“يجب تحديث وجهة النظر حول الحفاظ على نظافة الأولاد”، هذا وفق ادعاء البروفيسور “بريت فينلاي”، أخصائي كندي في علوم البيولوجية. “الوالدون والمعلمون الذين يدهنون مواد مُطهّرة على أيدي الأولاد، يلحقون بهم ضررا في الواقع”.
أصدر البروفيسور فينلاي والباحثة ماري كلاير أرياتا مؤخرًا كتابا يوضح كيف تشكّل النظافة القهرية في أوساط الوالدين خطرا على صحة الأولاد، ولماذا تشكل الأوساخ تحديدًا “تطعيما” طبيعيا ضد أمراض معيّنة.
يوضح الباحثان في الكتاب، أن هناك في الأرض والأوساخ التي يتعرّض لها الأولاد، ميكروبات تساعد على تطوير جهاز المناعة لديهم الذي يحافظ عليهم من الإصابة بالأمراض. الميكروبات هي كائنات حية صغيرة، وتتضمن الجراثيم التي يمكن رؤيتها عبر المجهر. تعيش في جسم الإنسان جراثيم ضرورية لنشاطه السليم.
يدعي الباحثان أن الأمراض مثل الربو، الحساسية، والسكري في أوساط الأولاد أصبحت شائعة في السنوات الماضية، بسبب قلة الجراثيم الناتجة عن عملية التطهير المُبالغ بها لجسم الأولاد. هناك باحثون يدعون أيضا أن حالات مثل الاكتئاب، القلق، وحتى التوحّد، مرتبطة بنقص الجراثيم.
“تشير الأبحاث إلى أن الأولاد الذين يقضون أوقاتا في الحقل أو أن لديهم حيوانات في المنزل، يميلون إلى تطوير الربو أقل بنسبة %20 “، يقول فينلاي. ويوضح قائلا: “السبب هو أنهم يتعرّضون إلى عدد أكبر من الجراثيم، وهذا إيجابي”.
لا حاجة إلى أن يستحم الأطفال يوميًّا
“على كل الأشخاص الذين يخافون من الجراثيم أن يهدأوا ويتغلبوا على مخاوفهم،” يقول فينلاي، ويعزز أقواله مستعينا بشرح علمي، مفاده أن النظافة المُبالغ بها “تقتل الجراثيم الجيدة، التي نسبتها أعلى مقارنة بالجراثيم السيئة”.
ويضيف البروفيسور فينلاي قائلا “إذا لم يرغب الأولاد في الاستحمام يوميا فلا تجبروهم على ذلك. وحتى إذا لاحظتم الكثير من الوحل في حوض الاستحمام، فلا تفزعوا. هكذا تعرفون أنه آن الأوان للاستحمام حقا”.