منظمة التحرير الفلسطينية

إسحاق رابين (flash90)
إسحاق رابين (flash90)

10 حقائق عن رجل السلام: إسحاق رابين

هذا هو الزعيم الذي سيظل محفورا في ذاكرة الإسرائيليين كرجل السلام الشجاع، الذي أدرك أنّ عليه السعي للسلام مع جيرانه الفلسطينيين والأردنيين: إسحاق رابين بعد مرور 22 عاما على اغتياله

سيتم إحياء الذكرى العشرين لوفاة رئيس الحكومة الراحل، إسحاق رابين، والذي صادف بتاريخ 4 تشرين الثاني 1995 في مراسم عديدة في إسرائيل.

رابين الذي كان رئيس الأركان السابع للجيش الإسرائيلي والقائد الأكبر في صفوف الجيش الإسرائيلي في حرب الأيام الستة عام 1967، كان أيضًا الرجل الذي وقّع على اتفاق أوسلو في أيلول عام 1993 مع الفلسطينيين، وهي خطوة مثيرة للجدل في الرأي العام الإسرائيلي، وقد منحته أيضًا جائزة نوبل للسلام مع وزير الخارجية في عهده، شمعون بيريس، ورئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.

ومن أجل التعرّف عن قرب على الرجل ونشاطه، نقدم لكم 10 حقائق مثيرة للاهتمام عن “رجل السلام”، إسحاق رابين.

إسحاق رابين مع أخته وأمه روزا، 1927 (Wikipedia)
إسحاق رابين مع أخته وأمه روزا، 1927 (Wikipedia)

1. وُلد إسحاق رابين في مدينة القدس في الأول من آذار عام 1922 لوالد يعمل في شركة الكهرباء، وأم ناشطة اجتماعية هاجرت إلى أرض إسرائيل (1919) ونشطت كثيرا في المجال الاجتماعي بل وعُيّنت كعضو مجلس في بلدية تل أبيب يافا. سُمّي إسحاق رابين على اسم جده.

2. وُلدت لإسحاق أخت صغيرة، راحيل، وبعد مدة صغيرة من ولادتها انتقلت أسرته للسكن في تل أبيب. بدأ رابين دراسته في مدينة تل أبيب، وفي عام 1937 بدأ بتعلّم الزراعة وإدارة الحسابات في إحدى أشهر المدارس في إسرائيل “كدوري”. أنهى دراسته بالامتياز عام 1940 وكجائزة على ذلك اقترح عليه المندوب السامي البريطاني في أرض إسرائيل منحة للدراسة في الولايات المتحدة. لم يذهب رابين، الذي طمح بدراسة هندسة المياه، إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسته وذلك بسبب الحرب العالمية الثانية.

رابين الشاب 1948 (Wikipedia)
رابين الشاب 1948 (Wikipedia)

3. في شبابه انضمّ رابين إلى صفوف “البلماح” (قوة عسكرية مجنّدة من اليهود قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948). خلال عشرة أيام فقط تعلّم كيف يشغّل السلاح في دورة مسرّعة من قبل البلماح (سرايا الصاعقة). كان نشاطه العسكري الأول بالتعاون مع الجيش البريطاني الذي سعى للسيطرة على لبنان الذي كان تحت سيطرة حكومة فيشي (الحكومة الفرنسية التي تعاونت مع النازيين بين عاميّ 1944-1940). خلال هذه العملية العسكرية فقد موشيه ديان (لاحقا أصبح وزير الدفاع في إسرائيل) عينه.

4. كلما اكتسب خبرة عسكرية أكبر، تم تعيينه في مناصب أكبر. في فترة حرب استقلال إسرائيل عام 1948 كان رابين قائدا كبيرا عمل بشكل أساسيّ على جبهة القدس. بين عاميّ 1959-1956 خدم كقائد للواء الشمال، وبين عاميّ 1963-1961 كان نائبا لرئيس الأركان.

رابين قائد الأركان 1964 (Wikipedia)
رابين قائد الأركان 1964 (Wikipedia)

5. في 25 كانون الأول عام 1963، تم تعيين رابين رئيس الأركان السابع في الجيش الإسرائيلي وتولى المنصب حتى عام 1968. خلال فترة توليه المنصب قاد حرب الأيام الستة. ومن بين إنجازاته العسكرية الكبرى في تلك الحرب كان احتلال سيناء، قطاع غزة، وأجزاء من الضفة الغربية والقدس الشرقية بل ومساحات كبيرة من هضبة الجولان. كانت المساحة العامة التي تم احتلالها تساوي 3 أضعاف مساحة إسرائيل عشية الحرب.

6. ومع تقاعده من الجيش عُيّن سفيرا لإسرائيل في الولايات المتحدة وتولى هذا المنصب لخمس سنوات. خلال توليه للمنصب ارتفعت المساعدات التي قدّمتها الولايات المتحدة لإسرائيل كثيرا على شكل بيع السلاح والمساعدات العسكرية. ولدى عودته من الولايات المتحدة انضمّ إلى حزب اليسار، حزب العمل.

رابين وزوجته ليئا، عند خدمتهم كسفيرين في واشنطن 1968 (Wikipedia)
رابين وزوجته ليئا، عند خدمتهم كسفيرين في واشنطن 1968 (Wikipedia)

7. في 3 حزيران عام 1974، عُيّن رابين في منصب رئيس الحكومة وكان يبلغ من العمر 52 عاما. كان رئيس الحكومة الخامس لإسرائيل، والأول الذي يعتبر رئيس للحكومة من مواليد البلاد. خلال فترة ولاية رابين الأولى كرئيس للحكومة تم تحقيق اتفاق تهدئة والتزام بالحفاظ على وقف إطلاق النار بين إسرائيل ومصر. وقد قاد أيضًا عملية إنقاذ 105 مختطفا يهوديا إسرائيليا تم اختطافهم إلى أوغندا. وهي عملية عسكريّة حظي بسببها بتقدير كبير (عملية إنتيبي). عام 1977، اضطرّ رابين إلى الانسحاب من الترشّح مجدّدا لمنصب رئيس الحكومة بسبب كشف حساب بنكي أدارته زوجته بشكل مخالف للقانون الإسرائيلي في الولايات المتحدة.

رئيس الحكومة الإسرائيلي بين عاميّ 1974-1977 (Wikipedia)
رئيس الحكومة الإسرائيلي بين عاميّ 1974-1977 (Wikipedia)

8. عام 1992، وفي أعقاب فوز حزب العمل انتُخب رابين مجددا لولاية ثانية في منصب رئيس الحكومة الإسرائيلي وبنى ائتلافا ضيّقا (61 عضو كنيست في حكومته من بين 120).

9. ومع بداية ولايته الثانية بدأ بالمفاوضات مع السوريين والفلسطينيين. كان يأمل رابين بتحقيق اتفاق مع حافظ الأسد ولكن الأمر لم يتم من قبله على وجه الخصوص في ظلّ معارضة الإسرائيليين الذين عاشوا في الجولان بقيادة المستوطنات في إسرائيل. في آب عام 1993، صنع رابين تحوّلا عندما وافق على خطوط عريضة للمحادثات مع منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها، ياسر عرفات، والتي جرت في أوسلو. حرص على أن يُدخِل إلى الخطوط العريضة في محادثات أوسلو ترتيبات أمنيّة إضافية وأن يحوّل الاتفاقات إلى اتجاه أكثر ملاءمة لمنهجه الذي فضّل الترتيبات الانتقالية على التسوية الدائمة. في أيلول عام 1993، وُقعت اتفاقيات أوسلو تحت هجمة شديدة من اليمين الإسرائيلي. في 26 تشرين الأول عام 1994، وقّع رابين على اتفاق سلام بين إسرائيل والأردن.

