لا رونالدو ولا ميسي، فمن هو اللاعب الأغلى في العالم؟
معهد سويسري يدرس البيانات المالية لشراء لاعبي كرة القدم ويقرر: ميسي في المرتبة الثانية ورونالدو لم يحقق مرتبة اللاعبين الثلاثة الأوائل. إذا مَن هو اللاعب الأغلى ثمنا؟
من المرجح أن معظمكم يفترض أنّ ليو ميسي وكريستيانو رونالدو هما صاحبا القيمة السوقية الأغلى ثمنا. ولكن معهد أبحاث سويسري “CIES” يفيد بأخبار أخرى ومفاجئة. فحص المعهد بيانات للاعبين من أكثر من 5 دوريات مرموقة في أوروبا استنادا إلى الخصائص التالية: السنّ، الإنجازات، مستوى الدوري الذي يتنافس فيه اللاعب، المكانة في الفريق، القدرة، الخبرة، قيمة عقد العمل، المهمة في الملعب، والقيمة الاسمية.
نقل الباحثون السويسريون معطيات البيانات إلى مجلة “فرانس فوتبول” (France Football)، والتي قررت أن نيمار دا سيلفا، هو اللاعب الأغلى ثمنا في العالم.
كريستيانو رونالدو (AFP)
وفقا للتقديرات، فإنّ قيمة نجم منتخب البرازيل وبرشلونة تبلغ 250 مليون يورو على الأقل. يحتل ميسي المرتبة الثانية، بفجوة ليست قليلة بعد زميله في الفريق، مع 190 مليون يورو. ماذا بالنسبة لرونالدو؟ في الواقع، لم يحظَ بأية مرتبة ولا حتى من بين المراتب الثلاث الأولى.
نيمار دا سيلفا، اللاعب الأغلى ثمنا في العالم (AFP)
سبق أنطوان غريزمان (Antoine Greizman) كريستيانو وحلّ في المرتبة الثالثة. يُقدَّر نجم أتلاتيكو مدريد بـ 135 يورو، 5 مليون أكثر من اللاعب رونالدو البرتغالي في ريال مدريد، والذي احتل المرتبة الرابعة. وقد وصل بول بوغبا (Paul Pogba)، اللاعب الذي دُفع مقابله المبلغ الأغلى ثمنا في التاريخ، إلى المرتبة الخامسة. وفقا لفرانس فوتبول، فقد قُدّر سعر هذا اللاعب الفرنسي بـ 125 مليون يورو.
ميسي أم رونالدو؟ يمكن إجراء نقاش دائمًا حول من هو لاعب كرة القدم الأفضل، ولكن الحسابات المصرفية هي التي تحدد بشكل قاطع: من هو لاعب كرة القدم الأغنى بينهما
يعتبر ليونيل ميسي في نظر الكثيرين لاعب كرة القدم الأفضل في العالم وهو أيضًا يتقاضى أجرًا وفقًا لذلك. يتضح من فحص أجرته مجلة “France Football”، أن ميسي هو لاعب كرة القدم الأكثر ربحًا في سنة 2015، فقد ربح 74 مليون يورو، أكثر بـ 9 مليون من العام 2014. تتألف الأرباح من أجره والعقود الإعلانية.
ليونيل ميسي (AFP)
يأتي مباشرةً بعد ميسي، كما هو متوقع، كريستيانو رونالدو مع 67.4 مليون يورو. ويحتل نيمار، زميل ميسي في فريق برشلونة، المركز الثالث مع 43.5 مليون يورو. جوزيه مورينيو، رغم أنه لا يعمل في الوقت الراهن، إلا أنه في العام 2015، قد كسب 24 مليون يورو وهو يتصدر قائمة المدربين الرابحين.
ضمن برنامج لجمع التبرعات الذي أقيم في الأسبوع الماضي، تنافس اثنان من نجوم برشلونة الكبار- ليو ميسي، أحد أفضل اللاعبين في العالم والنجم الكبير للفريق، نيمار، الشاب البرازيلي الذي انضم للفريق في السنة الأخيرة بعد المونديال في ريو.
ضمن المنافسة كان على كل واحد منهم أن يصمّد بكرة واحدة دقيقة كاملة، دون أن يوقعها، بينما تقوم الشاشة التي وُضعت خلفهما بعد المرات الذي صمّدت فيه الكرة لكل منهما.
لقد كان ظاهرا منذ الثواني الأولى أن نيمار قد فقد السيطرة على الكرة، مما أدى إلى اصطدامها بكرة ميسي ووقوعها هي أيضا. ولكن سرعان ما أعادا السيطرة على الكرة، في عرض ساحر ومثير. لكن في نهاية المطاف لقد فاز فقط واحد منهما، والذي استطاع أن يصمّد في الكرة أكثر من 1000 مرة بالدقيقة. من فاز باعتقادكم؟
شاهدوا الفيديو الذي تمت مشاهدته أكثر من مليوني مرة خلال أيام قليلة:
هناك من يتحدث بأنّ إصابة نيمار كانت معدّة لمنع فوز البرازيل في كأس العالم، وأن محمد علي فاز في معركة حياته، لأنّ خصمه راهن عليه. نماذج من المؤامرات في عالم الرياضة
العالم مليء بنظريات المؤامرة البشعة: حول الفساد، الحروب الكاذبة، اغتيال القادة البارزين والأحداث التي لم تحدث مطلقًا. هناك من يعتقد بوجود مطلق نار آخر في اغتيال كينيدي وأن الهبوط على سطح القمر عام 1969 كان تمثيلا.
الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي (Wikipedia)
يتضّح أنّ عالم الرياضة أيضًا ليس بريئًا من نظريات المؤامرة. في هذا المقال أحضرنا لكم بعض النماذج المفاجئة حول المؤامرات والرياضة.
نيمار أصيب من أجل منع البرازيل من كأس العالم
نجم منتخب البرازيل نيمار يرفع يديه شاكرا الجمهور (AFP)
هل أرادت الفيفا للبرازيل أن تفوز؟ أم أنّه قد تمّ ترتيب القرعة لتوفير مسار مريح للأرجنتين؟ ليس هناك حدّ لذلك، وخصوصًا في عصر الإنترنت الذي يمكن فيه انتشار كلّ نظريات المؤامرة لكل شخص.
هناك من زعم أنّ إصابة نيمار نشأت من مؤامرة كانت معدّة لمنع البرازيل من الفوز؟ وهناك ادعاء آخر أنّ الإصابة تم تمثيلها لتوفير حرجه أمام ألمانيا.
https://www.youtube.com/watch?v=hUMl_VFzG1U
ومن الواضح أنّه لم يرغب الجميع بفوز البرازيل، وكان هناك من أراد ذلك، ولكن من هناك حتى أي خطوة عملية معدّة لتأكيد أنّ هذا ما سيحدث، فإنّ الطريق طويل. ولكن هذه هي قوة المؤامرة؛ لا يمكن أن نثبت بأنّها خطأ. كان اليانصيب وألعاب الجداول أرضًا خصبة للاتهامات، ويزداد ذلك حين تخرج الأمور من فم الرياضيين المحترفين، مثل مارادونا على سبيل المثال.
لم يتقاعد مايكل جوردان من كرة السلّة، وإنما طبّق عقاب التوقيف بسبب مشاركته في القمار
لاعب كرة السلة الأسطوري مايكيل جوردن (AFP)
حتى اليوم هناك شائعات بأنّ لاعب كرة السلة الأسطوري مايكل جوردان لم يكن يرغب في الواقع بالتقاعد عن كرة السلة عام 1993، وأنّ إبعاده عن ملاعب كرة السلة جاءت على خلفية توقيفه من NBA للاشتباه بتورّطه بأعمال القمار.
في حدث إعلامي أعلن فيه جوردان عن تقاعده قال إنّه ربما يعود للدوري “إذا سمح لي ديفيد سترن”. وقد نفى المدرّب بطبيعة الحال ذلك. هناك مخرج أمريكي، قام بتصوير فيلم توثيقي عن ظهور جوردان في ألعاب البيسبول في وقت غيابه عن كرة السلة، قال في عام 2010 لصحيفة “شيكاغو تريبون”: “كمعظم الناس في أمريكا، ظننت أنّه ترك بسبب القمار. بعد أن حقّقت في الموضوع، اقتنعتُ أنّه كان مجرّد هراء. كل من تحدّثت معه قال إنّه قضى مئات الساعات في البحث عن “دليل دامغ” لإدانته، ولكن لم يتمّ العثور على ذلك أبدًا”.
خسر سوني ليستون أمام محمد علي عام 1965 بعد أن راهن مع نفسه بسبب ديون لمجرمين
الملاكم محمد علي (AFP)
بعد مرور 49 عامًا على أحد الانتصارات البارزة لعلي لا يزال الناس يتحدثون عن “ضربة الشبح” التي أسقطت ليستون وعن أنّ علي نفسه تساءل عمّا إذا كان قد مسّ خصمه.
في أقلّ من دقيقتين في الجولة الأولى، أرسل علي لكمة ضعيفة كانت تبدو بأنّها لم تمسّ رأس ليستون. سقط ليستون على الأرض ورفض القيام. كان حكَم الحلبة بنفسه بطلا سابقًا في الملاكمة، وقف مذهولا في الوقت الذي رفض فيه علي الابتعاد عن ليستون، بينما كان واقفًا فوقه ويصرخ في وجهه للقيام ومواصلة القتال.
أظهر ليستون قدرة سيّئة جدًا في اللعب وهو مستلق يئنّ على الأرض. كان واضحًا للجميع أنّ المعركة قد بيعت مسبقًا، ولكن طريقة التنفيذ وخشونة هذه الخطوة كانت مكشوفة جدًا، إلى درجة أنّه لا يمكن أن نخطئ في ذلك.
سمّيت اللكمة المزيّفة التي تلقّاها ليستون من علي “The Phantom Punch” أي “ضربة الشبح”، ولا يزال السرّ إذا ما كانت الضربة قد أصابت ليستون، وإذا كانت كذلك؛ هل تسبّبت له بضرر، منتشرًا في الجدالات حتى اليوم في كلّ نقاش تاريخي.
وتظهر نظريات المؤامرة في الشبكة بخصوص هذه الضربة، ابتداء من المباراة المباعة لمافيا قررت تبديل ليستون المرهق بعلي الحيوي والشاب، وأنه كانت هناك تهديدات تلقاها ليستون لحياته من الحركة العنصرية “أمة الإسلام” (Nation of Islam) التي أيدت علي الشاب ووقفت خلفه. والحقيقة أنّنا على ما يبدو لن نعرف أبدًا…
رفائيل نادال المخدَّر؟
لاعب التنس اللأسطوري رفائيل نادال (AFP)
دائمًا كانت المواد المحظورة تفسيرًا مريحًا لهواة المؤامرات في أعقاب اختفاء الرياضيين، كقصة لاعب التنس رفائيل نادال.
ستُذكر فترة غياب رفائيل نادال عن التنس كإحدى الخفايا الأكثر تداولا في تاريخ هذا الفرع من الرياضة. بعد تأجيلات متكررة نظر الجميع بأعين مفتوحة إلى عودة الإسبانيّ في بطولة أستراليا المفتوحة (2013). عندما أعلن قبل أكثر من أسبوعين من افتتاح البطولة بأنّه سيضطرّ مجدّدًا للتخلّي، بسبب فيروس غريب في المعدة، تراكمت جميع علامات السؤال الصغيرة في سؤال واحد ضخم: ماذا يحدث لنادال؟
وهكذا بدأوا في بناء نظريات كثيرة: يجب أن نعترف، أنه حين يتمّ الإعلان عن الانسحاب من بطولة كبيرة قبل وقت طويل مسبقًا بسبب فيروس في المعدة، لا يبدو مقنعًا. تزيد التفسيرات غير الكاملة والمعقولة أحيانًا بالنسبة لنضال وفريقه من الشكوك فحسب. الأكثر تشككا هم بطبيعة الحال المدوّنون والمؤاماراتيّون. وفقًا لإحدى النظريات، فقد تمّ الإمساك بنادال بعد ويمبلدون 2012 وهو يتعاطى المواد المحظورة، وقرّر أن يجاري مؤسسات التنس وأن يطبّق ما يسمّى في الشبكة “توقيف هادئ”. وهكذا، لا يفقد قادة هذا المجال يومًا واحدًا أصولهم التجارية الأكبر، ولا يسيؤون إلى سمعة التنس النظيفة وأيضًا هكذا تتمّ معاقبة الجاني فعلا.
لانس أرمسترونج (Wikipedia)
وبالنسبة لنادال، فلم يتمّ المسّ باسمه الجيّد واضطرّ فقط لتزوير إصابة. لم يتم تأييد هذا الادعاء الفظيع بطبيعة الحال بأي حقيقة، ولكنّ السلوك الغريب لنادال ومرافقيه يستمرّ في توفير الوقود لهذا الادعاء في الفضاء الافتراضي.
تُظهر قصة لانس أرمسترونغ كيف يمكن للمنشّط المنهجي والشامل أن يتمّ على مدى سنوات، بمعرفة الجميع، دون أن ينكشف. أيضًا، لا تختفي القصص الأخيرة بأنّ هناك الكثير من المديرين في الفيفا قد تلقّوا رشاوى لفترة طويلة من القطريين وسمحوا لذلك بقيام مباريات كأس العالم عام 2022 في قطر. تعزز كل حادثة كهذه بطبيعة الحال هواة النظريات وتجعل كلّ نفي عديم القيمة، وفي هذه الأثناء يبقى كلّ شيء في مجال نظريات المؤامرة.
تعرض هذه الصورة المنتشرة على الشبكة صور أكبر نجوم المونديال. بدءًا بنيمار، ميسي، ورونالدو، مرورًا بروني وأنييستا، ووصولا باللاعب بالوتيلي ولومبارد. يظهر نجوم كرة القدم الآخرين هم أيضًا، على الرغم من أن منتخباتهم لم تتابع طريقها في المونديال، مثل إبراهيموفيتشمن السويد.
