ما هو الاستيطان؟
المستوطنات هو قرى ومدن يهودية قامت خارج الخط الأخضر بعد حرب الأيام الستة. تُستخدم الكلمة بشكل أساسيّ لوصف القرى في الضفة الغربية وغور الأردن والتي لم يُطبّق فيها القانون الإسرائيلي، ولا يزال يوجد فيها حكم عسكريّ. تُستخدم الكلمة أيضًا لوصف البلدات التي كانت في قطاع غزة وفي شبه جزيرة سيناء وتم إخلاؤها خلال السنين. وفقا للآراء السياسية، هناك جهات يسارية إسرائيلية تستخدم كلمة “الاستيطان” لوصف القرى اليهودية في القدس الشرقية وبلدات هضبة الجولان. هناك من يستخدم هذا الوصف أيضًا للبلدات اليهودية المختلفة التي قامت في مختلف أنحاء أرض إسرائيل في فترات مختلفة.
كم هو عدد المستوطنين؟
في نهاية عام 2013 قُدّر عدد المستوطِنين بنحو 370,000 شخص. أي نحو 4.3% من مجموع سكان إسرائيل. لا يشمل هذا الرقم اليهود الذين يعيشون في هضبة الجولان والقدس الشرقية. في نهاية عام 2013 كانت هناك 125 مستوطنة في أرجاء الضفة الغربية، لا يشمل القدس الشرقية ولا الخليل، واللذين وافقت الحكومة الإسرائيلية على إقامة البلدات فيهما.
جامعة أريئيل عادة ما تتضامن مع اليمين الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
ماذا يعني مصطلح “الاستيطان”؟
يستخدم معظم المتحدّثين بالعبرية اليوم هذا المصطلح بشكل أساسيّ لوصف البلدات والسكان الإسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية وغور الأردن، ولوصف البلدات التي تم إخلاؤها من قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء. يمكن استخدام الكلمة لوصف إقامة البلدات في أراضي تم احتلالها خلال الحرب، ولكن يوجد لها دلالات أخرى أيضًا، بعضها لا يتعلّق إطلاقا بالسياسة. المعاني الأخرى للكلمة بالعبرية يمكن أن تكون “الإقامة لمدة طويلة في مكان ما”، أو “إقامة مستوطنة، التمسّك بالأرض” – دون علاقة لأي صراع على الأرض. أصل كلمة “مستوطنة” بالعبرية (هِتناحلوت) قديم ويظهر أيضًا في التوراة بمعنى استيطان أسباط إسرائيل.
في نهاية عام 2013 قُدّر عدد المستوطِنين بنحو 370,000 شخص. أي نحو 4.3% من مجموع سكان إسرائيل
كيف بدأت المستوطنات؟
بعد حرب الأيام الستة كان على دولة إسرائيل اتخاذ قرار. من جهة، أرادت الاستمرار واستخدام الأراضي التي احتلّتها لأغراض أمنية والاستمرار بالسيطرة عليها، وقد عزّزت هذه الخطوة أيضًا رؤية الصلة التاريخية بهذه المناطق. من جهة أخرى، فإنّ ضمّا كهذا، فيما عدا المعارضة الدولية، سيلزم إسرائيل بمنح الفلسطينيين في تلك المناطق حقوق المواطنة وكانت الغالبية اليهودية ستواجه خطرا. لم يكن تعامل الحكومات الإسرائيلية على مدى السنين مع هذه الأراضي ثابتا. دعمت بعض الحكومات المستوطنات ولكنها أبقتها خارج أراضي الدولة السيادية، وتولى بعض الحكومات إخلاء المستوطنات والحدّ منها، مثل أريئيل شارون الذي نُفّذ في فترة تولّيه برنامج “فكّ الارتباط” عن قطاع غزة.
المستوطنات والفلسطينيون
على الجانب الفلسطيني فإنّ الاتهامات الموجهة ضدّ المستوطِنين هي بأنّ هذه المستوطنات قد قامت على أراض فلسطينية خاصة. يقول الادعاء الفلسطيني ضدّ هذه المستوطنات إنّ دولة إسرائيل قد سرقت أراض فلسطينية، وأقامت مستوطنات وقالت إنّ هذه أراض كانت تابعة لدولة إسرائيل. يدعي الفلسطينيون أنّ دولة إسرائيل ساومت على حقّهم الأساسي في التملّك وعلى ضعفهم من أجل سرقة ممتلكاتهم.
