منتخب إسرائيل لكرة السلة

فريق مكابي تل أبيب لكرة القدم (AFP)
فريق مكابي تل أبيب لكرة القدم (AFP)

مساء ناجح للصُّفر

احتفال المشجعين: قام فربق مكابي تل أبيب لكرة القدم بخطوة أخرى في طريق الـ 32 فرقة الأخيرة في الدوري الأوروبي، في الوقت الذي أكمل فيه جناح كرة السلّة في النادي التأهّل للمرحلة القادمة في الدوري الأوروبي، بعد فوز كبير في مباراة خارجية.

يقترب الدوري الأوروبي من الانتهاء من مرحلة المجموعات، وأجريت يوم الخميس (28 تشرين الثاني 2013) مباريات الدورة الخامسة وقبل الأخيرة، حول العالم. وحين كان الحسم قاب قوسين أو أدنى، رافق الألعابَ توتر كبير، ولم يتم إحراز أهداف كثيرة كما في دورات سابقة. رغم ذلك، هناك في إسرائيل من يمكنه أن يفرح بانتهاء تلك الليلة، وهم مشجّعو نادي مكابي تل أبيب، لفريق كرة القدم وفريق كرة السلّة التابعيّْن له.

سافر مشجّعو جناح كرة القدم بشكل جماعي إلى الجزيرة الجارة “قبرص”، بهدف العودة مع نتيجة التعادل التي سوف تضمن على الأقل بشكل مؤكد الصعود للمرحلة القادمة في الدوري الأوروبي، مرحلة الـ 32 الأخيرة، وفي إطارها يمكنهم الاجتماع مع فرق عريقة والتي سوف تسقط من المركز الثالث في مجموعات دوري أبطال أوروبا المختلفة. انتهت المباراة الأولى أمام “هبوعيل”، والتي أقيمت في إسرائيل، بالتعادل 0:0 ووقّع مشجّعو مكابي على نتيجة مماثلة في لقاء الإياب.

شاهدوا مشجعي مكابي وهم يسيطرون على الجو في مدرّج نيقوسيا:

رغم محاولات كثيرة خلال المباراة، لم يفلح لاعبو المكابي في إحراز أهداف في مرمى القبرصيين. من ناحية أخرى، بقي مرمى “خوان بابلو” الإسباني نظيفا أيضًا، وكما خمّنتم انتهت المباراة الثانية أيضًا بتعادل سلبي دون أهداف. حاليا تقف مكابي في موقع ممتاز تجاه الدورة الأخيرة، والتي ستجرى بعد أسبوعين. إن التعادل في المباراة الأخيرة التي ستجرى في ملعب الفريق أمام بوردو الفرنسي – والذي أظهر هذا الموسم قدرة ضعيفة بشكل خاص – كافٍ لضمان المركز الثاني في المجموعة. ولكن، حتى في حالة الخسارة فإن الأمر منته تقريبًا، في ضوء فارق الأهداف لصالح الصُّفر مقابل نيقوسيا، سيمنع سيناريو لا مبرر له تمامًا المشجعين الصفر من الاستمرار إلى الشتاء الساخن الذي ينشدونه.

لاعب فريق مكابي تل أبيب  أمام أحد نجوم فريق "بلجراد" (AFP)
لاعب فريق مكابي تل أبيب أمام أحد نجوم فريق “بلجراد” (AFP)

ومن شتاء ساخن، لشتاء أكثر سخونة. يجد فريق مكابي تل أبيب لكرة السلة صعوبة في الواقع في الإطار المحلي وقد سجّل ثلاث خسارات في مبارياتها الثماني الأولى، ولكنه يقوم في الدوري الأوروبي تحديدًا بعمل رائع. وصل الفريق إلى المباراة أمام النجم الأحمر “بلجراد” مع معرفته بأن الفوز سوف يكفي من أجل ضمان الصعود إلى مرحلة “أفضل 16” في بطولة كرة السلة الأكبر في القارة. افتتحت المباراة بطريقة مترددة، ولكن كلما تمسّك لاعبو الفريق الأصفر بخطتهم الأصلية وقاموا بتمرير الكرات للاعب الصدارة العظيم “سوفوكليس شحورتشيانتيس” بدأت الأمور بالاستقرار والتحسّن.

شاهدوا ملخص الفوز الكبير للمكابي في صربيا، أمام قاعة هادرة بالمشجعين المجانين:

كان لاعب الوسط العملاق، الذي يزن نحو 150 كيلوغرامًا، غير قابل للإيقاف وأنهى اللعبة بـ 22 نقطة، معظمها في الغالب من خطوات قريبة من السلة. بفضل قدرته العالية ومبادرات عدد من اللاعبين الآخرين، بينهم نجم الفريق “ديفين سميث”، ولاعب الهجوم الإسرائيلي “جاي فنيني”، نجح فريق مكابي في الفوز 76:78 في قاعة محلية جدًا، أمام أحد أكثر جماهير المشجعين – التي عرفها عالم الرياضة – إخافة وتأثيرا. تأتي المكافأة بطبيعة الحال في شكل المواصلة بالموسم الأوروبي، عميقًا داخل أشهر الشتاء الباردة.

