أكّد رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عضو الكنيست جمال زحالقة هذا الأسبوع أنّ نشاط أعضاء الكنيست العرب، ونضالهم ضدّ ما سمّوه “فاشية وعنصرية” المجتمع الإسرائيلي سيكون أكثر بكثير من مجرّد غياب عن الجلسة الافتتاحية للكنيست.
“أريد الدخول إلى اللجان أو أن أقدّم استفسارات وأن أقرأ بصوت عالٍ خطابات عضو الكنيست حنين زعبي، كتلك التي تعدّها مسبقا من أجل أحداث اليوم وسأكون لسانها”
ستقرأ الكلمات بلسان المؤنث؟
جمال زحالقة: “أريد أن أقرأ بصوت عالٍ خطابات عضو الكنيست حنين زعبي، كتلك التي تعدّها مسبقا من أجل أحداث اليوم وسأكون لسانها”
“نعم. هذا تماما ما سأقوم به. وهذا أكثر بكثير من مجرّد وسيلة للتحايل. مثلما قال الشيخ ابن عربي، والذي اشتهر كتابه “الملائكة لا تحلم” مؤخرا في العبرية: “على الرجل أن يشعر كالمرأة حتى ينسى أنّه رجل”. هذا ما أريد القيام به داخل الكنيست، الحديث بدلا عن عضو الكنيست زعبي بلسان المؤنث”.
وقد وجدت أمس عضو الكنيست باسل غطّاس، الثالث على قائمة التجمّع الوطني الديمقراطي، وهو جالس في مطعم خارج الجلسة في وقت خطابَيْ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ.
حتى كلمات الرئيس رؤوفين ريفلين قد سمعها من الخارج. قرأ ريفلين من فوق المنصّة الانتقادات اللاذعة التي تلقّاها خلال الصيف “اذهب إلى غزة” و”خائن رئيس حزب الله” وكلها ممّا كتبه عنه أشخاص لم يكونوا على استعداد لتقبّل معاملته الخاصة تجاه الوسط العربي، وغطاس، الذي يعرف هذه اللعنات وتدهور المجتمع الإسرائيلي؛ سمع كلّ شيء من الخارج.
بحسب كلام غطاس فإنّه سيدخل اليوم (الثلاثاء) إلى لجنة المساواة برئاسة عضو الكنيست عليزا لافي (من حزب “هناك مستقبل”) وسيحلّ هناك مكان زعبي التي هي عضو دائم في اللجنة. وموضوع النقاش هو إشراك المرأة في مراكز صنع القرارات الأمنية وفقا للقرار رقم 1325 في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. من المفترض أن توضع في الجلسة قائمة طويلة للمنظّمات النسوية، وسيحلّ غطاس مكان زعبي.
“سأدخل غدا إلى هناك بدلا من حنين، وسأقرأ خطابها والنقد الذي لديها حول إشراك النساء” كما يقول.
هل يمكن سماعك الآن وأنت تتحدّث باسمها بلسان المؤنث باللغة العبرية؟
“لم تكتب خطابها حتى الآن. لا أنوي السيطرة على كلماتي. أي شيء تكتبه فسأكون لسانها”.
أثار قرار التجمع الوطني الديمقراطي، بدعم من أعضاء الكنيست من الجبهة الديمقراطية والقائمة العربية الموحّدة، صدى كبيرا في أوساط الشعب الإسرائيلي وليس في الكنيست فحسب.
وقد سارع وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، الذي كانت معركته الشخصية ضدّ الوسط العربي هي الوقود الذي يحرّك به حملته، إلى نشر رسالة ردّ على قرار حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالغياب. “أرحّب بعزم أعضاء الكنيست العرب على الانفصال عن النظام السياسي في إسرائيل، وآمل أن يطبّقوا هذا “التهديد” في أسرع وقت ممكن”، هذا ما نشره في رسالته أمس.
محمد بركة: “الفكرة الرئيسية لدى اليمين في إسرائيل هي جعل السياسة مستحيلة بالنسبة للجمهور العربي”
ولكن سائر أعضاء الكنيست العرب لا ينوون الابتعاد عن اللجان، الجلسات العامة والاقتراحات التشريعية. قال لي رئيس حزب الجبهة الديمقراطية محمد بركة: “الفكرة الرئيسية لدى اليمين في إسرائيل هي جعل السياسة مستحيلة بالنسبة للجمهور العربي، كي لا يشارك العرب في الانتخابات، وهذا سيزيد من إبطال مفعول وزن أعضاء الكنيست العرب، وهكذا سيكون لدى ليبرمان وزن أكبر في التوزيع في الكنيست. لن أسمح بذلك. هناك حالات كثيرة وصعبة يجب فيها التوصل إلى مقاطعة الجلسات، ونحن حاليّا لن نقاطع”.
ومن المرتقب غدا (الأربعاء) أن تجري الجلسة العامة للكنيست نقاشًا حول موضوع تعليق عضوية زعبي. يدّعي حزب التجمع الوطني الديمقراطي أنّ خطوة التعليق كانت تفتقد إلى الصلاحية، حيث تجاوزت لجنة الأخلاقيات في الكنيست مسؤولياتها، ومن المرتقب أنّ يتذلّل أعضاء الكنيست الذين يؤيّدون استمرار تعليقها للمحكمة العليا، حيث ستصدر المحكمة العليا حكمها على ضوء السوابق القائمة وستقرّر بأنّ هذه عقوبة غير مسبوقة ولا تتّسق مع الشتائم الخفيفة التي تلقّاها أعضاء كنيست من اليمين، والذين قاموا بشتم ولعن أعضاء كنيست من العرب.
على أية حال، فقد أنهت زعبي الأشهر الثلاثة لتعليق عضويتها وإذا حكمت المحكمة العليا ضدّها، فمن المتوقّع أن تعود لنشاطها البرلماني الكامل خلال ثلاثة أشهر.
وعودة إلى الجبهة الديمقراطية، فقد أعلن بركة قبل عدة أيام أنّه سيفي بالتزامه وسيستقيل من الكنيست في يوم المرأة العالمي، في 8 آذار، من أجل أن يمكّن نبيلة إسبانيولي، التي تليه في قائمة الجبهة الديمقراطية، من أن تصبح عضو كنيست. وهكذا أيضا زميله عضو الكنيست الدكتور حنّا سويد الذي سيستقيل من الكنيست كي يسمح لأيمن عودة بالمشاركة.
هل هذا كلّ شيء؟ ماذا تخطّط بعد ذلك؟
“لن أترك السياسة. سأستمر بالتأكيد في رئاسة الجبهة الديمقراطية، وسنرى بعد ذلك كيف سيكون الزملاء الشباب والجدد وأي قادة سينشأون بينهم، وبخصوص دورة الكنيست القادمة فسنتّخذ القرارات عندما يحين الوقت. ليس ضروريًّا أن أترشّح في مكان عالٍ في القائمة إذا رأيت أنّهم يكتسحون الجمهور”.
لمن يحاول اليوم معرفة ما يمكن أن تكون عليه تركيبة القوائم العربية في الكنيست العشرين على ضوء رفع نسبة الحسم؛ سيُقال إنّه قد بقي وقت طويل من أجل تبلور الوضع.
التقديرات هي أنّه ستترشّح قائمتان عربيّتان للجمهور العربي. سيكون أحد الخيارات هو تضافر قوى كلّ من التجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الديمقراطية
التقديرات هي أنّه ستترشّح قائمتان عربيّتان للجمهور العربي. سيكون أحد الخيارات هو تضافر قوى كلّ من التجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الديمقراطية. حيث ستكون القائمة العربية الموحّدة، بما في ذلك عضو الكنيست أحمد طيبي هي المنافس. الخيار الثاني هو انضمام الطيبي إلى قائمة مشتركة مع الجبهة الديمقراطية، بحيث تترشّح القائمة العربية الموحدة (الحركة الإسلامية) بشكل منفصل، وأيضا يترشّح حزب التجمع الوطني الديمقراطي في هذه المجموعة المتألقة هو أيضا بشكل منفرد.