المنطقة الصناعية بركان (Noam Moskovitch)
على خلفية العيش في المستوطنات تندلع في كثير من الأحيان نزاعات بين جهات فلسطينية وبين المستوطنين. حيث إنّ هناك من كلا الجانبين عناصر متطرّفة ترغب بتأجيج المنطقة. رغم هذه الصراعات من الجدير ذكره أنّ هناك أيضًا تعاون اقتصادي مفاجئ بين الفلسطينيين والمستوطنين يستند إلى الصداقة والثقة بين الجانبين، وخصوصا في الصناعة والزراعة.
الشعب الإسرائيلي والمستوطنات
بناء وحدة سكنية في مستوطنة بيت إيل (FLASH90)
ينقسم الشعب الإسرائيلي في رأيه بخصوص المستوطنات. يعارض قسم من الشعب الإسرائيلي المستوطنات بشدّة، بل ويشارك في مقاطعة المنتجات المصنّعة خارج الخط الأخضر. ومن الجهة الأخرى، فالنقد تجاهها كبير، حيث يدّعي آخرون بأنّ مقاطعة المستوطنات ستؤدي في نهاية المطاف إلى مقاطعة دولة إسرائيل، من بين أمور أخرى، لأنّ بعض الشركات المهمة في البلاد تعمل أيضًا في الضفة الغربية. ادعاء آخر يقول إنّ مقاطعة المستوطنات ستضرّ أيضًا بمعيشة الفلسطينيين الذين يعملون في تلك الأماكن. يؤيد إسرائيليون آخرون المستوطنات ونشاط المستوطنين حتى دون العيش في تلك الأماكن.
ماذا يقول العالم؟
قرّرت المحكمة الدولية في لاهاي في الماضي بأنّ المستوطنات في الأراضي المحتلة ليست قانونية وتعارض القانون الدولي، وتدين الأمم المتحدة منذ سنوات البناء في المستوطنات. ثارت جلَبة في الأيام الأخيرة في العالم حول الاستيطان في أعقاب قرار رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالموافقة على بناء 300 وحدة سكنية في مستوطنة بيت إيل. أدانت الإدارة الأمريكية هذا القرار وأوضحت بأنّ الولايات المتحدة تعتبر أن المستوطنات تنتهك القانون. أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أيضًا قرار نتنياهو.
وماذا سيجيب المستوطن على السؤال: لماذا يسكن هناك؟
عملية إخلاء المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة عام 2005، عملية فك الارتباط (Flash90/Pierre Terdjamn)
الأمر يتعلق بالشيء الذي دفعه للعيش في المستوطنات. لا يمكن بجملة واحدة أن نعرّف شخصا يعيش في المستوطنات. الأشخاص الذين يعيشون هناك هم أشخاص مختلفون، من مجموعات مختلفة، لهم آراء مختلفة وسمات مختلفة. لدى كل إنسان أسباب مختلفة للعيش في المنطقة المعرّفة كمستوطنة، ولا تكون الأسباب دينية دائما.
هناك أشخاص يعيشون في المستوطنات كحلّ لمشكلة الإسكان. يفضّل الكثير من المتديّنين “الحاريديم” العيش في المستوطنة مع “حاريديمط فقط، ويعيشون في أماكن تعرّف بأنّها مستوطنات وليس بالضرورة لدوافع أيديولوجية.
سيوضح قسم آخر من المستوطِنين بأنّهم يعيشون في تلك الأماكن من أجل الحفاظ على أمن الدولة. يشير هذا الادعاء إلى أنّ أراضي دولة إسرائيل صغيرة، والتنازل عن مناطق معيّنة سيشكّل خطورة على وجود الدولة وسيعرّضها لتهديدات من قبل الدول العربيّة المجاورة. ليس هؤلاء الأشخاص متديّنين بالضرورة.
سيقدّم آخرون أسبابا أخرى للعيش في الأراضي التي تعرّف كمستوطنات، من بين هذه الأسباب: الاعتقاد بأنّ هذه الأراضي هي جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل التاريخية، والاعتقاد بأنّه من واجب اليهود الاستيطان في أرض إسرائيل كلّها. بالإضافة إلى ذلك، هناك مستوطنون يعتقدون بأنّهم “رسل الله” ومن واجبهم الاستيطان في المناطق التابعة لليهود والتمسّك بالأرض.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني