ولاية سيناء

انتشار مكثف للقوات المصرية في سيناء (AFP)
انتشار مكثف للقوات المصرية في سيناء (AFP)

توطيد التعاون المصري الإسرائيلي ضد داعش في سيناء

إسرائيل تسمح للجيش المصري بزيادة قواته في سيناء بهدف محاربة وجود داعش.. الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "زيادة القوات المصرية في سيناء تأتي بعد التنسيق مع الجيش الإسرائيلي.. المصلحة الإسرائيلية هي حماية الحدود الغربية"

عزز الجيش المصري قواته التي تنشط في سيناء خلال سنة بعد مصادقة إسرائيل، حسب تقرير لهئية البث الإسرائيلي. ووفق تقارير أخرى، صادقت إسرائيل، عدة مرات في الفترة الأخيرة، على أن ينشر الجيش المصري قواته في سيناء أكثر تعزيزا لجهوده ومحاولاته لإحباط نشاطات داعش في المنطقة.

وفق أقوال رئيس الأركان المصري، تنشط 88 كتيبة في سيناء الآن وتتضمن 42.000 جندي، مقابل 41 كتيبة تضمنت نحو 25.000 جندي فقط في السنة الماضية.

وفق معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، فإن عدد القوات المصرية والإسرائيلية التي تنشط في المنطقة الحدودية الإسرائيلية المصرية قد ازداد كثيرا. وفق بنود المعاهدة يمكن زيادة عدد القوات بمصادقة كلا الجانبين وفق ما حدث حقا عدة مرات في الفترة الأخيرة. قال مصدر إسرائيلي مسؤول إن إسرائيل تتعاون غالبا مع طلبات الجيش المصري لزيادة عدد قواته في سيناء سعيا لمحاربة داعش. وفق أقوال ذلك المصدر فإذا “احتاج السيسي إلى قوات إضافية لهزيمة داعش فـ “ليتفضل”.

أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم إلى أن إسرائيل قد شنت عددا من الهجمات الجوية في سيناء ضد نشطاء داعش بعد أن صادقت مصر على ذلك. تساعد المساعدات الإسرائيلية المصريين على تحقيق انتصارات في المعارك ضد داعش التي ما زالت مستمرة منذ خمس سنوات، وأما إسرائيل فتحظى بحماية حدودها الجنوبية بعد أن تصادق مصر على أن تشن هجوما جويا ضد داعش.

جاء على لسان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي “إن وجود الجيش المصري ونشاطاته العملياتية الشهرية تراقبهما بشكل ممنهج الجهات المسؤولة في الجيش الإسرائيلي. في السنة الماضية، زاد الجيش المصري قواته في سيناء في ظل تهديدات الدولة الإسلامية. لقد جاءت هذه الزيادة بعد التنسيق مع الجيش الإسرائيلي فيما عدا في حالات اسثتنائية قدمت بشأنها تقارير حول خرق الاتفاقيات إلى منظومة المراقبة. هناك مصلحة لدى إسرائيل في تعزيز نشاطات الحماية كجزء من حماية حدودها الغربية”.

اقرأوا المزيد: 272 كلمة
عرض أقل

تقديرات إسرائيلية: داعش وراء محاولة اغتيال أبو نعيم

أصيب توفيق أبو نعيم، المقرّب من السنوار والقيادي القوي في غزة، أمس وهو في سيارته. مَن المستفيد من اغتياله؟

29 أكتوبر 2017 | 09:41

اتهم ناطقو حماس إسرائيل تلقائيا بمسؤولية محاولة اغتيال قائد الأجهزة الأمنية في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيم، ولكن يبدو أنهم يعرفون أيضا أن هذه التهمة لا تستند إلى حقائق واقعية، لأن المتهمين الذين اعتُقلوا هم أعضاء منظمات سلفية في غزة.

تعرض أبولنعيم إلى إصابات طفيفة إثر محاولة اغتياله بتفجير سيارته عقب خروجه من المسجد بعد أداء الصلاة، ولكن بعد ساعات قليلة من ذلك التُقطت صور له وهو يمزح مع هنية وأعضاء قيادة حماس الذين زاروه في المستشفى.

تشهد هذه الحادثة أيضا على أن الحديث يجري عن محاولة غير محترفة، لا تُميّز إسرائيل.

عُيّنَ أبو نعيم الذي أطلق سراحه من السجون الإسرائيلية في صفقة شاليط ليشغل منصب قائد الأجهزة الأمنية التابعة لحماس وهو مقرب من زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار. في الفترة الأخيرة، ركز جهوده لاعتقال نشطاء في منظمات سلفية داخل القطاع يسعون إلى عرض بديل إسلامي متطرف لحكم حماس. كان جزء من نشطاء هذه التنظيمات أعضاء في حماس، إلا أنهم كان محبطين من طريقتها.

في أعقاب “المصالحة” بين حماس وفتح، ومن الجدير أكثر أن نقول المصالحة مع مصر، بدأت حماس تقلل من علاقاتها أيضا مع نشطاء داعش في الجهة الثانية من الحدود – في سيناء، وكان أبو نعيم جزءا من قطع العلاقات بين رفح وسيناء، أي بين نشطاء داعش في كلا الجانبين.

من المفترض أن السلفيين هم الذين أرادوا نقل رسالة إلى حماس والسنوار – إذا تابعتم العمل ضدنا فسنحاربكم بكل قوانا. على أية حال، فقد “استفادت” حماس من هذه الحادثة، لأنها تلقت هواتف تعبر عن قلق المصريين وأعضاء فتح. تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أنه كلما تعزز التقارب بين حماس ومصر، ستتفاقم الحرب بين حماس وداعش.

 

اقرأوا المزيد: 253 كلمة
عرض أقل
سيناء- جنة عدن (Flash90/Johana Geron)
سيناء- جنة عدن (Flash90/Johana Geron)

المعركة لإبقاء سيناء جنة عدن

في ظل معارك بين داعش والقوى الأمنية المصرية وبين التفجيرات التي تنتهي بحالات قتل مروّعة، يحاول البدو في سيناء إعمار السياحة في سيناء لتحظى بإعجاب السائح الإسرائيلي

يتصدر شبه جزيرة سيناء العناوين مجددا: يدير الجيش المصري حرب ضارية ضد ولاية سيناء التابعة لداعش، أطلق مسلحو التنظيم الإرهابي الداعشي النار على ثكنة عسكرية خارج دير سانت كاترين مما أسفر عن مقتل شرطي وجرح ثلاثة آخرين، ويدور نزاع سيطرة بين قبائل كبيرة في سيناء وبين النظام المصري من جهة، ومن جهة أخرى ضد داعش، وأكثر من ذلك يرفرف خطر تضرر السياحة الضرورية ليظل شبه جزيرة سيناء، المنطقة الأجمل في العالم.

المرشد والصحفي الإسرائيلي، تسور شيزاف
المرشد والصحفي الإسرائيلي، تسور شيزاف

بعد الحادثة الأخيرة في دير سانت كاترين في سيناء، وبعد أن أغلقت إسرائيل معبر طابا في خطوة غير مسبوقة وحظرت سفر الإسرائيليين إلى سيناء أثناء عيد الفصح الأخير (نيسان 2017)، اجتاز المرشد، تسور شيزاف والصحفي الإسرائيلي، الحدود إلى مصر. الهدف: إجراء جولة مع رؤوساء القبائل البدو لمعرفة إذا كان شبه جزيرة سيناء، الذي يتجول فيه منذ 40 عاما، يشكل خطرا حقيقيا. الصورة التي حصل عليها شيزاف مركّبة ومليئة بالأمل حيث أن الصحراء وشواطئ سيناء الزرقاء ستحافظ عليها لتكون جنة عدن إلى الأبد.

في حديث لنا مع شيزاف حاولنا معرفة ماذا لا يعرفه الإسرائيليون عن سيناء، ماذا لا يعرفه المصريون عنها، وهل هناك احتمال أن يسود في سيناء ثانية الهدوء والمشهد المميز في الشرق الأوسط المستعر؟

محبة سيناء من النظرة الأولى

سيناء- جنة عدن (Flash90/Johana Geron)
سيناء- جنة عدن (Flash90/Johana Geron)

“بدأت أحب سيناء قبل سنوات كثيرة. كسائر الجنود الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي، فقد أنهيت خدمتي فيه في سن 21 عاما، وأصبحت مرشد رحلات عن طريق الخطأ. لقد اقترح علي صديق قريب أن أكون مرشد رحلات في سيناء ووافقت طبعا. وصلت إلى سيناء في بداية الثمانينيات، حيث كانت فترة حساسة جدا من ناحية علاقتي بشبه الجزيرة ومحبتي لها. تميزت تلك الفترة بقضاء الوقت، حيث وصل شبان وشابات إسرائيليّون إلى شبه الجزيرة للتمتع وكان بحوزتهم القليل من الملابس. كانت سيناء في الثمانينيات، بالنسبة للإسرائيليين مكانا شهوانيا وممتعا وكان يُفرض فيها القليل من القوانين والحدود. أعتقد أن سيناء هي المكان الأجمل في العالم”، قال لنا شيزاف بينما يتذكر الماضي والذكريات في شبه الجزيرة.

يقول شيزاف إنه في الفترة القصيرة التي سيطرت فيها إسرائيل على سيناء، لمدة 15 عاما فقط، لا سيّما منطقة شرق سيناء، نجح المرشدون في المنطقة في التعرّف إلى المناطق النائية في الجزيرة التي لم يهتم بها البدو المحليون. رُوَيدًا رُوَيدًا، بدأ المرشدون الإسرائيليون الشبان يتعرفون إلى القبائل البدوية التي كانت تتنقل في الجزيرة وبدأت تزدهر السياحة المحلية، التي جذبت اهتمام الإسرائيليين.

الإسرائيليون ما زالوا يزورون سيناء

معبر طابا البري (Flash90)
معبر طابا البري (Flash90)

يتضح أن هناك إسرائيليين ما زالوا مدمنين على جمال سيناء وهم ينقسمون إلى مجموعتَين: مجموعة تتألف من الإسرائيليين القدماء الذين عرفوا شواطئ الجزيرة وصحراءها في الثمانينيات، وما زالوا يصرون على زيارتها مرة في السنة على الأقل. تتضمن هذه المجموعة عرب إسرائيل الذين يفضّلون زيارة المنطقة الجنوبية من الجزيرة القريبة من شواطئ شرم الشيخ لقضاء الوقت مع العائلات في فنادق فاخرة.

أما المجموعة الثانية فتتألف من الإسرائيليين الشبان الذين يفضلون قضاء الوقت في شواطئ تقع شمال الجزيرة بين طابا ونويبع باتجاه مدينة دهب. يحب السكان الذين يرغبون في قضاء الوقت في هذه الشواطئ ركوب الجمال والتنقل في الصحراء أيضا.

أدى قرار إسرائيل غير المسبوق لإغلاق معبر طابا في شهر نيسان الماضي أمام المستجمين الإسرائيليين إلى كارثة سياحية في سيناء. ففي زيارة شيزاف الأخيرة إلى سيناء تحدث مع رؤوساء القبائل البدو الذين يعتاشون من استضافة السياح. وجه معظمهم انتقادات لاذعة ضد قرار إسرائيل لإغلاق المعبر الحدودي لأنه منح شرعية من وجهة نظرهم لتعزيز مكانة ولاية سيناء في شبه الجزيرة. ادعى رؤوساء القبائل أمام شيزاف أن مقاتلي ولاية سيناء قد نشروا في مواقع التواصل الاجتماعي أفلام فيديو وإعلانات أوضحوا فيها أنهم نجحوا في إلحاق ضرر بالبدو في جنوب سيناء من خلال حظر وصول السياح الإسرائيليين إلى شواطئ سيناء ومن ثم إلحاق ضرر بمصدر رزق البدو في جنوب الجزيرة.

ولاية سيناء والبدو في سيناء

https://www.youtube.com/watch?v=0Pg70JzFFiI

تطمح داعش إلى أن تصبح جزيرة سيناء جزءا من “الخلافة” لذلك تعمل على بسط سيطرتها عليها وإثبات أنها قادرة على تطبيق قوانين الإسلام في أرض الواقع. حتى الآن، عملت “ولاية سيناء” على المستوى العسكري بشكل أساسيّ. نجح التنظيم في إقامة منظومة عسكريّة منتظمة تعمل ضد القوى الأمنية المصرية وضد الجهود التي تبذلها ضده.

رغم ذلك، يعرض رؤوساء “ولاية سيناء” ونشطاء الإعلام الذين يعملون في شبكات التواصل الاجتماعي على نشر حملة ولاية سيناء الدعائية، صورة توضح أن التنظيم يسيطر على المنطقة وقادر على فرض سياسته على السكان وتطبيق نظام حكم إسلامي وفق رؤيته الدينية.

تعمل عناصر تسمى “الحسبة” لدى ولاية سيناء وهي مسؤولة عن تشجيع العمل وفق أوامر الشريعة، ومعاقبة المخالفين. أعلن رئيس الحملة الإعلامية التابع لـ “ولاية سيناء” في مقابلة معه أن عناصر الحركة تعمل يوميا على التربية والحث على العمل وفق وصايا الإسلام وتجنب عادات مرفوضة، مثل التدخين، أو التهريب وحتى أنها تفرض وصاياها على السكان البدو المحليين في الجزيرة، الذين سئموا مؤخرا فرض تطبيق قوانين الشريعة المبالغ به.

إحدى المشاكِل الأساسية التي تشكل صعوبة لدى الجيش المصري في حربه ضد نشاط داعش في سيناء هي غياب المعلومات الاستخبارية الدقيقة وعدم معرفة موقع جنود ولاية سيناء في اللحظات الحقيقية. لكن يبدو أن المشكلة تم حلها إثر تورط فرع داعش في سيناء مع قبيلة الترابين البدوية وهي القبيلة الأكبر في سيناء.

دير سانت كاترين في سيناء (AFP)
دير سانت كاترين في سيناء (AFP)

تشير التقارير في وسائل الإعلام المصرية إلى أن نشطاء داعش اختطفوا في الأسابيع الماضية عددا من السكان البدو في شمال سيناء وقتلوهم. إضافة إلى ذلك، نفذوا عمليات انتحارية باستخدام سيارات مفخخة بالقرب من مجمعات بدوية في جنوب رفح، أسفرت عن مقتل بدويين وجرح ثلاثة آخرين.

دارت خلافات بين تنظيم داعش وقبيلة الترابين، من بين أسباب أخرى، بسبب خلاف في الرأي حول نشاطات التهريب من سيناء إلى قطاع غزة، إلا أن هناك غضبا أيضا في أوساط قبيلة الفواخرية ضد التنظيم لأنه اختطف رئيس القبيلة، الشيخ حمدي جودة.‎ ‎غيّرت القبائل البدوية، التي رفضت في السنوات الثلاث الماضية التعاون مع الجيش المصري ضد داعش في شمال سيناء، رأيها بعد أن طفح الكيل بسبب مضايقات داعش لها.

هل تتعاون إسرائيل مع البدو في شمال سيناء ضد داعش؟

“أعتقد أن إسرائيل تتعاون حقا على الأقل على المستوى الاستخباراتي وتساعد القوى الأمنية المصرية في حربها ضد فرع داعش في سيناء”، يقول شيزاف.

في بداية أيار 2017، قالت وكالة الأنباء “أعماق” التابعة لداعش إنه تم التصدي لهجوم شنه مسلحون من قبيلة الترابين في شمال سيناء ضد ثكنات لفرع داعش في سيناء، حيث حصل خلاله مسلحو قبيلة الترابين على مساعدة جوية إسرائيلية.

البدو: يسيطرون على سيناء

البدو هم أسياد سيناء على أرض الواقع (AFP)
البدو هم أسياد سيناء على أرض الواقع (AFP)

البدو هم المسيطرون على سيناء حتى وإن كانت مصر الدولة السيادية. لدى البدو قانون العرافة – وهو قانون معروف ومتبع. هذا القانون ليس مكتوبا في أي مكان، ولكنه يعتبر قانون ملزم ويهيمن على قوانين الدولة، ويعرف كل بدوي أنه في حال خرقه، تكون عقوباته مختلفة، بدءا من الإبعاد والمقاطعة وحتى السماح بقتل المخالف للقانون. ليس في وسع مَن يخرق قانون العرافة أن يبقى جزءا من القبيلة وعلى قيد الحياة.

يتم التعامل بين الأفراد على مستوى العائلات في سيناء. تسود علاقات متشعبة على المستوى العائلي والقبلي بين الأفراد، وهناك تحالف قبلي واتفاقات أخرى تعمل بموجبها الشبكة القبلية في شبه الجزيرة. لا يمكن السيطرة على أية منطقة في الشرق الأوسط دون التحالف مع البدو. يبدو أن نظام الحكم في مصر فهم هذه النقطة في وقت متأخر نسبيًّا وبدأ مؤخرا فقط بدعم البدو في سيناء. “في سيناء، لم تقع المنطقة الجنوبية تحت سيطرة داعش، ويبدو أنه في الآونة الأخيرة قرر البدو في الشمال، أنه بهدف أن يكونوا أحرار في أنحاء الصحراء يُستحسن أن يتعاونوا مع الجيش المصري”، وفق أقوال شيزاف.

