البلدة التحتى في حيفا
البلدة التحتى في حيفا

بيروت الإسرائيلية.. البلدة التحتى في حيفا تزدهر

من منطقة مهجورة إلى مركز ثقافي، ترفيهي للعرب واليهود، في النهار والليل.. التغيير الكبير الذي طرأ على البلدة التحتى في حيفا

في نهاية الأسبوع الماضي، تصدرت البلدة التحتى في حيفا العناوين بعد أن تحولت تظاهرة جرت فيها إلى عنيفة وأثارت ضجة كبيرة. ولكن حيفا مشهورة أكثر بصفتها مدينة التعايش بين العرب واليهود، لا سيما بفضل التغييرات الهامة التي طرأت على البلدة التحتى في السنوات الماضية، التي تعرض تعدد الثقافات في المدينة. بعد سنوات طويلة من الإهمال والتدهور، بدأ ترميم البلدة التحتى، ما أدى إلى تطوّرها.

شوارع البلدة التحتى بعد مشروع التأهيل البلدي

أقام ظاهر العمر، حاكم الجليل، البلدة التحتى في حيفا في منتصف القرن الثامن عشر. مع مرور الوقت، بُني ميناء على ساحل الشاطئ، وأصبحت البلدة التحتى مركزا تجاريا إقليميا مزدهرا. بعد إقامة دولة إسرائيل، بدأت المصالح التجارية تزدهر في حي الهدار وحي الكرمل وتدهورت في البلدة التحتى. ولكن بعد مرور 50 عاما، بدأت تزدهر المنطقة ثانية بعد نقل مبان عامة وحكومية إليها وإطلاق المشروع البلدي لإعادة تأهيلها الفريد من نوعه في العالم. في إطار المشروع، الذي بادرت إليه بلدية حيفا وما زال قيد العمل في هذه الأيام، بدأت تشهد البلدة التحتى ازدهارا، وأصبحت موقعا للطلاب الجامعيين، يدمج حياة ترفيهية، تجارية، يجري جميعها في ظل أجواء علمانية ومتنوعة.

شارع الميناء في البلدة التحتى

إضافة إلى الجهود التي تستثمرها بلدية حيفا، فإن ازدهار البلدة التحتى في حيفا طرأ في السنوات الخمس الأخيرة بفضل مبادرات مستقلة لأصحاب مصالح تجارية ومواطنين، بدأوا يستخدمون المباني التجارية والمنازل التي كانت مهجورة لأكثر من 15 عاما. لقد ساهمت النشاطات الأكاديمية التي بدأت تُجرى في البلدة التحتى، إضافة إلى إقامة شقق سكنية لطلاب الجامعات، في أن تصبح هذه البلدة مركزا نابضا بالحياة. افتُتح في مركز البلدة التحتى “مجمّع 21” – وهو مجمع يعمل فيه مصممون وفنانون، ويتضمن مصالح تجارية ومعارض فنية لفنانين عرب ويهود.

معرض في البلدة التحتى

يمكن أن يلاحظ من يزور البلدة التحتى في حيفا إضافة إلى التعايش العربي اليهودي، الذي يتضمن تعايشا بين فئات دينية مختلفة، أنه في السنوات الماضية ازدهرت حضارة عربية عصرية، علمانية ومفتوحة. بعد أن كان الحي الألماني وجادة بن غوريون منطقتي جذب وسياحة في حيفا لوقت طويل، يبدو أن الشبان العرب واليهود بدأوا يزورون أكثر البلدة التحتى، التي تبعد نحو كيلومتر عن تلك المنطقتين.

مطعم “لحظة” في البلدة التحتى

في السنوات الثلاث الماضية، أصبحت البلدة التحتى، التي كانت مهجورة تماما، مركزا ليليا نابضا بالحياة. ففيها مطاعم ومقاه، وحانات قديمة ومطاعم تاريخية، إضافة إلى المقاهي الجديدة والحانات الجذابة. في ساعات بعد الظهر المتأخرة، يصل زوار كثيرون إلى البلدة التحتى ويزداد عدد الشبان الذين يزورون الحانات والمطاعم في ساعات الليل. إضافة إلى المواقع الترفيهية العادية، فمنذ السنوات الماضية، بدأت تزدهر نواد ليلية وحانات صغيرة مميزة، يتمتع فيها الزوار بعروض موسيقية، أمسيات غنائية وحفلات رقص.

شبان في حانة في البلدة التحتى

في كل يوم مساء، تُجرى لقاءات بين الأصدقاء، يتم تناول وجبات عشاء مشتركة ولقاءات مواعدة في البلدة التحتى. “الحانة مفتوحة حتى الساعة الرابعة أو الخامسة فجرًا، خلال أيام الأسبوع أيضا”، قال أكرم، ابن 25، الذي يعمل مسؤولا عن وردية في إحدى الحانات في البلدة التحتى ويعيش في المنطقة. “عندما انتقلت للعيش والعمل في البلدة التحتى دُهشت من الحياة الليلية فيها”، أوضح أكرم. وفق أقواله، “يزور البلدة التحتى العرب واليهود، الطلاب الجامعيون وأشخاص كبار في العمر، والجمهور مختلط تماما”.

يعتقد ماهر، ابن 32 من عسفيا، الذي يزور حيفا كثيرا للتمتع بأجوائها مع أصدقائه، أن هناك في حيفا تعايشا حقيقيا. وفق أقواله، “ليس هناك توتر في البلدة التحتى”.

حانة في البلدة التحتى

تحدث عنان، ابن 33 عاما من حيفا، عن التغييرات الكبيرة التي طرأت على البلدة التحتى في السنوات الماضية. “في البداية، في عام 2009، عندما بدأت أزورها كانت فيها حانتان فقط، وكانت المنطقة مهجورة. ولكن في السنوات الأربع الماضية، طرأ تغيير كبير، وافتُتح الكثير من الحانات”، وفق أقواله. وأضاف: “بما أن المدينة هي مدينة علمانية فهذه أفضلية. يعيش اليهود والعرب جنبا إلى جنب، يحترمون بعضهم، وهذه هي طبيعة العلاقة بينهم”.

كما أن أودليا وأوري في الثلاثينات من عمرهما، يزوران البلدة التحتى كثيرا. “عدت إلى إسرائيل بعد أن عشت لسنوات في الولايات المتحدة، ودُهشت عندما شاهدت كيف ازدهرت البلدة التحتى في السنوات الماضية. أصبح التعايش واضحا، وازداد الأمان الشخصي جدا”، قالت أودليا. “جرى لقاء المواعدة الأول بيننا هنا، في البلدة التحتى، في أحد المطاعم”، قال أوري.

شبان ومتقدمون في العمر في حانة في البلدة التحتى

كما تشكل البلدة التحتى موقعا ترفيهيا للشبان من خارج حيفا، الذين يصلون بشكل خاص للتمتع بأجوائها وقضاء الوقت فيها إلى جانب الحيفاويين. يسافر يوسف، ابن 29 عاما، من الناصرة العليا إلى حيفا، كل يوم ثلاثاء لمدة ساعة، للمشاركة في حفلات رقص السالسا في حانة “Kabareet”، المعدة لحفلات الرقص المميزة، التي تشكل مركزا ثقافيا للشبان في حيفا، ومسؤول عنه طاقم “جزر كرو” – طاقم فن عصري فلسطيني محلي.

“بدأ كل مواطني حيفا يزورون البلدة التحتى بعد أن كانوا يقضون أوقاتهم في جادة بن غوريون”، قال يوسف. وأضاف: “يرقص الجميع معا ولا نشعر بالعنصرية، ونرحب بكل الزوار. يزور الحانة ضيوف من أعمار مختلفة، وتشغّل الموسيقى الشرقية، الهيب الهوب وغيرها”. وصف يوسف الأجواء المميزة في البلدة التحتى، التي تجذب الكثيرون، قائلا: “حيفا هي المكان الأفضل في الشمال. كل من يريد قضاء الوقت يزور حيفا”.

حفلة سالسا في حانة “Kabareet”
اقرأوا المزيد: 741 كلمة
عرض أقل
مقهى وسط مدينة تل أبيب (Flash90/Hadas Parush)
مقهى وسط مدينة تل أبيب (Flash90/Hadas Parush)

شبكة مقاهٍ إسرائيلية تقترح تخفيضا للزبائن المهذبين

خفضت شبكة مقاهٍ أسعار المشروبات الساخنة إلى 6 شواكل كجزء من حملة تسويقية لرأب الشرخ في المجتمَع الإسرائيلي

04 مايو 2017 | 15:02

خفضت شبكة مقاه إسرائيلية “‏Café Café‏” أسعار المشروبات الساخنة من ‏8‏ شواكل (‏2.2‏ دولار) مقابل فنجان قهوة إلى ‏6‏ شواكل (‏1.6‏ دولار).

وفق أقوال مالك الشبكة، يدور الحديث عن خفض ثابت للأسعار لسنوات طويلة. تحاول الشبكة إعطاء طابع اجتماعيّ للحملة التسويقية: يحظى الأشخاص الذين يستخدمون التعبيرين “من فضلك” و “شكرا” أثناء المشتريات بسعر مخفض. تأتي هذه الخطوة التسويقية بالتعاون مع حركة إسرائيلية جديدة لدفع التضامن في المجتمَع الإسرائيلي. أقام رئيس الأركان سابقا، بيني غانتس وجابي أشكنازي الحركة الإسرائيلية الجديدة “بنيما”، بهدف تجسير الفجوات في المجتمَع الإسرائيلي الذي يعاني من شروخ اجتماعية.

“نطلق معا حملة تسويقية اجتماعيّة مشتركة لتشجيع الحوار الإيجابي بين الأشخاص في إسرائيل”، قال مدير عامّ الشبكة. “في إطار حملة “الكلمات الجيدة قادرة على صنع العجائب”، سيحصل الزبائن الذين يستخدمون تعبيري “من فضلك” و “شكرا” عند شراء فنجان قهوة، على فنجان قهوة ساخن بسعر 6 شواكل بدلا من 8 شواكل”.

اقرأوا المزيد: 139 كلمة
عرض أقل
تل أبيب مدينة الحرية (Flash90/Mattew Hechter)
تل أبيب مدينة الحرية (Flash90/Mattew Hechter)

10 حقائق عن مدينة الحرية – تل أبيب

لمحة عن الحقائق الأهم حول "المدينة البيضاء"، "المدينة التي لا تنام"، تل أبيب

1. يوصف الإسرائيليون مدينة تل أبيب بصفتها “المدينة التي تنام”. ففيها تشكيلة واسعة من المطاعم، أماكن الترفيه، المقاهي والحانات النابضة بالحياة، والحياة الليلية النشطة فيها معروفة جيدا في العالم وتثبت جدارتها حول حقها في الوصف الذي لحق بها.

في تل أبيب يتمتع الأشخاص أيضًا في المقاهي الصغيرة وسط جادة صاخبة (Flash90/Mendy Hechtman)
في تل أبيب يتمتع الأشخاص أيضًا في المقاهي الصغيرة وسط جادة صاخبة (Flash90/Mendy Hechtman)

2. حتى يومنا هذا، يعيش في تل أبيب نحو 450 ألف شخص، وهم يشكلون نصف عدد سكان المدينة المقدسة، القدس.

تل أبيب مدينة الحرية - المدينة التي لا تنام (Flash90/Tomer Neuberg)
تل أبيب مدينة الحرية – المدينة التي لا تنام (Flash90/Tomer Neuberg)

3. أعلنت اليونسكو في عام 2003 عن المدينة بصفتها موقعا تراثيا عالميا. جاء هذا الإعلان في أعقاب المباني البيضاء التي تزيّن شوارعها، وهي مبان بدأ بناؤها في العشرينيات حتى الثلاثينيات من القرن الماضي.

مراكز ثقافية وترفيهية في كل مكان في المدينة (Flash90/Mendy Hechtman)
مراكز ثقافية وترفيهية في كل مكان في المدينة (Flash90/Mendy Hechtman)

4. كما هو معروف، فإن تل أبيب هي مدينة صغيرة فيها شواطئ. تمتد مساحتها على 52 كيلومترا مربعا. تشهد هذه المدينة المفعمة بالحياة حركة نشطة وفيها 8005 شخصا في كل كيلومتر مربع.

تشكل المدينة مصدر ترفيه سياحي مميز (Flash90/Tomer Neuberg)
تشكل المدينة مصدر ترفيه سياحي مميز (Flash90/Tomer Neuberg)

5. تعتبر تل أبيب عالميا المدينة الأكثر انفتاحا للمجتمع المثلي. إذ يصل في كل سنة في شهر حزيران إلى تل أبيب نحو 50000 ألف زائر مثلي، من كل العالم، احتفالا باحتفالات متنوعة تقام في المدينة.

احتفالات المجتمع المثليّ في الصيف (Flash90/Miriam Alster)
احتفالات المجتمع المثليّ في الصيف (Flash90/Miriam Alster)

6. تبعد تل أبيب عن المدينة المقدسة، القدس ما معدله 80 كيلومتر مربع. يستغرق السفر بين المدينتين نحو ساعة ونصف أثناء ساعات الازدحام المروري ولكن في نهاية عام 2017 سيبدأ خط قطار سريع بين المدينتين عمله وسيتيح الوصول والتنقل بينهما خلال 28 دقيقة فقط.

شواطئ تل أبيب الساحرة (Flash90/Miriam Alster)
شواطئ تل أبيب الساحرة (Flash90/Miriam Alster)

7. تم تأسيس تل أبيب “قبل” قيام دولة إسرائيل (تحتفل إسرائيل هذا العام بعيد استقلالها الـ 69). إذ قامت الأحياء الأولى في المدينة عام 1909.

جادة روتشيلد، مدينة تل أبيب (Flash90/Miriam Alster)
جادة روتشيلد، مدينة تل أبيب (Flash90/Miriam Alster)

8. تهتم بلدية تل أبيب بتطوير مجالات الرياضة والترفيه في الطبيعة وفيها أكثر من 50 كيلومترًا من المسارات الخاصة بالدراجات الهوائية. بالإضافة إلى ذلك، تعتني البلدية بنحو 13 شاطئا كبيرا من أجل المستحمين في أيام الصيف الكثيرة.

مدينة رياضية (Flash90/Roni Schutzer)
مدينة رياضية (Flash90/Roni Schutzer)

9. يمكن في كل 100 متر بالمعدل رؤية كشك لبيع العصائر أو دكان فلافل. وبشكل مفاجئ ينجح الجميع في كسب الرزق.

أكشاك لبيع العصائر والفلافل في كل حدب وصوب (Flash90/Hadas Parush)
أكشاك لبيع العصائر والفلافل في كل حدب وصوب (Flash90/Hadas Parush)

10. مدينة حضارية: هناك في المدينة أكثر من 40 مركزا ثقافيا مثل مسارح، دور سينما، متاحف، دور أوبرا، ومركز ثقافية مختلفة.

اقرأوا المزيد: 297 كلمة
عرض أقل
في تل أبيب يتمتع الأشخاص أيضًا في المقاهي الصغيرة وسط جادة صاخبة (Flash90/Mendy Hechtman)
في تل أبيب يتمتع الأشخاص أيضًا في المقاهي الصغيرة وسط جادة صاخبة (Flash90/Mendy Hechtman)

بالصور: تل أبيب – مدينة المقاهي

رغم أنّ تل أبيب هي مدينة صغيرة نسبيًّا، أصبحت المقاهي فيها أشهر من نار على علم. أمامكم 10 صور مهدئة وساحرة لمقاه في المدينة البيضاء

إنّ التجول مشيا في شوارع مدينة تل أبيب في يوم مشمس يستدعي التساؤل لماذا الناس في عطلة؟

المقاهي في المدينة الأكثر انشغالا في إسرائيل، مليئة تماما في الأيام العادية وأيام الأعياد أيضًا. في أيام الربيع والصيف (وهي معظم أيام السنة في إسرائيل) ستجدون صعوبة في الحصول على طاولة غير مشغولة في شرفة، في جادة أو على مجرّد مقعد بالقرب من ماكينة قهوة.

رغم أن تل أبيب مدينة صغيرة، فإن عدد المقاهي التي تُفتح وتُغلق فيها أسبوعيا، يمكن أن ينافس كل مدينة ولو كانت ضعف حجمها. في كل ساعة من ساعات اليوم ستجدون المقاهي مليئة بالناس الذين يريدون ببساطة الاستمتاع إلى جانب أولئك الذي حوّلوا المقهى إلى مكان العمل الخاص بهم.

هناك الكثير من المقاهي الصغيرة الواقعة في الأحياء في تل أبيب، وقد أقامت بعضها مجموعات من الأصدقاء الذين أرادوا ببساطة افتتاح مكان للقاء لأصدقاء، وبعضها موجود منذ عشرات السنين، وقد تغيّر مالكوها ولكنها حافظت على طابعها، ويقع بعضها في الشوارع الرئيسية في حين أن هناك مقاه تختبئ في الشوارع الجانبية، وتبيع بشكل أساسيّ إلى سكان المنطقة. يبدو معظمها لطيفا ووديا ومن المرجح أنّه بعد زيارتين أو ثلاثة سيتذكّرون كيف تحبّون قهوتكم.

تجوّلت كاميرا هيئة تحرير “المصدر” في المدينة الصاخبة، يوما كاملا وحاولت الحصول من أجلكم على لحظات جميلة من المقاهي الفريدة التي يمكن لمدينة تل أبيب أن تقترحها ومن ثم عرضها ضمن 10 صور.

مقهى على درج (Flash90/Miriam Alster)
مقهى على درج (Flash90/Miriam Alster)
في تل أبيب يتمتع الأشخاص أيضًا في المقاهي الصغيرة وسط جادة صاخبة (Flash90/Mendy Hechtman)
في تل أبيب يتمتع الأشخاص أيضًا في المقاهي الصغيرة وسط جادة صاخبة (Flash90/Mendy Hechtman)
يعمل الأشخاص ويستمتعون بقهوة جيدة (Flash90/Miriam Alster)
يعمل الأشخاص ويستمتعون بقهوة جيدة (Flash90/Miriam Alster)
شبكة مقاهٍ مصمّمة في قلب تل أبيب (Flash90/Miriam Alster)
شبكة مقاهٍ مصمّمة في قلب تل أبيب (Flash90/Miriam Alster)
في الأحياء الراقية في تل أبيب تُسمى المقاهي بأسماء نساء (Flash90/Liron Almog)
في الأحياء الراقية في تل أبيب تُسمى المقاهي بأسماء نساء (Flash90/Liron Almog)
رصيف الفنّ في تل أبيب مزدحم دائما بالمقاهي (Flash90/Gili Yaari)
رصيف الفنّ في تل أبيب مزدحم دائما بالمقاهي (Flash90/Gili Yaari)
أصبحت المقاهي في مدينة يافا (وهي جزء من تل أبيب) مكانا للقاء الشباب (Flash90)
أصبحت المقاهي في مدينة يافا (وهي جزء من تل أبيب) مكانا للقاء الشباب (Flash90)
في المسرح القومي في تل أبيب يحرصون على وجود مقاهٍ مصمّمة وحديثة (Flash90/Hadas Parush)
في المسرح القومي في تل أبيب يحرصون على وجود مقاهٍ مصمّمة وحديثة (Flash90/Hadas Parush)
وهناك لمن يرغب بتناول العصائر ما لا يحصى من الأكشاك في المدينة البيضاء (Flash90/Miriam Alster)
وهناك لمن يرغب بتناول العصائر ما لا يحصى من الأكشاك في المدينة البيضاء (Flash90/Miriam Alster)
يحقّ للحيوانات الأليفة الحصول على قهوة وهواء نقيّ أيضا (Flash90/Serge Attal)
يحقّ للحيوانات الأليفة الحصول على قهوة وهواء نقيّ أيضا (Flash90/Serge Attal)
اقرأوا المزيد: 210 كلمة
عرض أقل
ميسون أبو ريا في "نساء كافيه" (تصوير رامي شلوش/ هآرتس)
ميسون أبو ريا في "نساء كافيه" (تصوير رامي شلوش/ هآرتس)