رئيس الحكومة رابين يتحدث مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر 1977 (Wikipedia)
رئيس الحكومة رابين يتحدث مع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر 1977 (Wikipedia)

10. في 4 تشرين الثاني عام 1995، تقريبا الساعة 21:54، لدى انتهاء مسيرة دعم لاتفاق السلام الذي وقع رابين وحكومته عليه، وفي الوقت الذي مشى فيه رابين باتجاه سيارته، تم إطلاق 3 طلقات باتجاهه. تم نقله إلى المستشفى الرئيسي في تل أبيب، حيث تُوفي هناك متأثرا بجراحه بعد مرور 40 دقيقة. غيّم حزن شديد على إسرائيل وعلى مستقبل السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وبين إسرائيل وسائر العالم العربي. كان القاتل يغئال عمير حينذاك في الخامسة والعشرين من عمره، طالب جامعي يميني راديكالي، كان يأمل بأن يمنع قتل رابين تنفيذ اتفاقيات أوسلو وتطبيع العلاقات مع الفلسطينيين. حُكم على عمير بالسجن المؤبّد و 6 سنوات إضافية. وقد حضر جنازة رابين زعماء من جميع أنحاء العالم. كان الشعار الأكثر شهرة في خطابات التعازي، كلمات الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، الذي قال فوق تابوته “سلام أيها الصديق”.

إسحاق رابين، ياسر عرفات وبيل كلينتون عند توقيع اتفاقيات أوسلو، أيلول 1993 (Wikipedia)
إسحاق رابين، ياسر عرفات وبيل كلينتون عند توقيع اتفاقيات أوسلو، أيلول 1993 (Wikipedia)
الملك حسين يشعل السيجارة لرابين في مسكنه بالعقبة بعد توقيع اتفاق السلام، تشرين الأول 1994 (Wikipedia)
الملك حسين يشعل السيجارة لرابين في مسكنه بالعقبة بعد توقيع اتفاق السلام، تشرين الأول 1994 (Wikipedia)
إسحاق رابين، شمعون بيريس وياسر عرفات، الحائزون على جائزة نوبل للسلام لعام 1994 (Wikipedia)
إسحاق رابين، شمعون بيريس وياسر عرفات، الحائزون على جائزة نوبل للسلام لعام 1994 (Wikipedia)
تابوت رابين يُنقل للدفن، 6 تشرين الثاني 1995 (Flash90)
تابوت رابين يُنقل للدفن، 6 تشرين الثاني 1995 (Flash90)
القاتل يغئال عمير (Flash90)
القاتل يغئال عمير (Flash90)
حفل تأبين قرب قبر رابين بمناسبة ذكرى مرور 13 عاما على وفاته (Flash90/Yossi Zamir)
حفل تأبين قرب قبر رابين بمناسبة ذكرى مرور 13 عاما على وفاته (Flash90/Yossi Zamir)
اقرأوا المزيد: 821 كلمة
عرض أقل
الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (AFP)
الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (AFP)

مجلة أمريكية: الحركة الوطنية الفلسطينية تحتضر

مجلة "النيويوركر" الأمريكية ترسم صورة قاتمة لمستقبل الحركة الوطنية الفلسطينية ومشروعها إقامة دولة مستقلة استنادا إلى دراسة معمقة لأكاديميين عربيين

“باتت نهاية الحركة الوطنية الفلسطينية قريبة، ويُعتقد أن زعيمها الحالي، الرئيس محمود عباس، هو الزعيم الفلسطيني الشرعي الأخير القادر على التوصل إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل عبر المفاوضات”، هذا ما حددته نظرة شاملة نشرتها المجلة المرموقة “النيويوركر“.

وقع على هذه التصريحات الباحثَين حسين آغا وأحمد سامح الخالدي من جامعة أكسفورد وكان كل منهما مشاركا في المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية في مراحل مختلفة. آغا هو أكاديمي لبناني ومقرّب من عباس، وشارك في المحادثات السرية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الآونة الأخيرة، أثناء حكم باراك أوباما. نشر الباحثان كتابا يُدعى “إطار عقيدة الأمن القومي الفلسطيني”.

ووفق أقوالهما، منذ وفاة ياسر عرفات، مؤسس الحركة الوطنية الفلسطينية وزعيمها، تشهد فتح تدهورا وانحطاطا وتفقد طريقها، لا سيّما شرعيتها. وفق المقال، مع نقص الزعامة البديلة، النجاح السياسي الملحوظ، التقدم في عملية السلام، ومع وجود خصوم إقليميين، فإن الحركة ستختفي بصفتها قوة سياسية.

ويعاني عباس أيضا الذي يعرف كـ “الزعيم الوطني الوحيد المتبقي لدى الشعب الفلسطيني والقادر على التوقيع على اتفاقية سلام”، من خسارة شعبيته. من بين أمور أخرى، كُتب أن مكانة عباس لدى الشعب الفلسطيني تضررت جدا بسبب تدخله المستمر في عملية السلام الفاشلة ومعارضته للصراع المسلح، والتزامه التام للتعاون الأمني مع إسرائيل.

ويعكس فقدان الثقة لدى الفلسطينيين في التوصل إلى تسوية عبر المفاوضات، وفق أقوال الباحثَين خسارة الثقة بالمؤسسات التي سعت إلى تحقيق التسوية. مع ذلك، إضافة إلى جهود السيطرة على ما تبقى من المؤسَّسات المتدهورة التابعة لحركة فتح، تعمل القيادة على إخماد المعارضة السياسية الحقيقية.

وينسب الباحثان وضع السلطة أيضا إلى أن الفلسطينيين خسروا إلى حد كبير قدرتهم على المناورة بين المصالح المختلفة والمتعارضة في العالم العربي، وأصبحوا متعلقين أكثر بالدعم الخارجي – دعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي – وبرغبة إسرائيل الجيدة في معالجة احتياجات السكان الفلسطينيين اليومية في الأراضي.

وحسب تعبيرهما، ستشهد الفترة ما بعد عباس تفككا ولا يمكن توقعها. يشير النزاع المتواصل بين فتح وحماس، حالة الغليان في غزة والضفة الغربية، والفشل في السلطة الفلسطينية، إلى تعزز مكانة قيادة غير تمثيلية، مضطربة، وضعيفة، وتفتقد إلى شرعية واسعة للتوقيع على اتفاق أيا كان مع إسرائيل. في الواقع، يشير المقال إلى أن عباس هو الأمل الفلسطيني الأخير لإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة.

اقرأوا المزيد: 330 كلمة
عرض أقل
مظاهرات في رام الله هذا الأسبوع لتوقيف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والجيش الإسرايلي (AFP)
مظاهرات في رام الله هذا الأسبوع لتوقيف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والجيش الإسرايلي (AFP)

64%‏ من الفلسطينيين يريدون أن يستقيل أبو مازن

77%‏ من الفلسطينيين يعتقدون أن السلطة فاسدة ويعتقد نصفهم أنها تشكل عبئا جماهيريا. لو جرت انتخابات في يومنا هذا، كان سيفوز مروان البرغوثي، وسيحظى بدعم %59

وفق استطلاع نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، فإن 64% من المستطلَعة آراؤهم معنيون باستقالة رئيس السلطة محمود عباس من منصبه، مقابل %31 من المستطلَعة آراؤهم يرغبون في أن يبقى.

