وليد جنبلاط

نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Marc Israel Sellem/POOL)
نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Marc Israel Sellem/POOL)

“إسرائيل جنة عدن مقارنة بالأنظمة العربية”

حوار خاص مع أيوب قرا، سياسيّ درزي إسرائيلي وأحد أقرب الأشخاص من نتنياهو. يعمل في الراهن أمين سر نتنياهو في كل ما يتعلق بالعلاقات مع الدول العربيّة

رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو هو المدير المباشر لنائب الوزير أيوب قرا. يتولى قرا، ابن ال61 عاما، منصب نائب وزير في وزارة التعاوُن الإقليمي، بينما يحتفظ رئيس الحكومة بمنصب الوزير.

يتولى قرا، نائب الوزير النشيط، في الواقع، صلاحيات وزير ويعتبر السياسي الدرزي الأبرز في إسرائيل، حيث يُعد الدروز فيها طائفة صغيرة، ولكنها قوية ومؤثرة. وهو لا يستمد قوته السياسية من دعم الطائفة الدرزية، وإنما من الشعبية التي حققها في حزب ليكود الحاكم، الذي يصنّف فيه في المرتبة ال24. يُعتبر قرا مقرّبا من رئيس الحكومة نتنياهو ومؤخرا حظي بثنائه علنيا في جلسة مجلس الوزراء، ونادرا ما يُظهر نتنياهو ثناء كهذا، ولا سيما إنه لا يكثر من تشجيع السياسيين الآخرين، وذلك لمساهمته في تعزيز المشروع الضخم “قناة البحار”، وهو مشروع إسرائيلي – أردني – فلسطيني يهدف إلى رفع مستوى المياه في البحر الميت.

“على مدى سنوات كانت محاولات لتعزيز هذا المشروع”، كما يقول لنا قرا في مكتبه في الكنيست، “ولكن الآن نجحنا في ذلك أخيرا”.

هل شعرت بفخر إثر ثناء نتنياهو؟

هناك علاقات ودية جدا بيني وبين نتنياهو، وعائلية أيضا. وصلتُ إلى هذه المكانة بفضله. تسود محبة بيننا. يبدو لي أنّه من بين كل أعضاء الحكومة، فهو يفضّل الجلوس معي.

نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Yonatan Sindel/Flash90)
نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Yonatan Sindel/Flash90)

بعد استطلاع كل المشاريع لدى إسرائيل مع جيرانها، هناك انطباع أنّنا في عصر سلام

أقدم أمثلة قليلة، لتوفير معلومات للقراء العرب أيضًا، وليس شعارات فحسب:

نحن نعمل مع الأردنيين والفلسطينيين على مشروع “ممرّ السلام” في أريحا. ساهم اليابانيون بمبلغ 300 مليون دولار ونحن بـ 50 مليون دولار، وأيضا في البنى التحتيّة. ستُبنى منطقة صناعية مشتركة لنقل المنتجات من غزة ومن الضفة إلى العالم العربي.

نحن نتعاون مع الأردنيين في مجال التكنولوجيا الزراعية. أسسنا نموذجا للتعاون المشترك بين المجلس الإقليمي جنوب الغور في الأردن وبين المجلس الإقليمي “تمار” في إسرائيل. نستثمر أموالا ونستضيف مزارعين أردنيين ونشاركهم بتقنيات متقدمة.

ما هي المصلحة الإسرائيلية؟

عندما يسود الاستقرار في الأردن يسود في إسرائيل أيضا. يساهم ذلك في اعتراض داعش وإضعاف التطرف بشكل عام.

يكشف قرا المعروف بمواقفه المتشدّدة في الشأن الإسرائيلي – الفلسطيني عالما آخر من التعاوُن التجاري والاقتصادي بين الجانبَين، والذي يتم بهدوء وفي الظلّ، في حين أن نتنياهو وعباس يستمران في التراشق علنيا.

“نحن نقيم منطقة صناعية مشتركة إسرائيلية – فلسطينية على مساحة 4000 دونم قرب جنين. تمنح تركيا تمويلا نسبته 100%، ولكننا سنهتم بكل البنى التحتيّة مجانا. منذ السنة القادمة ستبدأ في العمل مصانع تركية وسيعمل فلسطينيون فيها. وفي المقابل لن يدفع الأتراك ضريبة مقابل البضاعة التي سيصدّرونها من بلادهم إلى أوروبا والولايات المتّحدة”.

هل يمكن أصلا إقامة حياة تجارية طبيعية عندما تكون الأجواء السياسية مشحونة كثيرا؟

نحن نحاول إيجاد حلول عملية. مثلا، إنشاء أماكن في خطّ التماس بين الجانبَين، بحيث نسمح بالوصول إليها بحرية وسرعة، دون تصاريح دخول. ونوفر غرف تجارية مع كل الاحتياجات مجانا.

نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Hadas Parush/Flash90)
نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Hadas Parush/Flash90)

“جارك القريب ولا أخوك البعيد”

كيف تفسّر نجاحك في تحريك الأمور التي كانت عالقة في السابق؟

اللغة، فحقيقة أنني أتكلم العربية تقرّب القلوب جدا، حتى لو قوبلت في البداية بارتياب. أقول بوضوح إنّني وطني إسرائيلي، ولكن من جهة أخرى أرغب في أن يعيش كل عربي أفضل حياة. لا يسود السلام دون تحقيق المصالح. وهناك أماكن عديدة تلتقي فيها المصالح.

هل يمكنكَ إعطاء مثال؟

ترغب إسرائيل في تقليل عدد العمّال المتسللين من أفريقيا. وتعاني الدول الجارة من البطالة. أنا مسؤول عن مشروع لفتح الحدود أمام العمال الأردنيين، الذين سيحلّون مكان العمال الإفريقيين غير القانونيين. “جارك القريب ولا أخوك البعيد”. مثلا، يعمل الآن 2000 عامل أردني من العقبة في إيلات. فهم يدخلون يوميا إلى إسرائيل ويعودون إلى الأردن بعد انتهاء العمل. يستغرق السفر بين البلدين نصف ساعة. أريد أن يعمل المزيد من العمال الأردنيين في الفنادق في منطقة البحر الميت وفي الزراعة في العربة.

ماذا بالنسبة للعمال الفلسطينيين في إسرائيل؟

هناك نحو ربع مليون فلسطيني يعملون في إسرائيل، وفق تقديرات أخيرة. نحو 120 ألف من أصحاب التصاريح إضافة إلى عدد مشابه من الذين يعملون في المستوطنات في الضفة الغربية. عارضنا إيقاف ذلك حتى عندما ساد هناك توتر أمني. مصلحتنا هي أن يشعر الناس أن هناك ما يخسرونه، وألا يبحثوا عن العالم الآخر، ذي 72 حورية، بل أن يرغبوا في العيش في هذا العالم، ضمن ما يقدّمه لهم.

ومع ذلك، كانت هناك موجة من العمليات التي لم تتوقف طيلة أشهر.

لم تنجح هذه الانتفاضة لأنّ الشعب في الشارع الفلسطيني يريد العيش وقد تخلّى عن السياسة الرخيصة. لم يدعمها الكثير من الشعب، ومن العالم العربي، وكان هناك تفاوت في الرأي في أوساط عرب إسرائيل حولها. فهم يشاهدون الصور من العراق ومن سوريا ويدركون أن إسرائيل هي جنة عدن مقارنة بالأنظمة العربية.

“العلاقات بين السيسي ونتنياهو أقرب من العلاقات بين السادات وبيجن”

هل إسرائيل قلقة من الوضع في مصر؟

إذا انهارت مصر اقتصاديا فستكون تلك نهاية العالم بحيث لن يستطيع الغرب التعامل معها. سيهاجر الملايين. أقترح على الأمريكيين والأوروبيين – أن يستثمروا الآن في مصر وإلا سيضطرّون لمواجهة مشاكل أخطر بكثير. ولكني أعتقد أنّ الاتجاه الاقتصادي أصبح الآن إيجابيا.

هل تعتقدون أن اختيار ترامب إيجابيا؟

لا شكّ. فمصر هي إحدى الدول الأكثر استفادة من الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة.

ما هي طبيعة العلاقة بين السيسي ونتنياهو؟ هل تسود بينهما علاقة شخصية؟

العلاقة بين السيسي ونتنياهو أفضل من العلاقة التي كانت يوما ما بين بيجن والسادات. يعتبر رئيس الحكومة العلاقة بين إسرائيل ومصر هدفا قيميا واستراتيجيا.

نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Yonatan Sindel/Flash90)
نائب وزير التعاون الإقليمي، أيوب قرا (Yonatan Sindel/Flash90)

“لو كنت صاحب القرار، كنت سأطلق النار على سمير قنطار بنفسي”

هل هناك علاقة بين إسرائيل والمعارضة السورية؟

كلا. كانت هناك علاقة في الماضي مع الجيش السوري الحر، ولكن منذ أن أقام الأمريكيون علاقة به تراجعنا.

ماذا بالنسبة لجبهة النصرة؟ يدعي الكثيرون في معسكر الأسد أنّ هناك علاقة كهذه.

هذا ادعاء وهمي. تنظيما داعش وجبهة النصرة هما عدوّان إسرائيل.

ماذا تقول للجالية الدرزية في إسرائيل، والتي تشعر أنّ إسرائيل كان بإمكانها أن تفعل أكثر لصالح إخوتهم في سوريا؟

يستخدم نظام الأسد، بالإضافة إلى إيران وحزب الله، الدروز ذريعة لإطلاق ادعاءات كاذبة. يعلم الدروز في سوريا ولبنان أنّه تتم حمايتهم بفضل الخطوات التي تقوم بها إسرائيل. ففي إدلب مثلا حيث إسرائيل بعيدة عنها جغرافيا انتهى الأمر بكارثة ونزوح جماعي للدروز. لا شكّ أنّه لو لم يكن هناك دروز في إسرائيل، ولم تكن هذه الجالية مؤثّرة، لكان الوضع في حضر مختلفا، ولن أتطرق بالتفصيل. ربما يوما ستنكشف القصة.

في الواقع بدأ العلاج الطبي الذي تقدّمه إسرائيل للجرحى السوريين كمبادرة لمساعدة الدروز.

صحيح. أقنعتُ رئيس الحكومة بذلك، ولكن الدروز أنفسهم خافوا ولم يأتوا للحصول على علاج طبي. فاستغل آخرون الفرصة ويسعدنا تقديم المساعدة. لا أتوقع من الدروز في سوريا أن يقولوا علانية “ندعم إسرائيل” ولكنهم اختاروا دعم الأسد، وحزب الله، وإيران. أولئك هم أعداء إسرائيل الأكثر وضوحا. أعتقد أن سمير قنطار عدو إسرائيل رغم كونه درزيا. لو كنت صاحب القرار، كنت سأطلق النار عليه.

الزعيم الدرزي اللنباني وليد حنبلاط (AFP)
الزعيم الدرزي اللنباني وليد حنبلاط (AFP)

وليد جنبلاط حاول توجيه النار صوبك.

أخجل بشخص يدعي أنه زعيم الدروز ويكشف تفاصيل من شأنها وضع أشخاص تهدد حياة أشخاص يعشون في ضائقة. الدروز إخواني وسأفعل كل ما في وسعي دفاعا عنهم، دون أن أتطرق أكثر. كنت أتوقع أن يجلب جنبلاط سلاحا للسويداء وأن يكفّ عن الخنوع لنصر الله.

هل تشعر أنّ الدروز هنا يقدّرون جهودك؟

يصوّت 99% من الدروز في البلاد لأحزاب صهيونية. إنهم يخدمون في الجيش الإسرائيلي بنسبة 10% أكثر من اليهود. هنالك فتيات يؤدين خدمة مدنية في إطار الجيش. جيل الشباب الدرزي يرفع العلم الإسرائيلي والعلم الدرزي. نعم هنالك أقلية “صوتها عالي” لكنها هامشية والحكومة تعلم ذلك. بفضلي ستقام مدينة درزية جديدة، قرب طبريا، بعد مرور مئات السنين.

اقرأوا المزيد: 1113 كلمة
عرض أقل
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (AFP / JEAN-PIERRE MULLER)
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (AFP / JEAN-PIERRE MULLER)

جنبلاط يدعو للسماح بزراعة الحشيشة

تتكرر المواجهة في كل سنة بين السلطات والمزارعين الذين يطالبون بتشريع هذه الزراعة التي تجد ارضا خصبة لها في منطقة البقاع في شرق لبنان

دعا الزعيم الدرزي اللبناني البارز وليد جنبلاط امس السبت الى السماح بزراعة الحشيشة التي كانت تمثل خلال الحرب الاهلية صناعة تدر ملايين الدولارات، بحسب ما جاء في تغريدة له على موقع توتير.

وقال جنبلاط وهو نائب حالي ووزير سابق واحد ابرز السياسيين اللبنانيين في العقود الاخيرة “آن الاوان للسماح لزراعة الحشيشة، والغاء مذكرات التوقيف بحق المطلوبين في هذا الحقل”.

وتحولت الحشيشة اللبنانية المعروفة ب”نوعيتها الجيدة” خلال الحرب الاهلية (1975-1990) الى صناعة مزدهرة كانت تدر ملايين الدولارات.

وبعد الحرب، قامت الدولة اللبنانية بحملات للقضاء على هذه الزراعة، واعدة بزراعات بديلة، الامر الذي لم يتحقق، اذ لقي مشروع للامم المتحدة للزراعات البديلة فشلا ذريعا في نهاية القرن الماضي بسبب الفساد ونقص التمويل.

ومنذ ذلك الحين، تتكرر المواجهة في كل سنة بين السلطات والمزارعين الذين يطالبون بتشريع هذه الزراعة التي تجد ارضا خصبة لها في منطقة البقاع في شرق لبنان.

وينص القانون على معاقبة كل من يتاجر بالحشيشة بالسجن، علما ان العديد من تجار هذه الزراعة المحظورة يتحصنون في مناطق عدة في البقاع ويتعرضون لملاحقة مستمرة من قبل اجهزة الدولة بعد ان تصدر مذكرات توقيف بحقهم.

ويتم زرع الحشيشة في الربيع، وحصادها في ايلول/سبتمبر، ويجري بعد ذلك تجفيفها تحت اشعة الشمس لمدة ثلاثة ايام، قبل ان تبرد، ثم يتم “دقها” او طحنها.

اقرأوا المزيد: 192 كلمة
عرض أقل
وليد جنبلاط في زيارة بعض القرى الدرزية المجاورة للحدود السورية (AFP)
وليد جنبلاط في زيارة بعض القرى الدرزية المجاورة للحدود السورية (AFP)

الدروز يرصون صفوفهم مع استعار الحرب السورية

بما أنه لا يمكن للدروز السوريين الاعتماد على أي قوة خارجية لحمايتهم، فهم لا يزالون يتمسكون بنظام الأسد. فبالنسبة لهم، هناك أمر واضح جدّاً: لا يمكنهم أن يكونوا مع الطرف الخاسر في الحرب الأهلية الدموية في سوريا

لقد زادت تداعيات الحرب السورية على استقرار لبنان من قلق المجتمع الدرزي. مع استعار نار الفتنة الطائفية، حاول الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط تخفيف واحتواء التوتر الذي نشب مؤخراً بين الدروز والسنة. ويدرك جنبلاط أن خطوته هذه من شأنها أن تساعد أبناء طائفته السوريين، لاسيما في جنوب سوريا، حيث تحرز الجماعات السنية المتطرفة، كـ”جبهة النصرة” التابعة لتنظيم “القاعدة،” تقدمًا وباتت تشكل تهديدًا على المجتمعات الدرزية في تلك المنطقة.

في الواقع، مخاوف وليد جنبلاط نابعة من حدثين غير مسبوقين في المجتمعين الدرزيين السوري واللبناني في شهر أغسطس الماضي. فللمرة الأولى منذ 2011، حصلت مواجهة قصيرة في أغسطس 16 بين الدروز السوريين وبدو سنة مسلحين، يُقال إنهم كانوا مدعومين من “جبهة النصرة” في الجنوب حيث تسيطر هذه الأخيرة إلى جانب فصائل إسلامية قتالية أخرى على مدينة القنيطرة وعلى المعبر الحدودي بين سوريا وإسرائيل.

وبعد أسبوعين على تلك الحادثة، هاجم سكان قرية عين عطا الدرزية-اللبنانية والقريبة من الحدود السورية حافلة ركاب اشتُبهت بنقلها مقاتلين سوريين متطرفين. فتدخل القادة الدروز اللبنانيون سريعاً قبل أن يزداد الوضع سوءًا علمًا أن العواقب كان من شأنها أن تكون وخيمة ليس فقط على دروز لبنان بل أيضاً على الدروز في جنوب سوريا، حيث تقع محافظة السويداء الدرزية التي لا تزال تُعتبر من معاقل نظام الرئيس السوري بشار الأسد ولا يرجَّح أن تسقط في أيدي الجهاديين السنّة.

الجيش اللبناني يقوم بحراسة بلدة عرسال الحدودية من جماعات الدولة الإسلامية (AFP)
الجيش اللبناني يقوم بحراسة بلدة عرسال الحدودية من جماعات الدولة الإسلامية (AFP)

في أواخر شهر سبتمبر وبعد حادثة عين عطا، زار الزعيم الدرزي جنبلاط عددًا من القرى السنية والمسيحية والدرزية في لبنان، لاسيما تلك المجاورة للحدود السورية كعين عطا وشبعا. وركز على أهميّة الوحدة بين كافة عناصر النسيج اللبناني بغض النظر عن الانتماء الطائفي أو السياسي. كما أنه سلّط الضوء على ضرورة تجنب المواجهات مع المليون لاجئ سوري الموزعين في كافة أنحاء لبنان.

تجدر الإشارة إلى أن عين عطا تقع على تلة قريبة من جبل الشيخ الاستراتيجي الممتد بين لبنان وسوريا وإسرائيل. ويقع على السفح الشرقي للجبل عددا من القرى السورية الدرزية، كقلعة جندل وخضر ومغر المير وعرنة، وقد شهدت هذه القرى مواجهات بين قوات النظام ومجموعات الثوار، من بينها “جبهة النصرة،” بالإضافة إلى عمليات خطف. ومع أن “الجيش السوري الحر” نشر شريطًا مصورًا يطمئن الدروز في مغر المير إلى أنه يحميهم، يقال إن “جبهة النصرة” اختطفت بعض الشباب الدروز من القرية.

وقد أتت زيارة وليد جنبلاط إلى بلدة شبعا اللبنانية ذات الأكثرية السنية في وقت ملائم. فالوضع هناك حساس جدًّا لاسيما وأن البلدة استقبلت عددًا هائلاً من اللاجئين السوريين، كما إنها مجاورة لقرى درزية كحاصبيا. ويقال إن حافلة الركاب التي هاجمها السكان الدروز في عين عطا كانت قادمة من شبعا ومتوجهة إلى سهل البقاع في لبنان حيث دارت معارك بين مقاتلين متطرفين من سوريا والجيش اللبناني، وبشكل خاص في جرود بلدة عرسال الحدودية وذات الغالبية السنية. وأثار ذلك الحدث أسئلة حول إمكانية قيام المتطرفون السوريون بزعزعة الوضع في شبعا كما حصل في عرسال. ويدرك جنبلاط إمكانية عودة الفتنة الطائفية من جراء عدّة أزمات في لبنان من بينها أزمة المخطوفين في عرسال حيث اختطف مقاتلون من تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” و”جبهة النصرة” عددًا من الجنود اللبنانيين (سبعة منهم دروز). وتُعتبر الزيارة إلى شبعا خطوة لتجنب أن تصبح هذه القرية السنية “عرسال ثانية.”