هل يمكن أن نجمل ونقول إن سيناء تشكل خطرا؟

الجيش المصري يحاول جاهداً السيطرة على سيناء واستقرارها (AFP)
الجيش المصري يحاول جاهداً السيطرة على سيناء واستقرارها (AFP)

“الأخبار الجيدة حاليًّا أن داعش تفقد سيطرتها على المناطق في هذه الأثناء وهذا يضعف تحالفها مع جزء من البدو في شمال سيناء. أعتقد أن سيناء لا تشكل خطرا. لا تشكل المنطقة جنوب درب الحج خطرا وهي آمنة. تكمن المصلحة الإسرائيلية الكبرى في الاعتناء بالسياحة في سيناء لمنع البدو من إقامة مصالح متبادلة مع المقاتلين المناصرين لولاية سيناء. هذا ما كنت سأقترحه على الحكومة الإسرائيلية لو دُعيت للمشاركة في جلسة للجان الخارجية والأمن التابعة للكنيست. هذه هي الطريق الأفضل للحفاظ على المصالح الأمنية الإسرائيلية، وفق اعتقادي”.

اقرأوا المزيد: 1214 كلمة
عرض أقل
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يصافح رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، خلال لقاء القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض (AFP)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يصافح رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، خلال لقاء القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض (AFP)

حتى ائتلاف دولي لن يساعد السيسي في محاربة داعش

لا يبدو أن الحكومة المصرية لديها برنامج قتال منظم ضد الهجمات التي تُنَفذ في المواقع المسيحية وما زال الجيش المصري يتدرب ويتسلح في حربه ضد داعش وكأنه يخوض حربا ضد دولة وليس ضد منظمة إرهابية

لم يتأثر فرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مصر بشكل خاص بالصورة المتفائلة للرئيس دونالد ترامب، ملك السعودية، سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهم يلمسون الكرة الأرضية كرمز للتعاون من أجل محاربة الإرهاب. بعد مرور شهر من الهجوم على دير سانت كاثرين في سيناء، والكنيستين في الإسكندرية وطنطا، أعلنت داعش مسؤوليتها عن الهجوم في مدينة المنيا المصرية، حيث أسفر عن مقتل 29 مواطنا مصريا قبطيا، والذي صادف في جدول زمني محدد مسبقا، مع بدء شهر رمضان.

توضح هذه التفجيرات جيدا لماذا لن يكون الائتلاف الدولي الذي تشغله الولايات المتحدة في العراق وسوريا، ناجعا ضد الهجمات الإرهابية في مصر، السعودية، أو الدول العربيّة الأخرى. لا تسيطر داعش في مصر على مناطق مثل المناطق التي تسيطر عليها في سوريا أو العراق. لذلك من الصعب إذا لم يكن غير ممكن شن هجوم ضد قواتها خلال حرب عادية. الدليل على ذلك هو “معطيات حول عدد القتلى” التي تنشرها مصر.

جنازة مهيبة لشهداء حادث المنيا الإرهابى (AFP)
جنازة مهيبة لشهداء حادث المنيا الإرهابى (AFP)

وفق التقديرات في الغرب، يصل تعداد مقاتلي داعش إلى 1000 حتى ‏1,500 ‏ مقاتل في مصر؛ ولكن وفق تقارير الحكومة المصرية، فمنذ منتصف عام ‏2013‏ قُتِل في سيناء نحو ‏6,000‏ من “عناصر داعش” — نحو أربعة أضعاف عددهم المُقدّر. من هم القتلى الآخرون؟ تشير منظمات حقوق الإنسان ورئيس القبائل البدوية إلى حالات قتل بمحض الصدفة للمواطنين، ويعرّف كل مواطن قتيل فورا على أنه من عناصر داعش. في الشهر الماضي، نُشر في النت مقطع فيديو يظهر فيه كيف يقتل الجنود المصريون مواطنَين بعد تحقيق قصير معهما في الشارع، بينما كانت موضوعة جثث مواطنين آخرين إلى جنبهما. أنكرت الحكومة المصرية أن هؤلاء كانوا جنودا، ولكن من الصعب تصديق هذه الأقوال في ظل الحقائق.

إضافة إلى الصعوبة في الحصول على معلومات استخباراتية حول عناصر داعش، وبرامجهم، واستراتيجيات الحرب الفاشلة ضدهم، يجب الأخذ بعين الاعتبار الدافعية المنخفضة لدى جنود الجيش المصري الذي ينشط في سيناء، حيث أن الجنود ليسوا قادرين على القيام بأدائهم. قبل بضع سنوات، عندما كان السيسي، رئيس الأركان، أوضح في مؤتمر للضباط لماذا يصعب على الجيش محاربة الإرهاب. “يشكل الجيش آلة قتل، وليس آلة اعتقال… نحن لا نتحمل مسؤولية محاربة الإرهاب”، قال السيسي. “تتحمل الشرطة وقوات الأمن الداخلي مسؤولية محاربة الإرهاب. بالمقابل على الجيش حماية حدود الدولة”.

طائرات حربية مصرية تحلق فوق الأراضي المصرية في سيناء (AFP)
طائرات حربية مصرية تحلق فوق الأراضي المصرية في سيناء (AFP)

في هذه الأثناء، تغيّرت الاستراتيجية ولكن الجيش ما زال يتدرب ويتسلح وكأنه يحارب وينوي محاربة دول وليس منظمة إرهابية. يشتري السيسي من الولايات المتحدة وروسيا طائرات حربية، دبابات، وسائل نقل مدرّعة ليست صالحة للاستخدام في الحرب المدنية أو الحرب في المناطق الصحراوية في سيناء. لا تسير التدريبات لمحاربة الإرهاب بشكل منهجي وهناك نقص في الخبرة القتالية المنتظمة.

في جزء من الحالات، يسمح السيسي لسلاح الجو الإسرائيلي، لا سيّما للطائرات الحربية الإسرائيلية (وفق تقارير أجنبية) بالعمل في سيناء، في حين أن سلاح الجو المصري يعمل كرد فعل غير ناجع مثلا شن هجوم على معاقل داعش في درنة في ليبيا. لا تهدف هذه الجهمات التي نفذ مثلها سلاح الجو المصري عام 2015 بعد أن قطعت داعش رؤوس 21 قبطيا عملوا في ليبيا، سوى إلى استعراض لإظهار أن الجيش يؤدي عملا معين.

 مشاهد مؤلمة من جنازة شهداء "مذبحة المنيا" (AFP)
مشاهد مؤلمة من جنازة شهداء “مذبحة المنيا” (AFP)

تعرف الإدارة الأمريكية جيدا إخفاقات الحرب المصرية ضد المنظمات الإرهابية في مصر، وكان هذا الموضوع من بين المواضيع المركزية التي طرحها ترامب أثناء لقائه مع السيسي. تحاول الإدارة الأمريكية منذ زمن إقناع الرئيس المصري بإنجاز إصلاحات في طرق عمل الجيش، وتخصيص مبالغ أكثر من المساعدة العسكرية التي يحصل عليها، ما مجموعه 1.3 مليارات دولار، لشراء معدات لمحاربة الإرهاب؛ ولكن السيسي لا يتبنى هذه التوصية سريعا. ستُقلص الولايات المتحدة هذا العام المساعدة المدنية بنحو 40 مليون دولار، بالمقابل ستُجمد نسبة %15 من المساعدة العسكرية وستكون مشروطة بتحسين حقوق الإنسان في الدولة. لن يُفرض هذا التقييد وفق قانون الموازنة على الأسلحة لمحاربة الإرهاب. ولكن هناك شك إذا كان سيُغير هذا الشرط بشكل ملحوظ طريقة شراء المعدات من قبل الجيش والحكومة المصرية ومحاربتهما للإرهاب.

بالمقابل، لم تعد “ولاية سيناء” التابعة لداعش، منذ زمن، تستكفي بالعمل في المنطقة الشمالية من سيناء، حيث وسعت منذ عامين مناطق عملها وبدأت تنشط في المدن الكبرى. ولكن إذا نشطت قواتها سابقا ضد القوى الأمنية المصرية التي تنشط تحديدا في منطقة العريش، ففي السنة الماضية بدأت تعمل وفق استراتيجية أخرى لشن حرب أهلية في مصر. تحظى التفجيرات ضد المواقع المسيحية التي تحدث في أحيان قريبة بتأييد في أوساط جزء من المواطنين المصريين المسملين، وتشهد على قراءة خارطة التوتر في الدولة بشكل جيد. لا يبدو أن النظام المصري لديه حاليا برنامج عمل منتظم من أجل مواجهة هذه المعركة التي لا تتطلب حاليا خبرة قتالية عسكريّة أخرى فحسب، بل تتطلب أيضا عملا وطنيا لنزع شرعية الأيديولوجية المتطرفة، وحظر التمويل الذي تحصل عليه المنظمات الإرهابية من خارج مصر، لا سيّما من سوريا.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 721 كلمة
عرض أقل
عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ولاية سيناء (النت)
عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ولاية سيناء (النت)

داعش في سيناء يطمح إلى خلق معادلة ترهيب جديدة ضد إسرائيل

ذراع داعش في سيناء يحاول مؤخرا الرد فورا على ما يعتبره مساعدة إسرائيلية لقوات الأمن المصرية. في هذه الأثناء، بقي أمام إسرائيل أن تعزز التعاون الاستبخاراتي فقط

قد يعكس إطلاق الصواريخ أمس (الإثنين) من سيناء باتجاه منطقة النقب الجنوبية، وهي الحادثة الثانية من نوعها في أقل من أسبوعين، تغييرا في عمل ولاية سيناء، ذراع محلي لتنظيم داعش. لم تحدث إصابات في كلا الحالتين (عند إطلاق الصواريخ باتجاه إيلات في السابق، نجحت القبة الحديدية في اعتراضها) ولكن يبدو أن التنظيم يهدف إلى تأسيس “معادلة ترهيب” جديدة، ضد إسرائيل لأنه يعتقد أنها تقدم مساعدة نشطة لقوات الأمن المصرية التي تحاربه.

أفضليات ولاية سنياء واضحة: الهدف الأهم لديها هو سفك دماء نظام الجنرالات المصري. مقارنة بذلك فإن محاربة إسرائيل هي قضية هامشية. لم تُجرَ محاولات جدية لإلحاق ضرر بأهداف إسرائيلية سوى عملية مميتة واحدة في إسرائيل عام 2011 (قُتل فيها ثمانية مواطنين وجنود من شمال إيلات)، في الفترة التي كان فيها التنظيم جزءا من القاعدة، وكذلك عندما أطلق صواريخ باتجاه إيلات. إلا أنه يظهر مؤخرا أن شيئا ما تغيّر. يعود تفسير ذلك، على ما يبدو، إلى سلسلة النجاحات المصرية في الأشهر الماضية، في الهجوم الجوي الذي ألحق ضررا كبيرا بنشطاء داعش، وفق التقارير، وبزعيم داعش في سيناء سابقا.