ولكن كما في جميع الصور التي تظهر، توجد هنا “لذعة” ذات صلة بسواريز. فاستبدلت صورة سواريز التي كانت تظهر بالأصل، بصورة كلب شنازور، ويظهر مرة أخرى تعليق على حساب اللاعب “العضاض”.
نجم منتخب البرازيل نيمار يرفع يديه شاكرا الجمهور (AFP)
كأس العالم الأكبر؟
منذ مرور منتصف الطريق يمكننا أن نقول: لن نر مثل كأس العالم هذا لسنوات. بداية من الهجوم القاتل لهولندا وفرنسا، وصولا إلى الدفاع الحديدي للمكسيك. وكذلك صعود ميسي وسواريز، إلى جانب خيبة الأمل من رونالدو. ومشاعر كوستاريكا والجزائر، مقابل إخفاقات إسبانيا وإنجلترا. اهتفوا لكرة القدم!
انتظرنا المونديال، في نفس روتين الانتظار الذي لا ينتهي والذي يعيشه كلّ محبّ لكرة القدم مرة كل أربع سنوات، وهو أشبه بدائرة تتكرّر. انتظرنا – وبخلاف المرات السابقة، تحقّقت جميع توقّعاتنا بأكملها. في الواقع، فإنّ كأس العالم في البرازيل هو أكثر ما كنّا نريده أو نتخيّل أن نحظى به. إذا كنا قد رأينا في البطولات السابقة توجهات لكرة قدم دفاعية أو تستند إلى الاستحواذ على الكرة، ففي هذه الأيام نشاهد إحياء المباراة الإيقاعية والموجّهة نحو الأهداف، حيث تُمرّر فيها الكرة من قدم لأخرى وبشكل أساسي إلى المساحات الفارغة، بسرعة وبطرق متنوّعة.
منذ اليوم الثاني للمباريات، وفي اللقاء بين المنتخبين الكبيرين في المجموعة “ب”، حظينا بإثبات أول على التغيير الذي حلّ في كأس العالم هذا. لقد واجهت إسبانيا، موطن التيكي تاكا والتي دفعت التفاني إلى آفاق أرقام قياسية جديدة، هولندا التي يلعب فيها لويس فان غال. رغم التقدم المبكّر الذي أحرزه الإسبان عن طريق ركلة جزاء، وحقيقة أنّهم استحوذوا على الكرة في 64% من الوقت؛ لم تُدر المباراة بالطريقة التي اعتادوا عليها. فاستغلّت هولندا ميزة السرعة للاعبَين آريين روبين وروبين فان بيرسي، حيث أرسلا كرات طويلة إلى الأمام وضغطا على الدفاع كلّه. والنتيجة؟ ما لا يقلّ عن خمسة أهداف في شباك إيكر كاسياس التعيس – أحد عروض الفشل الأكثر تطرّفًا لبطلة تخرج. استمرت هولندا في الفوز أيضًا في المباريات التالية، مع أستراليا وتشيلي، وبدت كمرشّحة للتقدّم أبعد، أبعد بكثير.
شاهدوا بـ “ضربة رأس السمكة” الدقيقة والقوية لفان بيرسي، وهو هدف سيُذكر دومًا:
https://www.youtube.com/watch?v=4Pi8yvXFnec&feature=youtu.be
جاء هذا الصعود، كما هو معلوم، على حساب الإسبان التعساء. فكانوا يأملون في التعافي أمام تشيلي، ولكن كان لدى إدواردو فارغاس وأصدقائه مخططات أخرى. لقد استنسخوا طريقة اللعب الهولندية، وجعلوا الإسبان يستهلكون طاقتهم بهجمات لا جدوى منها، وقاموا بهجمات خفيفة الحركة، ولكنّها مُهندَسة بشكل جيّد، طوال الوقت لضمان مكان في ثمن النهائي. سيحتاج الإسبان إلى القيام بمراجعة حقيقية لفهم كيف بعد ثلاثة انتصارات متتالية في البطولات (بما في ذلك بطولة أوروبا 2008 و 2012)، يعودون إلى ديارهم بعد دورتين فقط.
وهذا مرشّح ليكون أحد هدّافي كأس العالم حتى الآن: تيم كيهل الأسترالي يقارن (مؤقتا) مع هولندا وول رهيب!
