"موجز تاريخ الجنس البشري"

كيف سيبدو مستقبل البشرية في ظل التطورات التكنولوجية السريعة ؟ (Istock)
كيف سيبدو مستقبل البشرية في ظل التطورات التكنولوجية السريعة ؟ (Istock)

باحث إسرائيلي: “مستقبل البشرية معرض للخطر”

بروفيسور إسرائيلي خبير في شؤون التاريخ يوضح كيف من المتوقع أن تتغير حياة البشر من النقيض إلى النقيض في القرن القادم لدرجة أن الإنسان لن يكون قادرا على التعرّف على حياته بعد

17 أبريل 2017 | 16:11

البروفيسور يوفال نوح هراري هو أحد الأسماء اللامعة عالميا، حظي بمجد كبير بفضل أبحاثه في مجال تاريخ البشرية على مر الكثير من الأجيال وأبحاثه لمعرفة ما الذي قد يحدث للبشرية في المستقبَل القريب. هراري هو مؤرخ يعمل في قسم دراسات التاريخ في الجامعة العبرية في القدس، ألف كتابين وهما “موجز تاريخ الجنس البشري” و “تاريخ الغد”، تطرق فيهما إلى تطور التاريخ البشري منذ وجود البشر على الكرة الأرضية وحتى اليوم الذي سينقرض فيه البشر على ما يبدو.

في مقابلة لصحيفة “يديعوت أحرونوت” حاول هراري أن يوضح كيف ستتقدم الحضارة البشرية، كيف ستؤثر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم، كيف ستبدو العائلة في المستقبَل، وهل ستقضي الروبوتات على البشر؟

يوفال نوح هراري (Wikipedia)
يوفال نوح هراري (Wikipedia)

نعرض لكم في المقال التالي موجزا من المقابلة التي أجراها البروفيسور هراري مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

ما هي التغييرات الجوهريّة الإضافية المتوقع أن تطرأ على البشرية؟‎

“عرف الإنسان كيف يبني سدا ويقف تدفق مياه النهر ولكن لم يعرف كيف يمنع جسمه من التقدم في العمر. لكن في العقود القادمة سيسمح لنا الفهم الاصطناعي البيو تكنولوجي، للمرة الأولى في التاريخ، أن نبدأ بتغيير عالمنا تغييرا جوهريا. سنتعلم كيف نهندس جسم الإنسان ودماغه مجددا، كيف نعيد كتابة الكود الوراثي في جسم الإنسان، وكيف نصل أدمغة بأجهزة الحاسوب مباشرة. لذا ستكون منتجات الاقتصاد الأساسية في القرن الـ 21 على ما يبدو أجساما وأدمغة وليس وسائل نقل، ملابس، وأطعمة فحسب. سيطرأ التغيير الأساسي في الجسم تحديدا، الدماغ، وفي وعي المخلوقات التي ستسيطر على العالم حينذاك. لن تكون هذه المخلوقات بشرا مثلنا”.

كيف يغير الفيس بوك مجتمَعنا؟

فيس بوك (AFP)
فيس بوك (AFP)

“مع تطور التكنولوجيا نحن نكتسب مهارات جديدة ونخسر مهارات قديمة. أصبح من الأسهل علينا التواصل مع البشر في الجانب الآخر من العالم، نقل البضائع بين القارات، إقامة اتحادات دولية، ونشر أفكار وقصص. وأصبح من الأسهل علينا الحفاظ على علاقة متواصلة مع العائلة والأصدقاء، والتعرّف على أشخاص جدد أيضا.

ثمة ثمن لهذه الإمكانيات الجديدة طبعا. مثلا، ليس مهما ما الذي نختاره، فنحن نخشى دائما من أننا نفقد شيئا أفضل. من الأسهل علينا اختيار شريك واحد من بين 10 شركاء بدلا من الاختيار من بين مليون إمكانية. هناك مشكلة أصعب وهي أننا نخسر علاقتنا مع بيئتنا القريبة، مع جسمنا، ومشاعرنا. كان الأشخاص مصغين أكثر إلى البيئة وإلى جسمهم في الماضي، لأن بقاءهم كان متعلقا بهما. فمثلا، إذا كنت أصل إلى الغابة لصيد الأرانب وجمع الفطر، كان علي أن أصغي جيدا إلى كل الأصوات في الغابة، إلى كل حركة صغيرة، وإلى كل رائحة غريبة – ربما يقترب أسد مني؟

بالمُقابل، في وقتنا هذا، أذهب إلى المتجر بينما تكون عيناي محدقة في شاشة هاتفي الذكي وأصابعي تكتب رسالة نصية قصيرة. يمكن أن أشتري ألف منتج – بيتزا إيطالية أو سوشي ياباناي – ولكن عندما أصل إلى المنزل أتناولهما دون الانتباه والتركيز، لأني أركز عيناي على شاشة التلفزيون، وأنتبه بصعوبة كبيرة إلى طعمهما”.

كيف ستبدو العائلة في المستقبَل؟

مبنى العائلة سيتغير في المستقبَل أيضا (Istock)
مبنى العائلة سيتغير في المستقبَل أيضا (Istock)

“بالطبع ستتغير العائلة في المستقبَل أيضا. طرأت تغييرات على مبنى العائلة على مر التاريخ. يتخيل الأشخاص أحيانا أن هناك للعائلة مبنى طبيعي وأبدي، لا يتغير طيلة عشرات آلاف السنوات، والآن باتت “العائلة التقليدية” تتعرض لتهديد غير مسبوق. هذا غير صحيح. فنحن لا نعرف بالتأكيد كيف كان منبى العائلة البشرية في العصر الحجري، ولكن يبدو أن سكان الكهف لم يعيشوا في عائلة مؤلفة من الأب، الأم، وثلاثة أطفال.

كانت هناك حضارات تحظر الطلاق تماما، وبالمقابل كانت هناك حضارات لم تمارس مراسم الزواج أبدا، واستطاع الزوجان الانفصال في أي وقت وفقا لرغبتهما.

كلما تعلم الإنسان كيف يهندس جسمه ودماغه ويغير قوانين بيولوجية، ستقل الإمكانيات الجديدة المتاحة أمامه لإقامة علاقات جنسيّة، رومانسية، عائلية، يبدو لنا الآن هذا التطور خياليا إلى حد بعيد. ليس مؤكدا أن تكون كل هذه العلاقات جيدة لنا، لأن حرية الاختيار تضمن إحباطات ومخاطر كثيرة. ولكن علينا أن نتذكر أن المشترك لكل العائلات على مر التاريخ ليس مبنى خاص، بل حقيقة أن العائلات كان عليها الاهتمام بتوفير احتياجات مادية، عاطفية، وروحانية لأفرادها”.

هل هناك خطر أن تبدّل الروبوتات الإنسان إثر تطور التكنولوجيا؟

هل هناك خطر أن تبدّل الروبوتات الإنسان في المستقبل ؟ (Istock)
هل هناك خطر أن تبدّل الروبوتات الإنسان في المستقبل ؟ (Istock)

“أولا يجب التأكيد على أن المنافسة لن تكون مع الروبوتات بالضرورة، بل مع أجهزة الحاسوب والفهم الاصطناعي تحديدا. لن تكون روبوتات القيادة أو روبوتات طبية هي المنافسة لسائقي سيارات الأجرة والأطباء، بل برمجيات حاسوب ذكية تسيطر على سيارات الأجرة وتسجل وصفات طبية دون الحاجة إلى استخدام اليدين والقدمين. لذا في غضون وقت معقول، من المتوقع أن يتفوق الفهم الاصطناعي على الإنسان في كل مهنة أساسية تستند إلى تحليل المعلومات والتعرّف إلى أنماط معينة.

فيما يتعلق بالسياسة، يبدو أن تعيين روبوتات في منصب وزراء ورؤساء حكومة بعيدا، ولكن منذ وقتنا هذا نشهد عمليات سياسية كثيرة تحددها أجهزة الحاسوب. لا يسيطر المنطق على السياسة، بل مشاعر الإنسان. السياسيون الناجحون في يومنا هذا هم الذين يعرفون كيف يتعرفون إلى مشاعر المواطنين ويؤثرون فيها. في غضون وقت قصير، سيكون الفهم الاصطناعي قادرا على القيام بذلك أفضل من أي سياسي بشري. مثلا، في انتخابات عام 2020 للرئاسة الأمريكية ستستطيع لوغاريتمات في الفيس بوك (إذا أرادت شركة فيس بوك ذلك) التعرف مسبقا على الدول الهامة والمؤثرة في النجاح في الانتخابات، التعرف إلى 54,759 مواطنا في بنسلفانيا الذين لم يقرروا بعد أي مرشح يدعمون، وما على حزب معين أن يصرح أو يعلن لكسب أصوات هؤلاء المنتخبين. ليس من المستبعد في المستقبَل القريب، أن تقرر أجهزة الحاسوب كل كلمة يصرح بها السياسي”.‎ ‎

اقرأوا المزيد: 804 كلمة
عرض أقل
"موجز تاريخ الجنس البشريّ" للبروفيسورر الإسرائيلي يوفال نوح هراري
"موجز تاريخ الجنس البشريّ" للبروفيسورر الإسرائيلي يوفال نوح هراري

الكتاب الإسرائيلي الذي يُوصي أوباما بقراءته

أوباما يعود من إجازته السنوية ويُوصي لمُحبي المُطالعة - اقرأوا كتاب "مُوجز تاريخ الجنس البشريّ"

يُعرف عن الرئيس أوباما حُبه للمطالعة، ويختار في كل إجازة، بدقة، عدة كُتب ليتمتع بقراءتها أثناء وقت فراغه. من عادته أيضًا أن يوصي بالكتب التي أثّرت فيه ونالت إعجابه.

تحدث أوباما، بعد إجازته السنوية الأخيرة، في مقابلة مع شبكة CNN عن الكتب التي أثّرت فيه مؤخرًا، ومن بينها “موجز تاريخ الجنس البشريّ” للبروفيسور الإسرائيلي يوفال نوح هراري. أوصى، قبل بضعة أشهر أيضًا، رئيس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، بقراءة الكتاب موضحا أنه “أثار مُحادثات شيقة حول مائدة الطعام في عائلته”.

بروفيسور يوفال نوح هراري
بروفيسور يوفال نوح هراري

يرصد الكتاب مُجمل الحضارات الإنسانية وأصولها في آخر 70 ألف عام، ويتحدث عن المُستَجدات التي طرأت على المُجتمع البشري، عبر نقاط تحوّل هامة في التاريخ وحول استمرارية الجنس البشريّ مستقبلا. يستند الكتاب إلى دورة قدّمها المؤلف في الجامعة العبرية في القدس، تحت عنوان “مُقدّمة للتاريخ العالمي”. ظل الكتاب طوال 180 أسبوعًا ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في إسرائيل. وصف الرئيس أوباما الكتاب قائلا:

“إنه كتاب تاريخي رائع يتحدّث عن الجنس البشريّ… ما يجعل هذا الكتاب مُلفتًا ومُثيرًا هو أن الحديث يدور عن قصة مُكثّفة جدًا وجارفة. وهو يتحدث عن بضعة أمور أساسية تتيح لنا إنشاء حضارة رائعة، نتعامل معها نحن على أنها مفهومة ضمنًا. يُتيح الكتاب إلقاء نظرة إلى مدة زمنية قصيرة كنّا فيها على كوكب الأرض، إلى مدة قصيرة كانت فيها مجالات مثل علم الآثار والعلوم مؤثرة، وعن الأهمية بمكان ألا ننظر إلى الأمور وكأنها مفهومة ضمنًا”.

تابع أوباما حديثه عن تجربته أثناء زيارته إلى مصر، كان قد ذكّره الكتاب بها. “عندما أواجه أحيانًا مشكلة مُعقّدة في إطار مهامي كرئيس، أعود إلى زيارتي الأولى إلى القاهرة والخطاب الذي ألقيته فيها. لقد زُرنا حينها الأهرامات بعد نهاية الخطاب وقضينا فيها كل فترة الظهيرة. تؤكد الأهرامات الأسطورة المُحاكة بشأنها، والتي تصفها أنها رائعة. ولكن، عندما ننظر إلى الكتابات والنقوش الهيروغليفية ونُفكّر في كيفية تشكّلها، نُدرك أنها كانت لها أيضًا نُسخها وفضائحها، وعاشت تقلبات اقتصادية، وما تبقى منها هو الأهرامات.  نحصل في خضم هذا الجرف التاريخي على وقت قصير جدًا… لذلك علينا أن نتعامل مع الآخرين باحترام، أن نكون فعّالين، وأن نستغل الوقت جيّدا، ولكن، أن نتذكر أيضًا دورنا الصغير في هذه الحياة العظيمة التي تخلق كل شيء”.

كما وأوصى أوباما أيضا بقراءة كتاب The Underground Railroad الذي يتحدث عن شابة من أصول أفريقية تم بيعها للعبودية في الولايات المُتحدة، ولكنها تُحاول أن تشتري حريتها مُجددا.

اقرأوا المزيد: 358 كلمة
عرض أقل

الكتاب والمعرض اللذان غيّرا الطريقة التي نرى فيها البشرية

كيف ولماذا اختفت بقية الأجناس البشرية؟‎ معرض "موجز تاريخ الجنس البشري" (Hadas Parush/Flash90)
كيف ولماذا اختفت بقية الأجناس البشرية؟‎ معرض "موجز تاريخ الجنس البشري" (Hadas Parush/Flash90)

قبل نحو سبعين ألف عام حدث تغيير ما غامض في وعي الإنسان، وبدأ رحلة طريق طويلة في السيطرة على العالم. أصبح الكتاب الذي يشرح هذه العملية الرائعة، مؤخرا، معرضا في متحف إسرائيل

27 يونيو 2015 | 09:54

مجلة “لوبوان” الفرنسية تجري حوارا مع البروفيسور الإسرائيلي في التاريخ، يوفال نوح هراري، تحت عنوان “المفكر الأهم في العالم”.. اقرأوا مقالة كنا نشرناها عن كتابه الأشهر:
https://www.facebook.com/lepoint.fr/photos/a.389816860702/10155646142435703/?type=3&theater
هناك اتفاق في عالم الثقافة الإسرائيلي أنّ كتاب “موجز تاريخ الجنس البشري” للبروفيسور يوفال نوح هراري هو إنجاز غير مسبوق. حتى الأشخاص غير المهتمّين بالتاريخ (وبالطبع أيضًا أولئك المهتمين) قد انبهروا بهذا الكتاب المتدفق والمثير للإعجاب والذي يعلّمنا كيف نشأت البشرية، ومتى بدأ التاريخ، وكيف أصبح الإنسان الكائن الحيّ المسيطر على الكرة الأرضية.

تتحدث الأرقام عن نفسها: الكتاب هو الرائد في جداول الكتب متعدّدة الرسائل في جميع متاجر الكتب في إسرائيل. في بعض الشبكات يقع الكتاب في أعلى القائمة منذ 196 أسبوعًا، أي أكثر من ثلاث سنوات ونصف فعليّا. في الواقع، يلخّص الكتاب تاريخ الجنس البشري، منذ تطوّر قدرة الإنسان على الكلام، قبل 70 ألف عام، وحتى اليوم. ويعرض مؤلّف الكتاب أيضًا جوهره:

“قبل مائة ألف عام عاشت على سطح الأرض، على الأقل، ستّة أنواع مختلفة من البشر. لم يكن لأي منها أية أهمية خاصة. لم يكن دورهم في الطبيعة أكبر من الغوريلات، اليراعات أو حصان البحر.‎ ‎
قبل نحو سبعين ألف عام حدث تغيير ما غامض في وعي واحد من هذه الأنواع البشرية – الإنسان العاقل – ودفعه إلى السيطرة على العالم كله. كان تاريخ الإنسان العاقل منذ ذلك الحين صادمًا في بعض الأحيان، مضحكًا في بعضها، ورائعًا دائمًا. ماذا حدث بالضبط للإنسان العاقل قبل سبعين ألف عام ممّا دفعه للسيطرة على العالم؟ كيف ولماذا اختفت بقية الأجناس البشرية؟‎ ‎
متى تحوّل الكلب إلى أفضل صديق للإنسان؟ متى تم اختراع النقود والآلهة الكبيرة، ولماذا؟ لماذا اعتقد معظم المجتمعات البشرية في التاريخ تقريبًا أنّ النساء أقلّ شأنًا من الرجال؟‎ ‎
هل يمكن إقامة مجتمع بشري دون تمييز ودون آراء مسبقة؟ هل يمكن السيطرة على نحو فعّال ومع مرور الوقت على الشعوب المحتلّة؟‎ ‎
كيف احتلّ العلم، الرأسمالية وأوروبا العالم؟ هل هناك اتجاه للتاريخ؟ هل هناك عدالة في التاريخ؟ هل أصبح البشر أكثر سعادة على مرّ التاريخ؟ وما هو احتمال أن يكون هناك بشر على الكرة الأرضية بعد مائة عام؟”.

كتاب "موجز تاريخ الجنس البشري"
كتاب “موجز تاريخ الجنس البشري”

يحاول هذا الكتاب الرائع بل وينجح في إعطاء إجابات، أو إجابات محتملة، لهذه الأسئلة العميقة، بشكل سطحي ومتدفّق، ومع ذلك بشكل عميق ومثير للتفكير ممّا لا مثيل له.

لا يخلو الكتاب من الاستفزاز. فعلى سبيل المثال، يُعرَض الدين فيه كبعيد عن الحقيقة، ويُعرض الله كشيء اخترعه الإنسان. وفي الكتاب هناك انتقاد شديد جدّا للإنسان، لكونه منذ أنواعه الأولى قد كان الأكثر فتكا وضررا على بقية الحيوانات التي حوله، وعلى البشر الآخرين.

اقترح مسؤولو متحف إسرائيل في القدس، والذين قرأوا الكتاب وأعجِبوا به جدّا، على الكاتبِ، اقتراحًا لا يمكن رفضه: مواءمة الكتاب ليصبح معرضًا في المتحف. استخدم المتحف الكنوز الأثرية الهائلة التي فيه، بالإضافة إلى مقتنياته الفنّية المشرّفة، من أجل تقديم رسالة الكتاب.

لا يخلو الكتاب من الاستفزاز. فعلى سبيل المثال، يُعرَض الدين فيه كبعيد عن الحقيقة، ويُعرض الله كشيء اخترعه الإنسان (Hadas Parush/Flash90)(Hadas Parush/Flash90)
لا يخلو الكتاب من الاستفزاز. فعلى سبيل المثال، يُعرَض الدين فيه كبعيد عن الحقيقة، ويُعرض الله كشيء اخترعه الإنسان (Hadas Parush/Flash90)(Hadas Parush/Flash90)

فعلى سبيل المثال يعرض المعرض بقايا لموقد نار قديم أقامه البشر القدماء قبل 800,000 عام، كدليل على المرحلة الأولى التي نجح فيها البشر في تسخير النار لمنفعتهم. وعُرض بجانبه عمل فنّي يُظهر لهب الغاز، والقوة التدميرية للنار والتي واجه بها البشر بعضهم البعض.

تتطرّق بقية أقسام المعرض إلى مفهوم الأسرة، الأديان والأساطير، الثورة الزراعية، الاستقرار في المدن، المال والقانون، الثورة الصناعية، العولمة والمستقبل. في كل مرحلة، يستحضر المعروض الأثري الواقع المادي، بينما تحاول الأعمال الفنّية تناول الظاهرة ودلالاتها، وتفسيرها بشكل معاصر. من بين أمور أخرى، عُرضت عظمة لسان عمرها 70 ألف عام تم اكتشافها في أحد الكهوف في إسرائيل، والعملة الأولى من القرن السادس قبل الميلاد والتي اكتُشفت في آسيا الصغرى، ومخطوطات لألبرت أينشتاين وغيرها.

الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي نجح في الخروج من حدود الكرة الأرضية والهبوط إلى القمر (Hadas Parush/Flash90)
الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي نجح في الخروج من حدود الكرة الأرضية والهبوط إلى القمر (Hadas Parush/Flash90)

وينتهي المعرض، كالكتاب، بالنظر إلى المستقبل: الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي نجح في الخروج من حدود الكرة الأرضية والهبوط إلى القمر. هل يقع مستقبل الإنسان خارج الكرة الأرضية؟ هل نهاية البشرية قريبة، وسيتحوّل الإنسان في السنوات القادمة إلى كائن آخر؟

اقرأوا المزيد: 579 كلمة
عرض أقل