تسود في الأردن في هذه الأيام صعوبات اقتصادية واجتماعية كثيرة، حيث يطرق حدودها مئات آلاف اللاجئين السوريين الفارين من جحيم الأسد ويطلبون اللجوء في المملكة الهاشمية.
بالإضافة إلى جميع هذه الأمور فإنّ الفجوة بين المجتمع المحلي القبلي الأردني وبين المهاجرين الفلسطينيين، الذين جاؤوا بعد حرب الأيام الستة للعثور على ملجأ من جحيم الحرب بين إسرائيل والدول العربية عام 1967، يزداد حجمها من جديد في كل مرة تظهر فيها خصومة اجتماعية، اقتصادية أو حتى رياضية بين كلا الشريحتين السكانيتين.
في يوم الأربعاء الماضي أقيمت في الأردن مباراة كرة قدم اعتيادية بين خصمين مريرين. من جهة فريق الفيصلي، المؤيد من قبل المشجعين الأردنيين ومن جهة أخرى نادي الوحدات، الذي تأسس عام 1956 وظل تابعا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا حتى عام 1966 حيث كان تابعا لوزارة الشباب والرياضة الأردنية.
بعد خسارة فريق الفيصلي، المنتمي للمشجعين الأردنيين، بدأ مشجعو الفريق بالغناء “بالروح بالدم نفديك يا إسرائيل” وذلك من أجل إثارة غضب كبير في أوساط مشجعي نادي الوحدات. في كل لقاء بين الفريقين الخصمين تقريبا تشتعل نار الكراهية بين مشجعي الفريقين، مما يؤدي إلى عدد غير قليل من المواجهات العنيفة في الملعب أو خارجه.
في العام 2009، اضطرت الشرطة الأردنية إلى إيقاف المباراة في ذروتها بعد أن بدأ مشجعو الفيصلي بشتم ليس فقط مشجعي الوحدات وإنما أيضًا الملكة رانيا (من أصول فلسطينية).
استمر الصراع بين مشجعي الفريق أيضًا بعد المباراة المذكورة في الأسبوع الماضي واشتبك المشجعون الفلسطينيون مع مشجعين أردنيين وادعوا أن “ملك الأردن باع فلسطين وسمح بإقامة دولة إسرائيل”، حيث يدعي المشجعون الأردنيون أنّ هذه الأغاني تم أداؤها من قبل حفنة من المشجعين المتحمسين وأنه ليس لها أي معنى في ساحة المباراة.