وفقًا للاستطلاع، فإن المرشح الأفضل لدى الفلسطينيين ليكون وريثا لأبو مازن هو مروان البرغوثي، زعيم التنظيم سابقا، الذي يقضي 5 أحكام مؤبدة في السجون الإسرائيلية. لو جرت انتخابات في يومنا هذا، كان سيحظى أبو مازن بدعم ‏26%‏ فقط، البرغوثي ‏40%‏، ومرشح حماس، إسماعيل هنية بدعم 20%‏. يتضح من الاستطلاع أيضا، لو أن أبو مازن استقال من الحياة السياسية وتنافس كل من البرغوثي وهنية على الرئاسة، كان سيحظى البرغوثي بدعم %59 في حين سيحظى هنية بدعم %36.

أشار الاستطلاع إلى أن وضع حركة فتح سيء. صرح %36 من الفلسطينيين أنهم كانوا سيختارون الحركة لو جرت انتخابات في يومنا هذا. بينما سيختار حماس %30 من المصوتين فقط.

رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (Hadas Parush/Flash90)
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (Hadas Parush/Flash90)

يعتقد %77 من الفلسطينيين أن السلطة الفلسطينية فاسدة ويعتقد نصفهم أنها تشكل عبئا ويجب تفكيكها.

بالنسبة لأبو مازن، فإن %72 من المستطلَعة آراؤهم يعتقدون أن أبو مازن غير جاد في تهديدات وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ويشعر %77 من الفلسطينيين محبطين من رد فعله على البناء في المستوطنات.‎ ‎

مروان البرغوثي (Flash90)
مروان البرغوثي (Flash90)

في أعقاب تغيير السياسة الأمريكية بالنسبة للمستوطنات، قال %25 من المستطلَعة آراؤهم إنه يجب وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، قال %24 إن الرد يجب يأتي من خلال التوجه إلى مؤسّسات دولية، وقال %20 إن هناك حاجة إلى رد فعل وعمل مسلح.

إن مشاعر الجمهور الفلسطيني منقسمة بشكل متساو حول سؤال “حل الدولتَين لشعبين”: أعرب %51 من المستطلَعة آراؤهم عن معارضتهم للحل، مقابل %47 مؤيد، ولكن قال %60 من المستطلَعة آراؤهم إنهم يعتقدون أنه لم تعد هناك إمكانية لتطبيق هذا الحل بسبب توسيع المستوطنات. أعرب %32 عن دعمهم لحل الدولة الواحدة يعيش فيها اليهود والعرب معا. قال %70 من المشاركون في الاستطلاع إنهم يعتقدون أنه في السنوات الخمس القريبة ستُقام دولة فلسطينية.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل
من اليمين الى اليسار: رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس والأسير مروان البرغوثي (AFP)
من اليمين الى اليسار: رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس والأسير مروان البرغوثي (AFP)

هزيمة سياسة الوضع القائم ل “أبو مازن”

مروان البرغوثي، المُعتقل في إسرائيل، تقدم الأسبوع الماضي خطوة إضافية إلى منصب وريث أبو مازن في قيادة السلطة الفلسطينية. اليأس الذي يجتاح حركة فتح نتيجة سياسته الفاشلة أمام إسرائيل سيُستبدل بوحدة وطنية مع حركة حماس

في أعقاب فوز زعيم فتح المعتقل في إسرائيل، مروان البرغوثي، بغالبية الأصوات في انتخابات المجلس المركزي للحركة في الأسبوع الماضي، تتزايد الأصوات الفلسطينية التي تدعو الرئيس محمود عباس إلى تعيين البرغوثي نائبًا له، ووريثا لزعامة السلطة الفلسطينية.

تتناقض مواقف البرغوثي بشكل واضح مع مواقف عباس في ما يتعلق بالقضايا الجوهرية مثل طبيعة مواجهة إسرائيل وضرورة المصالحة مع حماس. ففي حين يركز عباس على محاولة عزل إسرائيل على الساحة الدولية، وفي الأمم المتحدة، تحدث البرغوثي هذا الأسبوع في مقابلة مع صحيفة الغد الأردنية عن ضرورة العودة إلى “مسار النضال والوحدة الوطنية والمصالحة والخيار الديمقراطي الداخلي”، وهو الخطاب الذي يمثل المشاعر الطاغية في حركة فتح. يعتقد عباس أن “الوحدة الوطنية” مجرد كلام، في حين يعتقد البرغوثي أن التوافق الوطني الواسع شرط أساسي لمواجهة إسرائيل.

يمكن أن نضيف إلى ذلك أيضا العلاقة القائمة على الشك بين عباس وبين الدول العربية وذلك بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية لحركة فتح على خلفية الصراع بينه وبين محمد دحلان، وذلك خلافا لدعوة البرغوثي إلى تعزيز العلاقة مع الدول العربية (وكذلك مع الدول الغربية الصديقة).

وكان عباس، على الرغم من الخلافات، قد اتصل بفدوى البرغوثي لتهنئتها بفوز زوجها. وشجعها ما قاله لها أبو مازن حول الاعتقاد أن مروان قد يعيَّن وريثا له على الرغم من كونه أسيرا لدى إسرائيل. وقد قالت (فدوى) هذا الأسبوع في مقابلة مع صحيفة “الحياة” اللندنية: “الرئيس تسلم الحركة من شهيد، وليس مستبعداً أن يسلمها إلى أسير”. وأضافت إن “الرئيس متمسك بالثوابت الوطنية، وبالتالي فإن الأرجح أن يكون مروان خياره الأول لقيادة الحركة من بعده”.

فدوى البرغوثي تحتفل مع الرئيس عباس بفوز زوجها الأسير، مروان البرغوثي، في المركز الأول في انتخابات المجلس المركزي لحركة فتح (AFP)
فدوى البرغوثي تحتفل مع الرئيس عباس بفوز زوجها الأسير، مروان البرغوثي، في المركز الأول في انتخابات المجلس المركزي لحركة فتح (AFP)

ويبدو أن تصريح رئيس الحكومة نتنياهو هذا الأسبوع والذي جاء فيه إن انتخاب البرغوثي يعكس “التشدد في ثقافة التحريض” في حركة فتح هو ما يعزز تحديدًا شخصية الأخير داخل حركته. وقد وصف رئيس المخابرات العامة السابق في الضفة الغربية، توفيق الطيراوي، البرغوثي قائلا إنه “قائد وطني تختطفه حكومة الاحتلال”.

وكان الوزير الفلسطيني لشؤون الأسرى، عيسى قراقع، قد كرّس مقالاً مطولاً، في موقع “معا” الإخباري، لتوضيح سبب انتخاب مروان من قبل 930 عضوا من أصل 1300 عضو شاركوا في المؤتمر السابع لحركة فتح، قال فيه: “الفتحاويون انتخبوا من يمثل وجعهم الانساني، ومن ينتصر لأرواح الشهداء وعذابات وتضحيات الاسرى وأحلام اللاجئين والمبعدين”، وفقًا لما كتبه قراقع.

