تجاوزت حالة الصدمة والرفض لجريمة الإعدام حرقًا، التي نفذها تنظيم داعش، الحدود الطائفية والوطنية. من الوضح، حتى اليوم، أن العالم الإسلامي بأكمله، تقريبًا، يقف موقفًا واحدًا برأيه ضد عملية قتل الطيار الأردني مُعاذ الكساسبة، المريعة، العملية التي تمت، وكأن، باسم الإسلام.
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على القره داغي: ”نهى الرسول عن الحرق بالنار، وهناك حديث نبوي يقول إن “النار لا يُعذّب بها إلا الله”. وهناك إجماع على عدم جواز التعذيب بالنار للمسلم وغير المسلم”.
أبدى علماء إسلام، من كافة أطياف العالم الإسلامي، رفضهم لجريمة حرق الكساسبة، بقولهم إن ذلك منافٍ لنهج الإسلام من عدة نواحٍ وأولها، الحديث التالي الذي يقول ” إنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أنْ يُعَذِّبَ بالنَّارِ إلاَّ رَبُّ النَّارِ”.
وعدا عن ذلك فإن القرآن الكريم ينص على أن: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ” (الإسراء/ 70) ومن هنا ينبغي أن يكون جسد الإنسان مُقدسًا. هذا التعليم المُقدس تم خرقه من قبل أتباع الدولة الإسلامية. أوضح علماء الإسلام، على إثر جريمة القتل البشعة هذه بأن الإسلام بريء من تلك الأفعال الإجرامية”، وبأن ”قيام داعش بحرق الكساسبة حيا والثمثيل بجثته هو عمل إجرامي جبان ارتكبوه بدم بارد”.
وأدان محي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بمصر، قيام “داعش” بإحراق الكساسبة، متابعا أن “ما فعله داعش من قتل الكساسبة حرقا هو مخالفة لله وأوامره، حيث إن الله كرم الإنسان حيًا وميتًا”.
كما استنكر شيخ الأزهر، أحمد الطيب، العمل الإرهابي الذي أقدم عليه تنظيم “داعش الإرهابي الشيطاني” من حرق الطيار الكساسبة، ووصفه بـ”العمل الإرهابي الخسيس”.
وقال الطيب إن “الإسلام حرم قتل النفس البشرية البرئية”، مستشهدًا بقول الله تعالى: “وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ”، وقول النبي محمد (خاتم الأنبياء): “الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه”.
ورفض علماء أزهريون استناد تنظيم داعش في حرقهم للكساسبة إلى قول الإمام ابن تيمية: “فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع”، مجمعين على أن “الحرق محرم في جميع الأديان حتى للحيوان”.