اشتهرت المطربة الإسرائيلية، نينت طيب، في عام 2003 في برنامج المواهب “نجم يولد”، حين سحرت الجمهور الإسرائيلي بفضل أغنية مشهورة للمطرب الإسرائيلي ذي الجذور الشرقية، زوهر أرغوف. وبعد تتوجيها آنذاك بلقب محبوبة الجماهير، صارت نينت طيب، فتاة مغمورة من مدينة كريات جات، من أشهر المطربات الإسرائيليات. لكن شيئا ما حدث بعد ذلك في حياة نينت، فبعد أن ظن كثيرون أن نينت ستكون النجمة الجديدة للموسيقى الشرقية في إسرائيل، اتجهت هي إلى طريق آخر. فهل تعود نينت إلى أحضان الموسيقى الشرقية
بداية القصة
بعد فترة على تتويجها “محبوبة الجماهير”، حيث كانت نينت مغنية “مطيعة” تسعى إلى إرضاء جماهيرها ولا تريد أن تخرج عن الإجماع الذي تشكل في إسرائيل حول اللون الذي يجب أن تؤديه، اتخذت سيرة نينت المهنية منحى مختلفا، إذ بدأت تبتعد عن عالم الموسيقى الشرقي، خائضة عالم الموسيقى الغربية، وخاصة لون “الروك ن رول” الصاخب.
وفجأة تحوّلت المطربة المحبوبة إلى مغنية مثيرة للجدل، حيث كُتب عنها في إسرائيل، بأنها قررت الابتعاد عن أصلها منذ أن انتقلت إلى “تل أبيب”، ساعية إلى إرضاء نخبة “الأشكناز” التي تسيطر على مشهد الموسيقى في هناك.
https://www.youtube.com/watch?v=oD7H8EDPSZk
وحسب نقاد إسرائيليين، فإن محاولات نينت في الوصول إلى “لون” موسيقي خاص بها، وإن كانت محاولات يجب احترامها والانتباه إليها، باءت بالفشل. والسبب أن “الروك ن رول” الذي قدمته نينت لم يرق للجمهور الإسرائيلي الذي لم ينس يوما أن نينت أبدعت حينما غنت أغنية شرقية.
لكن المطربة الجميلة واصلت في ما تؤمن به، وتعلمت العزف، وقررت خوض تجربة الكتابة. وفي حديثها عن مشاريعها هذه قالت نينت أكثر من مرة أنها تفضل أن تكون صريحة مع نفسها على أن ترضي الجمهور بأغاني شرقية، فقط لأنها من أصل شرقي وغنت مرة أغنية شرقية.
https://www.youtube.com/watch?v=HLeXPmxUffE
لكن علاقة نينت بالجمهور الإسرائيلي اتجهت إلى الأسوأ، ومنذ عام 2007، تخلت نينت عن العروض الموسيقية العامة وأصبحت تقيم حفلات موسيقية صغيرة في أماكن مغلقة وخاصة.
حياتها الشخصية طغت على تلك الفنية
وإلى جانب الموسيقى، أصبحت اهتمامات نينت تزداد وتبتعد عن الموسيقى، فقد قامت بعدة أدوار تمثيلية وظهرت في أفلام ومسرحيات. ومن المعروف أن الشركات الكبرى تنقض على المشاهير من أجل تسويق بضاعتاها، وهكذا أصحبت عارضة أزياء لملابس داخلية للشركة الإسرائيلية “ديلتا”.
وقل الاهتمام بمسيرة نينت الموسيقية وانصب اهتمام الجماهير بحياتها الشخصية، خاصة بعد أن انفصلت عن ممثل مشهور كانت على علاقة طويلة معه. ومن ثم بزواجها، وحبلها، وإنجابها طفلا العام الجاري.
وجاءت مرحلة أخرى للمطربة التي ابتعدت أكثر فأكثر عن أصلها الشرقي، حيث خاضت تجربة الغناء باللغة الإنجليزية. ونال مسعاها هذا إعجاب المطرب العالمي المعروف، روبي وليمز، والذي طلب منها أن تكون المطربة “المحفزة” في عرضه الأخير في إسرائيل.
وردا على الانتقادات التي وجّهت إليها، أنها مغنية تهرب من قدرها، ولا يليق بها اللون الغربي، تقول إن ما يهمها أن تكمل مشوارها الفني وهي مخلصة لذاتها وللفن الذي تؤمن به.
يذكر أن نينت انتخبت عام 2009 وعام 2012 لتمثيل إسرائيل في احتفال جوائز MTV الموسيقية، إلا أنها لم تستطع الوصول إلى النهائيات.
نقطة التحول.. ربما
ثمة دلائل على أن نينت تعود إلى الجذور، فبعد زواجها من فنان هو الآخر من أصول شرقية، حرصت نينت أن يكون حفل زفافها على الأصول المغربية، حيث أدت طقس “الحناء”.
وساهمت أخيرا في مشروع كبير للملحن والمبدع، دودو طاسا، والذي يولي اهتماما كبيرا للموسيقى العراقية. فبعد تردد كبير، قررت نينت أنها تريد أن تشارك في مشروعه الذي يلقى إعجاب الجمهور الإسرائيلي، وللمرة الأولى غنّت المطربة أغنية بالعربية “ذوب وتفطر (يا سليمه)”.
https://www.youtube.com/watch?v=6P1GT0I8cXo
والجميع يتساءل اليوم إن كانت أغنية نينت بالعربية مؤشرا على عودتها إلى جذورها، أم أنها كانت أغنية واحدة ووحيدة وهي لا تتخلى عن ارتباطها “المصطنع” مع الموسيقى الغربية.
المؤكد في قصة نينت، هو أنه، لو قررت استثمار طاقاتها للغناء الشرقي، فأولا سيتنافس عليها كبار الوسط الفني الشرقي في إسرائيل. وثانيا، هي الوحيدة، حسب نقاد في إسرائيل، القادرة على اختراع الموسيقى الشرقية من جديدة في إسرائيل، وبذلك ستتحول إلى المطربة ذات التأثير الأكبر على الموسيقى الإسرائيلية.