لا شكّ أنها بطولة للمنتخبات الأمريكية، حتى الآن. ويمكننا أن نضمّ لتشيلي كل من كولومبيا، البرازيل والأرجنتين؛ جميعها مرشّحة للوصول حتى النهاية. فصحيح أن البرازيل والأرجنتين لم تُقنعا على مستوى الفريق، ولكن لكليهما هناك لاعب نخبة، بحيث يمكنه أن يأخذ المباراة لنفسه، وقد استطاع أن يثبت ذلك في المباريات الأولى. سجّل نيمار زوج من الأهداف للبرازيل أمام كرواتيا، وكان ميسي مسؤولا عن هدفي الفوز لمنتخبه، أمام البوسنة وإيران. رغم عدم تنظيم تلك الفرق ووجود فجوة بين القدرات الشخصية في التنسيق بين اللاعبين، ولكن في هذه المستويات فإنّ “غبار النجوم” يساعد بالتأكيد في حسم المصير.
ميسي يأخذ الكرة، ويفصل بينه وبين المرمى 11 إيرانيَّا، ويُنهي مع هدف شخصي كبير في الدقيقة 94:
بينما يجيب ميسي عن الأسئلة التي طرحها الصحفيون قبل البطولة، فإنّ خصمه الكبير يسجّل بطولة عادية جدّا. بالتأكيد أنّ كريستيانو رونالدو ليس مسؤولا عن انهيار البرتغال أمام ألمانيا (بيبه تحديدًا، والذي تم استبعاده ببطاقة حمراء، فنعم)، ولكن على مدى مبارتين كاملتين – حتى مع الولايات المتحدة – لم ينجح في اكتساح أصدقائه ولم يجد لنفسه أوضاعًا. في الوقت الضائع مع الأمريكيين تحديدًا ضرب الكرة للعمق بشكل ممتاز، وانتهت المباراة بهدف تعادل من فاريلا، ولكن ذلك لم يكن كافيًّا، كما يبدو.
شاهدوا “طبخة” رونالدو، الختم الوحيد الذي تركه النجم والهلام في البرازيل:
نجم آخر جاء إلى البطولة (وبقوة) وهو لويس سواريز. لقد غاب مهاجم ليفربول عن المباراة الأولى للأوروغواي بسبب استبعاده وشاهد منتخبه وهو يخسر 3-1 أمام كوستاريكا. وقد صعد أمام إنجلترا على أرض الملعب وخاض في اللعب بشكل سريع. قام بالتحرك في الجناحين، تمتع بتعاون ممتاز مع نظيره في رأي الهجمة، أدينسون كافاني، وبالطبع سجّل هدفين، واللذين من المتوقع أن يقدّما منتخبه لثمن النهائي.
رغم ذلك، فجاءت القصة الكبيرة للمجموعة “ج” – وربما للبطولة كلها – من المنتخب الذي توقع الكثيرون أن يكون وقودًا لمدافع المنتخبات الثلاثة الكبرى: الأوروغواي، إنجلترا وإيطاليا. وفاجأ المنتخب القادم من أمريكا الوسطى الجميع بعد أن تغلّب على الأوروغواي القوية في اللعبة الأولى، وذلك بواسطة انضباط تكتيكي ولعبة محسوبة مع إيطاليا القوية أيضًا، 1:0. ستلتقي في ثمن النهائي بساحل العاج، اليونان أو اليابان، ولن يجرؤ أحد الآن على الرهان ضدّ استمرار هذه الرحلة الرائعة.
استمعوا إلى المعلّق المتحمّس وشاهدوا العرض الكامل لكوستاريكا، الذي أثبت أنّ كلّ شيء ممكن في كرة القدم!
ولكن فوق جميع العروض الشخصية والجماعية، وسوى جميع القصص المؤثرة التي حدثت على أرض الملعب، يبدو أن كأس العالم هذا ينتمي – أولا وأخيرًا – إلى جهة قد تم نسيانها تقريبًا في العصر الحديث: المشجّعون. يُغرق مئات الآلاف من الأشخاص من أمريكا الجنوبية البرازيل ويرافقون كل من: كولومبيا، تشيلي، الإكوادور، الأرجنتين والأوروغواي في استعراضات كبيرة وهتافات صاخبة. وانضمّ إليهم الكثير من المشجّعين الذين جاؤوا من جميع أنحاء الكون، ونشير بشكل خاصّ إلى الجزائريين، المكسيكيين والهولنديين.
الجمهور الكولومبي (AFP)
من الصعب أن نقرر إلى أي مدى يؤثر الجمهور على مجرى المباريات نفسها، ولكننا نستطيع أن نقول على وجه التحديد (ومن تجربة شخصية) إنّه يتوغل عميقًا في ذهن المشاهدين، في الملاعب والتلفزيون. إن الألوان المنتشرة على جميع أنحاء المدرّجات المزدحمة، الأغاني الإيقاعية وضجيج التشجيع الذي لا ينتهي هي الصوت الحقيقي لكأس العالم. وحين ينضمّ هؤلاء إلى قدرات اللاعبين الكبيرة – رغم التعب الذي انتهى في هذا الموسم – وإلى أساليب اللعب المغامِرة، فمن الواضح أننا جميعًا رابحون. آه، أرجو ألا ينتهي أبدًا!