مقهى للنساء في سخنين يُقدّم ترفيهاً خالياً من المخاوف

دون أراجيل، ولكن مع معارض، كتب ومحاضرات، "نساء كافيه"، يسمح للنساء العربيات بالترفيه بحرية، دون تلقي نظرات من الرجال. لم يمض وقت طويل حتى بدأ رجال الدين في المدينة بطرح الأسئلة

“هنا أكثر راحة، أستطيع الضحك بصوت عال”، كما تقول غصون غالية، وهي حلاقة من سخنين اقتنصت استراحة الظهر لديها من أجل تناول الطعام في مقهى النساء في الشارع الرئيسي في سخنين. وتضيف صديقتها سوزان، التي تجلس معها ومع ابنتها الصغيرة حول الطاولة الممتلئة، أنّه في هذا المكان “نشعر بضغوط أقل. هنا أكثر تحرّرا، ليس هناك من ينظر إلينا”. تجلس غالية وسوزان في مقهى “نساء كافيه”، الذي تم افتتاحه في شهر كانون الثاني.

إنه مقهى للنساء فقط ومن شأنه أن يذكرنا بالجمعيات الدينية أو الانعزالية، ولكنه ليس كذلك. تُعرف داليا وسوزان أنفسهما كتقليديات ولكن غير متديّنات. لا يكرهن كلاهما الرجال، ولا صاحبة المكان، ميسون أبو ريا. “في مجتمعنا، وخصوصا هنا في المنطقة، لا يسمح الكثير من الرجال للنساء الخروج إلى المقاهي بسبب هذه الأمور”، تقول أبو ريا التي أقامت هذا المقهى. بحسب كلامها، فإن معظم الرجال، عندما يرون نساء في المقهى، ما زالوا ينظرون إليهن قبل كل شيء كموضوع للجنس، “وليس كنساء في لقاءات عمل أو لمجرّد الهدوء”.

تسعى أسمهان نعامنة، وهي زبونة في المقهى، إلى التأكيد على حقيقة أنّ وجود المقهى في المدينة هو ميزة إضافية، حيث “يوجد أزواج لا يسمحن لنسائهن بالخروج للترفيه خارج المدينة”.

بحسب أبو ريا، فإنّ ثقافة الإسبرسو، التي عمّت المجتمع العربي في السنوات الأخيرة، تخطّت النساء. يمكن أن نرى رجالا يخرجون، بل عائلات، ولكن النساء اللواتي يخرجن للترفيه فهذا أمر آخر. “يشعر الرجال براحة أكبر في الخارج، هم أكثر ضجيجا. النساء أكثر هدوءا بكثير”، كما تقول أبو ريا. تأتي النساء إلى مقهاها، كما تقول، عندما يكنّ في حاجة إلى مكان خاص بهنّ. “هنا يتحدّثن ويضحكن، ولا يتلقّين ردود فعل سلبية. هذا يسمح للنساء كبيرات السنّ أيضًا أن يخرجن – على سبيل المثال: الجدّة مع البنات والحفيدات.

على مدخل المقهى تم تثبيت لافتة تحظر على الرجال الدخول وحدهم. في وسط الأسبوع يعمل المقهى للنساء فقط، ويبقى مفتوحاً أحياناَ حتى إلى ما بعد منتصف الليل. في آخر الأسبوع يكون مفتوحاَ للعائلات. أمر آخر مكتوب على اللافتة وهو أنه يحظر تدخين الأرجيلة. بحسب أبو ريا، كان ذلك ولا يزال أحد الجدالات الكبيرة: “بعض النساء يرغب بالأرجيلة، والبعض الآخر لا يرغب بذلك، ولا يرغب معظم الرجال بأن تدخّن النساء الأرجيلة”، كما توضح. موقفها الشخصي قوي ويستند أيضًا إلى مهنتها الثانية، مربية: “لا يمكنني أن أقول للشباب بأنّها سيئة، ثم أقول لهم، “والله، افتتحنا محلّ أراجيل”.