تشير إسرائيل ومصر إلى تنسيق أمني مكثّف بينهما على طول الحدود، ولكنهما لا تتحدثا عن التفاصيل. تنسب داعش إلى إسرائيل تقديم مساعدة استخباراتية لدعم الجهود المصرية ضد التنظيم وكذلك شن هجوم جوي مسلح باستخدام طائرات دون طيار. منذ إطلاق الصواريخ باتجاه إيلات، جرى هجوم عدة مرات ضد أهداف داعش في أنحاء سيناء. أصيب في الهجوم مؤخرًا، مساء يوم السبت، بعض نشطاء التنظيم. يشكل إطلاق الصواريخ أمس صباحا تحذيرا لإسرائيل: لا يمكنها مراقبة ما يحدث في سيناء. سيؤثر احتدام القتال في الجانب الشرقي من الحدود.

إلا أن اتهام إسرائيل تلقائيا في وسائل الإعلام العربية بشن هجوم طيارات دون طيار ليس دقيقا. فبدأت مصر في الأشهر الأخيرة باستخدام طائرات دون طيار مصنّعة في الصين واسمها “وينق لونق”. وفق النشر في مواقع إنترنت مختلفة، باعت الصين في السنوات الماضية طائرات دون طيار من طرازات مختلفة لعدة دول عربية، ومن بينها مصر، السعودية، العراق، والإمارات العربية المتحدة. كذلك فإن حالات الهجوم الكثيرة في سيناء في الأسابيع الماضية، التي قُتل فيها مواطنون، قد تشهد على أن القوات الأمنية المصرية مشاركة بشكل مركزي في الهجوم.

يمكن القول إن النمط القتالي لداعش في سيناء ضد إسرائيل، الذي انتقل من الأقوال إلى الأعمال الأولية، يستند إلى تغيير قادة النخبة في فرع داعش. يتزعم التنظيم الآن ناشط مصري، ليس من مواليد شبه الجزيرة، ويُعتبر أنه يقود خطا هجوميا وفق مصطلحات داعش أيضا. ثمة اعتبار آخر ذي صلة بما يحدث في مثلث القوى بين حماس في غزة، والسلطات المصرية، وفرع داعش في سيناء. حتى وقت ليس بعيد، تعاونت حماس وفرع داعش في سيناء سرا ضد المصريين. عالجت حماس جرحى داعش الذين هُرّبوا من سيناء إلى مستشفيات في قطاع غزة وتعاونت مع نشطائها في عمليات التهريب.

ولكن في الأشهر الأخيرة طرأ تغيير في العلاقات بين القاهرة وغزة. بدأت مصر بتخفيف الضغط في معبر رفح والسماح بتنقل الأفراد والبضائع بشكل كبير. في المقابل، وعدت حماس بإيقاف المساعدة لداعش. وفقا لذلك هناك سببان لفرع داعش في سيناء للغضب من حماس: تعزيز العلاقات بين حماس ومصر ومعاملة صارمة تبديها حماس ضد التنظيمات السلفية، المقرّبة من داعش التي اعتُقل عشرات من عناصرها في غزة. في حال أدى احتدام القتال في الحدود المصرية إلى إقحام القطاع فيه أيضا، فلن تندم داعش على ذلك.

تؤكد حكومة نتنياهو بصيغتها الجديدة منذ تعيين أفيغدور ليبرمان وزيرا للدفاع منذ أيار في العام الماضي، أنها لن تتساهل مع أية محاولة استفزازية وأي إطلاق نيران باتجاهها. هكذا تتعامل مع إطلاق الصواريخ من غزة وحتى مع حالات التسرب، غير المقصودة غالبا، لإطلاق قذائف أثناء تبادل النيران بين نظام الأسد والثوار في الحدود السورية في هضبة الجولان.

ولكن الواقع مختلفا في سيناء. تعتبر مصر والأردن شريكتين هامتين في المجال الأمني الإسرائيلي في المنطقة. يكمن الرد، على ما يبدو، من خلال تعزيز التنسيق مع مصر، أملا في أن تنجح قواتها الأمنية في المزيد في حربها ضد داعش. ومع ذلك، على الأمد البعيد، ربما نشهد تهديدا جديدا نسبيًّا قد يؤثر في التوازن المعتدل بين إسرائيل، مصر، حماس وداعش، في سيناء وقطاع غزة.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”.

اقرأوا المزيد: 634 كلمة
عرض أقل
منظومة القبة الحديدية تعترض الصواريخ (Mendy Hechtman/FLASH90)
منظومة القبة الحديدية تعترض الصواريخ (Mendy Hechtman/FLASH90)

هل قضت إسرائيل على عناصر داعش في سيناء؟

وفق تقارير أجنبية، قُتِل خمسة من نشطاء داعش في هجوم جوي إسرائيلي وهم في طريقهم لإطلاق صاروخ باتجاه إسرائيل

وفق تقارير ذراع داعش في سيناء، فقد هُوجمت سيارة من الجو بينما كانت تستقلها خلية متجهة إلى رفح المصرية لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. قُتِل خمسة نشطاء داعش.

قبل 10 أيام أعلنت داعش مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من سيناء باتجاه مدينة إسرائيلية في الجنوب، إيلات. تم التعرّف على ما مجموعه أربعة صواريخ تم إطلاقها من شبه جزيرة سيناء، ولكن نجحت منظومة القبة الحديدية في اعتراض ثلاثة منها. أما الصاروخ الرابع فقد سقط في منطقة مفتوحة. في أعقاب ذلك أصيبَ أربعة أشخاص بحالة قلق. أعلن ذراع داعش في سيناء مسؤوليته عن إطلاق الصواريخ.

بعد إطلاق الصواريخ قبل نحو أسبوعَين، وردت تقارير أن الجيش الإسرائيلي هاجم في منطقة رفح شخصين كانا في نفق. ولكن نفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الهجوم.

اقرأوا المزيد: 115 كلمة
عرض أقل
إسماعيل هنية وعبد الفتاح السيسي (Flash 90/AFP)
إسماعيل هنية وعبد الفتاح السيسي (Flash 90/AFP)

تقارب حمساوي سيساوي؟

بعد أن ساعدت حماس الإخوان المسلمين وداعش في سيناء، وألحق السيسي ضررا بالأنفاق وأغلق معبر رفح - هل آن الأوان لفتح صفحة جديدة بين الجانبَين؟

يبدو أن الشرق الأوسط قد شهد كثيرا من التقلبات في السنوات الماضية: إقامة تحالفات وتفككها، تعاون بين أعداء لدودين من أجل المصالح، واندلاع حروب إعلامية وخمودها. في الأسابيع الماضية، ترد تقارير كثيرة حول تقارب هادئ بين حماس – الفرع الفلسطيني للإخوان المسلمين- وبين مصر، التي أعلن رئيسها عبد الفتّاح السيسي حربا ضدها كما هو معروف.

والدليل لهذا التقارب هو اللقاء الذي سيعقد اليوم في القاهرة بين مسؤولين كبيرين في حماس، وهما موسى أبو مرزوق وإسماعيل هنية، وكبار المسؤولين المصرين. ويقول مسؤولون في إسرائيل إن حماس بذلت جهودا لتقديم “مهر” لمصر من أجل تحسين العلاقات بينهما، وهو تبريد العلاقات مع داعش في سيناء.

في السنوات الأخيرة، ادعى المصريون أن حماس، إضافة إلى أنها قدمت استشارة ومساعدة عسكرية للإخوان المسلمين في مصر، ساعدت الإرهاب في سيناء أيضا، لا سيما أنها تقيم علاقات تجارية عبر الأنفاق، مع “ولاية سيناء”، الفرع المحلي لداعش.

يقول مسؤولون إسرائيليون إن هناك فتور في العلاقات بين داعش وحماس، ولكنها ما زالت قائمة، وتنتظر حماس رؤية كيف ستتقدم المصالحة مع مصر قبل انقطاعها نهائيًّا.

من الجدير بالذكر، أن في حماس يدور جدال حاد بين الجناح العسكري والجناح السياسي حول السياسة التي يجب اتباعها. ففي حين يعتقد الجناح العسكري أنه يجب الاعتماد بشكل حصري على الحرس الثوري الإيراني، يُفضل الجناح السياسي البقاء على علاقة بالعالم السني. تعاني حماس في غزة من عجز مالي هائل وضائقة اقتصادية لا يبدي الإيرانيون رغبة في حلها سريعا، ولذلك فهي تحتاج بسرعة إلى مساعدة اقتصادية، قد تلبيها مصر إذا فتحت معبر رفح.

من جهة حماس، قد تؤدي المصالحة مع نظام السيسي إلى مشاكل مع الإخوان المسلمين في مصر، ولكن يبدو أن الخيارات أمام الحركة قليلة في الراهن.

ومن جهة مصر، تبدو هذه الخطوة مفاجئة، خاصة أن علاقاتها مع إسرائيل الآن أفضل من أي وقت مضى (قبل نحو أسبوع، ساعدت مصر إسرائيل في مجلس الأمن الدولي)، ومن الواضح أن الرئيس المصري يرغب في الحفاظ على علاقات جيدة مع رئيس الولايات المتحدة الذي سيدخل البيت الأبيض قريبا، دونالد ترامب.

إن دفء العلاقات مع حماس، والتي تصنفها الولايات المتحدة على أنها تنظيم إرهابيّ، ليست الطريقة الأفضل لتحقيق الهدف. رغم ذلك، يرغب السيسي في تحقيق تأثير وسيطرة أكبر على ما يحدث لدى الفلسطينيين، لا سيّما في ظل التقديرات أن نهاية ولاية الرئيس عباس باتت وشيكة.

ومن جهة إسرائيل أيضا، فإن تأثير مصر على ما يحدث في غزة ليس سيئا بالضرورة، حيث تؤثر على حماس الآن قطر وتركيا من جهة وإيران من جهة أخرى – طبعا لا يدور الحديث عن تأثير يمتاز بالاعتدال.

اقرأوا المزيد: 385 كلمة
عرض أقل
صور من اصدار ولاية سيناء
صور من اصدار ولاية سيناء

ولاية سيناء تهدد من جديد: ستدفع إسرائيل قريبًا ثمنًا باهظًا

في فيديو جديد أصدره فرع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء، يهدد عناصر التنظيم أن مصر لن تستطيع حماية إسرائيل بعد اليوم

تضمن فيديو نشره، على ما يبدو، فرع تنظيم داعش في سيناء تهديدات واضحة ضد إسرائيل، وكذلك تحذيرا لليهود لأنهم “سيدفعون ثمنًا باهظًا قريبًا”. ويقول المتحدث في الفيديو الذي نُشر يوم الاثنين الماضي ومدته 35 دقيقة: “أيها اليهود، انتظرونا. “العقاب الذي حضّرناه لكم سيكون عقابًا قاسيًا جدًا”. وقيل أيضًا “حسابنا معكم عسير”.

لم يتم التأكد من صحة الفيديو بعد ولكن محتواه وشكله شبيهان جدًا بما سبق لتنظيم الدولة الإسلامية أن نشره. يُشدد المتحدث في الفيديو، إلى جانب تهديده لإسرائيل التي يسميها “اليهود”، على التعاون بين إسرائيل ومصر في المجال العسكري ونشاط الائتلاف ضد داعش في سوريا والعراق.

ويدعي أعضاء تنظيم داعش، في الفيديو الذي عنوانه “لهيب الصحراء”، أن مصر لا يمكنها أن تحمي إسرائيل، ولهذا بدأت إسرائيل “بتشديد الحماية على حدودها، تجنيد العملاء والقصف جوًا”. يذكر أعضاء التنظيم أيضًا، إضافة إلى ذلك، فلسطين ويؤكدون أنهم لم ينسوا أنه يجب تحريرها.

يشير توقيت نشر الفيديو، بعيدًا عن موثوقيته، إلى شيء هام سواء كان الحديث عن دعاية تستهدف تشجيع أعضاء داعش ورفع معنوياتهم عمومًا وفي سيناء تحديدًا ومن جهة أخرى إذا كان القصد منه هو نقل رسالة ما أو تجنيد مقاتلين جدد.

اقرأوا المزيد: 176 كلمة
عرض أقل
جماعة ولاية سيناء
جماعة ولاية سيناء

رغم إجراءات حماس المزيد من الجهاديين ينضمون لولاية سيناء

12 جهادياً غزياً يغادرون القطاع عبر الأنفاق الحدودية للالتحاق بالدولة الإسلامية في سيناء وللقتال تحت قيادة ولاية سيناء

09 مايو 2016 | 15:01

كشفت مصادر خاصة لموقع المصدر أن المزيد من العناصر الجهادية، التي تناصر تنظيم داعش في قطاع غزة انضمت في الشهر الأخير إلى فرع التنظيم في شبه جزيرة سيناء المصرية المحاذية للحدود الجنوبية من القطاع.

والمصادر أوضحت أن 12 جهاديا، منذ السادس من أبريل الماضي وحتى الثاني من مايو الجاري، غادروا قطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية للقتال مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سيناء، للانضواء والقتال تحت قيادة “ولاية سيناء” التابعة للتنظيم.

المصادر بينت أن 9 من الذين تمكنوا من مغادرة القطاع هم من الخريجين الجامعيين ومن بينهم 4 يحملون درجة البكالوريس وغالبيتهم يعيش في غزة حياةً جيدة ولديهم أعمالهم وبعضهم متزوج وترك زوجته وأبنائه.

وأشارت المصادر إلى أن غالبية من غادروا لم يكونوا ينتمون إلى أي تنظيم في قطاع غزة، وأن من بينهم 7 من المنطقة الوسطى للقطاع، و2 من مدينة غزة و3 من مدينة رفح المحاذية للحدود المصرية وقد غادروا بشكل منفرد وليس جماعي.

وهذه هي الأرقام الأولى التي يتم تسجيلها منذ نشر حماس مئات من قواتها الأمنية على طول الحدود لضبطها بعد اتفاق أمني جرى بين قيادة الحركة والمسئولين في جهاز المخابرات المصرية، بهدف منع تسلل المقاتلين من وإلى غزة وضبط الحدود بشكل كامل من قبل حماس.

اقرأوا المزيد: 185 كلمة
عرض أقل
الإسرائيليون يزورون شواطئ سيناء ثانية (Flash90/Abir Sultan)
الإسرائيليون يزورون شواطئ سيناء ثانية (Flash90/Abir Sultan)

الإسرائيليون يزورون شواطئ سيناء ثانية

على الرغم من الإرهاب في سيناء، مئات السياح الإسرائيليين يختارون أن يحتفلوا بعيد الفصح في شواطئ سيناء الهادئة

شواطئ سيناء، التي خلت من السياح الإسرائيليين خلال السنوات الأخيرة، تبدو في الأيام الأخيرة كما لم تبدو منذ 7 سنوات. اختار مئات الإسرائيليين، على الرغم من التحذيرات المُتكررة الابتعاد عن شبه جزيرة سيناء، أن يقضوا أيام عيد الفصح على شواطئ سيناء المصرية الذهبية.

الإسرائيليون يزورون شواطئ سيناء ثانية (Flash90/Maim Dinshtein)
الإسرائيليون يزورون شواطئ سيناء ثانية (Flash90/Maim Dinshtein)

وقعت آخر عملية تفجير ضد الإسرائيليين في سيناء قبل 12 عامًا في شاطئ رأس الشيطان وفي فندق هيلتون طابا. تراجع عدد السياح، على إثر هذه العملية الإرهابية، ليصل إلى بضع عشرات من السياح فقط. بدأ يشعر الإسرائيليون هذا العام بالاطمئنان أكثر ولذلك يعودون تدريجيا إلى شواطئ سيناء. يعترف معظمهم بشوقهم إلى المشهد الذي يدمج بين الصحراء والبحر، الهدوء والموسيقى والأكواخ البسيطة الموزعة على خط المياه الزرقاء.

الإسرائيليون يزورون شواطئ سيناء ثانية (Flash90/Maim Dinshtein)
الإسرائيليون يزورون شواطئ سيناء ثانية (Flash90/Maim Dinshtein)

يكرر المركز الإسرائيلي لمكافحة الإرهاب كل عام تعميم توصياته القائلة بوجوب عدم الذهاب إلى سيناء. يعرف كل من يصل إلى شبه الجزيرة للاستجمام هذه التحذيرات، الحرب التي يخوضها الجيش المصري ضد مُسلحي داعش، ولكنهم يشعرون بالأمان.

وقامت الشرطة المصرية في السنوات الأخيرة، خوفًا على سلامة السياح، بتعزيز نُقاط التفتيش والمراقبة على طريق الساحل. كذلك قام مالكو الشواطئ، الذين فقدوا مصادر رزقهم، بوضع حراس أمن عند المداخل.

اقرأوا المزيد: 172 كلمة
عرض أقل