صحيفة إسرائيلية

محللون إسرائيليون: إسرائيل دخلت في ورطة مع روسيا

طائرات القوات الجوية الإسرائيلية (IDF)
طائرات القوات الجوية الإسرائيلية (IDF)

أجمع المحللون الإسرائيليون على أن العلاقات الإسرائيلية الروسية في سوريا تغيّرت بعد إسقاط الطائرة الروسية في سوريا وأنها دخلت مرحلة التوتر وعدم الثقة.. ماذا سيكون الثمن الذي ستدفعه إسرائيل؟

20 سبتمبر 2018 | 10:53

“إسرائيل تورطت مع الروس، ومن المحتمل أن يؤثر ذلك سلبا على حرية العمل الاستراتيجي الذي مارسته بارتياح حتى اليوم في الجبهة الشمالية” كتب محلل صحيفة “هآرتس” للشؤون العسكرية، عاموس هرئيل، عن انعكاسات إسقاط الطائرة الروسية على يد السوريين بعد هجوم إسرائيلي في سوريا. ومثل هرئيل، كتب المحللون الإسرائيليون أن إسرائيل ستدفع حتما ثمن “المأساة” الروسية في سوريا.

فكتب محلل صحيفة “يديعوت أحرونوت” للشؤون العسكرية، ألكس فيشمان: “إسرائيل ستكون مجبرة من اليوم فصاعدا ملائمة نشاطاتها في سوريا للمصالح الروسية”. وأضاف “إسرائيل من ناحية الروس، استخدمت مسارا جويا روسيا في سماء سوريا في مراوغة من أجل شن هجمة وكذلك لم تمنح الروس وقتا كافيا لإخلاء الجو مكتفية بإبلاغهم قبل دقيقة من العملية وهذا يفسر الاتهام الروسي لإسرائيل الذي صدر عن وزارة الدفاع الروسية قبل أن يقرر بوتين تبريد التوتر وتحدث عن “سلسة أخطاء مأساوية” وأن الجيش السوري هو من أسقط الطائرة”. “روسيا تدرك الآن أن بمقدورها كسب إنجازات سياسية ضد إسرائيل” حسب فيشمان.

وكتب محلل صحيفة هآرتس أن الخيارات أمام روسيا في الرد على الحادثة عديدة، ومنها مطالبة إسرائيل إبلاغ القوات الروسية عن العمليات في سوريا مسبقا ومنح الروس وقتا أكثر من دقيقة، وإغلاق مناطق جوية في سوريا حيث تقع المعسكرات الروسية، وكذلك تزويد الجيش السوري بمنظومات دفاعية أكثر تطورا، الأمر الذي سيعقد العمليات الإسرائيلية في سوريا.

وأشار هرئيل إلى أن الجيش الإسرائيلي كان أعلن قبل مدة أن قواته شنت نحو 200 هجمة في سوريا خلال عام 2017، وتساءل المحلل: كيف مرت كل هذه الهجمات “على خير” مع العلم أن أطرافا عديدة تنشط في سوريا؟ مشددا على أن الوضع سيتغير هذا العام بعد الحادثة المذكورة.

وكتب المحلل الإسرائيلي أن إيران ستستغل أي تهدئة في الجو من جانب إسرائيل لنقل الأسلحة لحزب الله ولتعزيز قبضتها العسكرية في سوريا. أما عن الرد الروسي فذكّر هرئيل أن تركيا كانت تعرضت لهجمات سايبر مجهولة بعد الآزمة التي نشبت مع روسيا في أعقاب إسقاط طائرة “سوخوي” روسية دخلت المجال الجوي التركي، فقال “يجب على نظام دفاع السايبر الإسرائيلي أن يكون يقظا هذه الفترة”.

اقرأوا المزيد: 312 كلمة
عرض أقل

وفاة رجل السلام

أوري أفنيري (Flash90)
أوري أفنيري (Flash90)

توفي أوري أفنيري، عن عمر يناهز 94 عاما، وقد كان ناشط السلام وحقوق الإنسان الأبرز في إسرائيل، وصحفيا مخضرما

20 أغسطس 2018 | 11:17

رحل اليوم أوري أفنيري، الصحفي وعضو الكنيست، ومحبوب الجمهور، اليوم صباحا (الثلاثاء)، عن عمر يناهز 94 عاما. مكث أوري في مستشفى إيخيلوف في تل أبيب بعد تعرضه لسكتة دماغية. يكشف ماضيه، عن شخصيته المميزة، الجريئة، المتأثرة بأفكاره الحرة ونضالاته من أجل حرية التعبير.

وُلِد أوري في ألمانيا لعائلة ثرية، قدمت إلى إسرائيل بعد صعود هتلر إلى سدة الحكم في ألمانيا عام 1933. خسر والده أمواله في البلاد، فاضطر أوري إلى العمل بدلا من الذهاب إلى المدرسة. بدأ أوري سيرته السياسية في الجهة اليمينيّة من الخارطة السياسية تحديدًا: في عام 1938، في سن 15 عاما، تجند للمنظمة السرية الإتسل، لمحاربة البريطانيين حول “حقنا في دولة خاصتنا”، وفق أقواله. “كنت مقتنعا أنه يحق لنا أن نكون مستقلين كسائر الشعوب”، أوضح. في حرب 1948، التحق بشبعة غولاني (شوعالي شمشون)، وبالمقابل بدأ سيرته السياسية عندما أعد مقالات ميدانية لصحيفة “هآرتس”. تعرض أوري لإصابة خطيرة أثناء الحرب.

تبلورت وجهة نظره، التي تمسك بها حتى يومه الأخير، والتي تولي أهمية لإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل عندما كان يمكث في المستشفى. كتب في سيرته الذاتية: “أثناء الحرب، اقتنعت أن هناك شعبا فلسطينيا يجب صنع السلام معه أولا. لهذا يجب أن تقوم دولة فلسطينية”.

أوري أفنيري (Gili Yaari / Flash 90)

في عام 1950، ترك أوري العمل في صحيفة “هآرتس”، وأقام مجلة أسبوعية بمساعدة أصدقائه تدعى “هعولام هزيه”. ظهر في أعلى الجريدة “بعيدا عن الخوف والتمييز”، تعبيرا عن طابع مجلة “هعولام هزيه”. في الفترة الأولى من إصدار المجلة الأسبوعية ظهر فيها الخط السياسي اليساري، منشورات مثيرة للاهتمام، وإشاعات، إضافة إلى تصريحات أثرت في حياة الجمهور والسياسيين في إسرائيل.

كان أوري من بين الإسرائيليين الأوائل الذين تواصلوا مع منظمة التحرير الفلسطينية. ففي عام 1974، أجرى المحادثات الأولى مع مبعوث ياسر عرفات، ما أدى إلى إقامة “المجلس الإسرائيلي من أجل السلام الإسرائيلي – الفلسطيني”.

في عام 1982، في ذروة حرب لبنان الأولى، التقى أوري مع عرفات في بيروت. وقال في خطابه الذي ألقاه وهو بجانب عرفات: “حقيقة أننا نجلس هنا معا، في ذروة الحرب البشعة، تشير إلى أن الشعبَين، الفلسطيني والإسرائيلي، سيجدان حلا مشتركا في المستقبَل. أومن أنه ستقام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. وأن الشعبين سيعيشان بسلام معا، في دولتين ستصبحان تدريجيا جارتين تربطهما علاقات جيدة”. والتقى أوري وعرفات عشرات المرات لاحقا.

طلب أوري حرق جثمانه والتبرع بالأموال لنشاطات من أجل السلام.

اقرأوا المزيد: 355 كلمة
عرض أقل
الرئيس ترامب مع محمد بن سلمان في واشنطن (AFP)
الرئيس ترامب مع محمد بن سلمان في واشنطن (AFP)

ترامب يضغط على دول الخليج لإرسال مئات ملايين الأموال إلى غزة

وفق تقرير في صحيفة "هآرتس"، يسعى البيت الأبيض إلى تجنيد الأموال من دول الخليج لدفع مشاريع اقتصادية قدما لصالح مواطني غزة

اليوم صباحا (الإثنين)، ورد تقرير في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، تحدث عن أن الرئيس ترامب يسعى إلى تجنيد نصف مليار حتى مليار دولار من دول الخليج لصالح دفع مشاريع اقتصادية قدما في قطاع غزة. وفق التقرير، سيتصدر الموضوع المحادثات التي ستُجرى هذا الأسبوع بين مستشار الرئيس ترامب، جاريد كوشنير، ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، مع زعماء قطر، السعودية، مصر، الأردن، وإسرائيل. كما تأمل الإدارة الأمريكية أن تنجح المشاريع التي ستقام لصالح مواطني غزة في تهدئة الوضع الأمني في غزة، وخلق أجواء إيجابية قبيل عرض برنامج السلام الخاص بالرئيس ترامب.

كما ورد في الصحيفة أن الإدارة الأمريكية معنية بضمان تجنيد تمويل من دول الخليج، إضافة إلى التعاون مع إسرائيل ومصر، لا سيما في مجال الطاقة. من بين مشاريع أخرى، تُبحث إمكانية إقامة محطة لتوليد الطاقة في شمال سيناء من أجل مواطني غزة، وإقامة مشاريع طاقة شمسية لزيادة إمدادات الكهرباء. وفق مصادر تحدثت مع صحيفة “هآرتس”، تفحص الإدارة الأمريكية تطبيق مشاريع بشكل فوري بهدف تحسين ظروف حياة مواطني قطاع غزة، إضافة إلى إقامة مشاريع تتطلب سنوات من العمل.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أنه تُفحص إمكانية إقامة ميناء خاص في شمال سيناء، وحتى إقامة منطقة صناعية ومصانع لإنتاج مواد البناء. اقترحت إسرائيل جزءا من هذه المشاريع في المؤتمر حول غزة، الذي جرى في البيت الأبيض في شهر آذار الماضي.

اقرأوا المزيد: 210 كلمة
عرض أقل
(Amos Ben Gershom / GPO)
(Amos Ben Gershom / GPO)

إسرائيل لم تعد تتابع الحرب السورية عن بعد وتعمل ضد إيران مباشرةً

يرفض الجيش الإسرائيلي التطرق إلى الادعاءات أنه شن هجوما هذه الليلة في سوريا، ولكنه اعترف في الماضي بأنه هاجم قواعد عسكرية بالقرب من حمص. قد يشجع الضوء الأخضر الذي حصلت عليه طهران للتمركز في سوريا التوجه القتالي الإسرائيلي

شهد الشرق الأوسط ليلة مليئة بالعمليات العسكرية. فوفق الادعاءات الروسية، منذ منتصف الليل شنت طائرات إسرائيليّة هجوما ضد قاعدة عسكرية جوية سورية “T-4‎” الواقعة بالقرب من حمص. وبعد وقت قصير من ذلك، وردت تقارير من غزة حول شن هجمات جوية إسرائيلية على شمال قطاع غزة، ضد أهداف لحماس. ما زالت الهزة الإقليمية مستمرة ويبدو أن إسرائيل لم تعد تترقب الأحداث فحسب، بل أصبحت فعالة أكثر بما يدور من حولها.

لقد وضعت إسرائيل خطا أحمر منذ بداية الحرب الأهلية السورية. وأعلنت أنها ستعمل على إحباط عمليات لتهريب الأسلحة المتطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، ومنذ ذلك الحين نسبت إليها وسائل إعلام أجنبية عشرات الهجمات الجوية ضد قوافل أسلحة ومخازن ذخيرة في سوريا. في السنة الماضية، وضعت إسرائيل خطا أحمر إضافيا لمنع التمركز الإيراني في سوريا. في ظل الهجوم الذي وقع هذه الليلة، هناك تطورات: شن هجوم كيميائي لنظام الأسد ضد الثوار في عشية يوم السبت، تعزز التأثير الروسي – الإيراني في سوريا، وتحذير من قبل إدارة ترامب فيما يتعلق بالتخطيط لإخراج الجنود الأمريكيين من سوريا. إذا شنت إسرائيل هجوما، فيجب اعتباره أنه جاء في ظل الأوضاع الاستراتيجية الشاملة.

إسرائيليا، هناك عدة تأثيرات للأحداث الأخيرة. فهي تعزز التقديرات حول وضع الأسد الأمني والمخطط للعمل بكل الوسائل للسيطرة مجددا على أجزاء واسعة في سوريا، ما قد يؤثر في الأوضاع في جنوب سوريا أيضا. تعزز هذه التقديرات أيضا الشكوك فيما يتعلق بالقرار لوقف إنتاج الحزم الواقية في إسرائيل وتوزيعها على الإسرائيليين.

في نظرة شاملة أكثر، يبدو أن طهرن حظيت في مؤتمر أنقرة بدعم لمتابعة جهودها للتمركز في سوريا، وفي المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل أيضا. قد تسرّع هذه الخطوات التطورات التي بدأت تظهر منذ بضعة أشهر: ممارسة نشاطات إسرائيلية نشطة ضد القوات الإيرانية، وفق ما جاء في تهديدات رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع، ليبرمان. يحظى هذا التوجه القتالي بدعم رؤساء المنظومة الأمنية، ولكن قد تكون له تأثيرات، بدءا من إرجاء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وانتهاء بتورط إسرائيل في سوريا. أصبح الحبل الذي تسير عليه إسرائيل الآن دقيقا جدا.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس‎”

اقرأوا المزيد: 322 كلمة
عرض أقل
الجيش الإسرائيلي يعثر على نفق قرب الحدود الإسرائلية وقطاع غزة - صورة أرشيفية ( AFP)
الجيش الإسرائيلي يعثر على نفق قرب الحدود الإسرائلية وقطاع غزة - صورة أرشيفية ( AFP)

على حماس أن تقرر كيف ستتصرف في ظل تدمير الأنفاق

تشهد نشاطات الجيش الإسرائيلي المتزايدة في غزة على عملية مستمرة ضد الأنفاق. يعكس عدم رد حماس الضائقة التي تمر بها، وعدم قدرتها على تلبية احتياجات سكان القطاع

يعزز تدمير نفق حماس على حدود قطاع غزة هذه الليلة (بين يومي السبت والأحد) الاستنتاج أن إسرائيل نجحت في إيجاد حل دفاعي، رغم أنه ما زال بعيدا عن أن يكون مثاليا ولكنه فعالا جدا ضد تهديد الأنفاق الهجومية من قطاع غزة. ويعتبر النفق الذي كشفته إسرائيل ودمرته بالقرب من معبر كرم أبو سالم في المنطقة الحدودية بينها وبين قطاع غزة ومصر النفق الرابع الذي كشفته في غضون ثلاثة أشهر تقريبا، منذ تشرين الأول الماضي.

يعزز تدمير النفق المشكلة لدى حماس حول كيفية التعامل مع نجاح المنظومة الأمنية في حرمانها تدريجيا لحماس من أحد أهم ممتلكاتها الهجومية الرئيسية. لا يرتبط العثور على النفق الأخير مباشرة ببناء الحاجز ضد الأنفاق على طول حدود قطاع غزة. بل اتضح أنه جزء من  المنطقة التي لم تبدأ فيها الأعمال. ولكن الدمج بين الوسائل – التكنولوجية، الاستخباراتية، والعملياتية- وبين بناء الحاجز، الذي سيُكتمل بناء معظمه حتى نهاية هذا العام، يدل على أن الأمور لا تسير لصالح حماس والجهاد الإسلامي (كان النفق الأول الذي دُمر تابعا لمنظمة صغيرة جدا).

تعتقد قيادة حماس، أن الأنفاق هي مشروع استراتيجي استثمرت فيه مئات ملايين الشواقل طيلة نحو عقد وعمل فيه آلاف عمال الحفريات والناشطون العسكريون. حتّى الآن، لم تعرب حماس عن ردها على الخطوات الإسرائيلية. لم يكن نشطاؤها متورطين بشكل مباشر بإطلاق الصواريخ باتجاه منطقة النقب، بل أطلقها نشطاء سلفيون والجهاد الإسلامي. ويبدو أن عدم رد حماس على تدمير الأنفاق يعكس الأزمة الاستراتيجية التي تواجهها وأنه يصعب عليها تلبية احتياجات سكان غزة الاقتصادية الفورية الذين يصل تعدادهم إلى نحو مليوني مواطن، فضلا عن علاقاتها غير المستقرة مع مصر وتنفيذ اتفاق المصالحة مع السلطة الفلسطينية بشكل بطيء.

