من جهته، اعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس انه اعطى موافقته على شن ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق، موضحا ان فرنسا لن ترسل قوات على الارض.
وقال هولاند خلال مؤتمر صحافي “هذا الصباح عقدت اجتماعا لمجلس الدفاع وقررت الرد على طلب السلطات العراقية لمنحها دعما جويا” في مواجهة الجهاديين، لكنه اوضح “لن نذهب الى هناك، لن يكون هناك قوات على الارض ولن نتدخل الا في العراق”.
وفي واشنطن، يتوقع ان يحذو مجلس الشيوخ حذو مجلس النواب ذي الغالبية الجمهورية، الذي اقر الاربعاء خطة لدعم وتدريب المعارضة السورية لتتمكن من محاربة الدولة الاسلامية في سوريا. ويعد هذا البرنامج القسم الاول من الاستراتيجية التي اعلنها الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع الماضي. كما اكد الرئيس الاميركي الاربعاء بان المملكة العربية السعودية ستلعب دورا مهما عبر الترحيب بتدريب قوات من المعارضة السورية.
واضافة الى ذلك، اكدت الولايات المتحدة استعدادها لتوجيه ضربات جوية لاستهداف معاقل تنظيم الدولة الاسلامية و”مراكز قياداتها وقدراتها اللوجستية والبنى التحتية لديها”.
وبث تنظيم الدولة الاسلامية الخميس شريط فيديو يظهر فيه المصور الصحافي البريطاني المختطف جون كانتلي وهو يعلن انه أسير لدى التنظيم المتطرف، مشيرا الى انه وقع في الاسر بعد وصوله الى سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.
وشريط الفيديو الذي نشر على موقع يوتيوب يظهر فيه كانتلي، المصور الصحافي الحر الذي تعاون مع صحف بريطانية عدة ابرزها “الصنداي تايمز” و”الصنداي تلغراف” و”الصن” اضافة الى وكالة فرانس برس، وهو يرتدي بزة برتقالية جالسا خلف طاولة ويتحدث مباشرة الى الكاميرا، مؤكدا انه بين ايدي “الدولة الاسلامية” وان هذا الظهور هو الاول له في سلسلة حلقات مقبلة.
في غضون ذلك، يواصل الاسلاميون المتطرفون من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية توسيع نفوذهم في شمال سوريا.
وخوفا من الوقوع تحت ضربات محتملة، انسحب مسلحو تنظيم الدولة الاسلامية من العديد من مواقعهم في محافظة دير الزور، في شرق سوريا، التي يسيطرون على معظمها خشية التهديد بضربات جوية اميركية، حسبما افاد ناشطون.
وقال الناشط ابو اسامة لوكالة فرانس برس ان الدولة الاسلامية “بدات باخلاء العديد من مواقعها وقواعدها في محافظة دير الزور”. واضاف ان “المسلحين اخلوا ايضا مبنى المحافظة السابق في مدينة دير الزور والذي حولوه اكبر مخزن للاسلحة في هذه المنطقة”.
ولكن عند الاطراف الشمالية، قرب الحدود مع تركيا، سيطروا على عدد كبير من القرى خلال الساعات ال24 الماضية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “سيطر تنظيم الدولة الإسلامية خلال الساعات الاربع والعشرين الفائتة على 21 قرية يقطنها مواطنون كرد في الريفين الغربي والشرقي لمدينة عين العرب على أثر هجوم عنيف استخدم فيه الدبابات والمدفعية” واشار الى “قيام المتطرفين باستخدام اسلحة ثقيلة”. ونبه الى ان سيطرة المسلحين على عين العرب سيهدد المناطق الكردية في شمال شرق سوريا.
كما تمكن المتطرفون في العراق من السيطرة على على مناطق ومدن مهمة بينها الموصل، ثاني مدن البلاد، دون ان يواجهوا خلال الاسابيع الاولى من هجماتهم الشرسة المتلاحقة التي بدأت في حزيران/يونيو، اي مقاومة تذكر من القوات العراقية.