وعلى الأغلب، يتفق وليد جنبلاط مع القادة الدروز الآخرين بمن فيهم خصمه السياسي طلال إرسلان. فهم يدركون أنهم كأقلية في لبنان كما في سوريا لا يمكنهم أن ينجروا أكثر إلى الحرب الأهلية السورية أو الفتنة الطائفية في لبنان. فكل ما يمكن للدروز فعله الآن هو تجاوز أزمتهم بشكل براغماتي. وقال جنبلاط في هذا السياق مؤخرًا إن “مسؤوليتنا تقضي بحماية الجيش والمؤسسات الحكومية كما يجب أن نضع خلافاتنا السياسية جانبًا لحماية لبنان.” موقفه هذا يذكّرنا بالشعار الذي كان يردّده المعارضون الدروز في المظاهرات قبل ان تخفت الثورة: “سوريا واحدة”.

وبما أنه لا يمكن للدروز السوريين الاعتماد على أي قوة خارجية لحمايتهم، فهم لا يزالون يتمسكون بنظام الأسد. فبالنسبة لهم، هناك أمر واضح جدّاً: لا يمكنهم أن يكونوا مع الطرف الخاسر في الحرب الأهلية الدموية في سوريا.

نشر هذا المقال لأول مرة على موقع “منتدى فكرة”

اقرأوا المزيد: 616 كلمة
عرض أقل
الممثل الأمريكي المشهور جورج كلوني (AFP)
الممثل الأمريكي المشهور جورج كلوني (AFP)

جنبلاط يرحّب بخطوبة كلوني وعلم الدين

السياسي اللبناني الدرزي، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي، يدعو أبناء طائفته إلى "الانفتاح" خشية على مستقبل هذه الطائفة المنطوية على نفسها

12 مايو 2014 | 16:19

أفادت المجلة الأمريكية ” ويكلي ستاندرد” بأن السياسي الدرزي، وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، وليد جنبلاط، أعرب عن سروره بخبر خطوبة المحامية البريطانية اللبنانية الأصل، الدرزية أمل علم الدين، والممثل الأمريكي المعروف، جورج كلوني، قائلا إنه على استعداد لاستقبال كلوني في قصره في المختارة في قرية الشوف، على رأس وفد من المشايخ الدروز.

وأضاف الصحفيّ لي سميث في مقالة عن علاقة جورج كلوني وأمل علم الدين، عنوانها “لكن هل هذا جيد للدروز؟”، أن جنبلاط من خلال ترحيبه بارتباط المحامية الدرزية بشخص ليس من دينها، يأمل أن يكون مثالا للانفتاح، يقتدي به أبناء الطائفة الدرزية.

الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (AFP)
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط (AFP)

وتُعرف الطائفة الدرزية بأنها طائفة محافظة ومنغلقة على نفسها دينيا، إذ لا يجوز زواج الدروز من أشخاص خارج الطائفة حسب التقاليد الدينية. وكان رد فعل رجال الطائفة على حالات زواج مختلطة عنيفة، وانتهت معظمها بالقتل.
وحسب المقالة، أبدى الزعيم الدرزي امتعاضه من هذه المواقف، منتقدا الاتهامات الموجّهة لعلم الدين والإهانات التي تتعرض إليها من الطائفة الدرزية.

وأشار جنبلاط إلى أنه يتعين على الطائفة الدرزية أن تجري حوارا داخليا بخصوص مستقبلها، متسائلا “إلى أين تقودنا ثقافة الرفض للآخر؟ وهل أصحبت تشكل خطرا على مستقبل الطائفة؟”.

يذكر أن زوجة جنبلاط ليست درزية وقد وجهّت الانتقادات في السابق لجنبلاط من أوساط في الطائفة الدرزية.

اقرأوا المزيد: 191 كلمة
عرض أقل