بات الاحتجاج ضد أعمال حماس كبيرا هذه المرة. لا يقتصر الأمر على كشف نشاطاتها الهجومية المخطط لها في الأراضي الإسرائيلية، وعلى النفق تحت معبر كرم أبو سالم – وهو الشريان الرئيسي لنقل البضائع إلى قطاع غزة (بالقرب من خطوط الأنابيب التي تزود الغاز والوقود إلى غزة) فحسب – بل على المس بالسيادة المصرية، التي تعتمد عليها حماس في التخفيف من ضائقة القطاع.

وادعت حماس في البداية أن قوات سلاح الجو قصفت نفقا مدنيا مخصصا لتهريب البضائع ولم تكن مسؤولة عن إدارته. ولكن تصر إسرائيل على أن مقاتلي وحدة “النخبة” في حماس شاركوا في حفر النفق، وأن تشعب جزء من النفق تحت المعبر يشير إلى خطة مستقبلية لتنفيذ هجوم في الأراضي الإسرائيلية.

إن استمرار الحفر باتجاه مصر قد يعكس خطة لتهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة أو إرسال إرهابيين من الجانب المصري عند الحاجة لتعزيز الهجوم على المعبر الإسرائيلي. منذ سنوات كانت تعتقد المنظمات الفلسطينية أن المعابر تشكل هدفا مشروعا بل مرغوبا به لشن هجمات، رغم الأضرار التي قد تلحق بسكان قطاع غزة. هناك تاريخ طويل من العمليات الانتحارية واستخدام الأنفاق ضد معابر إيرز، كارني، وكرم أبو سالم منذ منتصف التسعينيات.

تشهد نشاطات الجيش الإسرائيلي المتزايدة في غزة على عملية مستمرة ضد الأنفاق، وعلى أنها ستستغرق وقتا طويلا. على أية حال، فإن الأولويات الإسرائيلية في قطاع غزة واضحة: تركز إسرائيل جهودها على بناء حاجز ضد الأنفاق، وتحديد مكان الأنفاق وتدميرها حتى الانتهاء من بناء الحاجز. ومن المفترض أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال قيام إحدى المنظمات الفلسطينية بشن هجوم مفاجئ، عبر نفق، قبل العثور على الأنفاق الأخرى وتدميرها.

إضافة إلى الخوف من حدوث كارثة إنسانيّة في القطاع، فإن الانشغال بالأنفاق يشكل عاملا كابحا في الاعتبارات الإسرائيلية حول ما إذا كان يجب خوض معركة شاملة مع حماس في غزة. يحتل التخلص من الأنفاق الهجومية سلم الأولويات لدرجة أن الزعماء مستعدون لتجاهل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة إلى حد معين، حتى لو استمر وقتا طويلا، طالما لا تقع إصابات في إسرائيل.

في هذه الأثناء، وفق وسائل الإعلام الأجنبية، ما زالت النشاطات الإسرائيلية نشطة ومستمرة ضد إيران وحزب الله في الأراضي السورية. ‎ ‎وبما أن الجهود العسكرية ما زالت قائمة في المنطقة الشمالية وتعمل وفق مبدأ سياسة التعامل حتى النهاية، وباتت تشكل خطرا كبيرا لاندلاع حرب، على إسرائيل أن تحسب خطواتها بعناية لمواصلة نجاحاتها العسكرية وتجنب حدوث صراع في كلا الجبهتين في الوقت ذاته.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 624 كلمة
عرض أقل
مصلية يهودية في القدس (Yonatan Sindel/Flash90)
مصلية يهودية في القدس (Yonatan Sindel/Flash90)

صحيفة هآرتس الإسرائيلية.. “من يصلي هو أحمق”

صحفي إسرائيلي يستفز المصلين اليهود ويكتب في صحيفة هأرتس.. "مَن يؤمن أن الله يسقط الأمطار ردا على الصلوات فلا يفهم كيف تسير الأمور في هذا العالم"

07 يناير 2018 | 15:31

قال روجيل ألبير، وهو مراسل في صحيفة “هآرتس”، المشهور بمقالاته الاستفزازية: “يُفترض أن يكون الإنسان غبيا ليؤمن أن هناك جهة تسيطر على سقوط الأمطار وتجعله يهطل بعد أن يطلب اليهود منها ذلك”.

وكتب ألبير ذلك ردا على المبادرة غير المسبوقة لوزير الزراعة الإسرائيلي لتشجيع المواطنين على تأدية الصلاة رغبة منهم في هطول الأمطار بسبب الجفاف الذي تشهده إسرائيل، هذا العام، للمرة الخامسة على التوالي. وكتب ألبير أيضا في مقال تحت عنوان: “مَن يؤدي الصلاة طلبا لسقوط الأمطار هو غبي”، لأنه “لا يمكن أن نؤمن بالفيزياء عندما نتحدث عن إطلاق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء وفي الوقت ذاته أن نؤمن أن الفزياء لا تؤثر في كل ما يتعلق بهطول الأمطار، وأن سقوطه منوط برغبة الخالق. هذا هراء. فمَن يؤمن أن الله يسقط الأمطار ردا على الصلوات فلا يفهم كيف تسير الأمور في هذا العالم”. وأضاف ألبير أنه وفق اعتقاده فإن “صلوات وزير الزراعة من أجل هطول الأمطار.. أشبه بالعودة إلى القرون الوسطى”.

وردا على تصريحات ألبير، اختار وزير الأمن العام الإسرائيلي، جلعاد أردان،  الرد على الهجوم الليبرالي: “من المدهش جدا أن صحيفة هآرتس تعتقد أن ألبرغوثي سيحقق السلام، ولكن الاعتقاد بأن الصلاة شرعية هو أمر غبي في نظرها. سيحترم ألبير وأصدقاؤه كل العادات التي يتعرضون لها في رحلتهم خارج البلاد، وسيسافرون إلى خارج البلاد لمشاهدة الألعاب الرياضية في إسبانيا، سيشجعون ميسي، وسيصرخون وكأنه يسمعهم وهم يجلسون في أماكنهم في الملعب، ولكن عندما يصلي اليهود من أجل هطول المطر تعبّر الصحيفة عن صدمتها”.

وكتب أردان أيضا: “بصفتي يهودي مؤمن شعرت وأشعر بتأثر عند هطول المطر، وسأتبع صلواتي مع كل الشعب الإسرائيلي من أجل هطول الأمطار. نتمنى شتاء جيدا وماطرا بإذن الله”.

اقرأوا المزيد: 255 كلمة
عرض أقل
بعض الجرائد الإسرائيلية: "ماكور ريشون"، "يسرائيل هايوم"، "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"
بعض الجرائد الإسرائيلية: "ماكور ريشون"، "يسرائيل هايوم"، "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"

خارطة الصحف الإسرائيلية

تُترجم مقالات الرأي من الصحف الإسرائيلية يوميا إلى العربية، وتُنشر في الصحف المحلية، ولكن هل تعرفون ما هي أجندة الصحفيين الإسرائيليين، ومن يمول عملهم، ومن هو جمهور الهدف الخاص بهم؟

يهدف موضوع خاص بموقع “المصدر” إلى توضيح خارطة الصحف الإسرائيلية، لتعرفوا في المرة القادمة التي تقرأوان فيها مقال رأي مترجم من العبرية، بشكل أفضل الحقيقة التي تختفي وراءه – مَن سيغضب من مقال الرأي ومن سيكون راضيا. فيما يلي أبرز الصُّحف الإسرائيلية وفق مدى انتشارها:

صحبفة "إسرائيل اليوم"
صحبفة “إسرائيل اليوم”

إسرائيل اليوم

هذه الصحيفة هي إحدى الصحف التي تتناول أحداث الساعة الأحدث في وسائل الإعلام الإسرائيلية، ولكنها تحظى بشعبية كبيرة منذ سنوات، وتعد اليوم الصحيفة الأكثر انتشارا في إسرائيل، لأنها تنشر مجانا. في استطلاع نُشر في الشهر الماضي تشير التقديرات إلى أن صحيفة “إسرائيل اليوم” تحظى بنسبة انتشار 36.7% خلال الأسبوع، لهذا هي الصيحفة الأكثر قراءة. وهناك موقع إخباري يُدعى “إسرائيل اليوم” أيضا وكذلك موقع إخباري آخر منافس للوهلة الأولى يدعى NRG.

تعبّر صحيفة “إسرائيل اليوم” عن آراء يمينية ولكن أكثر من ذلك يظهر فيها الدعم العلني لنتنياهو. ربما هذه هي الصحيفة المثيرة للجدل من ناحية موضوعية أخبارها، وتلقب باسم “بيبيتون” (أي “جريدتنياهو”) لأنها متماهية مع مصالح رئيس الحكومة نتنياهو. مالك هذه الصحيفة هو الملياردير الأمريكي، شيلدون أدلسون، المعروف بدعمه لدونالد ترامب.

مؤخرا، تم تبديل محرر الصيحفة للمرة الأولى منذ إقامتها، وأقيل بعض الصحفيين القدامى فيها، وربما طرأت تغييرات معينة في هذه الصحيفة اليومية الشعبية المجانية، التي ما زالت يمينية ولكنها بدأت تنشر أحيانا عناوين انتقادية حول إدارة نتنياهو (مثلا، فيما يتعلق بأزمة البوابات الإلكترونية في الحرم القدسي الشريف). من السابق لأوانه أن نقول إذا كانت العلاقة الغرامية بين صحيفة “إسرائيل اليوم” ونتنياهو قد انتهت أو أن هذا مجرد تدهور معيّن في العلاقات قد يتحسن بعد تسويتها.

باختصار: “جريدتنياهو”

صحبفة "يديعوت أحرونوت"
صحبفة “يديعوت أحرونوت”

“يديعوت أحرونوت”

هي الصحيفة المنافسة المركزية لصحيفة “إسرائيل اليوم”. لقد خسرت مكانتها بصفتها الصحيفة الشعبية في إسرائيل وحلت محلها صحيفة “إسرائيل اليوم” ومنذ ذلك الحين تدور حرب شرسة بينهما. تجدر الإشارة إلى أن صحيفة  “يديعوت أحرونوت” تشغّل أيضا موقعا إخباريا يدعى “واي نت” ويحظى بنسب الزيارة الأعلى.

تتميز هذه الصحيفة بأسلوب الكتابة السهل والموجز، وتحاول جذب أكبر عدد من الجمهور  وتنجح غالبًا في مهمتها. تعد صحيفة “يديعوت أحرونوت” مثل صحيفة “إسرائيل اليوم” صحيفة شعبية معظم قرائها من الطبقة الوسطى وأدنى. تصل نسبة انتشارها في أيام الأسبوع إلى 32.5%.

من الصعب تصنيف أيدولوية صحيفة “يديعوت أحرونوت” كيمينية أو يسارية بشكل واضح، ويبدو أنها تحاول أن تصل في كل موضوع إلى أكبر عامل مشترك سياسي بين الجمهور.  رغم هذا، من المعتاد أن تهاجم الصحيفة نتنياهو وبالمقابل، ترفع من شأن خصومه السياسيين في الأحزاب اليمينيّة واليسارية على حدِّ سواء.

باختصار: سهلة، شعبية، معادية لنتنياهو

صحبفة "هآرتس"
صحبفة “هآرتس”

هآرتس

تعتبر “لسان حال” اليسار الإسرائيلي. تعد صحيفة عالية الجودة، ورغم ذلك تثير جدلا لأنها تشكل منصة لآراء ليست شائعة في الحوار الإسرائيلي. وتعد صحيفة انتقادية جدا. تهاجم الصحيفة في مقالات الرأي وفي أحيان كثيرة حركة المستوطنات الإسرائيلية خارج حدود 1967، وعناصر يمينية.

إنها قليلة الانتشار أسبوعيا، وتصل نسبة انتشارها إلى نحو %4 فقط، ولكن تأثيرها كبيرا في أوساط النخبة الإسرائيلية المثقفة.

باختصار: لسان حال اليسار الإسرائيلي

صحبفة "معاريف"
صحبفة “معاريف”

معاريف

في السنوات الماضية، تغيّر مالكو الصحيفة كثيرا واتخذت اتجاهات أيدولوجية مختلفة. في الفترات التي تغيّر فيها مالكوها، بدأت تعمل فيها طواقم عمل جديدة في وظائف إدارية، تحرير المقالات، وكتابتها. قبل ثلاث سنوات، أصبحت الصحيفة خاضعة لسيطرة “جيروزاليم بوست” – صحيفة إسرائيلية تصدر بالإنجليزية ومنذ ذلك الحين بدأت تعرض مواقف يمينية – مركزية.

كانت الصحيفة قبل بضع عقود من بين الصُّحف الرائدة في نسب الانتشار ولكن في أعقاب الأزمة الاقتصادية، قبل خمس سنوات أقيل 100 عامل وتقلص عملها وانخفضت نسبة انتشارها إلى ‏5.4%‏. في السنوات الماضية،  أغلق مُلحق الثقافة الخاص بالصحيفة وأصبح نمط الكتابة فيها أسهل وأقل عمقا، بهدف تحسينها وتجنب تدهورها واستقطاب قرائها ثانية. ما زالت الصحيفة تحاول التميّز أمام الصحف المنافسة.

باختصار: صحيفة صغيرة تشق طريقها

صحبفة "مكور ريشون"
صحبفة “مكور ريشون”

“مكور ريشون”

هي الصيحفة اليمينيّة الموازية لصحيفة “هآرتس”. تعد صحيفة صغيرة، مخفية عن أنظار الإسرائيليين الكثيرين ولكن تؤثر في النخبة المثقفة من المتدينين القوميين والمستوطنين.

محرر الصحيفة هو حاجي سيغال، كان عضوا في التنظيم اليهودي السري وحاول اغتيال رؤساء مدن فلسطينية في الضفة. لذلك كان متهما بالتسبب بضرر كبير وعضوية في منظمة إرهابية وحتى أنه قضى في السجن الفعلي لمدة عامين. إنه يعد محللا سياسيا لاذعا وينتقد بشكل ثابت اليسار الإسرائيلي.

إن نسبة انتشار صحيف “مكور ريشون” شبيهة بصيحفة “هآرتس” وتصل إلى %4. تتميز الكتابة فيها بأسلوب فكري وعميق وتعد صحيفة راقية وغير شعبوية.

باختصار: صحيفة النخبة اليمينية

صحف الحاريديم
صحف الحاريديم

صحف الحاريديم

هناك صحف خاصة بالمتدينين المحافِظين (الحاريديم)، تختلف عن بقية الصحف الإسرائيلية من حيث مضامينها وأسلوبها. هناك من بين الصحف المشهورة في الوسط الحاريدي “همودياع”، “يتد نأمان”، “همفسير”، و “يوم ليوم”.

معظم الصحف اليمنية متماهي مع تيار ديني معين وحتى مع حزب معين بشكل واضح وعلني، وغالبا لا تتجسد الحيادية فيها ولا تعمل على تغطية موضوعية. إنها تنقل لقرائها رسائل من زعماء المجتمع المتديّن وتهاجم نمط الحياة العلماني والثقافة الغربية.

تهدف هذه الصحف المتدينة إلى أن تشكل بديلا للصحف العلمانية لئلا ينكشف الجمهور الحاريدي إلى معلومات تعارض مبادئه المحافظة والمتشددة، مثلا، فيما يتعلق بالنساء. إنها تتجنب نشر صور تظهر فيها نساء وتتجنب استخدام الشتائم والكلمات الفظة. يعمل في هذه الصحف محررو مراقبة يعملون على حظر تعابير أو مواضيع تخالف أوامر الحاخامات.

مع مرور الوقت، افتُتح موقعا أخبار للحاريدييم “بحدري حدريم”، و “كيكار هشبات”، لا يخضعان لمراقبة الحاخامات ويحاولان انتقاد المجتمَع المتدين وتغطية الجرائم والفساد في المجتمع المتدين، كما تعمل الصحافة العلمانية في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 794 كلمة
عرض أقل
صحيفة "هآرتس" الطبعة العبرية والإنجليزية (ويكيبيديا)
صحيفة "هآرتس" الطبعة العبرية والإنجليزية (ويكيبيديا)

إسرائيليون ضد صحيفة “هآرتس”: تجاوزت الخط الأحمر

كاتب في صحيفة هآرتس يشبّه الإسرائيليين أتباع التيار "الديني القومي" بحزب الله، ويثير ضجة في إسرائيل، وآلاف الإسرائيليين يلغون الاشتراك المالي للصحيفة

18 أبريل 2017 | 15:39

أثارت صحيفة “هآرتس” في الأيام الأخيرة ضجة كبيرة في إسرائيل، في أعقاب نشرها لمقالة رأي مثيرة للجدل، قال فيها كاتب المقالة إن الإسرائيليين من التيار “الديني القومي” – معظمهم من المستوطنين، والحزب السياسي الذي يمثلهم في إسرائيل هو “البيت اليهودي” – أصبحوا أسوء من حزب الله.

وكان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قد عقّب على المقالة على صفحته الخاصة على “فيسبوك”، قائلا إن كاتب المقالة أساء لشريحة كبيرة من الإسرائيليين، معروفة بولائها وعطائها لدولة إسرائيل، مطالبا صحيفة “هآرتس” بالاعتذار. وحمّل سياسيون آخرون الصحيفة المسؤولية بالسماح بنشر المقالة، مع العلم أنها تسيء لفئة كبيرة من الإسرائيليين، وتنشر بذور الفرقة بين الإسرائيليين.

وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، وزعيم حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان “أناشد جميع مواطني إسرائيل التوقف عن شراء صحيفة هآرتس فورا”. قائلا إن الصحيفة أصبحت منبرا لكارهي إسرائيل. وكتب ليبرمان أن الكاتب يوسي كلاين -كاتب المقالة ضد المتدينين القوميين- يحرض ضد جمهور رائع يخدم الدولة على أحسن وجه.

ونشرت الصحيفة اليسارية مقالة أرسلتها عائلة إسرائيلية تنتمي للتيار “الديني القومي” قالت فيها إنها قرّرت إلغاء الاشتراك للصحيفة في أعقاب المقالة الأخيرة، بعد 40 عاما على قراءة هآرتس. وقالت العائلة إن صحيفة “هآرتس” أصبحت منبرا لصوت واحد في إسرائيل، وهو اليسار المتطرف. واستهجنت العائلة كاتب المقالة الذي وصف التيار الصهيوني القومي بالأعداء، كاتبا أنهم يطمحون إلى السيطرة على الدولة.

وكذلك أشارت العائلة إلى مقالة أخرى نشرت في هآرتس، هاجم كاتبها منتج شوكولاتة إسرائيلي لأنه يتبرع للمستوطنات، مطالبا بمقاطعة الشركة. وقالت العائلة إنها قررت إلغاء الاشتراك المالي للصحيفة ومقاطعتها مثلما نادى الكاتب بمقاطعة الشركة الإسرائيلية فقط لأنها تتبرع للمستوطنات.

وشارك إسرائيليون آخرون على فيسبوك قرارهم إلغاء الاشتراك للصحيفة، بعد أن تجاوزت الخط الأحمر وقارنت بين فئة من الإسرائيليين بمنظمة إرهابية حزب الله.

اقرأوا المزيد: 262 كلمة
عرض أقل
يتسحاق هرتسوغ وبنيامين نتنياهو (Nati Shohat/Flash90)
يتسحاق هرتسوغ وبنيامين نتنياهو (Nati Shohat/Flash90)

نتنياهو اقترح مبادرة سلام إقليمية ولكنه تراجع

هآرتس: نتنياهو دفع عقد قمة سلام إقليمية مع المعارضة قدما، مقترحا تسويات إقليمية وفق مخطط حل الدولتين وتطويرات فلسطينية سريعة في مناطق "ج" ولكنه تراجع عن اقتراحه في اللحظة الأخيرة

كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم عن وثيقة نقلها قبل نصف سنة رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى رئيس المعارضة الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، بهدف حث الأخير على إقامة حكومة وحدة. تطرقت الوثيقة الإعلان عن نوايا حول دفع مبادَرة سلام إقليمية مع الفلسطينيين والدول العربية قدما.

نقل نتنياهو الوثيقة إلى هرتسوغ بعد سبعة أشهر من القمة السرية التي عُقِدت في شباط 2016، في العقبة في الأردن، بمشاركة وزير خارجية الولايات المتحدة، جون كيري، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن، عبد الله الثاني.

وفق مراسل صحيفة “هآرتس”، باراك رفيد، كان من المفترض أن يعرض نتنياهو وهرتسوغ معا وثيقة الإعلان عن النوايا المشتركة في قمة إقليمية في مصر مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وربما في قمة أخرى مع ملك الأردن، عبد الله الثاني في وقت لاحق بعد مرور عدة أسابيع، في بداية تشرين الأول 2016. كان من المتوقع أن تشكل القمة في مصر بداية مبادرة سلام إقليمية، وكان ينوي نتنياهو وهرتسوغ بعد عودتهما فورا الإعلان عن مفاوضات سريعة لإقامة حكومة وحدة.

ولكن بعد مرور ثلاثة أسابيع منذ أن اقترح نتنياهو اقتراحه على هرتسوغ، وبعد أن توصلا إلى اتفاق أولي حول مضمون التصريحات، بدأ نتنياهو في التراجع عن الوثيقة وعن الاتفاقات التي تم التوصل إليها، على خلفية تعرضه لأزمة سياسية مع جهات يمينية في الائتلاف، حول إخلاء بؤرة عمونا.

وثيقة تصريحات النوايا التي أطلقها نتنياهو
وثيقة تصريحات النوايا التي أطلقها نتنياهو

فيما يلي أهم ما جاء في وثيقة تصريحات النوايا التي أطلقها نتنياهو وتراجع عنها لاحقا (المستند الكامل مرفق كصورة):

“نعرب مجددا عن التزامنا بحل الدولتين لشعبين ونصرح برغبتنا حول دفعه قدما. تطمح إسرائيل إلى إنهاء النزاع وتسوية المطالب، الاعتراف المتبادل بحل الدولتين القوميتن، والتوصل إلى ترتيبات أمنيّة مستمرة وإلى حل إقليمي”.

“تطلب إسرائيل من الفلسطينيين استئناف المفاوضات المباشرة، الثنائية، دون شروط  مسبقة”.

“تنظر إسرائيل نظرة إيجابية إلى مبادرة السلام العربية، وترحب ببدء المحادثات مع الدول العربيّة حول هذه المبادرة، بهدف العمل معا ودفع حل الدولتين قدما وإرساء سلام شامل في المنطقة”.

“ستُدار النشاطات الإسرائيلية في المستوطنات في الضفة الغربية بشكل يتيح حوارا إقيلميا حول السلام وتحقيق هدف حل الدولتين لشعبين”.

وفق مراسل صحيفة “هآرتس”، دارت جدالات كثيرة بين نتنياهو وهرستوغ حول هذا البند، وتجسد صياغته الغامضة مدى استعداد نتنياهو لتجميد البناء في المستوطنات الصغيرة، خلافا للكتل الاستيطانية الكبيرة التي ستُضم إلى إسرائيل.

“ستعمل إسرائيل مع السلطة الفلسطينية لتحسين الوضع الاقتصادي بشكل ملحوظ والتعاون الاقتصادي، بما في ذلك في المناطق سي”.

وفق التقارير، طلب هرتسوغ أن يُكتب أن إسرائيل ستتيح للفلسطينيين إمكانية البناء وإقامة المشاريع الفلسطينية في المناطق سي.

اقرأوا المزيد: 374 كلمة
عرض أقل
استطلاع: السياسيون الذين سيهزمون نتنياهو  (Flash90/Miriam Alster/Abir Sultan)
استطلاع: السياسيون الذين سيهزمون نتنياهو (Flash90/Miriam Alster/Abir Sultan)

استطلاع: السياسيون الذين سيهزمون نتنياهو

صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تكشف عن أن الحزب الذي يتزعمه قائد الأركان السابق، غابي أشكنازي، وزير المالية موشيه كحلون والوزير السابق جدعون ساعر سيُحدث تحولاً في السياسة الإسرائيلية ولن يدع نتنياهو يُشكل حكومة

هل هذا استطلاع يُشير إلى قرب هزيمة نتنياهو؟. يُشير استطلاع صحيفة “هآرتس” إلى أنه في حال تم تأسيس حزب برئاسة قائد الأركان السابق، غابي أشكنازي، والوزير موشيه كحلون ووزير الداخلية والتربية السابق جدعون ساعر، سيكون هذا الحزب أكبر حزب في الكنيست وسيهزم بنيامين نتنياهو.

يُظهر الاستطلاع الذي أُجراه مركز “ديالوج”، تحت إشراف البروفيسور كميل فوكس من جامعة تل أبيب، أن حزب أشكنازي – كحلون – ساعر سيحظى بـ 22 مقعدًا، وسيتفوق على حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو والذي سيحظى بـ 21 مقعدًا فقط. غالبية المصوتين للحزب الجديد هم ممن صوتوا لحزب “الليكود” سابقًا، أو حزب “هناك مُستقبل” بزعامة يائير لبيد.

ويُشير الاستطلاع إلى أن كتلة اليمين الموسعة التي تتكون في الكنيست الحالية من أحزاب الليكود، وإسرائيل بيتنا، ستفقد مُجتمعة 7 مقاعد في الكنيست، ما يحول دون إمكانية نتنياهو أن يُشكل حكومة برئاسته. يُقدر المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس”، يوسي فرتر، أنه مقابل نتنياهو، من سيتزعم الحزب الجديد – أشكنازي، كحلون أو ساعر – سيكون قادرا على تشكيل الحكومة بسهولة كبيرة.

وأضاف يوسي فرتر قائلاً أن الصداقة التي تجمع ساعر وكحلون قد تساعد هذا الحزب على أن يقوم: لأن “كحلون وساعر صديقان مقربان والعلاقة بينهما متينة، وتتضمن مُحادثات ذات صلة بالسياسة”. بالمقابل، لم يكشف بعد قائد الأركان السابق، غابي أشكنازي، عن توجهاته السياسية. إلا أنه، كما هو معروف، أن مواقفه السياسية أكثر اعتدالاً من كحلون وساعر. لم ينسَ فرتر أن يُذكرنا أيضًا أن: “هناك مسألة “الأنا”: من منهم سيكون الرقم 1، المُرشح لرئاسة الحكومة”.‎

اقرأوا المزيد: 230 كلمة
عرض أقل