ميناء طرطوس

الوجود الروسي في طرطوس.. الوجود الأمريكي في حيفا
الوجود الروسي في طرطوس.. الوجود الأمريكي في حيفا

الوجود الأمريكي في حيفا مقابل الوجود الروسي في طرطوس

بند في ميزانية الأمن الأمريكية يكشف عن نية أمريكية استخدام السواحل الإسرائيلية ردا على التمركز البحري الروسي على السواحل السورية

لم يتحدث أحد عن هذا الهدف أبدًا، ولم تصل هذه الأخبار إلى وسائل الإعلام ومسامع المواطنين الإسرائيليين، إنما ربما كانت هناك بنود فرعية تمت صياغتها بشكل غير واضح عن عمد في قانون ميزانية الأمن الأمريكية تُبشر أن الجيش الأمريكي سيستخدم السواحل الإسرائيلية قاعدة له مقابل القوى الأخرى في السواحل القريبة وعلى رأسها – روسيا في سوريا.

كشف موقع NRG الإسرائيلي أنه وفقًا لبعض البنود الفرعية في قانون ميزانية الأمن الأمريكي، يتضح أن الجيش الأمريكي سيستخدم السواحل الإسرائيلية بشكل أكبر تدريجيا في السنوات القريبة، ويستعد ماليًا من أجل ذلك أيضًا.

تظهر تلك البنود الفرعية تحت البند 1259‏J في قانون ميزانية الأمن الأمريكي لعام 2017، والذي عنوانه “المصادقة على الدعم الأمريكي لإسرائيل”. ورد في القانون أن الحديث يدور عن دعم مالي لإسرائيل، دون أي إطار مالي، لقاء استضافة سفن الأسطول البحري الأمريكي في السواحل الإسرائيلية. تظل صلاحية هذا البند سارية لمدة خمس سنوات، أي، حتى عام 2021.

البند 1259‏J في قانون ميزانية الأمن الأمريكي لعام 2017
البند 1259‏J في قانون ميزانية الأمن الأمريكي لعام 2017

يُشير البند 1259‏J أيضًا إلى أن الدعم المالي الأمريكي لإسرائيل هو عبارة عن نشاط بحثي مُشترك حول “قدرات رصد الأوضاع المحيطة في البيئة المائية” [maritime domain awareness capabilities]. لا حاجة ربما للتذكير في أية بيئة مائية موجودة سواحل مدينة حيفا – فهي تبعد 200 كم فقط عن سواحل مدينة طرطوس السورية التي تتضمن قاعدة للأسطول البحري الروسي.

‎ ربما ليست ليس من المفاجئ أن ترسو سفن الأسطول البحري الأمريكي في موانئ إسرائيلية، إنما تصنيف تكاليف ذلك ضمن قانون الميزانية دون تحديد ميزانية منظمة، يزيد من التساؤلات حول إن كان الأمريكيون يُريدون زيادة زياراتهم البحرية إلى السواحل الإسرائيلية في السنوات القريبة.

اقرأوا المزيد: 240 كلمة
عرض أقل
مقابلة السيسي وبوتين (AFP)
مقابلة السيسي وبوتين (AFP)

التقارُب بين مصر وروسيا – إلى أين؟

تسارُع ملحوظ غير مسبوق في الأشهر الأخيرة للعلاقات بين روسيا والنظام الجديد في مصر

في تشرين الأول 2013، زار مُدير الاستخبارات العسكرية الروسية القاهرة. في تشرين الثاني، وصل إلى القاهرة معًا وزيرا الدفاع والخارجية الروسيّان – للمرة الأولى منذ بداية السبعينات. إثر الزيارة، زار موسكو في شباط 2014 وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الرجل الأقوى في مصر، المشير عبد الفتّاح السيسي، ووزير الخارجية، د. نبيل فهمي، بمرافقة وفد عسكريّ رفيع المُستوى. وبعد الزيارة، يجري الحديث عن زيارة أخرى بين الجانبَين على مستوى رفيع في نهاية آذار، كما تطرح تقارير صحفية إمكانية زيارة الرئيس بوتين إلى مصر.‎ ‎

كان الموضوع المركزيّ الذي طُرح في هذه الاتّصالات زيادة التعاوُن العسكري بين الدولتَين. وفق تقارير عديدة، جرى في المحادثات النقاش حول – وربّما التوافق على – صفقة سلاح كبيرة بين الجانبَين، لفترةٍ تبلغ عامَين حتّى ثلاثة أعوام. يُفترَض أن تشمل الصفقة طائرتَي ميغ 29، مروحيات من طراز إم آي 35، منظومات دفاع جويّ، منظومات صواريخ شاطئيّة مضادّة للسُّفن، وأسلحة متقدّمة مضادّة للدبّابات. ويُفترَض أن تموّل المملكة العربية السعودية والإمارات العربيّة المتّحدة الصفقة. في ختام زيارة الوزيرَين المصريَّين إلى موسكو، لم يُنشَر إعلان حول الصفقة. وفق بعض التقارير، جرى التوصُّل إلى اتّفاق مبدئي حولها، لكنه لم يُوقَّع بعد، وقد يجري الاتّفاق النهائي في لقاء ممثّلي الحكومتَين في آذار 2014.

في إطار التعاوُن، أُبلغ أنّ مصر ستزوّد روسيا بخدمات بحريّة في ميناء الإسكندرية، تكون بديلًا للخدمات التي تنالها روسيا في ميناء طرطوس السوريّ، في حال سقوط نظام الأسد. ويمكن أن تشتمل العلاقات الموسَّعة أيضًا على تعاوُن في مجال الحرب على الإرهاب، تدريبات عسكريّة مشتركة، وتعاوُن تقنيّ، وكذلك في المجال الاقتصادي – تجديد المنظومة الكهربائية في سدّ أسوان.

لا شكّ أنّ كثافة الاتّصالات بين مصر وروسيا مرتبطة بالتوتّر الذي نتج في الشهور الأخيرة بين مصر والولايات المتحدة. ففي مصر، ثمة سُخط كبير من الانتقاد العلنيّ الذي توجّهه إدارة أوباما لإسقاط نظام “الإخوان المسلمين” بانقلاب عسكريّ، ولاستخدام القوى الأمنية القوّة ضدّ ناشطي الإخوان. أثار موقف الإدارة الأمريكية لدى القيادة المصرية إحساسًا بأنّ الإدارة لا تُدرك مشاكل مصر وضائقاتها، وأنها مستعدة لدعم نظام “الإخوان المسلمين” لمجرّد أنهم وصلوا إلى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية، مستغلّةً حاجة مصر إلى المعونات الأمريكية للتدخل في شؤونها الداخلية.

الوفد المصري في زيارة الى موسكو (AFP)
الوفد المصري في زيارة الى موسكو (AFP)

لكنّ ما أثار غضب المصريين بشكل خاصّ هو قرار الإدارة الأمريكية تجميدَ قسم من المُساعَدة الأمريكية المقدَّمة إلى مصر، لا سيّما أنّ ذلك يأتي في وقتٍ تناضل فيه القيادة من أجل درء خطر موجة التفجيرات الإرهابية وفرض القانون والنظام. وكان قرار الإدارة الأمريكية أشبه بتسوية بين الذين طالبوا – في الكونغرس أيضًا – بتجميد المُساعَدة العسكرية لمصر، وبين الذين حذّروا مِن خطوات قد تمسّ بالمصالح الأمريكية، بما في ذلك علاقات السلام بين مصر وإسرائيل. فكان أن قرّرت الإدارة تجميد قسمٍ من المُساعَدة العسكرية لمصر بقيمة 250 مليون دولار، وتأجيل الشحنات المخطَّط لها لبضع طائرات F-16‎‏، مروحيّات أباتشي، صواريخ مضادّة للسفن، وقطع للدبّابات – بانسجامٍ مع حظر تقديم المساعدة لدولةٍ تمّت الإطاحة بزعيمها بانقلابٍ عسكريّ.‏

السؤال الهامّ هو: هل تتمخّض العلاقات بين الدولتَين عن صفقة سلاح هامّة بينهما؟ إذا كانت هذه هي النتيجة، فسيشكّل ذلك تغييرًا هامًّا في السياسة المصرية. فمنذ 1974، توقّفت إمدادات السلاح من الاتحاد السوفياتي إلى مصر، بعد أن انتقلت الأخيرة من اتّجاه مؤيّد للسوفيات إلى اتّكال سياسيّ، عسكريّ، واقتصاديّ تامّ على الولايات المتحدة، بما في ذلك السلاح الأمريكيّ. ويعني قرار النظام المصري الحاليّ – بعد أشهر معدودة من صعوده إلى السلطة – أن يوقّع على صفقة سلاح كبيرة مع روسيا أنّه يريد أن يغيّر، ولو بشكلٍ محدود، توازُن علاقاته مع القوّتَين العُظميَين، ويوقف اعتماده التامّ على السلاح الغربيّ.

من جميع التقارير الواردة حتّى الآن، يُرجَّح أنّ صفقةً كهذه قد جرى التباحُث بشأنها بين الجانبَين، إذ لا مبرّر آخر لمشاركة وزيرَي دفاع البلدَين والوفدَين العسكريَين في المحادثات. ومن الواضح أيضًا أنّ روسيا معنيّة بصفقة كهذه. فمن ناحيتها، يُعتبَر التوقيع على الصفقة إنجازًا هامًّا، سواءٌ لعودتها إلى سوق السلاح في مصر، أو للرسالة التي سترسلها إلى الدول العربية المعتمدة على السلاح الغربي بأنّ صفقة سلاح مع روسيا هي أمر مُناسِب وشرعيّ. ويمكن أن تشكّل الصفقة أيضًا رافعة لتوسّع جديد لنفوذ روسيا في العالم العربي، كما جرى أواسط الخمسينات.‎

مدرعة للجيش المصري خارج المحكمة الدستورية العليا (AFP)
مدرعة للجيش المصري خارج المحكمة الدستورية العليا (AFP)

وفضلًا عن المصلحة الروسية الواضحة في توسيع حلقة التصدير العسكري إلى الشرق الأوسط، فإنّ الاعتبار الروسي في استئناف الحِوار مع مصر، ودول أخرى في الإقليم، هو سياسيّ – استراتيجيّ في الأساس. فمنذ بداية “الربيع العربيّ”، تخوضُ روسيا صراعًا على مكانتها في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن اضطُرّت إلى التراجُع عن مكانتها السابقة التي وصلت إليها بعد مشقّات كثيرة، تحت ضغط المعسكَر السنيّ مدعومًا بالغرب. اقتصر نفوذ روسيا، فضلًا عن إيران، على سورية وحدها، حيث نجحت في الحفاظ عليه، حتّى الآن. من جهتها، إنّ استئناف الحوار مع دُول أخرى في الإقليم هو فرصة إيجابية، يجب انتهازها لتقوية مكانتها وتعزيز أفضلياتها مقابل الغرب في النظام الاقتصاديّ العالميّ. سنحت هذه الفرصة على ضوء التغيير في سياسات بعض دول المنطقة، التي تشعُر بالتحدي جراء سياسة الولايات المتحدة. بين هذه الدول، فضلًا عن مصر، كلٌّ من المملكة العربية السعودية، الأردن، والعراق، التي تجري حوارًا جديدًا مع روسيا، سواء حول صفقات الأسلحة أو حول التعاوُن السياسيّ.‏

أمّا موقف النظام المصري مِن الصفقة فأقلّ وضوحًا، وهو متعلّق بثلاثة قيود. الأوّل – منذ الثمانينات، تقيم مصر علاقات عسكريّة وطيدة مع الولايات المتحدة. ولا تقتصر هذه على إمدادات سلاحٍ واسعة، بل تشمل أيضًا اكتساب العقيدة القتاليّة الأمريكية، منح الإرشاد والتدريبات للضبّاط المصريين، مناورات مشتركة، وبناء علاقات شخصية بين ضبّاط من الجيشَين. صحيح أنّ الجيش المصري بقيت فيه منظومات سلاح من فترة العلاقة مع الاتحاد السوفياتي، لكنّ تلك أسلحة قديمة عمرها أربعة عقود أو أكثر، وليس للجيل الحاليّ من الضبّاط المصريين أية صلات بالمنظومة العسكرية الروسية. لذا، لن يكون سهلًا استيعاب منظومات سلاح روسية مجددًا على مدى كبير.

الجيش المصري يكمل انتشاره في سيناء (Flash90/ Abed Rahim Khatib)
الجيش المصري يكمل انتشاره في سيناء (Flash90/ Abed Rahim Khatib)

القيد الثاني ماليّ. فالسلاح الأمريكي يُقدَّم للمصريين كجزءٍ من المُساعَدة الممنوحة لهم منذ الثمانينات. يُرجَّح أنّ روسيا لن تزوِّد سلاحًا كهذا كمساعدة، وليست لدى المصريين القدرة – لا سيّما في الوضع الاقتصادي الحاليّ – على تمويل صفقة كهذه. السؤال المفتوح هو: هل ثمة مصلحة حقًّا لكلٍّ من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية بتمويل هذه الصفقة، كما ورد؟

أمّا القيد الثالث فهو الأكثر أهميّة. لم تردّ الإدارة الأمريكية عَلَنًا بعد على إمكانية توقيع الصفقة، لكن يمكن الافتراض أنها تنظر إليها بامتعاضٍ شديد، إذ إنّ توجّه حليف مركزيّ لها لعقد صفقة غير مسبوقة مع روسيا يُشير إلى وهن أمريكي آخر في المنطقة، ويشكّل إنجازًا لروسيا. وفق تقارير صحفيّة، جرت في الشهور الأخيرة عشرات الاتّصالات الهاتفيّة بين وزير الدفاع الأمريكي ونظيره المصري، كما زار وزير الخارجية الأمريكي القاهرة. يُرجَّح أنّ الأمريكيين مارسوا ضغوطًا في تلك المحادثات على المصريين لعدم التوقيع على الصفقة. على المصريين أن يأخذوا في الحُسبان أنّ التوقيع على الصفقة سيستجلب ردّ فعل أمريكيًّا سلبيًّا، ويمس بالعلاقات مع الولايات المتحدة.‏

في جميع الأحوال، ليس واضحًا بعد إن كان سيجري التوقيع على الصفقة. فلا يزال ممكنًا أن تردع القيود المذكورة أعلاه المصريين عن توقيعها، ويمكن أن يقلِّصوها إلى صفقة محدودة وغير هامّة، ويكتفوا بالتعبير عن امتعاضهم من سلوك الإدارة الأمريكية تجاههم في الشهور الأخيرة. لكن حتّى إن وقّع النظام المصري على الصفقة، يُرجَّح أن يستمرّ في النظر إلى الولايات المتحدة على أنها الشريكة الاستراتيجية الأساسيّة له، وأن لا بديل عنها، لكنه سيسعى إلى زيادة قدرته على المناورة معها والإيضاح لها أنه غير مستعدّ لقبول تدخُّلها في شؤونه الداخليّة.

نُشرت المقالة للمرة الأولى على موقع معهد أبحاث الأمن القومي INSS‏

اقرأوا المزيد: 1122 كلمة
عرض أقل
زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى موسكو ومفابلته بفلاديمير بوتين الرئيس الروسي (AFP)
زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى موسكو ومفابلته بفلاديمير بوتين الرئيس الروسي (AFP)

بعد إيران، روسيا أيضًا تزيد حجم المساعدات للأسد

للمرة الأولى، يوافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع على قرار يدعو للسماح بوصول قوافل المساعدة الإنسانية لسكان سوريا

وقد وصل عشرات الضباط والخبراء من الجيش الروسي في الأسابيع الماضية إلى سوريا وانخرطوا في قتال جيش الأسد ضدّ الثوّار، هذا ما تشير إليه مصادر دبلوماسيّة غربية في موسكو. وتحدث هذه الخطوة الدراماتيكية بعد أن وجّهت روسيا خبراءها وأسرهم لتعزيز القتال.

ويعمل الضباط العسكريين الروس في الساحة كمستشارين فنّيين إلى جانب قادة الوحدات السورية في المعركة. وبالمقابل، يزيد الروس من حجم استثمارهم في التجهيزات العسكرية لصالح الأسد وزادوا في الآونة الأخيرة من التجهيزات اللوجستية والاستخباراتية التي منحوها للجيش السوري.

ووفقًا لشهادات لدبلوماسيّين روس، فقد أمر بوتين شخصيًّا بزيادة المساعدات للأسد، رغم أنّ جيشه لم يعد يسيطر على أكثر من 75% من مساحة البلاد. ويرغب بوتين في مواصلة الاستثمار في الزبون السوري وهذا معارض لموقف الولايات المتحدة التي أدارت ظهرها لمبارك في مصر وتمنح السيسي اليوم اهتمامًا قليلا، والذي أعلن مؤخرًا فقط عن ترشّحه لرئاسة مصر.

معظم المساعدات العسكرية للجيش السوري المصاب، والذي لا يزيد اليوم عن 200 ألف شخص مع أقلّ من عشرة في المائة من التجنيد كلّ عام؛ تأتي كلّ أسبوع عن طريق الرصيف التابع للبحرية الروسية في ميناء طرطوس شمالي البلاد. لا يرغب بوتين في أن يسقط النظام السوري على يد الجهاد العالمي ولذلك يبذل جهودًا كبيرة لتعزيز موقف الأسد والدفاع عن المصالح الروسية في الدولة المصدّعة.

وفي هذه الأثناء، قرّر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالإجماع، تمكين إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى سوريا.

ويدعو القرار الذي اتخذه أعضاء المجلس، النظام السوري وأيضًا قوات الثوار لتمكين القوافل من التحرك في أنحاء البلاد، وذلك في إطار عملها في تقديم المساعدات للمواطنين. ولا تتضمّن صياغة القرار التهديد بفرض عقوبات، ولكنها مع ذلك أدرجت نوعًا من التحذير الذي بحسبه إنْ لم يعمل الطرفان على تنفيذ القرار؛ “فستُتّخذ تدابير إضافية”.

وقد صوّتت روسيا والصين، اللتان استخدمتا حقّ النقض ضدّ قرارات مماثلة في المجلس سابقًا؛ لصالح القرار هذه المرّة. ويدعم الروس، الداعمون باستمرار لنظام الرئيس بشار الأسد، قرار مجلس الأمن مع الإصرار على ألّا تتضمّن الصياغة النهائية إشارة إلى العقوبات.

ورغم ذلك، تضمّن قرار مجلس الأمن إدانة للأعمال التي تقوم في سوريا، والتي تضرّ بحياة المواطنين. ومن بين أمور أخرى، تمت إضافة مطالبة لإيقاف إلقاء البراميل المتفجّرة، وكذلك إنهاء حصار المدن والذي لا يتيح إدخال المساعدات الإنسانية.

اقرأوا المزيد: 338 كلمة
عرض أقل
طائرة ف 16 (IDF)
طائرة ف 16 (IDF)

نيويورك تايمز: إسرائيل لم تُتم هجومها على سوريا

تدّعي مصادر استخبارية أمريكية أنّ نظام الأسد لا يزال يمتلك صواريخ ياخونت نُقلت من اللاذقية قبل الغارة الإسرائيلية، وتقدّر أنّ إسرائيل قد تحاول إتمام مهمتها

نقلت صحيفة نيو يورك تايمز هذه الليلة عن مصادر استخبارية أمريكية أنّ الغارة التي نفذتها إسرائيل، كما يبدو، في الخامس من تموز على مخازن سلاح في اللاذقية لم تحقق هدفها. وتخبر الصحيفة أن قسمًا من صواريخ ياخونت، الصواريخ الروسية المضادة للسفن، التي سعت إسرائيل إلى إبادتها كما يبدو، نُقل من مكانه قبل الغارة الإسرائيلية.

ووفقًا للتقرير الأمريكي، حاولت حكومة الأسد، بعد الغارة الإسرائيلية، إخفاء الواقع أنّ الصواريخ جرى إخطاؤها. وقامت الحكومة بإطلاق النار على قاذفات صواريخ ومركبات في الموقع لإعطاء انطباع أنّ الضربة كانت مدمِّرة.

وتضيف المصادر أنّ إسرائيل يمكن أن تعود إلى مهاجمة سوريا حتمًا، ليس بسب رغبتها في إبادة صواريخ ياخونت التي في حوزة نظام الأسد فحسب، بل لرغبتها في منع استمرار تدفق السلاح إلى حزب الله في لبنان أيضًا. وفي حين أنّ التبرير الروسي للاستمرار في نقل السلاح لنظام الأسد هو أنّ ذلك تنفيذ لاتفاقات قديمة وُقّع عليها قبل بدء الأحداث في سوريا، فإن المصادر الأمريكية قالت للصحيفة إنّ نقل السلاح إلى حزب الله هو انتهاك للاتفاقات التي تنص على عدم نقل السلاح إلى طرف ثالث.

وأعلن سلاح البحرية الإسرائيلي في وقت مبكر من هذا الأسبوع أنّ تركيب منظمة براك 8 الجديدة لحماية السفن سيبدأ خلال الشهور القادمة. وأُعدّت هذه المنظومة خصّيصًا للدفاع عن عدد من القطع البحرية التي تُبحر معًا، بينها صواريخ تحلّق على ارتفاع منخفض مثل ياخونت. ووفقًا لبعض التقارير، فإنّ المنظومة التي طُوّرت في إسرائيل بالتعاون مع الجيش الهندي هي أكثر منظومة متقدّمة في العالم للمواجهة تهديدات من هذا النوع.

وينتهج التقرير في نيويورك تايمز نفس توجه نشرة شبكة CNN ‎‏، التي قدّرت أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ نفّذ غاراته عبر صواريخ أرض – جوّ، دون الاضطرار إلى دخول المجال الجوي السوري. ويتناقض هذا مع ما نشرته ساندي تايمز التي قدّرت أنّ الغارة نفذتها غواصة من طراز دولفين لسلاح البحرية الإسرائيلي.

في منتصف الشهر، وبعد التقارير الأولية، ساد الغضب في إسرائيل على التسريبات الأمريكية، لكن المسؤولين رفضوا الرد على الأقوال. “يتهموننا بالكثير من الأمور” هذا ما قاله الميجر جنرال بولي مردخاي، وأضاف: “أنا لا أعتقد أنه يجب علينا أن نقفز وأن نتطرق إلى التقارير في وسائل الإعلام الدولية. أنا أعلم أن الجيش يواصل الاهتمام بأمن دولة إسرائيل وحماية حدودها، وقلّما يتناول الشؤون السورية الداخلية”.

وكما ذُكر آنفًا، أخبرت وسائل إعلام سورية بداية شهر تموز عن عدد من التفجيرات التي أثارت الذعر في مدينة اللاذقية، إثر غارة على مخازن سلاح شرقي المدينة. وادّعت مواقع محسوبة على التنظيمات الثائرة على نظام الأسد أنّ إسرائيل تقف وراء الهجوم، وأخبرت عن وُجود قتلى وجرحى.

وحسب المصادر الاستخبارية الأمريكية، نقلت روسيا مؤخرا إلى سوريا صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-26‎‏. وتظنّ هذه المصادر أنّ روسيا أرسلت تقنيين أيضًا إلى سوريا لمساعدة جيشها على تشغيل الصواريخ. وكذلك، تظنّ أنّ روسيا أرسلت طائرتَين حربيَّتَين ثقيلتَين من طراز Mi-24‎‏، وصلتا إلى قاعدة سلاح البحرية في طرطوس.

اقرأوا المزيد: 434 كلمة
عرض أقل
القوات البحرية الإسرائيلية (IDF)
القوات البحرية الإسرائيلية (IDF)

المنظومة التي تقدم ردًا على ياخونت

سيتم في الأشهر القريبة تركيب منظومة الدفاع في وجه الصواريخ المطلقة من الشاطئ والتي من المتوقع أن تشكل ردا على صواريخ الياخونت الروسية، على متن سفن سلاح البحرية الإسرائيلي

بعد سنوات طويلة من التأجيل والانتظار، سيتم تركيب المنظومة الدفاعية “براك 8” الأولى، في الفترة المقبلة، على سفينة الصواريخ ساعار 5 التابعة لسلاح البحرية. ويقدرون في سلاح البحرية أن الصاروخ الجديد سوف يتيح تغيير مفاهيم تفعيل السلاح.

منظومة “براك” هي رد الأجهزة الأمنية على وصول صواريخ شاطئ-بحر الروسية “ياخونت” إلى قوات الأسد، وقد تصل أيضا في المستقبل إلى قوات حزب الله. تشير التقارير الأجنبية إلى أن صواريخ الياخونت كانت هدف الهجوم الإسرائيلي في ميناء اللاذقية في مستهل هذا الشهر.

لقد تم تطوير القدرات الدفاعية لدى سلاح البحرية بسبب وصول صواريخ الياخونت الروسية، على ما يبدو، إلى منطقة ميناء طرطوس، ولكن بشكل عام منذ إصابة السفينة “أحي حنيت” في حرب لبنان الثانية.

أصيبت “حنيت” في حينه بصاروخ من إنتاج الصين، الذي تم إطلاقه من شواطئ لبنان على يد حراس الثورة الإيرانيين. على الرغم من أن سبب الإصابة كان عدم عمل المنظومة الأوتوماتيكية لحماية السفينة من الصواريخ، بسبب انعدام وجود معلومات استخباراتية حول وجود صواريخ شاطئ-بحر بين أيدي حزب الله، وقد تحول تحسين القدرة الدفاعية إلى أحد الأهداف المركزية في سلاح البحرية في السنوات الأخيرة.

“براك” هي منظومة دفاعية معدّة للسفن، وهي تهدف إلى منع إصابات الصواريخ الموجهة إليها، وذلك بواسطة إطلاق صاروخ من شأنه أن يبطل مفعول التهديد الذي تم إطلاقه باتجاه السفينة. تم تطوير “براك” نتيجة للتعاون بين “رفائيل” والصناعات الجوية، وتكلف منظومة واحدة كهذه نحو 24 مليون دولار. لقد تم تطوير الجيل الثاني من المنظومة، الذي من التوقع تركيبه على السفن في الأشهر المقبلة، بعد التوقيع على صفقة بقيمة 330 مليون دولار بين إسرائيل والهند في شهر كانون الثاني 2007.

توفر المنظومة حماية لأسطول من السفن التي تبحر معا في مجال معين، ولذلك تم اختيار تركيبها على سفن ساعار 5 التي يستخدمها سلاح البحرية كسفن قيادية. وكان الهدف هو تزويد الأسطول كله بحماية محيطية شاملة، حين تتلقى منظومة المراقبة والتحكم بيانات من شبكات الرادار التابعة للسفن المختلفة، وتدمج فيما بينها بهدف خلق صورة ميدانية وتهديدات مشتركة. حين يتم اكتشاف تهديد من جهة أي كانت، تكون المنظومة قادرة على إصدار أمر لكل منظومة مركب على متن كل من السفن المختلفة، حسب ميزاتها في القضاء على التهديد.

المنظومة ملائمة للعمل ضد الصواريخ البحرية التي تحوم فوق سطح الماء كالياخونت الذي يهبط على بعد كيلومترات معدودة من السفينة التي تتم مهاجمتها إلى ارتفاع حوم من عشرات الأمتار فقط فوق سطح الماء، الأمر الذي يصعّب على الرادار اكتشافها.

تمت ملائمة منظمة “براك 8” التي تم تطويرها من أجل سلاح البحرية الإسرائيلي، لسفن سلاح البحرية الهندي أيضا، في مشروع مشترك من أكبر المشاريع في تاريخ الصناعات الجوية في إسرائيل. ستستخدم المنظومة على ما يبدو للدفاع عن آبار التنقيب عن الغاز الواقعة مقابل شواطئ إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 413 كلمة
عرض أقل