الممثّلة الهوليووديّة ناتالي بورتمان، كان اسمها ناتالي هارشلج، ووالدها هو طبيب إسرائيلي وأمها يهودية أمريكية. حين كانت في سنّ أربع سنوات، انتقلت إلى الولايات المتحدة بسبب عمل والدها أفنير، وحين امنتهت التمثيل اعتمدت اسم جدّتها قبل الزواج، بورتمان.
حين كانت في سنّ 12 عامًا فقط، مثّلت فيلمها الأول، ولعبت دورًا رئيسيًّا. لعبت بورتمان دور ماتيلدا الصغيرة والصارمة في فيلم “ليّون” إلى جانب ژان رنو الفرنسي. “لقد كانت جاهزة للكاميرا منذ لحظة وصولها للأستديو”، هكذا أشاد بها مخرج الفيلم.
ناتالي بورتمان متزوجة اليوم لشخص في سنّها (33)، هخورياوجراف بنجامين ميلفيد، المدير الفنّي لفرقة باليه أوبرا باريس، والذي تعرفت إليه أثناء عملها في فيلم “البجعة السوداء”. وقد دعيا ابنهما الأول “أليف”. نعم، الحرف الأول في الألفبائية العبرية.
بورتمان، التي بدأت عملها في التمثيل رسميًّا في فيلم “ليّون”، الذي صدر عام 1994، شاركت حتى الآن في ما يقارب 30 فيلمًا. أحيانًا،تشارك في فيلمَين أو ثلاثة في العام. وظهرت كذلك على خشبة المسرح، على سبيل المثال في “آنا فرانك”. وقد جاء النجاح الكبير مع فيلم الإثارة النفسية الغزير بالإيحاءات الجنسية “البجعة السوداء”، والذي لعبت فيه دورَين معاكِسَين، أحدهما للبجعة البيضاء والآخر للبجعة السوداء، خلال العمل على “بحيرة البجع”. وقد حازت على هذا الدور المتناقض، والذي تطلّب منها أن تدخل في حذاء راقصة باليه، حازت على جائزة الأوسكار وجائزة جلوبوس الذهبية لأفضل ممثّلة.
بعد عدّة سنوات من الصمت، تبيّن أنّ الممثّلة الهوليوودية لم تتخلّ عن خطّتها في تجسيد سينمائي لكتاب المؤلّف الإسرائيلي الشهير، عاموس عوز، “قصة الحبّ والظلام”، وأيضًا باللغة العبرية. وقد بدأت بورتمان من أجل المشروع الجديد والضخم بإجراء زيارات أكثر للبلاد والتجوّل بين مدنها والتواصل مع الصناعة التلفزيونية المحلّية.
اختارت بورتمان، المولودة في القدس، كتابة سيناريو لفيلم سيسمى بالإنجليزية “A Tale of Love and Darkness”، وتمثيله بل ولعب دور رئيسي فيه باعتبارها أمّ الكاتب. والفيلم مثل الكتاب ذاته، فقد تجري أحداثه في القدس في النصف الثاني من سنوات الأربعينات، ويركّز على مرحلة طفولة المؤلف على خلفية مرض أمّه النفسي وعجز والده، وتحدث من حوله الأحداث التاريخية لتلك الفترة مع قيام دولة إسرائيل، ويتناول أضرار الحرب العالمية الثانية والمحرقة.
ومن أجل الإنتاج، تم إغلاق شوارع رئيسية في المدينة أمام دخول المواطنين، وأحاطت المنطقة قوات أمنية كبيرة من أجل منع الفضوليّين من النظرات الخاطفة.
وقد تمكّنت أعمال تصوير الفيلم التي تجري هذه الأيام في الأحياء الحاريدية في القدس، من إثارة غضب سكان تلك الأحياء المتديّنة في القدس بسبب انقطاع الحياة العادية الخاصة للسكّان المحليّين.
وقد عُرفت بورتمان أيضًا بمحبّتها غير العادية لإسرائيل، على الرغم من أنّها لا تعيش فيها. مع بداية شهر شباط هذا العام، أصدرت عمود رأي قصير في الصحيفة الإلكترونية “Jewsnews” تحدّثت فيه عن حبّها لإسرائيل. وهكذا كتبت:
المكان الذي ولدت فيه، أكلت فيه قطعة البوظة الأولى، واستخدمت فيه المرحاض للمرة الأولى. المكان الذي قضى جزء من أصدقائي ليالٍ فيه في الخنادق، وناموا والخوذة على رؤوسهم. المكان الذي لا تنقص فيه الوظائف في مجال الأمن. وهو غني بالأزهار الصحراوية والقصص الطلائعية. المكان الذي يشكّل فيه الصبر ذو الشوك والحلو رمزًا للإسرائيلية المثالية. المكان الذي تُدعى فيه الهجرة إليه “قدومًا” وهجرة المهاجرين منه تدعى “هبوطًا”، وهو المكان الذي لم يولد أجدادي فيه، ولكنهم نجوا فيه”.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني