رافعات تقوم بتفريغ بضائع من السفن في ميناء أشدود (Flash90/Isaac Harari)
رافعات تقوم بتفريغ بضائع من السفن في ميناء أشدود (Flash90/Isaac Harari)

إسرائيل تنمو باتجاه أمريكا اللاتينية

أشار رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إلى الحلف الباسيفيكي لأمريكا اللاتينية بصفته الهدف الاقتصادي القادم الذي سيمكّن الاقتصاد الإسرائيلي من الاستمرار في النمو

نشرت الصحيفة الاقتصادية The Marker ‎‏ هذا الصباح خبرًا مفاده أنّ نتنياهو قرّر أن يعزّز بقوة علاقات إسرائيل التجارية مع أربع دول في أمريكا الجنوبية والوسطى – المكسيك، تشيلي، كولومبيا، والبيرو. ويهدف هذا الإجراء إلى اختراق أمريكا اللاتينية، عبر توثيق العلاقات مع أربع دول تُعتبَر صديقة لإسرائيل. ويهدف الإجراء أيضًا إلى التغطية على ضعف العلاقات التجارية لإسرائيل مع أوروبا، التي تعمّها أزمة اقتصادية في السنوات الأخيرة.

وكانت المكسيك، تشيلي، كولومبيا، والبيرو قد انضمّت عام 2012 إلى منظمة تجارية جديدة تُدعى الحلف الباسيفيكي. ولهذه الدول الأربع – دول ذوات ناتج قومي إجمالي عالٍ وإمكانيات نمو مرتفعة – 36% من الناتج القومي الإجمالي لدول أمريكا اللاتينية. وتقيم المنظمة علاقات تجارية وطيدة مع الولايات المتحدة وكندا.

والهدف الإضافي للإجراء المكثّف للوزارات الحكومية: الخارجية، المالية، الأمن، السياحة، والاقتصاد هو الظفر بمصدر نموّ جديد للاقتصاد الإسرائيلي. واتُّخذ قرار تعزيز العلاقات التجارية مع الحلف في القدس إثر طلبات من دول الحلف، على خلفية درجة التصدير الإسرائيلية المنخفضة إلى هذه الدول.‎ ‎ويعتقد مسؤولون في ديوان نتنياهو، يتقدمهم هرئيل لوكر، المدير العام لديوان رئيس الحكومة، أنّ أمريكا اللاتينية ستفرح بالاستفادة من التفوق الإسرائيلي في مجال التكنولوجيا.‎

وأضحَت الصين أيضًا جزءًا من النوايا الاقتصادية الإسرائيلية مؤخرا، حيث تجوّل بها نتنياهو في أيار هذا العام، والتقى برئيسها شي جين بينغ. وكان هدف الزيارة تطوير العلاقات التجارية مع الصين، وتمكين الشركات الإسرائيلية من اختراق السوق الصينية.

وحاولت إسرائيل في السنوات الأخيرة إثبات نفسها كمصدّرة لمنتجات إلكترونية، تكنولوجيا، وهاي تك، صُدّرت خصوصًا إلى دول أوروبا والولايات المتحدة. أمّا بالنسبة للصين، فقد صدّرت إسرائيل إليها تقنيات مياه متقدمة للريّ ولتحلية المياه، إنتاج الغذاء، والزراعة.

ويتبيّن من معطيات نشرها بداية هذا الشهر معهد التصدير في إسرائيل أنّ هبوطًا بنسبة نحو 8% سُجّل في النصف الأول من عام 2013 في فروع التصدير التكنولوجي الإسرائيلي لدول العالم المختلفة.
وإلى جانب معطيات معهد التصدير، نشر اتّحاد الصناعين استطلاع توقعات شاملًا أجراه على نحو 150 شركة يُشير إلى تآكل مستمر في ربحية التصدير الإسرائيلي. وأبلغ 52% من المشاركين في الاستطلاع عن هبوط في ربحية التصدير في الربع الثاني من عام 2013، مقابل 6% فقط أبلغوا عن ازدياد الربحيّة.

وتنضمّ إلى هذه المعطيات اتجاهات غير مشجعة نشرتها دائرة الإحصاء المركزية، تشير إلى هبوط عام بنسبة 2% في تصدير البضائع والخدمات (عدا شركات الهايتك والماس) في النصف الأول من عام 2013.
ويشمل هذا الهبوط في النصف الأول من عام 2013: هبوطًا في التصدير الصناعي بنسبة 1.5%، في التصدير الزراعي بنسبة 14.9%، وفي التصدير في مجال الخدمات بنسبة 2.2%.

رئيس الحكومة نتنياهو قلق من هذه الاتجاهات، ولذلك يحاول بالتعاون مع وزارة المالية بلورة برامج اقتصادية بديلة تمنح الاقتصاد الإسرائيلي استمرارية زخم النمو، لا سيّما إثر الصعوبات العديدة التي واجهت إقرار الموازنة لعامين، والتي شملت رفع الضرائب وتقليصًا واسعًا في خدمات الحُكومة.

