نوبل للسلام لناشطة إيزيدية فرت من داعش وطبيب كونغولي

الناشطة الأيزيدية، نادية مراد (تصوير Israaid)
الناشطة الأيزيدية، نادية مراد (تصوير Israaid)

الناشطة العراقية الإيزيدية نادية مراد التي فازت بجائزة نوبل زارت إسرائيل عام 2017، حيث تحدثت عن معانتها في أسر داعش وضرورة الاعتراف بالمجزرة التي ارتكبها التنظيم ضد الأقلية الإيزيدية

05 أكتوبر 2018 | 15:51

ناجية من أسر داعش تربح الجائزة العالمية المرموقة: حازت نادية مراد، ناشطة حقوقية إيزيدية، نجت من الاستعباد الجنسي على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، على جائزة نوبل للسلام لعام 2018، حسب ما أعلنت لجنة الجائزة في أوسلو.

واشتهرت نادية في العالم بفضل قصتها القاسية في أسر داعش، حيث تعرضت للاستغلال الجنسي والاغتصاب من قبل عناصر التنظيم عام 2014 بعد أن احتل التنظيم الوحشي الموصول من العراق. وبعد فرارها من الشقة حيث احتزها عناصر داعش، وصلت إلى ألمانيا وأصبحت مناضلة من أجل حقوق النساء وحقوق الأقلية اليزيدية.

وزارت نادية إسرائيل عام 2017 والتقت نوابا من البرلمان الإسرائيلي، تحدثت معهم معانتاها واضطهاد الأقلية اليزيدية في الشرق الأوسط. وقالت نادية لوسائل الإعلام الإسرائيلية إنها مسرورة لزيارة إسرائيل وإنها تشعر أن إسرائيل يمكنها أن تفهم جرائم الحرب التي ارتكبت ضد الشعب اليزيدي، لأن الشعب اليهودي مر بمجازر قاسية أبرزها الهولوكوست. ودعت الإسرائيليين إلى تقديم العون ومساعدة الشعب اليزيدي.

أما الطبيب الكونغولي دينيس ماكفيغا فقد أمضى الجزء الأكبر من حياته يساعد الضحايا في بلاده، عبر مستشفى أنشأه وعالج فيه آلاف الضحايا، وساهم في إبراز الجرائم ذات الصبغة الجنسية في إطار الحروب.

اقرأوا المزيد: 174 كلمة
عرض أقل
الناشطة الأيزيدية، نادية مراد (تصوير Israaid)
الناشطة الأيزيدية، نادية مراد (تصوير Israaid)

فرت من داعش وألقت خطابا في البرلمان الإسرائيلي

الناشطة الأيزيدية، نادية مراد، تصل إلى إسرائيل لدفع يوم ذكرى خاص بارتكاب المجزرة بحق الشعب الأيزيدي وتطلب تعليم قصته في الجهاز التربوي الإسرائيلي

أجرى البرلمان الإسرائيلي أمس (الإثنين) اجتماعا خاصا لذكرى الشعب الأيزيدي الذي تعرض في السنوات الماضية إلى مجزرة من قبل داعش. شاركت أيضا في المراسم الخاصة الناشطة الأيزيدية، نادية مراد، حيث نجحت في التهرّب من أسر التنظيم الإجرامي في العراق، بعد أن تعرضت لتعذيبات خطيرة.

وإضافة إلى المراسم الهامة، قدّم 9 أعضاء برلمان إسرائيليين مشروع قانون يطالب بالاعتراف بإبادة الشعب الأيزيدي، ويتضمن إقامة مراسم ذكرى بتاريخ 3 آب سنويا، برامج تعليمية، ووقفة احتجاجية مركزية لذكرى القتلى.

وفي صيف 2014، تصدر الشعب الأيزيدي العناوين حيال المجزرة التي ارتكبها داعش، والتي تضمنت إبادة جماعية، تعذيبات قاسية، اغتصابات، والمتاجرة بالنساء على خلفية دينيهن وعقائدهن. كانت مراد مرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام تقديرا لناشطها في العالم من أجل الشعب الأيزيدي ومن أجل اعتراف حكومات العالم بالإبادة الجماعية التي لحقت بهذا الشعب.

