وردت اليوم صباحا (الإثنين)، وبعد مرور 16 عاما على أحداث 11 سبتمبر، نظريات مؤامرة مجددا حول المسؤولين عن انهيار البرجين التوأمين ووفاة نحو 3000 شخص.
ويتضح من استطلاع أجري مؤخرا ونُشر في المجلة الأمريكية Live Science أن أكثر من ثلث الأمريكيين يؤمنون أن الإدارة الأمريكية تخفي تفاصيل فيما يتعلق بالعملية الإرهابية الأكبر في تاريخ البشرية عن الجمهور الأمريكي.
ومنذ الأحداث في عام 2001، طُرح عدد من نظريات المؤامرة ضد الرواية الرسمية الأمريكية حول أحداث 11 سبتمبر. تتطرق غالبية النظريات إلى إمكانية حدوث حملة عسكريّة كاذبة عرفت فيها الإدارة الأمريكية أو المسؤولين، عن هجوم مستقبلي ورفضوا العمل وفق الحاجة، أو حتى أنهم شاركوا بشكل فعال في التخطيط والتنفيذ.
والادعاءات الأساسية التي تعزز المؤامرة متنوعة: هناك مَن يدعي أن برجي التوأم تم تفجيرهما بعبوات ناسفة وليس على يد الطائرات. كما ذُكر آنفا، لا يدعم معظم مهندسي البناء نظرية التفجير المراقب وتدعي الإدارة الأمريكية حازمة أن تنظيما إرهابيا إسلاميا سنيا متطرفا، القاعدة، مسؤول عن الهجوم.
https://www.youtube.com/watch?v=mhROd7Jt3-w
وكذلك، بحث طاقم مهندسين من جامعة ألاسكا طيلة عامين الظروف التي أدت إلى انهيار البرج الثالث وحدد أن الرواية الرسمية للانهيار (الحريق) غير مقبولة – وإذا كان الأمر كذلك، يجري الحديث عن حالة تاريخية نادرة يسقط فيها برج مصنوع من الفولاذ نتيجة تعرضه للحريق.
ومن بين عدد من نظريات المؤامرة التي طُرحت، ترد الرواية الأكثر تطرفا في إطار “الحركة لكشف الحقيقة حول أحداث 11 سبتمبر (The 9/11 Truth Movement)”. وتدعي الرواية المعتدلة التي لا تصرح عن نظرية مؤامرة بشكل واضح، أن السلطات الأمريكية بما في ذلك الجيش والاستخبارات، لم تعمل إلى حد بعيد لمنع الهجمات. إنها تدعي بشكل أساسيّ أن اللجنة للتحقيق في الأحداث سترت على هذه الانتهاكات، التي تتضمن اللامبالاة المتعمدة من قبل جهات مختلفة في الإدارة الأمريكية رغم الإنذارات المسبقة حول الهجوم.
وخلافا للرواية الأمريكية الرسمية، التي تدعي أن الإرهابيين نجحوا أكثر مما توقعوا، فإن مؤيدي نظريات المؤامرة المختلفة يعتقدون أن الهجمات حققت هدف المخطط للهجوم الحقيقي – الإدارة الأمريكية. من بين الدوافع الأساسية التي طُرحت يمكن أن نذكر: زيادة الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط؛ زيادة ميزانية الأمن العسكرية وميزانية خدمات الاستخبارات بنسب كبيرة؛ التقييدات الجديدة بشأن حقوق المواطنين، المعروضة كشن هجوم على دستور الولايات المتحدة الأمريكية.
هل إسرائيل متهمة في تنفيذ العمليات؟
ما زال الملايين في الولايات المتحدة متأكدين أن حكومة بوش هي المسؤولة عن الهجمة الإرهابية عام 2001 (Wikipedia)
كما هي الحال في كل نظرية مؤامرة، فإن اسم إسرائيل يرتبط بأحداث 11 سبتمبر. إحدى النظريات الشائعة في العالم الإسلامي هي أن اليهود والإسرائيليين هم المسؤولون عن العملية. وفق هذه النظرية، تغيّب بتاريخ 11 أيلول الكثير من العمال اليهود عن مكان العمل في برجي التوأم، وتلقوا إنذارا مسبقا عما سيحدث. نُشرت أدلة كثيرة في صحيفة الأهرام المصرية حول تورط الموساد، على ما يبدو، في العمليات. وادعت الصحيفة أيضا أنه للوهلة الأولى جرى بيع عام للأسهم على يد يهود قبل يومين من أحداث 11 سبتمبر.
وبالطبع، وخلافا لهذه النظريات، أسفرت العملية عن قتل خمسة مواطنين إسرائيليين ونحو 270 حتى 400 يهودي. تعود أسباب تغيّب الكثير من اليهود عن العمل في يوم تنفيذ العملية إلى التاريخ العبري لذلك اليوم. فقبل أسبوع من حلول رأس السنة العبرية، يصلي الكثير من اليهود صلاة إضافية خاصة وطويلة في الصباح تدعى صلاة “سليحوت” (الاستغفار).
انهيار من الأعلى أو من الأسفل؟
انهيار برجي التوأم عام 2001 (Wikipedia)
تركّز نظريات مؤامرة أخرى على فحص مقاطع الفيديو التي وثقت انهيار المباني في ذلك اليوم بشكل دقيق. يشير المهتمون بنظريات المؤامرة كما يمكن العثور في مئات مقاطع الفيديو التي نُشرت في السنوات الأخيرة في أنحاء الإنترنت إلى الدخان الكثيف الذي يعلو من الطوابق المنخفضة من المباني بعد وقت قصير من انهيار الطائرات، في مواقع أكثر انخفاضا من الطوابق التي تعرضت للضرر المباشر، مما يشهد وفق ادعائهم على أن المباني انهارت من الأسفل باتجاه الأعلى وليس العكس، وفق الرواية الرسمية. وادعى آخرون أنه لا يُحتمل أن تتعرض المباني المصنوعة من الحديد والفولاذ، للانهيار نتيجة حريق وأنه لم تحدث أحداث كهذه في الماضي تشهد على سقوط مبان لهذه الأسباب.
الضرر الذي لحق بالبنتاغون ليس معقولا؟
مبنى البنتاغون بعد تعرضه للهجمات في ال-11 من سبتمبر 2001 (AFP)
هناك نظرية مؤامرة أخرى شعبية أيضا، تفحص إمكانية اصطدام الطائرة بمباني البنتاغون، وتركز على أن موقع الضرر لا يتماشى مع طبيعة الضرر المتوقعة نتيجة انهيار طائرة بوينغ 757 فوق مباني المكاتب. هناك أيضا مَن يدعي أن صاروخ جوال أدى إلى إصابة المبنى.
ومن بين ادعاءات أخرى، هناك ادعاءات في مقاطع الفيديو المختلفة تشير إلى أن الضرر لم يحدث في مكان كبير إلى حد كاف مقارنة بقوة الضرر، وأن الثقب الذي نشأ في الجدران الخارجية من مبنى البنتاغون عرضه 23 مترا، في حين أن عرض طائرة البوينغ يصل إلى 40 مترا.
ويبدو أن نظريات المؤامرة لن تنتهي أبدا في ظل الواقع العصيب الذي مرت به الولايات المتحدة الأمريكية والعالم في ذلك اليوم. مَن يفحص فحصا متعمقا أسباب نظريات المؤامرة المختلفة، يمكن أن يلاحظ أن هناك آلية دفاعية تهدف إلى أن يواجه دماغ البشر الأحداث العالمية الخطيرة.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني