في سن 36 عاما، وبعد سنوات من النجاح كلاعب كرة السلة، أعلن لاعب كرة السلة الإسرائيلي، أوري كوكيا، أنه مثليّ. كشف كوكيا هذا الأسبوع في مقابلة مع القناة الرياضية الإسرائيلية عن ميوله الجنسية، قائلا: “إن الخوف من ‘الخروج من الخزانة’ غير واقعي … وكأن مصيبة تحدث عندما يكون الإنسان مثليا. أريد أن أوضح أنه يمكن تحقيق سيرة مهنية ناجحة وبارزة عندما يكون الفرد مثليّ الجنس أيضًا”.
كوكيا هو لاعب كرة السلة الإسرائيلي الأول الذي “خرج من الخزانة” خلال سيرته المهنية. في الماضي، لعب في عدة مجموعات للمنتخب الدوري الممتاز الإسرائيلي وحتى في مُنتخب كرة السلة الإسرائيلي، وفي السنوات الأخيرة كان يعتبر واحدا من لاعبي كرة السلة المفضلين في إسرائيل.
وقال كوكيا في مقابلة معه إنه قرر “الخروج من الخزانة” بعد أن خاض مرحلة ما في حياته وأقام أسرة، بهدف نقل رسالة إلى الشباب. وأوضح أنه يريد أن “يتوجه إلى الشباب ويقول لهم إنه من الممكن أن يكون الفرد مختلفا، يتوجه لتلقي استشارة مهنية، ويقوم بما يرغب فيه”.
“عشت أياما راودتني فيها أفكار ومشاعر سيئة. هناك تساؤلات دائمًا ولكني راض عن نفسي وأريد أن أؤثر في الآخرين وأساعدهم. لقد مررت بمرحلة في حياتي وأنا راض عن نفسي”، أضاف.
من الصعب أن نكون أقلية في الشرق الأوسط. فالصراعات أبدية تقريبًا. ومن الصعب أيضًا أن نكون أقلية مطاردة، مُهددة، عليها دائما رفع رأسها لالتقاط أنفاسها بسرعة والاختفاء سريعا.
أعرف هذه المشاعر جيدا. يحاول المجتمَع المثلي العربي الإسرائيلي الصمود أيضا، ويصعب عليه كسر المحظورات الاجتماعية وقبول الآخر. بات صراعنا بعيدا عن الانتهاء وهناك القليل جدا من “الجنود” في خدمة المجتمع المثلي المستعدين للمُخاطرة وكسر السقف الزجاجي. إلا أن المجتمَع تغير وأصبح كبيرا ومتطورا، وبات يلقي بظلاله على الأمور المظلمة السابقة. وإثباتا على ذلك، ففي العام الماضي فازت تالين أبو حنا، متحوّلة جنسيا وعربية من مدينة الناصرة، في مسابقة ملكة الجمال للمتحوّلات جنسيا للمرة الأولى في إسرائيل.
تالين أبو حنا (Flash90\Hadas Paroush)
أنا فخور بكم يا إخوتي المثليين وأخواتي الساحقيات، المتحولين جنسيا، وأصحاب ازدواجية الميول الجنسية، وأتابع عن كثب التطوّرات في مجتمعكم، والتقي سنويا أصدقاء لبنانيين، مثليين، سحاقيات وأصحاب ازدواجية الميول الجنسية، في مهرجانات دولية أوروبية، حيث يتحدثون معي عن صراعهم الاجتماعي العادل.
يجدر بكم أن تعرفوا أن أسبوع المثليين الأول في لبنان (الذي بدأ يوم الأحد الماضي، 14.05.17) يشكل حجر أساس. ستتعرضون إلى معارضة أثناء نزاعكم، سيلحق ضرر في اللقاءات والاجتماعات التي تعقدونها، ولكن يشكل هذا جزء من الصراع الاجتماعي من أجل الحرية.
مسيرة المثليين في تل أبيبي عام 2015 (Flash90/Hadas Parush)
ستستضيف مدينة تل أبيب هذا العام أيضا آلاف السياح المثليين من كل العالم في شواطئها ونواديها، وستعمل جاهدة من أجل توفير أجواء فرحة. ولكن ألا بكم أن تخطئوا، فما زال المثليين في إسرائيل أيضا يخوضون صراعا، حتى وإن كان يبدو ظاهريا أنه قد طرأ تحسن على وضع المثليين والسحاقيات في إسرائيل. ففي شهر آب 2015، قتل يهودي متديّن شابة في القدس لأنها تجرأت على المشاركة في مسيرة المثليين في المدينة. في إسرائيل ما زال هناك نقص في قانون يتيح زواج أحادي الجنس، لذا يضطر الكثير من الأزواج إلى عقد مراسم الزواج خارج البلاد. كذلك فإن العائلات المثلية ليست مرغوبة بشكل خاصّ في المجتمَع الإسرائيلي.
الشرطة الإسرايلية تقوم بالقبض على شليسل بعد ارتكابه جريمة القتل (Flash90)
من الصعب أن نصدّق ولكن كان المثليين يعتبرون حتى قبل نحو 30 عاما في إسرائيل مجرمين. حظر القانون الإسرائيلي ممارسة العلاقات الجنسية المثلية بين الذكور. ولكن نجح نزاع عضو كنيست، شولميت ألوني، (عاشت بين عامي 1927-2014) في إلغاء القانون. بالمناسبة، يعود مصدر حظر ممارسة العلاقات الجنسيّة بين الذكور إلى القرن التاسع عشر، في عصر الملكة فيكتوريا، التي أقرت أن الرجال الذين يمارسون علاقات جنسيّة “غير الطريقة المعمول بها” عقابهم السجن ل-10 سنوات، تماما كما يظهر في البند 534 من قانون المخالفات الجنائية اللبناني الذي يحظر هذه العلاقات لأنها “ليست طبيعية”. ورثت إسرائيل والأردن هذا القانون الجنوني من عصر الانتداب البريطانيّ حتى ألغي تماما في إسرائيل عام 1988.
أكثر من ذلك، يمكن حسد جيراننا الأردنيّين (قانونيا على الأقل) وحسد الملك عبد الله الأول، الذي أمر في عام 1951 بإلغاء القانون الذي يحظر ممارسة العلاقات بين الذكور – أربعة أشهر فقط من قتله في المسجد الأقصى في القدس.
مسيرة المثليين في تل أبيب عام 2015 (Flash90/Hadas Parush)
أقيمت مسيرة المثليين الأولى في تل أبيب عام 1974 في مظاهرة احتجاجية شارك فيها عشرات الأشخاص أمام بلدية تل أبيب. طالب المتظاهرون محاربة رهاب المثليين تمامًا كما تطالبون أنتم الآن، ولكن لم يجرأوا على طلب المساواة مع أبناء المجتمع المحلي. بعد مرور عام فقط على إلغاء قانون يحظر “ممارسة علاقة جنسية بين الذكور” في عام 1989، أقام المثليون في تل أبيب أسبوع المثليين الأول في إسرائيل. وجاء ذلك الأسبوع كما هو الحال في لبنان أثناء أسبوع الفخر الأول، احتجاجا ولكن لم تُرفع أعلام الفخر ولم تُستخدم أية علامات فخر أخرى. ولكن في عام 1993، للمرة الأولى رُفع علم الفخر في مسيرة تل أبيب.
أشارككم بهذه المعلومات لرفع معنوياتكم وتعزيز النشطاء المثليين اللبنانيين الذين يقومون بهذا العمل الشجاع طلبا للحرية وقبول الآخر. أيها المثليون اللبنانيون في الشرق الأوسط، سيُحدد صراعكم الحازم صراع المثليين الآخرين في الدول العربيّة.
توفت اليوم صباحا في إسرائيل، غيلا غولدشتاين، وهي ناشطة رائدة وعريقة في المجتمع المثلي في إسرائيل.
انهت غولدشتاين التي تعتبر المتحوّلة جنسيا الأولى في إسرائيل، اللحظات الأخيرة من حياتها في المستشفى إثر إصابتها بنوبة دماغية صعبة. وكانت ابنة 69 عند وفاتها.
وُلِدت غولدشتاين في تورينو الإيطالية بتاريخ 18 كانون الأول 1947 باسم آبراهام. وصلت في طفولتها إلى إسرائيل وترعرت في حيفا. في سن 13 عاما بدأت بالتعرف على هويتها الجندرية وفي بداية السبعينيات انتقلت إلى أوروبا، وعملت كراقصة وراقصة تعري. بعد أن عادت إلى البلاد أصبحت فنانة مشهورة جدا.
عُرِف أن غولدشتاين كانت تعمل من بين أمور أخرى، في الدعارة وتحدثت علنا عن مهنتها في المقابلات الكثيرة معها وفي فيلم وثائقي عنها “هذه غيلا، هذه أنا”.
في المقابل، تابعت غولدشتاين عملها في النوادي وشاركت في عروض مختلفة طيلة سنوات.مع مرور الوقت، باتت غولدشتاين إحدى الأيقونات الكبيرة في المجتمع المثلي الإسرائيلي خاصة وفي المجتمع المثلي عامة.
نشرت شركة Public Policy Polling الأمريكية استطلاعا يوم الجمعة الماضي، والذي أجري مع 530 ناخبا للحزب الجمهوري في موضوعات مختلفة، من بينها منع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة وقصف “أجرباه”، المملكة في فيلم الرسوم المتحركة “علاء الدين”.
وفي حين أجاب 57% من المستطلَعة آراؤهم أنهم غير متأكدين من قضية قصف أجرباه، فإنّ 30% قالوا إنّهم يؤيدون ذلك بالتأكيد، وعارض 13% ذلك فقط.
وقد أجرت شركة Public Policy Polling استطلاعا مشابها في أوساط الناخبين الديمقراطيين: 19% فقط أعربوا عن دعمهم لقصف أجرباه، في حين أن 36% عارضوا ذلك.
الأشياء الأكثر وهمية التي يؤمن بها الأمريكيون
وفي الواقع، فإنّه قد فهم المستطلَعة آراؤهم السؤال، كما يرجّح، على النحو التالي: “هل توافق على قصف مدينة اسمها يبدو عربيا؟”. وكانت إجابة ثلث المستطلَعة آراؤهم: نعم بالتأكيد.
