ميشيل فلورنوري

هيلاري كلينتون (AFP)
هيلاري كلينتون (AFP)

ما هي سياسة كلينتون وفلورنوي بالنسبة لسوريا؟

في حال انتخاب كلينتون رئيسة للولايات المتحدة ستُعيّن ميشيل فلورنوي وزيرة الدفاع. هذه هي السياسة المتوقعة للزعيمتين تجاه سوريا، التي ستؤثر أيضًا في إسرائيل

تسنى لي، في الأسابيع الأخيرة، التحدث مع عدد من السياسيين والعسكريين في إسرائيل بخصوص سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتحديدًا سوريا. تطرقت الأسئلة عادة إلى سياسة إدارة أوباما، ولكن سرعان ما انتقلت إلى التحري عن هوية الرئيس/ة القادم/ة وعن موقفه/ها تجاه الحرب الأهلية في سوريا. أعتقد أنه من الصعب توقع ماذا ستكون سياسة دونالد ترامب بالنسبة لسوريا (أو أي موضوع آخر)، بينما ربما يبدو الأمر فيما يخص هيلاري كلينتون واضحًا أكثر.

حاولت كلينتون بصفتها وزيرة الخارجية أن تُقنع الرئيس أوباما بتعزيز دعم الثوار السوريين من خلال تزويدهم بالسلاح وتدريبهم، وكانت قد صرّحت، كمرشحة للرئاسة، أكثر من مرة أنها ستُعزز دعمها للثوار. عبّرت كلينتون حتى، في واحدة من المواجهات بينها وبين ساندرس في شهر نيسان الأخير، عن دعمها لفرض منطقة حظر طيران ومناطق آمنة (Safe-Zones) في سوريا لمساعدة كل الذين يرغبون في الهرب من الحرب.

ميشيل فلورنوي (AFP)
ميشيل فلورنوي (AFP)

أما ميشيل فلورنوي، التي تُعتبر مرشحة من قبل كلينتون لشغل منصب وزيرة الدفاع، فلديها استراتيجية مُفصّلة فيما يخص المسألة السورية. شغلت فلورنوي منصب نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية وتشغل اليوم منصب مديرة معهد أبحاث رائد في واشنطن. دأبت، في هذا الإطار، على نشر مقالات تتعلق بالسياسات الخارجية والأمنية للولايات المتحدة. تجلب فلورنوي، على الرغم من أن هذه السياسة هي عبارة عن دمج بين العديد من السياسات والمواقف للعديد من الجهات الحكومية، والتي وزارة الدفاع واحدة منها، سنوات كثيرة من الخبرة في المؤسسة الأمنية وهي شخصية تُقدّرها هيلاري كلينتون كثيرًا وتحترمها.

نشر معهد الأبحاث الذي تُديره فلورنوي قبل نحو شهر تقريرًا شاملاً يتعلق بسياسة الولايات المتحدة ضد داعش، استمرارًا لورشات عمل عُقدت في المعهد تتعلق بالحرب في العراق وسوريا. طالب التقرير بتقديم دعم كبير للمعارضة السورية، يتضمن دعمًا بالسلاح، تدريبًا وحتى الدفاع عنهم ضد الهجمات التي يشنها الجيش السوري والروسي في حالات مُعينة، وعلى الأغلب استخدام القوة ضد نظام بشار الأسد.

طالب مُعدو التقرير الولايات المتحدة بزيادة الدعم في “الجبهة الجنوبية” في سوريا وحمايتها من الغارات السورية والروسية. تضم هذه الجبهة تحالفًا لأربعين فصيلاً في جنوب سوريا، من بين الفصائل التي تُعتبر مُعتدلة نسبيًا. تدير الولايات المتحدة الأمريكية والأردن هذه الجبهة من خلال غرفة عمليات في عمان، وكان يقاتل أفرادها ضد نظام بشار الأسد قبل دخول مرحلة وقف إطلاق النار. تُركّز هذه الجبهة نشاطها في الأشهر الأخيرة على قتال تنظيم يُسمى “شهداء اليرموك”، المُقرّب من داعش ويعمل على حدود الجولان والأردن.

سوري يطلب النجدة وسط الحطام في حلب جراء قصف النظام لأحياء المدينة (AFP)
سوري يطلب النجدة وسط الحطام في حلب جراء قصف النظام لأحياء المدينة (AFP)

تهدف توصيات مُعدي التقرير إلى فرض “منطقة من دون قصف” في جنوب سوريا لتوجيه ضربات أمريكية ضد أهداف للجيش السوري في حال تم شن غارات سورية وروسية جوية ضد قوات المعارضة. وفي حال أن تلك الهجمات لم تردع سوريا وروسيا كانت التوصية بأن يتم تزويد قوات المعارضة في جنوب سوريا بـ “سلاح يكسر التعادل”: صورايخ مضادة للطيران.

لا يتم وضع السياسة الخارجية مُسبقًا، بالطبع، ولا سيّما أن الأحداث تتسارع على الساحة السورية بشكل سريع جدًا. إلا أنه في حال قررت كلينتون، كرئيسة، وفلورنوي، كوزيرة للدفاع، تطبيق السياسة المذكورة أعلاه، ستكون المعادلة فيما يخص إسرائيل مُختلطة. يمكن، إيجابيًّا، أن يؤثر تعزيز دعم الولايات المتحدة لـ “الجبهة الجنوبية” في تغيير ميزان القوى في جنوب سوريا وأن يُضعف النظام السوري ومؤيديه، إيران وحزب الله، من جهة، وتنظيمات جهادية من التنظيمات التابعة للقاعدة وداعش من جهة أخرى. سيمنح وجود ائتلاف قوي في جنوب سوريا من المعارضين المُعتدلين، الذين يتبعون للولايات المتحدة والأردن، قدرة معيّنة لإسرائيل على التأثير في رسم الواقع على حدودها مع سوريا.

في المقابل، تكمن سلبيات تلك الخطوة في أن التواجد الكبير للولايات المتحدة في جنوب سوريا من شأنه أن يزيد من التوتر بين الولايات المتحدة، روسيا وسوريا، الأمر الذي قد يؤدي إلى التصعيد. قد يُحاول النظام السوري أو واحدة من الميليشيات الشيعية التابعة له، وفي رد على أي هجوم أمريكي، مهاجمة أهداف إسرائيلية. وفي حال زودت الولايات المتحدة المعارضة بصواريخ مضادة للطائرات سيكون هذا سببًا آخر يدعو إسرائيل للقلق مُستقبلاً على الأقل.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى على موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 598 كلمة
عرض أقل
السيدة ميشيل فلورنوري (AFP)
السيدة ميشيل فلورنوري (AFP)

هل ستشهد الولايات المتحدة تعيين وزيرة دفاع لأول مرة؟

تعرفوا على "سيدة أمن" الولايات المتحدة: ميشيل فلورنوري، المرأة التي ستأخذ مكان تشاك هيغل في منصب وزيرة الدفاع

فتحت استقالة تشاك هيغل، غير المفاجئة، من منصب وزير الدفاع في الولايات المتحدة، الباب للسباق على هذا المنصب الأمني الأعلى في البيت الأبيض. المنصب الذي يحتاج للمرونة والقدرة على قيادة الولايات المتحدة في ظل الأزمات والمشاكل التي تدق باب تلك البلاد: تفكك ليبيا وتسرب الجماعات الجهادية إلى أفريقيا، الحرب الأهلية في سوريا، الحرب ضد داعش، الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، صراع السيطرة مع روسيا والأهم من أي حرب هو وقف سباق التسلح النووي الإيراني والشرق أوسطي، وكل ذلك دون أن نذكر بعد عشرات التهديدات الأمنية الداخلية.

أول اسم تداولته وسائل الإعلام الأمريكية لهذا المنصب الكبير هي نائبة وزير الدفاع السابق، السيدة ميشيل آنجليك فلورنوي (Michele Angelique Flournoy).

تداولت الصحف اسم السيدة فلوروني (54 عامًا) قبل عام حتى كمرشحة مناسبة لشغل هذا المنصب في حال قاد الديمقراطيون الولايات المتحدة أيضًا في الولاية الرئاسية القادمة في البيت الأبيض وخاصة تحت قيادة هيلاري كلينتون.

كانت في عام 2008 واحدة من طاقم أوباما الانتقالي، قبل دخوله إلى البيت الأبيض. شغلت منذ ذلك الحين منصب نائب وزير الدفاع للشؤون السياسية وظلت في قلب الأحداث عندما قرر الرئيس أوباما وقف الحرب في العراق وتقليص حجم القوات الأمريكية في أفغانستان، عندما أمر بإلغاء سياسة التمييز ضد المثليين في الجيش وعندما حاول البنتاغون رسم استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات في آسيا وفي المحيط الهادئ، التهديدات الرقمية وتهديدات الإنترنت والأزمة في الشرق الأوسط – كل ذلك على خلفية التقليصات بميزانية الأمن.

السيدة ميشيل فلورنوري (AFP)
السيدة ميشيل فلورنوري (AFP)

كانت في بداية عملها في البنتاغون، قبل 17 عامًا، امرأة عادية، ديمقراطية – كان زملائها في العمل يجدون صعوبة بالتعامل معها. “ولكن الجيش الأمريكي مبني على أساس الاستحقاقراطية – إن كنت تُحسن ما تفعله، فإن الجميع يتغلبون بسرعة على الشخصية الخارجية بسرعة كبيرة. عندما قمنا لأول مرة بتنظيم وليمة غداء للنساء اللواتي يشغلن مناصب عليا في البنتاغون اجتمعت حول الطاولة 10 نساء، وبعد شهرين من ذلك أطلق الرجال عدة أوصاف وإشاعات وتخمينات – بخصوص ما تحدثنا عنه هناك. اليوم هنالك عدد كبير من الشخصيات النسائية المؤثرة، اللواتي يشغلن وظائف متقدمة ومناصب هامة بمسألة سياسات الدولة، حيث لم تعد مسألة الجنس هي مشكلة”، هذا ما قالته في عدة مقابلات بعد أن تركت منصبها في عام 2012.

مواجهة تبعات الربيع العربي

تعترف الإدارة الأمريكية أنها لا تزال تحاول استيعاب التغييرات التي تركها الربيع العربي على الشعوب العربية، ولكن موجة الثورات في الشرق الأوسط قادتها إلى استنتاج بسيط: “الطريقة الوحيدة لإعادة الاستقرار إلى المنطقة هي التسريع بعملية الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية لحين الانتهاء منها. لا مجال للعودة، وإن حدث، ليس مؤكدًا بأن ذلك مناسب لنا ولمصلحتنا. في حوارنا مع القيادة الجديدة في المنطقة، علينا أن نوضح لتلك القيادة بأن هناك نقاط معينة التي لها أهمية كبيرة بالنسبة لنا وأنها ضرورية لتحافظ بذلك على دعمنا ودعم المجتمع الدولي”، هذا ما قالته في إحدى المقابلات.

التهديد الإيراني

هل سيرشح أوباما السيدة فلورنوني لمنصب وزيرة الدفاع للولايات المتحدة ؟ (Flickr White House)
هل سيرشح أوباما السيدة فلورنوني لمنصب وزيرة الدفاع للولايات المتحدة ؟ (Flickr White House)

وما رأيها بخصوص التهديد الإيراني؟ ربما لم تكن فلورنوي ضمن المنظومة الأمنية في الولايات المتحدة طوال عامين، ولكنها عبّرت عن رأيها بالموضوع خلال مؤتمر الأمن القومي الذي عُقد في إسرائيل عام 2012. في ذلك المؤتمر، الذي حضره أيضًا وزير الدفاع السابق إيهود باراك ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، عندما سُئلت عن الاحتمال العسكري ضد إيران وإن كان ذلك لا يزال مطروحًا، فأجابت: “الرئيس قال إن الخيار العسكري لا يزال مطروحًا على الطاولة. عملتُ في البنتاغون ويمكنني أن أقول إن هناك تخطيط وتمرين، لكي يكون أمام الرئيس احتمال تنفيذ ضربة عسكرية. ولكن الإدارة تعتقد أنه لم يحن بعد الوقت لتنفيذ ذلك الاحتمال، بسبب المخاطر المحيطة بذلك – الرد الإيراني، احتمال إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، أو صراع أوسع في الشرق الأوسط. كيف سيكون تأثير تلك الضربة العسكرية على أسعار النفط وعلى اقتصاد كل الدول؟ هذا ليس أمرًا يتم اتخاذه ببساطة، وتحديدًا إذا كانت العملية العسكرية لا تترك أثرًا إلا لعام واحد حتى 3 أعوام، ولا تحل المشكلة تمامًا. من المناسب أن يكون ذلك الاحتمال موضوعًا على الطاولة كخيار، إنما برأيي، علينا أن نفكر أيضًا بخيارات أُخرى”. ويبدو أن هذه هي الأجواء الموجودة هذه الأيام في إدارة أوباما الذي طلب تمديد المفاوضات مع إيران لغاية 30 حزيران من هذا العام.

لا بد أن أوباما يسعه أن يفكر بها إيجابيًا كمرشحة لهذا المنصب الموقر في وزارة الدفاع. مثل هذه الخطوة ستصب في مصلحته وتمنحه نقاطًا كثيرة كونه عيّنَ لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية امرأة كوزيرة للدفاع. ولا يزال من الممكن أن تطلب فلوروني عدم الاستجابة لطلب أوباما وانتظار بداية جديدة إذا تم انتخاب هيلاري كلينتون كرئيسة جديدة للولايات المتحدة، يمكنها هناك أن تُدير من جديد عجلات الأمن بطريقها لتخصيص موارد أكبر لحرب السايبر، للبنتاغون الذي هي داعمة كبيرة له وزيادة كعكة الميزانيات الأمنية في الولايات المتحدة بشكل أكبر.

اقرأوا المزيد: 707 كلمة
عرض أقل