حتى دون الأراجيل، فإن بعض الاهتمام في المقهى هو بالأنشطة ذات المحتوى: المحاضرات (للنساء، بطبيعة الحال)، أمسيات شعرية وعروض ستاند أب، معارض تتبدّل على الجدران (لنساء، كما قلنا).

تخطت ثقافة الإسبرسو التي عمّت المجتمع العربي النساء (تصوير رامي شلوش/ هآرتس)
تخطت ثقافة الإسبرسو التي عمّت المجتمع العربي النساء (تصوير رامي شلوش/ هآرتس)

وُلد المعرض بعد أن حضرت أبو ريا معرضا في سخنين، والذي كانت “أسماء الفنانين كبيرة، في الخارج، وأسماء الفنانات في الداخل، على لافتة صغيرة. أغاظني ذلك”، كما تقول. “نشرنا نداء سمّيناه “أن أكون أنا”، بهدف جلب النساء من الهامش إلى المركز”.

ولكن الأنشطة المختلفة التي بادرت إليها جلبت معها عددا غير قليل من المعضلات. على سبيل المثال، فالكتب الموضوعة على الرفوف في المقهى، للقراءة أو للاستعارة. في البداية أرادت التركيز على الكتب ولكنها قرّرت التنازل: “حتى لا نزعج النساء الأقل تعليما”، ولأنها تريد أن تشعر كل امرأة بالراحة في مقهاها.

تقول ميسون أبو ريا إنّه في الأسبوع الماضي قدمت إلى المقهى امرأة تعمل بالتنظيف، مع صديقاتها، وفي الجانب الآخر من المقهى جلست طالبة للقب الثاني. “التنوع مثير”، كما تقول. وقد أثار تحديد الأسعار معضلة مشابهة: في البداية أرادت تسعير الوجبات بالأسعار المعيارية أو حتى أكثر بقليل، من أجل بثّ الفخامة، ولكن في النهاية قررت اعتماد أسعار معقولة، “بحيث تستطيع النساء الفقيرات المجيء والجلوس في المقهى”، كما تقول.

بجانب نقطة الاستقبال تقف هبة خليل، في التاسعة والعشرين من عمرها. وهي مسؤولة عن الورديات وأيضا شقيقة صاحبة المكان. درست موضوع المعدّات الطبية وعملت في مستشفى في حيفا، ولكن بحسب كلامها، منذ أن ولدت أولادها، أصبح العمل في المقهى أكثر ملاءمة لها. “إنه ممتع، نساء فقط”، كما تقول وتسارع بالابتسام إلى إحدى الطاولات لتلبية طلب الحضور.

أحد أهداف أبو ريا في إقامة هذا المقهى، باستثناء تقديم مكان ترفيه للنساء، كان أيضًا توفير عمل للنساء في المنطقة، وبالفعل، فإنّ جميع الموظفين في المقهى نساء، باستثناء واحد: الطباخ الرئيسي. يأتي لتكوين قائمة الطعام، ولكن بعد أنّ اتّضح أنّه يصعب على الطباخات العمل في ساعات المساء، بقي في وظيفة المسؤول عن المطبخ. ليس لدى أبو ريا مشكلة مع ذلك: “شعرت بأنه جزء من نجاحنا”، كما تقول، وتوضح كيف أثر جمهور الهدف أيضًا على قائمة الطعام: “تحبّ النساء الدجاج أكثر، فهو طعام لذيذ. لم يكن لوجبات اللحوم نجاح كبير”.

والآن، بعد نحو نصف عام من الافتتاح، يبدو أنّ كل شيء منظّم. تم حلّ المعضلات، المقهى مدهون بعناية باللونين الأرجواني والأبيض، “بروح نسائية”، كما تعرّفه أبو ريا، وفي هذه الأيام بدأت بالترويج لمقهاها أيضًا في بلدات مسغاف، رغم وجود زبونات يهوديات فعلا يأتون من تلك البلدة.

ولكن النجاح لا يمحو الصدمة في البداية، والتي كانت بحسب كلامها غير سهلة إطلاقا. هي بنفسها شخصية غير عادية: في الأربعين من عمرها، أم أحادية المعيل تربي بنتين، تبلغان 14 و 17 عاما، وهي مطلّقة منذ 12 عاما. بالمقابل لإدارة المقهى فهي تعدّ شهادة دكتوراة في دراسات الجندر ومرشدة للتعليم الخاص في لواء الشمال في الوسط العربي. قبل نحو ستّ سنوات أقامت جمعية للأمهات أحاديات المعيل في المجتمع العربي، “إيمانا بأنّ المرأة بإمكانها القيام بكل شيء، ولكن في المجتمع الذكوري لا يسمحون لها”، كما تقول. ليست الصراعات أمرا جديدا بالنسبة لها: “مررت بذلك مع إقامة الجمعية، ولكن لم أكن أتخيل ماذا سيكون حقّا”.

قبل الافتتاح أنشأت مجموعة على الفيس بوك من أجل تسويق المقهى بين النساء، وبشكل مفاجئ لها، وواجهت المجموعة الكثير من المعارضة. كان بعض أشكال التعبير عن المعارضة من نساء كتبن أنّ كل موضوع المقهى هو للتعرف على رجال.

“لمجرّد الاسم – مقهى – جاءت الأفكار السلبية”، كما تقول أبو ريا. بحسب كلامها، فإنّ الرجال أيضًا عارضوا، “كما لو أن ذلك لو كان للنساء فقط، فإنّ هناك شيء غير شرعي فيه. كما لو كنّ يحاولن إخفاء شيء ما”.

ولكن الفيس بوك كان البداية فقط. لاحقا، كما تقول، استيقظ أيضًا رجال الدين في المدينة وبدأوا بطرح الأسئلة عليّ. “أرسل لي الأئمة والمشايخ امرأة كبيرة في السنّ، حاجّة، والتي تعرف المجتمع. طلبت مني الجلوس”، كما تقول أبو ريا. في تلك الفترة كانت تحت ضغوط كبيرة جدا متعلقة بافتتاح المحلّ، ولذلك لم تجد الوقت للقاء مع تلك المرأة، وإنما فقط لمكالمة هاتفية. في تلك المكالمة، كما تقول أبو ريا، “قالت المرأة بأنّهم طلبوا منها الاستفسار. قلت لها أنني أدعو المشايخ والأئمة إلى المقهى، ليروا بأنفسهم”.

حتى في أسرتها لم يمر ذلك بسهولة. تقول والدة ميسون أبو ريا، حورية خلايلة، بأنّهم في البداية عارضوا هم أيضا الفكرة. “قلنا إنّ ذلك غير مقبول. ولكن بعد أن أصرّت، فرحنا ودعمنا. لقد وضعتنا أمام الواقع. هي كبيرة فعلا”، كما تقول الأم.

“في البداية أزعجها العمل النسائي، يهمها قيمة البيت والأسرة”، كما توضح أبو ريا. الأم متدينة، وسوى أبو ريا لديها خمسة أبناء، وبحسب كلامها، ينشط جميعهم في المجتمع بطريقة أو بأخرى. أحد المخاوف التي كانت لديها هي في فترة افتتاح المقهى، حيث إنّ أبو ريا مشغولة جدا على أية حال في التعليم، وقد يكون المقهى مصدر دخل غير مستقر وهناك إمكانية للفشل. رغم المخاوف، تصرّح الأم بأنّها فخورة بابنتها. “لو كنت متزوجة، لم أكن أعتقد بأنني سأصل إلى هذا”، كما تلخص أبو ريا وتنظر بارتياح إلى المقهى، ولكنها تسارع فورا للتوضيح وتسعى للتأكيد على أنها لا تؤيد الطلاق. ولكن، كما تقول ضاحكة، “إذا كان مجتمعنا لا يشجّع الزواج من جديد، فإننا نحاول النجاح في أماكن أخرى”.

تم نشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 1154 كلمة
عرض أقل