ومن المعتاد القول إنّ الأمريكيين يؤمنون بجميع أنواع الظواهر الغريبة والتفسيرات الاجتماعية البعيدة عن الواقع. وقد أعدّ موقع يدعى 25 List قائمة بعض الأشياء التي يؤمن بها الأمريكيون.
أمامكم 10 أشياء غريبة يؤمن بها الأمريكيون:
نحو 33% من الأمريكيين يؤمنون أن صدام حسين نفسه كان متورطا في أحداث 11 أيلول عام 2001
صدام حسين. إحدى الوجبات المفضلة عليه هي السمك الطازج (هآرتس)
يؤمن أكثر من ثلث الأمريكيين أنّ الميول الجنسيّة هي اختيار
18% من الأمريكيين يؤمنون أنّ الكرة الأرضية هي مركز الكون.
الكرة الأرضية (AFP)
20% من الأمريكيين يعتقدون أنّ الفوز في اليانصيب هو استثمار اقتصادي صحيح
33% من الأمريكيين يؤمنون بالأشباح و 18% مقتنعون أنّهم رأوها
يعتقد ثلث الأمريكيين بالكائنات الفضائية و 80% يعتقدون أن الإدارة الأمريكية تحتفظ بأسرار عديدة حول الكائنات الفضائية
UFO
7% من الأمريكيين يؤمنون أن إلفيس بريسلي ما زال حيّا
إلفيس بريسلي
1 من بين كل 4 أمريكيين يؤمن أنّ الرئيس باراك أوباما هو المسيح الدجال
المسيح الدجال
12% من الأمريكيين يعتقدون أنّ وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) نقلت عمدًا مرض الإيدز إلى السكان الأفارقة الأمريكيين.
20% من الأمريكيين يعتقدون أنّ الهواتف النقالة تسبب السرطان وأنّ الإدارة تخاف جدا من الشركات الخلوية ولا تريد عرض المشكلة أو حلّها
تمت اضاءة الجهة الشمالية من البيت الابيض بألوان قوس القزح على مرأى من عشرات المارة (AFP)
تشريع زواج المثليين في كل انحاء الولايات المتحدة
انتشرت رايات المثليين في اماكن عدة من البلاد كما جرى تعديل الصورة الرسمية لحسابات البيت الابيض على فيسبوك وتويتر لتحمل الوان قوس القزح التي يتخذها المثليون رمزا لهم
قررت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الجمعة تشريع زواج مثليي الجنس في سائر انحاء البلاد في خطوة تاريخية لاقت ترحيبا من جمعيات المثليين ووصفها الرئيس الاميركي باراك اوباما بـ”النصر لأميركا”.
وأثار هذا القرار اجواء من البهجة أمام مقر السلطة القضائية الأعلى في الولايات المتحدة. وانتشرت رايات المثليين في اماكن عدة من البلاد كما جرى تعديل الصورة الرسمية لحسابات البيت الابيض على فيسبوك وتويتر لتحمل الوان قوس القزح التي يتخذها المثليون رمزا لهم. وأدت جوقة من المنشدين المثليين نشيدا وطنيا جديدا يتناول حرية الزواج للجميع.
وسارع الرئيس الاميركي الى ابداء سعادته بهذا القرار واصفا اياه بأنه “خطوة كبيرة في مسيرتنا نحو المساواة”.
وقال اوباما في كلمة القاها من حديقة البيت الابيض “انه نصر لأميركا”، متوجها بالتهنئة الى جميع الاشخاص الذين “امضوا سنوات وحتى عقود في العمل والصلاة من أجل حصول التغيير”.
أثار القرار اجواء من البهجة (AFP)
كذلك انضم نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى مجموعة المهنئين بتشريع زواج المثليين في سائر انحاء الولايات المتحدة معربا عن “افتخاره الكبير” بالقرار.
ورحب الاتحاد الاميركي للدفاع عن الحريات، وهو منظمة نافذة في البلاد، بالقرار الصادر عن المحكمة العليا الاميركية معتبرا أن “التاريخ قد كتب وأنتم جزء منه”. وأضاف “هذه اللحظة طال انتظارها لعقود، انه يوم مذهل بالنسبة للحرية ولأميركا”.
وعند هبوط الظلام، تمت اضاءة الجهة الشمالية من البيت الابيض بألوان قوس القزح على مرأى من عشرات المارة.
وبعد سنتين على قرارها بأن الزواج ليس حكرا على اشخاص من جنسين مختلفين، اعتبرت المحكمة العليا الاميركية ان الولايات التي كانت لا تزال ترفض مثل هذا الزواج يجب ان تبرم العقود وان تعترف ايضا بها في حال جرى عقد الزواج في اماكن اخرى.
وكتب القاضي انطوني كينيدي متحدثا باسم غالبية اعضاء المحكمة العليا انه في سبيل المساواة بين الجميع امام القانون “ينص التعديل رقم 14 بان تبرم كل ولاية عقود الزواج بين شخصين مثليي الجنس”.
وأكدت المحكمة العليا “ان حق الزواج جوهري”، وذلك بعد تسلمها طعونا من ستة عشر مثليا جنسيا متحدرين من اربع ولايات تمنع زواج المثليين هي ميشيغن وكنتاكي واوهايو وتينيسي.
ولفت القاضي كينيدي الى ان “القرارات المتعلقة بالزواج هي من الأكثر حميمية بالنسبة لأي فرد. وهذا الامر ينطبق على جميع الاشخاص أيا كانت ميولهم الجنسية”.
وفي الذكرى السنوية لقراريها السابقين لصالح المثليين (في 26 حزيران/يونيو 2003 و2013)، جددت المحكمة العليا الاميركية التأكيد على أن الأزواج المثليين يتمتعون بالحقوق نفسها للأزواج المغايرين جنسيا على صعيد “اقامة اتحاد حميم” بين شخصين. كما اعتبرت أن الولايات التي تمنع زواج المثليين “تلحق الضرر وتسبب الاهانة لأطفال الازواج المثليين”.
وعلقت ابريل ديبوير إحدى المتقدمات بالطعون للمحكمة العليا على القرار قائلة “نشعر بالغبطة ليس فقط لعائلتنا بل ايضا لمئات الاف العائلات في هذا البلد”.
وفي موقف أدى دورا حاسما في إصدار هذا القرار، ضم قاض محافظ معروف بدفاعه عن المثليين صوته الى اصوات القضاة الاربعة التقدميين في المحكمة العليا لافساح المجال امام مثليي الجنس بالزواج في سائر انحاء الولايات المتحدة.
إلا أن رئيس المحكمة العليا جون روبرتس عارض هذا القرار وكذلك القضاة الثلاثة المحافظين الاخرين.
واعتبر القضاة المعارضون للقرار أن “هذه المحكمة ليست هيئة تشريعية”. كما أن “اعتبار زواج المثليين فكرة سليمة يجب الا يكون شأننا” بل هو مناط بالقانون، وفق تعبير القاضي روبرتس.
أما القاضي المحافظ انتونين سكاليا المعروف بميله لاستخدام العبارات المجازية، فقد وصف القرار بأنه “انقلاب قضائي يسرق حق الشعب في حكم نفسه بنفسه”.
كذلك رأت منظمة “فاميلي ريسرتش كاونسل” أن “اي محكمة لا يحق لها الانقلاب على قانون الطبيعة”، واصفة تشريع المحكمة العليا الاميركية زواج المثليين في سائر انحاء الولايات المتحدة بأنه “تجاوز للسلطات”.
من ناحيته انتقد مجمع الاساقفة الكاثوليك الاميركيين ما اعتبره “خطأ مأسويا” ارتكبته المحكمة العليا التي “تمس بالحس السليم وبالأشخاص الاقل منعة من بيننا خصوصا الاطفال”. وتعهد المجمع بمواصلة اتباع التعاليم الكنسية التي تنص على أن الزواج “اتحاد بين رجل وامرأة”.
وقال وزير العدل في ولاية تكساس كن باكستون في معرض اعتراضه على قرار المحكمة العليا الاميركية “لن تغير أي محكمة أو قانون أو قاعدة أو كلمة الحقيقة البسيطة بأن الزواج اتحاد بين رجل وامرأة”، ملوحا بعزمه مقاومة تنفيذ هذا القرار.
غير أن النائبة العامة للولايات المتحدة لوريتا لينش اشارت الى ان “الصعوبات القانونية لا تزال امامنا (…) وهذه المسيرة يجب أن تتواصل”، مشيرة إلى أن “هذه القضية ستستمر حتى ينال جميع الأميركيين المساواة في الحقوق التي يستحقونها بصرف النظر عن ميولهم الجنسية”.
تلبس مدينة تل أبيب- يافا هذا الأسبوع ألوان قوس القزح، التي ترمز بالمثليين، احتفاء بما يسمى في إسرائيل ب "أسبوع الفخر" الخاص بالمثليّين. وستكون ذروة الاحتفالات مسيرة المثليّين وتُعرف كإحدى المناسبات المميّزة والرائعة والأكبر في آسيا
تلبس مدينة تل أبيب- يافا هذا الأسبوع ألوان قوس القزح، التي ترمز بالمثليين، احتفاء بما يسمى في إسرائيل ب “أسبوع الفخر” الخاص بالمثليّين. وتقوم البلدية بتسليط إضاءة خاصة على جدران مبناها لتعكس ألوان قوس القزح، وكي يبرز المبنى عن بعيد، علامة على أن المدينة منهمكة هذا الأسبوع باحتفالات المثليين.
وتفتحُ الخانات، المطاعم، والأماكن الترفيهية في جميع أرجاء المدينة أبوابها أمام المثليّين الذين قدموا من دول العالم للاحتفال بميولهم الجنسية، والمشاركة خلال هذا الأسبوع بالعروض والاحتفالات التي تقدمها المدينة.
وستكون ذروة الاحتفالات مسيرة المثليّين، التي تُقام بشكل تقليدي منذ عام 1998، وتُعرف كإحدى المناسبات المميّزة والرائعة والأكبر في آسيا.
ووفق التقليد تُقام المسيرة على هيئة كرنفال، حيث تمر بين عشرات آلاف الأشخاص شاحنات مُزيّنة وعليها راقصون متنكرون ودي جي، والكل يرقص على أنغامه. وفي نهايتها يُقام احتفال كبير للتبرعات، يكون غالبا بالقرب من شاطئ البحر، ويشارك فيه الكثير من المحتفلين الذين لا يكفون عن الرقص والاحتفال لساعات طويلة.
وهذه السنة، يُقام المهرجان تحت عنوان “تل أبيب تُحب اللاجندرية”، وفي مركزه الدفاع عن حقوق المتحولين جنسيا.
انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، في مثل هذا الأسبوع، قبل 70 عاما، داعش تستبدل لون ملابس من يتم إعدامهم باللون الأزرق ونجل نتنياهو يُقدّم صديقته الجديدة بعد إشاعات عن ميوله الجنسية
يائير نتنياهو يُقدّم صديقته الجديدة أمام أعين الجميع من أجل تبديد الإشاعات حول ميوله الجنسية
يائير نتنياهو (Facebook)
حظي نجل نتنياهو، هذا الأسبوع، بكشف كبير لحياته الشخصية بعد أن نشرت الصحيفة الإسرائيلية الأكثر انتشارا، يديعوت أحرونوت، تقريرا على أنّ يائير نتنياهو قد شُوهد وهو يقضي الأوقات مع صديقه في بركة معروفة جدا في تل أبيب. بل وذكر مراسل الصحيفة بأنّ يائير قد شُوهد وهو يمسك بيد ذلك الصديق، كتلميح لميول نتنياهو الشاب الجنسية. لم يتأخر ردّ يائير نتنياهو لذلك هاجم الكاتب وادعى أنّه تعرف على فتيات أكثر ممّا يمكن للكاتب نفسه أن يتعرّف. ومن أجل دحض الشائعات أكثر فقد قدّم أمام مصوّري المشاهير شريكته الجديدة قبل لحظات من قضاء أوقات رومانسية في تل أبيب.
اجتمع هذا الأسبوع نحو 70 محاربًا في تل أبيب ليتحدّثوا عن فظائع الحرب التي جرت بين إسرائيل وحماس في غزة في الصيف الأخير. وقد جمعت الجنود وشهاداتهم منظّمة يسارية تُسمّي نفسها منظّمة “كسر الصمت”، في محاولة لعرض صور أخرى من الفظائع التي جرت خلال القتال داخل مدينة غزة على مدى أكثر من 50 يوما من القتال. وقد اشتكى العديد من الإسرائيليين من أنّ هذه المنظمة المتطرّفة لا تعمل على رفع وعي الشعب الإسرائيلي حول آلام الحرب وإنما على “تسويد وجه” إسرائيل في الساحة الدولية وأنّ دوافع هذه المنظّمة مشكوك بها.
الشائعات حول وفاة نصر الله
نصر الله في خطابه الأخير
ظهرت في الأسبوع الماضي أنباء، غير مؤكدة، تقول إنّ زعيم حزب الله، حسن نصر الله، أصيب بجلطة دماغية، بسبب الضغوط الكبيرة التي يتعرّض لها ممّا أدى إلى دخوله إلى المستشفى في لبنان. وقالت الشائعات إنّ نصر الله قد تُوفي بعد 4 أيام من دخول المستشفى بعد أن فشل أطبّاؤه في إنقاذ حياته. من غير الواضح مصدر هذه الأنباء، ولكن حتى الآن يبدو أنّ نشطاء سوريين ينشرون هذه الأنباء بتشجيع السعوديين الذين ضاقوا ذرعا بالزعيم اللبناني. وقد ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية بأنّه من المرتقب أن يخطب نصر الله في 25 أيار أمام مقاتلي التنظيم في ذكرى مرور 15 عاما على خروج الجيش الإسرائيلي من لبنان.
مرور 70 عاما على ذكرى انتصار الحلفاء على النازيين
العودة إلى الحياة: أزواج ناجون من ألمانيا. الأعداد الكبيرة من عربات الأطفال تدل على إعادة البناء للخلية الأسرية (صورة من: ياد فاشيم)
احتفل العالم، هذا الأسبوع، بذكرى مرور 70 عاما على انتصار دول الحلفاء على ألمانيا النازية. وقد أشارت هيئة التحرير في موقع “المصدر” إلى هذا الحدث وغطّت زيارة الرئيس، ريفلين، للاحتفالات في ألمانيا إلى جانب المستشارة، ميركل. كما أحضرت هيئة التحرير في موقع “المصدر”، قصص الناجين اليهود المؤثرة من الحرب، والذين اكتشفوا في نهاية الحرب بأنّهم بقوا وحيدين بعد أن لقيت عائلات كاملة حتفها، الذين وجدوا صعوبة في بداية حياة جديدة بعد أهوال الهولوكوست.
على خلفية الإشاعات حول ميوله الجنسية: نجل نتنياهو يعرضُ صديقة جديدة
شُوهد نتنياهو الشاب وهو خارج لقضاء الوقت في تل أبيب يدا بيد مع شابة جميلة، بعد أن نُشرت صورته، في الأسبوع الماضي، وهو يرتدي ملابس سباحة إلى جانب صديق قد تمت الإشارة إلى أنّه قد يكون شريكه
يمرّ يائير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بأسبوع غير سهل؛ ففي بداية الأسبوع نُشرت صورته في صحيفة كبيرة وهو يقضي الوقت في نهاية الأسبوع في بركة بجانب صديق، يرتدي هو أيضًا ملابس سباحة، وإلى جانب الصورة تمّت الإشارة إلى أنّ هذا قد يكون شريكه الحالي.
سارع نتنياهو إلى نفي هذه الشائعات، وغضب الكثيرون في الإعلام من هذا “الكشف” المخجل، وزعموا بأنّه حتى لو كان صحيحا، فليس من حقّ أية صحيفة أن تنشر الميول الجنسية لأي شخص دون إذنه. في اليوم التالي نُشر في نفس الصحيفة اعتذار وتوضيح بأنّه ليس شريكه وإنما صديقه.
وسرعان ما انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا مراسلات للصحفي الذي نشر هذا الخبر مع يائير نتنياهو كتب فيها نجل رئيس الحكومة: “لماذا تلوّث سمعتي؟ … أنا مستقيم جدا، وأتمنى لك أن تخرج مع نصف عارضات الأزياء اللواتي خرجت معهنّ”، وأضاف تهديدا برفع دعوى تشهير.
وحرص نتنياهو الشاب، كما في الردّ الذي نُشر بعد يومين من ذلك فقط، على الظهور في شوارع تل أبيب وهو خارج مع شريكة جديدة، شابة جميلة في سنّ العشرين وتخدم في الجيش. وقد شُوهد الشريكان عند مدخل النادي، وهناك إشاعات بأنّهما اتصلا مسبقا مع مصوّري المشاهير من أجل أن تُنشر صورهما معًا ويضعا حدّا للإشاعات. ومع ذلك، هناك من يدّعي بأنّ القرب من الحدث “مشبوه” وهو في الواقع لا يُثبت شيئا.
تتمثل الصعوبات الكبيرة التي تواجه الشبان المثليين، كما يتضح، داخل المدارس. تم الكشف عن معطيات جديدة وملفتة، خلال جلسة للجنة التربية التابعة للكنيست تناولت هذا الموضوع، عن الظروف الصعبة التي يعيشها أولئك الشبان نتيجة تصرفات زملائهم في الصف، وحتى نتيجة تعامل الكادر التعليمي معهم.
أظهر استطلاع أجرته منظمة اتحاد المثليين الإسرائيلي، وتم استعراضه خلال الجلسة، أنه كل يوم يتعرض الشبان المثليين في المدارس لاعتداءات نتيجة ميولهم الجنسية وأن أولئك الطلاب يتعرضون للإهانات والتهجم من قبل طواقم التربية، التي يجد أفرادها صعوبة بالتعامل مع الشاب المثلي بسبب غياب التوجيهات الواضحة الخاصة بذلك من قبل وزارة التربية.
تضمن الاستطلاع 372 مشاركًا من عمر 12 – 18 عامًا والذين يُعرّفون أنفسهم أنهم مثليين، مثليات، وثنائيي الجنس، ومن يشعرون بحيرة بخصوص هويتهم الجنسية.
تُظهر المعطيات أن واحدًا من كل أربعة طلاب، ممن لديهم ميول مثلية، تم التعدي عليه جنسيًا في المدرسة بسبب ميوله الجنسية المثلية وأن واحدًا من كل عشرة طلاب تعرض لاعتداء جسدي بسبب ميوله الجنسية.
وأظهر الاستطلاع أيضًا أن 84% من الشبان الذين شاركوا في الاستطلاع اشتكوا من تعنيف كلامي والتعرض لكلمات وأوصاف نابية جدًا بشكل علني في مدارسهم. 52% من الشبان عانوا من مضايقات كلامية بسبب ميولهم الجنسية. أظهر الاستطلاع كذلك أن الكلام التهكمي الذي يأتي على أساس الميول الجنسية ينتشر في المدارس بشكل يفوق الكلام التهكمي الذي يأتي على أساس عنصري.
الزوجية المثليّة هي جزء من نسيج العائلات الجديد الذي يميّز الثقافة الغربية (Flash90/Nati Shohat)
ويشير معطى آخر يبعث على القلق إلى أن الطاقم التعليمي في بعض الأحيان لا يتدخل في العنف الكلامي، على خلفية الميول الجنسية، حيث أن 47% من الطلاب المثليين تحدثوا عن أن المعلمين يختاروا عدم الرد على الملاحظات المعادية للمثليين التي يقولها الطلاب ضدهم.
تقول وزارة التربية الإسرائيلية إنها على علم بهذه الظاهرة وهي تعمل على الحد منها وتعزيز مفهوم التسامح والتقبل للمثليين. إلا أن الحصص التعليمية التي تتناول هذا الموضوع ليست إلزامية وهنالك مدارس ترفض التطرق لهذا الموضوع. يختار الكثير من المعلمين تجاهل هذا الموضوع، ليبقى الشبان المثليين دون حل لمشكلتهم.
إن تداول المواضيع المتعلقة بالمجموعة المثلية في المجتمَع العربي التقليدي والمجتمعات التي تتظاهر بأنها ديمقراطية ومتنورة أكثر، ما زال محرمًا. وكذلك فإن الحديث عن المواضيع الجنسية هو موضوع مؤلم، سري، وخفي عن عين القارئ العربي المتوسط.
أقول هذه الأمور في نهاية أسبوع كشفت فيه حالات أخرى من التدخل في الحياة الخاصة لاثنين من أعضاء مجموعة مصرية صورا مقطع فيديو من مقطع زواجهما في القاهرة. انتهى الحدث طبعًا بإرسالهما لقضاء عقاب بالسجن لمدة ثلاث سنوات بحجة أنهما قد أخلا “بالنظام الاجتماعي” القائم وكان في عملهما خلاعة محظورة.
نعم- هناك تغييرات للأحسن: تحولت بيروت منذ فترة لمدينة “المثليين- السحاقيات” غير الرسمية، الأولى من بين الدول العربيّة. تجري عروض مسيرية كل أسبوع في مسارح بيروت. حامد سينو هو مثلي معلن، عازف منفرد من فرقة “مشروع ليلي”، تحول إلى نجم مشهور ولقدوة للشباب والشابات الكثر، الذين يخشون من الإعلان عن جنسيتهم، في أرجاء الشرق الأوسط.
صورة للفنان المثلي طارق السيد رجب (Tareq Sayed Rajab De Montfort)
تقيم حفلات سرية ومقاه كثيرة أمسيات ترفيه وحفلات لأفراد المجموعة في العاصمة الأردنية، عمّان، مقهى Book@cafe هو مؤسّسة معروفة للغاية لأفراد المجموعة من سنة 1997. كذلك ترى المجلّة المعروفة My Kali النور في المملكة الهاشمية وتنشر على الإنترنت قضايا كثيرة تتعلق بالحياة الجنسية الصحية، تحذيرًا من آفة الزنا والقصد طبعا لأفراد المجموعة المحتاجين للمساعدة.
أثار الحفيد المتهتك للنجم المصري عُمر الشريف، ضجة غير قليلة مع خروجه من الخزانة والإعلان عن نفسه أنه يعمل من أجل حقوق أكثر مساواة للمجموعة المثلية في مصر.
كل هذه بارقات أمل في بحر مظلم من التقاليد الجامدة التي لا تعي أن الأمر علة في المجتمع ستجلب له الدمار في يوم من الأيام.
المثلية الجنسية والقانون في الدول العربيّة
في المملكة العربية السعودية، مثلا- المثلية ممنوعة حسب القانون ويمكن أن يكون العقاب عليها السَّجن، الجلد، تخصية كيماوية وبل الحكم بالإعدام- أوقِف مؤخرًا 35 شابا في حفلة بمدينة جدة (نيسان 2014). هم ينتظرون الآن في الزنزانة للمحاكمة، والتي وإن انتهت بلا إدانة، ما زالت تعرضهم للابتزاز والتهديدات في بقية حياتهم من “الشرطة الدينية” في السعودية.
مثال آخر: في المغرب، في كل يوم تقريبًا يدان أربعة أشخاص في محاكمة على انحرافهم الجنسي، وعقابهم يصل إلى حد السجن ثلاث سنوات وغرامة مالية. وهذا يتاح بواسطة البند 489 في القانون، الذي يعتبر الجنسية المثلية خرقًا للقانون.
وحتى فيشششش مصر- ليس هناك من قانون مفصل يمنع المثلية الجنسية- حياة مثليي الجنس غير سهلة. ومن الأمثلة على ذلك الشبان الثمانية الذين صوروا مقطع الفيديو عن زواج الاثنين وسجنوا لمدة ثلاث سنوات. في شهر أيار أوقِف 52 رجلا اشتركوا في حفلة مثليين على إحدى السفن في نهر النيل. لقد استمرت محاكمتهم مدة طويلة، ونُشرت أسماؤهم بل وعناوينهم ووصفوا بأنهم “وكلاء ضد الحكم”. أدين أغلبهم بالسجن، وكثير منهم مع الأشغال الشاقة. أدين أغلبهم “بفعل فاضح ومتهتك” بل وقسم منهم “بازدراء الدين”. كذلك أدين مؤخرًا في مصر أربعة مصريين بالسجن لفترات تتراوح ما بين ثلاث إلى ثماني سنوات، مرة أخرى بسبب “الفعل المتهتك”.
ما زال الرأي الشائع في المجتمَع العربي عن المثلية الجنسية سلبيًّا في أساسه، وهو يُفهم على أنه إن لم يكن جريمة فهو مرض نفسي. يعرف الكثير من الناس حقًا عن غير قليل من المشهورين المصريين بأنهم مثليو الجنس أو سحاقيون، ومع ذلك لا يجرؤ أولئك على الإعلان على الملأ والعيش خارج الخزانة.
بيروت تقود الشرق الأوسط لتقبل أفرادها المثليين والسحاقيات
في لبنان، وهذا ما يبدو، بدأ التغيير الأبرز. هناك، لم يلغ القاضي ناجي الدحداح البند 534 في القانون فحسب، والذي يعتبر إقامة علاقات جنسيّة مثلية خرقا للقانون، بل وجعل هذا الحدث نشطاء مثليين، سحاقيات وعاديين يخرجون للشوارع تعبيرًا عن تأييدهم للقرار وطلب المساواة للمجموعات الجنسية المختلفة.