شاهدوا التسديدة على ل الرائعة لـ “سوفو”، والتي تدلّل على قدراته المذهلة:

وراء كل الصفر الذين احتفلوا بعشية رياضية كبيرة، ووراء خسارات مكابي حيفا (خسر 2:0 لصالح “إي زد ألكمار” الهولندي) وجاي لوزون (خسر “ستاندار دو لييج” مرة أخرى، 2:1 لصالح “أسبرج” الدنماركي)، وراء كل ذلك كان هناك ممثّل إسرائيلي إضافي قد تألق أمس مع فريقه: “بيبرس ناتخو”، لاعب خط الوسط في فريق “روبين قازان” الروسي. وصل فريق “ماريبور” السلوفيني كضيف إلى روسيا، واحتاج قازان لنقطة واحدة من أجل ضمان صعوده إلى مرحلة الـ 32 الأخيرة في الدوري الأوروبي، من المركز الأول في المجموعة.

جرت المباراة بشكل سلس حتى الدقيقة 43 حين لوّح ناتخو برجله اليمنى وسدّد بقوة كرة ملتفة في مرمى سلوفينيا، والتي مرّت فوق الحارس وفاجأت الفريق الضيف. قام الفريق المنافس بمعادلة النتيجة في الواقع، ولكن بفضل هدف ناتخو يمكن إقامة الاحتفالات في روسيا المتجمدة. ومن يعلم؟ قد يلتقي في المرحلة القادمة ناتخو وأصدقاؤه تحديدا مع… مكابي تل أبيب؟

 

اقرأوا المزيد: 581 كلمة
عرض أقل
منتخب إسرائيل  (Yonatan Sindel/Flash90)
منتخب إسرائيل (Yonatan Sindel/Flash90)

الأيّام العسيرة

تلقت الرياضة الإسرائيلية هذا الأسبوع عددًا من الهزائم المخيّبة والمؤلمة. أداء مُخزٍ في كرة السلة أمام بريطانيا وأوكرانيا، عرضٌ فاشل لمنتخب كرة القدم مقابل أذربيجان. إنه وقت حساب الذات!

تام الأسبوع الماضي في إسرائيل الاحتفاء ببدء السنة الجديدة، وفقًا للتقويم العبري. ويلائم الأيامَ التي مرّت مذّاك على منتخبَي إسرائيل في كرة السلة وكرة القدم الوصفُ الديني “الأيام العسيرة” – الأيام التي تفصل بين رأس السنة ويوم الكفّارة، وهي أيام مخصصة للتكفير عن المعاصي وطلب المغفرة، كل من رفيقه، حسب الإيمان اليهودي.

افتتح منتخب إسرائيل في كرة السلة مبارياته في بطولة أوروبا (يورو باسكت) في سلوفينيا بشكل مخيّب جدًّا للآمال. فقد وضعته القرعة في مواجهة منتخب بريطانيا، الذي اعتُبر قبل البطولة الأضعفَ في مجموعته إذ يغيب عنه عدد من أهمّ لاعبيه، مثل لول دينج، الذي يلعب في فريق شيكاغو بولز، من فرق دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين (NBA). رغم ذلك، استصعب اللاعبون الإسرائيليون تنفيذ خطة اللعب، ليجدوا السلات تنهمر عليهم، وليحاولوا ملاحقة البريطانيين طيلة النصف الأول. في النصف الثاني، حسّن الإسرائيليون لعبهم، وتقدّموا بفارق تسع نقاط قبل ثلاث دقائق من انتهاء المباراة. لكنّ عددًا من فقدان الكرات، إهدار رميات الجزاء، والتمريرات العشوائية أدّى بالمنتخب إلى التمديد، الذي فازت بريطانيا في نهايته بنتيجة 75 مقابل 71.

شاهدوا بريطانيا تُدهش إسرائيل:

منذ هذه اللحظة، ثمة من نصح اللاعبين بأن يطلبوا الصفح على أدائهم على أرضية الملعب. تعاظمت هذه المشاعر بعد أن واجهت إسرائيل في المباراة التالية منتخب أوكرانيا، الذي يدربّه المدرب القدير مايك بارتلو. استهانت إسرائيل بالخصم الذي يبدو الكثير من لاعبيه غير رشيقين، رغم وفرة المواهب الشابة والمتجنّس الجيّد، لاعب الارتكاز الأمريكي، بو جيتر. لم تجرِ رياح المباراة، كما يمكنكم التوقع، كما اشتهت السفن الإسرائيلية. تقدّم الأوكرانيون منذ مرحلة مبكرة غيرَ ناظرين إلى الخلف. وأبدى عمري كسبي، نجم المنتخب الإسرائيلي الذي يلعب في صفوف يوستن روكتس في الـ NBA، ويوجيف أوحايون، لاعب ارتكاز مكابي تل أبيب، قدرات متواضعة، لتنتهي المباراة بفوز أوكرانيا بنتيجة 74 مقابل 67.

