“أن تكون إنسانا بدينا في إسرائيل معناه أن تكون إنسانا فاشلا وغبيا وغير مرغوب فيه”، هكذا وصف شاب إسرائيلي شارك في البرنامج التلفزيوني الجديد الذي عرض في إسرائيل قبل وقت قصير، بعنوان “رهبة البدناء”، المشاعر التي يعيشها من جرّاء معاملة المحيطين به. ويوجه البرنامج من جهة انتقادا قويا للمجتمع الإسرائيلي الذي أصبح غير متسامح إزاء البدناء، وفي نفس يوجه أسئلة عدة للبدناء، أبرزها: هل يجب عليهم أن يفقدوا وزنهم أم أن يعيشوا معه بسلام؟.

وأجمع المشاركون في البرنامج، رجال ونساء يعانون من وزن فائض أو عانوا في الماضي من وزن فائض، على أن الشخص البدين في إسرائيل يعيش حياة مليئة بالمعاناة والامتناع. فهو، أو هي، يمتنع عن الخروج من البيت لقضاء الوقت لألا يواجه الناس ويسمع انتقادهم اللاذع، ويخشى شراء المبلاس لأن الجميع سينظر إليه نظرة غربية، تشعره بالذنب.

والصعوبة لا تكمن فقط بالملاحظات عن الوزن الفائض، بل هنالك ملاحظات تربط بين وزن الشخص وشخصيته، والتلميح بأنه صاحب شخصية ضعيفة وأنه إنسان مهمل وغير نظيف، وحتى النظر إليه على أنه إنسان غبي.

لقطة شاشة من برنامج وثائقي يعرض معاناة البدناء في المجتمع الإسرائيلي (Facebook)
لقطة شاشة من برنامج وثائقي يعرض معاناة البدناء في المجتمع الإسرائيلي (Facebook)

ووفق الشهادات التي أدلى بها المشاركون في البرنامج، فحياة البدين هي صراع قاس، متواصل، بين الشخص والمجتمع. فمن جهة يحاول المجتمع دفع السمين إلى التغيير رغم أنفه، في حين يحاول السمين الدفاع عن نفسه والإثبات أنه سعيد بجسمه وشكله. والأمر لا يقتصر على المتجمع، فالملاحظات الأقسى تأتي من المقربين الذين لا يتعاطفون، ويسمحون لأنفسهم بتجريح السمين.

وفي حين يوجه البرنامج انتقادا للمجتمع الإسرائيلي الذي فقد إنسانيته في سبيل تقديس الجمال والنحافة، وأصبح يرفض البدانة بشكل صارخ – أماكن العمل تتهرب من تشغيلهم، ومتاجر الملابس لا تبيع قطعا تلائم حجمهم – يثير البرنامج كذلك النقاش بين الأشخاص البدناء، فمنهم من يؤمن أن المواجهة الأفضل هي قبول الذات والعيش بسلام مع الجسم، وفئة أخرى تقول إن التغيير والإذعان للميول الشعبية هو الحل.

لقطة شاشة من برنامج وثائقي يعرض معاناة البدناء في المجتمع الإسرائيلي (Facebook)
لقطة شاشة من برنامج وثائقي يعرض معاناة البدناء في المجتمع الإسرائيلي (Facebook)

وفي سياق الفئة الثانية، يعرض البرنامج مقابلات مع أشخاص بدناء قرروا إجراء عملية تضييق المعدة، وينصحون من يعاني من الوزن الفائض أن يقدم على هذه العملية لأن المسألة ليست فقط مسألة جمالية، إنما مسألة صحية. أما الفئة الأولى من البدناء فتقول إن هذه العملية تؤدي إلى الاكتئاب، ولا يوجد أي سبب للخضوع لضغوط المجتمع والتضحية بسعادة المرء من أجل نيل إعجاب البيئة.

اقرأوا المزيد: 339 كلمة
عرض أقل