حامد سينو (فيس بوك مشروع ليلى)
فضلا عن ذلك، خلافًا عن دول عربية كثيرة، يمكن في لبنان إيجاد مجموعة جنسية مثلية منظمة، يعيش كثير من أفرادها خارج الخزانة؛ عدة برامج مخصصة لموضوع الهوية والميول الجنسية، ومشتركين ومشتركات يتحدثون عنها حديثا صريحًا ومفتوحًا؛ والحالة الأكثر شهرة هي حالة حامد سينو- العازف المنفرد لفرقة “مشروع ليلي” الناجحة، الذي خرج من الخزانة على الملأ بل وغنى أغاني حب للرجل.
لا شك أن حياة المثليين والسحاقيات في هذه المدينة ما زالت في مرحلة الخروج من الخزانة، إلا أنه يبدو أنهم في تصاعد دائم، من نهاية الحرب الأهلية في 1990، وبالتحديد منذ حرب لبنان الثانية. افتُتحت حانات، وترعى الأعرق من بينها إقامة حفلات. لقد حازت عدة نواد وبرك في الفنادق سمعة بأنها مواقع يحب المثليون قضاء الوقت فيها. سوقت مواقع إنترنت مثل Manjam.com الذي يعتبر بأنه شبكة اجتماعيّة للمثليين، بهدف التعارف، العمل والسفر. بل ويتيح الموقع وصولا باللغة العبريّة إلى جانب النسخة العربية والإنجليزية، ويبدو أن هناك مثليين وسحاقيات من الدول العربية يأتون لقضاء وقتهم هناك- وهو اختيار مؤثر لبعضهم، بالذات لأنهم يعيشون في بيروت في الهامش.
النضال من أجل حقوق مثلي الجنس في لبنان (AFP)
وما زال مظلمًا وصعبًا للغاية
ولتحطيم الوهم مرة أخرى أن الأمور تجري نحو الاتجاه الصحيح إلى الحرية الشخصية، استيعاب الآخر وتقبله وخاصة إن كان مختلفًا بميوله الجنسية، تنتشر أخبار كثيرة عن التنكيل بأفراد المجموعة المثلية بل وفي بعض المدن بالمطاردة. في المملكة العربية السعودية هذه الظاهرة غير مقبولة بالمرة، لا حديث عن الموضوع في النطاق العام قطعًا وبتاتا. عدا عن القاهرة والإسكندريّة، وبعض البرامج التلفزيونية التي تعرض الموضوع في كل حالة كشذوذ جنسي، لا يُطرح الموضوع أبدا في باقي أجزاء الدولة، والتي في أغلبها أيضًا أكثر محافظة وأقل تسامحًا.
في العالم العربي الربط الأول هو ربط ديني. يُمنع منعًا باتًا في الإسلام إقامة علاقات جنسيّة بين الرجال، وكذلك في اليهودية والنصرانية. من يقوم بالفعل المثلي يُعاقب بالإهلاك، الملاحقة وعقابه قاس. من هنا تُستمد المفاهيم الاجتماعية والمنع عن الحوار “التحرري الغربي المفسد”.
كذلك في المجتمَع الفلسطيني الذي يُعد أكثر انفتاحًا، هناك صعوبة كبيرة في تقبل الحوار الاجتماعي عن الجنسية والمثلية. طلب الكثير من المثليين الفلسطينيين اللجوء السياسي لإسرائيل بعد أن لاحقهم أقرباء من عائلاتهم أو أجبرتهم التنظيمات الإرهابية على تنفيذ عمليات إرهابية كي تطهرهم من إثم “مضاجعة الذكور”.
يمر المجتمع العربي الإسرائيلي بتغييرات بارزة في تقبل المجموعة والحوار المثلي السحاقي. حيفا هي إحدى المدن الكبيرة في إسرائيل والتي تقيم كل سنة مسيرات افتخار بها يشترك اشتراكا فعالا أزواج مثليو الجنس عرب. تُقام في المدينة عدة مقاه وحفلات لأفراد المجموعة.
وأمر ينبغي التأكيد عليه أن في إسرائيل يدور صراع اجتماعيّ لتقبل المثليين والسحاقيين. تل أبيب هي حقًا مدينة تستضيف كل سنة مهرجان الافتخار الطويل والمستثمر فيه، الذي يصل إليه عشرات آلاف السّياح كي يحتفلوا بالحرية، لكن المجتمَع الإسرائيلي وهو محافِظ جدًا ما زال صعبًا فيه تقديم قوانين المساواة الكاملة لأفراد المجموعة وغير قليل من المرات نسمع عن تصريحات مشوهة أو مستنكرة للمجموعة من نواب الكنيست من صناع الرأي العام المعروفين.
تل أبيب تعشق سياحة المثليّين (Flash90/Miriam Alster)
ما زالت الطريق للمساواة والاعتراف “بطبيعة” مثليي الجنس طويلة وتتطلب تجند كل النشطاء من أجلها في العالم العربي. في هذه المرحلة ينقصها أفراد معروفون من العامة، شخصيات عامة وترفيهية يتحملون مسؤوليتهم ويعطوا مثالا وقدوة لآلاف الفتيان، والشباب بل والبالغين “المخطئين”.