مُراد تلقي خطابا في الأمم المتحدة (AFP)
مُراد تلقي خطابا في الأمم المتحدة (AFP)

وصلت مراد إلى إسرائيل بمساعدة جمعية “‏Israaid‏” التي تعمل على تقديم المساعدة اليهودية والإسرائيلية للأيزديين وبمبادرة عضو الكنيست، كاسنيا سبتلوفا.

وفي مقابلات معها لوسائل الإعلام الإسرائيلية تحدثت مراد عن فرحتها للمشاركة في اجتماع خاص من أجل الشعب الأيزيدي وعن أنها متأكدة أن إسرائيل بعد ما مر به الشعب اليهودي أثناء الهولوكوست، ستُبدي تفهمها إزاء الجرائم التي نفذتها داعش ضد الشعب الأيزيدي وضد الكثير من الأقليات في العراق وسوريا.

ستحاول مراد أثناء زيارتها في إسرائيل إقناع الحكومة الإسرائيلية بالاعتراف بما لحق بالأيزيدين، كإبادة جماعية.

فرحت مراد عندما علمت بهزيمة داعش في الموصل، وهي تسكن في وقتنا هذا في ألمانيا وتأمل أن تعود يوما ما إلى العراق. لقد تحدثت مراد في الماضي عن وطن الأيزيديين موضحة أنها تعتقد أن العراق هو بلد المستقبل للأيزيديين، إضافة إلى سائر السكان والطبقات المختلفة في الدولة العراقية.

اقرأوا المزيد: 251 كلمة
عرض أقل
نادية مراد (صورة من فيس بوك)
نادية مراد (صورة من فيس بوك)

جائزة نوبل لنادية مراد؟

نادية مراد، شابة يزيدية اختطفتها داعش وعذبتها، فأثارت وعيا عالميا وإقليميا كبيرا حول معاناة النساء اليزيديات منذ صيف 2014. والآن تُرشحها الحكومة العراقية لجائزة نوبل للسلام

أعلنت وزارة الهجرة والمهاجرين العراقية، أمس، أنّ الحكومة العراقية ستُرشح، في الأيام القادمة، نادية مراد طه لجائزة نوبل للسلام. مراد هي شابة يزيدية من قرية كوشو جنوب سنجار، اختطفتها داعش واستعبدتها طوال ثلاثة أشهر حتى نجحت في الفرار. شرحت الحكومة العراقية سبب ترشيحها للجائزة موضحة مساهمتها الكبيرة في نشر المعلومات حول العالم عن معاناة النساء العراقيات بشكل عام، واليزيديات بشكل خاص، تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية.

وصل خبر مراد إلى حكومتها في أعقاب جولة طويلة شهدت خلالها بشجاعة وصراحة مثيرين للإعجاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وبعد ذلك في ظهور دراماتيكي أمام جلسة مجلس الأمن في نيويورك. بعد ذلك فورا أجرت زيارة لعدة أيام إلى مصر. التقت خلالها بالرئيس عبد الفتّاح السيسي وشيخ الأزهر، أحمد الطيب، الذي طلبت منه أن تنشر بين الشباب الوعي حول خطر الانضمام إلى داعش. وكشفت مراد، في كل ظهورها العلني في الإعلام والمنتديات العالمية، عن معلومات أولية حول ممارسات الاستعباد، العنف الجنسي والتجارة بالبشر لدى التنظيم الإرهابي الجهادي. وقد شددت في قصتها على حياة الأسيرات المستعبدات اليومية وتحدثت، مرارا وتكرارا، عن قصة قريتها الصعبة، كوشو، التي كانت، كما يبدو، القرية الأكثر معاناة من أية بلدة أخرى بسبب قبضة داعش القوية في سنجار.

