث محرّكات البحث الاعتياديّة. هوية منشئي هذه المواقع مجهولة، ومكانها سريّ.

بعد ظهور المتصفِّح، تظهر أمامكم صفحة “أهلًا وسهلًا”، وفيها عنوان الـ IP المزيَّف الخاصّ بكم، ومحرّك بحث غريب اسمه Startpage. في ذلك المتصفِّح، يمكنكم فعل كلّ ما تفعلونه حتّى الآن – تصفُّح جوجل، وما شابه. مع ذلك، إذا عرفتم عمَّ تبحثون، يمكنكم بلوغ مواقع أخرى، مواقع لا يعرف المتصفِّح العاديّ ومحرّك البحث الاعتياديّ بوُجودها.

ويكيبيديا حفيّة، متجر عامّ، طريق الحرير، وصناديق بريد مستترة

Hidden Wiki (تصوير شاشة)
Hidden Wiki (تصوير شاشة)

إذا تعمّقتم في الأمر، فهذا جزء من المواقع التي قد تجدونها. الموقع الأكثر شهرة في الشبكة الخفيّة هو The Hidden Wiki، الموسوعة الخفيّة. موقع على شكل ويكيبيديا يحوي وصلات إلى مواقع مختلفة، مع معلومات مفصَّلة حول مواضيع متنوعة، جميعها دون رقابة، على سبيل المثال: معلومات سريّة لمؤسسات حكوميّة ومعلومات استخباريّة مسروقة، وصلات لأسواق حرّة اختصاصها إرسال المنتجات غير الشرعية: السلاح غير المرخَّص، العبيد، المخدّرات الثقيلة، أدلّة إنتاج القنابل والأسلحة الكيميائية والبيولوجية، مقاطع الفيديو والصُّور التي تعرض قطع رؤوس جنود من قِبل تنظيمات إرهابية، والمنتديات – الكثير جدًّا من المنتديات.

وهنا أيضًا، كما في “الشبكة النظيفة”، ثمّة موادّ إباحيّة. لكن في الشبكة المظلمة، الموادّ الإباحيّة أخطر بكثير. ‏‎ ‎الأكثرية الساحقة للموادّ الإباحية في الشبكة الخفيّة غير شرعيّة، أي مواد إباحيّة خاصّة بأطفال مثيرة للاشمئزاز، موادّ إباحية تشمل الحيوانات، وكذلك موادّ إباحيّة لمشاهير نُشرت وأزيلت من الشبكة المعروفة.

Slik road (تصوير شاشة)
Slik road (تصوير شاشة)

إلى جانب الفنّ الإباحيّ، هناك أيضًا شبكة مبيعات. فالنظير المظلِم لموقع eBay هو موقع يُدعى Silkroad، أي طريق الحرير. موقع المشترَيات هذا، خلافًا لما قد تظنّون، مخصَّص لشراء كلّ ما محظور. سوق لمنتجات غير شرعية: سلاح، مخدّرات ثقيلة مثل الهيروين والكوكايين، مجلّات تُعنى بالاستغلال الجنسيّ للأطفال، أدلّة لإعداد السلاح، مستندات هويّة مزوّرة، وموادّ مسروقة من منظّمات وحُكومات.

كذلك، يعرض موقع يدعو نفسه “المتجر العامّ” تنوّعًا من المخدّرات بتسعيرة منظّمة، وقتَلة مأجورين يعرضون خدماتهم مع تسعيرة – 20 ألف يورو للشخص العاديّ، 40 ألفًا لرجل المافيا، 50 ألفًا للرسميّ الحكومي، و60 ألفًا للصحفيّ. وتشمل منظومة الردود المتّصلة بالموقع ردودًا إيجابية جدًّا حول قتَلة مأجورين، إذ يؤكّد مَن نالوا الخدمات في الماضي أنهم سيقومون بعملهم ولَن يهربوا بأموالكم.

تجري إدارة الرسائل الإلكترونية عبر منظومة بريد إلكتروني غير مراقَبة باسم Tormail، يستخدمها كثيرون بهدف نسج علاقات وإجراء محادثات ومراسَلات سرّيّة.

أروني المال

حتّى الآن، نجحنا في الإدراك أنّ ثمة عالمًا كهذا، قاسيًا ومحميًّا، يصعب بلوغ محتوياته الخطِرة. لكن لم نفهم كيف يجري تسويقه، فإذا أردتُم شراء سلاح مع كاتم صوت عليكم الالتزام بالدفع بطريقةٍ ما، أو إذا أردتم تنزيل موادّ سريّة حول أمرٍ ما، عليكم دفع رسوم. باختصار، كيف يُدار النظام الماليّ؟

العملة المحليّة المستخدَمة في الشبكة العميقة هي عملة خاصّة تُدعى Bitcoin. المال العاديّ (الشاقل، الريال، الدولار، واليورو) يُحفَظ في المصارف، وتتحكّم بقيمته الحكومات التي تُتاجِر به، بحيث يمكن خفض قيمة المال بزيادة إنتاجه، وبالتالي إنتاج تضخم. فضلًا عن سلطة الحكومات على المال، يمكن أيضًا تعقّبه عبر وَسْم الأوراق الماليّة، وطبعًا في الإنترنت عبر أرقام بطاقات الائتمان وأرقام الحسابات المصرفيّة. Bitcoin هي عُملة عبر الإنترنت موجودة منذ سنوات وناجحة جدًّا، وهي محميّة من قِبل قوّة حساب حواسيب، موضوع يُدعى Crypto-Currency.

Bitcoin هي العملة المحليّة المستخدَمة في الشبكة العميقة (AFP)
Bitcoin هي العملة المحليّة المستخدَمة في الشبكة العميقة (AFP)

يمكن لحواسيب خاصّة إعداد Bitcoin بنجاعة كبيرة، ويمكن لخدمات خاصّة تحويل شواقلكم، دولاراتكم، أو يورواتكم إلى هذا المال الإنترنتي. الفائدة الأكبر للشبكة المظلمة هي أنّ هذا الـ Bitcoin غير محفوظ في المصرف وغير مُوجَّه، وحسابكم سريّ كاملًا بحيث يمكنكم أن تدفعوا دون أن يدري أيّ إنسان بهوّيتكم.

لا معطيات لا سياسات

المشكلة ليست في ما نعرفه، بل في ما لا نعرفه، وفي حالة الشبكات المظلمة، المخفيّ أعظم. فالاختصاصيون في الشبكة يقدِّرون أنّ نحو نصف مليون شخص في أنحاء العالم يتصفّحون عبر TOR يوميًّا. لا يمكن أن نعرف كم منهم إسرائيليون، أردنيّون، سعوديّون، أمريكيون، مصريون، أو كم منهم يستغلّون الشبكة لأهدافٍ جنائيّة. الأكيد هو أنّ استخدام الشبكة المظلمة آخذ في التسارُع.

في تقرير للأمم المتحدة نُشر عام 2010، جاء أنّ “أحد التحديات الكبرى ذات الصلة بجرائم السايبر هو غياب المعلومات الموثوق بها حول نطاق المشكلة، كما حول الاعتقالات، تقديم الشكاوى، والإدانات. لا يوفّر القليل من الإحصاءات المتوفّرة معلوماتٍ موثوقًا بها لصانعي القرار حول مدى الجنايات المرتكَبة”. يؤدي غياب المعطيات إلى غياب السياسات. ففي كلّ ما يتعلّق بالإشراف على الجرائم في الشبكة المظلمة خاصّةً، وجرائم السايبر عامّ، قدرات السلطات القانونية في البِلاد والعالَم محدودة. وعدا التحديّات التقنيّة في تحديد مصدر الجريمة، من المهمّ التذكّر أنّ تصفح الشبكات المظلمة شرعيّ، شأنه شأن استخدام وسائل الدفع المجهولة الهويّة.