اقرأوا المزيد: 421 كلمة
عرض أقل
سكرتير الحكومة الاسبق تسفي هاؤزير، رئيس هيئة العاملين جيل شيفر ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (Alex Kolomoisky/FLASH90)
سكرتير الحكومة الاسبق تسفي هاؤزير، رئيس هيئة العاملين جيل شيفر ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو (Alex Kolomoisky/FLASH90)

زلزلة أخرى في ديوان نتنياهو، رئيس هيئة العاملين يستقيل

بعد الأنباء عن استقالة رئيس مجلس الأمن القومي الوشيكة، من المتوقع أن يستقيل رئيس هيئة العاملين في ديوان رئيس الحكومة، جيل شيفر، من منصبه في الأشهر القريبة.

بعد أن اتفق على ذلك مع رئيس الحكومة مسبقا، سيغادر رئيس هيئة العاملين في ديوان رئيس الحكومة، جيل شيفر، قريبا منصبه. بدأ شيفر، الذي يُعدّ أحد المقربين من بنيامين نتنياهو، بالعمل في ديوان رئيس الحكومة قبل أربع سنوات، حيث كان مسؤولا في البداية عن الجولات الميدانية، ثم عضوا في طاقم المستشارين المصغّر، حتى عُيّن رئيسًا للهيئة العاملين.

قبل تعيين شيفر في منصبه، فحص المستشار القضائي للحكومة شكوى ملاحقة جنسية قُدّمت ضد شيفر عام 1998، وقرّر أنه بسبب غياب الأدلة التي تدينه، وقِدَم المخالفة، فلا مانع من أن يشغل شيفر المنصب. قبل بضعة أشهر، توجهت المشتكية إلى المستشار القضائي للحكومة من جديد في هذا الشأن. أوعز المستشار فينشطاين للشرطة بجمع أدلة إضافيّة، أشارت إليها المشتكية. تم جمع الدلائل وعرضها أمام المستشار القضائي للحكومة. لكن في ظل الدلائل الجديدة أيضًا، لم يغيّر فينشطاين موقفه، ولم يبدأ بإجراءات جنائية ضد شيفر. في ديوان رئيس الحكومة، نفوا بشدة أن خلفية الاستقالة هي الشكوى المقدمة ضده، وأكّدوا أنه بُعيد الانتخابات في كانون الثاني، أبلغ شيفر نتنياهو عن نيته مغادرة منصبه.

تنضم استقالة شيفر إلى الاستقالة المرتقبة لمستشار نتنياهو للأمن القومي، يعقوب عميدرور، ولا سيما لمغادرة رون درمر، المستشار المقرب من نتنياهو وذراعه اليمنى، وهو الذي كان الرجل الأقرب إلى نتنياهو وأدار كل العمليات السياسية، حيث يُتوقّع تعيينه سفيرًا لإسرائيل في الولايات المتحدة.

لا نكشف سرّا إن قلنا إنّ طريقة العمل في ديوان نتنياهو خارجة عن المألوف، مقارنة برؤساء الحكومات السابقين. ثمة من لام تدخل زوجة رئيس الحكومة في الشؤون الداخلية للديوان على كونه مفعما بالتوتر، في حين تنسب تقديرات أخرى الوضع في الديوان إلى شخصية رئيس الحكومة نفسه. لكن على مر السنين، اهتم نتنياهو بإحاطة نفسه بمجموعة موحّدة من المستشارين، والذين أصبحوا مقرّبين من عائلة نتنياهو، ليشغلوا مناصب مختلفة في الديوان، وقد اعتمد نتنياهو عليهم مطلقا

لكن في السنة الأخيرة، يتبيّن أنّ تغييرًا كبيرًا يحدث في الديوان. فمنذ قضية ناتان إيشل التي أدت لموجة من المغادرات، ازدادت كمية تبادل المناصب بشكل كبير، ويبدو أن نتنياهو سيُضطر إلى التأقلم مع محيط جديد، مألوف أقل، ومؤتمَن أقل من الماضي.

في حال نجحت مساعي كيري لاستئناف المفاوضات، يبدو أن المفاوضات مع السلطة ستكون التحدي الأكبر لمكتب نتنياهو في تركيبته الجديدة. ويبدو أنه فيما سيمر سكرتير الحكومة الجديد مندلبليط وخليفة جيل شيفر المستقبلي بامتحانهما الأول، فإنّ رئيس الحكومة سيستند إلى الأخوَين لوكر: هرئيل، الذي يشغل في السنتَين الأخيرتَين منصب المدير العام لمكتب رئيس الحكومة، ويوحنان، الذي كان سكرتير نتنياهو العسكري، ويُتوقّع أن يخلف عميدرور كمستشار للأمن القومي.

من المبكر التقدير ماذا سيكون تأثير التشكيلة الجديدة لديوان نتنياهو على نشاطاته، لكن يبدو أنّ هذا لن يكون آخر تبادل للمناصب في الديوان.

اقرأوا المزيد: 405 كلمة
عرض أقل