مهم جدًا أن ننتبه إلى صعود نجم فدوى البرغوثي، زوجة مروان، والعضو معه في الحركة. ففي حين فاز زوجها بغالبية الأصوات في اللجنة المركزية، فازت فدوى بالمرتبة الأولى في انتخابات المجلس الثوري، وهي الهيئة الثانية من حيث أهميتها. باتت المحامية فدوى البرغوثي منذ فترة طويلة ممثلة جماهيرية لزوجها خارج السجن وذلك بسبب شخصيتها المحببة ولغتها الفصيحة، ولكن يبدو أن صعود نجم زوجها يساعدها أيضا.

يأتي تفضيل البرغوثي على جبريل الرجوب، وهو رجل الأمن ورجل المؤسسة القديم في كل من منظمة التحرير الفلسطينية وفي حركة فتح، تعبيرا عن عدم الثقة بالسلوك المحافظ لعباس في مواجهة إسرائيل. لم تتمكن الجهود الدبلوماسية، لسنوات طويلة، في ظل زعامة أبو مازن من أن تُغيّر سوى القليل في حياة الفلسطينيين اليومية، وفشلت في إعادة إسرائيل إلى طاولة المفاوضات. بالمُقابل تشكل الأقوال المبطنة للبرغوثي في حديثه مع الصحيفة الأردنية أن السبل السلمية لعباس قد استنفدت نفسها، وأنه يجب “إعادة دراسة مهام السلطة الفلسطينية”، مؤشرا جيدا بالنسبة لإسرائيل حول سلوك السلطة الفلسطينية في مرحلة ما بعد أبو مازن. ‎

جاءت نتيجة مؤتمر حركة فتح ناجحة بالنسبة للحركة ولأبو مازن نفسه، الذي حافظ على موقعه كزعيم للحركة بلا منازع في هذه المرحلة. تتجه الأنظار الآن إلى المجلس الوطني الفلسطيني، وهو الهيئة التشريعية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل الفلسطينيين في الشتات، والذي لم يعقد أي اجتماع له منذ عقدين.ستشارك حركتَي حماس والجهاد الإسلامي وفقًا لأقوال محمود العالول، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح، في اجتماعات المجلس الوطني على الرغم من أنهما ليستا عضوين في منظمة التحرير الفلسطينية.‎

هذا المقال نشر لأول مرة على موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 583 كلمة
عرض أقل
ياسر عرفات خلال المقابلة مع طاقم مجلة "هذا العالم" في بيروت (تصوير: عنات سرغوستي لصالح مجلة "هذا العالم" يوليو 1982)
ياسر عرفات خلال المقابلة مع طاقم مجلة "هذا العالم" في بيروت (تصوير: عنات سرغوستي لصالح مجلة "هذا العالم" يوليو 1982)

المرة الأولى التي التقى فيها عرفات إسرائيليين

عام 1982، عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية تعد منظمة إرهابية، سافرت عنات سرغوستي إلى بيروت وأجرت مقابلة مع الرئيس الفلسطيني. وفي مقابلة خاصة لموقع "المصدر" تتحدث عن اللقاء وعن شخصية عرفات المثيرة

حتى عام 1982، لم يجرِ أي صحافي إسرائيلي مقابلة مع ياسر عرفات، الذي كان يعتبر حينذاك أحد أكبر أعداء إسرائيل. كانت تعتبر منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية، وقد حظر القانون الإسرائيلي عقد لقاءات مع الجهات المعادية.

ولكن حرب لبنان الأولى (التي بدأت كعملية للقضاء على أوكار الإرهابيين الفلسطينيين في جنوب لبنان)، منحت فرصة ذهبية للصحافيين الإسرائيليين للوصول إلى أقرب نقطة ممكنة من القيادة الفلسطينية في تلك الفترة.

“كانت صورة عرفات أسوأ صورة يمكن توقعها. صورة وحش. ولكن وقف أمامي إنسان، من لحم ودم، مبتسما، واقترب إلي بحرارة، وعانقني بدفء، وكان يبدو طيبا. فدُهِشتُ”.

نجحت عنات سرغوستي، التي كانت حينها مصوّرة صحفية شابة، وأصبحت اليوم واحدة من كبار الصحافيين في إسرائيل، في الالتقاء مباشرة بالزعيم ياسر عرفات. في مقابلة خاصة مع طاقم هيئة تحرير “المصدر” في ذكرى 7 سنوات على وفاة الرئيس الفلسطيني الأبدي، تتحدث عنات عن تلك المقابلة الاستثنائية.

هل يمكن أن تخبرينا عن الاستعدادات للقاء – لماذا قررتم إجراءه؟ كيف وصلتم إلى عرفات؟ ماذا كانت توقّعاتكِ؟

“أجريَ اللقاء في تموز 1982، خلال حرب لبنان الأولى. كان الجيش الإسرائيلي قد سَيْطر حينها على بيروت الشرقية وفرض حصارا على بيروت الغربية، حيث كان مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. سافر الصحافيون الإسرائيليون إلى بيروت من أجل نقل أحداث الحرب. ووصلت أنا أيضا مع طاقم الصحيفة الأسبوعية “هعولام هازيه” (هذا العالم) إلى بيروت”.

في تلك الفترة انشغلت معظم العناوين بطابع بيروت الأوروبي. ففوجئ الصحافيون الإسرائيليون، الذين توقّعوا مشاهدة مدينة عربية تدور فيها رحى حرب، عندما شاهدوا النوادي، المقاهي والمطاعم، الخمور، وأجواء الحرية في شوارعها. لكن سرغوستي طلبت تحديدا أن تشاهد المناطق التي يعيش فيها الفلسطينيون، الذين أقاموا في الجزء الأقل نجاحا من المدينة، الجزء الغربي.

ياسر عرفات مع الصحفي أوري أفنيري (تصوير: عنات سرغوستي لصالح مجلة "هذا العالم" يوليو 1982)
ياسر عرفات مع الصحفي أوري أفنيري (تصوير: عنات سرغوستي لصالح مجلة “هذا العالم” يوليو 1982)

“بقينا في بيروت عدة أيام، وخلال تحرير تقارير عن بيروت وعن الحصار، طرحتُ فكرة أن ننتقل إلى بيروت الغربية لنقل الأحداث التي تدور فيها”، كما تقول. “كانت للصحافي أوري أفنيري [محرر صحيفة “هعولام هازيه” ويساري إسرائيلي] حينذاك علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية، فأجرى عدة اتصالات ونجح في الاتصال بمسؤولي المنظمة، واتُخذ قرر أن ننتقل إلى المدينة الغربية في اليوم التالي صباحا. وحقا سافرنا من الفندق – الذي كان في المدينة الشرقية – إلى بيروت الغربية بسيارة أجرة لبنانية. رافقنا فريق من التلفزيون الألماني أيضا. عندما سافرنا لم نعلم أنّنا سنلتقي بياسر عرفات ونجري معه مقابلة. كان الهدف الأساسي من انتقالنا بين جزئي بيروت هو إعداد تقرير عن جزء من المدينة المحاصرة وعن الفلسطينيين الذين يعيشون فيها. لذلك لم تكن هناك استعدادات حقيقية للقاء وأجريَ بشكل فجائي. خلال محادثة مع المسؤول عن الشؤون الإسرائيلية في منظمة التحرير الفلسطينية، عماد شقور، في منزله في بيروت الغربية، دخل ياسر عرفات فجأة مع مجموعة من الأشخاص، لذلك كانت المقابلة في الواقع عفوية. كنتُ حينذاك مصوّرة هيئة تحرير “هعولام هازيه”، وقد أجرى اللقاء أوري أفنيري والصحافية سريت يشاي.

وبما أن اللقاء لم يكن مخططا، لم تكن لدي توقعات. عرفتُ أنّ هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها عرفات إسرائيليين، وأن اللقاء بحدّ ذاته هو إنجاز صحفي خاص. كما ذكرتُ، كنتُ مصوّرة، ركّزتُ اهتمامي في مجال التصوير وعرفتُ أنّ عليّ التقاط أكبر عدد من الصور، لأنّ الصور هي التوثيق الوحيد للقاء.

الصحفية اللإسرائيلية عنات سرغوستي (تصوير Stephan Röhl)
الصحفية اللإسرائيلية عنات سرغوستي (تصوير Stephan Röhl)

هل شعرتِ بخوف؟

لا، لم أخف. اجتياز كل الحواجز الفاصلة بين جزئي المدينة أقلقني أكثر. فمن أجل الوصول إلى بيروت الغربية كان علينا اجتياز عدة حواجز: حاجز الجيش الإسرائيلي، حاجز الجيش اللبناني، حاجز الكتائب اللبنانية، حاجز الجيش السوري، والحاجز الأخير هو حاجز منظمة التحرير الفلسطينية، وهناك كان ينتظرنا مسؤولو المنظمة. في البداية سافرنا بسيارة أجرة. ولكن كان هناك ازدحام مروري، لأنّ الناس الذين كانوا يقطنون في بيروت الشرقية سافروا صباحا للعمل في المنطقة الصناعية في المدينة الغربية. لذلك قررنا أن نسير مشيا على الأقدام، وشعرت بخوف في تلك اللحظة. لم أخف من الفلسطينيين، ولا من ياسر عرفات. فكنا ضيوفهم ولم يكن هناك سبب للخوف.

معانقة “وحش”

ماذا كان انطباعكِ الأول؟

كانت الدهشة رد فعلي الأول. كان عرفات قصيرا، وبدا محبوبا، وبشوشا. تفاجأت، من بين أسباب أخرى، بسبب صورته التي رسمها الإسرائيليون في نظرهم. سماه بيجن [رئيس الحكومة الإسرائيلي حينذاك] “الرجل ذا الشعر على وجهه”، و “الحيوان ثنائي الأرجل”. كانت صورته أسوأ صورة يمكن توقعها. صورة وحش. ولكن وقف أمامي إنسان، من لحم ودم، مبتسما، واقترب إلي بحرارة، وعانقني بدفء، وكان يبدو طيبا. فدُهِشتُ.

“عرفتُ أنّ هذه هي المرة الأولى التي يلتقي فيها عرفات إسرائيليين، وأن اللقاء بحدّ ذاته هو إنجاز صحفي خاص.. وعرفتُ أنّ عليّ التقاط أكبر عدد من الصور، لأنّ الصور هي التوثيق الوحيد للقاء”.

لاحقا في المقابلة تصرّف بصفته دبلوماسيا وسياسيا تحديدا. رأينا في الشقة التي جلسنا فيها طفلتين، وهما ابنتا صاحب المنزل، عماد شقور. كان يبدو أن الطفلتين تحبان عرفات جدّا. فقد عانقهما بينما كانتا تجلسان على ركبتيه. فمن جهة، بدا ذلك بدافع أبوي جدا، ومن جهة أخرى، بدا كالسياسي الذي يحب تقبيل الأطفال. التقطتُ صورة لعرفات مع الطفلتين، وقد أثارت هذه الصور غضب الناس الذين تساءلوا كيف يمكن التقاط صور لذلك “الوحش” مع الأطفال.

ماذا حدث خلال اللقاء؟ ماذا كان عرفات يريد أن يقول للإسرائيليين؟

كان واضحا أنّه أراد أن ننقل رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين، يوضح فيها أنه يرغب في صنع السلام ومستعد للحديث مع الإسرائيليين. كان يهمه أن يظهر كشريك سياسي لإسرائيل، أحد دعاة السلام بين الشعبين، وبصفته إنسانا.‎

كانت هناك أسباب سياسية – دبلوماسية دفعته إلى القيام بذلك وكانت واضحة، فهذا جزء من اللعبة. ونحن الصحافيون حققنا إنجازا صحفيا وكان هذا جزءًا من اللعبة أيضا.‎

ياسر عرفات مع ابنة عماد شقور (تصوير: عنات سرغوستي لصالح مجلة "هذا العالم" يوليو 1982)
ياسر عرفات مع ابنة عماد شقور (تصوير: عنات سرغوستي لصالح مجلة “هذا العالم” يوليو 1982)

عندما انتهى اللقاء مع عرفات، سمح لنا بلقاء طيّار كان أسيرا حينذاك بأيدي منظمة التحرير الفلسطينية، أهارون أحيعاز، وكانت هذه لفتة إنسانية جدّا. وكان اللقاء مهما جدا حقا. التقينا بعرفات، سمعناه، واستلمنا رسائل لننقلها إلى أسرته.

هل شعرتِ أن رسائله كانت صادقة؟ أم أنها كانت دعاية؟

أعتقد أنّ السياسيين يدمجون بين كلا الأمرين دائما.‎

النساء في قلب الحرب

هل يمكنكِ أن تتحدثي عن لحظة من اللقاء تتذكرينها بشكل خاص؟

كانت هناك لحظة عرض فيها عرفات الزواج على سريت يشاي، الصحافية التي كانت معي. غازلها قليلا، وكان هذا جزءًا من استقباله، ولكن استثنائيا. حينها لم يضع عرفات الكوفية الثابتة على رأسه، وإنما كان يضع قبعة. وفي مرحلة ما أزال القبعة، فنجحتُ في التقاط الكثير من الصور له دونها، وأصحبت هذه الصور نادرة. وشارك محمود درويش في اللقاء إضافة إلى عرفات أيضا. بل وتحدث عن هذا اللقاء في كتاب له عن بيروت.‎

كان وجود سرغوستي في لبنان استثنائيا. رغم أن في المجلة الأسبوعية “هعولام هازيه”، كان هناك الكثير من النساء، ففي بيروت، التي كانت منطقة حرب محاصرة من قبل الجيش الإسرائيلي، كان وجود مصوّرة في الحرب مشهدا استثنائيا جدا.

“لم تكن هناك مصورات حروب”. كما تقول عنات. “غالبا، لم يكن هناك الكثير من النساء اللواتي نقلن أحداث الحرب ومجرياتها في لبنان. في مرحلة معينة، في بداية الحرب، رفض الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الذي وافق على دخول الصحافيين إلى لبنان، إعطاء تصاريح دخول للصحافيات. فعارضتُ بالإضافة إلى صحفيّتين فتم تغيير القرار. قبل تغيير القرار، اضطررنا إلى التسلل إلى لبنان، لأننا كنا نعارض قرار حظر دخولنا.‎

طاقم مجلة "هذا العالم" مع الطيّار أهارون أحيعاز وعماد شقور في بيروت (تصوير: عنات سرغوستي لصالح مجلة "هذا العالم" يوليو 1982)
طاقم مجلة “هذا العالم” مع الطيّار أهارون أحيعاز وعماد شقور في بيروت (تصوير: عنات سرغوستي لصالح مجلة “هذا العالم” يوليو 1982)

رجل صاحب رؤيا

اليوم بعد مرور كل هذا الوقت، ما هو رأيك في عرفات؟ هل كان يؤمن بالسلام حقا؟

هذا سؤال معقّد والإجابة معقدة أكثر. أعتقد أنّه واجه ضغوطا يصعب على الإسرائيليين فهمها، فهناك: زعماء العالم العربي، التيارات الدينية، المجتمع الدولي، وكل حراس القدس والحرم الشريف، اللاجئون، وبطبيعة الحال إسرائيل. لم يكن عرفات قادرا على العمل بشكل يرضي كل تلك الأطراف تقريبا. أعتقد أنّه كان صعبا عليه إعادة تغيير صورته من رئيس منظمة إرهابية، إلى زعيم وسياسي شرعي. فربما كان يرغب حقا في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل وآمن أنّ ذلك ممكن. ولكن بسبب كل الضغوط، لم يستطع إيجاد الطريق وقيادة الفلسطينيين إلى إنهاء الصراع. يتطلب الأمر هناك حقا مستوى قيادة وقوة كبيرين جدا من أجل شقّ الطريق بين كل تلك الضغوط المتناقضة.‎

هل تعتقدين أن الإعلام الإسرائيلي قد ظلمه؟

بالتأكيد. لم يتعامل معه الإعلام الإسرائيلي معاملة جيدة منذ بداية الطريق. ولم يحاول حتى أن يفهم الضغوط التي كان يتعرض لها عرفات.‎ ‎ونظر إليه نظرة “الوحش” الذي حاول بيجن رسمها فحسب.

لا يمكن المقارنة بين عباس وعرفات" (تصوير: Issam Rimawi/Flash 90)
لا يمكن المقارنة بين عباس وعرفات” (تصوير: Issam Rimawi/Flash 90)

ما هو رأيكِ في القيادة الفلسطينية اليوم؟ كيف تنظرين إلى أبي مازن مقارنة بعرفات؟

لا يمكن المقارنة بينهما. فأبو مازن هو زعيم تكنوقراط، مدير. أما عرفات فكان – في الجيّد والسيّء – رجل ذا رؤيا، وقدرة بلاغية متطوّرة. كان عرفات أيقونة فلسطينية في حياته أيضا. لكن أبو مازن ليس كذلك.

أتصور أنه لو كان هنالك شريك إسرائيلي صحيح لكان بإمكان عرفات أن يقود عملية سلام تؤدي إلى تسوية سياسية. ولكن، ربما أنا مخطئة، على ضوء الضغوط التي واجهها لم يكن عرفات قادرا حقّا. أبو مازن لا يتمتع بتلك القيادة والشجاعة. إنه ضعيف ورؤيته ليست واضحة.

اقرأوا المزيد: 1302 كلمة
عرض أقل
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (AFP)
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (AFP)

السياسة الفلسطينية أمام طريق مسدود

نشطاء ومنظمات فلسطينية يواجهون طريقا مسدودا في السياسة الفلسطينية، ويناقشون بعمق القضية اليهودية، الأفكار السياسية لا تستند على تقسيم الأرض، والحياة المشتركة بين الشعبين

إنّ السياسة الفلسطينية آخذة بالتدهور أيضًا بشكل لا يقل عن تدهور السياسة الإسرائيلية. تدريجيا، أصبحت النخب التي شكلت القضية الفلسطينية وقادتها، وشكلت الوعي القومي أيضا، تفقد مكانتها ويتم تهميشها. في السنوات الأخيرة، وبأمر من أبو مازن، تم تبديل مئات الأشخاص في مناصب رئيسية في مختلف مؤسسات السلطة الفلسطينية، في منظمة التحرير الفلسطينية وفتح. هناك تبادل في الأدوار في منظمات المعارضة أيضًا، يسود إنهاك وضعف في صفوفها، وأيضا حماس، التي تسيطر بقبضة حديدية على قطاع غزة، لا تنجح في بعث الحياة في القضية الفلسطينية.

أحد الأسباب لذلك هو السياسة الإسرائيلية التي نجحت في مناورة الفلسطينيين إلى حالة من الجمود. قادت الحكومات الإسرائيلية – وليست حكومة نتنياهو فحسب – الخيار الفلسطيني في المفاوضات إلى طريق مسدود من خلال تعميق الاحتلال. وفشل الفلسطينيون، من جانبهم، في إعداد بدائل لفشل المفاوضات. لقد انتظروا إقامة حكومات أكثر راحة في إسرائيل – والتي لم تقم وهناك شك إذا كانت ستقوم في المستقبَل المنظور – وما زالوا يراهنون على السياسة الإسرائيلية وعلى تغيير الحكومة في إسرائيل.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP)
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (AFP)

إنّ الديناميكية الفلسطينية الداخلية هي سبب آخر لهذا التراجع. فالصراع المستمر بين المنظمات المختلفة وداخلها أضعف قدرتها على القيادة، وتراجعت النسخة الفلسطينية للإسلام السياسي ووصلت إلى طريق مسدود أمام إسرائيل، في العالم العربي وفي المجتمع الفلسطيني في الداخل. لم يُؤدِ تحصّن حماس والنزعة العسكرية في المجتمع الفلسطيني إلى رفع الحصار عن غزة وبالتأكيد ليس إلى تحرر فلسطين بأكملها.

عمّق المجال الفكري والثقافي في العالم العربي من التراجع الفلسطيني أكثر، وخفت بريق القضية الفلسطينية كبوصلة قومية عربية. مع نشوب الثورات العربية، نجحت الأحداث في سرق الأضواء في المنطقة؛ أصبح القصف الإسرائيلي على غزة ضئيلا بل ومهملا مقارنة بحجم القتل والدمار في سوريا، وتفككت دول كاملة مثل سوريا، اليمن، وليبيا وأصبحت تقف في مركز الاهتمام العربي والعالمي. بكلمات أخرى، انتقل مركز ثقل “الأمة العربية” خارج فلسطين إلى المنطقة العربية، وأخلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني – العربي مكانه للصراع الشرس بين السنة والشيعة وللصراعات الداخلية الدامية.

في المنطقة العربية، تزايدت الدوائر التي تعتبر القضية الفلسطينية شماعة علّقت عليها الأنظمة الاستبدادية ممارساتها القمعية. لا تشكك هذه الدوائر بعدالة القضية الفلسطينية وإنما ببساطة سئمت منها وتفهم الدوائر الفلسطينية جيّدا هذه الديناميكية.

الدمار التي خلفته الحرب في قطاع غزة (AFP)
الدمار التي خلفته الحرب في قطاع غزة (AFP)

إنّ فشل السياسة الإسرائيلية في تقديم حلّ قابل للتطبيق للقضية الفلسطينية، والمجموعة المتنوعة من الأزمات التي تعاني منها السياسة الفلسطينية، قد يؤدي إلى تصعيد غير مخطط له (وهو غير مرغوب فيه بالنسبة للفلسطينيين) من الجانب الفلسطيني. لا ترغب حماس أيضًا في خوض معركة، رغم أن هناك عناصر فيها تعتقد، أنّها تمكّنت، على الأقل، من إيجاد توازن ردع ضدّ إسرائيل.

ومع ذلك، يمكن للأزمة أن تحفّز الدوائر في كلا الجانبين للبحث عن مخرج من هذه الورطة. في الجانب الفلسطيني، على سبيل المثال، يعمل العديد من الدوائر من جميع التيارات، بمساعدة مثقفين وأكاديميين ومنظمات مجتمع مدني، على استراتيجية تسعى إلى استغلال الأزمة الداخلية من أجل تمدين القضية الفلسطينية وتدويلها. تمارس هذه الدوائر ضغوطا على أبو مازن، على سبيل المثال، أن يعمل على إكمال العملية السياسية في الأمم المتحدة بحزم وبسرعة. في نظرها فإنّ هذا هو بمثابة مبادرة وتحويل سياسة الضحية إلى أفعال وإجراءات على أرض الواقع، والتي ستعوّض الشعب الفلسطيني عن عقود من المعاناة.

تناقش هذه الدوائر بعمق وبجهد أيضًا القضية اليهودية، بطرح أفكار سياسية لا تستند إلى التقسيم إلى دولتين، وتفكر في حياة مشتركة مؤسسة على المصالحة. إنه تطور مثير للاهتمام ومهم، ومن شأنه أن يلتقي بمبادرات إسرائيلية مشابهة في الطريق.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 527 كلمة
عرض أقل
نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (Flash90/Mustafa Hassona)
نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (Flash90/Mustafa Hassona)

الحلول التي تعتمد عليها الجبهة الشعبية بعد وقف مخصصاتها

إيران وبعض الجهات في حزب الله لا تبخل بالدعم للجبهة الشعبية وإن كان محدودا ولا يتعدى شهريا ما يقدر بـ 50 ألف دولار

بدأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في تقنين مصروفاتها بعد أيام من وقف الصندوق القومي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مخصصاتها إلى جانب الجبهة الديمقراطية بأوامر خاصة من رئيس السلطة الوطنية، محمود عباس.

وعمدت الشعبية إلى تدشين حملة تبرعات لصالحها من خلال مكاتبها في عدة مناطق جنوب قطاع غزة، إلا أن هذا لم يكن خيارا بقدر أنها رسالة حاولت الجبهة إيصالها للمسئولين في السلطة الفلسطينية أنها لن تعجز عن مواجهة الأزمة المالية.

وفي الحقيقة، الجبهة الشعبية تعتمد بالأساس على الكثير من الحلول، فالأموال التي تحصل عليها من خلال صندوق الأمن القومي وتقدر بنحو 70 إلى 100 ألف دولار شهريا وفق الظروف المادية المتاحة أمام الصندوق القومي.

وفي داخل الجبهة رغم أنه يُعد التنظيم الرابع شعبيا في فلسطين بعد فتح وحماس والجهاد الإسلامي، إلا أن في التنظيم هناك جهات منقسمة تتولى كل منها دعم من جهات مختلفة، كما أن إيران وبعض الجهات في حزب الله لا تبخل بالدعم للجبهة وإن كان محدودا ولا يتعدى شهريا ما يقدر بـ 50 ألف دولار فأقل في بعض الأحيان.

وتتلقى بعض المجموعات العسكرية المحسوبة على بعض القيادات في غزة أموالا من قبل رجل إيران الأول بغزة هشام سالم ويتم تسليحها في تلك الأموال، كما أن القيادي في الجبهة المتنقل بين دمشق وبيروت، ماهر الطاهر، يقدم دعما لا محدودا لبعض القيادات والمجموعات العسكرية التابعة لها في غزة وكذلك لشخصيات محسوبة على الجبهة في الضفة الغربية.

وتظهر الجبهة انضباطا في المواقف الموحدة إلا أنها داخليا تعاني في الكثير من صراعات اعتماد قياداتها على تشكيل جهات مسلحة مختلفة باسم كتائب أبو علي مصطفى لكنها في النهاية جميعها تقبع تحت قرار سياسي موحد.

وتمتلك الجبهة عشرات المؤسسات الناشطة في المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمؤسسات الطبية والزراعية وغيرها وجميعها تعتمد على دعم مالي غالبيته من خلال جهات داعمة في دول عربية وأوروبية وغيرها خاصةً وأنها تقدم مشاريع خدماتية.

ويعمل غالبية أفراد التنظيم في مؤسسات مستقلة وضمن نطاق السلطة الفلسطينية، ولا يتلقى الـ 5% من عناصرها رواتب من خلال التنظيم خاصةً في غزة، بينما لا تمتلك قاعدة كبيرة في الضفة الغربية كما كان عليه الحال سابقا وأن غالبية نشطائها في رام الله وبيت لحم وغيرها هم من أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية ووزارات السلطة وغيرها.

وحاول نشطاء من التنظيم الانفصال عنه بإطلاق تشكيلات عسكرية مثل “كتائب نسور فلسطين” التي ما لبثت وانتهت بعد عامين من انطلاقها بسبب عدم تلقيها أي دعم رغم أنها في البداية تلقت دعما من بعض قيادات الشعبية في الخارج بشكل سري.

وتعتمد الجبهة في الأموال التي تصرفها منظمة التحرير لها في تنظيم نشاطات مثل المهرجانات وغيرها ولا تصرف منها رواتب سوى بالحد الأدنى خاصةً وأن موظفيها الذين يعتمدون على رواتب من التنظيم كما ذكر سابقا لا يتعدون الـ 5%.

وبحسب قيادات في الجبهة الشعبية فإن وقف مخصصاتها إلى جانب وقف مخصصات الجبهة الديمقراطية كان بقرار سياسي بحت بسبب مواقف الجانبين من العديد من القضايا على الساحة الفلسطينية.

اقرأوا المزيد: 436 كلمة
عرض أقل
"عيد فصح سعيد"
"عيد فصح سعيد"

حركة فتح تتمنى: عيد فصح سعيد

منظمة التحرير الفلسطينية تنشر تهنئة للإسرائيليين بمناسبة عيد الفصح الذي سيبدأ في نهاية هذا الأسبوع

في نهاية هذا الأسبوع، سيحتفل الإسرائيليون بعيد الفصح اليهودي وذلك لإحياء ذكرى خروج اليهود من مصر وفي الواقع خرجوا من العبودية إلى الحرية. قررت منظمة التحرير الفلسطينية بمناسبة هذا العيد أن تنشر تهنئة للمجتمع الإسرائيلي.

كتبت التهنئة باللغة العبرية: “نقدم لكم تهانينا القلبية في عيد الحرية، ونتمنى أن تتحقق الحرية للشعب الفلسطيني أيضًا وأن نقيم دولتنا إلى جانب دولة إسرائيل وأن يعم السلام في منطقتنا، بإذن الله. عيد سعيد”.

وجاءت المباركة موقعة باسم محمد المدني، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس لجنة التواصل الفلسطينية مع المجتمع الإسرائيلي.

اقرأوا المزيد: 86 كلمة
عرض أقل
عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس
عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس

الجبهة الشعبية ضد محمود عباس

مصدر مسؤول في الجبهة الشعبية يكشف سبب وقف مخصصات الجبهة، وعناصرها يحرقون صور الرئيس الفلسطيني محمود عباس

قدم عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة، ظهر الثلاثاء، على إحراق صور الرئيس الفلسطيني محمود عباس على خلفية قرار وقفه المخصصات المالية للجبهة من الصندوق القومي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وكان لدى لحظة إحراق الصور قيادات من حماس وفصائل فلسطينية مختلفة في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة. وردد عناصر الشعبية شعارات مسيئة بحق رئيس السلطة الوطنية بعضها كانت تتهمه بالعمل لصالح إسرائيل والتنسيق الأمني وأخرى تطالبه بالرحيل فيما قال البعض “يا عباس يا عميل بعت البلد بالفلوس”.

عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس
عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس

كما أحرق تلك العناصر صورا لوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والسفير في بلغاريا أحمد المذبوح كتب أسفلها “القاتل”، و “سفارات الخيانة”.

وكان مصدر مسئول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قال أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوقف المخصصات المالية التي تتحصل عليها الجبهة من خلال الصندوق القومي لمنظمة التحرير الفلسطينية بسبب إصرار قيادة الجبهة على وقف التنسيق الأمني وتطبيق قرارات المجلس المركزي في هذا الإطار.

المسئول المتواجد في رام الله وفضل عدم ذكر هويته أوضح في حديث خاص أن الجبهة في اللقاءات الأخيرة للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أصرت على تطبيق قرارات المجلس المركزي القاضية بوقف التنسيق الأمني بشكل كامل والتحلل من كل اتفاقيات أوسلو.

عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس وصورة والسفير في بلغاريا أحمد المذبوح
عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس وصورة والسفير في بلغاريا أحمد المذبوح

المسئول كشف عن أن الجبهة اتخذت قرارا داخليا لا رجعة فيه بضرورة الضغط على الرئيس محمود عباس لتطبيق قرارات المجلس المركزي ووقف تجميد تلك القرارات، بالإضافة لوقف تفرد أبو مازن بأي قرارات تتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلي والخارجي وخاصةً العلاقة مع إسرائيل.

وأوضح المسئول أن الأموال التي تصرف من قبل منظمة التحرير لفصائل المنظمة شهريا هي من حقها ولا يحق قانونيا للرئيس عباس أن يوقفها بأي طريقة كانت. مشيرا إلى أن الأموال بالعادة يتم تأخير صرفها عن شهر شباط الماضي ولذلك لم يتم الكشف عن القرار الشفوي الذي اتخذه أبو مازن سوى منذ يومين.

المسئول كشف عن أن الجبهة لن تدخل أي جهة كواسطة لحل الأزمة وأنها ستطرح الملف أمام اللجنة التنفيذية للمنظمة ولن تسمح لأي كان بالتفرد في القرارات.

 

اقرأوا المزيد: 295 كلمة
عرض أقل
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس برفقة رئيس حكومته السابق، سلام فياض (AFP)
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس برفقة رئيس حكومته السابق، سلام فياض (AFP)

مصادر: سلام فياض يعود إلى الواجهة

مصادر فلسطينية تؤكد أنه في اتصالات ولقاءات مع جهات عربية، دولية، أمريكية وأوروبية تم تناول احتمال عودة فياض الى مقدمة الساحة السياسية الفلسطينية وتحديدا الى رئاسة السلطة

اتهمت مصادر فلسطينية رفيعة، تحدثت لـ “المصدر”، الحكومة الاسرائيلية أنها هي من تقف خلف إثارة الشائعات في الساعات الأخيرة حول الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني، محمود عباس. وتقول المصادر إن هذه الشائعات دفعت بالفريق المحيط بالرئيس لأن يتخذ قرار اليوم بضرورة ظهور الرئيس في بيت لحم والحديث عن مجمل الأوضاع الفلسطينية.

وذلك مع ما يعتبره مقربو عباس حملة داخلية فلسطينية من بعض الرموز في فتح بالإضافة إلى حملة خارجية تشارك فيها أوساط في حماس والحكومة الإسرائيلية لإعادة اظهار الرئيس وكأنه لم يعد ذي صلة بالوضع الفلسطيني وتطوراته وكثرة الحديث عن مخاوف من فراغ سياسي في حال غياب الرئيس، اما بسبب اسقالته أو بسبب وضعه الصحي.

واعتبرت المصادر أن زيادة الانتقادات الداخلية الموجهة للرئيس الفلسطيني هي جزء من حملة مبرمجة فلسطينياً وعربياً للضغط على الرئيس اما لإجراء تغييرات جوهرية في اليات عمل السلطة وفي سياساتها، وكذلك في القيادة سواء فيما يتعلق بالمؤتمر السابع لحركة فتح أو على مستوى السلطة ومنظمة التحرير.

وقالت مصادر إسرائيلية لموقع “المصدر” إن ادعاءات الفلسطينيين بعيدة عن الواقع وناتجة عن دوافع داخلية وإن إسرائيل ليست لديها مصلحة في إضعاف أبو مازن، ولا سيما، على خلفية الوضع الأمني المتوتر.

وفي حديثه بعد ظهر اليوم سيحاول الرئيس الإجابة على هذه المخاوف التي يتم طرحها ومن المتوقع أن يمنح رؤيته للمستقبل وسط ترجيحات بأن يقوم الرئيس بالإعلان ربما عن نائب رئيس وهو أمر طُلب منه في السابق لكن دستوريته لا زالت موضع خلاف ونقاش. بطبيعة الحال هوية النائب، اذا صحت هذه التكهنات ستثير هي الأخرى موجة من الردود.

ويستدل من حديث مع دبلوماسيين عرب وغربيين تحدث معهم “المصدر” أن اسم رئيس الوزراء السابق، سلام فياض، عاد وبقوة الى بورصة الأسماء المرجحة لخلافة السلطة الفلسطينية في حال شغور منصب الرئاسة مستقبلا للأسباب التي ذكرت اعلاه. وأكدت مصادر فلسطينية أنه وفي اتصالات ولقاءات مع جهات عربية ودولية أمريكية وأوروبية تم تناول احتمال عودة فياض الى مقدمة الساحة السياسية الفلسطينية وتحديدا الى رئاسة السلطة وما التوقعات بالنسبة لردود الفعل الفلسطينية وتحديدا عند حركتي حماس وفتح.

ورجحت المصادر أن فتح قد تتعايش مع فياض كرئيس للسلطة اذا ما تم احترام مصالحها وكوادرها العاملة في السلطة واذا ما رُفق الأمر بإعادة تفعيل منظمة التحرير بقيادة فتح.

وأشارت المصادر أن حماس رغم خلافها الماضي مع فياض ستجد الطرق للتعايش معه سياسيا، مشيرة الى أن حماس سمحت مؤخرا لفياض بزيارة القطاع ومتابعة مشاريع تقوم بها الجمعية التي يرأسها، وأنه في حال اصطفاف فلسطيني وعربي ودولي خلفه، وهو الأمر الذي لا يتمتع به حاليا الرئيس عباس، لن يكون أمام حماس خيار سوى التعاطي الإيجابي مع الموضوع.

في هذا السياق تترقب حماس التطورات المتعلقة بالرئيس عباس لتحديد موقفها من قضية اعادة مفاتيح السيطرة على معابر القطاع الى السلطة الفلسطينية وسط رغبة الحركة بالحفاظ على امكانيتها في تسليح جناحها العسكري.

اقرأوا المزيد: 421 كلمة
عرض أقل