أنونيموس(Sliman Khader/FLASH90)
أنونيموس(Sliman Khader/FLASH90)

إنها ظاهرة عالميّة، تتخطّى الحُدود. فضلًا عن ذلك، يعبّر الاختصاصيون في شتّى أنحاء العالم عن قلقهم الشديد من “سياسة اللا حول ولا قوّة”. أدرك العالم منذ وقتٍ طويل أنّ التعاوُن الدولي حاسم من أجل مواجهة جرائم الإنترنت. فمنذ 13 عامًا، جرت بلورة “معاهدة بودابست”، الهادفة إلى محاربة جرائم كهذه، لا سيّما في حالات الخداع، التحرّش بالأطفال، والمسّ بالأمان. وقّعت 47 دولة في العالم على المعاهدة التي تهدف إلى خلق سياسة مشتركَة وإلى التعاوُن. لكنّ إسرائيل ليست من ضمنها.‎ ‎تدّعي مصادر رسمية أنّ عملية المصادقة تعرّضت للمماطلة في الكنيست لأسباب تشريعية، وتعتقد أنه سيجري التوقيع على المعاهَدة قريبًا.

من المهمّ أيضًا ذِكر حقيقة ليست بديهية، وهي أنّ لكلّ عملة وجهَين. فإلى جانب الموادّ المشكوك فيها وغير الشرعية التي تملأ الزوايا المظلمة من الشبكة الخفيّة، يمكن أيضًا إيجاد معلومات حقيقيّة لعناصر تفضّل عدم الكشف عن هويّتها. يمكن أن يكون هؤلاء مسرِّبين يكشفون مستَندات سريّة، بعضها هامّ وذو تأثير علينا جميعًا، أشخاصًا ذوي آراء لا تحظى بالشعبيّة في الشبكة النظيفة (مثلًا تنظيمات لإسقاط أنظمة مظلمة تعمل داخل دولها، ويمكن أن يؤدي كشف هويتها إلى السجن)، ومجرّد مدوّنات تفضّل إبقاء آرائها بعيدةً عن الأعيُن. كلّ هذه ظواهر إيجابية، وثمّة الكثير من الخطر في منح تفويض للمواقع العملاقة مثل جوجل بترسيم خريطة هذه الشبكة. تشكّل شبكة البصَل المجهولة الهوية المكان الذي وصل منه معظم وثائق WikiLeaks، التي رفعها أفراد المجموعة إلى الشبكة الاعتياديّة. إنه المكان الذي يمكن فيه كشف معلوماتٍ حسّاسة دون الخوف من الفضيحة، مناقشة مواضيع حسّاسة مع آخَرين، وحتّى مساعدة تنظيمات نثق بها.‎ ‎كذلك من المهمّ كشف وثائق سريّة للجيش الأمريكي حول أفعال غير أخلاقية تصل إلى حدود اللا شرعيّة في غوانتانامو، من أجل كشف الجور اللا إنسانيّ الذي يُنفَّذ على البشر.

تتيح الشبكة المجهولة لجميع هؤلاء أن يزدهروا. أمّا السؤال المطروح فهو: إلى أين؟ أإلى جريمة خطيرة ولا أخلاقية أم إلى كشف النقاب عن الفساد، إسقاط الأنظمة الظلامية، ودعم المنظمات والأشخاص الذين يريدون نشر السلام والأُخوّة؟

اقرأوا المزيد: 1646 كلمة
عرض أقل
طلاب إسرائيليون يدرسون بواسطة الحاسوب  (Kobi GideonFlash90)
طلاب إسرائيليون يدرسون بواسطة الحاسوب (Kobi GideonFlash90)

تلاميذ سيؤلفون مقالات في ويكيبيديا

سيشارك 100 صفّ في السنة الدراسية القادمة في مشروع خاص على الإنترنت بالتعاون مع ويكيبيديا لإكمال موادّ تحتاج إلى تحسين في مجالات شتّى

في السنة الدراسية القادمة، التي ستُفتتَح بعد نحو أسبوعَين، سيبدأ أكثر من ألف طالب بالمشاركة في مشروع، هو الأول من نوعه، بادرت إليه وزارة التربية بالتعاوُن مع القيّمين على الموسوعة الإلكترونية “ويكيبيديا”. سيحسّن التلاميذ موادّ قصيرة أو ناقصة، كما سيقومون بتأليف موادّ جديدة غير موجودة حتى اليوم باللغة العبرية، وفقًا لقائمة من المواضيع المطلوبة التي نقلها القيّمون على ويكيبيديا إلى وزارة التربية.

يُذكر أنّ كل شخص اليوم بإمكانه تحرير مواضيع في ويكيبيديا، لكنّ الأمر لا يجري بطريقة منهجيّة، ويؤدي إلى الكثير من العمل لمحرري الموسوعة الإلكترونية، الذين يفحصون كل مادة يجري إدخالها، ويتأكدون من جودة المعلومات المُضافة. وسيقوم المعلّمون والتلامذة بتحرير مقالات معًا خلال الدروس. وقالت المديرة العامّة لوزارة التربية، داليت شطاوبر: “نرى أهمية كبرى في تطوير الاختبار التدريسي الذي يدمج البحث والعمل التعاوني”.

وسيشارك في المرحلة الأولى نحو 100 صفّ في أرجاء البلاد، من جميع الأجيال، من الصف الأول حتى الثاني عشر. وسيركّز التلاميذ بشكل أساسي على التاريخ، الجغرافية، والتعرّف إلى إسرائيل. مثلًا، سيكتب تلامذة إسرائيل في مجال الجغرافية عن أقمار المشتري. في التاريخ، سيوسّعون مقالة “الإمبراطورية العثمانية”، وفي مجال التعرف إلى البلاد سيكتبون عن بلدات مختلفة في إسرائيل. وتخطط وزارة التربية لتوسيع المشروع ليشمل مجالات إضافية.

وفي إطار العمل، سيكتسب الطلاّب خبرة في الحصول على المعلومات وتصفيتها، ويتعلمون التمييز بين مصادر موثوق بها مثل المكتبة الوطنية، “يد فاشيم”، أو متحف إسرائيل، وبين مصادر يجب التحقق من مصداقيتها مثل المدوّنات أو المنشورات على فيس بوك. ووافق القيّمون على ويكيبيديا كذلك على مرافقة المشروع في الصفوف خلال السنة. فبعد أن ينال المعلّم وطالبه الموافقة على الكتابة والتحرير، سيلتحق بهما مرافق مهني من ويكيبيديا.

“سيستفيد الجميع من المشروع”، يوجز رئيس إدارة العلم والتكنولوجيا في وزارة التربية، د. عوفر ريمون، “فمن جهة، تربح ويكيبيديا مقالات جديدة، ومن جهة أخرى، يكتسب الطلاب خبرة في التعلّم المشترَك، البحث، الحصول على معلومات مناسبة من مصادر مختلفة، وتحريرها”.‎ ‎

إلى ذلك، يظهر استطلاع نُشر في الشهور الأخيرة، أجري على محرري ويكيبيديا العبرية، أنّ 76% من المحررين باللغة العبرية هم رجال مقابل 23% قلنَ إنهن نساء. وفي استطلاع آخر نُشر السنة الماضية بخصوص جميع مشاريع ويكيبيديا في العالم، أشير إلى أنّ 15% من المحرّرين نساء، ما يدلّ على ازدياد معيّن في الشهور الاثني عشر المنصرمة. على الرغم من ذلك، ثمة انتقاد كبير للنسبة المنخفضة للمحرّرات النساء، ما يمكن أن يؤثّر في فحوى الموادّ، ويحافظ على هيمنة الرجال السائدة في العالَم. نرجو أن يشجّع مشروع وزارة التربية تلميذات أكثر على المشاركة الفاعلة في تحرير المقالات، ربّما خارج ساعات الدراسة أيضًا.

اقرأوا المزيد: 386 كلمة
عرض أقل