وفي النهاية، نصفّق لثعالب الصحراء من الجزائر؛ أكّدنا أنّهم سيفاجئون الجميع:
https://www.youtube.com/watch?v=YTBVRFCMcSQ&feature=youtu.be
ميسي عند حائط المبكى ( Alex Kolomoisky/ POOL MAARIV / FLASH90)
“نحلم بأطفال إسرائيليين وفلسطينيين يتناقلون الكرة بين أقدامهم”
حماسة كبيرة في إسرائيل والسلطة الفلسطينية احتفاءً بزيارة نادي برشلونة العظيم. الرئيس عباس عبّر عن أمله في أن يكون السلام قد حل عندما يقوم الفريق بزيارته المقبلة
أمس في الثانية والثلث بعد الظهر، حدث ذلك أخيرًا. فبعد شهور من الانتظار، وصل أمس فريق كرة القدم، الذي قد يكون الأفضل في التاريخ، إلى إسرائيل. فبعد أن انتصروا أمس على سانتوس البرازيلي بثمانية أهداف نظيفة، هبط ميسي، نيمار، ورفاقهما في مطار بن غوريون، وصعدوا الحافلة متّجهين إلى القدس.
وصل الفريق لينتعش قليلًا في فندق “عنبال” في العاصمة، حيث يمكث الفريق ومرافقوه (يضمّ الوفد 140 شخصًا). وفي هذه الأثناء، غرّد جوناثان دوس سانتوس عبر تويتر: “نحن في إسرائيل … المحطة الأولى في جولتنا!”. بالمقابل، آثر داني ألفيس الخروج من الفندق للتوقيع للمشجعين الحماسيين الذين كانوا ينتظرون في الخارج. وبعد وجبة غداء خفيفة، انطلق اللاعبون إلى بيت لحم لزيارة قصيرة في كنيسة المهد، حيث لاقتهم الجموع بالصفير والهتافات. وحين خرج اللاعبون من كنيسة المهد، يرافقهم جبريل الرجوب، قوبلوا بحماسة كبيرة. وتصوّر ميسي ورفاقه مع الزوار، ووقّعوا للمشجّعين المنفعلين الذين انتظروهم في المكان.
دانييل ألفيس (MENAHEM KAHANA / AFP)
بعد ذلك، انتقل لاعبو الفريق إلى ستاد “دورا” في الخليل، حيث أجرَوا تدريبًا مرهقًا أمام عشرات الآلاف من المشجعين الحماسيين، ولم يعودوا إلى الفندق إلا مع انتصاف الليل.
وفيما تلاعب اللاعبون بالكرة أمام عيون المشجّعين، التقى رئيس النادي ساندرو روسيل بالرئيس عباس، الذي قال: “إنها زيارتكم الأولى إلى فلسطين، لكنكم متواجدون في بيوتنا كل يوم، فكل أبناء شعبنا يتابعونكم عبر التلفاز، نحن مسرورون جدا بأنكم تزوروننا في بيت لحم، مدينة المحبة والسلام. لقد زرتم كنيسة المهد، وآمل أنكم استمتعتم. نعلم بأنكم تحملون معكم رسالة أخرى، غير الرياضة – وهي السلام”، أضاف رئيس السلطة.
جيرارد بيكي وجبريل رجوب (AFP)
عندما بدأت الاستعدادات للزيارة، تم التخطيط لمباراة بين برشلونة وفريق مختلط من إسرائيليين وفلسطينيين، ما تعرقل بسبب صعوبة التنسيق بين الطرفَين. لكن المفاوضات استؤنفت بين إسرائيل والسلطة، موضوع تطرّق إليه الرئيس عباس. “إنها إشارة مباركة وفاتحة خير لزيارتكم هنا، وتدلّ على نيتكم لتحقيق السلام. آمل أن تزورونا المرة القادمة مهنّئين إيانا على السلام”.
وفيما يزور معظم اللاعبين إسرائيل للمرة الأولى، فإنّ كريستيان تيو يزور إسرائيل للمرة الثانية هذا الصيف. لكن بسبب جدول الأعمال المكثف، لن يتمكن باقي اللاعبين كما يبدو، من الاستفادة من توصيات تيو، الذي كان جزءًا من المنتخب الإسباني في كأس الأمم الأوروبية للشباب.
وبدأ اللاعبون يومهم الثاني بزيارة لحائط المبكى، حيث قوبل بطل إسبانيا بهتافات مئات المشجعين الإسرائيليين فيما كان اللاعبون يترجلون من الحافلة إلى الحائط. وكان المشجعون قد أتوا من شتى أنحاء البلاد إلى القدس. واعتمر لاعبو برشلونة القلنسوة (الكيباه)، واجتمعوا لالتقاط صورة جماعية في المكان المقدس، قبل أن يودعوا بطاقات في الحائط.
ميسي عند حائط المبكى ( Alex Kolomoisky/ POOL MAARIV / FLASH90)
بعد ذلك، انتقلوا للقاء الرئيس شمعون بيريس، المسؤول الرئيسي عن زيارة النادي للبلاد. وقال بيريس المنفعل للاعبي الفريق: “أشكركم على تحقيقكم حلم أطفال إسرائيليين وفلسطينيين. أشكركم على تلبتيتكم لدعوتنا، وعلى حضوركم. أشكركم، وأرجو الشفاء لتيتو فيلانوفا. برشلونة ليس مجرد نادٍ. فطوال السنين، تربعتم على قمة كرة القدم، وحملتم راية التضامن. الملايين يحبونكم في أرجاء العالم، وأنتم تردون بالمحبة على العالم. الرياضة، وكرة القدم تحديدًا، تكسر الحواجز، وتزرع الأمل. في كرة القدم، ليس لونُ قدمك مهمًّا، بل سرعتك وموهبتك. لا ضحايا في كرة القدم، بل رجاء وتطلّع إلى المباراة القادمة. نحلم بأطفال إسرائيليين وفلسطينيين يتناقلون الكرة بين أقدامهم، ويصلّون من أجل نجاح المحادثات الحاليّة مع الفلسطينيين. النجاح حاسم لمستقبلنا. ميسي، تشافي، إنييستا، والفريق بأكمله، بإمكانكم أن تعلمونا، نحن والفلسطينيين أن نلعب “التيكي تاكا”، وأن نسجّل من أجل السلام. عاشت برشلونة، عاشت إسرائيل”.
اللاعبين في بيت لحم (AFP)
فيما لم يحظَ مئات الأطفال الإسرائيليين المتحمسين أمس برؤية لاعبي الفريق لدى خروجهم من المطار إذ خرجوا من مخرج جانبي، فإنّ الأولاد اليوم سيحظَون بلقاء أبطالهم في تدريب مشترك مع أطفال يهود وعرب. لكنّ مشجّعا واحدًا لن يتمكن من القدوم، وهو رئيس الحكومة نتنياهو. فقد فهم الأخير أنّ الترتيبات الأمنية المطلوبة ستقلق راحة المشجعين، لذلك بعد اللقاء مع الرئيس بيريس، سيُجري النادي تدريبًا مصغَّرًا، يحضره نتنياهو وقرينته، التي دعت إلى اللقاء شبانًا وشابّات مرضى بالسرطان من جمعية “رحشي ليف”، يرافقهم الزوجان نتنياهو في السنوات الأخيرة. نأمل فقط أن يمر التدريب على خير هذه المرة. فقد اختار نتنياهو في لقاء تعايش سابق بين شبان يهود ومسلمين أن يستعرض مواهبه في كرة القدم، فكسر قدمه.
رئيس الوزراء نتنياهو واللاعبين (موشيه ميلنر، GPO)
ويتوقع أن تقوم الشرطة، في ساعات الظهيرة المبكرة، بإغلاق منطقة ستاد “بلومفيلد” أمام وسائل النقل، للتسهيل على أكثر من 14 ألف طفل سيملؤون الملعب اليوم ليروا عن كثب أبطالهم في نشاط يدمج بين التدريب الاستعراضي واللعب الخفيف. بعد ذلك، سيودّع اللاعبون الشرق الأوسط مقلعين إلى تايلاند، حيث سيلعبون يوم الأربعاء في بانكوك ضد المنتخَب المحلي.
أعلن فريق كرة القدم برشلونة عن أنه سوف يحضر إلى إسرائيل في بداية شهر آب، وسيحضر أيضا كافة نجومه بمن فيهم ميسي ونيمار. وتزيد الضغوط في هذه الأثناء على محمد صلاح لعدم الحضور إلى إسرائيل في إطار مباراة فريقه في دوري الأبطال.
بعد أقل من 10 أيام، سيكون هنا. سيصل فريق برشلونة بكل نجومه في زيارة إلى إسرائيل حيث سيقيم خلال هذه الزيارة تدريبا ضد أولاد إسرائيليين وفلسطينيين. والخبر السار والهام بالنسبة لمشجعي الفريق: أعلنت برشلونة اليوم (الخميس) أن الفريق سيأتي بتشكيلته الكاملة إلى إسرائيل، بمن فيهم ليونيل ميسي، نيمار، تشابي، أندراس أنييستا، جرارد بيكيه وكارلس فويول.
وقد بدأ كل هذا في زيارة رئيس برشلونة، ساندرو روسي، الذي التقى رئيس الدولة شمعون بيريس. وقد أخبر بيريس روسي مدى المحبة الكبيرة التي يحظى بها النادي ولاعبيه في إسرائيل، ودعاهم للزيارة.
وفور استلام الموافقة على وصول الفريق قال الرئيس بيريس أنه يرى أهمية بالغة في استضافة لاعبي ومدراء الفريق في إسرائيل في إطار مباريات تهدف إلى دفع السلام قدمًا بين إسرائيل والفلسطينيين، بروح رياضية، اعتدال وتسامح: “سنفعل كل ما في وسعنا لكي تكون زيارتهم إلينا ناجحة، وليتمتع أولاد إسرائيل والسلطة الفلسطينية بتجربة مثيرة وجيدة، ترافقهم كتذكار إيجابي طيلة أيام حياتهم”. وسوف يشارك الرئيس البالغ من العمر 90 عاما على أرض الملعب، حيث سيركل الركلة الافتتاحية في مباراة تدريب سيجريها نجوم الفريق مع أولاد يهود ومسلمين.
ستقيم سُلّة نجوم الفريق بقيادة من يُعتبر أفضل لاعب في العالم، ليونيل ميسي، والنجم الصاعد في كرة القدم العالمية، نيمار، سلسلة من المباريات ضد فريق أولاد وشبيبة مشتركة لبيتار القدس وأبناء سخنين، فريق مختلط من الطلاب والطالبات – المتدينين وغير المتدينين، ممثلية التعليم الخاص وممثلية حركات الشبيبة وطلاب رياضة متفوقين.
غير أنه إلى جانب الأخبار السارة، تتناول وسائل الإعلام الإسرائيلية والمصرية والسويسرية، في الأيام الأخيرة، موضوع غير سار إلى حد ما. بعد أن اقتُرعت بطلة الدوري الإسرائيلي، مكابي تل أبيب، لتلعب ضد بطلة سويسرا ف.س. بازل. بدأت محدلة من الضغط على اللاعبين المصريين اللذين يلعبان مع بطلة سويسرا، محمد صلاح ومحمد النني. ويتعرض الاثنان إلى ضغط كبير يمارسه عليهما أشخاص في مصر وحتى من قبل الإعلام المصري، حيث يطالبوهما بالمجيء إلى إسرائيل.
وقد خصص الموقع السويسري www.blick.ch هذا الصباح نبأ واسعًا حول الموضوع. ويرد في النبأ اقتباس منسوب إلى صلاح، يقول فيه: “لم أقل ذات مرة أنني لن أسافر إلى إسرائيل، ولكن الوضع معقد جدًا”. ويتعارض هذا الإعلان مع منشورات في وسائل الإعلام المصرية المنسوبة إلى صلاح. وقد نشرت الصحافة المصرية في الفترة الأخيرة مقابلات مع لاعب الوسط الذي يبلغ من العمر 21 عاما، حيث قال فيها أنه لن يأتي إلى المباريات في إسرائيل حتى إذا كلفه ذلك تسريحه من الفريق السويسري.
وقد تم اقتباس النني ذاته في صحيفة “المصري اليوم”، حيث قال: “أنا وزميلي محمد صلاح أوضحنا أننا نرفض الذهاب إلى إسرائيل. وقلنا هذا لرؤساء النادي. لقد شرحنا لهم الوضع الحساس ونحن نأمل في أن يتفهموا موقفنا ويستجيبوا لقرارنا بعدم المشاركة في المباراة”.
يعاني النني من إصابة في كتفه ومن المتوقع ألا يشارك في اللعبة، ولكن صلاح مدرج في خطط المدرب مورات ياكين الذي كان يفضل على ما يبدو أن يركز بهدوء في التحضيرات التكتيكية استعدادا للمباراة الهامة في إطار المباريات التمهيدية في أهم دوري كرة قدم في العالم. وقد رد ياكين اليوم للمرة الأولى حول الموضوع وقال “إذا كان أحدهم غير حر في رأيه بالنسبة لموضوع معين، فمن المفضل ألا يتعامل معه”. بما معناه، إذا كان صلاح لا يرغب بالحضور إلى إسرائيل، فربما من الأفضل لنا من دونه”.
وقالت المتحدثة بلسان ف.س. بازل، أندريه روط، اليوم لموقع ynet: “سنتحدث مع محمد صلاح وسنناقش معه الموضوع. هو لم يقل لنا حتى الآن أنه غير معني باللعب في إسرائيل، وغير صحيح أنه قال هذه الأقوال. إنه لم يتحدث مع وسائل الإعلام. نحن نعرف أن هذا الوضع ليس سهلا بالنسبة له، ولذلك سنتحدث معه على ذلك، وحتى ذلك الحين لن نتمكن من الرد على الموضوع.