وفي مقابلة مطوّلة في برنامج مقدّم البرامج المصري، عمرو أديب، حكت نادية القصة المأساوية التي حلّت بكوشو. لم يستطع 1700 من سكان القرية، المحاطة بقرى عربية سنية، الفرار مع بداية غزو داعش فحوصروا في منازلهم. وقد وعدتهم عناصر داعش بأنّه لن يحدث لهم أي مكروه إذا اعتنقوا الإسلام. وبعد عدة أيام قيل لهم إن عليهم إخلاء بلدهم والتوجه إلى جبل سنجار، ومجددا وُعدوا بألا يتم المساس بهم. ومن ثم تم جمعهم في مدرسة القرية، وهناك تم فصل الرجال عن بقية السكان ومن ثم قُتلوا. أخِذَ الأطفال والنساء إلى قرية مجاورة لسنجار. فأرسلوا الأطفال من سن الثالثة فما فوق إلى معسكرات تدريب داعش، وأُخِذَت النساء إلى مدن الموصل، تلعفر والحمدانية الواقعة تحت سيطرة داعش، حيث تم بيعهنّ هناك كإماء للجنس في أسواق العبيد التي افتتحها التنظيم.

https://www.youtube.com/watch?v=f1zOTc2wbpY

نادية مراد في برنامج عمرو أديب في التلفزيون المصري، 26 كانون الأول 2015

تحدثت نادية بصراحة عن أيام أسرها من قبل داعش. أخِذَت إلى التجمّعات في مدينة الموصل حيث احتُجزت فيها آلاف الإماء، وبيعت بمزادات علنية نظّمها قاض في المحكمة الشرعية في المدينة من أجل مقاتلي التنظيم وسكان المدينة. وقد نُشرَت صور النساء في المحكمة الشرعية وكان الناس يأتون لشراء أو استجار الإماء لأنفسهم، حيث كانوا يُتمّمون الصفقة مع عنصر من داعش كان “مالك” تلك الأَمة. وفي وقت لاحق كان يأتي المشترون إلى منزل “المالك”، حيث تم أخذ الأمَة إلى هناك وتأجيرها لمقاتلي داعش ورعاياها لفترة محدودة، وأحيانا حتى لساعة أو ساعتين. لم يكن لدى النساء خيار للاعتراض، وكنّ يعطين بشكل تام لأتباع المشتري أو المستأجر. في أحيان عديدة كان يتم ضربهنّ، إهانتهنّ والتحرش بهنّ جنسيا خلال البيع أو الإيجار وبعد ذلك يتم اغتصابهنّ في منازل المشترين، وفي بعض الأحيان مرات عديدة في اليوم.

طلب عمرو أديب، المقرب من دوائر الحكم المصري، مرارا وتكرارا، من مراد الكشف عن معلومات إضافية عن التجربة الفظيعة التي مرت بها، معتذرا عن تطفّله. ورغم الموقف الصعب أجابت مراد عن أسئلته بشجاعة وأثارت إعجابا جماهيريا كبيرا. وتدريجيا كسبت لنفسها مؤيدين كثر في المجتمع اليزيدي وفي الرأي العام العراقي، العربي والعالمي. كان اليزيديون الذين وصفوها بـ “الأميرة الجديدة للشعب اليزيدي” هم الذين طرحوا فكرة منحها جائزة نوبل. في أعقاب ذلك فُتحت عدة مجموعات فيس بوك في العراق لطلب مماثل، وقد اكتسبت شعبية هائلة في أوساط عشرات آلاف المتصفحين. وتوافقت الحكومة العراقية، في الواقع، مع التأييد الجماعي والشعبي الكبير الذي اكتسبته مراد في الأسابيع الماضية، وقامت بذلك بخدمة مهمة لقضية النساء المختَطَفات، التي تم إهمالها في وسائل الإعلام ومن قبل الحكومة منذ سقوط سنجار.

ومن الممكن تماما أنّ تقديم ترشّح مراد لجائزة نوبل يهدف إلى “الركوب” على ظهر تلك الشعبية التوافقية، العراقية العامة، ومحاولة امتلاك القضية اليزيدية وقضية النساء المختطفات للعراق. وكذلك تسعى الحكومة العراقية إلى الإشارة بأنها لا تزال المسؤول الأول عن سلامة مواطنيها من جميع الأصول والأجناس. وكخطوة صورية فهي خطوة ذكية جدا، ولكن إذا لم تفز مراد بتلك الجائزة فستتبدّد شعبيّتها بسرعة، في حين ستنتظر إعلانات الدعم وتصريحات التضامن اليوم لتسديدها من قبل الحكومة العراقية.

نشر هذا المقال لأول مرة في منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 657 كلمة
عرض أقل