يتبين من تقرير جديد نُشر في نهاية الأسبوع أن متوسط العمر في إسرائيل هو الأعلى في معظم دول العالم. وفق التقرير، الذي يستند إلى بيانات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة، يحتل الرجال الإسرائيليون المرتبة الثالثة في العالم في متوسط طول العمر، أما النساء الإسرائيليات فيحتللن المرتبة الثانية عشرة. فحص معدو التقرير بيانات من 195 دولة بين الأعوام 1950 حتى 2017، تضمنت معايير صحية كثيرة، منها التغييرات التي طرأت على متوسط العمر في العقود الماضية، إضافة إلى أسباب الوفاة.
يتبين من التقرير أنه في هذه السنوات طرأ انخفاض كبير على عدد حالات الوفاة في السنة في العالم، وقد طرأ الانخفاض الأكبر في مستوى الوفاة لدى الأطفال دون سن خمس سنوات، وذلك بفضل تحسّن طرق الولادة وخدمات الصحة في العالم. خلافا للأطفال، شهدت حالات الوفاة لدى المسنين زيادة مضطردة، ويعود ذلك إلى زيادة متوسط العمر التي أدت إلى زيادة عدد المسنين في العالم، مقارنة بالماضي.
وفق التقرير، فإن متوسط العمر المتوقع الأعلى لدى الرجال هو في سويسرا، ويصل إلى 82.1 سنة، تليها سنغافورة (81.9 سنة بالمعدل)، ويحتل الرجال الإسرائيليون المرتبة الثالثة في متوسط العمر المتوقع الذي يصل إلى 81.2 سنوات. يحتل الرجال الكويتيون المرتبة السابعة في متوسط العمر الذي يصل إلى 80.6 سنوات. في سنغافورة هي الدولة ذات متوسط عمر النساء هو الأعلى، إذ تعيش فيها النساء 87.5 سنوات بالمعدل، ثم تليها اليابان (87.2 سنة)، الكويت (87.1 سنة)، وأيسلندا (85.9 سنة).
كما يتضح من التقرير، أن الدول الإفريقية هي الدول الأكثر خطورة من حيث ولادة الأطفال والعيش فيها. تتميز جمهورية أفريقيا الوسطى بمتوسط العمر الأكثر انخفاضا، إذ يصل فيها متوسط عمر الرجال إلى 50.2 أعوام، ومتوسط عمر النساء هو 59.3 أعوام.
تحتل إسرائيل المرتبة الأولى في استهلاك السكر من بين الدول المتقدمة (OECD)، هذا ما كشفه تقرير خاص بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). يبلغ معدل استهلاك السكر في إسرائيل، وفقًا للتقرير، 170 في المقابل، يبلغ معدل استهلاك السكر في أمريكا، للمقارنة، 142 جراما للشخص يوميا. وكان وزير الصحة الإسرائيلي قد صرح، على إثر نشر هذا التقرير، أن هذه المُعطيات “تُلزم اتخاذ خطوات جدية”.
يفترض وفق توصيات منظمة الصحة العالمية أن يستهلك الرجال حتى 8 ملاعق صغيرة (32 جراما) يوميا من السكر، وأن تستهلك النساء حتى 6 ملاعق صغيرة (24 جراما) يوميا. أشارت منظمة الصحة أيضًا إلى أن استهلاك السكر بكمية أعلى من الموصى بها قد يؤدي إلى السمنة، ارتفاع نسبة الكولسترول، والإصابة بالسكري. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنتم تعانون من دوار، صداع، صداع نصفي، اكتئاب، مشاكل في البنكرياس، ومشاكل في الرؤية – فربما السبب هو كمية السكر التي تتناولونها.
والخطر الأكبر من الاستهلاك العالي للسكر هو الإصابة بالسكري أيضًا، حيث يعاني ما يقارب 415 شخصا حول العالم من هذا المرض. تُشير مُعطيات الاتحاد لعالمي للسكر (IDF)، إلى أن الدول العربية التي تتصدر قائمة الإصابة بالسكري هي مصر والسعودية ومن ثم المغرب، السودان، والعراق. يُعاني في السعودية مثلاً 17.6% من المواطنين البالغين (الذين تتراوح أعمارهم بين 20 حتى 70 عامًا) من داء السًكّري، وفي مصر مات ما يُقارب 80,000 شخص بسبب المرض في عام واحد. إن معدل الذين يعانون من داء السكّري عمومًا في العالم العربي هو 25% من عدد السكان، أي – ربع العرب. نشهد حتى في السنوات الأخيرة ارتفاعًا في عدد مرضى السكّري في العالم.
يُحاول رئيس الجمعية الإسرائيلية للسُكّري أن يبقى متفائلاً وقال إن العديد من الدول ومنها إسرائيل تقود حملات للتخفيف من استهلاك السُكر، تضع محظورات، وتستثمر في برامج التوعية. “سنتمكن من تقليل استهلاك السُكر كما نجحنا في تقليل التدخين”.
أثار نَشر بيان منظمة الصحة العالمية الاستثنائي ضدّ استخدام بدائل الحليب والذي يدعم إرضاع الأطفال في إسرائيل ردود فعل عديدة. أعرب عضوا كنيست إسرائيليان عن غضبهما من البيان الاستثنائي. تحدّثت عضو كنيست مدافعة عن الأمهات اللواتي يستخدمن بدائل الحليب وكتبت: “مع احترامي لمنظمة الصحة العالمية، فلتتركنا وشأننا. تعمل كل أم كل ما في وسعها لتكون الأم الأفضل وفق قدراتها. نشعر كثيرا بمشاعر محاسبة النفس. فلا تزيدوا من العبء علينا”.
وقد بالغ عضو كنيست آخر وأرسل رسالة احتجاجية إلى منظمة الصحة العالمية، متهما المسؤولين فيها باتخاذ “خطوة معادية للنسوية بشكل واضح”. “يتم في هذه الدعوة اختراق واضح لخصوصية الفرد الأكثر حميمية وشخصية”، كما كتب. وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية أيضًا، ردا على ذلك، حول بيان منظمة الصحة العالمية إن الحديث يدور عن مجرد مسودة قيد النقاش.
أمهات إسرائيليات يرضعن (كيرين دنيئلي)
في بيان نُشر اليوم خرجت منظمة الصحة العالمية ضدّ التسويق العدواني للأطعمة وبدائل الحليب للأطفال، وأوصت بإضافة تحذيرات على عبواتها من مخاطر عدم الإرضاع. “صناعة بدائل الحليب قوية ومتنامية، وهكذا أيضًا النضال من أجل زيادة الإرضاع الحصري”، كما جاء في البيان. “يحق للأمهات الحصول على المعلومات الصحيحة من أجل حماية أطفالهن. يُحظر إخفاء الحقيقة – وهي أنه ليس هناك بديل لحليب الأم”.
تخشى المنظمة أنّ تتسبب المصالح الاقتصادية لسوق بدائل الحليب بالضرر على صحة الأطفال في كل العالم. ويدور الحديث عن سوق ضخم يجني 45 مليار دولار سنويا في جميع أنحاء العالم ومن المتوقع أن يزداد ليصل إلى 70 مليار دولار حتى عام 2019 كما كشفت المنظمة في بيانها.
وأكدت المنظمة على أنّ الإرضاع يعزز من جهاز المناعة في جسم الرضيع، ويقلل من مخاطر السمنة والإصابة بمرض السكري وله تأثير في تقليل مخاطر موت الرضّع الفجائي وأنّ الأطفال الذين كان يرضعون من حليب الأم يحققون نتائج أفضل في اختبارات الذكاء. وتساعد الرضاعة النساءَ أيضًا، وفقا للمنظمة، وتقلل من مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي وسرطان المبيضين. وفقا للتقديرات، من شأن الزيادة العالمية في معدلات الرضاعة أن تنقذ حياة أكثر من 820 ألف طفل حتى سنّ الخامسة و 20 ألف امرأة كل عام.
نشرت منظمة الصحة العالمية (WHO) البارحة (الأربعاء) تقريرًا موسعًا بخصوص انتشار مرض السُكري عالميا. وجاء في التقرير، الذي نُشر بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يُصادف في تاريخ (07.04.16) أن نحو 422 مليون بالغ مُصابون اليوم بالمرض، الذي يتسبب بموت 1.5 مليون شخص سنويًا. تُعتبر هذه الزيادة خطيرة مُقارنة بالسنوات الماضية – واحد من بين 11 شخصًا في العالم – مقابل 4.7% فقط في العام 1980.
عانى في العام 1980، وفقًا للمُعطيات الأساسية في التقرير، 180 مليون بالغ من مرض السُكري، بينما يصل العدد اليوم إلى 422 مليون مُصاب. تُعتبر مسألة وقف الإصابة بمرض السُكري اليوم من أهم التحديات في مجال صحة الجمهور، وفي دول عديدة، بما فيها إسرائيل، تُدار اليوم برامج وطنية تُركز على تطوير بيئة تعزيز الصحة وتقليل مُسببات المرض، مثل عدم القيام بنشاطات بدنية والتغذية غير السليمة.
مرض السُكري هو مرض مُزمن تظهر فيه نسبة عالية من الجلوكوز في الدم. تحدث كل أمراض السُكري نتيجة مُشكلة في إنتاج الإنسولين أو امتصاصه في الجسم: سواء كان بسبب مُشكلة ما في خلايا “بيتا” في البنكرياس والتي تؤدي إلى عدم إنتاج كمية كافية من الإنسولين، أو بسبب إنتاج كمية كبيرة من الإنسولين أكثر من الحاجة، مما يؤدي إلى عدم امتصاصه داخل الخلايا.
قد تؤدي مضاعفات مرض السُكري إلى حدوث نوبة قلبية، سكتة دماغية، فقدان البصر، قصور عمل الكليتين، وبتر الأطراف السفلى. وتشير المُعطيات إلى أن نسبة بتر الأطراف لدى مرضى السكري أعلى بـ 20 مرة مقارنة بالأشخاص الذين لا يُعانون من السُكري. حدثت 1.5 مليون حالة وفاة بسبب السُكري في العام 2012. كذلك، فإن وجود نسب عالية من الجلوكوز في الدم، في العام ذاته، شكل سببًا رئيسيًا لـ 2.2 مليون حالة وفاة نتيجة أمراض قلبية وأوعية دموية، وأمراض أُخرى.
يحتل الشرق الأوسط النسبة الأكبر لانتشار المرض. في العام 1980 كانت نسبة المُصابين بالمرض، في الشرق الأوسط، 6% بينما كانت نسبتهم 14% في العام 2014.
تصل نسبة المُصابين بالمرض في دولة ساموا إلى 23%. نسبة انتشار المرض في مصر عالية وتصل إلى نحو 16% أي أكثر من 13 مليون مصري تم تشخيصهم كمصابين بالسُكري. يصل عدد المرضى في إسرائيل إلى 7% أي، أكثر من نصف مليون شخص مُصابين بالمرض.
تم في الأيام الأخيرة نشر تدريج الدول الأكثر صحة في العالم من قبل وكالة الأنباء بلومبرغ وورد تقرير في “اندبندنت” البريطانية حول هذا الموضوع. يأخذ هذا المقياس بعين الاعتبار معطيات من البنك العالمي، من منظمة الصحة العالمية ومن الأمم المتحدة ويصنف الدول في حين تبدأ علامة كل دولة بالعلامة 100 وتهبط بحسب عوامل المخاطر الموجودة في كل دولة. تُعطى علامة معينة لكل عامل خطر وهكذا يتم تصنيف الدول التي يوجد فيها عوامل خطر أقل بمرتبة أعلى وتحظى بعلامات أعلى.
تم تدريج إسرائيل في المرتبة السادسة وهي مرتبة مرموقة وذلك من بين 145 دولة تضمنها هذا التصنيف. الدول الأكثر صحة هي سنغافورة وتليها إيطاليا، أستراليا، السويد، واليابان. تحتل مصر المرتبة 63، وتليها في المرتبة الـ 65 المغرب، في المرتبة 66 الأردن، وفي المرتبة 68 لبنان. تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة 72 وتحتل إيران المكان 76.
تحتل الولايات المتحدة المرتبة 33. الدولة “الأقل صحة” بحسب التصنيف هي سوازيلند في إفريقيا. ترتكز علامات الصحة على عوامل مثل متوسط العمر المتوقع للأطفال، حالات الوفاة وأسبابها.
أدى تقرير منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة والذي قرّر أنّ اللحوم المصنّعة بما في ذلك النقانق، المرتديلا واللحوم المعلّبة تتسبّب بالسرطان، إلى انخفاض بنسبة 30% في مبيعات المرتديلا في إسرائيل، هذا ما ذكره موقع ynet الإسرائيلي اليوم. وأبلغت شبكات التسويق في جميع أنحاء إسرائيل اليوم أنّه لوحظ فعلا انخفاض واضح في مبيعات المرتديلا، ولكن الشبكات تتعامل مع ذلك باعتباره تأثيرا فوريا لنشر التقرير ولكن قصير الأمد. بحسب التقديرات، فسوف يتبدّد تأثير التقرير على المستهلكين قريبًا.
وفقًا للتقرير، فإنّ استهلاك اللحوم المصنّعة يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة بنسبة 17%، أي إنّ المجموعة التي تستهلك اللحوم المصنّعة بأكبر نسبة، تكون معرّضة للإصابة بسرطان الأمعاء الغليظة بنسبة 17% أكثر من المجموعة التي تسهلك اللحوم المصنّعة أقلّ.
وقد ردّت وزارة الصحة الإسرائيلية على هذا التقرير، وأوصت بالحدّ من كمية اللحوم المصنّعة التي يتم استهلاكها من قبل المواطنين، ولا سيما الأطفال، لمرة واحدة في الشهر فقط. وقد أوصت أيضًا بالتنويع في مصادر البروتين وإثراء البروتين مرتين في الأسبوع على الأقل ببروتينات نباتية مثل البقوليات والحبوب الكاملة كالعدس، البازلاء والحمص.
كما وأوصت أيضًا بالتنويع في التغذية وزيادة استهلاك الغذاء الطبيعي مثل الفواكه، الخضروات، البقوليات، الحبوب الكاملة، الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
رغم قرار منظمة الصحة العالمية أنّ اللحوم المصنّعة تُسبب السرطان مثل السجائر تماما، هناك من يعتقد أنّه ليس هناك خطر حقيقيّا على من يأكل النقانق واللحوم المعلبة
أوردت وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم بشكل واسع ذلك التقرير المثير للفضول لمنظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والذي قرر أن اللحوم المصنّعة تتسبب بالسرطان مثل السجائر. وفقًا للأبحاث فكلما استهلك الناس كمية أكبر من اللحوم الحمراء، يزداد خطر إصابتهم بالسرطان.
ويتطرق التقرير إلى اللحوم التي مرّت بعملية تصنيع مثل التمليح والتدخين من أجل إضفاء نكهة مميّزة لها. ومن ضمن ذلك النقانق، المرتديلا واللحوم المعلّبة.
ولكن رغم هذا التقرير، فمن غير المؤكد إطلاقا أن عليكم التوقف فورا عن تناول اللحوم أو حتى الحدّ من تناولها. في الواقع، هناك في العالم اليوم حركة كاملة تدعى “حمية العصر الحجري” والتي يستند أعضاؤها في نظامهم الغذائي على اللحوم. فهم يستندون في غذائهم على التغذية التي استند إليها الإنسان القديم على مدى ملايين السنين. شعار هذه الحركة هو “إذا لم يكن الإنسان القديم قد أكل هذا، فليس من المفترض بنا أن نأكله”.
أحد خبراء التغذية بحسب العصر الحجري في إسرائيل هو إيتان بن ميور، والذي علّق في موقعه على الإنترنت على تقرير منظمة الصحة، وهدّأ مستهلكي اللحوم موضحا أن استنتاجاته تشير إلى أن تناول اللحوم المصطنعة ليس خطيرا كما يبدو فعلا. كتب بن ميون أنّ ناشري التقرير لم يجروا أي بحث ولم يستندوا في عملهم على أي بحث جديد. كل ما قاموا به هو مسح 800 دراسة قائمة وبحسبها اتخذوا قرارا بشأن كيفية تصنيف اللحوم الحمراء واللحوم المصنّعة من حيث الخطر الذي تشكله وعلاقتها بالسرطان.
قال بن ميور إنّ منظمة الصحة نشرت بيانا خفّفت فيه من الاستنتاجات التي ظهرت في التقرير، في أعقاب الصدى الكبير الذي أثاره. وأضاف: “وحتى في التقرير الأصلي وفي البيان الصحفي تم التأكيد على أن اللحوم هي مصدر غذائي مهم للمعادن والفيتامينات المختلفة، وليست هناك فيهما توصيات خاصة بخصوص الحدّ من أو التوقف عن تناول اللحوم”.
وأشار بن ميور قائلا: “لا جديد تحت الشمس، يمكن الاستمرار في تناول اللحوم”.
وافق الكنيست الإسرائيلي على اقتراح قانون لرفع سنّ الزواج، وذلك، من بين أمور أخرى، على خلفية بيانات الأمم المتحدة، التي اكتشفت أنّ في إسرائيل هناك نسبة عالية وصادمة من الفتيات اللواتي يتزوّجن قبل سنّ التاسعة عشرة. وتتعزّز هذه الأرقام بسبب زواج الشبّان والشابات سواء في الوسط العربي أو في الوسط الحاريدي اليهودي. ومع ذلك، فإنّ المعطيات في دول العالم الثالث أكثر صعوبة، وتُظهر التقارير التي نشرتها الأمم المتحدة بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية هذا الشهر صورة حزينة.
واحدة من بين كل ثلاث فتيات في العالم الثالث تتزوج قبل سنّ 18، وواحدة من كل تسع فتيات تجد نفسها متزوجة قبل وصولها إلى سنّ الخامسة عشرة، وهو زواج عادة ما يشتمل على الاعتداء الجنسي الاغتصاب بسبب عدم النضج الجنسي للعرائس الصغيرات.
إنّ إتمام الزواج، أي: ممارسة العلاقة الجنسية مع القاصرات، يؤدي إلى أن تصبح مليون فتاة تحت سنّ الخامسة عشرة حاملا في جميع أنحاء العالم كلّ عام، وعادة ما تتعقّد هذه الولادات، لأنّ جسد العرائس الصغيرات ليس مستعدّا بعد للحمل. وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإنّ خطر أن تتوفى الفتيات خلال الحمل والولادة أكبر خمسة مرات من المرأة البالغة، والفتيات اللواتي يبقين على قيد الحياة يعانين من العديد من التمزّقات الجسدية بدرجة 3-4.
وسوى المخاطر الصحية والتكاليف النفسية التي تدفعها الفتيات اللواتي يتزوجن في سنّ مبكّر جدا، يظهر في تقرير الأمم المتحدة أنّ 60% من الفتيات اللواتي تزوجن لم يتلقّين أي نوع من التعليم الرسمي. تأتي معظمهنّ من أسر فقيرة، لم ترسلنهنّ إلى المدرسة من البداية، ولكن أيضًا الفتيات اللواتي التحقن في إطار تعليمي معين، يترك معظمهنّ التعليم فورا بعد الزواج.
طفلات، لاجئات، عرائس سوريات ضد إرادتهنّ
لا لزواج الأطفال (Facebook)
تستمر الأزمة الخطيرة التي بدأت في سوريا في شهر آذار عام 2011 في قتل الكثير من المواطنين في كل يوم يمرّ. بالإضافة إلى ذلك، فقد اضطر مئات الآلاف من السوريين على ترك منازلهم وأوطانهم والانتقال إلى بلدان مجاورة، وخصوصا تركيا والأردن، حيث سكنوا هناك في مخيمات أقيمت من أجلهم. ولكن، في الفترة الأخيرة، تم الكشف عن جانب آخر في الأزمة الإنسانية الصعبة التي تواجه اللاجئين السوريين. وهي ظاهرة تدعى “زواج السترة”، والذي يتزوج الرجال في إطاره من لاجئات سوريات، حيث إنّ معظمهنّ فتيات صغيرات في سنّ 12-16، وذلك بذريعة خلاصهنّ من ظروف الحياة الصعبة في مخيّمات اللاجئين و “المساهمة في الثورة السورية”.
ويظهر من التقارير الصادرة عن الإعلام العربي أنّ حالات كهذه تحدث في الأردن، تركيا، ليبيا وفي دول أخرى، وأن المسلمين من أنحاء العالم العربي يأتون للدول المجاورة لسوريا من أجل البحث عن امرأة لهم من بين الفتيات السوريات في مخيّمات اللاجئين السوريين. بل وورد في بعض التقارير بأنّ بعض رجال الدين المسلمين يشجّعون هذه الظاهرة، ويعرّفونها بأنها “واجب وطني” بل ويشاركون بها بأنفسهم.
لاجئات لا سبايا (Facebook)
أدى الكشف عن الظاهرة في الإعلام العربي مؤخرا إلى موجة من الانتقادات الشديدة سواء داخل المجتمع السوري أو في العالم العربي. أطلق نشطاء سوريون وعرب حملة ضدّ هذه الظاهرة بل وبادروا إلى حملة في الفيس بوك. وفقا للناشطين، فهي استغلال للحالة الصعبة للأسر السورية في مخيّمات اللاجئين، وخصوصا في الأردن وتركيا، من أجل توفير الجشع الجنسي لدى الرجال بثمن بخس، حيث تفضل العائلات السوريات أن تتزوج بناتها الشابة من كل رجل يرغب بذلك مقابل مهر متواضع جدا، لإخراجهن من المخيم والحفاظ على كرامتهن. وذكر الناشطون حالات زواج طفلات سوريات مع رجال كبار في السنّ، وعن حالات اغتصاب واستدراج النساء للزنا في أعقاب هذا الزواج، بالإضافة إلى المنافسة في الإنترنت بين الرجال العرب من دول مختلفة للحصول على النساء السوريات.
ومن الجدير ذكره أنّه على الرغم من الضجيج الإعلامي الذي حظيت به هذه الظاهرة، فمن غير الواضح ما هو نطاقها. من جهة، فهناك نشاط من قبل سوريين وعرب ضدّ هذه الظاهرة، بل وشواهد على محاولات من قبل دول للقضاء عليها. ومن جهة أخرى، هناك من ينكر وجود هذه الظاهرة ويقول إنّها حالات قليلة فقط. وهناك من يرى بأنّ تضخيم الموضوع في الإعلام هو محاولة من النظام السوري للإضرار بالثورة وأنصارها.
أعاد انتشار فيروس إيبولا إلى أذهان خبراء منظمة الصحة العالمية فكرة أنه على الرغم من التطور العلمي لا يزال العامل البيولوجي يُشكل تهديدًا كبيرًا على مستقبل البشرية. تحظى الفيروسات أيضًا، في العصر الذي تُجسّر فيه التكنولوجيا فجوات الزمن والمسافة، للانبعاث من جديد بمساعدة الطائرات والسفن. كل تلك العوامل تجعلنا نسأل أنفسنا من جديد إن كنا تعلمنا من تاريخ البشرية، وهل ذلك سيعود ويكرر ذاته من جديد.
“أوقفوا تفشي مرض الإيبولا” (AFP)
“الوباء” وفق التعريف، هو انتشار مرض يصيب البشر وينتشر على مساحة واسعة في دولة ما، وحتى في عدة قارات. سُجلت أول ظاهرة وباء أصابت البشرية وتم توثيقها في القرن الـ 14 عندما انتشر في أوروبا مرض “الموت الأسود”، المعروف اليوم باسمه العلمي “الطاعون”. في ذلك الحين أيضًا كانت وسائل النقل هي التي أسهمت بانتشار المرض، عندما جلبت السفن القادمة من الشرق الفيروس القاتل معها إلى قارة أوروبا، ومن هناك انتشر المرض وقتل ما بين 75 – 180 مليون شخص.
تسبب سوء الظروف الصحية في الشرق أيضا بظهور وباء آخر: الكوليرا. تم تشخيص المرض لأول مرة في الهند في القرن الـ 16 تقريبًا وحتى القرن الـ 19 كان قد وصل الوباء إلى الشرق الأوسط، روسيا وأوروبا. فقد العديد من الأشخاص، الذين أُصيبوا بفيروس الأمعاء المسبب للمرض، حياتهم خلال انتشار الوباء. تم تسجيل آخر ضحية للمرض في هايتي عام 2010 بعد الهزة الأرضية التي ضربت البلاد.
وجدت الدول الأوربية، مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، نفسها أمام ضربة إضافية، حصدت عددًا من الأرواح يفوق عدد ضحايا الحرب نفسها. تمكن المرض، الذي أُطلق عليه حينها اسم “الإنفلونزا الإسبانية”، من حصد أرواح 50 – 100 مليون شخص حول العالم، معظمهم من الجنود الذين أُصيبوا بالفيروس، خلال الحرب، في الدول التي شاركت في القتال.
حملة إبادة الدواجن خوفاً من تفشي مرض إنفلونزا الطيور عام 2011 (Flash90/Gershon Elinson)
تم تشخيصه أكثر وباء معروف في عصرنا هذا عام 1981 حيث تم تعريف المرض القاتل والغامض ذاك باسم “متلازمة نقص المناعة”، المعروف اليوم أكثر باسم “الإيدز”. مات ما يقارب 25 مليون إنسان على مدى الأعوام الـ 30 الأخيرة نتيجة هذا المرض. لم يتم العثور حتى الآن على لقاح ضد فيروس الإيدز (HIV) المسبب للمرض، ولكن، بفضل علاج دوائي مُدمج تم تطويره في تسعينيات القرن الماضي، يمكن إطالة أعمار المصابين بالفيروس وتحسين جودة حياتهم.
نالت بعض الفيروسات القاتلة، التي ظهرت في السنوات الأخيرة، اهتمام منظمات الصحة العالمية فقط بعد أن حدث تحول جيني داخل تلك الفيروسات جعلها فيروسات مميتة. ومثال على ذلك “أنفلونزا الخنازير” و”أنفلونزا الطيور”، المرضان اللذان تم تشخيصهما في عام 2009. أصيب ثلث سكان العالم، على الأقل، بالفيروس ولكن أدى التحرك السريع لمنظمات الصحة العالمية ضد الوباء إلى تقليل نسبة الضحايا نتيجة هذا المرض بشكل كبير.
سفير إسرائيل في الأمم المتحدة رون بروسور، قال في مؤتمر خاصّ والّذي بادرت إليه الولايات المتّحدة كالرئيسة الدّورية لمجلس الأمن، حول مرض الإيبولا. “إن المجتمع الدولي لديه الأدوات والدّراية الكافية لإنقاذ الآلاف من الناس، ولكن في الوقت نفسه الاستجابة العالمية ليست كافية. فالأفراد يصرخون طلبًا للمساعدة”.
في المؤتمر الخاصّ أعلن بروسور أنّ “أفريقيا تحترق والعالم يجب أن يهبّ معا لتقديم يد المساعدة وإخماد الحريق”. وقال: “على غرار المساعدات في هايتي وغانا والفلبين فإنّ إسرائيل مستعدة للتّحدي الّذي يواجه العالم، وبدأت بتوفير التمويل والإمدادات الطبية وإرسال خبراء الصّحة الإسرائيليين إلى كاميرون. تتطلب الأزمة العالمية استجابة دولية. كل دولة لها دور في مكافحة “الإيبولا”. وعلى العالم أجمعين تبادل مبادرة بهدف المساعدة لا في اللامبالاة لإيجاد الحلول”.
قال علماء أمريكيون هذا الأسبوع إنّه دون الرّعاية المناسبة وتخصيص مليار دولار، يمكن لمرض “الإيبولا” أن ينتشر ويخرج عن السيطرة. ” تفشّي “الإيبولا” المميت حدث عبر ثلاث دول غرب أفريقيا ومن المتوقع أن يستمرّ فترة 12 إلى 18 شهرًا، أكثر ممّا كان متوقّعًا”، وأضافوا، إن “الإيبولا”، يمكن أن يصيب مئات الآلاف من الناس قبل أن تتم السيطرة على الفيروس”.
المرض الفيروسيّ، “إيبولا” هو مرض نادر عُرفَ بسبب معدّل الوفيات المرتفع من 50٪ إلى 90٪. وتفيد منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة بفيروس “الإيبولا” يتضاعف كلّ ثلاثة أسابيع في غرب أفريقيا، وادّعت أنّ هذا الوباء أشبه بـ “كارثة وطنية”.
طبيب في افريقيا يحمي نفسه من الإيبولا (AFP)
الأرقام تثير الدهشة: ما لا يقلّ عن 2,400 حالة وفاة في ليبيريا وسيراليون وغينيا ونيجيريا والسنغال منذ أن اكتشف المرض لأوّل مرة في آذار. ووقعت قرابة الـ 5,000 حالة وفاة في الأسابيع الثلاثة الماضية، ويقول مسؤولو الصّحة إنه من الممكن جدا أن يصل العدد إلى 20 ألف حالة وفاة قريبًا.
تم توجيه انتقاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في الأسبوع الماضي عندما وعدت بإقامة مستشفى ميدانيّ مؤلّف من 25 سريرًا في ليبيريا. يعتقد الكثيرون أن المساهمة كانت ضئيلة، بالنّظر إلى أن الخبراء يقدّرون أن ليبيريا تحتاج إلى أكثر من 500 سرير للعلاج. قالوا في منظّمة “أطباء بلا حدود”، إن الاستجابة العالمية لمكافحة فيروس “الإيبولا” ضئيلة جدًّا، وأقل مما هو ضروري.
ومع ذلك، هناك في واشنطن وعود أنّ تزيد الولايات المتحدة من دعمها في غرب أفريقيا وسيشمل هذا الدّعم إنشاء مرافق جديدة للعلاج والعزل، وتدريب العاملين في مجال الصّحة، والدّعم المتزايد في مجال الاتصالات والنقل. ووعد أوباما أيضًا بنشر 3,000 جندي أمريكي في المنطقة لتقديم يد المساعدة.