لكن القوات العراقية، تخوض الان معارك بدعم من مسلحين موالين للحكومة من “الحشد الشعبي” وابناء العشائر السنية بدعم من الطيران الاميركي، في محاولة لاستعادة السيطرة على تلك المناطق.
وخاضت القوات العراقية خلال يومي الثلاثاء والاربعاء اشتباكات ضد المتطرفين في منطقة الفاضلية الواقعة في جرف الصخر (50 كلم جنوب بغداد)، دون ان تتمكن من تحقيق اي تقدم في تلك المناطق، حسبما افاد احد زعماء عشيرة الجنابات هناك.
من جانبها، قامت الطائرات الاميركية بدعم هذه القوات عبر توجيه ضربات الى مواقع المسلحين جنوب بغداد، حسبما افاد الجيش الاميركي وزعماء عشائر في المنطقة.
واكد الرئيس الاميركي شدد الاربعاء على عدم ارسال قوات برية الى العراق، بعد مرور عامين ونصف العام على انسحاب اخر جندي من البلاد، في كلمة القاها في مقر القيادة الوسطى للشرق الاوسط واسيا الوسطى في تامبا (فلوريدا).
فيما عبر الرئيس الايراني حسن روحاني في مقابلة مع شبكة ان بي سي عن شكوكه في قدرة الولايات المتحدة على التغلب على تنظيم الدولة الاسلامية دون قوات برية.
وصرح روحاني “هل يمكن فعلا مقاتلة الارهاب من دون تضحية؟ في كل النزاعات الاقليمية والدولية، فان من يفوزون هم من يكونون على استعداد للتضحية”.
واضافة الى الخطر الاقليمي، زاد تصاعد نفوذ المتطرفين الاسلاميين من تنظيم الدولة الاسلامية قلق الدول الغربية واخرى معرضة الى تهديد نشاط هذا التنظيم.
واعلنت استراليا الخميس توقيف 15 شخصا واحباط عمليات قتل كان تنظيم “الدولة الاسلامية” يخطط لها على ارضها ولا سيما عمليات قطع رأس مدنيين كان التنظيم ينوي تصويرها.
ولا شك ان الصورة الشائعة عن هذا التنظيم المتشدد هي الاسوأ عبر عمليات القتل الوحشية المصورة بعد قطع رؤوس صحافيين اميركيين وعامل اغاثة بريطاني، واستهداف الاقليات وخطف النساء وسبيهن.
وفي باريس، وافق النواب الفرنسيون الخميس على مشروع قانون “لمكافحة الارهاب” يفرض على الاخص منعا بمغادرة الاراضي للحؤول دون توجه للشبان الفرنسيين الى سوريا للجهاد. كما يحدد النص الذي يناقش منذ الاثنين في عملية مستعجلة جريمة جديدة هي “ارتكاب عمل ارهابي فردي” ويجيز حجبا اداريا لمواقع “تدافع عن الارهاب”.
وعلى الصعيد العسكري تنفذ طائرات فرنسية طلعات استطلاعية فوق العراق منذ الاثنين للحصول على “تقييم مستقل” لقدرات تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب ما اعلنت رئاسة الاركان الفرنسية الخميس.
وفي تشيكيا، اقلعت الخميس اول طائرة تنقل ذخائر عسكرية تشيكية الى اكراد العراق لمساعدتهم على التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية، كما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
والطائرة وهي من طراز سي-17 اقلعت من مطار باردوبيسي (100 كلم شرق براغ) وعلى متنها 64,5 طنا من طلقات البنادق الرشاشة، هي اول دفعة من 10 ملايين طلقة كلاشنيكوف وثمانية ملايين طلقة مدفع رشاش وخمسة الاف قنبلة يدوية وخمسة الاف قذيفة مضادة للدروع قررت تشيكيا ارسالها للاكراد وتبلغ قيمتها الاجمالية 1,5 مليون يورو، بحسب وزير الدفاع مارتن ستروبنيكي. وسترسل الشحنات اللاحقة في 20 و22 و24 ايلول/سبتمبر الجاري.