شاهدوا خطف الكرة والتسجيل الحاسم لمكسيم كورنيينكو:

لا شكّ أنّ المباراة أمام فرنسا، أحد أقوى المنتخبات في البطولة، لم تكن ما تتمناه إسرائيل. فطوني باركر، أحد أفضل لاعبي الارتكاز في العالم في العقد الأخير، يقود المنتخب الفرنسي ويملي وتيرة لعبٍ مرتفعة. وفيما كان يُتوَقَع من إسرائيل تحقيق النصر في مباراتَيها الأوليَين، ففي هذه المباراة كانت موازين القوى واضحة من البداية، وأصبحت أكثر جلاءً خلال المباراة. فدون أيّ جهد خاص، قاد باركر باثنتَي عشرة نقطة وألكسيس أجينسا بثلاث عشرة نقطة، مجهودًا جماعيًّا رائعًا أسفر عن فوز منتخبهما على إسرائيل بنتيجة 82 مقابل 63.

شاهدوا ناندو دي كولو يرسل كرةً سريعة إلى نيكولاس باتوم الذي يسدّد من الجوّ:

وإذا لم تكن هذه الهزائم الثلاث المتتالية كافية لتعكير جوّ عيد رأس السنة، فقد تكفّل بذلك منتخب إسرائيل لكرة القدم، الذي استضاف يوم السبت منتخبَ أذربيجان. ورغم أنّ إسرائيل لم تنجح في الانتصار في مباراة الذهاب، التي جرت العام الماضي في العاصمة الأذرية باكو واكتفت بالتعادل بهدف لهدف، فإنّ معظم مشجّعي كرة القدم كانوا واثقين من أنّ أبناء المدرّب إيلي غوتمان سيفوزون على الأذريين بسهولة ليحافظوا على احتمالات التأهل إلى مونديال البرازيل الصيف القادم. فنصف لاعبي إسرائيل يلعبون في الدوريات الأوروبية، وأمام الجمهور البيتي في الملعب الوطني في رمات جان، يُفترَض بلاعبين أمثال مؤور مليكسون، بيبرس ناتخو، وليئور رفائيلوف أن يصنعوا الفارق.

دودو أوات (JACK GUEZ / AFP)
دودو أوات (JACK GUEZ / AFP)

أثبت الواقع، بالطبع، أن لا قيمة للأسماء، إن لم ترافقها لياقة في اللعب وحافز قوي. قد لا يمتلك لاعبو وسط أذربيجان – التي يدربّها أسطورة كرة القدم الألماني، بيرتي فورجس – المهارات التقنية كلاعبي الوسط الإسرائيليين، لكنهم كانوا أكثر اندفاعًا وقاتلوا على كل كرة. لم يُكثِروا من الهجوم، لكنهم أظهروا عيوب أسلوب اللعب الإسرائيلي. وأرعب رهيد أميرغولييف منتخب غوتمان بتسجيله هدفًا رائعًا من مسافة 30 مترًا في الدقيقة الحادية والستين. أكثرت إسرائيل من إرسال الكرات بعد تأخرّها، وعادلت النتيجة في الدقيقة الثالثة والسبعين (بقدمَي إيتي شختر)، لكنّ هذا كان قليلَا جدا، ومتأخرًا جدًّا. أحبط التعادل آمال إسرائيل في بلوغ كأس العالم، لتستمر سلسلة الأيام العسيرة لمشجعي الرياضة الإسرائيلية، الذين سيفضّلون، فيما يختص بكرة القدم على الأقل، تجاهل وجود مباراة أخرى (يوم الثلاثاء، أمام روسيا القوية في سانت بطرسبرغ).

شاهدوا أميرغولييف يسدّد كرة رائعة إلى شباك دودو أوات:

http://youtu.be/ToISWl68y7M

بعد أن سار الزملاء في منتخب كرة القدم على نفس الدرب، وخيبوا الآمال هم أيضًا، عاد منتخب كرة السلة إلى سكّة الانتصارات. أفيك نسيم، المدافع العريق الذي لم يحظَ أبدًا بتقدير هواة كرة السلة في إسرائيل، أخذ المباراة على عاتقه، سجّل 23 نقطة، وقاد المنتخب للفوز على بلجيكا بنتيجة 87 مقابل 69. لكن رغم الفوز والقدرة المحسّنة، فإنّ إسرائيل لا تحتاج أفيك نسيم فقط، بل عدّة عجائب للتأهل إلى الدور القادم، بما فيها فوز على ألمانيا وخسارة بلجيكا أمام فرنسا. رغم كل خيبات الأمل التي جلبوها لنا هذا الأسبوع، نقدّم لهم تحية.

شاهدوا العرض المذهل لنسيم:

اقرأوا المزيد: 705 كلمة
عرض أقل